القطع الزجاجية التي كشفت والأمر المخفي ورائها؟ |
قصتنا اليوم حدثت على الأراضي العمانية وبولاية (بدبد) تحديداً بعام 2016، في يوم من الأيام وصل الى مركز شرطة الولاية بلاغ بوجود |جثة| تابعة لشاب موجودة على الطريق، الطريق المؤدي الى مسقط طريق عام، وعند حضور رجال الأمن رأوا والد الشاب وأخوه ومجموعة من الناس المارة يقفون في |مسرح الجريمة|، فالشاب كان قد توفى نتيجة لدهسه بسيارة مسرعة والجاني لاذ بالفرار على الفور.
هذه الأحداث كانت جميعها في اليوم الأول لعيد الفطر السعيد، ولكن للأسف أصبح يوم أسود حزين لعائلة الشاب الميت، وعند وصول |الطب الشرعي| وفحص الجثة تبين أنَّ الشاب توفى من لحظة دهسه، وعلى الفور تم الإحاطة بسياج عازل لموقع الحادث من قبل الأدلة الجنائية، لأنَّه كان قد بدا لهم ملابسات عن هذه |الجريمة|، لأنَّ المكان الذي وقعت به وإذا كان الحادث غير متعمد فإنَّ صاحب المركبة أول ما يصطدم بشيء ما، عليه بضرب المكابح التي بدورها تترك آثار واضحة على الطريق، الغريب بالأمر أنه عند فحص الشارع بكامله لم يتم العثور على أي آثار لعجلات إطارات السيارة، فهذا يعني أنَّ المجرم بعد أن قام بدهس الشاب لم ينتظر ولا للحظة حتى أنه لم يوقف السيارة وأكمل طريقه، فهنا دخل الشك لقلوب |رجال الجنائية| بأن الحادث متعمد وليس بمحض الصدفة.
عند القيام بفحص المكان القريب من الحادث!!
تم العثور على أجزاء من المصباح الأمامي للسيارة، الذي على ما يبدو أنه قد كسر نتيجة لقوة الاصطدام وهي الدليل الوحيد الموجود حالياً، ومن هذه القطعة تم معرفة نوع السيارة، ولكن ما الفائدة من هذا الأمر!
في بعض الأحيان إذا كان الزجاج المستخدم في هذه السيارة أصلي فهو غالباً يحمل رقم خاص بها، فعند العودة للوكالة يستطيعون معرفة هذا الزجاج لأي سيارة عائد، أما إذا كانت تقليد أو تم تبديلها لسبب ما فالأمر مستحيل.
في البداية بدأت التحقيقات من الأقربين لهذا الشاب من الأهل والأصدقاء، واكتشفوا رجال المباحث أنَّ هذا الشاب فاقد الأهلية أي مختل عقلياً، فالشاب يعاني من بعض المشاكل العقلية وأبواه لم يستطيعا منعه من مغادرة المنزل في بعض الأحيان، فكثيراً من الأحيان يهرب لخارج المنزل ومن ثم يتم العثور عليه بأماكن بعيدة جداً.
الأمر هذا زاد الحيرة على رجال الأمن:
فالآن لم يعد باستطاعتهم أن يشيروا أصابع الاتهام لأي شخص، فهو إنسان مرفوع عنه القلم ولا يعي ماهي تأويلات تصرفاته، فلم يستطيعوا الوصول الى أي دليل أو خيط حقيقة.
ولكن من خلال أمر الزجاج المكسور، اتجهت جميع الأنظار حول السيارة ونوعها، ولكن ليس بالأمر السهل العثور عليها فالمدينة فيها الملايين من نفس ماركة هذه السيارة، وهنا ظهر لدينا ضابط مباحث عرف بتحليلاته التي لا تخيب لأي قصية يستلمها، فهو معروف بحنكته وذكائه بتحليل البيانات للتوصل للمجرم.
بدأ هذا الضابط بوضع جّل اهتمامه بالبحث، وإجراء التحقيقات اللازمة والتفكير عن الأسباب التي تدعو أحد ما يقدم على التخلص من هذا الشاب، فعاود باستجواب والد الشاب والذي كان بحالة يرثى لها، فهو منهار تماماً لفقدانه فلذة كبده لأنه وبالرغم من مرضه الذهني إلا أنه كان الأفضل والأغلى على قلبه من بين أولاده، فما كان من الوالد أنه بدأت بالنحيب والترجي بملاحقة هذا المجرم لنيل أقصى أنواع العقوبات.
الضابط بهذا الوقت قام بطرح سؤال على العجوز، أنَّ القضية للوهلة الأولى تبدو أنها حادث مروري ويمكن أن تسجل قضاء وقدر، ولا يمكن اعتبارها فوراً أنها جريمة قتل فنحن لا نتكلم عن جريمة طعن بأداة حادة أو بطلق ناري، ولكن جميع الكلام الذي تلفظت به أثناء جلسة الاستجواب أنت تصر أنه يوجد قاتل وشبه متأكد أنه ليس حادث عادي، وأن موضوع دهسه هو أمر متعمد من شخص ما، فهل كلامي صحيح؟
القطع الزجاجية التي كشفت والأمر المخفي ورائها؟ |
هنا بدا الإرتباك واضح على وجه والد الشاب، وبدأ بالتهرب وأنه لا يقصد بكلامه وجود جريمة، وانما فقط اعتبر أنَّ الذي يدهس شاب ويلوز بالفرار يجب أن يسمى مجرم ليس إلا، ولكن الضابط لم يقتنع بل زاد الشك في قلبه حول هذه التصريحات وخاصة بعد تهرب الوالد وإنكاره بحتميه كلامه عن وجود مجرم، فقام بتكثيف عمليات المراقبة للأب ولجميع إخوانه القاطنين معه بنفس المنزل، وبدأت عمليات البحث الدقيقة عن ممتلكات العائلة وخاصة بأنواع السيارات، وهل يمتلك أحد منهم نوع مطابق لنوع السيارة ذو زجاج المصباح الأمامي المكسور.
يا للصدمة
الأخ الكبير بعد البحث الدقيق بممتلكاته الخاصة تبين أنه أقدم على شراء سيارة من نفس النوع قبل أسبوع واحد من الحادثة، فما كان من الضابط إلا أنَّه أمر بفحص هذه السيارة وهل المصباح الأمامي لها مكسور، وهل الزجاج المستعمل بصناعته أصلي أم تجاري، وهل القطع الزجاجية التي تم إيجادها عائدة له أم لا.
هنا الضابط قام باستدعاء الأخ الكبير وما إن جلس على الكرسي، قال له الضابط مبروك عليك حصولك على السيارة كذا من نوع كذا، الأمر الذي جعل الدماء تتجمد في عروق وجهه، وانقلب لونه من اللون الطبيعي للون القاتم المخيف، بدأت |علامات الخوف| تظهر عليه حتى كادت دقات قلبه من تسارعها أن تخرج من صدره.
لنعرف فيما اذا كان هذا الأخ متورط بهذه الجريمة أم لا، تابع معنا..
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك