ريشةٌ مجهولة تزعزع حرب الأوهام تنسيق الصورة : رزان الحموي |
ريشةٌ زرقاء سقطت على وجه وعٍ راكد الزمان خامد المكان
حاولتُ إبعادها ، لكنها قررت التشبّث والرسوخ ..
لعلها تلفت روحي .. ولكن دون جدوى ..
تركتها لثوانٍ ، وتابعت طريقي ..
ريحٌ فجائيّة قذفتني بعيداً عن درب حلمي ..
شعاعٌ مريح أسر قلب غروري ، وشلَّ نخاع حزني ، وأيقظ مكامن الأفكار المدفونة ضمن لا وعيي ..
حرّك نسمات ضحكتي , ونشطَّ تنين عزيمتي ..
مددتُ يدي المرتجفة من ثقل الذكريات ، حاولتُ إمساكه أوّل مرةٍ ..فهرب ببطءٍ مؤلم ..
لكنني لاحقته لأيام وأشهرٍ .. وأيام ..
ويمكنني الاعتراف ..
أصبحتُ أضحوكةً أمام الغرباء والتعساء ..
أمّا عن السعداء ، فوجدوني مثلهم .. أعارك حريّة الأوهام ..
و أناضح كل من يقول لي لا وألف لا ..
وأخيراً ، وبعد حرب السنوات ..
حصلت عليه ، وركضتُ بأقصى سرعتي ، وحلّقت مع الهواء ، وتجاوزت المحتاجين ..كي أصل إلى كوخي السرّي الخاص .
دخلت البوابة بقدمي اليسرى ، كي أحطم كلَّ قواعد العادات ..
تقدّمتُ خطوةً ، اثنتان .. تبعتها ثلاث لكنني لم أتوقف عندها بل أكملتُ عدَّ الخطوات ..
وفي سراديب عقلي أسئلةٌ تأنُّ من كثرة الأصوات ، وانعدام الإجابات وانقراض |الأحلام| وفتنة الياسمينات ..
لم أكترث لثقل المياه القذرة التي علت جسدي وكست شعري ، بالرغم من نحالته ونعومة الانسياب ..
وقفتُ أمام المرآة
فانعكس بريقها ليعمي عيوني عن مرار اللوحة ويحرق كل ما بقي من الصدمات والكدمات ..
رضختُ لعثرة الزمان ، وحاولتُ معايشة الوضع دون تذمرٍ أو ضجرٍ أو عتبٍ أو إيلام ..
وواظبتُ على ثباتي أمامها .. مجدداً ..لسنواتٍ وسنوات ..
لم أشتكِ فيها من تعبٍ أو أظهر آثار الجحيم المحاوط بي.. جحيم الانتظار ..
وفي أحد الأيام ..
بعد نهارٍ تناقضي ، وصراعٍ لن يعيه أحدٌ سواي ..
فتحتُ الصفحات الأولى لروايةٍ تعود حروفها لمئات السنين من الحنين وجرائم الأقدار ..
ودون سابق إنذار ..
طارت الريشة المتوارية ضمن المرآة ..
حتى ركدت ضمن موطن التراكيب والكلمات ..
واختفى معها الشعاع .. وانعكاس الأقلام ..
فعلمتُ وقتها أنَّ اللقاء لن يحدث حتى تتغيّر مسارات الكون وأوقات الأقدار ..
هويتُ أرضاً ، لكنَّ بقايا أملي رفض الاستسلام .. لأنهض وأقف مجدداً أمام |المرآة| ..
فوجدتُ ظلام الواقع .. ورماداً بسيطاً في زاوية الأمنيات .. كان ندبة |العشق| .. ندبة ريشة السلام .
شهد بكر
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك