أمنيات سريعة الفناء كومضة اللقاء اختيار الصورة رزان الحموي |
(( أين أنت أيها الكسول المخادع؟!
أشتاق جداً للمسة يدك الأخيرة بعد كلِّ لقاء..
لماذا عزمت على مغادرة كوخي والهرب من هوى الخيال؟!
تعال إلى هنا، وافتح قلبي، واجعل كياني يرتعش مع اسمك كما فعلت مراتٍ ومرات..
أخشيتَ |اقتحام روحي| بعدما لمست ما لمسته من فراغٍ وفجوةٍ وعلقمٍ وحنينٍ ومرضٍ.. وانتظار؟!
أرجوك توقف عن النحيب والبكاء، فقط تعبت منه، رغم حاجتي إليه ..
دعني أخبرك بدلاً عن ذلك عن حذائي الأبيض الذي ارتديته وأنا في عمر الخامسة كالأميرات..
أو لأخبرك عن أوّل ابتسامةٍ ابتسمها لي عابر لطيف بعدما أعطاني سكّرةً قاسيةً جداً كالبقوليات..
هذا ممل ..حسناً ..
دعني أروي لك أفلام القاعات والصفوف، وأرقص أمامك على أجراس الاستراحة واللعب مع الأصدقاء والعصفور ..
أيضاً ممل ..
أيغريك الحديث عن جرحٍ عميقٍ استوطن كوعي المهدور لشدة انتظار الشاب اللعوب؟!
أفكارٌ بالية.. أريد رؤيتك فقط ..
ليتك تأتي كما يفعل الأمير في قصص الأطفال وقلوب الأمهات..
كيف لي أن أصوغ حجم مجرة حبي لعقلك الكبير والكثيف؟! ))
***
ما هذا!
ألمحك من بعيد!!
أأنا في أحلام اليقظة أم أنَّ الحياة قد وهبت صندوق فؤادي مفتاح اللغز العجيب؟!
اقتربتُ منك بنظارتي الشمسيّة، وقفازاتي البيضاء الكلاسيكيّة، وأنوثة سرمديّة..
أرأيتني؟!
أم أنَّ غباشة الأعمال وإرهاق الأوراق قد أسقط نيزكاً من الرماد على جفون |العشاق|؟!
وقفتُ أمامك، صافحتك، فابتسمتَ لي ابتسامةً يوسفيّةً نضرة..
تبادلنا بعض الأحوال، والقليل من |نظرات الغرام|.. والنادر من قبلات الأسرار..
أمعنتُ النظر بنجوم عينيه..
كم اللقاء جميلٌ صدفةً!!
كم اللقاء محمّلٌ بعنفوان الأمنية فجأةً!!
رفعتُ قامتي لأصل إلى قبّة قميصه، متذرعة بتنسيقها..
شممت رائحة الوجود الممزوج مع رجولة العقود..
ابتعدت قبل أن ينفضح أمر مغناطيس رسائلي الشعوريّة، وأقلامي اللاشعورية..
وكما كانت الأمنية سريعة..
ذبلت بسمته وبهتت هالته.. ومضى ..
أنا التي تراكضت قيود ماضيي وآمال أحلامي نحوه..
مضى بعد خطوةٍ إضافيّة.. دون رجوعٍ للجنيّة.
شهد بكر
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك