ابتعد عن هذه الأفكار فهي مدمّرة تصميم وفاء المؤذن |
وفي هذا المقال، سنتعرف على أهم الأفكار التي يجب عليك الحذر منها وطردها، والتي تجعل من نفسيّتك هدفاً لها وقد تؤدي إلى تدميرها.
هذه الأفكار قد تنضم إلى عدة مسمّيات وتصنيفات، فقد تكون سلبية، غير عقلانية، أو غير ممتدة للمنطق بصِلَة.
مهما كانت أسماؤها أو تصنيفاتها، فهي لا تؤدي إلّا إلى سلوك سلبي وعواقب سيئة.
وأوّل هذه الأفكار هي هوس نيل محبة كل من حولك
لا شكّ أنّ كل شخص يرغب بأن يكون محبوباً، ولكن لا يجب أن يتحول الأمر إلى |هوسٍ| وسبب لانشغال التفكير به على أنّه أمر حتمي وضروري جداً في الحياة.
فلو نظرنا للواقع، تعتبر هذه الفكرة غير عقلانية، فلا داعي لأن يحبك جميع البشر، ولا داعي لأن تشعر بالانكسار لمعرفتك بوجود أحد لا يتودّد لك.
فلن تجد شخصاً على وجه الكرة الأرضية يحبه جميع الناس أو جميع من تعرّف إليهم.
لذلك يجب التخلي عن هذه الفكرة والامتنان بوجود أشخاص محبين لك بحق، فليس المهم كم يبلغ عددهم إنما المهم أنك سعيد بجوارهم وهذا يكفي.
ثانياً: فكرة التأييد المطلق
وهذه الحالة تحدث عادة للأشخاص الذين يعانون من |الوساوس| أو التمسك الشديد بآرائهم، فيشعرون بالاكتئاب لمجرد وجود معارضة أو اختلاف في الرأي معهم، ويتمسكون بأن كل الآراء من حولهم يجب أن تكون مؤيدة لهم.
ولدى الخوض في هذا الأمر، تذكّر أنّ أفضل العلماء والمخترعين في العالم تعرّضوا لدحض آرائهم ونقد نظرياتهم، فالأمر طبيعي ولا يجب أن تسمح لنفسك بالوصول إلى |حافة الانهيار| والشعور بالسلبية تجاه هذا الأمر.
ثالثاً: حصول عكس ما هو متوقّع
فكثيرٌ ما ينهار العديد من الأشخاص إزاء عدم سير الأحداث أو الخطط او ظهور نتيجة على عكس ما كانوا يطمحون إليه.
والتمسّك بهذا الأمر خاطئ جداً، إنّما المحاولة من جديد والإيمان بأنّ كل ما يجابهه الإنسان في حياته هو إما خيرٌ له، أو درسٌ يتعلم منه، أو أساس لإنجاز آخر وتهيئة لأمرٍ أفضل.
فلا تجعل حياتك رهينة توقّعات وخطة سير لا تقبل الاعوجاج عنها، فالحياة مليئة بالمفاجآت.
ابتعد عن هذه الأفكار فهي مدمّرة تصميم وفاء المؤذن |
ووصلنا للفكرة الرابعة وهي وجوب الشعور بالحزن والمشاعر السلبية
عندما ترى شخصاً يشعر بذلك أمامك، كأن ترى صديقك متعباً ولا يرغب بالذهاب للعمل فتشعر بالأمر ذاته وتتغيب عن أداء واجباتك، وهذا الأمر غير منطقي.
فالتعاطف مع |المشاعر| أمرٌ طبيعي، ولكن لا يجب أن يصل إلى مرحلة التقليد والاستنساخ.
فأين دورك الداعم؟ إن شعرت بالفشل أمام من يشعر به، وإن تقوقعت واكتأبت تعاطفاً مع من يمر بهذه الحالة، فمن سيكون عوناً له ويقوّيه ويدعمه؟
يجب أن يكون تعاطفك مصدراً لقوة الآخرين ودعمهم وليس انجرارك نحو المشاعر ذاتها.
الفكرة الخامسة هي الشعور الدائم بالحاجة لمن هو أفضل منك وأكثر خبرة منك
أو بالأحرى مرشد لك لكي تصل لأهدافك ونجاحاتك، ولن تصل إلا بوجوده، وهذه الفكرة خاطئة بلا شك.
صحيح أنّنا بحاجة لداعم، وصحيح أننا نتخذ أشخاصاً كقدوة في أي مجال نخوضه في الحياة، ولكن لا يجب أن يتحول الأمر إلى هوسٍ أو شرط أساسي لوجوده كي نحقق النجاح.
فاعتمادك على أحد آخر من الصفر حتى النهاية والتمسك به لن يجعلك إلا شخصاً اتكالياً أو معتمداً على الآخرين وقليل الثقة بنفسه.
سيمر في حياتك عدد كبير من الأشخاص وكلٌ منهم سيقدم رأياً أو نصيحة أو دعماً، لذلك يجب أن تكون بثقة عالية ويكون مصدرك النهائي للقرارات هو أنت، وأن تكون شخصاً استقلالياً بذاته غير متكئ ومنتظر للآخرين.
سادس فكرةٍ هي التشبّث بأن تكون متفوقاً على كلّ الأصعدة دائماً
ومنطقياً لا يوجد أحدٌ لا يخطئ، أو لا ينهزم في أحد معاركه في سبيل |النجاح|، فالتفوق أحياناً لا يأتي إلا بعد خسارة وصبر كبير ووقوع في الأخطاء ثمّ يكلّل بهذا النجاح.
لذلك تذكر دائماً أنّك مسؤول عن السعي وليس عن النتيجة، ولا تجعل نفسك رهينة هذه النتيجة إنّما يجب أن تجعلها حافزاً لعدم الاستسلام والسعي مجدداً.
الفكرة الأخيرة هي لوم الماضي القاسي دائماً على تصرفاتنا وأفكارنا الحالية
لا شكّ أنّ من مرّ بماضٍ سيء سيتأثر به مستقبلاً ولكن، تذكّر أنّك في حاضرك الآن، وأنّ ما مضى لا يمكن تغييره ولكنّك قادرٌ على اتخاذ قرارات جديدة والتغيير من حاضرك الذي سيجعل مستقبلك أفضل.
لا تأسر نفسك في ماضٍ قد كنت ضحية فيه، بل اسعَ لتغيير مستقبلك عبر حاضرك نحو ما تحلم به.
شاركنا رأيك عبر التعليقات وهل عانيت يوماً من هذه الأفكار؟
بقلمي: شهد جلب
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك