هل الغاية تبرر الوسيلة ؟ قضية أكل لحوم البشر اختيار الصورة ريم أبو فخر |
من هم البحارة اللذين ذهبوا في هذه الرحلة
عام ١٨٨٣م اشترى المحامي الأسترالي جاك |يخت| صغير اسمه " مينيونات "، لكي يستعمله كوسيلة مواصلات بين إنجلترا وأستراليا، و تحديداً من مدينة ساوثهامبتون بإنجلترا إلى ميناء سيدني في أستراليا، وبعد ذلك بدأ يبحث عن |طاقم| يساعده في الإبحار، ووقع اختياره على القبطان " توم دادلي "، والبحار " ايدمن ستيفنز "، والبحار " ادمن بروكس "، ومراهق يتيم عمره ١٧ سنة اسمه " ريتشارد باركر "، وكان عديم الخبرة في الإبحار، فقام بتوظيفه لإعداد الشاي، وتحرك اليخت في ١٩ مايو ١٨٨٤ لكي يقطع الرحلة التي مسافتها ١٦ ألف كيلو متر تقريباً.
لكن بعد مرور شهرين تعرض اليخت لعاصفة شديدة
تسببت في غرقه، بعد أن قطع مسافة ٢٥٠٠ كيلو متر داخل المياه، وحينها أمر القبطان توم البحارة على اليخت أن ينتقلوا إلى قارب النجاة في أسرع وقت، وكان |قارب النجاة| هش وغير صالح للإبحار لمسافات طويلة، وهذا لأنه غير مجهز بمياه للشرب ولا طعام سوى علبتين من اللفت المجفف فقط، لكن البحارة سمعوا كلامه و قفزوا لقارب النجاة، في اليوم الأول هاجمتهم سمكة ضخمة، وظل البحارة الأربعة يصارعونها إلى أن ابتعدت عنهم، وبعد ذلك اتفقوا على توزيع قطع اللفت الموجودة في العلبة الأولى عليهم بالتساوي، وقرروا أن يأجلوا فتح العلبة الثانية لمدة يومين.
وبما أن الشاب المراهق " ريتشارد باركر " كان عديم الخبرة، فاقترح أن يشرب من مياه البحر بسبب العطش الشديد، لكن القبطان حذره من أن يفعل ذلك، لأنه سوف يصاب بأمراض خطيرة نتيجة ملوحة المياه، وظلوا يجاهدون في تجميع مياه المطر لمدة ثلاثة أيام، وكان كل شخص فيهم يحصل على قطرات قليلة جداً في اليوم، واستطاع البحار ادمن بروكس أن يصطاد سلحفاة بحرية، ساقتها الأمواج بالقرب من القارب، وفرت السلحفاة لهم كمية من اللحوم وزنها ١.٥ كيلو تقريباً، ولكنهم اتفقوا على عدم شرب دمائها، لأنه من المحتمل أن يكون سام ويتسبب بأمراض خطيرة، واستمروا على تناول لحوم السلحفاة، بالإضافة إلى قطع اللفت الموجودة في العلبة الثانية لمدة عشرة أيام تقريباً.
هل الغاية تبرر الوسيلة ؟ قضية أكل لحوم البشر اختيار الصورة ريم أبو فخر |
أي يجب أن يضحي شخص بنفسه لكي يعيش أصدقائه الثلاثة، لكن البحار ايدمن بروكس رفض أن يشارك في هذه القرعة، وصرح بأن المسافة بينهم وبين الشاطئ حوالي ١١٠٠ كيلو متر، وقال أنه من المؤكد سوف يجدون سفينة مارة من جانبهم وتنقذهم.
بعد مضي أربعة أيام دون أي تحسن للأوضاع
بدأ يفكر القبطان توم ويذكر البحارة بأطفالهم وزوجاتهم، وأقنعهم بأن المراهق غير متزوج وليس لديه من ينتظره، وبعد ذلك قرر أن ينفذ الذي اقترحه، حيث كان |الجوع| ينهشه، فاستغل دخول المراهق ريتشارد باركر في غيبوبة، وأنه مصاب بالوهن والمرض، وقرر أن يضحي به لكي يتغذى على لحمه، بالإضافة لشرب دماؤه، فقام بقتله أثناء الغيبوبة وأكلوا الثلاثة من لحمه لمدة تسعة أيام.
في اليوم ١٩ على غرق اليخت
مرت من أمامهم سفينة ألمانية وأنقذتهم ونقلتهم إلى إنجلترا، وتمت محاكمتهم بعد أن تم الكشف عن قصة قتل زميلهم المراهق عمداً مع سبق الإصرار، والقاضي أصدر ضدهم حكم بالإعدام شنقاً، فثار الشعب البريطاني وانقسم إلى مؤيد ومعارض، فإن جزء كبير من الشعب كانوا يرون أنه حكم عادل، بسبب قتلهم لزميلهم المريض، وجزء أكبر من الشعب مؤمنين بأنهم أبرياء، وهذا لأنهم كانوا في حالة استثنائية لإنقاذ حياتهم، وبدأوا يضغطون على ملكة بريطانيا لكي تعفو عنهم، لكن الملكة رفضت أن تتدخل في القضية، واكتفت بأن تعيد محاكمتهم مرة أخرى.
هل الغاية تبرر الوسيلة ؟ قضية أكل لحوم البشر اختيار الصورة ريم أبو فخر |
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك