كيف تحول جحا من فقير إلى غني؟ |
في قديم الزمان يوجد شخص " محتال " أو كما يصح التعبير " نصاب " ، و كان معروف بذكائه الشديد و حنكته ، و هذا الرجل كان طموح جداً أو بالأصح لديه رغبة في أن يصبح شخص غني ، و يريد أن يكون أغنى رجل في القرية ، هذا المحتال يكون " |حجا| "
ما هي قصة احتياله ؟
قام هذا الرجل بشراء حمار ، و ملأ مؤخرته بالذهب ، و ذهب به إلى السوق في القرية التي يعيش فيها ، و كلما نهق هذا الحمار ينزل من مؤخرته ذهب ، فتجمعت الناس و هم متفاجؤون ، و عندما شاهد الناس ذلك ، بدأت مفاوضات بيع الحمار ، و اشتراه كبير التجار بمبلغ خيالي و أخذه للبيت ، و أصبح الحمار ينهق و لكن لا يوجد ذهب ينزل منه ، فانتظر التاجر قليلاً و لكن لم ينزل ذهب ، فعرف بأن هذه حيلة و جمع الناس و ذهب للمحتال إلى منزله ، و دخل التاجر لبيت جحا و قال لزوجة جحا : أين هذا المحتال ؟
فقالت لهم : غير موجود و لكنني سوف أرسل له الكلب ليحضره .
و استغرب الناس من ذلك، و عندما أتى حجا مع الكلب الذي ذهب لاحضاره ، نسي الناس لماذا جاؤوا إلى جحا ، و بدأت المفاوضات لشراء الكلب ، و اشترى أحد أغنياء البلد هذا الكلب ، و أعطاه لزوجته و قال لها : " ضعي هذا الكلب لديكي و إن احتجتي إلي ، أرسلي لي هذا الكلب لآتي " .
و في اليوم التالي ، احتاجت له زوجته ، فأرسلت له الكلب ، فذهب الكلب و لم يعد .
و أيضاً تم الاحتيال عليهم ، فجمعوا الناس مرة أخرى و ذهبوا إلى بيت جحا ، و تم استقبالهم من قِبل زوجته ، و قالت لهم بأنه غير موجود و لا يوجد كلب ليحضره ، فانتظروه ..
و عندما عاد جحا لمنزله ، وجد الناس تنتظره ، فغضب على زوجته أمام الجميع و قال لها : لماذا لم تقومي بواجب الضيافة مع الناس ؟
و أخرج سكين من جيبه و ضربها فيها ، و كانت قد وضعت كيس فيه صباغ أحمر يشبه الدم ، و السكين لم يكن حقيقي ، و هنا أصيب الناس بالرعب ، و بدؤوا يلومون جحا على فعلته ، فقال لهم : " لا تخافوا فسوف تعود للحياة مرة أخرى " .
فأخرج مزمار من جيبه و بدأ ينفخ فيه ، فقامت زوجته و أصبحت على قيد الحياة ، فنسي الناس لماذا جاؤوا إلى منزل جحا ، و بدأت المفاوضات لشراء المزمار ، و تم بيعه لتاجر كبير و بسعر كبير جداً .
بعد أن اشترى التاجر المزمار ، عاد هذا التاجر لمنزله ، و بدأت زوجته بمضايقته ، فأخرج سكين و ضربها بها ، فتوفت زوجته .
فأخرج المزمار و بدأ ينفخ فيه ، ظناً منه أن تعود للحياة كما عادت زوجة جحا ، و لكنها توفت .
و في اليوم التالي ، قابل هذا التاجر رجل ، فسأله الرجل عن قصة المزماز ، و خوفاً من أن يخبره بقصة قتل زوجته ، فقال له بأن مفعول المزمار جيد جداً ، فقرر استعارته منه ، فأعطاه المزمار .
فقتل هذا الرجل زوجته أيضاً .
و انتقلت القصة من شخص لآخر ، و انتشر الخبر في البلد ، و إن الناس جاءتهم المصائب من حجا و نصبه و احتياله و استخفافه بعقولهم ، فقرروا أن يرمونه في البحر لكي يتخلصوا منه ومن مصائبه ، فذهبوا إلى منزله و وضعوه في كيس و ربطوه ، و ذهبوا إلى البحر ، و في الطريق أصابهم النعسان ، فناموا قليلاً .
و في هذه الأثناء .. مر راعي غنم من جانبهم ، فسمع استغاثة جحا ، فقام بفكه و سأله عن الحادثة ، فقال له : هؤلاء أهلي و يريدون أن يزوجونني من ابنة رئيس التجار ، و أنا أحب ابنة عمي و لا أريد أن أتزوج هذه الفتاة الغنية .
فأُعجب راعي الغنم بالفكرة و قال له : أتزوجها أنا بدلاً عنك ، فوافق جحا و وضع راعي الغنم في الكيس بدلاً عنه ، و قام بربط الكيس جيداً ، و طلب منه عدم التكلم إلى أن يصلوا ، و أخذ جحا غنم الراعي و عاد للقرية و هو يمتلك ٣٠٠ رأس غنم .
و الناس رموا الكيس في البحر و عادوا للقرية ، فوجدوا حجا هناك و معه ٣٠٠ رأس غنم ، فاستغربوا من ذلك و سألوه : كيف عدت سليم معافى من البحر ؟
فقال لهم بأن جنية البحر قد أنقذته و أعطته هذا الغنم ، و قالت لي : إن كان الناس قد رموك أبعد من ذلك في البحر ، فإن شقيقتي الجنية سوف تنقذك و هي أغنى مني .
فجمع الناس بعضهم البعض و ذهبوا للبحر ، و رموا أنفسهم في البحر ، و بالتأكيد غرق الجميع في البحر .
و أصبح جحا يمتلك القرية ، حيث أن جميع التجار غرقوا في البحر .
و من هذه الحكاية سوف نقول معلومة :
العيب ليس في احتيال جحا ، و لكن العيب على غباء التجار ، الذين يصدقونه في كل مرة ، بسبب الطمع و محبتهم للمال ، و هكذا بعض الناس .. تعميهم محبة المال عن كل شيء حولهم ، و يسعون للمكاسب السريعة دون تفكير .
بقلمي: رهف ناولو
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك