|
ما هو موقع وايت ساند؟ وما هي أهم المعلومات عنه؟-الجزء الأول تصميم الصورة رزان الحموي |
أكبر عملية نصب واحتيال
بالفعل تعتبر أكر عملية نصب تعرضت لها الشعوب وبالأخص الشعب المصري، كان بسبب موقع |الوايت ساند|، ففي عام 2019 بالشهر الثاني منه، ظهر هذا الموقع وانتشر بسرعة كبيرة على جميع مواقع |التواصل الاجتماعي|.
هذا الموقع عمدَ بعض الأشخاص للترويج له، على أنه يقوم بدفع المال لهم وتحقيق |أرباح| كبيرة، من خلال العمل ضمن المنزل ومن دون أي مجهود، والسبب الذي أدى الى قيام هذا الموقع بالحصول على الكثير من الأموال من هؤلاء المستخدمين، على اعتبار أنه يقدم خدمات VAP للأشخاص الذين لديهم عضوية عليه بمقابل مادي.
الموقع معتمد على الاشتراكات:
وهذه الاشتراكات تتم عن طريق Code يقوم بإرساله لك، وفور اشتراكك يجب عليك أن تختار من الاشتراكات التي يقدمها هذا الموقع، ومن أجل أن تبقى عضو مميز وتنهال الأموال الكثيرة عليك.
حيث أن العضويات المميزة كانت تبدأ من 300 جنيه الى6000 جنيه مصري، وعلى قدر الاشتراكات الخاصة بهذه العضوية فأنت تحقق أرباح يومية، والسؤال الأن هو، ما المقابل الذي سأحصل عليه عند دفعي لهذه الأموال؟، وكيف لي أن أحقق الأرباح هذه؟.
الجواب كالآتي، هذا الموقع وعند قيامك بالاشتراك بالعضوية يقوم بطلب مهمات خاصة عليك تنفيذها خلال فترات زمنية هو يحددها، وهذه المهمات لها عدد محدد بناءً على مقدار عضويتك، فمثلاً إن كنت مشترك بالعضوية الأولى بالتالي سيعطيك 8 مهمات يجب تنفيذهم خلال يوم واحد.
المهمات التي كانت تطلب من المستخدمين:
هذه المهمات كانت عبارة عن مشاركة لصفحات |Facebook|، أو أن تتابع مقطع فيديو على منصة ال |YouTube|، أو أن تقوم بالإجابة عن مجموعة من الأسئلة، وبكل تأكيد أن كل مهمة لها سعرها الخاص تبدأ من نصف جنيه الى 5 جنيه، وبالتالي باليوم الواحد من الممكن الحصول على 10 جنيه الى 260 جنيه بحسب درجة العضوية التي مشترك بها.
وليس هذا كل ما بالأمر، بل حتى أي شخص يأتي من خلال الرابط الخاص بكَ ويقوم بالاشتراك ويسجل عضوية، ستأخذ نسبة أرباح إضافية عليه، وبالتالي كلما زاد عدد الأشخاص الذين يشتركون بهذه المنصة من خلالك ستزداد أرباحك بشكل تلقائي.
وهنا أغلب المستخدمين فكروا بنفس التفكير الذي خطر على ذهنك الأن، أنه بمجرد القيام ببعض المهم البسيطة ستكونون قادرين على تحصيل كل هذه الأرباح ومن المنزل.
ولكن هل فكرت ولو لثواني أن ما هي الغاية التي يرجوها هذا الموقع من القيام بهذه المهام البسيطة والتي سيدفع مقابلها أموال كثيرة؟
يا عزيزي القارئ في البداية أريد أن أنبهك على أمر مهم، أنه وبهذه اللحظة هذا الموقع غير موجود على شبكة الإنترنت، لأنه تم التصريح عنه أن موقع نصب واحتيال، وأن كل الأموال التي أُخذت من الناس ذهبت هباء الرياح، وأن جميع البلاغات والشكاوي التي تقدمت الى النيابة العامة قوبلت بالرفض، والسبب أن هذا الموقع غير رسمي وغير معترف به حتى.
|
ما هو موقع وايت ساند؟ وما هي أهم المعلومات عنه؟-الجزء الثاني تصميم الصورة رزان الحموي
|
|
فغالباً ما تجعل الأموال نفوسنا ضعيفة، فنحاول الركض خلفها لاهثين، وقد غاب عنا قول الله تعالى أن لكل منا قسمة ورزق لن يتمكن أحد من الحصول عليه غيرنا، ومع ذلك نحاول بشتى الوسائل والطرق الحصول على أرباح إضافية.
لنكمل الأن ما بدأناه ببداية المقال، حول هذا الموقع الذي يمكن اعتباره مثل القشة التي قصمت ظهر البعير، ففوق كل |الحروب الاقتصادية| التي تعاني منها البلدان العربية، آتى هذا الموقع ليكمل علينا.
ما هي الصدمة الأكبر للمشتركين بهذا الموقع؟
أنه بالفعل كان يصلهم إشعارات بأن الأموال قد تحولت الى حساباتهم، وبالتالي يتابعون العمل وهم مطمئنون والأمر بغاية البساطة فالكثير من |التطبيقات| قادرة على الحصول على رقمك الهاتف من خلال الاسم فقط.
فلو فكرنا للحظة أن الواجهة الرئيسية لم تكن على مستوى عالٍ ولا حتى مقبول من |التصميم الاحترافي|، فأي شخص لديه معلومات بسيطة بتصميم المواقع كان قادراً على تصميمه.
وباستخدام طرق أخرى تم الترويج لهذا الموقع، حيث بدأ بعض الرواد (ومنهم المشهورين) بتنزيل صور على حساباتهم الشخصية |Facebook| ،| Instagram|، |YouTube| تثبت عمليات التحويل المزيفة، والسبب أن المسؤولين عن الموقع يتواصلون معهم ليقوموا بهذا الفعل لقاء مبالغ مالية.
سنكشف الأن المزيد من التفاصيل المهمة:
ولكن في البداية يجب أن تترك هذه الفكرة بذهنك الى الأبد، |ربح الأموال عن طريق الإنترنت| ليس بالسهولة التي يتوقعها الناس، بالنهاية هو عمل يحتاج الى الكثير من الوقت والجهد لتبدأ بتحقيق الأرباح منه، فلا يغرك مثل هذه المواقع بالمستقبل إن عادت للظهور.
موقع وايد ساندز ليس الوحيد الذي قام بالنصب بل هناك الكثير من المواقع الأخرى مثل |Gold Rush Mall|، وبالطبع كل أصحاب هذه المواقع عمدوا الى استخدام تقنيات |التكنولوجيا| من أجل التخفي، ومن أجل عدم السماح لأحد بتحديد هويتهم الحقيقية، ولا بأي دولة يتم التحكم بهذا الموقع ومن هو مزود هذه الخدمة التي يقومون بها.
ولكن السلطات الأمنية بالتعاون مع بعض الصحفيين والمبرمجين
تمكنوا من معرفة بعض المعلومات المهمة حول هذه المواقع وهي:
- هذه المواقع تقوم باستخدام أكواد برمجية جاهزة، فمعظمها يستخدم نفس الأكواد حرفياً حيث يقومون بتركيب هذه التطبيقات عليهم، ومن ثم البدء بالحملات الإعلانية للترويج لهم.
- أغلب هذه المواقع عند تحليل الأكواد المبنية عليه، تم اكتشاف أنها تستخدم اللغة الصينية، وأن أغلبها تم استضافتها بمواقع يتم البث بها من هونغ كونغ وسنغافورا، ولكن هذه المعلومات لا تظهر للمستخدمين العادين، والسبب أن أصحاب المواقع يعمدون الى استخدام تقنية |كلونتفير| للتخفي، وعدم ظهور مدن البث ولا مكان السيرفر.
- من خلال البحث على منصة ال |Facebook| تم الوصول الى الكثير من الحسابات التي تروج ل |Gold Rush Mall|، وايد ساندز)، وأنهم قد وضعوا أرقام هواتف من أجل التواصل مع هذه الحسابات، والغريب أنها كلها كانت لهواتف مصرية ولشركات مصرية معروفة.
البعض منها كان لحسابات وهمية، والأخر كان لحسابات معروفة ومشتركة بأهم المجموعات الضخمة، ومن خلال |البيانات| الموجودة تم القبض عليهم من قبل السلطات الأمنية.
التفاصيل المخفية مازالت كثيرة، دعونا نكمل الحديث عنها..
|
ما هو موقع وايت ساند؟ وما هي أهم المعلومات عنه؟-الجزء الثالث تصميم الصورة رزان الحموي
|
بعد هذه الفضيحة الكبيرة التي حلّت على هذه المواقع، كان المستفيد الوحيد هم الصحفيين والكتاب عن |الحوادث عبر الإنترنت|، بسبب التحقيقات التي درّت لهم الكثير من الأموال، لنكمل الأن الكشف عن باقي التفاصيل.
النصب باستخدام تقنيات الانترنت ما هو إلا أسلوب مبتكر:
والوقوع بالفخ وأشباك هذه المواقع ليست الحالة الأولى ولا الأخيرة بكل تأكيد، والنصب باستخدام هذه الطرق موجودة منذ مئات السنين، ولكن الطمع بقلوب الأشخاص |بكسب الأموال| بطريقة بسيطة وسريعة، يجعلهم لقمة سائغة لدى هؤلاء النصابين.
ولا بد عند ذكر كلمة الاحتيال إلا أن يخطر بأذهاننا |بونزي|، حيث يعتبر هذا النموذج من أشهر أنظمة الاحتيال، حيث يعمد على أخذ الأموال من شخص ويبدأ |بالاستثمارات| أو بيع العقارات أو أي تجارة أخرى، ويعود لهذا الشخص بمبلغ بسيط جداً ومن ثم تبدأ عمليات الإقناع من أجل أن يقوم هذا الشخص بسحب أقاربه وأصدقائه لإيداع أموالهم لديه.
ومن ثم تكبر الدائرة وكل شخص يقوم بإقناع شخص آخر للاشتراك مقابل مبلغ زهيد، وبالنهاية عندما يكتشف المحتال الأكبر أنه أصبح غير قادر على إقناع باقي الأشخاص ولا الحصول على مزيد من الأموال، يقوم بكل بساطة بالسفر خارج البلد أو التخفي عن الأنظار الى حين نسيان القصة.
الأمر مشابه جداً للأشخاص الذين روجوا لعملة رقمية اسمها |Bitconnect| الوهمية وأنها شبيهة للعملة |البيتكوين|، ووعدوا الناس بأرباح وهمية وما هي إلا بضع أشهر، حتى اختفوا تماماً أخذين معهم 2 مليار دولار ، فآلاف الضحايا خسروا أموالهم معهم.
حيث اعتبرت هذه العملية من أكبر عمليات الاحتيال |بالعملات المشفرة|، حيث اعتمدت على |الاقتراض| و|التحويل| بين العملات الأخرى مثل البيتكوين والدولار، وهذه أيضاً تندرج تحت نموذج بونزي للاحتيال.
الأن سنتكلم عن سبب تسمية هذا النموذج بهذا الاسم:
الأمر يعود الى شخص يدعى |تشارلي بونزي| من الجذور الإيطالية، عُرفَ كأكبر محتال بالتاريخ، حيث بدأ الموضوع معه بعام 1920 واشتهر بقيامه بالعديد من السرقات وخاصة سرقة الكنائس، الأمر الذي جبرَ والديه الى إرساله الى الولايات المتحدة الأمريكية، فقام والده بإعطائه 2.5$ فقط وانطلق بالمركب البحري مغادراً بلاده.
عند وصوله الى أمريكا عمدَ تشارلي الى العمل بغسيل الأطباق بأحد المطاعم الصغيرة، وبعد فترة تمت ترقيته ليصبح كرسوناً هنا بدأ بالقيام بالسرقات الخفيفة، ولم يطل الأمر حتى كُشفَ وتم طرده من العمل.
اتجه الى كندا من أجل البدء من جديد، وكان بمستوى العبقري |بالحسابات الرقمية| الأمر الذي ساعده بالحصول على عمل ضمن بنك معروف، وأصبح موظف حسابات في منطقة المونتريال، ولكن من به عادة لا يمكن أن يتخلى عنها مهما حصل.
كُشفَ وهو يقوم بتزويد التواقيع الخاصة بالزبائن، وقام بإقناع صاحب البنك أنه يعطي فائدة 6% على هذه الإيداعات، الأمر الذي جعل الكثير من الأشخاص يقومون بإيداع أموالهم بهذا |البنك| تحديداً.
لن تنتهي قصة هذا المحتال الذي خلدَ اسمه التاريخ، لنتابع معاً..
|
ما هو موقع وايت ساند؟ وما هي أهم المعلومات عنه؟-الجزء الرابع تصميم الصورة رزان الحموي
|
|
التفرد الذي تميز به تشارلي
لكل شخص منا يوجد ميزة خصّه الله بها من أجل أن يقوم بالأمور المفيدة، ويستفيد من هذه الميزة قدر الإمكان، ولكن الأمر مختلف عند صديقنا تشارلي، فميزة السرعة بالحسابات الرقمية ساعدته وسهلت عليه أمور |النصب| على الأشخاص، لنتابع معاً تكملة مسيرة حياة هذا الإنسان الذي غادر منزل والديه ب 2.5$ وأصبح من مليارديرين البلاد.
تشارلي كان يقوم بدفع 6% والتي هي فائدة من أموال الأشخاص الجدد الذين يودعون أموالهم وليس من |الاستثمارات|، واستمر الحال على هذا النحو حتى تم كشف الأمر وأعلن البنك عن إفلاسه، فما كان من تشارلي أنه قبل يوم واحد من كشف الأمر قام بالهروب الى المكسيك.
بقيَ هناك لمدة شهر واحد ومن ثم عاد الى أمريكا واتهم بعملية تزوير لشيك، مما أدى الى سجنه لمدة سنتين تقريباً، وبعد خروجه بدء بالتفكير بأي عمل يمكن أن يدّر عليه الأموال، قام باختراع دليل تجاري أصفر اللون يروج له للمستثمرين، ولكن المحاولة باءت بالفشل بالبداية.
وفي عام 1920جاء الجواب لتشارلي من شركة إسبانية تطلب منه هذا الدليل التجاري، والرد الذي أتاه كان يحمل بداخله بعض الكوبونات البريدية التي يمكن استبدالها بالأموال في البلد الذي تصل إليه الرسالة، بحيث أنه يستطيع أن يعيد إرسال هذه الرسالة الى الشركة الاسبانية من دون الحاجة لدفع أموال إضافية (رسوم).
تشارلي استغل هذه |الكوبونات| البريدية ووجد بها طريقة جديدة للنصب، والسبب بذلك الفرق الكبير بين عملة إيطاليا وأمريكا بذلك الوقت، فعمد الى الخطة التالية:
خطة تشارلي الجديدة:
يقوم تشارلي بشراء هذه الكوبونات البريدية بسعر زهيد من ايطاليا بسبب الحرب القائمة بهذه البلد، ويقوم باستبدالها بطوابع بريدية بقيمة أعلى ثمناً بأمريكا، والعملة الأمريكية كانت قيمتها عالية حينها.
بونزي لم يكن لديه أموال وبالتالي كان بحاجة الى |مستثمرين| من أجل أن يستطيع شراء هذه الكوبونات من إيطاليا، بالفعل وجد بعض الأشخاص وقام بإقناعهم أن الأرباح قد تصل الى 25%.
نجح الأمر وبدأ بجمع الأموال منهم، وبفترة قصيرة تمكن من جمع ما يقارب 30 ألف دولار أمريكي، ويعتبر بذاك الزمن مبلغ كبير جداً، حيث وعد تشارلي المستثمرين أن الأرباح ستأتي إليهم كل45 يوم بما يقارب ال 50%، أي أن كل 90 يوم ستصل الأرباح الى 100%.
وفي عام 1920 كان دخل تشارلي اليومي ما يقارب ال250 ألف دولار أمريكي، فأصبح بحاجة الى بعض الأشخاص ليقوموا بالسفر الى إيطاليا وشراء الكوبونات الرخيصة، ومن ثم يقومون بإرسالها الى أمريكا ليقوم تشارلي بدوره إما بتوزيعها على الأشخاص من أجل بيعها، ولا يقوم هو بأي عملية بيع حتى لا يقع بالمسائلات القانونية.
وهنا نرى أنه أوهم الناس أن هذه الأرباح تأتي من عمليات البيع والشراء لهذه الكوبونات والطوابع، ولكن بحقيقة الأمر أن هذه الأرباح كلها كانت تأتي من أموال المستثمرين فقط.
وهذا حرفياً ما أوهمت به هذه المواقع الناس، أن الأرباح التي سيحصلون عليها هي من قيامهم ببعض المهام البسيطة، ولا يعلمون أن الأموال التي اشتركوا بها وطلبوا العضوية بها هي العامل الأساسي لهذه الأرباح.
تابعوا معي لتعرفوا ما هي النهاية التي وصل إليها صديقنا تشارلي..
|
ما هو موقع وايت ساند؟ وما هي أهم المعلومات عنه؟-الجزء الرابع تصميم الصورة رزان الحموي
|
|
الطمع وحب |المال| هو السبب خلف الكثير من المصائب وحتى الحروب القائمة ما بين البلدان يمكن أن يكون خلفها حب المال والسيطرة، وهذا ما حدث في أواخر القرن ال20، عندما كانت أمريكا منتعشة اقتصادياً على عكس ايطاليا التي كانت منهار بسبب بالحرب.
فالكثير من الأشخاص عمدوا الى سحب أموالهم من البنوك، وقاموا بإيداعها عند تشارلي بونزي، والسبب أنه يعطي |أرباح| أكثر من البنوك وبفترة أقل، وبالفعل كان كل 90 يوم يقوم بإعطاء الناس أرباحهم الأمر الذي جعل له مساحة كبيرة من المصداقية بقلوبهم.
في شهر يوليو 1920:
جمع تشارلي ما يقارب ال41 مليون دولار أمريكي من الزبائن، هذا الرقم كبير للغاية ويمكن مقارنته بأيامنا الحالية بالمبلغ التالي (571 مليون دوار أمريكي تقريباً)، وبالطبع كلما الأشخاص دفعوا مال أكثر لتشارلي كلما زاد عدد الأرباح التي يجب أن يعيدها إليهم بعد 90 يوم.
فكر تشارلي بعد حصوله على هذا المبلغ إن قام بإعادة الأرباح التي وعد الناس بها سيعلن إفلاسه بكل تأكيد، لذلك قرر أن يشتري قصر وممتلكات بمبالغ كبيرة جداً، وَصلَ سعر هذا القصر ال 7 مليون دولار بذلك الوقت، وتميز بأنه يحوي على حوض للسباحة بالماء الساخن وتكييف وهذه الأمور لم تكن موجودة بكثيرة حينها.
ووصلَ به الطمع والجشع الى شراء الباخرة التي وصل عليها من أمريكا من أجل أن يتخلص ويقوم بقتل قبطانها، وهنا بعد هذه الخطوة بدأت الشكوك تحوم حوله:
بسبب الازدهار الكبير لثروته بوقت قصير والممتلكات الفارهة التي أصبحت باسمه.
قامت |عناصر الشرطة| باستدعائه والتحقيق معه، وبالفعل تم احتجازه ضمن غرفة لبدء الاستجواب، الصدمة والغريب بالأمر أنَّ الأمر انتهى بسرعة والتحقيق انتهى بإيداع عنصرين من عناصر الشرطة أموالهم عند تشارلي لاستثمارها، فهل تتخيل قدرته على الإقناع.
الأمور سارت بعكس المتوقع عندما بدأت الصحافة تشكك بثروة تشارلي بونزي، فقامت جريدة مشهورة بطرح سؤال على الناس وتركت الإجابة مفتوحة، أنه بما أن تشارلي قادر على الاستثمار وإعطاء الأشخاص أرباح ضخمة، لماذا يقوم بإيداع أمواله الخاصة بالبنك؟، ولا يقوم باستثمارها مثل أموال هؤلاء الأشخاص؟.
وبعد التحقيق الدقيق تم اكتشاف أمره بأنه لا يقوم بأي عملية شراء أو بيع للكوبونات أو الطوابع ولا يوجد أي Business يقوم بهِ، وعندما كثُرت الأقاويل عليه، بدأ الكثير من الأشخاص بسحب أموالهم منه خوفاً من أن يتم النصب عليهم، وبدأ حينها تشارلي بالتهرب منهم، وخسر أغلب الأشخاص أموالهم كاملة.
العبرة من هذه القصة:
لا يمكننا السير خلف القطيع بهدف تحقيق ربح سريع، علينا دائماً بالتروي والبحث عن المعلومات وصحتها، وبالطبع تم القبض على بونزي وسجنه، ولكن الى يومنا الحالي نموذجه أصبح يُدّرس ببعض الجامعات باسم (بوبزي سكيم).
نصيحتي لك بالنهاية لا تثق بمثل هؤلاء الأشخاص الذين يعملون على إعطائك حبكة درامية تقنعك بأن الأموال ستعول عليك مضاعفة، فمن المستحيل أن تجد عملاً يدر لك الأرباح من دون تعب، ودائماً انتبه أن جميع |الاستثمارات| الكبيرة فيها مخاطرة وليست جميعها صادقة وناجحة، وخاصةً بظل الحروب الاقتصادية التي يشهدها العالم.
فالتطورات |التكنولوجية| السريعة، وظهور |العملات المشفرة| أمر جداً مساعد لهؤلاء المحتالين، فكن حذراً.
آلاء عبد الرحيم
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك