تعرف على طقوس الساتانزم " Satanism " أو عبدة الشيطان تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
سمعنا كثيراً عن الساتانزم ( satanism ) أو عبدة إبليس أو الديانة الإبليسية .
في الحقيقة ... اختلف الكثير في تحديد ظهورها ،البعض قال أنها توارثت عبر الحضارات والعصور بالفعل ، لكن لم يستطيعوا أن يحددوا التوقيت الحقيقي .
أما البعض الآخر قال أنها ظهرت في القرن الميلادي الأول عند " الغانوصيين أو العرفانيين " .
* ما هي الغنوصية ؟
الغنوصية Gnosticism أو العرفانية : هي عدة مصطلحات تطلق على مجموعة من الأفكار من ديانات قديمة انتشرت في القرن الأول والثاني الميلادي ، وخاصة عند المجتمع اليهودي.
الغنوصيين كانوا يرون أن إبليس أو الشيطان أو لوسيفر هو القوة الموجهة لله سبحانه وتعالى ، إضافة إلى أنهم كانوا يؤمنون بأن " لوسيفر " هو الخالق للكون.
ويقال أن الإبليسية انتقلت لبعض أفراد فرسان الهيكل ، والذين صوروا الشيطان في صورة " قط أسود " ، وبدأوا يحتفظون لأنفسهم ببعض الرموز الخاصة مثل " |النجمة الخماسية| " ، التي يتوسطها رأس كبش كبير ، والسر في اختيارهم للكبش تحديداً ، لأنه كان رمز الخصوبة والوفرة والنماء في الحضارات القديمة .
وأتباع الشيطان سرقوا هذا الرمز وحولوه فيما بينهم لأحد شياطينهم ، وقاموا بتسميته " فاموفيد " والذي يجسدوه في صورة إنسان ورأس له كتف كبير وقدم بحوافر وبعض الأعضاء الأنثوية.
سنة ١٩٦٦ م ظهر شخص اسمه " |أنطون لافي| " ، المولود في |مدينة شيكاغو| عام ١٩٣٠ م لأبوين من اليهود.
من هو أنطون لافي ؟
هذا الشخص تعلم السحر وأجاده لدرجة الاحترافية ، وأعلن عن تأسيس كنيسة الشيطان في ١٩٦٦ م ، وأسس مذهب الشيطانية الإلحادية ويصل أعضاء هذا المعبد الشيطاني حوالي ٢٠٠ ألف عضو.
وقام بتسميتها بالـ " كنيسة " تشبهاً دينياً وإضفاء هالة قداسة زائفة ، في حين لا يوجد ما يسمى " كنيسة شيطان " ولكن يسمى معبد أو محفل شيطان.
ونشر أفكاره الشيطانية لدرجة أنه ألف كتاب سماه " الإنجيل الشيطاني " في صورة واضحة للتشبه بقداسة دينية.
وشرح فيه الطقوس الشيطانية ومعتقداتها والمبادئ التي يؤمنون بها ، والطقوس والانضمام لمحفل الشيطان لم يكن فقط بعد ظهور أنطون وتأسيسه بشكل رسمي لهذه العبادة ، ولكن عبر التاريخ عندما كانت بعض الشعوب أو القبائل يقدمون القرابين البشرية لقوى الطبيعة، أو بعض الشياطين ومنهم الشيطان " مولوك أو مولوخ " والذين كانوا يفعلون هذا لكي ينالوا منه البركات كما يعتقدون أن يجب عليهم أن يقدموا دم بشري ، وكانت الأطفال الرضيعة هي المفضلة لهذا الشيطان .
تعرف على طقوس الساتانزم " Satanism " أو عبدة الشيطان تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
* ما هي قصة المركيزة ديمونت وصيفة الملكة ؟
القصة المرعبة تبدأ من عند المركيزة " ديمونت سبان " ، التي كانت وصيفة الملكة حينها ، والتي أصبحت فيما بعد مقربة بشكل كبير من لويس الرابع عشر.
هذه المركيزة كانت تتمنى أن تكون هي الملكة ، أو على الأقل أن تتمكن من أخذ مكانتها كامرأة عند الملك.
فاستعانت بأحد العرافات والتي كان اسمها " لافيزون " ، والتي طلبت منها أن تستعين بأحد كهنة الشيطان اسمه " جيوبر " ، لكي يجري لها طقس سحري يحقق لها ما تتمنى.
فقال لها الكاهن أن الحل هو" | الطقس الأسود| " ، وهذا يفعل باسم الشيطان ويتم فيه تقديم قرباً بشرياً ولابد أن يكون طفل لم يتم تعميده.
وبالفعل وافقت المركيزة وأدت الأمر بخطف طفل رضيع ، وقام هذا الكاهن بذبح الطفل وأخذ دمه في كأس ، وبعدها نزع قلب الطفل ووضع قطعة منه في طعام الملك لويس ، لكي تتمكن الماركيزة من السيطرة عليه ، لكن هذا الطقس فشل وأصبحوا أمام مشكلة كبيرة وهي أنهم يجب أن يكرروا الطقس إلى أن ينجح ،والشيطان يحقق لهم مطلبهم .
و بالفعل تكرر خطف الأطفال الرضع والذي أثار الرعب وهز |فرنسا| حينها ، واستطاعوا أن يصلوا للحقيقة المرعبة لهذه المركيزة ، والتي تم نفيها وسجنها وإعدام العرافة والكاهن.
* من أقوى وأخطر " الطقوس " التي يفعلها الستانزم
هو طقس السحر الأكبر وهذا يفعلوه عندما يريدون أن ينتقموا من شخص أو يتخلصوا منه.
هذا الطقس يبدأ بأنهم يشعلون شموع معينة ، هذه الشموع تكون لونها أسود ومصنوعة من دهن بشري ، خاصة دهن الجثث الأطفال التي تقدم قرابين ويتم إضافة بعض المواد المستخدمة في السحر ، ويضعوها على مكان اسمه المذبح ، ويبدؤون بتلاوة بعض الصلوات الشركية التي فيها تمجيد للشيطان وانسلاخ تام من أي دين آخر.
وبعد ذلك يطوفون حول المذبح والشموع ، ويكون الطواف عكس عقارب الساعة ، ويبدأ الكاهن الأكبر بضرب الجرس تسع مرات.
تعرف على طقوس الساتانزم " Satanism " أو عبدة الشيطان تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
* تكملة طقس السحر الأكبر
تحدثنا عن طقس السحر الأكبر الذي يقومون به عبدة الشيطان ، ويتم فيه بعد الطواف حول الطفل المذبوح قرع الجرس من قبل الكاهن تسع مرات ، وهذا لأنهم يفضلون الرقم " تسعة " لهدف غير معلوم ، بعد ذلك يرش الكاهن الشيطاني ماء غير نظيف في المكان ، وغالباً يكون هذا الماء ملوث بدماء وفضلات بشرية ، وهم يرددون اسم هذا الشخص ( الشخص المراد الانتقام منه ) ، وبعد أن يتم رش الماء المقزز يأمر الكاهن كل الحضور بفعل " علاقات محرمة " ، وهذا ليجعل الشيطان يرضى عنهم ويتجسد على الكاهن ويصدر أوامره لهم.
* من أعاد الإبليسية للعصر الحديث ؟
من الأشخاص التي يقال أن الشيطان كان يتجسد عليه أثناء الطقوس ، هو الساحر الأشهر عالمياً ( |اليستر كراولي| ) ، والذي أخذ لقب ( ابن الشيطان) ، وهو أول من أعاد الإبليسية للعصر الحديث بعد أن انشق عن " جماعة العهد الذهبي" ، وهي إحدى الجماعات السرية التي كانت تقدس نفس فكر الشيطانية ومنبثقة من عباءة جماعة فرسان الهيكل .
" اليستركراولي " كان معروف بعلاقاته الشاذة والمريبة أثناء ممارسة السحر ، لدرجة أنه قال بأن الشيطان تجسد عليه وأعلن أنه ابنه ، وبدأ يروج للفكر الشيطاني ووضع له بعض القوانين حينها ، وتم تأسيس عائلات كاملة انغمست في عبادة الشيطان ، لكي ينتقل هذا الفكر عبر الأبناء وتتوارثه الأجيال وتكون مهمة كل عائلة نشر التعاليم الشيطانية .
وضع كراولي بعض التعاليم الخاصة وكلها كانت ضد القوانين والأديان والشرائع ، وكان إغواء الآخرين بكل السبل من أجل الانضمام لمعبد الشيطان ، وخاصة التركيز على الشباب والمراهقين وخاصة الذين يعانون من مشاكل مع زويهم أو مع المجتمع ، وإغراءهم بالمال والنفوذ وحل كل مشاكلهم ، وبعدها يتم دمجهم داخل الطائفة .
تعرف على طقوس الساتانزم " Satanism " أو عبدة الشيطان تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
* أشهر جماعات عبدة الشيطان
جماعة ( تمبلي اورينتوس) .
وهذه جماعة أسسها شخص اسمه ( |كارل كلنر| ) سنة ١٩٠٢ م ، وبعد موته تولى المهمة بعده شخص اسمه ( فيودون روس ) ، واستطاع أن يوصل أفكار هذه الجماعة للكثير من الدول مثل ( الدنمارك وفرنسا وإنجلترا وأمريكا... ) وأنشؤوا ٤٨ فرع للجماعة.
إضافة إلى ( معبد الحكم الأخير ) .
الذي أسسه الزوجان البريطانيان ( روبرت وماري آن جريمستون) في سنة ١٩٦٣ م ، واستطاعوا أن يصلوا لعدد كبير من الدول والأشخاص الذين انضموا لعبادة الشيطان.
الجماعة الثانية اسمها ( الجمعية القارئة لأمل الشيطان) .
وهذه الجمعية أسسها شخص اسمه " |ايريك ماك اليستور| " ومقرها مونتريال بكندا ، وعدد أعضائها ٤٥ ألف عضو حول العالم.
الجماعة الثالثة اسمها ( جمعية معبد ست) .
والتي أسسها " |ميخائيل اكينو| " بمساعدة إحدى الساحرات ، التي انشقت عن جامعة أنطون لافي مع عدد كبير في حركة اسمها " الارتداد الكبير " .
الجماعة الرابعة ( جماعة السحر الأسود) .
وهي جماعة أمريكية تعتمد على طقوس معينة مثل |تعاطي المخدرات| والتضحية بالحيوان وشرب الدماء ..
وغيرهم من الجماعات الشيطانية المدمرة لأي مجتمع وأخلاق وأديان.
* هل تتفق هذه الجماعات في المعتقدات ؟
وعقيدة عبدة الشيطان ورؤيتهم لوجود الله سبحانه وتعالى تختلف من فريق لآخر ، لأنه على مدار تاريخهم لم يكن فيه عقيدة ثابتة أو موقف موحد تجاه الله سبحانه وتعالى.
* ما هو الاختلاف في هذه المعتقدات ؟
مثلاً في ( الفريق الأول ) منهم يؤمن بوجود الله ، إضافة إلى إيمانه بوجود الشيطان ، وأن الشيطان له مكانة عظيمة ويستحق التقديس ، لأنهم يرون أن إبليس ظُلم ولابد من إعادة مكانته له ، وهذا ما أكده انطون لافي في كتابه الإنجيل الشيطاني.
ووفقاً لمنظور هذا الفريق فقد آمن عبدة الشيطان بوجود إلهين ، إله الخير وإله الشر ، و إله الشر الذي أعطوه كل ملكوت الأرض .
تابع القراءة بالجزء الثاني ...
رهف ناولو
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك