نهاية ظلٍّ مجهول |
نظرتُ إلى المرآة الشاحبة ، حدّقتُ ضمن قزحية عيني ، وجدتك .. وجدتك وأخيراً ..
كنتُ أراك شيطاناً ذو مخالبَ بيضاء ..
كنتُ أراك حُفراً عميقة ، كلما تعمقت بها ، أنارت دربي أكثر من وجه الصباح ..
اليوم أتمعنك بوضوحٍ أكبر ..ودون إعطاء إنذار لوتيني ..
مزقت صورتك الوهمية ، وأرتديتُ تنورتي السحريّة ..
وطرتُ مع الهواء الصيفي المشتعل الحارق للعبوديّة ..
كانت المارة تندهش من شدة أناقتي، هالة كبريائي، أنوثة رشاقتي ..
أغمضتُ تلك العيون، على أمل أن أقوم بواجب جنازة الموت الذي سقط قبل قليل ..
وبدأتُ أسير في دروب |ذكرياتي| ..
أتعثر بحجرة الخوف و|الانتظار| ..
وأرتعش من نسمةٍ باردة امتزجت مع الكثير من الأحلام ..
يشتدُّ عود قامتي حالما إدراك مشاعر لا وعيي ومصادقتها مع ساحة الشعور وواقع الأقدار ..
مررتُ عدّة مرات من جانب طيفك ..
لكنني لم أتوقف ..
لم أبحث عنك ..
لم أناديك ..
لم أصم أذن روحي لأسمع صوتك ..
مضيتُ نحو غايتي .. نحو اللا شيء .. المهم بعيداً عنك ..
تذكرت زوايا حكايتنا ..
كيف شرعت سفنها بالانطلاق ..
كيف كنت القبطان .. وكيف أضحيت العجلة !!
لومي على قدرك .. على قدري ..
لومي على قلبك .. على قلبي ..
لومي على هروبك .. على رسوخي ..
لومي على كل ذرة تجارب أوصلتنا لبعضنا البعض ..
ما إن وصلتُ إلى حديقة رماد الآمال ..
وجلست على كرسي الشباب اليافعين بطاقة الهيام ..
عبرني ظلٌّ قصير .. ظننته قلبك ..
عبرني ظلٌّ عميق .. ظننته عقلك ..
عبرني ظلٌّ طويل .. ظننته وعيك ..
عبرتني ظلالٌ كثيفة .. ظننتها مشاعري .. وصمتك ..
وفي نهاية المطاف .. لن تعبرني حتى قطرة العرق الساقطة منك.
عدتُ أدراجي ، ألملم بقايا أحلامي .. وسنوات نضجي الصاخب ..
ركضتُ تجاه شعاع طيشي الهادئ ..
لأجدني مجدداً ومجدداً ..
أنتظر طيف محاربٍ كوني .. يشغله الفضاء ، وينسى تراب الأساس وأرض الثابت .
نثريات شهد بكر#
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك