الأثر العاتم السوداوي في التربية الخاطئة للطفل
الأثر العاتم السوداوي في التربية الخاطئة للطفل |
لطالما كان للتربية الدور الأهم في تنشأة الطفل منذ البداية، وتترسخ بداخله أفكار كثيرة تكبر معه.
ولكن هل سمعت عن الدور السلبي لها؟؟ وما هو التأثير المدمر للتربية الخاطئة؟؟ وما هي معلوماتك حول |النرجسية|؟؟؟
لماذا يتحول الشخص العادي إلى شخص نرجسي؟؟
لأن أثناء |الطفولة| كان عليه التعايش للأسف، في بيئة تهدده وتشعره بعدم الأمان، وبعدم استحقاق أي شيئ يريده، بما في ذلك الحب والحنان والتقدير الفطري من أقرب الناس.
لهذا السبب اضطر أن يطور أساليب مبتكره للتلاعب بعواطف وأفكار الناس المحيطة به، لإعطاءه ما يريد، أي سينتج لنا طفل بارع جداً في خداع أهله لفعل ما يريد.
لكن |الطفل| الطبيعي يتخلى عن هذه الأساليب عندما يصبح شاباً، وتتطور شخصيته ويصبح قادراً على التعبير عن نفسه بوضوح وسهولة، ويثبت ذاته ويعتمد على نفسه، ويفرض رأيه ك شخص مستقل.
- مخاوف هذا الأمر.
الطفل الذي نشأ في بيئة تحسسه بعدم الأمان، لم تتوفر له العوامل التي تساعده على |النضج النفسي|، ولكن بالعكس حدّت من نموه الطبيعي، فطوّر مهارة استغلال الآخرين بالتجربة المستمرة، وبدأ يجرّب بالحيل المختلفة، ومع نجاح كل حيلة معه، كلما تشجع باستخدامها بشكل أكثر، وتطويرها بشكل أكبر، حيث بعدها سيكبر وهو خبير في التلاعب بالآخرين.
- تأثير العوامل البيئية.
على الرغم أن وجود |الخلل الجيني| الموروث يساهم في زيادة احتمال الإصابة بـ |اضطرابات الشخصية|، عموماً ك الخلل النفسي،
إلا أن العوامل البيئية والتربية داخل الأسرة، لها التأثير الأكبر على الإصابة باضطراب الشخصية النرجسية بالذات.
- توجد دراسة في النرويج في عام 2008،
على 3000 توأم غير متطابق، وجد أنه من ضمن مجموعة |الاضطرابات الشخصية| التي تمت دراستها في المجموعة ب والتي تتضمن |الشخصية الهستيرية| والمعدية للمجتمع، والحدية، و|النرجسية|.
حيث كان اضطراب الشخصية النرجسية أقل تأثراً بالعامل الجيني، وأكثر تأثراً بالأسرة والبيئة.
حيث وجدت هذه الدراسة:
أنَّ العوامل الجينية تؤثر بنسبة 25% فقط في تطور الصفات النرجسية، في حين أن العوامل البيئية مسؤولة بنسبة 75% للأسف.
- ماذا قال خبراء الصحة النفسية، حول أساليب التربية التي تساهم في زيادة هذه الظاهرة؟؟؟
- أولاً كان الحديث عن التربية الأبوية السلطوية:
تتسم في الإفراط في التحكم والسيطرة والتدخل في كل تفاصيل الطفل، إضافة إلى النقد المستمر، والمبالغة في التوقعات، والطلبات الكثيرة من الطفل، إضافة إلى العنف الشديد في تطبيق القواعد، وفرض العقاب الشديد لو أخطأ.
والأسلوب هذا هو أسلوب متسلط عنيف، ويفتقد الدفء والتشجيع والقبول، ويشعر الطفل بالرعب دائماً، والخوف من الخطأ، إضافة إلى عدم الأمان والثقة، ويحد هذا الأمر من تخاطره وإبداعه وانطلاق، وكل ذلك بسبب الخوف.
وبالتالي يمنعه من اكتشاف ذاته، والتعلم عن طريق التجربة والخطأ، وهذا أسلوب مهم جداً في |النمو النفسي| لأي طفل.
وبالتالي إحدى نتائج هذا النوع من التربية تدمير قدرة الطفل على التعاطف مع الآخرين، فهو لا يحصل على التعاطف، وبالتالي لا يجد أي فائدة من التعاطف مع أحد من الأقرباء، لذلك يجب أن نتعامل بطريقة لطيفة مع الأطفال.
فتبدأ صفات النرجسية في الظهور والتطور، كنوع من الدفاع النفسي، ضد كل هذا الكبت والتحجيم، ويكبر ليصبح نسخه من أهله، بحيث يطالب كل من حوله بتحقيق رغباته، وأن يكون هدف كل الناس المحيطه به الحصول على رضاه.
الأثر العاتم السوداوي في التربية الخاطئة للطفل |
- ثانياً التربية المتسيبه المتساهلة:
هذه التربية عكس تماماً التربية السلطوية، فالأهل فيها يمدحون ويدللون الطفل، ومن دون توقف، قد يكون هذا النوع من التهدئة، أو لأنهم فعلاً مقتنعين بأن طفلهم بالذات فريد من نوعه، وبالتالي لا يعلّمون الطفل أية قواعد، ويقبلون منه أي تصرف، مهما كان هذا التصرف مستهتراً.
ويسامحوه على أي خطأ أيضاً، ويبررون أخطائه ومشاكله وذلك من خلال لوم الآخرين، أو لوم الظروف، أو ملامة أي شخص آخر غيره.
وبالتالي لا يحمّلوه المسؤوليات لتصرفاته وأفعاله، وهذا ما ينتج منه شخصاً غير مسؤول.
-ما دور كل ما سبق في تضّم الأنا عند الطفل؟؟؟
كل هذه الأسباب التي ذكرناها |تضخم الأنا| عند الطفل، حيث يكبر هذا الطفل متخيلاً أنه لا يخطئ، ولا يحاسب أبداً، وأنه يستحق المغفرة، والسماح من كل الناس، ومن غير أي سبب، فقط لمجرد أنه فلان، مهما فعل ومهما تسبب بأذى، وأحد نتائج هذه التربية الخاطئة الكارثية هي تدمير مهارة التعاطف.
- أما الآن حان دور التربية المرضية العنيفة.
يتعرّض الطفل للعنف المستمر، سواء كان |عنف نفسي| أو عاطفي أو جسدي، أو |العنف الجنسي| والاغتصاب، أو قد يكون شاهداً على تعرض أحد أبويه لهذا العنف.
وكل هذه الظروف تنتج العديد من مشاكل |الصحة النفسية|، أو حتى العقلية عند الطفل الذي يتعرض لها باستمرار ومن ضمنها اضطراب الشخصية النرجسية.
- في إحدى الدراسات المنشورة في دورية اضطرابات النفسية في عام 2007.
وُجد أن الشخص الذي تعرض في الطفولة للعنف الشديد، يزيد هذا الأمر من احتمال إصابته باضطرابات الشخصية النرجسية أكثر ب 3 أضعاف عن الشخص العادي، وكانت هذه النسبة أعلى نسبة من بين جميع اضطرابات الشخصية التي شملتها الدراسة، وثاني أعلى نسبة من بين جميع اضطرابات الصحة النفسية عموماً، وهذا النوع من التربية قد دمّر شخصية الطفل، ودمر مستقبله، وأيضاً فرصه في النجاح، وفي الحياة.
- وقد تتساءل:
لماذا يتحول الشخص العادي إلى شخص نرجسي؟؟
لأنه بكل أسف أثناء الطفولة كان عليه التعايش في بيئة تهدده وتشعره بعدم الأمان، وبعدم استحقاق أي شيئ يريده، والحرمان من الحب والحنان ومن التقدير الفطري من أقرب الناس، لهذا السبب قد اضطر أن يطور أساليب مبتكره للتلاعب بعواطف وأفكار الناس المحيطة به.
الأثر العاتم السوداوي في التربية الخاطئة للطفل |
لطالما كان للتربية الدور الأهم في هيكلة شخصية الطفل، والأثر الأكبر في بناء ثقته بنفسه من الطفولة أو في تهديها، وهذا كله يعود لتربية الأهل ونمط حياتهم.
- فكيف سيبدو هذا الأمر إذا عاش الطفل في أسرة نرجسية؟؟ وما أثر ذلك على الطفل؟؟
- التربية في أسرة نرجسية:
الطفل الذي ينشأ في كنف أب وأم كل منهما نرجسي، يعتبر طفلاً مسكناً، لأن سوف يبقى بداخله غضب مكبوت، ولأنه لا يفهم لماذا يتم إهماله بهذا الشكل الخطير، ولماذا يشعر بأنه لا يملك قيمة، ولماذا يعامل ك قطعة ديكور في المنزل، كل هذا سوف يجعله يعاني من مشاعر القلق، والاكتئاب، وعدم الأمان باستمرار دائم.
حيث أن هذا الطفل لا يسمح له بالتعبير عن مشاعره من حزن أو حتى مشاعر الفرح إلا بشكل فاتر، ومن دون أي انفعال.
- هل تتخيل كمية المعاناة لهذا الطفل؟؟
طفل يعيش منعزلاً عاطفياً ونفسياً أيضاً، وعليه الكثير من ضغوط الأبوين في هذه الأسرة التعيسة، ولا يقومون بدورهم بالإدارة والقيادة والتربية أبداً.
بل إن كل أوقاتهم يقضوها لأجلهم ولصالح راحتهم ورغبتهم، وفي كل الأوقات يحسسون أطفالهم بأنهم أعباء على عاتقهم.
وهذه الحالات إذا كان الأبوين لديهم هذه الصفة النرجسية.
- ولكن كيف سيكون الأمر إذا كان إحداهما فقط نرجسي؟؟ هل سيؤدي ذلك إلى تغير شيء ما؟؟
إن كان فقط أحد الأبوين نرجسي.. فالأم هنا سوف تدور في فلكه بطريقة سلبية لكل تأكيد، وسوف تعمل على إقناع الأطفال بأن هذا هو الحل الوحيد لحفظ السلام داخل البيت، وسوف تطلب من الأولاد الاستسلام أيضاً، مع تقبّل الأمر.
- ما هو أخطر ما قد يفعله الأبوين النرجسيين؟؟
الأخطر أن |الأبوين النرجسيين| يقومون بالتفرقة بين الأبناء عمداً، ويبالغوا أيضاً في المقارنة المرضية بينهم، ويكونوا سبباً للمناقشة بين الأخوات بطريقة سلبية، بحيث تتحول مشاعر الأخوات من بعد هذه النقاشات للحقد بدلاً من المحبة الأخوية الطبيعية، ودائما الأبوين النرجسيين لديهم بكل تأكيد طفل مميز بالنسبة لهم، وأما البقية فهم منبوذون، وبكل تأكيد سوف ينتج لدينا طفل يتحمل كل هذه الأعباء النفسية المراهقة.
- ما هي أولويات الأسرة النرجسية؟؟
|الأسرة النرجسية| من أهم أولوياتها في الحياة، هي مظهرها الاجتماعي فقط، وذلك بغض النظر عن الحقيقة في البيت التعيس المفكك.
وبالتالي تمتاز هذه الأسرة النرجسية بوجود أسرار كثيرة.
- من المخاوف الذي يجب على الأهل الانتباه عليها:
هنا علامات تشير لمشكلة يجب على الأهل الانتباه لها، مثل |التنمر| والكذب المرضي، والمبالغة أيضاً في المنافسة بين باقي الأطفال، وعدم تقبَّل الخسارة بروح رياضية، إضافة إلى الشعور المبالغ فيه دائماً وهو استحقاق المعاملة الخاصة، والرغبة في الحصول على المميزات والهدايا دائماً.
وانعدام الاهتمام بباقي الأخوة والأصدقاء، والسخرية من الآخرين بمظهرهم أو مستواهم،
والمبالغة في تفخيم نفسه، إضافة إلى عدم تقبّل أي نقد أو توجيه مهما كان.
ولو لاحظ الأهل أي من هذه العلامات، عليهم مباشرة اللجوء لمختص نفسي.
إذا أعجبك موضوع المقال، شاركنا رأيك في التعليقات.