قصة زوجة فرعون " السيدة آسيا " وإنقاذها لسيدنا موسى مرتين - الجزء الثاني اختيار الصورة ريم أبو فخر |
ماشطة ابنة فرعون
تحدثنا في الجزء السابق عن ماشطة ابنة فرعون، وفي أحد المرات بينما كانت تمشط شعر إحدى بنات فرعون، وقع المشط من يديها إلى الأرض وبينما كانت تلتقطه قالت دون شعور " بسم الله "، فسألتها ابنة فرعون هل تقصدين والدي فرعون، أي أنك تسمي باسم أبي الفرعون فهي تعلم بأن والدها الفرعون هو الإله، لكن |الماشطة| أجابتها إجابة مختلفة تماماً فقالت لها " لا " وإنما بسم الله الذي هو ربي وربك ورب أبيكِ الفرعون، فسألت ابنة فرعون ماشطتها " وهل هناك رب غير والدي "، فأخبرتها الماشطة بأن الله تعالى هو الذي خلق هذا الكون وكل ما فيه، فخلق السماء والأرض والجبال وكل ما هو موجود بهذه الدنيا هو من خلق الله عز وجل، الواحد الأحد وليس والدك الفرعون، قامت هذه الطفلة بنقل كلام الماشطة إلى والدها الفرعون دون أن تدرك ما فعلت، فغضب فرعون غضباً شديداً، كيف لهذا الدين أن يدخل قصره ويصل إلى أفراد أسرته أيضاً، فذهب للماشطة وتحدث معها كي ترجع عن كلامها الذي قالته لأبنته، لكن الماشطة رفضت ذلك وقالت لفرعون " أنا أؤمن بالله عز وجل الواحد الأحد وأكفر بك "، وحاول معها كثيراً لكن جميع محاولاته كانت نتيجتها الفشل، فقرر فرعون بتعذيب الماشطة، أمر فرعون جنوده بإحضار قدر كبير مملوء بالزيت و أوقد تحته النار حتى بدأ الزيت يغلي من شدة حرارته، فاعتقدت ماشطة فرعون بأنه سيلقيها بالزيت المغلي، فقالت له هي اِرمني بالزيت أريد أن أنال الشهادة بسرعة إني متشوقة لذلك، لكن ليس هذا ما كان فرعون يريد فعله، فمن شدة ظلمه وجبروته قام بإحضار أطفالها الذين كانت تعمل وتتعب من أجلهم، وبدأ يرمي واحد تلو الأخر في الزيت وماهي إلا دقائق حتى يذوب لحمهم وتطفو عظامهم على الزيت المغلي.
قصة زوجة فرعون " السيدة آسيا " وإنقاذها لسيدنا موسى مرتين - الجزء الثاني اختيار الصورة ريم أبو فخر |
اعتراف السيدة آسيا بإيمانها بالله عز وجل
بعد ذلك الموقف لم تستطع السيدة آسيا تحمل ما يحدث، فانفجرت بوجه زوجها فرعون وأخبرته بأنها أيضاً تؤمن برب العالمين رب موسى وهارون عليهما السلام، وبأنها لا تؤمن به وتكفر بكونه |إله|، صعق فرعون عندما سمع كلام زوجته وأخذ يتحدث معها ويطلب منها الرجوع عن قرارها لكنها رفضت، بالرغم من وجود كل شيء لديها .. المال والجاه والخدم وكل ما تتمناه، إلا أنها فضلت ترك كل ذلك واستغنت عن كل ما لديها إرضاءً لله عز وجل، وعندما عجز فرعون من إقناع زوجته بالعودة عن رأيها، أمر جنوده بأن يأخذوا السيدة آسيا إلى الصحراء، وأن يقوموا بربط يديها وقدميها بأربع أوتاد، وكما هو معروف بأن الصحراء في مصر قاسية جداً ومناخها لا يحتمل من شدة الحر، وبالفعل قام الجنود بفعل ما طلب منهم وربطوا السيدة آسيا من يديها وقدميها، وكان فرعون كل يوم يأتي إلى السيدة آسيا ويطلب منها أن تكفر برب موسى وهارون وتؤمن به، فترفض ثم يأتي باليوم الثاني والثالث وهي رافضة وصابرة ولا تقول سوى أنا أؤمن بالله عز وجل رب موسى وهارون، بالرغم من المفارقة الكبيرة بين حياتها السابقة بالقصر وحياتها في الصحراء، إلا أن ذلك لم يؤدي إلى أن تغير رأيها، وكانت دائماً تكلم الله عز وجل وتطلب منه أمرين إثنين فقط لا غير.
الأمر الأول: كانت تطلب من الله عز وجل أن يبني لها بيتاً في الجنة بالقرب منه، لتكون بذلك أول سيدة تطلب بيتاً بالقرب من الله سبحانه وتعالى.
الأمر الثاني: كانت تطلب من الله سبحانه وتعالى أن ينجيها من فرعون.
قصة زوجة فرعون " السيدة آسيا " وإنقاذها لسيدنا موسى مرتين - الجزء الثاني اختيار الصورة ريم أبو فخر |
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك