العقد النفسيّة وكيفية التعامل معها اختيار الصورة ريم أبو فخر |
ومع تطوّر المجتمعات الإنسانيّة، والمحاولات العديدة لفهم الطبيعة النفسيّة للإنسان، استطاع العلم أن يصل لمصطلحات مهمة كمصطلح "العقد النفسيّة"، وتحديدها وتحليلها ودراستها.
سنتابع معاً في هذا المقال التفاصيل الشاملة والمهمة للعقد النفسيّة.
تعريف مصطلح العقد النفسيّة
في بدء الأمر، سطع مصطلح العقد النفسيّة ضمن مدرسة التحليل النفسي التي أسسها الفيلسوف والطبيب النفسي العظيم " |سيجموند فرويد| ".
حيث أنه وجد بكلمة " العقدة " أنسب كلمة معبّرة وسهلة على العقول البشرية من كافة الفئات، فقام بوضعها ضمن لوحة تركيبة، ليلمع المصطلح " العقد النفسية ".
وقد عرّفها فرويد على أنها حلقة متتابعة من الأفكار والتصورات السلوكيّة المكتسبة التي توجد في أعماق وجدان الإنسان، والمشكلة بأنها حالات تراكميّة لا شعوريّة، كما أنها تتكوّن نتيجة فترات زمنية ومراحل عمرية يمرُّ بها الإنسان وخصيصاً أثناء طفولته، وتعرّف أيضاً على أنها ظاهرة فريدة لها وجودها الخاص ولا يمكن أن تظهر إلّا بسبب الرغبات المكتوبة في عمق اللاوعي.
الأدلة الثابتة لوجود العقد النفسيّة
لكل |حالة نفسية| انعكاس خاص على |سلوك الإنسان|، وهذا الانعكاس يشكّل خصائص معينة ومحددة تتميز ما بين عقدةٍ وأخرى، ومن أهم الأدلة على رسوخ العقدة في عمق روح الشخص:
١)السلوك المفرط :
وبمعنى آخر هو أن يظهر سلوك معقد فجأةً دون سابق إنذار أو وجود واقعي مسبقاً تجاه أي حدث سواء أكان صغيراً أم كبيراً، وبعدها تظهر ردة فعل غريبة وغير مألوفة وطبيعية.
٢) السلوك الذاتي التافه:
يمكن القول أنَّ هذا الدليل عبارة عن اتّحاد السلوك المفرط مع طفرة تغيرات تبعاً للأشخاص المتواجدة والمناسبات، حيث أنَّ الخجل يتصدّر الساحة ويطغى على هذا الجانب النفسي الضعيف، وإن استمرَّ الوضع هكذا، ستنفجر العقدة النفسية محدثةً جلبة أضخم وسيفقد الإنسان سيطرته عليها.
الحلول المؤقتة لضبط العقد النفسية
علينا بدايةً أن نتصارح مع أنفسنا ونقرُّ في مكنوننا أننا دون أي استثناء لدينا جوانب ضعف في شخصيتنا والتي غالباً ما تحمل عقدة نفسية معينة، بهذه الطريقة ستجعل الأمور أسهل، إليكم بعض الأساليب العلاجية المؤقتة، فهنالك حالات بحاجة |طبيب نفسي| أو مشرف نفسي لمتابعة طبيعة العقدة ومراحلها:
١) العيش الحر:
علينا أن نمنح ونعطي الفرصة لذاتنا أن تعيش حُرّة طليقة آمنة، وأن نتروى في طريقنا إلى النضج ولا نضغط عليها فتحدث ردة فعل عكسية، وعيش اللحظة الراهنة دون القفز بين المراحل العمرية.
٢) الثقة بالنفس والاعتزاز بها:
لا يمكن أبداً أن يتقدّم الفرد خطوةً واحدة في حياته دون أن يكون ثابت حازم واثق من ذاته وإنجازاته وقدراته.
٣)محاولة الابتعاد عن المخاوف:
علينا إدراك مخاوفنا الذاتية فهي الطريقة المثلى لخروج الفرد من حلقةٍ دائريّةٍ عُقدية مغلقة ومواجهة الواقع بكل حزم وعزم وإصرار.
وفي الختام على الرغم من صعوبة الأمر إلا أنه ليس مستحيلاً، شاركنا بالتعليقات عن ماهية تصرفك تجاه عقدك وعقد الآخرين.
شهد بكر
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك