السعادة لا مكان لها في طريق نجاح - شهد بكر |
- حسناً لنتفق بدايةً أنَّ هذا قلمي وحدي، وفكري وحدي، وشعوري وحدي ..
- وما فائدة هذا الاتفاق؟
- كي تدرك حجم استثنائيتي..
نظر نحو صندوق كلماتي بحيرةٍ لم أستطع كبح جماح ابتسامتي إثرها..
سحب آخر رمقٍ من سيجارة حديث العذاب، ثم أطفأها ليعلن إيقاف نزف الرماد ..
حاول سرق النظر إلى ساعة معصمه، ودون وعٍ منه.. سرق النظر ليحدّق بشفاهي الصامتة..
- أدركتها حينما أيقنتُ أنَّ السقوط ليس دائماً مدمر لعظام الراحة.
ابتسمتُ ابتسامةً متأرجحةً ما بين الخجل والحياء، لكنني ثبّت النظر لبؤبؤ عينيه، متعمّدةً أن يرى.. وأرى ..
مدى ضآلة الحياة الواقعيّة، أمام كواكبنا العينيّة ..
- ومع هذا دعني أكمل .. أنا يا إنساني كبقية الفتيات ، تنعجن بداخل هرموناتنا .. الكثير والكثير من |التناقضات| والأفكار والاحتمالات ..
لكنني لا أستطيع إطلاقاً البوح بها ، وإن حدث .. سيحدث انفجاراً .. لأحرق المواقف السلبية ، لا كي أدّمر الذكريات العشقيّة ..
سيكون من الصعب جداً أن تقرأ أفكاري، مع أنّها أبسط مما يمكن أن تتخيلها ..
سيكون من الصعب جداً أن تدرك نبرة حزني، مع أنها أقرب من الرمش للعين ..
سيكون من الصعب جداً معالجة كبريائي، مع العلم بأنك لن تشعر به.. إلا حال مغادرتي..
أعلم أنَّ الأمور معقدة، ولكنها الحقيقة..
أحاول أن أخبرك عن ذاتي والتي حقيقةً لا أفهم أغلب ماهية تصرفاتها ..
لعلّك تتراجع عن الفخ .. لعلّك تبقى على حالك .. صقراً حُرّاً لن يسقطه الوجد ..
- كل ما قلته لنقل أنني تعاملت معه ، ما رأيك أنَّ كثافة شخصيتك تتعدى كل هذا الكلام !
تريديني إبصار الحقيقة ؟!
أهنالك أعظم من حقيقة الوجود التي أمامي الآن ؟!
- لا تحاول إغراقي بكمية اللطافة لأنك لو فعلت لن تفلح مهما كثرت محاولات نجاتك من محيط لطافتي وأنوثتي ..
- كل ما أفعله محاولة التماس يقيني بروحك ..
- لن يفلح الأمر أيضاً .. من تشرّب كأس الخذلان على مراحل أبطىء من حركة الشمس في الليل والنهار .. لن يعترف بكوكب اليقين إطلاقاً ..
انتصب من مكانه كصعقة البرق، وارتجفت كأرضٍ مببلةٍ بالعلقم والآثام ..
أخذ يدي، وجد روحي وضمّها لتنخرط مع جسد الجنون وآخر ما بقي من الآمال ، همس في أذني:
السعادة لا تجعلك تتقدمين أو تعيشين ..
الحزن مع الإيمان، وحدهما ما ينجبا الإرداة .. ومكافحة المصير والأقدار ..
نثريات شهد بكر #
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك