الصورة الخاطئة والانطباعات النمطية |
النمطية كلمة ذو حدّين
فالبعض قدّ يعتمدها بأنّها تعبر عن |ثقافة| أجيال، ومن المعيب أن يتم تخطي العادات والتقاليد فيها، والبعض الأخر (وأنا أؤيدهم) يعتبرونها أَّنها حكم صادر لوجود فكرة مسبقة عن موضوع معين، فيقوم الأفراد بإلباسها وتجميلها بصفة عمومية.
فالصورة النمطية وثقافة الأفلام تحديداً، ما هي إلا طرق تؤدي جميعها لنفس المعنى، فهذه الأمور تم زراعتها بمخيلة البشر من دون حولَ لهم ولا قوة.
فاليوم ثقافة أغلب أفراد المجتمع محصورة بنوعية الأفلام التلفزيونية التي يتابعونها، فأمور التصفح عبر شبكة الإنترنت و|مواقع التواصل الاجتماعي| أغلبنا يعتبرها أمور ترفيهية، وحتى أنّها ببعض الحالات ضارة إن تمَّ أخذ المعلومات منها، فبعض المواقع تكون ذو مصادر غير موثوقة.
فالشعوب العربية عندما تقرر الذهاب برحلة أو السياحة غالباً يتقومون باختيار الدول الأوربية، بغض النظر إن كانت تلك الدولة جميلة أم لا، فتم زرع فكرة أن الدول الأوربية أكثر تطوراً وحضارة من الدول العربية.
حتى إن قرر أحد منا الذهاب الى أحد الدول العربية يتم نعته بالمجنون، أو الشخص الذي يريد هدر أمواله على الفراغ، فمثلاً إن اقترحنا السياحة ضمن دولة "الصومال"، فأول فكرة تخطر على أذهاننا أنها دولة فقيرة جداً والمعروفة عالمياً بأنها دولة المجاعة.
وإن تم التفكير ب"جنوب أفريقيا" فأنت قدّ فقدت عقلك بكل تأكيد، فهي من الدول المشهورة أنّها شعبها يعيشون ضمن مستنقعات من تجار المخدرات والأسلحة النارية وتجارة الأعضاء، فإن ذهبت الى تلك المنطقة بكل تأكيد ستعود إما مدن مخدرات من الطراز الأول، أو عندما يرونك أنك من السياح الغريبين عن تلك البلاد سيتم اختطافك من قبل أحد المجموعات والتواصل مع أهلك من أجل الفدية المالية.
أفلام هوليود
لا بدَّ أنك من الأشخاص المدمنين على متابعتها، فهي من الأفلام التي يتبع صناعها طريقة مثالية لجذب المتابع وإغراءه، فالفكرة المأخوذة عن شعوب الصومال أو عن شعوب جنوب أفريقيا هي من ترويج هذه الأفلام الأمريكية.
والمضحك بالأمر أنَّ الشعوب بتلك البلدان تفكر بالمناطق العربية نفس التفكير، فلو قال أحد من القاطنين ب "جنوب أفريقيا" أنه يرغب بزيارة أحد الدول العربية، فهو أمام خيارين إما أنّه سيصبح أُضحوكة الجميع أو أنه سيتراجع عن الفكرة بذات اللحظة التي طرحها بها.
فهم أيضاً ينظرون إلينا على أننا شعوب متخلفة تقطن الى هذه الأيام داخل الخيم، بل وأنَّ أشكالنا من العصور الحجرية مشابهة لأشكال أكليّ لحوم البشر، فهم يعتقدون أن الرجال الى هذه اللحظة يمتلكون الشعر الطويل المجدول والمتسخ، بل وأننا لا نفقه شيء بأمور التنقل وأننا نستخدم الأبل والأحصنة من أجل التنقل، حتى أن أفراد مجتمعاتنا يسيرون بالشوارع وهم حاملو السيوف.
وبالطبع هذه الأفكار تم أخذها من الأفلام الأجنبية أيضاً فهم يمثلون الحياة بالدول العربية على أنها بهذا النحو، وبكل تأكيد لا الأشخاص الموجودين بجنوب أفريقيا يتجرؤون للذهاب الى الدول العربية من أجل التحقق من صحة الأمر، ولا الأشخاص بالدول العربية ذهبوا ليكتشفوا كذب هذه الأفلام لحياة الشعوب الأفريقية.
أمريكا تعتبر من الدول المساهمة بل والأولى بصناعة الأفلام الأجنبية، وهي يمتلك ممثلين روّاد بهذا المجال، فيستطيعون إيصال أي فكرة يريدونها بالطريقة التي يرونها هم مناسبة، بغض النظر عن مصداقيتها.
ولا يخفى علينا أنَّ كل دول العالم تنظر الى أمريكيا أنها الأولى بجميع المجالات (الطبية، الاجتماعية، العلمية، الثقافية،..)، فهي يروجون لأنفسهم بهذه الأمور من خلال الصورة التي يعكسونها بالأفلام.
ففي كل الأفلام نرى أن البطل الحقيقي والنهائي الذي يستطيع حلّ أي مشكلة مهما كانت كبير يحمل الجنسية الأمريكية، فروسيا والصين واليابان وباقي دول العالم لن نستطيع الوصول الى إبداع الأفلام الهوليودية الأمريكية.
بنهاية المقال أريد أن أقول:
من حق الأفلام الأجنبية أن تصور نفسها وحكومتها بالصورة التي يرونها مناسبة، ولكن من حقنا أيضاً كشعوب مستقلة وحرّة أن نتأكد قبل من صحة ما يعرضونه قبل أن نبني إنطباعاتنا وثقافتنا على هذه الأفلام.
التاريخ يكتبه القوي، وأمريكا ليست سيدة الحضارة والمدنية، والشعوب العربية ليست شعوب همجية ومتخلفة كما يتم تصديرها لأفكار العالم.
بقلمي: آلاء عبد الرحيم
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك