كيفية التعامل مع نظرة " الغير عادي " التي يمتلكها الأطفال اختيار الصورة رزان الحموي |
أولاً: كيف يمكننا التعامل مع أسئلة الأطفال
فمثلاً لو أننا أحضرنا قطعة من الحديد، وقمنا بتسخينها على النار وبدأت هذه القطعة بتغير لونها إلى اللون الأحمر، بالنسبة الشخص الكبير سيكون هذا الأمر طبيعياً، أما بالنسبة للأطفال فإن هذا الأمر سيكون غير طبيعي، سيكون لهم نظرة العلماء والفلاسفة الذين ينظرون إلى كل شيء على أنه شيء غير عادي، مما دفعهم لدراسة ظواهر عديدة، من خلالها تم التوصل إلى أهم وأغرب فرع بالفيزياء الحديثة وهو ميكانيك الكم، وكل ذلك بدأ من خلال نظرة " غير عادية" إلى أمر كان يعتقد بأنه عادي، ولأن الأطفال ينظرون إلى كل ما حولهم على أنه شيء غير عادي، فإنهم يسألون أسئلة كثيرة مختلفة ومهمة في الوقت نفسه، وهذا شيء طبيعي وإيجابي.
- تكون أغلب |أسئلة الأطفال| أسئلة علمية أو فلسفية، على عكس أسئلة الكبار التي غالباً ما تكون سطحية، والسبب في ذلك أننا أصبحنا نرى كل شيء حولنا بديهي ومنطقي.
قال عالم الفلك الكبير " كارل سيجن " في المقدمة التي كتبها لستيفن هوجي في كتاب " تاريخ موجز للزمان ":
أن الكبار لم يعودوا يسألون الأسئلة المهمة، على عكس الصغار الذين أصبحوا يسألون أسئلة مهمة، ولكن للأسف نحن نمنع أطفالنا ليس فقط من طرح أسئلة مهمة، بل نمنعهم من الأسئلة بشكل مطلق.
كيف نتعامل مع أسئلة الأطفال بشكل صحيح
عدم تجاهل أسئلتهم والاهتمام بها، وتقديم المدح لهم على طرح أسئلة جميلة، والأهم من ذلك هو أن تعطيهم |إجابة صحيحة| تناسب أعمارهم، وليس مجرد إجابة تكون خاطئة أو غير مقنعة لهم.
ما هي الأمور الواجب تجنبها في التعامل مع أسئلة الأطفال
- يجب تجنب مجموعة من السلبيات التي للأسف مجموعة كبيرة من الأشخاص تقوم بها أثناء التعامل مع الأطفال:
- أولاً: ( عدم السخرية من أسئلة الأطفال ).
مهما كانت أسئلة الطفل فلا تسخر منها، لأن ذلك سوف يقلل من ثقته بنفسه وبالتالي لن يسأل مرة أخرى، وسوف يكون له تأثير سلبي على شغفه وحبه للعلم والمعرفة بشكل عام.
- ثانياً: ( عدم إعطائه معلومة خاطئة ).
لأنه يوماً ما سوف يعرف الإجابة الصحيحة، وبالتالي سيفقد الثقة بكلامك ولن يسألك لاحقاً عن أي شيء، فمثلاً لو سألك أحد أطفالك لماذا نحن لا نرى الهواء؟ فليس خطأ أن تخبره أنك أنت أيضاً لا تعرف الإجابة، وتطلب منه مساعدتك في البحث عن الإجابة في الكتب أو الإنترنت، وبذلك فإن الطفل سيفرح ويكون متحمساً لذلك، وبذلك يتعلم حب البحث والاطلاع للوصول إلى الحقيقة، وسيكون سعيداً جداً عندما يصل إلى الحل الذي يبحث عنه، ولو أن أحد أبناءك طرح عليك سؤالاً محرجاً تعرف إجابته ولكن لا تريد أن تخبره به، فإنه من أكبر الأخطاء أن تقدم له معلومة خاطئة، ولكن عليك أن تقدم له إجابة صحيحة مناسبة لعمره دون أن تدخل في تفاصيل كثيرة، ولكن الأهم أن تكون بعيداً عن الكذب لكي يكون كلامك له مصداقية عند أطفالك، وبالتالي فإن أبنائك سوف يسألونك باستمرار ويثقون بالإجابة حتى عندما يصبحوا كبار.
- ثالثاً: ( عدم مهاجمة الطفل بسبب سؤاله ).
وذلك قد يحدث عندما يكون سؤال الطفل سؤالاً يحوي إساءة معينة، سواء كانت هذه الإساءة لأحد الأديان أو أحد الأشخاص، ولو أنك هاجمت الطفل بسبب سؤاله فإن ذلك سيكون له تأثير سلبي على الطفل، لذلك يجب أن تجيبه بهدوء وبإجابة مناسبة له، بحيث أنه يستوعب ما يسمع.
- وأخيراً يجب عليك تنمية التساؤلات لدى أطفالك، والبحث معهم على الإجابة وعدم مهاجمة نظرة الغير عادي التي لديهم.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك