|
الهايبرلوب تقنية المستقبل التي ستحدث ثورة في طرق السفر بين المدن تنسيق الصورة : ريم أبو فخر |
سنتحدث اليوم عن تقنية عجيبة وحديثة، تقنية من تقنيات المستقبل، والتي من الممكن أن تحدث تغيير جذري في حياتنا اليومية، وطريقة سفرنا من مدينة لأخرى، فربما سيمكننا الاستغناء عن وسائل النقل العادية أو حتى وسائط النقل الأخرى كالقطارات أو الطائرات بسبب استغراقهم وقت أطول.
أطلق عليه اسم الهايبرلوب وهو وسيلة نقل تشبه القطار، لكنه حرفياً ضاهى الطائرات بسرعته، وربما سيصبح أسرع وسيلة نقل في العالم، وسيجعل المدن متصلة ببعضها البعض بشكل غير مسبوق في التاريخ. وعلى سبيل المثال، إن الرحلة التي كانت تستغرق ساعات طويلة بين مدينة وأخرى، أصبحت تستغرق فقط عدة دقائق بفضل هذه التقنية.
هو عبارة عن كبسولات صغيرة نسبياً، تحمل بداخلها عشرين راكب تقريباً، وتسافر عبر أنابيب مضغوطة عن طريق الدفع الرباعي والرفع المغناطيسي، وهذه الأنابيب للهايبرلوب كالسكة الحديدية للقطار، وهذه الأنابيب هي التي تعطيه سرعته الجبارة.
تم الإعلان عن مفهوم الهايبرلوب منذ ثمان سنوات تقريباً، وأخيراً ولأول مرة منذ ابتكار هذه التقنية، تم اختبار أول رحلة على متنه بوجود ركاب حقيقيين، وكانت هذه التجربة ناجحة، ونجاح هذه التجربة يجعل من |تقنية الهايبرلوب| أقرب مما نتخيل لأن تتحول لواقع خلال السنوات القليلة القادمة.
بداية الفكرة
تم طرح فكرة ومفهوم الهايبرلوب لأول مرة من قبل الملياردير المشهور والذي يعتبر ثالث أغنى رجل في العالم |إيلون ماسك|، مؤسس شركة سبيس إكس وشركة تيسلا موتورز.
طريقة عمل هذه التقنية
وكانت الفكرة نتيجة تعاون فريق مشترك مكون من مهندسين وموظفين من الشركتين، وأول مرة تكلم فيها إيلون ماسك عن فكرة الهايبرلوب كانت عام ٢٠١٢، وأساس الفكرة هو كبسولات تستخدم نظام الرفع المغناطيسي لتتجنب الاحتكاك، وهو مفهوم موجود ويستخدم في عدة قطارات في العالم، لكن الإضافة الكبرى كانت فكرة الأنابيب الضخمة والتي كانت بمثابة سكة للهايبرلوب سينتقل من خلالها.
ستكون هذه الأنابيب مفرغة من الهواء، بحيث يكون الضغط داخلها أضعف ما يمكن ،وبالتالي ستكون مقاومة الهواء شبه معدومة، وهذا ما سيمكن الهايبرلوب من الوصول لسرعات خرافية، تتجاوز ١٢٠٠ كيلومتر في الساعة، وحتى تكون الصورة أوضح، فإن سرعة الصوت ١٢٣٤كيلومتر بالساعة، والمفروض أنه سيتمكن من الوصول لسرعات قريبة جداً من سرعة الصوت.
محاولة إيلون ماسك التشجيع على تطوير هذه التقنية
وبناءً على ذلك، فقد أعلن إيلون ماسك أن فكرة الهايبرلوب ستكون فكرة مفتوحة المصدر لأي شخص يرغب في العمل فيها، وقام الفريق التابع لكلا الشركتين بنشر أوراق توضح المفهوم الذي يعملون عليه والغاية الأساسية منه.
ومن أجل تشجيع المهندسين والشركات للعمل على هذه الفكرة وتحسينها وتطويرها، قام إيلون ماسك عن طريق شركته سبيس إكس برعاية مسابقة سنوية لتطوير الهايبرلوب، وتنافس في هذه المسابقات عدد كبير من المهندسين بالإضافة إلى طلبة الهندسة، وقاموا بصناعة مجسمات صغيرة للهايبرلوب ومحاولة تطوير الفكرة الأساسية.
فما رأيك بهذه التقنية وهل لديك الشجاعة لتجربتها؟
|
الهايبرلوب تقنية المستقبل التي ستحدث ثورة في طرق السفر بين المدن تنسيق الصورة : ريم أبو فخر |
تحدثنا كيف أن فكرة الهايبرلوب كانت مفتوحة المصدر، فقد اهتم بها عدد كبير من الشركات الناشئة، وإحدى هذه الشركات أطلقت على نفسها اسم هايبرلوب وان.
تأسيس شركة هايبرلوب وان
تم تأسيسها في عام ٢٠١٤، وكان من الواضح أنهم كانوا السباقين في تطوير هذه التقنية، وتفوقوا على جميع الشركات الناشئة في ذلك الوقت. وفي عام ٢٠١٧ حصلوا على دعم ورعاية من شركة فيرجن الضخمة ومؤسسها الملياردير البريطاني |ريتشارد برانسون|، وبعد الاستثمار الكبير هذا، تم تغيير العلامة التجارية للشركة وإعادة تسمية الشركة إلى فيرجن هايبرلوب وان.
شرح عمل هذا التقنية بشل مفصل
تستخدم كبسولات الهايبرلوب وان تقنية الرفع المغناطيسي، وهذه التقنية تستخدم مغناطيسين، دور المغناطيس الأول هو رفع الكبسولة في الهواء، يعني ذلك أن يقوم بصنع مجال مغناطيسي مع السكة التي بالأسفل، بحيث يترك المجال للكبسولة أن تطفو.
أما دور المغناطيس الثاني هو تحريك الكبسولة للأمام، وهذه التقنية تمكن الكبسولة أن تتحرك على السكة بسرعة عالية جداً. وهي نفس التقنية التي يستخدمها أسرع قطار في |اليابان|.
تقنية الرفع المغناطيسي ليست بالشيء الجديد، لكن ما يميز الهايبرلوب هو الأنابيب الضخمة والتي يمر من خلالها، ويتم توصيل هذه الأنابيب بمضخات تسحب منها الهواء، وهذا الأمر يصنع بيئة معزولة مفرغة من الهواء وضغطها منخفض جداً.
وذلك يعني أن مقاومة الهواء في هذه الأنابيب ستكون في أقل مستوياتها، وستكون أشبه بالبيئة التي يتدرب فيها |رواد الفضاء|.
وبهذه الطريقة تم تقليل المقاومة ضد الكبسولات لأقصى درجة ممكنة، وذلك يعني بأن الرفع المغناطيسي يقصي مقاومة الاحتكاك، والأنابيب المفرغة تقصي مقاومة الهواء.
وبسبب كل هذا فإن الهايبرلوب يتمكن من التحرك بسرعات خيالية تصل لأكثر من ١٢٠٠كيلومتر في الساعة، وباستخدام طاقة قليلة جداً.
تطور الأبحاث والتجارب فيما يخص هذه التقنية
وبعد الاستثمار الكبير من شركة فيرجن في شركة هايبرلوب وان، تمكنوا من بناء أنبوب تدريبي في صحراء ولاية نيفادا الأمريكية، القريب من المنطقة ٥١.
وساعدهم هذا الأنبوب التجريبي على القيام بالعديد من التجارب خلال السنوات الماضية، وأخيراً توجت تجاربهم في ٨/١/٢٠٢٠ وقاموا بأول تجربة لبشر حقيقين، ونجحت التجربة بشكل كامل، وربما ستكون بداية لنهضة جديدة سوف تحدث تغييراً في المستقبل بشكل كبير جداً.
بعض الحقائق المفيدة للهايبرلوب
لا يتأثر بتغير الأحوال الجوية، حيث أن الكبسولات محمية من كل العوامل والمؤثرات الخارجية كالأمطار و|الرياح| والضباب، بسبب وجودها داخل أنابيب النقل، وهذا يجعل المسافرين على متنها في مأمن وسلامة أكبر مقارنة بوسائل النقل الأخرى.
تم تزويد كل كبسولة بعدد من |بطاريات الليثيوم آيون|، لذلك لا يتأثر الهايبرلوب بانقطاع التيار الكهربائي، وهذا ما يؤكد وصول الكبسولة لوجهتها من دون وجود أي عوائق.
وبالنسبة للتكلفة فإن كلفة بناء الهايبرلوب أقل بكثير من تكلفة بناء قطار عادي وربما سيصبح الهايبرلوب هو وسيلة النقل الوحيدة في المستقبل.
ابقوا معنا فللحديث عن هذه التقنية بقية
|
الهايبرلوب تقنية المستقبل التي ستحدث ثورة في طرق السفر بين المدن تنسيق الصورة : ريم أبو فخر |
تحدثنا عن نجاح أول تجربة لرحلة عبر الهايبرلوب بسرعة فاقت حدود الخيال، وأصبحت عدة دقائق تفصل بين المدن، وربما بعد مرور فترة من الزمن يصبح من غير الضروري استخدام القطار والطائرات.
أهم الميزات والفوائد التي تقدمها هذه التقنية
أولاً:السرعة الهائلة.
وهي القدرة على الوصول لسرعة ١٢٠٠كيلو متر في الساعة، وذلك يعني أنها فاقت سرعة الطائرات بمراحل.
لست بحاجة أن تذهب للمطار قبل رحلتك بعدة ساعات، لأن محطات الهايبرلوب ستكون تشبه إلى حد ما محطات القطار التقليدية، والوصول لها والركوب فيها سيكون أسهل بكثير.
ثانياً: طاقة التشغيل المنخفضة.
فإن تكلفة تشغيل هذه الكبسولات منخفضة جداً، وذلك لأنه يحتاج طاقة قليلة لينطلق، والسبب هو عدم وجود أي مقاومة أمامه.
وذلك سيسمح بتقديم أسعار تذاكر منخفضة جداً، ويقترح البعض أن أسعار التذاكر من الممكن أن لاتكلف أكثر من ٢٠دولار، تكلفة السفر لمسافات بعيدة جداً.
وبالطبع فإن كل هذه مبالغ تقديرية ولن يكون هناك أي شيء واضح حتى يبدأ العمل على تأمين هذه الكبسولات والأنابيب على أرض الواقع.
ثالثاً: تعتبر هذه التقنية صديقة للبيئة
بسبب حاجتها لطاقة قليلة، فهي تساعد على حماية البيئة من التلوث، على عكس تأثير استخدام السيارات و|الطائرات| والقطارات.
رابعاً: يعمل في أي ظروف مناخية.
وقد تحدثنا عن ذلك بالتفصيل سابقاً.
خامساً: تخفيف الضغط على المدن.
وهذا يعني أن الأشخاص الذين يعيشون في أماكن قريبة من عملهم، سيكون بإمكانهم العمل في مكان والعيش في مكان آخر، حتى لو كان مكان عملهم يبعد مئة كيلو متر عن منزلهم، وبذلك سوف ينخفض عدد السكان في المدينة.
ومثل أي شيء في هذه الحياة لابد من وجود نقاط سلبية أيضاً.
سلبيات تقنية الهايبرلوب.
أولاً: تكلفة الإنشاء العالية.
تحدثنا سابقاً كيف أن تكلفة تشغيله والطاقة التي يحتاجها منخفضة، ولكن تكلفة إنشاء الهايبرلوب والأنابيب التي يحتاجها مرتفعة جداً وتصل لمليارات الدولارات، وهذا هو العائق أمام هذه التقنية.
ثانياً: ضمان الأمان على سرعات عالية مثل هذه
ولكن حتى من هذه الناحية يوجد حلول لمعظم المشاكل الممكن حدوثها.
مثال على ذلك، لو حدثت مشكلة في جزء من خط الأنابيب غالباً سيتم إيجاد حساسات تتعرف على المشكلة، وتتمكن من توجيه
الكبسولات لخط مختلف، وستكون هذه الأنابيب مزودة ببوابات طوارئ من الممكن أن تعزل جزء من هذه الأنابيب وتعيد سحب الهواء
في الأجزاء المغلقة. فلابد من ابتكار أنظمة أمان لأي مخاطر محتملة.
الكثير من المهندسين الذين يعملون على هذه التقنية، ردوا على ادعاءات عدم الأمان بأن الناس يسافرون بأجسام معدنية بسرعات عالية،
وقد تعرضت الطائرات لمثل هذه الانتقاد في بداية استخدامها، ولايخلو الأمر من وجود بعض المخاطر ولكنها تقنية رائعة وستختصر الوقت والمسافات في آن واحد.
هل لديك الشجاعة لتجربة هذه التقنية الحديثة؟
تهاني الشويكي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك