الوحش الذي قتل طفله |
"المال والبنون زينة الحياة الدنيا"، هكذا ذكر الله تعالى الأطفال بقرآنه الكريم، فالذرية هي أول موضوع يفكر به الشاب والفتاة عندما يتزوجان، والجميع يعلم أنَّ الأبناء أمانة بأعناق أهاليهم الى حين يكبرون، ويصبحون قادرين على الاعتماد على أنفسهم.
ولكن هل توافقني الرأي يا عزيزي القارئ، أنَّه الى أيامنا هذه يوجد وحوش متجسدين بهيئة إنسان؟، مثلما يوجد حقوق للأبناء تجاه أهاليهم، يوجد بالمقابل حقوق ومهام على الأهل لأطفالهم، وأهمها تأمين حياة كريمة لهم.
المستشفيات اليوم مليئة بالأزواج الغير قادرين على الإنجاب بسبب المشاكل الصحية، والبعض الأخر من الآباء تراهم قدّ وهبهم الله العديد من الأبناء، ولكنهم جهلة لم يقدروا النعمة أبداً.
قصة اليوم حدثت في إحدى الدول العربية بعام 2015:
والقصة حقيقية وموجود مقطع الفيديو الخاص بها على العديد من المواقع التواصل الاجتماعي (Facebook، YouTube، Instagram).
بأحد الأيام استيقظ أهالي تلك البلاد على مقطع فيديو تمَّ نشره من قبل أحد الآباء الوحوش، مقطع تقشعر له الأبناء، فالفيديو يظهر الأب وهو بحالة من السُكر وتعاطي |المخدرات|، وهو يقوم بخنق طفله البالغ من العمر 11 ربيعاً.
الأب كان على خلاف دائم مع الأم، والسبب يعود الى أنه من الأفراد الذين يتعاطون الممنوعات بل ويقامرون، حتى أنَّ الحال قدّ وصلَ بهم الى بيع جميع مقتنيات المنزل من أجل أن يلعب بثمنهم.
الى أن جاء اليوم الذي طلب الأب من الأم أن تعطيه المصاغ الذهبية التي تمتلكها، ووعدها بأنه سيبيعها ويأخذ ثمنها من أجل البدء بعمل جديد، الأم رفضت فهي تعلم بأنه سيصرف ثمنها على ملذات الحياة، فهو مهمل لعائلته بشكل لا يوصف، ومن المستحيل أن يعود بيوم وليلة الى الطريق المستقيم.
ولهذا السبب قامت بترك المنزل والتوجه الى منزل والديها، وتركت الطفل عن والده، ولكن الأب كان يحمل من الحقد والبغض كمية هائلة، فعمدَ الى تنفيذ الأمر التالي من أجل الضغط على الأم.
كل ليلة كان يقوم بوضع الطفل أمامه وخنقه بيديه والاستمرار على هذا الحال ويتوقف قبل أن يفقد الطفل وعيه ببرهة، فيقوم بإفلاته، وإذا فقد الطفل وعيه يقوم بتوجيه عدة ضربات على وجهه من أجل أن يبقى مستيقظاً، والدخول بموجة ضحك هيسترية، ويرسل هذا المقطع الى الأم، التي لم تكن تملك لا حول لها ولا قوة.
تتالت الأيام والأب يمارس |أمراضه النفسية| على الطفل، الى أن جاء اليوم الذي قام به بالأمر الشنيع التالي، فقد أقدم على حقن الطفل بمادة الأسيد باستخدام الإبر الخاصة، وتصوير المراحل واللحظات الأخيرة وهو يفارق الحياة.
وهذا المقطع عمدَ الى نشره على |مواقع التواصل الاجتماعي|، الأمر الذي أثار موجة غضب لدى الشعب، وأصبحت هذه القضية قضية رأي عام، ومن خلال الاستخبارات ورجال الأمن تمكنوا من معرفة المكان الذي خرج منه المقطع.
تمّ إلقاء القبض على الأب وهو بحالة مزرية، فشكله مخيف من شدة تعاطيه للكحول والمخدرات، وتمَّ تحويله الى قسم الشرطة ومن ثم الى المحكمة المختصة.
اعترف بفعلته على الفور ولم يشعر بأي ندم أو أسف، الأمر الذي شدد مدة عقوبته، فتمَّ الحكم عليه شنقاً حتى الموت.
أطفالكم أمانة في أعناقكم، فمن لا يستطيع المحافظة على هذه الأمانة، لا يقدم على خطوة الزواج وإنجاب هؤلاء الأبرياء.
بقلمي: آلاء عبد الرحيم
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك