سَمِيرَة وَالمُكَالَمةُ الهَاتِفِيَّةُ |
كانَتْ سَمِيرَةُ تَتَحدَّثُ معَ زمِيلَتِهَا عَلىٰ الهَاتِفِ وفَجْأةً تَدَاخَلَتِ الخطُوطُ وَتشَابَكَت، فسَمِعَتْ صَوتَ طِفْلَةٍ تُحَادِثُ أمِّهَا.
كانَتِ الفَتاَةُ تَرجُو وَالدَتِهَا، أنْ تَسمَحَ لَهَا بًالذَّهَابِ في رِحلَةٍ مَدرَسِّيةٍ إلىٰ مدينةِ المَرَحِ.
لكنَّ الأمَّ التي كانَتْ عَلىٰ ما يبدُو فِي عَملِها أوْ وظِيفَتِها
كَانَتْ ترفُضُ طَلَبَ ابْنَتِهَا وتَعتَذِرُ مِنْهَا لأنَّ مِيزانِيَّتَها لا تسمَحُ لَهَا بِإِرسَالِها إلىٰ الرِّحلَةِ.
قَالَتِ الفَتَاةُ : كُلُّ طُلَّابِ الصَّفِّ السَّادسِ سَيَذهبُونَ غَدَاً للرِّحلَةِ، سَيَمرَحُونَ ويَلعَبُونَ، أَرجُوكِ مَامَا أريِدُ الذَّهابَ مَعَهُمْ.
لَكِن إِلحَاحَ الفَتاةِ لَمْ يُجْدِ فِي إقْنَاعِ وَالدَتِهَا الَّتِي قَالَتْ لَهَا : لِينْ كَفَىٰ بُنَيَّتِي، أنتِ تُسبِّبيِنَ لِيِ الإحرَاجَ..
ستَذهَبِينَ فِي المَرَّةِ القَادِمةِ... تَعرِفِينَ الظُّروفَ حَبيبَتِي.
رَدَّتِ الفتَاةُ بِحزْنٍ : حَسَنَاً أُمِّي ......
وَقُطَعَتِ المُكاَلمَةُ.
تَألَّمْتْ سَميِرَة لِمَا حَدثَ وَأحَسَّتْ بالحُزنِ مِنْ أجْلِ الفتَاةِ وَتمَنَّتْ أنْ تُسَاعِدَهَا وَلَكِنْ كَيفَ؟
هِيَ لا تَعرِفُ مَنْ هِيَ، وَلاتَعرِفُ عُنوَانَها، وَلَا اسمَ مَدرَستِهَا، وَفَوقَ هَذَا لَيسَ لَدَيْهَا مُتَّسَعاً مِنَ الوَقتِ فَالرِّحلَةُ غَدَاً.
أثْنَاءَ الغَدَاءِ،عِنْدَ اجْتِمَاعِ العَائلَةِ فِي الظَّهِيرَةِ حَكٌتْ سَمِيرَة لأُسرَتِهَا مَا جَرَىٰ.
لَكِنَّ وَالدَهَا اسْتَنْكَرَ مَا حَدَثَ وَقَالَ لَهَا : لَقَد أخطَأتِ بُنَيَّتِي، مَا كَانَ يَنْبَغِي أنْ تَستَمِعي لِحِوَارِ الأمِّ وابنَتِهَا.
قَالَتْ سَميِرَة : لَمْ أكُنْ أقْصِدُ ذَلِكَ، لَكِنَّ صَوْتَهَا ظَهَرَ فَجْأةً عَلىٰ الهَاتِفِ وَقَد شَدَّنِي المَوضُوعُ...
ثُمَّ قَالَتْ بِحُزْنٍ لَقَد تَأثَّرتُ كَثِيرَاً لِحُزنِ الفَتاةِ أبِي.
قَالَ الأبُ : هَذَا شُعُورٌ نَبِيلٌ وَلَكِنْ كَانَ مِنَ الوَاجِبِ َأنْ تُغْلقِي الهَاتِفَ، إنَّهُ شَأنٌ يَخُصُّهَا وَحدَهَا، لَيْسَ مِنْ حَقِّكِ الاسْتِمْاعِ لِحَدِيِثِ الَفتَاةِ وَأُمِّهَا، فَهُنَاكَ آدَابٌ لاستِعمَالِ الهَاتِفِ لا يَجُوزُ تَجَاوزَهَا.
قَالَ سَميِرُ: وًكانَ يَكبُر أختَهُ بِعامٍ واحِدٍ أَرجُوكَ أبِي دَعناَ نُساعدُ هِذِه الفَتَاةُ، وَلسَوفَ نِغلقُ الهَاتِفَ لَوْ تَشابكَتِ الخُطوطُ فِي المرَّةِ القادمَةِ.
قَالتْ سَمِيرَة : أجَلْ أبِي نَعِدُكِ بِذَلِكَ ولكنْ أرجُوكَ دَعنَا نِسَاعِدُ الفَتَاةَ هَذِهِ المَرَّةِ، أرجوك... أرجوك..
قاَلَ الأبُ : ولَكِنْ كَيْفَ؟ وَنَحنُ لا نَعِرفُ مَنْ تَكُونُ؟ وَلَا نَعرِفُ عُنوَانَها؟ وَلا اسْمَ مَدرَستِها؟
ضَحِكَ سَميِر وقَالَ : وهِوَ يَضَعُ اصبَعَهُ عَلىٰ صَدغِهِ إنَّهُ الذَّكاءُ أبي، لَقَد وَجَدتُ الحَلَّ.
ابتَسَمَ الأَبُ وقَالَ : هَيَّا قُلْ لَنا مَا عِنْدِكَ
أجَابَ سَميِر : بِبساطَةٍ نَتَّصِلُ بًإدَارةِ مَديِنةِ المَرَحِ وَنعرِفُ اسْمَ المَدرسَةِ الَّتِي ستَزورهُمْ غَدَاً
ثُمَّ نَتَّصلُ بِالمدرسَةِ، وَنَسألُ عَنِ الفتَاةِ لِينْ فِي الصَّفِّ السَّادسِ، ونَدفَعُ لَها ثَمنَ البطَاقَةِ.
قالَ الأبُ : إنَّ مُديرَ مَدِيِنَةِ المَرَحِ صَدِيقِي
فَرَكَ سَميِر كَفَّيْهِ بِفَرَحٍ وَقَالَ : هَذَا يُسَهِّلُ مَهَمَّتنَا.
ثَم تَمَّ الأمرُ ببساطةٍ وَسُهولَةٍ.
ُسُرَّ الوَالِدُ مِنْ لَهفَةِ وَلدَيْهِ وَحُبُّهُمَا لعَملِ الخَيْرِ وَقَالَ لَهُمَا :بَارَكَ اللّٰهُ بِكُمَا وَلَدَيَّ، أنَا مَسروُرٌ لأَنَّكُمَا أدخَلتُمَا السَّعادَةَ إلىٰ قَلْبِ الطِّفلةِ الصَّغِيِرةِ، الحَمْدُ لِلّٰهِ أنَّ| الرَّحمَةَ| تَملَأُ قَلبيكُمَا.
قَالَتْ مَامَا : ولا تَنْسَى أنَّ لذَكاءِ سَميِر دَوْرٌ كَبِيِرٌ فَلَوْلَاهُ لَمَا تَمَّ الَأمرُ.
قَالَتْ سَميِرةُ :أجَلْ بَابَا هَذَا صَحِيَح، وَلَكِنْ لاَ تَنْسَىٰ أيضاً، أنَّ |التَّعَاوُنَ| سَهَّلَ لَنَا المَهَّمَّة، وَأَسْهَمَ كثيراً في َسُرعَةِ انْجَازِهَا.
وَأنْتُمّ أحبَابِي الصِّغارُ...هَلْ سَرَّكُمْ مَوقِفُ سَميِرَة وَأخُوهَا سمير؟
هَلْ سَتَتَصَرَّفونَ كَمَا تَصَرَّفَا لَوْ صَادفَكُمَا مَوقِفٌ مُشَابِهٌ ؟
جَدَّتُكُمْ هُدَىٰ تُحِبُّ أَنْ تَستَمِعَ لأرَائِكُمُ
فِي رِعايَةِ اللّٰهِ أحبَابِي.
أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من قصّة اليوم في التعليقات بلهفة ..
🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍
👵🏻كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك