ماذا تعرِف عن خطّة الخمسين وكيف شتؤثّر على حياتك ؟

 ماذا تعرِف عن خطّة الخمسين، وكيف شتؤثّر على حياتك ؟
تنسيق الصورة : رزان الحموي  

رُوي أنّه في إحدى الرّحلات الجوّية من مكانٍ لآخر، مسار هذه الرحلة يستغرق من ثلاث إلى أربع ساعات، قد اجتمع شاب في العشرين من عمره، ورجلٍ بين الخمسٍ وخمسين  إلى الستّين من العمر، ومع الوقت، بدأ التودُّد بين الطّرفين، وتبادلوا أطراف الحديث، ليُعرِّف كلٍّ منهم عن نفسه، وعن سبب هذا السفر

 الشّاب قد قصد هذه الرّحلة لإنجاز عملٍ خاص بوظيفته، أمّا الرجل الآخر، فقصد هذه الّرحلة للترفيه، وقد روى له أنّه الآن هو يطبّق خطّته الخمسينيّة، والّتي بدأ بالتخطيط لها وهو في العشرين من عُمرِه، أمّا الآن فهو وقت التنفيذ، طلب الشّاب  الشرح أكثر والإيضاح عن هذه الخطّة، كونه في عمر العشرين، ويرغب بتبنّي خطّة تجعله يستَطيع أن يذهب في رحلةٍ ترفيهيّة عندما يبلُغ  الخمسين من العمر.

ما هي هذه الخطّة وكيف عمِل عليها وتبنّاها !؟ 

هذه الخطّة، عرِف بها الرَّجل وهو في عمر الخامسة والعشرين، وبدأ بالتخطيط لها في السّادسة والعشرين، والآن هو وقت التنفيذ، مفادها أنّ نستغلِّ كل طاقاتنا الجسديّة والنفسيّة ونسخّرها، في شبابنا لتخدمنا عندما نصل للخمسين من العُمر، نستطع أن نقضي الخمسينيّات براحةٍ ورفاهيّة كبيرة، نسافر، نقضي أوقات سعيدة، نستمتع بمواهبنا، نذهب في رحلةٍ مع |الأصدقاء|، نقضي وقتاً ممتعاً مع العائلة.

ما هي الخطوط الّتي عليك أن تعمل عليها لتطبيق هذه الخطّة وتوظيفها بشكلٍ  سليم !؟ 

أولاً : الخطّ الوظيفي: عليك أن تستغلّ كل طاقتك وقوّتك، وأنت لازلت خلف طاولة عملك، حتّى يصل رقم |راتِبك التقاعديّ|، لرقمٍ يحقّق لك الرخاء الماديّ في التقاعد.

ثانياً : اعمل على تأمين نفسك ماليّاً: ادخّر رقماً ثابتاً من دخلك الشهريّ طيلة فترة عملك، وقم بجمع هذه المبالغ وتوظيفها في استثمارٍ يعود بالنفعّ والدّعم  الماديّ عليك. 

ثالثاً  : الانتباه للجانب الاجتماعي في حياتك وتنمية هذا الجانب: صحيح عليك أن تعمل على استغلال كلّ وقتك وقُدرتك لتحقيق الاستقرار الماديّ، لكنكّ تحتاج لوجود جوّ عائلي داعم محيط بك، يشاركك هذا النجّاح ويقاسمك ثمرة تعبك، لذلك اسع لأن تؤسّس عائلتك الجديدة الصغيرة دون تردّد.

رابعاً : استثمر  في أولادك: أي عليك أن تؤسّس لهم، وتدعمهم بالبداية، تتعب على تعليمهم، تربيتهم، تؤمِّن لهم الدّعم الماديّ، لتصل للخمسين في العمر، وأنت مطمئن من ناحيتهم، لم يطلبوا منك أيّ شيئاً، فقد  زرعت لهم الطّريق المُثمِر وهم الآن يسيروا على نفس الخُطى،  ليزرعوا ويحصدوا ثمار النّجاح والإنجازات بمفردهم دون الحاجة للأب ولعمل أعباء إضافيّة عليه في العمر المخصصّ لراحته.

خامساً : اجعل من نفسك شخصاً حكيماً، يعرف أين وقت الرّاحة والتّرفيه، وأين وقت الجدّ والعمل، لتصل إلى كلّ ما تريد.

وأنت عزيزي القارئ، هل ستطبّق خطّة الخمسين؟! هل سمعت عن أحدٍ ما من روّادها ؟!

نور دعبول