تعرّف على أهم أسباب وعلاج التبوّل اللاإرادي لدى الأطفال اختيار الصورة ريم أبو فخر |
هنالك نوعين للتبول اللاإرادي فقد يكون نهارياً أو ليلياً
ولدى الغالبية العظمى من الأطفال، فإنهم ببلوغهم نهاية عامهم الثاني سيستطيعون السيطرة على |التبول اللاإرادي| النهاري، أما التبول اللاإرادي الليلي فيستطيعون التحكم فيه ببلوغهم منتصف العام الثالث، وفي فئة قليلة جداً، فإنهم لا يتحكمون بالتبول اللاإرادي إلا بعد سن السابعة أو حتى مرحلة المراهقة وصولاً لسنّ الزواج لدى بعض الفتيات، ولا نعتبر التبوّل اللاإرادي مرضيّاً إلا بعد تجاوز سنّ الخامسة، عندها تبدأ رحلة التشخيص والعلاج للطفل، وقد يتساءل البعض عن أفضل سن لبدء تعليم الطفل التحكم بالتبوّل، وفي الواقع إنّ الفترة المثالية هي ما بين سنّ السنة وثمانية أشهر إلى السنتين.
وقبل الحديث عن أسباب حصول التبول اللاإرادي والتي في معظمها تكون ذات منشأ نفسي، فإنه من المهم ذكر بعض الاضطرابات التي تصاحب هذه الحالة، كالعناد وضعف الشخصية والعصبية الزائدة والخجل وفقدان الثقة بالنفس، إضافة إلى التأتأة.
والآن ما هي أسباب التبول اللاإرادي
أوّلاً الوراثة، ففي حال كان أحد الأبوين يعاني من هذه المشكلة فإنّ احتمال أن يرثها الطفل يتجاوز ال 40 بالمئة، أما في حال كون كلا الوالدين يعانيان منها فإنّ الاحتمال يزيد أكثر بكثير.
ثانياً، قد يكون سبب المشكلة عضوياً، كالضعف في الجدران العضلية للمثانة أو التهاب فيها أو حتى صغر في حجمها، فقر الدم والداء السكري، الضعف العقلي بحيث لا يستوعب الطفل الأمر بسهولة، نوبات الصرع أو حتى إن كان نوم الطفل عميقاً سيسبب ذلك مشكلة التبول اللاإرادي .
إضافة إلى أسباب أخرى كالمشاكل على مستوى الكليتين أو فقرات العمود الفقري وهذه الأسباب يحددها الطبيب المختص ويصف خطة العلاج الملائمة لها.
ثالثاً أسباب نفسية، وهي كثيرة:
كالمشاكل العائلية وخاصة بين الزوجين، فيعيش الطفل في حالة خوف وتوتر دائمين.
التفرّق والتشتت الأسري نتيجة الطلاق والعدوان الدائم بين الطرفين وعدم حل الأمور بطرق سلمية وعقلانية تضمن راحة الأطفال.
أساليب التربية الخاطئة وخاصة الضرب، والذي يحمل عواقب وخيمة على نفسية الطفل ومستقبله.
التغيرات التي تطرأ أمام الطفل أيضاً قد تكون سبباً لذلك كالانتقال إلى منطقة أخرى، أو وفاة أحد المقربين أو سفر الأب الفجائي لأيام طويلة، كما أنّ |الخوف| من أهمّ الأسباب التي تسبب التبول اللاإرادي كالخوف من الوالدين في حال كانا عصبيّين، أو الخوف من الظلام، أو الخوف من الذهاب للمدرسة نتيجة تعامل المدرّس أو حتى مشاكل التنمّر، أو تخيّلات يتخيلها الطفل نتيجة مشاهدة أفلام الرعب أو الرسوم المتحركة كالخوف من الوحوش أو التنانين أو حتى الحيوانات.
وقد تكون الغيرة من ولادة طفل جديد في العائلة سبباً لذلك، فيظنّ أنّه بتقليد أخيه الرضيع سيحصل على الحب والاهتمام الذي سُلِبَ منه.
أو حتى الغيرة من الإخوة من حيث الشكل أو التفوق الدراسي أو تفضيل الوالدين وتدليل أحد أكثر من الآخر كل ذلك قد يؤدي لظهور مشكلة التبول اللاإرادي.
تعرّف على أهم أسباب وعلاج التبوّل اللاإرادي لدى الأطفال اختيار الصورة ريم أبو فخر |
ما هو علاج التبوّل اللاإرادي لدى الأطفال
أوّلاً، حلّ المشاكل الزوجية بعيداً عن الأطفال، فإقحامهم فيها واستغلالهم كنقاط ضعف ضد الطرف الآخر سيؤدي إلى عواقب وخيمة على الطفل، لذلك يجب وضع الحالة النفسية للطفل في المقام الأول والعمل على حل الخلافات بوعي ومسؤولية تامة.
ثانياً، الابتعاد عن الأساليب التربوية الجائرة والغاضبة بدءاً من الضرب وصولاً إلى أسلوب الترهيب والتخويف العنيف، والابتعاد أيضاً عن التدليل الزائد، فكلا الضرب وفرط التدليل يمحيان شخصية الطفل ويؤديان إلى مشاكل كثيرة على مستوى علاقاته وعلى مستوى نفسيته وجسده كالتبول اللاإرادي.
ثالثاً، إحاطة الطفل بالرعاية والانتباه لتفاصيله اليومية ومنحه الاهتمام، وخاصة كيف يقضي وقته في المدرسة ومشاكله في التعلم وعلاقته مع زملائه ومع معلّميه، فكلّ ذلك قد يدلّك على المشاكل التي يعاني منها بشكل أبكر ويساعد على حلّها.
رابعاً، الاقتناع بأنّ التبول اللاإرادي ليس شيئاً يتحكم به الطفل، فيجب عدم حلّه بوسائل غير صحيحة كالصراخ على الطفل وضربه وإنما هو بحاجة للعلاج كأي مرض آخر سواء كان السبب عضوياً أو نفسياً، لذلك لا يجب إلقاء اللوم على الطفل نهائياً خاصة أن أحد الأسباب تتعلق بالوراثة، لذلك يجب دعمه وتشجيعه حتى يتخلص من هذه المشكلة.
خامساً، دع الطفل يبوح بما يشعر به من مشاعر وخوف بكل أريحيّة، فهذا سيعطي نصف الحل، وسيدل على الطريق الصحيح للمعالجة.
سادساً، الابتعاد عن أنواع معينة من المأكولات ضمن النظام الغذائي للطفل، كالبهارات وخاصة الحارة، المشروبات الغازية، الكمية الكبيرة من السكريات، والامتناع عن شرب الماء قبل النوم بساعة.
سابعاً، رغّب الطفل وأعطه الدافع للعلاج، بحيث يكون راغباً ومتحمساً لنيل العلاج بنفسه ويريد أن يتخلّص من هذه المشكلة ، لأنه إذا كان غير مقتنع بذلك فقد يتحوّل الأمر إلى عدوان وعناد يؤدي إلى تصرّفات ضد خطة العلاج تماماً، لذلك على الرغبة أن تكون نابعة منه ليقوم باتّباع جميع النصائح التي تملى عليه.
ثامناً بالطبع |العلاج الدوائي| الذي يحدده هو الطبيب المشخّص ويحدد كميته وموعد أخذه والمدة اللازمة له والذي يختلف بين حالة وأخرى.
تاسعاً منح الطفل القيلولة خلال النهار والتي ستخفف من حدّة نومه العميق، وهذا سيكون فعالاً في خطة العلاج.
وبالطبع أخيراً لا تنسَ منحه الثناء والمديح في كل مرة ينجح بها بغية دعمه وتشجيعه حتى يتخلص منها نهائياً.
بهذا نصل لختام مقالنا دمتم بخير.
بقلمي: شهد جلب
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك