لماذا نتعلق ببعض الأشياء؟ |
هل تسأل نفسك ما هو سبب |توتر| ومرض المجتمعات الحديثة، إن السبب في ذلك هو تعلقهم الزائد في الأشياء التي لا يستطيعون أن يتحكموا فيها، في عام 1845 قرر الشاعر الأمريكي هانري أن يهجر مجتمعه ويعيش في غابة اسمها والدن وعاش وحده بعيداً عن الناس لأن آرائه العنيفة واللادعة ضد الحكومة الأمريكية كانت تجعله غير متقبل في المجتمع، وكان في اعتقاده أن الإنسان إذا لم يتقبل مجتمعه ولم يستطيع العيش في مجتمعه عليه أن يقطع كل ما يصله كل ما يتعلق في هذا المجتمع ويبدأ من جديد.
دع كل أمورك في الحياة وتعلقك لا تزيد عن أمرين أو ثلاثة بدلاً من مئة وأهم أمر البساطة والتعلق في أشياء واقعية ومفيدة.
- ما هو مصطلح التعلق؟
إن التعلق هو التمسك في شيئ ما تمسك شديد ورفض التخلي عنه لأسباب عاطفية، قد يتعلق الإنسان في رأي معين أو |علاقة عاطفية| معينة أو وظيفة وعمل معين أو حتى ممتلكاته، إن التعلق هو شيئ عاطفي تماماً فلا يوجد فرق بين التعلق بشيئ مفيد أو بشيئ مؤذي بالنسبة لك، لكن من غيره تشعر في الضياع وربما تشعر بالخطر وقد تدمن على هذا الشيئ وعند فقدانه بعض الناس قد يؤدي بها الأمر إلى الانتحار.
- ما هي علامات التعلق المرضي؟
١- |التفكير المفرط| في أفعال الأشخاص وعدم القدرة على نسيان سلوكهم وأفعالهم.
٢- الانسحاب وتجنب العمل وذلك بسبب سيطرة شخص ما على تفكيره وتشويش ذهنه وفقدان قدرته على التركيز.
٣- الشعور بالاكتئاب والانعزال عن باقي الناس.
- ما هي أسباب التعلق المرضي؟
١- حرمان الإنسان من العواطف من أهله وأصدقائه.
٢- |التجاهل| وإهمال الناس له وعدم الاهتمام به وبالتالي يلجأ إلى التعلق المرضي.
٣- |الاستخفاف| به من قبل الناس حوله وعدم قدرته في التعبير عن آرائه أمام المجتمع.
- هل التعلق مفيد أم لا؟
قد تجد إنسان متعلق بوطنه لدرجة أنه يضحي في حياته من أجله، ولكي يعيش الآخرين بكرامة، وشخص آخر متعلق بوطنه لدرجة التعصب الأعمى وهناك فرق كبير بين النوعين، وفي بعض الأحيان التعلق مفيد وأحياناً ضار جداً على الإنسان، فالإنسان كي يعيش يحتاج التعلق بوالدته أو أولاده يحتاج تلك العواطف، لكن التعلق الخطير هو |الإدمان| على الدخان أو المخدرات أو السوشيال ميديا والتي تهدر وقتك فقط أو التعلق في شخص سيئ هجرك وخانك وتخلى عنك.
- هل ممكن أن يتعلق الإنسان في شخص لدرجة الأذى؟
وقع الأمير باريس مدينة طروادا في حب هيلن زوجة ملك مدينة أخرى وهربت معه إلى مدينته، وكانت النتيجة أن جيوش الإغريق حاصرت طروادا حصار دام عشر سنوات، ومات خلالها آلاف من الأبطال واحترقت المدينة المنكوبة لكن باريس لم يفكر في التخلي عن محبوبته، وأيضاً مسرحية كليوبترا لشكسبير كان القائد الروماني يتحالف مع عشيقته ملكة مصر كليو بترا ويتسبب في حرب أهلية ضد شعبه تلك الحرب انتهت بانتحاره هو وحبيبته، صحيح أن الحب قد يصنع المعجزات لكن التعلق قد يجلب الكوارث.
يرى أستاذ الفلسفة هدل لوجمبل أنه في أي نقاش فكري ومهما ادعينا الموضوعية في أعماقنا لا نستطيع أن نفصل بين الأفكار والأشخاص، ويسمى ذلك بالتألق الشخصي للأفكار.
على سبيل المثال:
لو كان يوجد ندوة عن التطرف الإسلامي الطرف الأول سيفكر بطريقة أن خصمه يؤمن بالفكر متشدد والخصم الآخر يقول لنفسه أن خصمه منحل، هنا يقول الفيلسوف لا يوجد شخص يعترف بأخطائه أو يغيرها، والحل هو النظر إلى الأفكار مثل موضة الملابس، أي قد تنظر إلى صورتك قبل عشر سنوات وتستغرب من الألوان الفاقعة التي كنت ترتديها والتي عكس ملابسك في الحاضر، وكذلك أفكارك هناك أفكار كنا نؤمن فيها بشدة قبل سنوات والحين أصبحنا نؤمن بعكسها ولا نهتم فيها، وهذا ما يجعلنا أقل حدة في تقبل الأفكار الجديدة، ويجعل عقولنا تعمل في طريقة أفضل.
|
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك