عالم الملائكة الخفي - غدير عثمان
عالم الملائكة الخفي
من صفات الملائكة:
- منزهون عن الأعراض البشرية:
لايوصفون بالذكورة ولا الأنوثة، وهذه مقالة الجاهليين في الاسلام،قال تعالى: " وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثا، أشهدوا خلقهم، ستكتب شهادتهم ويسألون"
- لا يأكولون ولا يشربون:
كما في قصة سيدنا ابراهيم علسه السلام قال تعالى : فجاء بعجل سمين، قال ألا تأكلون، فأوجس منهم خيفة".
- لا يتعبون ولا يملون ولا ينامون:
قال تعالى: "وله من في السماوات والارض،ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون" أي لا يملون ولا يتعبون.
أسماؤهم كثيرة، لا نعلم منها إلا القليل:
-منها جبريل، إسرافيل، وميكائيل
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها، أ، النبي صلى الله عليه وسلم كان يفتتح صلاة قيام الليل بهذا الدعاء:
"اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل، فاطر السماوات والأرض، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم "
-ومن الملائكة ملك يقال له مالك، وهو خازن النار، قال تعالى" ونادوا مالك ليقضي علينا ربك، قال إنكم ماكثون"
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى جزء الخلق عشرة أجزاء،فجعل تسعة أجزاء الملائكة، وجزءآ سائر الخلق، وجزء الملائكة عشرة أجزاء،
فجعل تسعة أجزاء، الملائكة الذين يسبحون الله الليل والنهار لا يفترون" وجزأً لرسالته
ومن أعمالهم :
- تدبير الأمر وشؤون الخلق:
قال تعالى : " والذاريات ذروا، فالحاملات وقرا، فالجاريات يسرا، فالمقسمات أمرا"
- حمل العرش:
قال تعالى : "الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم"
قال صلى الله عليه وسلم : لما خلق الله حملة العرش أمرهم أن يحملوا العرش قالةا: يارب وكيف نحمل العرش وعليه عظمتك ووقارك وجلالك، قال: قولوا لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم، فقالوها فحملوا عرش الله سبحانه وتعالى.
- تبليغ الرسالة:
وهي خاصة بسيدنا جبريل عليه السلام، قال تعالى: "نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين"وقال سبحانه: " قل نزله روح القدس" وهو جبريل عليه السلام.
- نفخ الصور:
وهذه المهمة الموكلة لملك من الملائكة ويدعى سيدنا إسرافيل عليه السلام، وهو ملتقم هذا الصور منظرآ أمر الله عزوجل في النفخ.
- ارزاق العباد:
والقطروالبحار والأنهار والجبال ولكل شأن ملائكة تدبر فيه أمر الله بأمره وإذنه.
- مرافقة ابن آم حتى مماته:
فتكون الملائكة مع الانسان منذ أن خلقه الله تعالى حتى مماته، قال صلى الله عليه وسلم: إن أحدكم ليجمع في بطن أمه أربعين يومآ نطفة، ثم يكون مثلها علقة، ثم يكون مثل ذلك مضغة، ثم يرسل الله إليه الملك فيؤمر بكتب أربع أشياء، رزقه وأجله، وعمله وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح".
- ملائكة عن اليمين وعن الشمال تسجل أعمال الإنسان:
قال تعالى:" ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد".
وقوله تعالى: "و,إن عليكم لحافظين كرامآ كاتبين يعلمون ما تفعلون" وهم ملك اليمين وملك الشمال.
فما من كلمة أو فعل إلا مسجل عليك، فهم معك حتى تلقى الله سبحانه وتعالى.
- ملائكة تحفظ الإنسان:
" له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله" وقال تعالى: " وإن عليكم لحافظين".
- قصة ملك الجبال:
وهو الملك الذي التقى به النبي صلى الله عليه وسلم في حادثة الطائف حينما ذهب ليدعوهم إلى الإسلام، فردوه بأبشع رد ، وأغروا سفهائهم وصبيانهم حتى جعلوا يضربوه بالحجارة حتى سال دمه على الأرض، فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم وقال:
يامحمد إن الله قد سمع ما قاله لك قومك وماردوا به عليك، وإن الله قد أرسل معي ملك الجبال، فمره يارسول الله بما شئت، فسلم ملك الجبال على رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقال: السلام عليك يا محمد، يارسول الله مرني أن أطبق عليهم الأخشبين إن شئت، ـ أي الجبلين ـفقال صلى الله عليه وسلم: بل أرجو الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولايشرك به شيئآ.
تزداد هذه الملائكة بازدياد الأعمال الصالحة ومنها:
- قراءة أذكار الصباح والمساء.
- صلاة الفجر: قال صلى الله عليه وسلم: " من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله".
- قراءة آية الكرسي: قال صلى الله عليه وسلم فيمن قرأها: لم يزل عليك من الله حافظ حتى تصبح ولا يقربك شيطان".
- ذكر الله تعالى.
متى تفارق الملائكة الحفظة الإنسان؟
- عند قضاء الحاجة.
- وعند الجماع.
وعند التعري وكشف العورات، قال صلى الله عليه وسلم:" إياكم والتعري فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط وحين يفضي الرجل إلى أهله، فاستحيوهم وأكرموهم.
وكلما انغمس العبد في الذنوب والكبائر كلما تنحى عنه الملائكة.
قال صلى الله عليه وسلم: " إذا كذب العبد كذبة، تباعد عنه الملك ميلآ، من نتن ما جاء به". فالكذب له رائحة سيئة لايستطيع شمها الملك فيهرب عن صاحبه.
وعلى العكس كلما زاد الإنسان ذكره وطاعته، والإقبال على الله زادت الملائكة الحفظة له،
قال صلى الله عليه وسلم: " ما جلس قوم يذكرون الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده"
نتابع بإذن الله في المقال القادم الحديث عن أعمال الملائكة.
بقلم غدير عثمان