خطأ غير مقصود
Story for kids - خطأ غير مقصود |
|قصة قصيرة للأطفال|
دعت رشا صديقتها سارة لحفلة عيد ميلادها
فلم تتمكن من الحضور، لكنها قررت زيارتها في اليوم التالي لتقدم اعتذارها، وبما أنها تزورها للمرة الأولى فقد سعت لمعرفة عنوان بيتها جيداً ، ولما وصلت إلى المبنى الذي تسكن فيه وإلى الطابق الثالث تحديداً ، طرقت الباب لكنها أخطأت وطرقت باب جيرانها ، وكانت قد قررت أن تفاجئ صديقتها فحجبت بيدها العين السحرية ، ثم بدأت تطرق عدة طرقات متتالية ومستمرة، على الباب تارة، وتضغط على الجرس تارة أخرى .
تأخر أصحاب البيت حتى فتحوا الباب، لكنهم فتحوه أخيراً، وأطل رجل ضخم البنية متجهم الوجه وهو يرمقها بنظرات حادة ، يبدو أن إلحاحها في قرع الباب وطريقة قرعها له قد أزعجاه .
تلعثمت سارة وارتبكت ولشدة ارتباكها ، نسيت حتى اسم صديقتها..
قال الرجل بصوت أجش: من تريدين؟
اختفت ابتسامتها ولم تتذكر اسم صديقتها
كرر الرجل السؤال : من تريدين؟
فقالت بارتباك : أريد .. أريد..
كانت تكرر الإجابة لتعطي نفسها وقتاً أطول ريثما تتذكر الاسم، وأخيراً تذكرت وقالت: أريد.. سارة نعم صديقتي سارة
حملق الرجل بدهشة واستغراب ، وقال صديقتك سارة!! هل أنت متاكدة؟ هزت رأسها وقالت نعم متاكدة، نادها من فضلك
قال متهكماً :وماذا تريدين منها؟
أريد زيارتها قالت رشا :
فأجابها الرجل وهو يوسع لها الطريق : تفضلي إذاً
ترددت رشا وشعرت ببعض الرهبة ، وقالت لالا من فضلك نادها.. قل لها صديقتك رشا
قال الرجل لا يمكنها الخروج ، إذا أردت رؤيتها فادخلي أنت لرؤيتها، تسمرت رشا في مكانها، فقد شعرت برهبة ولم تتشجع على الدخول .
قال الرجل وقد بدأ صبره ينفذ : لوسمحت يافتاة أريد أن أغلق الباب ، وإذا لم ترغبي بالدخول فبإمكانك الانصراف .
همت رشا بالذهاب ، فاستدارت وهي تشعر بامتعاض .
وبينما هي تلتفت لتذهب ، فتح باب الجيران وخرجت منه صديقتها سارة
حملقت بذهول وتكلمت الاثنتان معاً بوقت واحد
وخرجت الكلمتان معاً : سارة !!. رشا!!
قالت سارة :كنت عند جيراننا على ما يبدو
هل تعرفينهم؟
هدأت رشا قليلاً ، فقد شعرت بارتياح عندما رأت صديقتها وقالت وهي تتنهد: بل كنت أقصد بيتك ولكنني أخطأت العنوان .
ثم قالت بصوت هامس : أتعلمين؟ إن جاركم لا يطاق..
ضحكت سارة وقالت : أنت مخطئة إنه رجل لطيف جداً لكن المسكين حزين لأجل زوجته ،
فقد تعرضت لحادث منذ أشهر وهي الآن مشلولة لا تستطيع الحركة.
دخلت رشا إلى بيت صديقتها وأمضت عندها وقتاً ممتعاً، ولما عرفت والدتها بما حدث مع رشا ضحكت ، وقالت تعلمين بنيتي، إن زوجته تدعى سارة أيضاً والمسكينة تتألم كثيراً تصوري أنها لا تتمكن من النوم إلا إذا تناولت المسكنات القوية
تنهدت رشا وقالت : لقد فهمت الآن سبب استغراب الرجل حين أخبرته بأن سارة صديقتي
شعرت رشا بالأسف الشديد لأنها أزعجت الرجل بطريقة طرقها للباب وأزعجت زوجته المريضة
ولما أرادت الذهاب لبيتها طرقت باب الجيران بلطف ففتح الرجل الباب وقال بدهشة : أنت مجدداََ؟
قالت رشا بأدب :إنما جئت لأعتذر سيدي عما بدر مني لقد أخطأت العنوان ، صديقتي سارة تسكن في البيت المقابل لبيتكم ، وأنا أكرر اعتذاري لأنني سببت لكم الإزعاج ما كان ينبغي أن أطرق الباب بهذه الطريقة، سلامي لزوجتك وتمنياتي لها بالشفاء
هز رأسه وقال مبتسماً أجل أجل هذا صحيح لقد أدركت الآن أنك قد أخطأت العنوان إنها ابنة جيراننا ..
حياها الرجل وقد أعجب بأدبها وذكائها وفصاحتها، ثم ابتسم و هو يغلق الباب
مارأيكم أحباب جدتكم بـ |القصة|؟
هل أعجبكم تصرف رشا حين أدركت ما سببته من ازعاج للجيران؟
بقلم جدتكم المحبة: هدى الزعبي