ذي القرنين الذي هزم قوم يأجوج ومأجوج |
من هو ذو القرنين ؟
وهل كان ملك من عند الله ؟ أن كان نبي ؟ كان عادل ومؤمن بالله سبحانه وتعالى
ماذا فعل ذو القرنين قبل أن يحبس يأجوج ومأجوج ؟ ولماذا سمي ذو القرنين ؟
|ذو القرنين| شخص مثير للجدل ، جميع الكتب والروايات والأشخاص الذين تحدثوا عنه ، اختلفوا على شخصيته.
فهناك من قال بأنه " ملك " من عند الله ، و منهم من قال بأنه " نبي " ، ومنهم من قال بأنه " حاكم " عادل ومؤمن بالله سبحانه وتعالى ، ومنهم من قال بأنه " الاسكندر الأكبر " ، ومنهم من قال بأنه " أخناتون " ، ومنهم من قال بأنه " رجل " حاكم عادل له قصة كبيرة سنتحدث عنها الآن .
وهي القصة المؤكدة بنسبة كبيرة لأنها ذكرت في الكتب السماوية.
هذا الرجل كان موجود في قرية بسيطة وأهلها ناس بسيطين جداً ، وكانت هذه القرية تحت سيطرة قرية أخرى لها حاكم ظالم.
كان هذا الحاكم الظالم كان يرسل لهم كل فترة ليأخذ الجزية ، وكانت هذه الجزية عبارة عن بيض من الذهب ، وكان أهل هذه القرية يدفعون الجزية ، إلى أن غضب ذو القرنين من ذلك ، فكيف تكون هذه القرية تحت ظلم هذا الظالم ويوجد إله لهذا الكون .
بدأ يتحدث مع الكبار في هذه القرية لكي يتصدوا لهذا الحاكم الظالم ، و قال لهم بأن الله موجود ، ولكن الناس الكبيرة رفضت كلامه ، حيث رفض كبار السن كلامه وقالوا بأن كلامك غير صحيح ، وأنت لا تملك الخبرة الكافية، فنحن يجب أن نبقى تحت سلطة هذا الحاكم .
فبدأ ذو القرنين يتحدث مع الشباب عن التصدي لهذا الحاكم الظالم ، بدؤوا الشباب يسمعون كلامه ويتقربون إليه ، وأصبحوا جاهزين ليكونوا أقوى ويحاربون هذا الحاكم .
* لماذا سمي بذي القرنين ؟
١) المقولة الأولى : بعض الكتب تقول بأنه حلم في نومه بأنه صعد وأمسك الشمس من قرنيها ، وقد فسر المفسرون هذا الحلم : " بأنه سوف يحكم الأرض من مشرقها إلى مغربها " .
وعندما قص هذا التفسير على كبار السن ، استهزؤوا منه وقالوا له بأن هذا الحاكم الظالم سوف يمسكك من قرنيك ويشدك .
٢) المقولة الثانية: بعض الكتب تقول بأن له قرنين من النحاس.
٣) المقولة الثالثة: بعض الكتب تقول بأنه عندما كان يدعوا أهله إلى عبادة الله ، تم ضربه على قرن رأسه ، وعند استمراره في دعوتهم ، تم ضربه على قرن رأسه من الجانب المقابل ، وأيضاً بعض الكتب نفت ذلك .
ولكن مقولة الحلم شبه أكيدة .
وجاء موعد دفع الجزية ، فتفاجئ الحاكم برسالة الشاب بأنه لا نريد دفع الجزية ، وطرد الرسول المرسل من قبل الحاكم الظالم ، وبالتأكيد هذا الكلام لم يعجب الحاكم ، فقام بإرسال رسول ثاني وأبلغهم بأنه يجب عليهم دفع الجزية ، فقال له بأننا لا نريد دفع الجزية وأننا يحكمنا الله سبحانه وتعالى ، وأننا جاهزين للحرب
ذهب هو وجيشه الذي كونه لمحاربة هذا الحاكم وينتصر عليه ويحكم بدلاً عنه هذه القرى .
ومكن الله لذي القرنين حكم الأرض من مشرقها ، ونعلم بأن الله مكن لأربع أشخاص الأرض كلها ، اثنان مؤمنان واثنان كافران وهم :
( المؤمنين : سليمان ابن داوود عليه السلام و ذو القرنين ، والكافرين : النمرود و بخت نصر )
فهؤلاء الأربعة حكموا الأرض من مشرقها إلى مغربها.
ذو القرنين بدأ يتحرك في الأرض ليدعوا الناس لعبادة الله سبحانه وتعالى ، فبدأ يتحرك لناحية الغرب فوجد قوم كافرين ، فبدأ يدعهم لعبادة الله الواحد فرفضوا كلامه ، وقال لهم بأن من يتبعنا في عبادة الله سيكون معنا ، ومن يرفض سنحاربه .
* سبب ذكر قصة ذو القرنين في سورة الكهف في القرآن الكريم ؟
كان أهل قريش يشككون في نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، فتحدثوا مع اليهود لأنهم يملكون كتاب سماوي ، و سألوهم هل هذا الرجل نبي حقيقي ؟
هل هذا الرجل رسول من عند الله ؟ أم أنه كاذب ؟
فقال لهم اليهود : اسألوه بعض الأسئلة ، وإن أجاب بشكل صحيح فهو نبي ، وكانت هذه الأسئلة عن ذي القرنين .
ولهذا السبب ذكر الله قصة ذي القرنين في سورة الكهف .
واتجه ذو القرنين إلى المشرق ، وأصبح يدعو الناس لعبادة الله تعالى وترك الكفر ، ووصل إلى القوم الضعفاء المتواجدين بين الجبلين ، وبدأ يتحدث إليهم وطلبوا منه أن يحميهم من بطش قوم يأجوج ومأجوج المتواجدين وراء الجبلين.
وقصوا له حكاية قوم يأجوج ومأجوج وتهديدهم لهم .
بدأ يجمع الحديد والنحاس وقام ببناء السد العظيم ، وأصبح قوم يأجوج ومأجوج خلفه ، ولا يستطيعون أن يخرجوا من وراءه إلا بكلمة " إن شاء الله " ، وهذه الكلمة ستكون سبب خروجهم من خلف هذا السد كما ذكر في القرآن الكريم .
وقال بأن هذا السد لن يدم مدى الحياة ، فإن الله سبحانه وتعالى سيأذن له في يوم أن ينهار بكلمة " إن شاء الله " .
وهذه كان قصة ذي القرنين ، الرجل الذي وهبه الله حكم الأرض ، ورغم ذلك لم يصبه الغرور والتجبر ، بل كان مؤمن بالله سبحانه وتعالى ، ومؤمن بأن كل شيء بيد الله سبحانه وتعالى
وهذه هي الرسالة المهمة من هذه القصة ، أن الله سبحانه وتعالى فوق كل شيء مهما كنت تمتلك من قوة وذكاء وعلم ، وأن الله قادر أن يأخذهم منك كما أعطاك .
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك