كيفية التعافي من خسائر التداول الكبيرة وتجنبها اختيار الصورة ريم أبو فخر |
إن خسارة مبلغ كبير من المال تجعل الشخص يشعر بشعور سيء جداً، كما أنها تجعله لا يستطيع التركيز ثانيةً في عملياته، وقد تجعله ربما يشك في مجال التداول بأكمله، ويشك في نفسه وفي السوق، ويسأل نفسه هل يستطيع الاستمرار في هذا المجال، والربح على المدى البعيد أم لا.
يشعر الشخص وكأنه لا يعلم كيف يستطيع أن يتجاوز تلك المرحلة، وقد توصل الشخص إلى الاستسلام تماماً بسبب الضغط العصبي الذي هو فيه، إن كل تلك الأفكار تجعل |المتداول| يستسلم وينسحب من |سوق التداول| بوقت قصير.
ما هي الأخطاء التي يرتكبها المتداول في التداول والتي تؤدي إلى خسارته بشكل كبير مادياً ونفسياً ؟؟؟؟
بدايةً يجب على المتداول أن يحدد ما هو هدفه من التداول من الأساس
هل هدفه هو المتعة والحماس الموجودة في السوق، من خلال الضرب على أسعار تتحرك بشكل كبير، قد تؤدي إلى خسارته بشكل كبير وفي نفس الوقت تؤدي إلى الربح بشكل كبير، أو هل هدفه هو دخول المجال على أساس استخدامه مدخل مستمر ومستقر ليضمن ربحه على المدى البعيد ولا يصل لمرحلة تجعله يخسر |الخسائر| الكبيرة والضخمة التي تؤثر عليه بشكل كبير جداً.
لنفترض أن هدف المتداول من التداول هو دخل مستمر ومستقر، من المهم جداً للمتداول تجهيز نفسه لتحقيق هدفه، والقناعة التامة بالوصول إلى الهدف على المدى البعيد، مثل الكثير من المتداولين الذين قاموا بتحقيقه والوصول إليه.
يعد الاقتناع هو الخطوة الأولى للتعافي من الخسائر وتخطي هذه المرحلة.
إن المتداول الناجح هو من يتعلم من أخطائه ويبتعد عنها كي لا تتكرر ثانيةً
إن معظم ما يتعلمه المتداول في عالم التداول ليس مجرد علوم نظرية فقط من فيديوهات أو كورسات، ولكن معظمها علوم من تجارب وأخطاء قام بارتكابها، والتي بدورها تؤدي إلى تعلم المتداول من هذه الأخطاء وإيصاله إلى مرحلة الفهم الجيد كي لا يقع بها ثانيةً.
إن معظم هذه الأخطاء يقع بها الكثير من المتداولين، حيث تكون متبلورة حول العديد من الأفكار بشكل عام جداً.
قد لا يكون لدى المتداول في الأساس استراتيجية أو قواعد يتبعها
غالباً ما يكون المتداول المبتدئ يدمج ما بين دخوله إلى السوق بمبلغ مالي كبير وفي ذات الوقت لا يملك استراتيجية وبيانات كافية لتعطيه فكرة هل لديه استراتيجية ليدخل السوق أم لا.
إذا لم يكن لدى المتداول استراتيجية وقواعد من الأساس، لن يضمن لنفسه الأرباح المستقرة والمستمرة.
كيفية التعافي من خسائر التداول الكبيرة وتجنبها اختيار الصورة ريم أبو فخر |
إذا كان لدى المتداول الاستراتيجية الناجحة والخبرة الكافية والقواعد التي تساعده في التداول قد يصل إلى مرحلة أيضاً تجعله لا يلتزم بالقواعد التي وضعها
من المهم جداً أن يسأل المتداول نفسه هذا السؤال، كي يشخص المشكلة لتوصله إلى المرحلة الثانية التي تطلعه على المشكلة كي لا يقع بها مرة أخرى.
كيف يمكن للمتداول التعافي من الخسائر المادية
١- الاستسلام، من الخطأ الذي قام به المتداول، إذ لا يجب عليه التفكير هل سيعود ثانيةً، أو هل يوجد حل سريع لإعادة الخسارة أو القيام بعكس ما قام به في اليوم الأول لتحقيق الأرباح في اليوم الثاني
إن الاستسلام والانسحاب لفترة مؤقتة ضرورية جداً، ليعيد المتداول التفكير ثانيةً بطريقة يدخل بها السوق مرة أخرى ليكسب منها على المدى البعيد، إذ يجب عليه أن ينسى تماماً خسائره التي خسرها، والتركيز على المدى البعيد، وماذا يمكنه أن يفعل في المستقبل.
٢- يجب على المتداول أن يفصل نفسه قليلاً عن المال، والاقتناع بأنه يستطيع تعويض المال الذي خسره بربح أكبر منه، إذ لا يجب على المال أن يؤثر بشكل كبير جداً على حياة المتداول بل يجب تجاوز هذه المرحلة برحابة صدر، حتى يستطيع المتداول العودة إلى السوق وهو ليس لديه طمع أو غرور أو انتقام أو أي مشاعر قد تؤذيه في العمليات الأخرى.
إن أكبر المتداولين المحترفين ما زالوا أيضاً يرتكبون هذه الأخطاء التي تؤدي إلى |خسارة المال|، إلى حد ما قد تصل بهم إلى مرحلة يتأثروا بها بشكل نفسي.
عندما تصبح الأخطاء في المرحلة التالية مدروسة أكثر لن تؤثر على المتداول بشكل كبير، وذلك لأنه عندما يعلم المتداول خطئه الذي ارتكبه في العملية الأولى يتخطاه في العملية الثانية.
كيف يمكن للمتداول عدم الوقوع في الأخطاء ثانيةً
يمكن للمتداول تجنب ارتكاب الأخطاء ثانيةً، عندما يحدد لنفسه هدف على مدار اليوم، عندما يصل إليه يخرج من السوق بالأرباح التي خطط لها، ولا يقوم بعمليات أخرى بعدها حتى إن أُتيحت له الفرصة بذلك، كما أنه يضعه لنفسه خسارة إن خسرها أيضاً يخرج من السوق بمبلغ مدروس.
عندما يضع المتداول هدف، تجعل الأرقام ثابتة لديه إلى حد ما ولا تجعل الأرقام عشوائية.
عندما يكون لدى المتداول هدف ويلتزم به، يمنعه فيما بعد من الوقوع في أكبر خطأ قد يقع به أي متداول.
نتمنى الاستفادة من هذه المعلومات، دمتم في رعاية الله.
بقلمي: إسراء حيدر
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك