هذا مايفعله كلام الناس بك تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
ما هو تعريف ظاهر غماليون؟
في الحقيقة إن ما يسمى بظاهرة بغماليون، وهي ظاهرة علمية تؤثر على حياتك كلها دون أن تنتبه وهي ظاهرة نفسية تقول أنك تستطيع توقع ما سيفعله الشخص المقابل، عندما تحكم سلفاً على قدرات شخص معين ستتغير طريقة تصرفك معه، وبالتالي هذا الشخص سيتأثر بالطريقة التي حكمت فيها عنه وستتجسد به، وسيتصرف على أساس اعتقاداتك، وهذا ما يؤكد حكمك المسبق.
على سبيل المثال:
تخيل أنك مدرّب فريق كرة قدم، وفي أول يوم من التمارين يدخل إلى فريقك شخصين جديدين، أعضاء جدد ويرغبوا أن يشتركوا معك في الفريق وأحدهما يذكرك بشخص مزعج كان في حياتك منذ أيام الدراسة، ونتيجة لذلك أنت لا شعورياً تحكم سلفاً على أداء كل شخص منهم وتتوقع أن أحدهم سينجح والشخص الذي يذكرك بشخص قديم تتوقع أن يفشل.
ما هو تأثير حكمك السابق على الآخرين؟
حكمك المسبق يؤثر بدون وعي على تصرفاتك وأفعالك اتجاه هذين الولدين، وعندما يأتي اللاعب الذي تحبه على التمرين أنت تبتسم له وتكون سعيد برؤيته، وعندما يلعب تشجعه وتدفعه للقيام بالمزيد، وإذا ارتكب خطأ تقف في جانبه وتساعده وتشجعه ومن ثم تشرح له كيفية تصحيح أخطاءه، أما اللاعب الآخر تتعامل معه بشكل رسمي وبجفاف ولا تمدحه ولا تساعده عندما يفشل، وإذا سجل هدف تعتبر أنه محظوظ ولا تعطيه الكثير من التعليمات ولا تستثمر جهده أو وقته في تدريب إضافي، وعندما يخطأ تهز برأسك وكأنك متأكد أنه سيخطأ.
هذا مايفعله كلام الناس بك تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
ما هو تأثير تصرفاتك اتجاه الناس حولك؟
إن تصرفاتك اتجاه الآخرين تؤثر على معتقداتهم حول أنفسهم، أي أن الشخص المقابل إذا شعر أنك تقدره وبالتالي سيقدرك ويؤمن في نجاحه، وإذا شعر الشخص المقابل أنه تعتقده إنسان فاشل ولا تقدره وبالتالي سيبادلك في ذلك الشعور وسيقلل من قيمة ذاته.
كيف ستظهر توقعاتك على الشخص المقابل؟
بعد فترة ستجد الشخص الذي كنت تشجعه وتدفعه للأمام أصبح موهوب في لعب |كرة القدم| وبدأ يجد الاهتمام من عدة أطراف، بينما الشخص الآخر لم يعد متحمس مثلما كان في السابق وكره كرة القدم ولم يعد يحب اللعب أبداً، وهنا تقول لنفسك أنا كنت أعرف ذلك، الحقيقة لو كان المدرّب شخص غيرك سيختلف الموضوع كلياً، وسيكون هذا الشخص ناجح وموهوب أيضاً، وهذا الأمر ينطبق على جميع جوانب الحياة.
- بماذا يعرف تأثير بغمليون؟
يعرف أيضاً بتجربة |روزن فان|، وهذا التجربة سميت نسبة إلى بحث من جامعة هارفرد، حيث قام طبيب بإحضار مجموعتين، وكل مجموعة أعطاهم فئران اختبار كي يدرّبوهم على عبور متاهة،
المجموعة الأولى أخبرهم بأنهم يملكون فئران خارقة ومعدلة جينياً وذكية للغاية ومدرّبة جداً على عبور متاهات بسهولة، والمجموعة الأخرى من التلاميذ أخبرهم بأن فئرانهم كانت غبية جداً، لكن في الواقع الفئران جميعها كانت متشابهة، ولا يوجد أي فرق بينهم والعجيب في الأمر أن الفئران التي كانت مصنفة على أنها ذكية تسبق الفئران الذي أوهم الطلاب أن فئرانهم أغبياء.
هذا مايفعله كلام الناس بك تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
ماذا تؤكد تجربة الطبيب في جامعة هارفرد؟
تلك التجربة تؤكد أن توقعات المدربين تؤثر على نتيجة المتدربين حتى لو كانوا فئران وليس لديهم عقل ولا يفهموا أي شيئ ولا يدركوا أنك حكمت عليهم مسبقاً.
كيف تعمق الطبيب في تجربته؟
فكر الطبيب في التعمق في تلك التجربة ويؤكدها بالأرقام فتواصل مع مدرسة ابتدائية كي يعيد التجربة، في بداية السنة الدراسية قام بجمع المدرسين وأخبرهم بأنه عمل فحص ذكاء لجميع التلاميذ واكتشف أن مجموعة من الطلاب نسبة ذكائهم كانت مرتفعة جداً ولديهم إمكانيات ومواهب عالية، لكن تلك المعلومات كانت خاطئة، في الحقيقة جميع الطلبة كانت نسبة ذكائهم متساوية، لكنه اختار طلاب بشكل عشوائي وقال أنهم أذكياء اكثر، وفي نهاية العام أعاد الطبيب الاختبار لجميع الطلبة والمفاجأة كانت أن التلاميذ الذي تم اختيارهم عشوائياً في بداية السنة ارتفع ذكائهم بشكل كبير ومفاجأ وأكثر من باقي التلاميذ، وبتلك التجربة استطاع الطبيب أن يثبت تأثير اعتقادات أي شخص على شخص آخر.
في النهاية هذه هي طبيعة البشر نكره مادة دراسية معينة ونعتقد أننا لا نفمها ونتيجة معتقداتنا السيئة نفشل بها، وأيضاً نفترض توقعات عن شخص لا نعرف أي شيئ عنه ونتيجة التوقعات السلبية نجدها تتجسد في هذا الشخص، لذلك كن واعي لحكمك على الناس وتوقع الأفضل دائماً.
لا تنسوا المشاركة ..
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك