تجارب كادت أن تؤدي إلى تدمير العالم اختيار الصورة ريم أبو فخر |
ومن أخطر التجارب التي كادت أن تدمر العالم:
انفجار ستار فيش برايم
أحد أكبر |الانفجارات النووية| التي سببها البشر هو انفجار ستار فيش برايم أو انفجار حوض السمك، والذي من خلاله كانوا يحددون تأثير الانفجارات النووية في الارتفاعات الشاهقة وتحديداً بالقرب من الغلاف الجوي انطلاقاً نحو الفضاء الخارجي، والدولة المسؤولة عن هذا الانفجار كانت في الولايات المتحدة الأمريكية أيام الحرب الباردة، والانفجار حدث على ارتفاع تقريباً ٤٠٠ كيلو متر فوق المحيط الهادي، وأدى الانفجار إلى اندلاع ما يقارب ١.٤ ميغا طن من الأبخرة والغازات والأدخنة، وهذا يعادل مئة مرة الكمية التي اندلعت من انفجار قنبلة هيروشيما عام ١٩٤٥ ميلادي، ولأن حجم الانفجار كان أكبر من المتوقع بدأت تظهر بعض المخاوف عند العلماء المشرفين على التجربة لأن هذا ممكن أن يؤثر سلباً على المجال المغناطيسي لكوكب الأرض، وهذا يعني أن الدرع الواقي لكل الإشعاعات الكونية التي تأتي من الفضاء الخارجي ممكن أن يضعف ولا يستطيع أن يحمينا بعد ذلك بسبب تأثير الانفجار، ومثل هذا الانفجار ممكن أن يتسبب في إبادة شريحة كبيرة من الحيوانات والنباتات، ويرفع من نسبة الإصابة بالسرطانات، بالإضافة إلى أن كمية الطاقة المنبعثة تأثر على الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض.
في ذلك الوقت قام الاتحاد السوفيتي في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٦٧ ميلادي وتم إبرام اتفاق فيما بينهم على منع أي عملية تفجير نووي مرة أخرى في الفضاء الخارجي.
بكتيريا سوبر باكس
عالم البيولوجيا الجزيئية ألاندا موهن تمكن عام ١٩٧١ ميلادي من عملية التعديل الوراثي على البكتيريا، واستطاع من خلال هذا التعديل أن يحصل على أجيال جديدة تماماً من البكتيريا وأسماها |السوبر باكس|، وهذا الجيل الجديد من البكتيريا يستطيع أن يستهلك الزيوت البترولية بشكل استثنائي، وكان الهدف من إنتاج البكتيريا الجديدة هذه هو أنها تساعد في تقليل التسربات البترولية لأن العلماء كانوا يستخدمون مواد سامة وخطرة على البيئة حتى يتخلصوا من هذه التسريبات، فكانت البكتيريا بالنسبة لهم هي البديل الآمن، ولأن البكتيريا الجديدة كانت مبنية على نوع من الجراثيم الموجود بكثرة في التربة بجميع أنحاء العالم، والذي أدى إلى وجود بعض المخاوف أن البكتيريا الجديدة لو انتشرت في الأرض ممكن أن تقضي على كل الزيوت البترولية الموجودة في الأرض وينفذ الوقود من العالم بأقل فترة ممكنة، وبسبب هذه التخوفات استمرت البكتيريا تحت رقابة مشددة داخل المختبرات ولم تخرج أبداً إلى العالم.
تجارب كادت أن تؤدي إلى تدمير العالم اختيار الصورة ريم أبو فخر |
مصادم الهدرونات
من أكبر وأشهر تجارب الفيزياء على مدار التاريخ هي تجربة |مصادم الهدرونات| الكبير الذي تم إنشاؤه عام ٢٠٠٩ ميلادي، ومصادم الهيدرونات هو نظام ضخم، وتم إنشاؤه لمحاكاة النموذج الشهير في بداية الكون للانفجار العظيم، فالمصادم يقوم في إنتاج ما يقارب من ٣٠٠ ترليون جسيم ذري، ثم يبدأ في القيام بعملية تسريع شديدة للبروتونات والجسيمات الذرية هذه، ويستمرون في تزويد سرعتهم حتى يصطدموا ببعضهم وهم على سرعة رهيبة، فتنتج عنهم كمية من الطاقة تفوق الوصف، وبناءً عليه يحدث الانفجار الذي يقرب لهم صورة الانفجار العظيم، ويستطيعون من خلاله التوصل إلى السيناريو الحقيقي لبداية الكون، وبالفعل استطاعوا التوصل إلى جسيمات سموها |بوزونات هيكز| والتي تعرف أيضاً باسم جسيمات الإله، وبسبب اعتقادهم بأن بوزنات هيكز هذه تستطيع أن تمنح الطاقة والكتلة للجسيمات الأخرى، ومن أكبر نتائج هذه التجربة أنهم استطاعوا توليد أكبر درجة حرارة تم توليدها على يد البشر بالتاريخ، وتوصلوا إلى درجة حرارة أكبر من حرارة الشمس في ٢٥٠ ألف مرة.
وبالرغم من كل ذلك ابتدأت بعض المخاوف تنتاب العلماء القائمين على التجربة لأن لديهم اعتقاد بأن هذه الاصطدامات ممكن أن تؤدي إلى تشكيل ثقب أسود مصغّر، ومهما كان حجم الثقب الأسود سيكون لديه القدرة أن يبلع الأرض.
البحث في باطن الأرض
في عام ١٩٧٠ ميلادي بدأ الاتحادي السوفييتي في فكرة أن يكونوا من الرواد في الوسط العلمي، وهذا عن طريق اقتحامهم عالم غامض في باطن الأرض، وبدأوا في رحلة استكشافية ومغامرة من الطراز الأول بعملية الكشف عن |مركز الأرض| وفهم طبيعته والظروف الموجودة فيه بطريقة لم يفهمها أي أحد قبل ذلك، وبالفعل بدأوا في حفر حفرة عميقة في شمال غرب روسيا، وبذل الاتحاد السوفييتي وفريق العمل مجهود ضخم جداً للوصول إلى أكبر عمق ممكن، وأن يقتحموا طبقات الأرض طبقة تلو الأخرى للاقتراب من مركز الأرض، وعلى الرغم من حجم الجهود الرهيبة التي تم بذلوها لم يستطيعوا أن يتوصلوا إلا لعمق ١٢ كيلو متر تحت سطح الأرض فقط، وهذه النسبة أصغر من أربعة بالمئة من الطريق الحقيقي للوصول إلى مركز الأرض، وتوقفت عملية الحفر لعدة أسباب منها مخاوف من احتمال توليد حركات إلكترونية في طبقات الأرض بسبب اختراق الطبقات بشكل جذري وبعمق كبير، والذي في دوره سوف يؤدي إلى زلازل عنيف كارثي والذي ممكن أن يدمر كل ما حول مكان الحفر، بالإضافة إلى أن هذه العملية من الممكن أن تستحث البراكين على أن تنشط بقوة، والتي تؤدي إلى الكثير من الكوارث.
في عام ١٩٩٢ ميلادي توقفت عمليات الحفر بسبب ارتفاع درجات الحرارة والتي وصلت إلى ١٧٧ درجة مئوية، مما أدى إلى انهيارات صخرية متتالية كانت السبب في غلق الحفرة أول بأول.
سلاح الفطر
أثناء الحرب الباردة بدأت أمريكا التجارب باستخدام سلاح جديد من الطبيعة، وهذا السلاح كان عبارة عن فطر من نوع خاص يمتلك القدرة في تدمير أهم وأكثر المحاصيل حيوية في العالم وهما الرز والقمح، وهذه المحاصيل تعتمد عليها ٤٠ بالمئة من سكان العالم، وأدت هذه التجربة إلى تعرض المحاصيل لمرض اسمه |انفجار القرص|، وكانت النتيجة حدوث مجاعة في البنغال عام ١٩٤٢ ميلادي والتي أدت إلى موت ما يقارب إلى ٢ مليون إنسان، وكما أن انتشار الفطر في محاصيل الرز والقمح تستغرق وقت قليل، وممكن خلال ليلة واحدة أن تبيد آلاف النباتات بسبب هذه الآفة، ومع الوقت كان من الممكن أن يسبب في مجاعة واسعة المدى تقتل لا يقل عن ٣ مليار إنسان.
الولايات المتحدة أنتجت واحد وثلاثين مضاد للنوع هذا من الآفات مابين عام ١٩٥١ و١٩٦٩ ميلادي، حتى تم إبادة جميع المحاصيل التي أصيبت بالفطر وتم التخلص منها تماماً في عام ١٩٧٣ ميلادي.
تجارب كادت أن تؤدي إلى تدمير العالم اختيار الصورة ريم أبو فخر |
هز الأرض
في الفترة ما بين عام ١٩٨٧ و١٩٩٢ ميلادي قرر الاتحاد السوفيتي وتحديداً الهيئة العسكرية في استخدام |الحركات التكتونية| وتقلبات القشرة الأرضية حتى يهزوا بها الأرض، ومن أجل إجراء هذه التجربة قاموا في تفجير ٣ |قنابل نووية| في القشرة الأرضية، وهذا أدى إلى ابتعاد طبقات الأرض عن بعضها ثم اصطدموا مع بعضهم، وبالتالي أدى إلى حدوث خط عريض من الزلازل والبراكين التي دمرت الأبنية والمنازل في المناطق المجاورة والمستهدفة، ومات آلاف أو حتى ملايين الأشخاص نتيجة هذا الزلزال، وزعم الرئيس السابق لفنزويلا هيكو تشافز بأن زلزال ٢٠١٠ ميلادي الذي حدث في هيتي والذي تسبب في موت ١٦٠ ألف إنسان، كان نتيجة لتجارب مشابهة قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية.
سلاح الطاعون
أثناء الحرب الباردة اخترع الاتحاد السوفيتي بعض من |الأسلحة البيولوجية|، منها سلاسل من الطاعون المضاد للمضادات الحيوية، وفي هذا التوقيت كشف مدير برنامج العلاج البيولوجي الذي يقع تحت ظل المؤسسة السوفيتية في أنهم استطاعوا تحديث أسلحة بيولوجية أخرى على شكل أمراض مثل الجمرة الخبيثة والإيبولا والجدري، ويشهد التاريخ على مدى خطورة سلاح مثل |الطاعون| الذي قتل حوالي خمسين مليون إنسان في أوروبا لوحدها في القرن الرابع عشر، وهذا يعني بأن استخدام مثل هذه الأسلحة في وقتنا الحالي ممكن أن يتسبب في إبادة البشرية جميعها.
القنبلة النووية
أول |سلاح نووي| تم اختباره كان في عام ١٩٤٥ ميلادي تحت اسم |اختبار الثالوث النووي|، وإلى هذا الوقت كانت القنبلة النووية مجرد سطور على ورق وفرضيات غير متأكدين من صحتها، حتى جاء العالم أنديكو فارمي الحاصل على جائزة نوبل ومعه إدودر تالر الملقب بأبو القنبلة الهيدروجينية، وقالوا بأن هذه القنبلة ممكن أن تتحقق بالفعل، وقاموا في العمل على المشروع وبذلوا مجهود كبير أيضاً لإثبات صحة كلامهم، لكن مع وجود مخاوف افتراضية بأن الانفجار ممكن أن يتسبب في رد فعل قوي لانشطار نووي نيتروجيني، والذي كان من الممكن أن يدمر بنية الغلاف الجوي للأرض وبالتالي يتلاشى الدرع الواقي للأرض كلها، لكن التجربة مرت بسلام في أحد القواعد العسكرية الأمريكية للقوات الجوية، ونجح الانفجار من دون أي خسائر كارثية.
المادة المظلمة
في التسعينيات للقرن العشرين بدأ العلماء في ملاحظة ودراسة |المادة المظلمة|، والتي تمثل حوالي ٨٤.٥ بالمئة من الكون كله، وتعتبر هي القوة الغير مرئية التي تتخلل جميع زوايا الكون وتتسبب في اتساعه بشكل مستمر، لكن المخاوف كانت تأتي من التأثير الفيزيائي الذي يسمى تأثير زينو الكمي وهو أحد القواعد الصلبة في ميكانيكا الكم والتي تقول بأن الجسيمات التي يتم رصدها وملاحظتها تغير الساعة الكمية الداخلية لديها، وهذا يؤدي إلى انحلالها وانهيارها مع الوقت، والبروفسور لورانس كراوس زعم أن القانون زينو الكمي ممكن تطبيقه على المادة المظلمة، وهذا يعني أنه بمجرد أن نبدأ في دراسة القوة التي كانت تساعدنا على تمدد الكون سوف تختفي، والكون بالكامل سوف يتلاشى مع اختفائها.
من أجل أن نتحقق من صحة أي نظرية علمية أو فرضية اقترحها بعض العلماء نحتاج في المرور بمجموعة من التجارب العلمية مع شواهد ملموسة نستطيع بها تقييم مدى اقتراب هذه النظرية من الحقيقة، وحتى يستطيع أي فريق بحثي أن يحقق سبق علمي غير مسبوق في دراسته يكون على استعداد أن يدفع ملايين بل مليارات الدولارات لإثبات مدى صحة الأبحاث الخاصة به ويسجل اسمه بين السطور الذهبية التي تجمع أسماء العلماء والنابغين على مر التاريخ.
بقلمي: ربا
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك