شوارعٌ فارغة ترفض الظلال اختيار الصورة ريم أبو فخر |
هنالك شوارعٌ مزعجة بناها العابرون ..
جعلونا نفقد حس الروح في الحياة ..
نتمنى الحياة ونحن على قيد الآلام ..
نعمل لساعاتٍ متأخرة من ليالٍ باردة الجوِّ والشعور بلسعات الآمال ..
نصاب كلَّ يومٍ بخيبةٍ جديدة، تمزق الأمنيات بزجاج التأملات ..
تعشعش بداخلنا الرغبة بالبكاء لتتصارع مع |حلم الصراخ| ..
فلا اليوميات لطيفة، والأشخاص مختفية كالأوقات ..
لتنفجر الدمعة ضمن حضنٍ دافئٍ يصادق الوهم وحب الامتلاك ..
والحقيقة أنه لا أحد يبالي لعشقٍ مقتول من قبل الثعالب والذئاب ..
نحترق مع ضجيج تكات الساعات آلاف المرات ..
بل ونحلم بالموت ونردده لعلّه يحدث أثناء حفرةٍ حفرها الأصدقاء ..
وحين يحنُّ الزمان على حالنا، يسمح للدموع الليليّة أن تتمدد لجانبنا على أرضٍ صُلبة الأشواك ..
نطرق رأسنا ما بين الحين والآخر بجدران |الصدمات|، نحاول إمساك قلبنا وعصره مع كل نوبة فجائيّة تودي بحياة الثقة والأمان ..
في هذه الأيام ..
نجد زهرة شبابنا تتسكع بين مستنقعات الواقع واحتراق الأحلام ..
غرفنا الضيقة البائسة، يأكلها زمهرير العتب، وتحاوطها ألوان الفراغ ..
في إحدى أيام العزلة، نحاول محاربتها، فنخرج ليلاً كي لا يرى أحد ترنح مشاعرنا.
نجلس ضمن حديقةٍ قديمة، نحدّق في سماءٍ ضبابيّة، نحرق سيجارة العلقم كالكبار المهترئين تجارباً، ونبكي كالصغار الذين لا يفقهون شيئاً عن الألم سوى الجوع ..
ونحن أيضاً جيّاع ..
جيّاع للأمل، للأمان، للحرية .. للحب والإنسانيّة.
يرهق البكاء منّا، فنزهق منه ..
ونسير خطواتً متثاقلة، ونستقرُّ تعباً وكسلاً على |قارعة الطريق| .. ننتظر أحدهم ليأتي ..
لا كي نستند على يده ونمضي في الطرقات الأخرى ..
بل كي يهبط لإزائنا، نضع رأسنا على كتفه الحنون والمجنون .. وننام لمرةٍ واحدة .. دون هذه السطور ..
ولكن لا أحد سيأتي، سوى ظلنا الخفي المظلوم من قبلنا ..
يواسينا .. نتجاهله ..
يسمعنا .. نتجاهله ..
يطرق أبواب عقولنا ونوافذ قلوبنا .. ونتجاهله .. ونتجاهله ..
شهد بكر
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك