مايزال البحث جارياً حتى الآن |
قصصة من قصص |غموض| الاختفاء التي حدثت..
ومازالت تحدث حتى يومنا هذا ، تضع الكثير من علامات الاستفهام أمام |رجال الشرطة| في كل مرة محاولين الكشف عن ملابسات القضية وفك الألغاز والكشف عن هذا الغموض، ومع ذلك الكثير منها بقيت معلقة دون حل، وهذا هو الحال مع قصتنا لليوم.. اختفاء أطفال لعائلة تدعى "عائلة سودر" .
عند تمام الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل، في ليلة رأس السنة عام 1945م وبينما كانت العائلة المؤلفة من أب وأم وتسع أطفال يقيمون احتفالاً لطيفاً في إحدى ولايات فيرجينيا الأمريكية.. ، تلقت العائلة اتصالاً من سيدة تسأل شخص ما ، ردت السيدة سودر أن الرقم خاطئ ولا وجود لهذا الاسم في منزلهم..
ولكن قبل أن تغلق الهاتف، سمعت صوت كؤوس تطرق ببعضها ، وتعالت أصوات ضحكات عالية فظنت أن بعض الأشخاص يتصلون عشوائيًا ليحصلوا ععلى نوع من التسلية.. أو ربما بالفعل اتصلوا عن طريق الخطأ.
عندما دقت الساعة في تمام الواحدة بعد منتصف الليل، سمعت الأم جيني صوت يشبه الكرة تتدحرج فوق سطح المنزل جعلها تستيفظ من النوم فقد كان الجميع يغط في نوم عميق، شعرت بالخوف لبرهة ثم عادت واستسلمت للنوم مرة أخرى..
فجأة وفي تمام الواحدة والنصف نشب حريق في المنزل
استيقظ الوالدان وهما يشعران بالاختناق ليجدا أن النيران تلتهم المنزل .. ركضوا بدون أي تفكير لإنقاذ أطفالهم ولكن لسوء الاحظ لم يستطع إخراج سوى أربعة أطفال، أعاد المحاولة مرة أخرى ودخل من الباب الخلفي للمنزل، ولكن يا لحظه العاثر انت النيران قد امتدت إلى الباب ، حاول استخدام الدرج، ليصل إلى نافذة الغرفة ولكنه فوجئ باختفاء الدرج....
أخذ يرتجف من شدة الخوف ويسعى بشتى الطرق لينقذ أطفاله، فخرج مسرعاً ليستخدم شاحنته ويضعها أسفل نافذة غرفتهم، ولكن الغريب في الأمر أن الشاحنة لم تعمل على الرغم من أنه كان يستخدمها طوال ذلك اليوم ، فقد أوقفها أمام المنزل منذ عدة ساعات قليلة ، حاول تجربتها مرة أخرى، ولكن دون جدوى..
استفاق الجوار وحاولوا مساعدة العائلة المسكينة في إنقاذ الأبناء واتصلوا بالإطفاء ولكن مايحدث كان مفجعاً حقاً ، فقد توقفت خطوط الهاتف عن العمل .... وبعد محاولات و مناورات استطاع أحد الجيران الاتصال بالإطفاء ولكن بعد ماذا؟ بعد فوات الأوان فقد التهمت النيران كل شيء....
وصل رجال الإطفاء إلى بيت العائلة المنكوبة
وأسرعوا بالدخول إلى غرفة الأطفال الصغار وحاولوا الوصول إليهم، لكنهم شعروا بصدمة كبيرة ، فقد كانت النار قد التهمت كل شيء فيها، والغريب أنهم لم يجدوا أثراً للأطفال داخلها، مع أن الأهل كانوا متأكدين من وجودهم فيها وقت اشتعال النار ،والأغرب من ذلك أنه لم يكن يوجد أي أثر يدل على وجودهم أو يشير إلى شيء من بقاياهم، بالرغم أنه من المؤكد أنهم لم يغادروا الغرفة، فالوالد لم يتمكن من الصعود إلى غرفتهم، وفشلت كل محاولاته للوصول إليهم أثناء اشتعال النيران، ولطالما أنه لم يكن يوجد أي مجال للدخول أو الخروج من الغرفة، فأين تراهم اختفوا؟
كانت الأم المصدومة تبحث بشراسة عن أي أثر يشير أو يدل على إمكانية التوصل إلى خيط أو معلومة تفسر حقيقة ما جرى..
السؤال الذي يفرض نفسه، هل يمكن أن يكون الأطفال قد تمكنوا من الهرب والنجاة ؟
كانت تراود الأم أفكار مرعبة ، وتتساءل بجنون عن إمكانية تفحم عظامهم الصغيرة ، وهل يعقل أن تكون النيران قد أكلت أجسادهم وعظامهم؟ لكن رجال الإطفاء أخبروها بأنَّ الأجساد قد تكون تفحمت بفعل الحريق وتحولت إلى رماد، أما العظام فلا يمكن أن تتحول إلى رماد إلا إذا استمر اشتعال النار فيها لمدة تزيد عن الساعتين، والحريق الذي حصل في البيت لم تزد مدته عن الساعة إلا ربع ، وهذه الفترة غير كافية لتستحيل عظامهم رماداً، ومع أنَّ كلام رجال الإطفاء كان مريحاً للأم المفجوعة، إلا أنها استمرت تبحث بجنون ، وتابعت محاولاتها وسعيها للتأكد من كلامهم عن إمكانية تحول عظام أولادها إلى رماد نتيجة الحريق المشؤوم.
كادت الفكرة تقتلها لدرجة أنها قامت بتجربة عملية بنفسها، فأحرقت عظاماً لبعض الطيور ، وأشعلت النار فيها لفترة تعادل فترة |الحريق|، وقد تأكدت بأنها غير كافية لتفحم العظام؟
السؤال هنا أين فقدت العظام إذاً؟ وهل يعقل ألا يبقى منها أثراً؟
وبعد إجراء التحقيقات اللازمة من قبل الشرطة عن أسباب نشوب الحريق، تم التأكد أن يداً غريبة قد قطعت خطوط الهاتف بشيء حاد .
هنا بدأ التحقيق يأخذ منحى آخر، فالحريق إذاً مفتعل، وخطوط الهاتف قد تم قطعها عمداً لمنع الاتصال برجال الإطفاء، حتى لا يتم انقاذ المتواجدين في البيت الذي تم اشعال الحريق فيه ، فمن تراه فعل ذلك؟
وقد تعززت هذه الفكرة وتحول الشك إلى يقين حين تم العثور على كرة سوداء مطاطية، تبين أنها تتسبب في اشتعال النار .
وفجاة وثبت إلى ذهن السيدة الأم لحظة سماعها لصوت شيء يشبه صوت دحرجة الكرة على سطح البيت، حين كانت تهم بالنوم ليلة الاحتفال برأس السنة، وربطت الأم في ذهنها مجموعة الأحداث التي توالت في تلك الليلة ببعضها، لقد كانت غريبة ومريبة ولا شك أن لها علاقة بما حدث، لا بل لكن من المؤكد ذلك، ومع كل دقيقة تمر، كان السؤال يكبر في قلب الأبوين، وصار يضج بإلحاح أين اختفى الأطفال؟
ببنما تابعت الشرطة تحرياتها
وقد استمرت الأفكار تتوالى في مخيلة الأبوين المفجوعين، وهما يبحثان عن حل يقودهما إلى معرفة مكان الأولاد .
كانت قضية |اختفاء| الأطفال، شائكة ومعقدة، وظلت تزداد تعقيداً وغرابة وغموضاً كلما توصلوا لفكرة أو لنتيجة، خاصة بعد أن تلقت الشرطة اتصالاً هاتفياً من إحدى السيدات تخبرهم فيها بأنها قد رأت الأطفال الخمسة في سيارة تسير على الطريق العام بعد اندلاع الحريق بفترة قليلة، ثم تذكر السيد سودر الأب حين حذّره أحد الأشخاص من إمكانية اشتعال النار في علبة الكهرباء الموجودة في البيت، لكن شركة الكهرباء طمأنته عندما زارها مستفسراً بأن الأمور بخير وأمان ، وأنه لا يوجد أي خطر ولا داع للقلق على الإطلاق.
كما تذكر الوالد أيضاً حين عرض عليه أحدهم عرضاً للقيام بالتأمين على بيته وأسرته ضد الحريق ، ولما رفض العرض قال له الرجل بنبرة غاضبة سوف تقضي النيران على بيتك وأولادك ثم غادر المكان والانزعاج باد ٍعليه .
استمر الأبوان يسترجعان تذكر اللحظات لحظة بلحظة، علهما يتوصلان لشيء يفيدهما في معرفة مكان الأولاد المختفين .
ثم تذكرت الأم كيف أنها رأت شخصاً ذات يوم وكان قبيل الحادثة بعدة أيام، وهو يحوم بالقرب من البيت ويتابع بنظراته أطفالها الصغار ويرصد حركاتهم بعد عودتهم من المدرسة، لكنها وقتها ظنت بأنها واهمة، ولم تعر الأمر أي اهتمام . فشعرت بالحسرة لأنها تهاونت في هذا الأمر واعتبرت نفسها قد قصرت في موضوع حمايتة أبنائها .
لم ييأس الأبوان سودر من متابعة عمليات البحث والتقصي، واستمرا في سعيهم الحثيث وذلك بالتواصل مع الشرطة، ولم يتطرق الياس إلى نفسيهما رغم مرور الوقت .
تتالت الأيام ومرت السنوات، ولغز اختفاء الأطفال لم ينجلي، ولكن من المؤكد أنه كان أمراً مدبراً ومخططاَ له بذكاء وحرص، وقد تم تنفيذه بدقة وحذر بعناية، وحرص فاعلوه على اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لاخفائه، بحيث لا يتمكن أحد من اكتشافه .
لم يهدم الأب البيت المحترق، ولم يبنِ غيره، بل تركه على حاله ليذكره بالمأساة المريرة التي دمرت عائلته كلها ، وظل يتجرع مرارة فقده لأولاده الخمسة، ولم يتمكن من الحصول على خيط واحد يحل له لغز اختفائهم، وقد أقام لهم نصباً تذكارياً في حديقة المنزل ليبقي ذكراهم ولما مات دفن في الحديقة بالقرب من تمثالهم، وكذلك زوجته لما ماتت ولحقت به دفنت إلى جواره أيضاً بالقرب من نصب أولادهما الذين تركوا غصة في قلبيهما رافقتهما حتى الموت ، وقد قضيا حزناً وقهراً عليهم.
ولم يألُ الأخوة الخمسة الباقين الذين نجوا من الحريق جهداً في بحثهم عن إخوتهم الصغار الذين اختفوا في ظروف مجهولة وغامضة، وتابعوا عملية البحث بعد رحيل أبويهم، ولكنهم لم يتوصلوا إلى شيء يفسر غموض اختفائهم..
واستمر ذلك اللغز الغامض الذي لم ينجلِ إلى الآن، ومازال البحث مستمراً حتى الآن..
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك