كيف تتجنب الغضب عندما تواجهك المشاكل |
هل أنت إنسان عصبي؟
هل من السهل إثارة غضبك؟
كيف يمكن أن تتصرف إذا سيطرت عليك مشاعر الغضب؟
الغضب شعور انفعالي يتجلى بنوبة عصبية تنتاب كيان الإنسان، فتتملكه وتجعله يسلك سلوكاً انفعالياً،وهو يختلف في شدته من شخص لآخر، يبدأ عادة بخلاف بسيط قد يزداد ويتفاقم ، حتى يصل إلى حد النزاعات والخصومات،
وإذا لم تتم معالجته والسيطرة عليه، فإنه قد ينتهي إلى التشابك والإيذاء، وإلى مالا تحمد عقباه …
لذلك فمن الضروري السيطرة عليه منذ بدايته ، وتجنب نوباته ما أمكن قبل تفاقمه، واللجوء دائماً إلى لغة الحوار والتفاهم، بعيداً عن العصبية والإنفعال
فإذا شعر الشخص بأن أعصابه توشك أن تفلت منه، وأن هدوءه سيخونه، وأن |نوبة غضب| توشك أن تنتابه، فيتوجب عليه أن يتريث، ريثما يهدأ وتخف ثورة غضبه، وأن يحاول تهدئة نفسه ، ويلتزم الصمت ما أمكن، حتى لا تصدر عنه ألفاظ وتصرفات وأحكام متسرعة هوجاء، لا يحب أن تصدر عنه.
فالغضب والانفعال لايتيح له التعامل مع الأمور بحكمة وروية وموضوعية .
ما هي آثار الغضب ونتائجه؟
يؤدي الغضب لمشاكل تنعكس على صحة الإنسان ، وتسبب له مشاكل ومتاعب جسدية ونفسية وصحية، كالتشنجات وارتفاع الضغط .
وقد يؤدي إلى تدهور في العلاقات الاجتماعية ، ويسبب القطيعة والجفاء بين المتخاصمين .
لماذا يؤدي الغضب إلى اتخاذ قرارات وأحكام متسرعة، متهورة خاطئة وغير عقلانية؟
لأن الانفعال والتوتر يسبب ضبابية في رؤية الأمور، ويمنع رؤيتها بوضوح وموضوعية، فينظر الشخص إليها من منظور خاطئ، وهذا لا يصب في مصلحة الطرفين المتخاصمين، ولا يحل موضوع الخلاف بشكل سليم.
كيف تتجنب الغضب وتمنع تفاقمه عندما تواجهك المشاكل والخلافات؟
دائماً حاول السيطرة على المواقف، قبل أن تتأزم وتعامل مع الأمور بموضوعية وهدوء، وحاول أن تتمالك أعصابك
يجب التفكير جيداً قبل أن تتفوه بالكلام، وأن تتريث ريثما تتمالك نفسك ، وتصبح قادراً على أن تعي وتدرك ما تقول، فالتوتر والانفعال قد يبلغ حداً يوصل الإنسان إلى مرحلة، تجعله لا يتذكر ولا يعي ما يقول.
دائماً حاول التخفيف من انفعالك، لتصبح قادراً على النقاش، لكي تتمكن من إيصال فكرتك ووجهة نظرك بهدوء إلى الطرف الآخر .
أن تسيطر على أعصابك، لا يعني أن ترضى بالتنازل، أو بهدر حقوقك، أو بالاستسلام لأحد على حساب مصلحتك.
إن أسلوب الكلام له وقعه وتأثيره على الطرف الآخر ، واعلم أنك تستطيع أن تصل بهدوئك ولباقتك، إلى ما لا يمكن أن تصل إليه أو تحققه وأنت في حال الغضب.
لا تتلفظ بعبارات استفزازية حين يكون الجو مشحوناً بالتوتر والقلق، فتنقلب موازين الأمور ضد مصلحتك، حتى ولو كنت محقاً، وتأتي بنتائج سلبية تنعكس عليك .
فكر بالمشكلة بينك وبين نفسك، وادرس أبعادها ونتائجها بروية، فهذا يؤثر كثيراً على موقفك وأسلوب تعاملك معها ، ويحميك من الانفعال، ويزيل عن عينيك الغشاوة التي يسببها الغضب والتوتر، فتراها بوضوح وجلاء، مما يسهم في إعطاء القرارات الصحيحة، ويوصلك لحلول مرضية دون غضب أو انفعال.
كيف تتجنب الغضب عندما تواجهك المشاكل |
كيف تصل لحل النزاعات والخلافات مع الآخرين بنجاح وسلام؟
وما هي السبل التي تساعدك في حلها بعيداً عن |التوتر| و|الانفعال| و|الغضب|؟
ضع نفسك دائماً مكان الآخرين ، وتذكر أن مايؤذي مشاعرك، يؤذي مشاعرهم.
لا تدع غضبك يدفعك للظلم أو الافتراء، ولوكنت محقاً ، وأمسك بزمام نفسك، وترفع عن الإساءة ولا تكن قاسياً ، ولا تتوجه بالكلام الجارح، أو الانتقاد اللاذع للشخص الآخر بشكل مباشر، حتى لا تسبب له الإحراج ، فيتولد عنده رد فعل عكسي، وإذا بدر منك خطأ أو إساءة لأحد ، واكتشفت خطأك، فبادر بالإعتذار واسعَ، إلى إصلاح ما أمكن وأبدِ أسفك وندمك وتمنيك التراجع عنه، فهذا يشجع خصمك على الاعتراف بخطئه، والرجوع عنه، ويجعله يتقبل انتقادك العلاقات بينكما.
لتكن روحك رياضية، ولا تعقد الأمور، وتتمسك بأرائك فقط من أجل العناد والتعنت.
إن انتقادك للطرف الآخر وبأسلوب فظ وانفعالي غاضب، يشحنه ويشعره بالتوتر والاستفزاز والإهانة، حتى لو كان مخطئاً.
أشغل نفسك بأمور بعيدة عن موضوع الخلاف الذي يزعجك، لتعطي نفسك فرصة للتفكير به، وتجنب الصدام المباشر مع الخصم الذي تختلف معه، واتجه نحو أسلوب الحوار هذا يخفف كثيرأ من الضغوط، ويسهم في التوصل لحل الخلاف.
بادر باظهار النوايا الطيبة، واجعل التسامح والعفو نصب عينيك ، واسعَ إليه ، فإن عفوك وتسامحك وكرم اخلاقك ، يجعلك قدوة للطرف الآخر فلا يتعنت في موقفه، ويسعى بشكل طوعي للاقتداء بك.
دائمأ فكر بالحلول الإيجابية. ولا تجعل غضبك يفسد علاقتك بأشخاص تحبهم.
مبادرتك بالمسامحة لا يعني تهاوناً أو ضعفاً منك أو استسلاماً ، ولكن دائماً العفو عند المقدرة،
والصلح سيد الأحكام، وما تستطيع تحقيقه بالهدوء والتعقل ، يفوق ما تجنيه بالثورة والانفعال والغضب، الذي يقودك إلى الندم وإلى جرح الطرف الآخر ..
ابتعد عن توجيه عبارات التهكم و|السخرية| للطرف الأخر ، لأنها تكون استفزازية وتزيد الأمور تعقيداً وتأزماًـ
حاول الاسترخاء، واستمع لموسيقا هادئة لترتاح أعصابك وتهدأ، وتتمكن من التفكير بمشكلتك بعيداً عن التوتر والإنفعال .
ومن الأفضل أن تجعل علاقتك مباشرة مع الطرف الذي تختلف معه ، فربما كان لحواركما أثر إيجابي يسهم في حل النزاع .
كن حليماً واستمع لخصمك بهدوء، وخفف من انفعالك ، وأعطه فرصة للدفاع عن نفسه، ولا تتسرع في لومه وتقريعه ومهاجمته، فربما إذا استمعت إليه قد تعطيه تبرىراً لتصرفه، وقد تدرك أنك تسرعت في قرارك أو أخطات بحقه، مما يعطيك فرصة للتراجع ، ويبدد انفعالك وغضبك.
فكر دائما بالوصول إلى النتائج الإيجابية ، وابتعد عن الأمور التي تقودك إلى العنف والسلبية، فهذا ينعكس على سلوكك وتعابيرك ، ويحرج الطرف الآخر ويشعره بالخجل منك، وذلك أنه حين يدرك نواياك الطيبة الحسنة، وبالتالي فإنه يعاملك بالمثل.
تحيّن الأوقات المناسبة لحل المشاكل والخصومات ، فلها أكبر الأثر في التوصل للنتائج الإيجابية بعيداً عن التوتر والانفعال .
حين تغضب من شخص فضع ايجابياته نصب عينيك، وتذكر مواقفه الطيبة، وأعطه فرصة كافية للدفاع عن نفسه ، فهذا يعطيك فرصة لتجاوز المشاكل، ويخفف من توترك ومن ثورة غضبك عليه،
لا تترك الأمور والخلافات معلقة، وبادر إلى حلها ولاتقبل بالحلول المؤقتة ، واجتهد كي تكون مواقفك واضحة دون غموض، فهذا يجلو النفوس ويزيل عنها الضغينة .
وأخيراً لا تحمل في نفسك غلاً ولا حقداً ، كي تزول الضغينة ويتبدد الجفاء وتصفو النفوس..
رزقنا الله وإياكم الهناء والصفاء وراحة البال ..
كنت معكم: هدى الزعبي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك