عرض المشاركات المصنفة بحسب مدى الصلة بالموضوع لطلب البحث الجريمة. تصنيف بحسب التاريخ عرض كل المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/30/2021 03:32:00 م

جريمة تدور أحداثها في ذهن الجاني ويصبح القارئ مشاركاً فيها، مراجعة رواية الجريمة والعقاب.
جريمة تدور أحداثها في ذهن الجاني ويصبح القارئ مشاركاً فيها، مراجعة رواية الجريمة والعقاب
تصميم الصورة : رزان الحموي
رواية الجريمة والعِقاب هي رواية بوليسيّة، تندَرِجُ ضِمن قائمةِ أشهر روايات الأدب على مستوى العالَم، تتألف الروايةُ مِن ثمانمئةِ صفحة، والمُثيرُ في الرِّواية أنَّ موقعَ الجريمة لا يكادُ يتجاوز باطِنَ عقلِ المجرم ونفسيَّته.

والآن إليكم قِصّة رواية الجريمة والعِقاب.

بدايةً نستشِفُ من اسم الرِّواية وعناونها أنّها تدور حول جريمة تحصل في مكانٍ ما في زمنٍ مُعيّن، وبِخلافِ الكثيرِ من الرِّوايات فإنَّ الكاتبَ لا يبحثُ فيها عن مُرتكبِ الجريمة، لأنّ مرتكبها معروف وهو بطل القصة ومحورها، لَكنّ الغريب في |الرِّواية | والذي يُضفي عليها عُنصرَي |الإثارة والتشويق| هو غموض السبب الحقيقي الذي دفع بالمجرمٍ إلى ارتكابٍها. 

بطل القِصة أو المجرم هو شاب في مُقتبلِ العُمر

 ينتمي إلى عائلة تعاني حالة من الفقر المُدقع، هذه الحالة تُجبِره على التَّخلي عن حُلمه في إكمال دراسته، وهنا تنطلق أحداث الرواية أي منذ تركه للدراسة حيث ترد إلى ذُهنِه فكرة دونيّة وحقيرة، يعمل جاهداً على طرد تلك الفكرة من بالِه، ويستاء من كيفية ورود فكرة كهذه إلى ذهنه، ويخجل منها لدرجةٍ أنّه لا يبوحَ بها لأيّ مخلوقٍ كائناً من كان، في إشارةٍ من الكاتب إلى أنّ الجَّريمة تبدأ بفكرة منبوذة من قبل مُرتكِبها حتّى. 

في غضون ذلك وإلى حينٍ وقوع الجّريمة يروي الكاتبُ عدداً من الأحداث التي جرت مع المجرم محاولاً وصفه وتوضيح طبيعته لنا، منها مشهد لقاء القاتل بفتاة كانت في وضع سيء وحالة يرثى لها فاستأجر لها عربة كي تقلّها إلى بيتها على الرغم من حالة الفقر الشديد التي يعيشها.

أما عن فِكرةِ ارتكاب الجّريمة وكما ذكرنا آنفاً 

أنها تراود القاتل منذ تركه للدراسة بسبب| الفقر|، وترسّخت أسس الفكرة في ذهنه وبالِه بعد استماعه لحديث رجُلين عَن العجوز الثّرية -الضحية- التي تستغل حاجة الناس إلى المال، حيث يلجأ الناسُ إليها لاقتراضِ المال منها فتعطيهم إيّاه لكن بالفائدة أو ما يُعرف بالرِبا، وكانَ حديث الرجلين يدور حول فِكرة قتل تلك العجوز وتوزيع جميع أموالها على الفقراء وإنقاذ حياة الكثيرين منهم. 

وقد تبنى بطلُ الرِّواية هذه الفكرة وأراد أن يعمل بها وصرّح برغبته في ارتكابها آملاً في تحقيق |العدالة في المجتمع|، والتي ستتحقق من وجهة نظره عند إنقاذ حياة الكثير من الأُسر الفقيرة مقابل قتل امرأة واحدة فقط. 

يأتي مشهد ارتكاب الجريمة لنجد المجرم بعد قتلِه العجوز الثريّة واستعداده للفرار، يخشى أن تكون تلك العجوز لا تزال على قيد الحياة فيهرع إليها رافعاً الفأس من أجل توجيه ضربة أخرى تكون القاضية، لكنّه لا يفعل لأنّه يتحقق من أنها ميتة. 

أما عن أسباب ارتكاب الجريمة فهي تبقى مُبهمة

 إذ تتعدد الأسباب والتوقعات التي تُخمِّنُ سبب ارتكاب الجريمة، فالبعض سيعتقد أن السبب هو الدافع المادي، حيث أنّ المجرم ارتكب الجريمة طمعاً في مال العجوز، لكن بالمقابل يُمكنكَ نفي هذا التصوّر عند ملاحظتك أنّ المجرم لم يستخدم مال الضحية بل دفنه، في حين سيتوقع آخرون أنّ القتل جاءَ على هيئة قتل فكرة ومبدأ وليس قتل شخص، فالمجرم عند قتله العجوز أراد أن يقتل مبدأ استغلال الأثرياء للفقراء وليس قتل إنسان بعينه، قد تظن أيضاً أن الدافع لارتكاب الجربمة هو صراع البقاء وخوف الفقير من الموت بسبب الفقر والجوع ورغبته في البقاء والاستمرار عل هذه الحياة. 

جميع هذه التوقعات والتناقضات تُشير إلى اختلاف الدّوافع والأسباب الكامنة وراء ممارسة أي فعل إنسانيّ أيّاً كان ذلك الفعل. 

ختاماً اعلم أيُّها القارئ :

أنّ ماذكرته ماهو إلّا مراجعة بسيطة ومختصرة جداً للرٍّواية، وأنّ فيها الكثير من الأحداث المشوّقة التي تعمدّت عدم ذكرها كي لا أفسد عليك مُتعة قرائتها. 

والآن أخبرني من وجهة نظرك كقارئ برأيك ماهو السبب الأكثر واقعية الذي دفع بطل القصة إلى ارتكاب الجريمة؟

بقلمي هيا الشيخ

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/22/2021 05:59:00 م

  القاتل الشرس ذو الوجهين 
والضحايا سيدات كبار في السن لأسباب غريبة 

- الجزء الثالث -

القاتل الشرس ذو الوجهين والضحايا سيدات كبار في السن لأسباب غريبة
 القاتل الشرس ذو الوجهين والضحايا سيدات كبار في السن لأسباب غريبة
تصميم الصورة ريم أبو فخر 

هل داني هو بالفعل المجرم الذي يبحثون عنه؟ 

وهل ستنتهي الجرائم بالقبض عليه؟ 

طرحنا هذه الأسئلة في الجزء السابق وسنجيب عليها معاً...


عودة الجرائم للمنطقة بعد عامين..

في٩ آب عام ١٩٩٥، وذلك  بعد سنتين من| الجرائم |التي لم يُعرف فاعلها، حدثت جريمة أخرى في نفس المنطقة، 

سيدة كبيرة في السن قتلت في منزلها، وعندما وصل المحققين لمنزل الضحية، كان شكل المنزل وجثة الضحية، مشابه تماماً للجريمة التي حدثت بمنزل وانيتا، وكأن التاريخ يعيد نفسه. 

 تدعى| الضحية| روز هاندرسن، وعمرها مايقارب الأربعة وسبعون عاماً، وكانت تعيش لوحدها، وليست على خلاف مع أحد، ومحبوبة ممن حولها، وتذهب للكنيسة بانتظام. 

ضربت أكثر مرة على رأسها، وأصيبت بجروح وكدمات بجميع أنحاء جسدها، نتيجة مقاومتها ومحاولتها الدفاع عن نفسها، 

وبعد الوفاة أيضاً قام المجرم بالاعتداء عليها، فكانت جريمة مطابقة للجريمة التي حدثت قبلها بمسرح الجريمة وما فعله القاتل بجسد الضحية، باستثناء أنه هذه المرة لم يترك أثر لسائل أصفر على الجدار، ولم يسرق شيء من المنزل. 


 فمن الذي ارتكب الجريمة

 إذا كان المجرم نفسه موجود بداخل| السجن|!! وقام المحققون بالتأكد أن داني لم يهرب من السجن. 

كيف عرف المجرم تفاصيل الجريمة ليقلد ما قبلها؟ إذا كان الفاعل الحقيقي قد قبض عليه! 

وإذا لم يكن داني هو المجرم، كيف عرف تفاصيل الجريمة؟ 


الخطأ الكبير

وقع| المحققون |في حيرة، وقرروا فتح ملفات القضية مرة أخرى، لأنهم غالباً قد وقعوا في خطأ فادح أثناء التحريات السابقة، وراجعو التسجيل الصوتي لاعترافات داني، وقد استجوب مرتين، في المرة الأولى أنكر علاقته بالجريمة،

 والمحقق الذي كان يستجوبه ارتكب خطأ كبير، حيث سأله لماذا هناك آثار قدم ملطخة بالدماء على الأريكة، ومن هنا أخذ داني هذه المعلومة. 

لكن في الاستجواب الثاني، اعترف داني بفعلته وأثبتها بتلك المعلومة. وحتى أن عينات الحمض النووي في منزل روز و وانيتا متطابقة تماماً ، فمن المستحيل أن يكون داني هو الفاعل لأنه كان في السجن، وتم الإفراج عنه فوراً. 


ولكن السؤال المحير لماذا اعترف داني بجريمة لم يرتكبها؟ 

ربما كان السبب أنه كان| مضطرب نفسياً| ولديه مشاكل بشكل عام ولربما أعجبه لقب| القاتل |المحترف!! وهذا كان رأي الأطباء النفسيين 


وبذلك عاد المحققين لنقطة الصفر في التحقيقات، وحاولوا الربط بين القضايا الثلاثة، ومحاولة إيجاد صلة وصل بينهم، عدا أنهم كبار في السن، ولكن للأسف لم يكن هناك شيء مشترك بينهم. 


ومرت السنين ولم يستطع المحققون الوصول إلى طرف خيط في هذه القضايا، ولم يحدث منذ ذلك الوقت أي جريمة مشابهة،

 لغاية شهر آذار عام ٢٠٠٠، فتاة تدعى جينفر راس، اتصلت بالطوارئ، وتقول أن أحداً أعتدى عليها وضربها، وأنها تنزف وفي حالة حرجة جداً، 

وعندما دخلت الشرطة المنزل، وجدوا والد الفتاة موجه مسدسه على الشخص الذي اعتدى على ابنته. 

وأخبر الشرطة، أنه وجد هذا الشخص يعتدي على ابنته عند عودته، فحاول اطلاق الرصاص ولم يستطع إصابته، فضربه بأسفل المسدس. 

المجرم ذو الوجهين

 وكان اسم الرجل الذي هجم على الفتاة تشارلز راي فاينز، واتضح أنه يسكن في نفس المنطقة، وبعد |تحريات الشرطة|، اكتشفوا أنه محبوب بين جيرانه، ويحب مساعدة الآخرين، ويتعامل بطريقة لاتثير أية شكوك حوله.

ولأن تشارلز محبوب بين جيرانه، فكان يدخل منازلهم برضا منهم، وهكذا دخل لمنزل جينيفر برحابة صدر منها، فلم تكن تتوقع منه شراً أبداً. 

ودخل المطبخ خلسةً وأخذ سكين وهجم عليها، فهربت منه للمطبخ وحاولت الدفاع عن نفسها، لكنه أمسك بها وطعنها، وفي تلك اللحظة وصل والدها، و حاول إبعاده عن ابنته، وضربه بشدة. 

كان مسرح الجريمة دموي، يشبه إلى حد ما مسرح الجريمة في منزل وانيتا وروز، والاختلاف فقط أن الضحية لم تكن كبيرة في السن. 


تم أخذ عينة من تشارلز وتم مقارنتها مع العينات المأخوذة من مسارح الجريمة السابقة، وظهرت النتيجة خلال أيام، وكانت متطابقة تماماً، وكان هذا دليل مادي ضده و يدينه بقوة، وتم القبض عليه وتوجيه التهم إليه. 


وأثناء وجوده في السجن، تم عقد اتفاق مع تشارلز، يقتضي اسقاط حكم الإعدام عنه، مقابل اعتراف كامل منه بتفاصيل كل الجرائم. 


كان هناك عدة أسئلة حيرت المحققين وأرادو التأكد منها، 

أولاً ما سبب وجود السائل الأصفر على الجدار؟ 

والغريب أن تشارلز أنكر علاقته بالموضوع، وبعد التحريات اكتشفوا أن داني هو الذي فعل ذلك وهو المسؤول عن السرقة 


وثانياً هل قام تشارلز بالاعتداء على السيدات بعد قتلهم؟ وما السبب؟ 

اعترف تشارلز بفعلته، وحجته أنه لم يكن بوعيه بسبب شربه كمية كبيرة من الكحول و|المخدرات|، 

وحسب رأي الأطباء النفسيين، أن هذا الموضوع يعود لنشأة تشارلز وطفولته، فقد كان والده مدير للمكان الذي يحضرون فيه الموتى للدفن، فهذه حالة مرضية، أن يكون الشخص له علاقة غرامية مع السيدات الموتى. 

وأقر تشارلز بأن ما يفعله خطأ ولكنه لم يستطع التوقف وردع نفسه. 

  وبعد مرور سبع سنوات على أول جريمة، وفي شهر أيار عام٢٠٠٠، تم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة، بدون إمكانية الإفراج المشروط، وتوفي عام ٢٠١٩ في السجن.


بقلمي تهاني الشويكي 



مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/25/2021 10:59:00 م

 مجموعة من الجرائم المتسلسلة ولغز الرسائل المجهولة والفاعل غير متوقع - الجزء الثاني

مجموعة من الجرائم المتسلسلة ولغز الرسائل المجهولة والفاعل غير متوقع - الجزء الثاني
مجموعة من الجرائم المتسلسلة ولغز الرسائل المجهولة والفاعل غير متوقع - الجزء الثاني
تصميم الصورة: وفاء مؤذن



استمرت جرائم القتل في إيست بوينت، مُحاطة بالغموض، ليست ثمة دليل ولا حتى طرف خيط، وكل شيء مبهم, حيث تحدثنا في المقال السابق عن مجموعة من |الجرائم| المتسلسلة ولغز الرسائل المجهولة والفاعل غير متوقع


-وبعد مُضي ما يقارب الشهر على مقتل سنيثيا:

حصلت جريمة ثانية في نفس المنطقة في ٨ نيسان عام ٢٠٠١،أحد سكان المنطقة، ويدعى رودجر أور، البالغ من العمر واحد وستون عاماً، وفي تلك الليلة، كان جالساً في منزله، منشغلاً بممارسة هوايته بالقراءة، وفجأة سمع باب المنزل يُطرق بقوة، قام مُسرعاً ليعرف ماذا يجري، وفتح الباب، فوجئ برجل أطلق عليه الرصاص وهرب، وأصيب رودجر  في صدره و كتفه، وبالرغم من أنه مُصاب، إلا أنه حاول جاهداً الوصول لهاتفه لطلب الأسعاف، وتم نقله للمشفى. 

-وصلت الشرطة وقامت بتفتيش المكان ، ووجدوا ورقة عند باب منزله، مكتوب على الطرف الأول جاك، وعلى الطرف الآخر لقد تم سجني لمدة ستة أسابيع، ويجب على أحد ما أن يدفع الثمن، ومما لفت نظر الشرطة عدم وجود فوراغ رصاص في مسرح الجريمة، بالرغم من إطلاق أكثر من رصاصة على رودجر، كما حصل تماماً بجريمة قتل سينثيا. فهل من الممكن أن يكون نفس المجرم؟ 

ولكن لحُسن الحظ، سيكون هناك شاهد عيان مهم في هذه المرة، لأن رودجر بقي على قيد الحياة. 


-لكن لم يستطع رودجر رؤية وجه القاتل، لأنه كان يرتدي قناعاً، سأله |المحققون| إذا كان على خلاف مع أحد أو هناك ضغينة بينه وبين شخص ما ، وأجابهم بأنه ليس لديه أي فكرة، لماذا يريد أحدهم قتله، وتعقيباً على الرسالة التي وجدت، قال رودجر ليس لديه معرفة بأي شخص يدعى جاك. 


- والغريب في الأمر:

 أنه أثناء قيام |المحققين| بالتفتيش في منزل رودجر، جاء بلاغ للشرطة، عن اطلاق رصاص حدث في نفس الليلة و المنطقة، على بعد حوالي ثلاثة أميال من منزل رودجر. 


-وعندما وصلت |الشرطة| لمسرح الجريمة الآخر، وجدوا سيارة قد أُطلق عليها الرصاص، وقد تكسر زُجاجها، تم نقل الضحية إلى المشفى، ورغم إصابته لم يفقد وعيه، لكنه كان غير قادر على الكلام من شدة الألم، ولكن للأسف توفي وهم في طريقهم للمشفى. 


-استطاع المحققين معرفة هويته، من بطاقته الموجودة في السيارة، ويدعى انطونيو ستيفني، وكان عاملاً في المشفى. 


-استنتج المحققون من مسرح الجريمة:

 أن أنطونيو كان يقود سيارته وعندما توقف، أطلق عليه المجرم الرصاص من نافذة سيارته، من مسافة قريبة، وحاول أنطونيو أن يهرب من المجرم، لكنه وقع بسبب نزفه الكثير من الدماء. 


-وجِد في مسرح الجريمة العديد من الأدلة المادية، كان يوجد في السيارة مبلغ مالي كبير، ولذلك من المستحيل أن تكون جريمة بدافع السّرقة. وجدوا العديد من فوراغ الرصاص، ووجدوا على زُجاج السيارة ورقة كتب على الطرف الأول منها جاك ، وعلى الطرف الآخر كُتب ابدأ بعد الجثث. ومن الواضح أن المجرم يريد أن تصل هذه الرسائل للشرطة، ويقصد  بأن انطونيو ليس آخر ضحية. 


- وتعتبر هذه الجريمة  الثالثة في نفس المنطقة، وتقريباً بنفس الأسلوب والطريقة، والشيء المشترك بين جريمة رودجر وانطونيو، هي الرسالة التي تُركت في مسرح الجريمة، 

في آخر جريمة تم إيجاد فوارغ رصاص لمسدس من عيار أربعين مل والتي تطابقت مع جريمة قتل سنيثيا، فهل  ستكون الرصاصة المستخرجة من جسد رودجر بنفس العيار 


قررت الشرطة الرجوع والبحث في منزل رودجر، وبعد ما فتشوا المكان بدقة،  وجدوا بداخل حذاء جانب باب منزله ،فوارغ لإحدى الطلقات، وكانت من عيار أربعين مل ، وبعد التحليل في المختبر وجدوا أنها تعود لنفس السلاح الذي استخدم في قتل انطونيو وسنيثيا. 


فهل الجرائم الثلاثة لنفس المجرم؟ 

ولماذا لم يترك رسالة في الجريمة الأولى؟ 

والأهم من ذلك هل ستكون جريمة انطونيو آخر جريمة؟ 


هناك قصص حول هذه الجرائم المتسلسلة ولغز رسائلهم سنتحدث عنها في المقال التالي..... 


بقلمي تهاني الشويكي  ✍️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/22/2021 05:59:00 م

القاتل الشرس ذو الوجهين والضحايا سيدات كبار في السن لأسباب غريبة
 القاتل الشرس ذو الوجهين والضحايا سيدات كبار في السن لأسباب غريبة
تصميم الصورة ريم أبو فخر 

في الجزء الأول طرحنا خيوط الجريمة الثانية لنتابع معاً استكمال التحقيق ومحاولة البحث عن المجرم بدون أدلة كافية 


قاتل شرس يختار ضحاياه بطرق غريبة

 حير| المحققين| فلم يترك وراءه أي أثر، يعذب ضحاياه ويعتدي عليهم بعد قتلهم، جعل الشرطة يشكون بالجميع دون استثناء. 

بدأ المحققين باستجواب جيران وانيتا، ربما أحدهم رأى شيئاً يفيدهم في القضية، وتوصلوا إلى معرفة أن أحد جيرانها على خلاف دائم معها، بسبب الصوت العالي الذي تصدره دراجته، 

وعندما تم استجوابه لم يتبين أن له علاقة بما حدث معها. 


قام المحققين بدراسة المنطقة على الخريطة

 فاكتشفوا أن طريق السكة الحديدة، خلف منزل ليلي و وانيتا  تماماً، واعتقدوا أن| المجرم| استخدم هذه الطريق للوصول لمنزل الضحيتين. 

وفي الوقت الذي لم يستطع فيه المحققين، الوصول إلى أي معلومة تدلهم على المجرم.

 و ماجاء في تقرير الطب الشرعي، أن المجرم بعد أن قتل وانيتا اعتدى عليها، والاعتداء حصل بعد الوفاة، وهذا مطابق لما حدث للضحية السابقة، ممايعني أنهم في مواجهة |قاتل متسلسل|. 

- انتشر الخبر عبر وسائل الإعلام، وساد الرعب والخوف بين الناس في المنطقة، وخصوصاً كبار السن، ومضى ستة شهور على |جريمة |وانيتا، ولم تستطع الشرطة، الوصول إلى دليل يقودهم للمجرم. 


وانتشرت دوريات الشرطة ليلاً، وخصوصاً في طريق السكة الحديدية، وتحولت شكوكهم إلى شخص يدعى توني غرسيا، 

تم القبض عليه من قبل أكثر من مرة، بسبب افتعاله العديد من المشاكل والمشاجرات، وفي كل مرة يتم القبض عليه، يكون بحوزته سكين.

 ومما أثار شكوكهم حوله، أنه خرج من السجن منذ مدة ليس طويلة، وأنه أخبر أحد أصدقائه، أنه سيغادر المدينة،

 وتزامن ذلك مع جريمة وانيتا. 


تم تفتيش منزل توني، ووجدت الشرطة سكين، وثياب عليها آثار دم، وتم سؤاله عن مصدر الدم على ثيابه، فأخبرهم أنه كان في مشاجرة مع أحدهم، وأن هذا الدم يعود لتوني. 


فهل من الممكن أن يكون توني هو المجرم الذي تبحث عنه الشرطة؟ 

تم أخذ عينة من حمضه النووي، وكان متعاون جداً مع الشرطة، ووافق أن يذهب معهم ليرى الضحية الأولى، وهي ليلي لربما استطاعت التعرف عليه، من ملمس شعره أو وجهه. 

وعندما لمست شعره ووجهه، أخبرتهم بأنه ليس هو من اعتدى عليها، وبعد ظهور نتيجة الحمض النووي، تأكدوا بأنه ليس هو المجرم. 


ولم يكن أمام الشرطة، إلا مراقبة المكان يومياً وخصوصاً ليلاً، ولفت نظرهم شخص يمشي باستمرار على خط السكة الحديد، وقام رجال الشرطة بإيقافه أكثر من مرة، 

وكان دائماً يحمل معه سكين، ويدعى داني بينت، وعمره تسعة وثلاثون عاماً، وبدأت التحريات عنه، وعرفوا أنه منزله يقع بين منزل ليلي جونث و وانيتا وافرد،

 حاول المحققين البحث عنه لاستجوابه، لكن لم يكن له أي أثر. 


خيوط الجريمة الأولى

- استطاع المحققين التواصل مع شقيقاته، وما قالوه عن داني وجه أنظار الشرطة إليه،

 فقد كان يسرق البيوت الغير مقفلة ليلاً، وكان عنيف جداً، ودائماً يحمل معه سكين، وأنهم يخافون منه ومن عنفه، 

وأنه يكره النساء كثيراً، وأنه دائماً ما كان يرتدي قبعة معينة، ولكن منذ فترة أصبح يضع غيرها وهذه ليس من عادته.

 هنا عاد المحققين إلى الأدلة التي وجودها في منزل وانيتا، ومنها القبعة في حديقة المنزل، وعندما سألو أخوة داني عنها، أجابوا بأنها تعود لشقيقهم، 

وأنهم يعتقدون أنه المسؤول عن هذه الجريمة، وخصوصاً بعد أن طلب منهم التخلص من حذائه. 


هنا أصبحت جميع الأدلة ضد داني

 واستطاعت الشرطة الوصول إليه وتم استجوابه، وقام بإنكار كل ما نسب إليه، ووافق أن يقوم باختبار كشف الكذب، ووافق على تفتيش منزله. ولكن ما وجدته الشرطة عند تفتيش منزله، أكدت شكوكهم ضده، حيث وجدوا زجاجتين مليئة بالبول، وحتى بداخل الثلاجة. 

- لم يكن داني شخص متزن وطبيعي، وكانت تصرفاته غريبة جداً، وكان لديه مشاكل واضطرابات عقلية، ودخل المصحة النفسية من قبل، لذلك كانت الشرطة متأكدة أنه هو المسؤول عن الجرائم، لأن الواضح من مسارح الجريمة، أنها من فعل شخص مختل عقلياً ونفسياً. 

- عندما تم استجوابه أول مرة أنكر داني كل التهم الموجهة إليه، 

ولكن الغريب أنه اعترف أنه المسؤول عن الجريمتين، عندما تم استجوابه مرة أخرى، واعترف بتفاصيل الجريمة على شريط مسجل،

 اعترف بجريمة ليلي، وبجريمة واتينا، ووصف بدقة مسرح الجريمة، وذكر أدق التفاصيل، وكيف اعتدى عليها. 

تم القبض عليه، ووضعه في السجن، وأخذ عينة دم منه. 


فهل هذه الأدلة كافية لتثبت على داني الجريمة؟ 

وهل  هو بالفعل المجرم الذي يبحثون عنه؟ 

وهل ستنتهي الجرائم بالقبض عليه؟ 

لنتابع في المقال التالي

بقلمي تهاني الشويكي 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/27/2022 01:43:00 م

أشرس السفاحين في أمريكا سيزر بروني - الجزء الأول -
 أشرس السفاحين في أمريكا سيزر بروني - الجزء  الأول -
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
   

 بدأ تاريخه الإجرامي منذ نعومة أظفاره

 ولكم تخيل عدد ما ارتكبه من جرائم منذ طفولته، وكان صديقه المقرب السفاح الأمريكي المشهور تيدي بندي. وسنتحدث فقط عن الجرائم التي ارتكبها في شبابه..

 وفي شهر تشرين الأول عام ١٩٩٢، في مدينة هيلسبورو بولاية أوريغون بأمريكا، وكانت مدينة هادئة، ونسبة الجريمة فيها شبه معدومة،ولكن كل شيء تغير في ١٠ تشرين الأول من نفس العام، وتحديداً عند الساعة الواحدة وخمساً وأربعون دقيقة، جاء بلاغ للشرطة من عدة أشخاص، عن أمرأه ملقاة على الطريق وكانت تنزف بشدة.

 وعند وصول رجال الشرطة، تبين معهم أنها  تعرضت لطلق ناري، في رأسها وجزء من جسمها، وكانت شبه مجردة من ملابسها، وبرغم الحالة التي كانت عليها الجثة، ولكن لم يكن هناك حمض نووي في مسرح الجريمة، يدل على أن أحد قام بالاعتداء عليها، أو أي شيء يدل على الفاعل.

ولكن بعد البحث الدقيق في مسرح الجريمة

 وجدت الشرطة  دليل مهم جداً، وهو فوراغ رصاص من سلاح القاتل، من مسدس عياره تسعة مل، وكان مع الضحية ما يثبت هويتها، وكانت تدعى مارسا براينت، وكانت تعمل كممرضة لرعاية النساء الحوامل وبعد الولادة، وكانت متزوجة ولكنها لم تنجب أطفالاً.

 و حسب اعتقاد المحققين، أنها بعد انتهاء فترة عملها، وكانت الساعة تقريباً الواحدة بعد منتصف الليل، اتجهت بسيارته نحو منزلها، وكان على بعد خمسة عشر دقيقة من المشفى، وأن القاتل قام باللحاق بها، وأطلق النار عليها أثناء قيادتها للسيارة، وجاءت الرصاصة في خاصرتها وخرجت من الجانب الآخر، مما جعلها تفقد توازنها وتركيزها، وتوقفت على جانب الطريق، وكان هناك شاهد رأى ماحدث في الشارع الذي أوقفت فيه السيارة.

 وكانت الشاهد سيدة سمعت صوت أطلاق الرصاص، وحاولت النظر من نافذة منزلها، وسمعت صوت الصراخ، ورأت سيارة المجرم ووصفتها وكان لونها بيضاء، لكن للأسف لم تستطع رؤية وجهه بوضوح، لأن المسافة كانت بعيدة، ورأت المجرم وهو يضع الضحية في القعد الخلفي لسيارته، كانت مارسا  مصابة وتنزف بشدة.

وغالباً أن المجرم أخذ الضحية للمكان الذي وجدتها فيه الشرطة، وأطلق النار على رأسها، وتركها على الأرض. و كانت الجريمة بشعة جداً، و توقع المحققين أن المسؤول عن ما حصل هو شخص على معرفة شخصية بمارسا. ودائماً المشتبه به الأول بالنسبة للمحققين هو زوج الضحية.

 وذهب الشرطة لمنزلها لاستجواب زوجها، وبعد التحريات تبين لهم أن لا علاقة له بالجريمة، لأنه كان يملك حجة غياب قوية، وأصبح غير مشتبه به في القضية.

كانت سيارة مارسا مازالت أمام منزل الشاهدة

 فأخذتها الشرطة للتحليل الجنائي، ووجدوا زجاج مكسور وكان نتيجة لإطلاق الناس، وبعض الدماء، والتي تبين لاحقاً أنها دماء مارسا، ولم يكن هناك أي دليل على هوية المجرم.

- وتم استجواب جميع أصدقاء وزملاء مارسا في العمل، ولم يكن هناك أي أحد لتوجيه الشكوك نحوه، فلم يكن هنام عداوة أو خلاف بينها وبين أي أحد. واستنتج المحققون أن الجريمة حدثت بطريقة عشوائية وغير مخطط لها، مماآثار| الرعب| والخوف بين سكان المدينة، لأن ماحدث لها من الممكن أن يحدث لأي أحد، فهناك قاتل حر طليق ومجهول الهوية.

وبدأت عمليات البحث عن السيارة البيضاء التي وصفتها الشاهدة، ولكن دون جدوى، فلا أثر لها أبداً..

والمفاجئ وبعد مرور ثلاثة شهور في البحث عن القاتل

 وجدت الشرطة جثة لامرأة ملقاة على جانب أحد الطرق السريعة، وكانت ذراعيها مرفوعين فوق رأسها، ورجل وضعت تحت الأخرى، وكانت قد أصيب بعيار ناري من تحت الذقن، ووجدوا أيضاً فوارغ طلقات رصاص، ووجدوا في جيبها ورقة صغيرة مكتوب عليها رقم، وكان معها هوية شخصية تثبت من هي، وتدعى شانتين ودمان، وتبلغ من العمر واحد وعشرون عاماً.

 قامت الشرطة بإبلاغ والدتها، وتلقت ذلك الخبر المأساوي، وكانت في حالة انهيار، وبالرغم من عدم وجود شهود عيان، إلا أن ماتم العثور في مسرح الجريمة، سيساعدهم في الوصول للمجرم، لأنه بعد إرسال |فوارغ الرصاص| لمختبر التحليل الجنائي، تبين أنها من نفس نوع المسدس المستخدم في جريمة مارسا، وأن الرقم الموجود على ورقة في جيب شانتين، كان لرجل يدعى بيل كوشيل

وتم استدعائه للاستجواب

 وأخبرهم أنه تعرف على شانتين منذ أسبوعين فقط، وأن الأمور بينهم كانت تسير على ما يرام، لكنه لا يعرف سبب عدم اتصالها به من السبت الذي مضى، بعد خروجهم معاً للنادي الليلي في ذلك اليوم.

 وكانت ردة فعل بيل غريبة جداً عندما سمع بخبر مقتل شانتين، وأصابه الذهول وأنكر علاقته بالجريمة، وأخبر المحققين أنه ترك شانتين في النادي الليلي، وذهب إلى منزل  أصدقائه  للاحتفال. وقد أكد أحد الأشخاص الذين يعملون في النادي، أنهم شاهدوها لوحدها بعد مغادرة بيل المكان. وقامت الشرطة باستجواب أصدقاء بيل الذي ذهب للاحتفال معهم، وأكدوا على تواجده معهم في ذلك الوقت، وهكذا أصبح بيل غير مشتبه به في الجريمة.

إقرأ المزيد ............

تهاني الشويكي  

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/07/2022 10:52:00 م
الجرائم الإلكترونية وكيفية حفظ الحقوق على الإنترنت
 الجرائم الإلكترونية وكيفية حفظ الحقوق على الإنترنت
العصر الحالي يشهد ثورة تكنولوجية هائلة ومخيفة، ولكن هذا الانتشار الواسع أدى إلى سلب الأفراد لخصوصيتهم بل وانتهاكها ببعض الأحيان، لذا من المهم جداً معرفة ما هي أصول التكنولوجيا وعلاقتها بالقانون.

بهذا المقال سنتكلم كيف تصبح الأفوكاتو القادر على استرداد حقوقه ضمن القانون، لذا تابع معنا.

الجرائم الإلكترونية

سنتكلم اليوم عن نوعية الجرائم التي من الممكن أن تحدث على شبكة الإنترنت، ولكن إلى الآن لا يوجد تعريف واحد متفق عليه عالمياً بما يخص الجريمة الإلكترونية، فالجميع يقوم بتفسيرها بما يخدم مصالحه، ولكن يمكننا التنويه إلى التالي:

بعام (2001) تمّ القيام باتفاقية ال(|بودابست|) لمكافحة |جرائم المعلوماتية| للمجلس الأوروبي، حيث تمَّ تعريف هذه الجريمة بمجموعة من التقسيمات، ولكن زبد الموضوع كان حول استهداف البنية التحتية للبيانات وتكنولوجيا المعلومات، وتمَّ إطلاق اسم "|الجرائم الإلكترونية الحقيقية|" عليها.

أنواع الجرائم الإلكترونية

أولاً: النوع الذي يستخدم التكنولوجيا التقليدية التي يتم تداولها بشكل يومي، وهذه منتشرة بشكل واسع ورهيب، وأهمها (الشتائم، سب الذات الإلاهية، نشر الأكاذيب، النصب والاحتيال، انتحال الشخصية،.. ) فهي جرائم تحدث على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنها لا تعتمد التكنولوجيا لصناعتها.

ثانياً: الجرائم التي تعتمد وترتكز على التكنولوجيا الحديثة، والتي تعمل على تخريب مجتمعات بأكملها، مثل (الجرائم التي تستهدف أنظمة الدول أو البنوك والمؤسسات، اختراق نظام إلكتروني مهم، الدخول الغير مشروع للبنى التحتية..)، وهنا تعامل معها المجلس الأوروبي على أنها الجريمة الحقيقية (Cyber Crime).

رأي مهندسي آمن المعلومات بالجرائم الإلكترونية

على الرغم من أن كل دولة تنّص على مواد معينة ضمن قوانينها التي تخص |الجرائم الإلكترونية|، ولكن القانون تمَّ وضعه باجتماع بمجلس النواب بحضور كلاً من (الهيئة العامة لقضاة الدولة، مجموعة من المحامين الخبيرين بمواد القانون، خبراء أمن المعلومات).

الاقتصاد العالمي من وجهة نظر التكنولوجيا

اليوم لم تعد أمور الهيمنة المعتمدة بشكل أساسي على احتياطي (النفط، الذهب، الدولار) هي الأمور التي تسيطر على الاقتصاد العالمي، بل أصبحت التكنولوجيا هي الحاكمة بتلك الأمور، وبالتالي أي قانون يجب أن يتم على حوار مجتمعات بالكامل ليتم اعتماده من قبل الدول، فدور مجلس النواب بإصدار مثل هذه القوانين، يعتبر بمثابة تكملة لدستور الدولة ليس إلا، فالقانون الإلكتروني يُذكر بشكل صريح وواضح وبمادة مستقلة، بالإضافة إلى مجموعة من التشريعات حول هذا الموضوع.

الأدلة الرقمية من وجهة نظر الجريمة العادية

في الأيام الحالية كثيراً ما نسمع بهذا المصطلح؟، ولكن إلى ماذا يرمز يا ترى؟، وهل هو من المصطلحات الجديدة على الساحة القانونية وفي علم الأدلة الجنائية؟.

|الدليل الرقمي| الخاص بالجرائم التقليدية هو: أي معلومات يتم من خلالها (إثبات أو نفي) الفعل، يجب أن يوجد له حجة وبراهين مثبتة أمام المحكمة، والحجة يجب أن تحوي على (الشق المادي، والشق المعنوي) حتماً، أما من وجهة نظر الجرائم الإلكترونية فالأمر مختلف قليلاً.

الجرائم الإلكترونية وكيفية حفظ الحقوق على الإنترنت
 الجرائم الإلكترونية وكيفية حفظ الحقوق على الإنترنت

الأدلة الرقمية من وجهة نظر الجريمة الإلكترونية

إنَّ |شبكة الإنترنت| هي الشبكة الافتراضية الغير موجودة على أرض الواقع، لذا الأدلة الرقمية هنا ليست بالضرورة أن تكون مرئية أو ملموسة.

سنذكر المثال التالي لتوضيح الفكرة: إنّ أتى شخص ما وقال أن حسابه الشخصي تمَّ اختراقه من قبل (Hacker) محدد، فهنا أول سؤال يتم طرحه: أين الدليل أنَّ هذا الشخص تحديداً |اخترق| الAccount الحالي؟، بالتأكيد لا يوجد أي دليل واقعي.

لذا الدليل الإلكتروني بالجرائم الخاصة بشبكة الإنترنت سابقاً كان يعامل معاملة القرين وليس الدليل، فمثلاً (Chat، المحادثات، لقطات الشاشة،..) ليست بالضرورة أن يتم اعتمادها من قبل النيابة أو المحكمة، فإن كانت غير مقنعة تحاسب أنت كمالك لهذه البيانات على هدر وقت القضاة.

ما هو القرين

القرين بما يخص الأدلة الجنائية لا يعتبر دليل قاطع، وإنما يحتاج إلى مجموعة من الأشياء لتعزز مصداقيته، مثل الرسائل الإلكترونية بمختلف أنواعها.

سابقاً مادة |الدليل الإلكتروني| كانت تُحال إلى اللائحة التنفيذية ولا تؤخذ كدليل، أما اليوم بأغلب الدول تمَّ اعتماد الدليل الإلكتروني وكل المعلومات الإلكترونية المستمدة من أي وسيلة إلكترونية، لها نفس الحجية القانونية للدليل المادي بما يتوافق مع الشروط التنفيذية. 

ما هي الأدلة المعتمدة من قبل المحكمة بالجرائم الإلكترونية

قبل البدء أريد أن أؤكد لك الأمر التالي: إياك أخذ (Screenshot) وتقديمه للجهات المختصة على أنه دليل، هنا حتماً سيرفض والسبب أنه من السهل تزويره والتلاعب به.

الدليل المعتمد يجب أن تتوفر به عدّة أمور، أهمها أن يكون صعب التلاعب به، فأمور تسجيل ال Data مُصور، يمكن اعتماده طبعاً والسبب أنّه يوجد خبراء تقنيين بالإضافة إلى Application قادر على معرفة إن كان هذا المقطع حقيقي أم مفبرك!.

وكمثال عن هذا: رجل ما كتب على الحساب الخاص به (أريد بيع كليتي بمقابل معادي X)، هذه الجريمة يتم تصنيفها على أنها بيع أعضاء، فلو قام فرد ما بأخذ (Screenshot) لهذه الجملة وعرضها على المحكمة كدليل، لن يتم أخذها لأنه من الممكن أن يتم إغلاق الحساب بشكل نهائي، أو ادعاء الشخص أن الهاتف كان مسروقاً والكثير من الحجج المبرأة له.

تحريز الجريمة الإلكترونية

أمر تحريز الدليل أو الاحتفاظ به جداً مهم، له عدة معايير ليتم اعتماده، وهناك نوعان من التحريز:

الأول: التحزيز للأشخاص العاديين، فمثلاً إن تعرضت إلى (الشتائم على مواقع التواصل الاجتماعي)، بكل تأكيد تستطيع تحريز هذا الدليل كمقطع مسجل للشاشة.

الثاني: التخزين الخاص بالخبراء، وهنا القانون أعطى حق إضافي لهؤلاء الأشخاص، ولا سيما للمقاطع المصورة من شاشة الحاسوب، والسبب أن ال (URL) هنا يكون واضح على عكس الهاتف الذي لا يتيح هذه الخاصية.

التعاون القضائي الدولي

فهنا عندما يطلب خبراء الأدلة المساعدة من |الجهات القضائية| لمنصة ال (Facebook) مثلاً، يقومون بإعطائهم رقم الAccount الخاص بهذا الفرد الذي شتمك والمسجل بسيرفرات هذه المنصة، وليس ال URL والسبب أن ال URL يمكن أن تكون متشابهة لمئات الأفراد على هذه المنصات، وهذه أحد أهم الأمور التي يجب علينا معرفتها، أنه كل شيء موجود على شبكة الإنترنت (صورة، فيديو، Post، Like،..) له رقم خاص محتفظ به، ولا يمكن أن يتكرر أو يخترق، ويجدر القول أن بعض المنصات بالرغم من طلب الجهات القضائية لمساعدتها بالجرائم الإلكترونية، التي من المفروض أن تقوم بإعطائها ما يسمى بال (Quest)، إلا أن البعض لا يتعاون بحال كانت هذه الأدلة ليست من ضمن سياسة النظام الداخلي أو غير متوافقة مع قوانينها لهذه المنصة.

الجرائم الإلكترونية وكيفية حفظ الحقوق على الإنترنت
 الجرائم الإلكترونية وكيفية حفظ الحقوق على الإنترنت
وبكل تأكيد ليس أي فرد قادر على التواصل مع المنصات مثل منصة ال (Facebook) من أجل الحصول على تلك الأرقام، وإنما أجهزة تنفيذ القانون لمباحث الإنترنت التابعة لوزارة الداخلية في إدارة المعلومات والتوثيق، هي المخولة الوحيدة بالحصول على تلك المعلومات.

دور وزارة الداخلية بالجرائم الإلكترونية

طبعاً ليس كل خبير قادر على التأكد من صحة تلك الأرقام، إنما الأمر يحتاج إلى تدريب وتأهيل بشكل دقيق جداً، وهنا يأتي دور وزارة الداخلية بتدريب الأفراد على إدارة المعلومات وتوثيقها و|تكنولوجيا البيانات|.

بالإضافة إلى وحدات خاصة تسمى ب "|وحدة البيان والرصد|"، مهمتها الأساسية هي رصد الأخبار المنتشرة على(Social Media) لاستخراج الأدلة والبيانات المطلوبة.

هل يوجد جريمة إلكترونية كاملة

جميع جرائم اختراق الأنظمة الرسمية يمكن اعتبارها كجرائم إلكترونية حقيقية، ولكن إلى اليوم لم يتم إثبات أي جريمة كاملة، فحتى التصفح الخفي لا يمكن تصنيفه على أنه كامل.

يمكن اختصار تعريف التصفح الخفي بالتالي: عند الولوج إلى شبكة الإنترنت يتم الأمر عن طريق رقم، هذا الرقم يتم أخذه من شركة الاتصالات وهو مسجل بالسيرفرات الخاصة بها ك (|IP Address|)، ويصبح رقمك الخاص بكل المعاملات الإلكترونية التي تقوم بها على هذه الشبكة، ولكن يوجد بعض البرامج التي تستخدم التصفح الخفي قادرة على تغيير هذا ال (IP Address)، ويستمر هذا الرقم بكونه خاص بهذا المستخدم إلى أن تقوم الشركة المصنعة له ب (Reset) لسيرفراتها، فهنا سيتغير حتماً إلى رقم جديد، ولكن يتم تسجيل الرقم القديم ضمن البيانات الخاصة بكَ.

شركات الاتصال ونصيبها من قانون الجرائم الإلكترونية

بجميع |القوانين الإلكترونية| يوجد مادة خاصة بمزود الخدمة، والتي تفرض عليها الاحتفاظ بالسجلات الخاصة بأرقام الزبائن ال (IP Address) للمعاملات الإلكترونية، فهذا الرقم مشابه للرقم الوطني يبقى ملازم لك لطيلة العمر، ولكن هذه المعلومات تسمى بال(المعلومات المغلقة أو السرية) والمخول الوحيد القادر على الولوج إليها هي المنصة بحد ذاتها، لإعطائها للجهات الرسمية القضائية، وبكل تأكيد من حق مزود الخدمة أن يطلب إذن من النيابة من أجل إعطاء تلك المعلومات، ولا سيما الخاصة بأمور ال (الإرهاب، التزوير الأمني أو السياسي، انتحال الشخصيات الرسمية،..)، وبالتالي موضوع التصفح الخفي ببعض الأحيان يضع شركات الاتصال بمواقف محرجة، كونه يجعلها غير قادرة على تحديد موقع ال (IP Address) للهواتف أو الحواسيب، وهنا يأتي دور آمن المعلومات بتتبع هذا العنوان.

هل الضغط على ال (Accept) يضعك تحت المسؤولية القانونية

دائماً عندما نقوم بتثبيت أي Application على الهاتف أو الحاسوب، نقوم بالضغط على (Accept) حتى الخطوة الأخيرة، ومن دون قراءة المعلومات السابقة، ولكن هذه الأمور ما هي إلا الشروط والسياسات التي تفرض عليك احترامها عند الموافقة عليها، وهنا أنت مهدد بالمسائلة القانونية الرسمية بحال اختراقك لتلك السياسات أو عدم الالتزام بها باتفاقية الاستخدام، وهنا يجب التنويه أن بعض البرامج تضع بعض الشروط كالتالي:

أن تكون من ضمن الجهات الرسمية المخولة للدخول والاطلاع على خصوصيتك، أو الاحتفاظ بالبيانات الشخصية لفترة محددة، وهنا من المستحيل أن ترفع أي قضية على تلك التطبيقات.

الجرائم الإلكترونية وكيفية حفظ الحقوق على الإنترنت
 الجرائم الإلكترونية وكيفية حفظ الحقوق على الإنترنت
لذا نصيحتي لكَ: إن كنت قادر على العمل بتلك البرامج باستخدام الحاسوب، فلا تقم بتثبيته على الهاتف أبداً، والسبب أنَّ الهاتف يحوي على الكثير من الأجهزة الحساسة، ومنها (الكاميرا، المايك، حساس الارتفاعات/الانخفاضات، حساس المواقع، الضغط، الحرارة،..)، وهذه تعتبر كالفرصة الأكبر لApplication ليكون قادر على تجميع أكبر عدد ممكن من المعلومات، بالمقابل الحاسوب يحوي على القليل من تلك المستشعرات، وبالتالي يجب التفريق ما بين سهولة الاستخدام والأمن، الهاتف يسهل عليك الكثير من الأمور، ولكنه غير آمن، على عكس الحاسوب، فالعلاقة بينهما علاقة عكسية، وهذه أحد أساليب |الحماية| من الاختراقات.

الاختراقات الإلكترونية

لا بدَّ أنك من الأفراد اللذين تعرضوا لهذا الموقف، فكم من مرة وأنت تتكلم مع أحد أصدقائك حول موضوع محدد، قمت بإمساك هاتفك وإذ بالإعلانات المنبثقة تنهال عليك على نفس الموضوع؟.
الأمر أبداً ليس بمحض الصدفة، والسبب أنَّ بعض الApplication المثبتة على هذا الهاتف مخولة لفتح المايك في خلفية الهاتف وحتى وإن كان مغلق، وحتى المحادثات الصوتية التي تحدث على تطبيق ال (WhatsApp) مثلاً، تقوم هذه المنصات بتبادل ترداد الصوت الخاصة بك، فعند الولوج إلى منصة ال (Facebook) تلاحظ أن الإعلانات بدأت تظهر حول الموضوع الذي سبق وتكلمت عنه بمنصة أخرى، وهذه من ضمن السياسات المتبعة بتلك الأنظمة، فهنا قانون حماية البيانات والذي يشمل(بصمة الصوت وتردداته، خصوصية الData الشخصية،..) لا يقف لصفك أبداً بحال |الادعاء القانوني| على تلك المنصات، والسبب أنّك حين قمت بتثبيتها وافقت على كل الشروط المكتوبة.

الطيف الحراري وعلاقته بالجرائم الإلكترونية

هذا المصطلح يعتبر من المصطلحات حديثة الظهور، والموجود على الهواتف الذكية فيتم الاستدلال عليه من خلال الكاميرا، وهنا أي شيء متحرك يتم تصويره يوجد له |طيف حراري|، ولكن هل استخراجه من الكاميرا وتقديمه إلى المحكمة يعتبر كدليل رقمي؟.
هذا الدليل يجب أن يخضع لبعض المعايير من أجل اعتماده من قبل القضاء، أحد هذه الشروط هو (موثوقية هذا الدليل) وهل نستطيع إثبات أن هذا الطيف تابع لهذه الكاميرا الموضوعة بيد الشخصX؟، وهل يوجد معيار عالمي أو علمي يثبت أن الأطياف مختلفة من شخص إلى آخر؟.
إلى اليوم لا يوجد أي نوع من المعايير العلمية القادرة على حسم الموضوع، وبالتالي بعض القوانين لا تعتمد عليه كدليل رقمي، ولكن يمكن القول عنه أنه قرين ليس إلا.

هل القوانين تسري على الشركات الكبيرة

للأسف مع وصولنا إلى القرن ال21 لم يعد هناك خصوصية للأفراد نهائياً، فهذه القوانين تمَّ اعتمادها من أجل الحفاظ على بعض تلك المعلومات المتبقية، ولكن هل يمكن منع الشركات العالمية من القيام بتلك الاختراقات؟.
بالتأكيد لا، فمثلاً المجلس الأوربي لديه (GPR قانون حماية البيانات) منذ ظهور |التكنولوجيا| تقريباً، وعلى الرغم من وجود استباقية لحماية البيانات الشخصية إلا أن أمريكيا أحد الدول التي لا تعترف أبداً بهذا القانون.

كيفية حماية أنفسنا من الجرائم الإلكترونية

الجميع اليوم يضع كل معلوماته الشخصية على الهاتف المحمول بكونه الوسيلة الأسهل والأسرع بالتعامل، ولكن للأسف أنت وضعت نفسك بموضع الاختراق بشكل أكبر.
فنصيحتي لكَ: لا تضع حياتك الشخصية رهينة بتلك الهواتف الصغيرة، فأنت على مدار الساعة مهدد بال (السرقة، الاختراق، تعطل الهاتف،..).
سلوكك التكنولوجي والتقني هو الذي يضعك موضع الخطر، لذا انتبه إلى الأصدقاء الموجودين لديك على منصات التواصل الاجتماعي، ولا تقم بالولوج إلى مواقع غير معروفة أبداً، ولا تثبيت الApplication الغير موثوقة، فالعالم الافتراضي كالغرفة الزجاجية الموجودة بالطريق، والتي تتيح لك التواجد بداخلها، ولكن لا تتيح لها تغطيتك وعدم إظهارك للمارة.
دمتم بخير.
بقلمي: آلاء عبد الرحيم

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/06/2021 06:18:00 ص

 رواية "الجريمة والعقاب" الضجيج الصامت


رواية "الجريمة والعقاب" الضجيج الصامت - بقلم نهى زغلولة
رواية "الجريمة والعقاب" الضجيج الصامت - بقلم نهى زغلولة 


“أن تخطئ بطريقتك الخاصة أفضل من أن تسير بشكل صحيح في طريق شخص آخر."- فيودور دوستويفسكي

 لماذا أنصحك بقراءة هذه االرواية

أن تكون متعدد المواهب فهذا بحد ذاته امتياز خاص، لكن مع ذلك فهو يحوي خلل. بدأت في طرح الأسئلة والتحليل النقدي، والتحدي في كل جانب من جوانب حياتي اليومية.  قد تعتقد أنَّه من الجيد تحليل مجريات حياتك، لكن هناك حدًا معينًا يجب على المرء أن يتساءل ويتحدى كل شيء  دون تجاوزه.

كان أحد أكبر التنافر المعرفي في حياتي هو: هل قتل شخص ما من أجل دفاعك عن النفس أمراً مبرراً قانونيًا و مناسباً؟ إذا كانت الإجابة بنعم ، فلماذا إذن قتل شخص ما من أجل الانتقام أو لغرض أفضل للعالم أو المجتمع غير قانوني!

الرواية

مخطوطة مكتوبة بشكل جميل عن طالب روسي مُعذَّب (ليس مريضًا عقليًا) ، يستكشف دوستويفسكي الحروب العقلية التي خاضت كل لحظة داخل روديون رومانوفيتش راسكولينكوف. تحليلي للجريمة والعقاب هو أنه يحاول شرح التركيب النفسي لما يعتقد أنه "رجال استثنائيون" من خلال هذه الرواية.

الحبكة

 روديون رومانوفيتف راسكولينكوف ، طالب لامع ولكنه متضارب يعيش في غرفة مستأجرة في شقة متداعية في سانت بطرسبرغ. وسيم للغاية وفخور وذكي ، ابتكر راسكولينكوف نظرية معينة حول كون الرجال "الأذكياء" فوق القانون.

لتنفيذ هذه النظرية ، يفكر في ارتكاب جريمة. قتل سمسار رهن ساخر وعديم الضمير اسمه أليونا إيفانوفنا و الشقيقة ليزافيتا. ما يجبر راسكولينكوف على التفاوض والتصالح مع معضلاته الأخلاقية. يتجاوز التحليل النفسي الدقيق لبطل روايته الفعل الإجرامي لراسكولينكوف ويغطي رحلته من المعاناة إلى الفداء. يركز تحليل الجريمة والعقاب على المجالات النفسية. الصراع الرئيسي الذي يواجهه روديون رومانوفيتش راسكولينكوف - بطل القصة – ألا و هو عدم قدرته على التواصل مع الناس. يبدو أنه يكره الطبيعة البشرية ويرى الكفاح البشري على أنه مثير للشفقة ومثير للاشمئزاز. على الرغم من أنه نادرًا ما يظهر كرمًا وشفقة تجاه بعض الأفراد طوال القصة ، إلا أنه يفعل ذلك من موقف منفرد وساخر. تسبب اغتراب روديون المستمر عن المجتمع في ألمه ، وفي الوقت نفسه جعل القراء يفكرون في الشكل الخاص بهم للاغتراب.

سئمَ روديون من الشعور بالاكتئاب والوحدة و الحظ السيء و عذابه بسبب القدَر ، يتخذ قرارًا مهمًا بقتل صاحب الرهن. إنه لا يفعل ذلك من أجل الفوائد المالية ولكن فقط لإسكات الأعاصير العقلية في ذهنه. وكان ذلك لتأكيد ما إذا كان ارتكاب جريمة لغرض أهم، له ما يبرره أم لا. 

ليلة القتل

في إحدى الليالي المنعزلة، نجح راسكولينكوف في ارتكاب جريمته عندما قتل سمسار الرهن و الأخت في وقت واحد بفأس.  يهرب من مسرح الجريمة مع كل الأشياء الثمينة الخاصة بسمسار الرهن ، لكنه لا يزال في تنافر معرفي سواء كان سيحتفظ بالبضائع المسروقة معه أم لا.

في هذه المرحلة ، جعل فيودور القراء يدركون أن روديون لم يقتل أبدًا من أجل المال أو غيره من الممتلكات القيمة. لقد ارتكب جريمة شنيعة لمجرد الشهادة على حقيقة أن ارتكاب جريمة لغرض أسمى له ما يبرره في نظر "الرجال غير العاديين" في مرحلة ما من الرواية ، يعبر راسكولينكوف في الواقع عن فكرة أن البشر ينقسمون إلى فئتين: "العادي" و "الاستثنائي". وفقًا لتلك النظرية ، عندما يعمل فرد مثل نابليون (مثال رئيسي على شخص "غير عادي") من أجل قضية أسمى ، فإن القوانين التي تنطبق على الآخرين ، لا تنطبق عليه.

 "الغير العاديين"!

 مع تقدم القصة ، يتضح أن السبب الحقيقي وراء جريمة راسكولينكوف العنيفة هو التحقق من أنه ينتمي إلى فئة "استثنائية". إذا تمكن من البقاء هادئًا وتجنب العقوبة على جريمته ، فسيشير ذلك إلى أن القوانين المعيارية لا تنطبق عليه ، وبالتالي فهو من النوع "غير العادي". لكن على المرء أن يعاني من تداعيات أفعاله. وهذا عندما بدأت غرائز روديون في خيانته. ومع ذلك ، لم يتمكن راسكولينكوف من البقاء متماسكًا بعد جريمته. ويلحق به الألم الشديد والشعور الغامر بالذنب ببطء ، لدرجة أنه يجبر على الاعتراف. يعترف ليريح نفسه من عذاب ضميره. لذلك ، يقع ضحية ما كان يكافح من أجل إبعاد نفسه عنه ؛ عواطفه. في البداية، أدى فشله في إثبات نفسه في نفس فئة نابليون إلى تحطيم ثقته.


التحليل النقدي للرواية: الرغبة في أن نُفهم

 كانت معاناة راسكولينكوف بسيطة للغاية: لقد أراد فقط أن يتم ملاحظته وفهمه. لكن العوارض التي وقفت ضده (الخفاء ، والفقر ، والسخرية ، وما إلى ذلك) عرضت هذه الحاجة الإنسانية البسيطة في شيء يطرح سؤالاً على كل قارئ. هل كان راسكولينكوف مجنونًا؟ ربما إلى حد ما ، ولكن أيضًا لأن كل من حوله كان ببساطة أعمى. هل كانوا غير مستعدين للكسر مع قوانين المجتمع و الدين لدرجة أنهم إما ألزموا أنفسهم بحياة من العبودية غير المجدية أو أنهوها جميعًا معًا؟ كان راسكولينكوف ، على عكس أي شخص آخر في الكتاب عانى (ربما إلى جانب سفيدريجيلوف) ، على استعداد لتحطيم قيود المجتمع والدين التي تكبح الدافع الفردي إلى التمرد. والمفارقة في هذا أنه على الرغم من طبيعته المتمردة في مجتمع مسيحي ، فقد كان هو الذي تولى دورًا شبيهًا بالمسيح. كان يتوقع من الآخرين أن يروه على أنه القاتل ومرض من فكرة سذاجتهم ، وعدم فهمهم.  معظم الناس رأوه هكذا. لكن البعض ، ولا سيما والدته وسونيا (عشيقه) ، اعترفوا بمعاناته وقابلوها بالشفقة. كانت هذه هي القوة المطلقة التي أخمدت عذابه وأعادت تعريف هويته .

التحويل

 في النهاية يمر راسكولينكوف بتحول حاسم. يعتنق طبيعته البشرية ويسمح لنفسه بقبول مشاعره الخاصة واختبارها. على الرغم من الطبيعة القاتمة للرواية ، يتركنا دوستويفسكي في النهاية بنظرة متفائلة. يصل راسكولينكوف المعذب أخيرًا إلى نوع من الصفاء الداخلي. يقوم دوستويفسكي بعمل ممتاز في التلاعب بالقارئ من أجل الاهتمام بالشخصية الرئيسية وحتى التعرف عليه. هذا على الرغم من عدم استقراره العقلي والطبيعة المروعة لجريمته. 

إذا كنت شخصًا يسعى دائمًا إلى إبعاد نفسه عن العروض العاطفية. وهكذا ربطت كثيرًا بالصراع الداخلي للبطل ، وشعرت بالارتياح بشكل خاص خلال تحوله. يخبرني تحليل الجريمة والعقاب الخاص بي أن هذه الرواية تسلط الضوء على أهمية تقبل وفهم مشاعرنا وتؤكد على خطورة محاولة الابتعاد عنها. قراءة هذا الكتاب هي تجربة خام ، لكنها تغوص في كلامه بعمق في عقلك. عرض راسكولينكوف معاناته على المجتمع من حوله ، ونشر الخوف والقلق والغضب والارتباك بين أولئك الذين واجههم. لكن من خلال هذا الألم ، يمكننا أن نلمح شرارة الفردية في الداخل.

📚 بقلمي نهى زغلولة

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/15/2022 03:55:00 م
قصة الأرض التي قتلت صاحبها -الجزء الثاني- تصميم وفاء المؤذن
قصة الأرض التي قتلت صاحبها -الجزء الثاني
 تصميم وفاء المؤذن
يا لدنو النفس البشرية وكم هي صغيرة، فكل شخص يركض ويلهث خلف غاياته، رشيد يريد طيف وميراثها، وطيف تريد رشيد ليخلصها من عذاب أخيها، وأخيها يريد الأموال والأملاك لنفسه فقط، فمن الذي سيصل الى غايته بالنهاية؟، لنتابع معاً أحداثنا المشوقة المتممة للجزء السابق.

طيف كان لديها إحدى الصديقات التي تعمل على الحدود بين قطر والسعودية

 بمعبر "أبو سمرة الحدودي"، اتصلت بها وأخبرتها أن أخيها سيعبر الحدود خلال الأيام التالية، وقالت لها باستعطاف أنها قلقة عليه مدعية كذباً بأنه يعاني من بعض الأمراض، لذلك تريد أن تخبرها بأنه غادر الحدود عندما يحين وقت السفر.

وبالفعل وافقت صديقتها لأنها تريد تسديد خدمة لطيف، وباليوم المحدد اتصلت بطيف وأخبرتها أن أخيها للتو قام بعبور الحدود برفقة أحد أقاربها، وبنفس اللحظة أغلقت طيف الهاتف مع صديقتها وقامت بإجراء اتصال مع رشيد.

فقالت له أن أخيها بعد بضع ساعات يكون قدّ وصل الى الأراضي السعودية، وهنا تهيأ رشيد وغادر قطر على الفور، وعندما وصل إلى السعودية أجرى اتصال من رقم سعودي على هاتف أخو طيف.

أخو طيف حاول الاتصال عدة مرات مع رشيد على الرقم الذي تواصل به معه 

قبل عدة أيام ولكن من دون فائدة، فرشيد عَمِد إلى إغلاق خطه الدولي القديم، عندما اتصل به من الخط السعودي قال لهم معتذراً، أنّه موجود بمنطقة نائية ولا يوجد بها الكثير من أبراج الاتصالات، لذلك فإن شبكة الهاتف تأتي وتذهب فوراً.

وأدعى أنَّ سيارته معطلة وفريق الإصلاح سيحتاج إلى ساعات من أجل الوصول إليه، وطلب قائلاً: بما أنكم على المعابر الحدودية فأنا بمنطقة قريبة منكم، أريد أن تأتوا وتأخذوني معكم بسيارتكم.

في بداية الأمر استغرب أخو طيف من الكلام، ولكن نظراً إلى أنَّه أتى من قطر إلى السعودية فقط من أجل هذا الموضوع ولا يوجد أي عمل أخر يقوم به فوافق، واتفقوا أن يذهبوا جميعاً إلى شرق السعودية لمنطقة الإحساء ليروا الأرض.

استدل الشاب وقريبه على منطقة وجود رشيد

 وإذ بمنطقة برية صحراوية، لا يوجد بها أي شخص ولا حتى أي نوع من الحيوانات، فهي بعيدة جداً عن المدينة.

أخذ الأمر أكثر من ساعة حتى تمكن أخو طيف والشاب الأخر للوصول إلى رشيد، الذي تعمّد على أخبارهم بالطريق الأبعد والأكثر عرقلة من أجل أن يصعب عليهم أمر الهروب بحال فشلت الخطة.

عندما وصلا الشابين أخيراً إلى تلك |الأرض الصحراوية|، ترجلا من السيارة عندما رأوا سيارة رشيد، وهنا كان رشيد قدّ جهز سلاحه الناري بانتظارهم، وفور خروجهم من باب السيارة وجهّ إلى أخو طيف عدة طلقات أدت إلى رميه على الأرض مفارقاً الحياة على الفور.

فهل سيتمكن رشيد من |قتل الشاب| الاخر أيضاً؟

قصة الأرض التي قتلت صاحبها -الجزء الثاني- تصميم وفاء المؤذن
قصة الأرض التي قتلت صاحبها -الجزء الثاني
 تصميم وفاء المؤذن
خطّة محكمة، مساعدة وتدبير الكثير من الأمور من أجل إنهاء الجريمة بأقصر وقت، ضحيتان مرميتان على الأرض بمنطقة معزولة وصحراوية، البعض قدّ يكون شيطان متلبس بجسد إنسان، وهذا ما رأيناه من رشيد وأفعاله.

فبعد أن أقدم على إطلاق النار على أخو طيف، صُدم الشاب الأخر من سرعة الموقف ووقف متجمد الدماء، فهنا استغل رشيد هذا الأمر وتوجه إلى سيارته وأطلق النار عليه مباشرةً، ومن ثم غادر |موقع الجريمة| على الفور قبل أن يتم اكتشاف أمره.

الله دائماً يمهل ولا يهمل

 فعلى الرغم من أن الشاب الثاني تعرض إلى بعض الطلقات القاتلة والمميتة، إلا أنّ الله دبَّ الروح والنبض به من جديد، فبعد عدة ساعات استفاق من غيبوبته ولم يفارق الحياة.

الدماء قدّ ملئت المكان والشاب يشعر ببضع الدوار والصداع برأسه، ومع هذا استجمع قواه وقاد سيارته بصعوبة حتى وصل إلى الطريق العام، ومن ثم خرج من سيارته واستلقى على الأرض.

الناس يمرون من أمامه ويشعرون بالذهول فالأمر واضح أنه خطير

 ولكن الدنيا لم تنتهي بعد وليس كل الافراد يحملون الخبث بداخلهم، فمرّت سيارة بها بعض الشبان اليافعين واستوقفهم منظر هذا الشاب.

قام أحدهم بالاتصال بالإسعاف وبأقرب مركز للشرطة وتم نقل الشاب إلى المستشفى، وقبل أن يفقد وعيه من جديد قام بالتلفظ بكلمات تكاد أن تكون غير مفهومة.

فأدلى لهؤلاء الشبان بمواصفات الرجل (رشيد) الذي أطلق النار عليه، وأخبرهم عن الشاب المقتول ضريح الأرض الموجود بالصحراء، وبعض التفاصيل عن سبب قدومهم من قطر، وأهم تفصيل قام بالكشف عنه قبل أن يغمى عليه، أن هذا الشاب يقود سيارة نمرتها سعودية وليست قطرية.

أتت الشرطة وحاوط رجال الأمن المكان، وتمَّ أخبارهم من قبل الشبان بهذه الأمور، وبالفعل قامت الوحدات الأمنية بالاستنفار وتمَّ تعميم مواصفات هذا الشاب وسيارته على جميع المنافذ الحدودية وداخل الأراضي السعودية.

وأمر الضابط الذي تولى القضية بعض الرجال بالتوجه إلى مكان حدوث الجريمة بمرافقة الطبيب الشرعي والأدلة الجنائية من أجل الحصول على بعض المعلومات.

وإذ بالمفاجأة فقد تمَّ إيجاد شريحة هاتف ملقاة على مقربة من مكان وقوع الجريمة

 وهي نفس الشريحة التي استخدمها رشيد لإجراء المكالمة، ومن هنا تمَّ الكشف عن هوية المجرم الحقيقية، رشيد قرر أن يعود بنفس الليلة إلى قطر من أجل أن يبرر غيابه عن الأراضي السعودية بحال تمّ التحقيق معه، لذلك توجه إلى الحدود ظناً منه أنّه سينفد بفعلته الشنيعة تلك.

وتفاجئ بأن الأمن كانوا بانتظاره، وفوراً تمّ إلقاء القبض عليه ووضعه بسيارة الشرطة للتوجه إلى مركز الأمن، وقبل وصولهم إلى المركز تمَّ أخبار الضابط أنّ الشاب الذي نُقل إلى المستشفى قدّ |فارق الحياة| بسبب إصاباته الخطيرة.

فما الذي سيحدث من رشيد وطيف بعد أن اُكتشف أمرهم؟

قصة الأرض التي قتلت صاحبها -الجزء الثاني- تصميم وفاء المؤذن
قصة الأرض التي قتلت صاحبها -الجزء الثاني
تصميم وفاء المؤذن
كما هو معروف أنَّ القوانين والأنظمة تختلف من بلد الى آخر، فعندما تمّ إلقاء القبض على رشيد كما شاهدنا، تمّ تحويله إلى المحكمة المختصة بالمملكة السعودية، وبعد الضغط عليه بأساليب الشرطة اعترف أنه خطط لهذا الأمر بالاتفاق مع طيف شقيقة المتوفي.

تم التواصل ما بين الحكومة السعودية والقطرية 

وإعلام السلطات الأمنية بهذه الجريمة، التي ذهب ضحيتها شابين بمقبل العمر، وتم إعطاء جميع التفاصيل الخاصة بطيف، وبالفعل توجهت سيارات الأمن إلى المنطقة المذكورة واُلقيَ القبض على الفتاة.

وبعد عرض القضية على القاضي تمَّ إصدار الحكم على الشاب رشيد غيابياً، والحكم عليه بالإعدام رمياً بالرصاص لأنه تسبب بجريمتين قتل عمد، أما طيف تمّ إصدار حكم السجن بحقها لمدة 15 عاماً واعتبارها المحرّضة الأساسية لهذه الجريمة، ومن ثمَّ تم تشديد العقوبة بإضافة 7 سنوات على الحكم بسبب قيامها بالفاحشة والزنا مع رشيد.

وتنفذ |حكم السجن| على رشيد بالسعودية إلى حين نقله إلى دولة قطر، وطيف أيضاً أُدخلت إلى السجن من أجل تنفيذ محكوميتها، وبعد أن أخذت هذه القصة أصداء على مستوى واسع.

تدخل الرأي العام 

وأصبحت هذه القضية ترند على أغلب مواقع التواصل الاجتماعي ببداية عام2017، حتى أن بعض الشبان والفتيات المتعاطفين مع المجرم رشيد، أَطلقوا هاشتاغ اسمه #اعتاق رقبة رشيد من الموت.

ولكن بعض الحالات غير مستثناة من الرحمة والتعاطف، فهذا قتل عمد عن سابق إصرار وترصد، وليس كمواضيع الميراث مثلاً بين الأخوة وتدخل الشيطان وتحريضهم لقتل بعضهم، ولا كموضوع الخلاف بين الأصدقاء على أمر كبير ومعقد أدى إلى فقدان صواب أحدهم ودخوله بحالة هيسترية وقتل الأخر.

الأمر هنا مختلف تماماً قتل شابين بعد استدراجهما من دولتهم إلى دولة أخرى، والتسبب بموت شخص أخر بريء لا حولَ له ولا قوة، من أجل الحصول على |العشيقة| والميراث.

هنا نرى أن الأمر لا يحتمل النقاشات لا الشرعية ولا القانونية من أجل الدفاع عن هذا المجرم الذي غرته شهوات الدنيا، ولكن من الممكن أن هذه الحملة حصلت كدافع إنساني لا أكثر ولا أقل.

بعد الكثير من المناقشات وتدّخل كبار المسؤولين 

من الدولة القطرية والسعودية، تمَّ الموافقة على |دفع ديّة| قيمتها (30 مليون ريال قطري)، ومن ثم خرج رشيد من السجون السعودية بعام 2019.

ولكن إن نظرنا إلى المفارقة الغريبة والتي ستذهلك، أنّ طيف ما زالت إلى اليوم مسجونة بقطر من أجل تنفيذ (21 سنة) محكوميتها كاملة كمحرضة فقط، أما رشيد تمّ الإفراج عنه بعد أن تمَّ الصلح وأخذ الديّة بعد سنتين فقط من ارتكابه الجريمتين.

وبنهاية القصة نرى أن طيف هي الخاسرة الوحيدة، فقد خسرت سمعتها وأخيها وعشيقها وتم سجنها، أما رشيد خرج مثل الشعرة من العجين، فمهما جار عليك أهلك وعائلتك تأكد أنهم أرحم من الدنيا عندما تجور.

آلاء عبد الرحيم

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/10/2022 12:02:00 م

قضية جيفري هاو وطريقة قتله البشعة والدموية - الجزء الثالث- تصميم وفاء المؤذن
قضية جيفري هاو وطريقة قتله البشعة والدموية - الجزء الثالث
 تصميم وفاء المؤذن

سنكمل باقي القضية كما تم ذكرها في الجزء السابق.

هل لستيفن وصديقته علاقة بالقضية

-الارتباك الذي بدا على ستيفن وصديقته، عند سؤال المحققين لهم عن جيفري، كان كفيلاً بإثارة الشكوك حولهم، وتوجيه |أصابع الاتهام| ضدهم، فقد كان المحققون ينتظرون مشتبهاً به بفارغ الصبر. 

- وكان جوابهم غريب، وهو أن جيفري حزم أمتعته ورحل، دون أن يخبرهم وجهته، وبعد تفتيش المنزل، وجد المحققين جواز السفر الخاص بجيفري، ممايعني أنه لم يسافر إلى أي مكان، وملابسه وأغراضه الشخصية موجودة، حتى أنهم وجدوا لوحة أرقام سيارته في خزانته، وتم إصدار أمر بالقبض على سارة وستيفن، بدون دليل ضدهم يثبت تورطهم. 

-وفي الوقت الذي كان يتم فيه استجوابهم، ذهب خبراء التحليل الجنائي إلى منزل جيفري، على أمل أن يجدوا أي دليل ضدهم، لأن الشرطة لا تستطيع احتجازهم بدون دليل أكثر من أربعة وعشرون ساعة. 

-وعند دخولهم لاحظوا أن المنزل نظيف جداً، وبعد البحث والتفتيش، وجدوا تحت السجاد كمية كبيرة من الدم، في غرفة النوم والحمام. 

-واستنتج المحققون، أنه تم طعن جيفري في ظهره في غرفة النوم، وتم تقطيع الجثة في الحمام، فتم |التحقيق| مع ستيفن للمرة الثانية، من قِبل المحققة سو، وقالت أنها توقعت أن يكون الشخص الذي ستقابله شرس ومؤذي، إلا أنه كان لطيف جداً وهادئ ولديه لباقة في حديثه، أثناء التحقيق، وفي نفس الوقت هو لم يجب على أي سؤال، واستخدم حقه القانوني في عدم الرد. 

- والمشكلة أن البحث في منزل جيفري لم يساعدهم على حل اللغز، فلم يجدوا أي قطعة من أغراض جيفري عليها حمضه النووي، وعلى الرغم من وجود أخيه الذي أبلغ عن اختفائه، إلا أنه من غير الممكن أن يأخذوا منه عينة، لأن جيفري كان يتيماً وتم تبنيه، وبذلك لم يكن شقيقه. 

-ومن خلال التحقيق مع سارة وستيفن، لم  يعترف أحد منهم بارتكابه للجريمة، لكن الشرطة كانت تتوقع أن الضحية التي وجدوا أعضائها تعود لجيفري، وفي نفس الوقت كان خبراء التحليل الجنائي في جامعة دندي، يحاولون مساعدة المحققين لكشف هوية الضحية، فكان لديهم صورة مقطعية للرأس التي وجدوها، وقاموا بمقارنة شكل الجمجمة بصورة جيفري، وكانت متطابقة تماماً. 

-وفي ٢٣ من شهر نيسان، أعلنت الشرطة رسمياً، أن الأعضاء البشرية التي تم إيجادها تعود للمجني عليه جيفري هاو، وفي اليوم التالي تم توجيه تهمة قتله لستيفن وسارة، وتم احتجازهم في السجن في انتظار المحاكمة. 

معلومة صادمة أثناء المحاكمة

-ولم تتوقف التحقيقات هنا، لأن خبراء التحليل الجنائي استطاعوا التوصل إلى أدلة في غاية الأهمية، وهي أن الأعضاء البشرية التي وجدوها تم لفها بأكياس بلاستيك زرقاء اللون، وإغلاق الكيس بشريط لاصق، فقام المحللون الجنائيين، بتحليل الشريط لأن من خلاله يستطيعون التعرف على البيئة المحيطة التي حدثت فيها الجريمة، وبالفعل وجدوا ألياف قاموا بتحليلها، وذهبوا لمسرح الجريمة، وبالفعل وجدوا سرير من النوع الذي ينفخ بالهواء ولونه أزرق، خاص بستيفن وسارة، أخذوا عينة من الألياف وقاموا باختبارها وكانت متطابقة تماماً، وكان رأي الخبراء أن تقطيع الأجزاء البشرية كان من فعل شخص محترف بالتشريح، فكيف امتلك ستيفن أو سارة هذه المهارة؟ 

- بدأت |محاكمة| ستيفن مارشل وسارة بوش، في ١ أيار عام ٢٠٠٩، وأنكر كلاهما في البداية ارتكابهم للجريمة، ولكن بعد فترة قصيرة، غير ستيفن أقواله، واعترف أنه هو من قام بتقطيع الجثة، وأن سارة هي من قتلته، ولكنها أنكرت ذلك، وكان كل واحد منهم يوجه أصابع الاتهام للآخر، لكن المحققين كانوا متأكدين أن ستيفن هو من ارتكب الجريمة، حيث كشفت التحريات، أن له تاريخ إجرامي، ومشتبه به في جريمة قتل، ولم تتم محاكمته بها، واعتبر مجرد شاهد في ذلك الوقت. 

-وكان دافعهم من هذه الجريمة هو السرقة فقط، حيث قام ستيفن بتاريخ ٩ آذار عام ٢٠٠٩، ببيع هاتف جيفري مقابل خمسة عشر جنيه إسترليني، وقاموا بشراء هواتف وطعام وملابس عن طريق حساب جيفري، وفي٢١ آذار قاموا ببيع سيارة جيفري في المزاد، وكان موجود على عقد البيع بصمات ستيفن وسارة، وكان هذا دليل مادي ضدهم، وسحبوا أموال من رصيده بالبنك، وجميعها لم تتجاوز خمسة آلاف جنيه إسترليني. 

-وقبل أن تبدأ المحاكمة، أقر ستيفن أنه مذنب، وبذلك أصبحت سارة بريئة من تهمة القتل، إلا أنها اعترفت بمشاركتها لستيفن بجريمته، وقام ستيفن بتقديم اعتراف خطير للمحكمة، وهو أن سبب مهارته في تقطيع الجثة بحرفية، هو أنه ارتكب مثل هذه الجريمة من قبل أربعة مرات، وارتكب هذه الجرائم عندما كان يعمل حارس أمن في إحدى الملاهي الليلية، في منتصف التسعينات، وكان مالك المكان رئيس لعصابة معروفة في ذلك الوقت، وأن جيفري لم يكن ضحيته الأولى، ورفض اعطائهم أي تفاصيل عن الضحايا السابقين. 

- وفي ١ شباط عام ٢٠١٠، تم الحكم على سارة بوش، بثلاث سنوات وتسعة شهور، لأنها ضللت العدالة، وساعدت ستيفن في التخلص من الأعضاء البشرية، وتم الحكم على ستيفن مارشل، بالسجن المؤبد مع الحد الأدنى ستاً وثلاثون عاماً.

وهكذا سيقضي أغلب حياته في السجن والسبب هو السرقة، فما رأيكم ؟ 
احذروا ممن حولكم
بقلمي: تهاني الشويكي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 6/22/2022 12:24:00 م
crime القطع الزجاجية التي كشفت والأمر المخفي ورائها؟
القطع الزجاجية التي كشفت والأمر المخفي ورائها؟

قصتنا اليوم حدثت على الأراضي العمانية وبولاية (بدبد) تحديداً بعام 2016، في يوم من الأيام وصل الى مركز شرطة الولاية بلاغ بوجود |جثة| تابعة لشاب موجودة على الطريق، الطريق المؤدي الى مسقط طريق عام، وعند حضور رجال الأمن رأوا والد الشاب وأخوه ومجموعة من الناس المارة يقفون في |مسرح الجريمة|، فالشاب كان قد توفى نتيجة لدهسه بسيارة مسرعة والجاني لاذ بالفرار على الفور.

هذه الأحداث كانت جميعها في اليوم الأول لعيد الفطر السعيد، ولكن للأسف أصبح يوم أسود حزين لعائلة الشاب الميت، وعند وصول |الطب الشرعي| وفحص الجثة تبين أنَّ الشاب توفى من لحظة دهسه، وعلى الفور تم الإحاطة بسياج عازل لموقع الحادث من قبل الأدلة الجنائية، لأنَّه كان قد بدا لهم ملابسات عن هذه |الجريمة|، لأنَّ المكان الذي وقعت به وإذا كان الحادث غير متعمد فإنَّ صاحب المركبة أول ما يصطدم بشيء ما، عليه بضرب المكابح التي بدورها تترك آثار واضحة على الطريق، الغريب بالأمر أنه عند فحص الشارع بكامله لم يتم العثور على أي آثار لعجلات إطارات السيارة، فهذا يعني أنَّ المجرم بعد أن قام بدهس الشاب لم ينتظر ولا للحظة حتى أنه لم يوقف السيارة وأكمل طريقه، فهنا دخل الشك لقلوب |رجال الجنائية| بأن الحادث متعمد وليس بمحض الصدفة.

عند القيام بفحص المكان القريب من الحادث!!

 تم العثور على أجزاء من المصباح الأمامي للسيارة، الذي على ما يبدو أنه قد كسر نتيجة لقوة الاصطدام وهي الدليل الوحيد الموجود حالياً، ومن هذه القطعة تم معرفة نوع السيارة، ولكن ما الفائدة من هذا الأمر!

في بعض الأحيان إذا كان الزجاج المستخدم في هذه السيارة أصلي فهو غالباً يحمل رقم خاص بها، فعند العودة للوكالة يستطيعون معرفة هذا الزجاج لأي سيارة عائد، أما إذا كانت تقليد أو تم تبديلها لسبب ما فالأمر مستحيل.

في البداية بدأت التحقيقات من الأقربين لهذا الشاب من الأهل والأصدقاء، واكتشفوا رجال المباحث أنَّ هذا الشاب فاقد الأهلية أي مختل عقلياً، فالشاب يعاني من بعض المشاكل العقلية وأبواه لم يستطيعا منعه من مغادرة المنزل في بعض الأحيان، فكثيراً من الأحيان يهرب لخارج المنزل ومن ثم يتم العثور عليه بأماكن بعيدة جداً.

الأمر هذا زاد الحيرة على رجال الأمن:

 فالآن لم يعد باستطاعتهم أن يشيروا أصابع الاتهام لأي شخص، فهو إنسان مرفوع عنه القلم ولا يعي ماهي تأويلات تصرفاته، فلم يستطيعوا الوصول الى أي دليل أو خيط حقيقة.

ولكن من خلال أمر الزجاج المكسور، اتجهت جميع الأنظار حول السيارة ونوعها، ولكن ليس بالأمر السهل العثور عليها فالمدينة فيها الملايين من نفس ماركة هذه السيارة، وهنا ظهر لدينا ضابط مباحث عرف بتحليلاته التي لا تخيب لأي قصية يستلمها، فهو معروف بحنكته وذكائه بتحليل البيانات للتوصل للمجرم.

بدأ هذا الضابط بوضع جّل اهتمامه بالبحث، وإجراء التحقيقات اللازمة والتفكير عن الأسباب التي تدعو أحد ما يقدم على التخلص من هذا الشاب، فعاود باستجواب والد الشاب والذي كان بحالة يرثى لها، فهو منهار تماماً لفقدانه فلذة كبده لأنه وبالرغم من مرضه الذهني إلا أنه كان الأفضل والأغلى على قلبه من بين أولاده، فما كان من الوالد أنه بدأت بالنحيب والترجي بملاحقة هذا المجرم لنيل أقصى أنواع العقوبات.

الضابط بهذا الوقت قام بطرح سؤال على العجوز، أنَّ القضية للوهلة الأولى تبدو أنها حادث مروري ويمكن أن تسجل قضاء وقدر، ولا يمكن اعتبارها فوراً أنها جريمة قتل فنحن لا نتكلم عن جريمة طعن بأداة حادة أو بطلق ناري، ولكن جميع الكلام الذي تلفظت به أثناء جلسة الاستجواب أنت تصر أنه يوجد قاتل وشبه متأكد أنه ليس حادث عادي، وأن موضوع دهسه هو أمر متعمد من شخص ما، فهل كلامي صحيح؟

crime القطع الزجاجية التي كشفت والأمر المخفي ورائها؟
القطع الزجاجية التي كشفت والأمر المخفي ورائها؟

هنا بدا الإرتباك واضح على وجه والد الشاب، وبدأ بالتهرب وأنه لا يقصد بكلامه وجود جريمة، وانما فقط اعتبر أنَّ الذي يدهس شاب ويلوز بالفرار يجب أن يسمى مجرم ليس إلا، ولكن الضابط لم يقتنع بل زاد الشك في قلبه حول هذه التصريحات وخاصة بعد تهرب الوالد وإنكاره بحتميه كلامه عن وجود مجرم، فقام بتكثيف عمليات المراقبة للأب ولجميع إخوانه القاطنين معه بنفس المنزل، وبدأت عمليات البحث الدقيقة عن ممتلكات العائلة وخاصة بأنواع السيارات، وهل يمتلك أحد منهم نوع مطابق لنوع السيارة ذو زجاج المصباح الأمامي المكسور.

يا للصدمة 

الأخ الكبير بعد البحث الدقيق بممتلكاته الخاصة تبين أنه أقدم على شراء سيارة من نفس النوع قبل أسبوع واحد من الحادثة، فما كان من الضابط إلا أنَّه أمر بفحص هذه السيارة وهل المصباح الأمامي لها مكسور، وهل الزجاج المستعمل بصناعته أصلي أم تجاري، وهل القطع الزجاجية التي تم إيجادها عائدة له أم لا.

هنا الضابط قام باستدعاء الأخ الكبير وما إن جلس على الكرسي، قال له الضابط مبروك عليك حصولك على السيارة كذا من نوع كذا، الأمر الذي جعل الدماء تتجمد في عروق وجهه، وانقلب لونه من اللون الطبيعي للون القاتم المخيف، بدأت |علامات الخوف| تظهر عليه حتى كادت دقات قلبه من تسارعها أن تخرج من صدره.

لنعرف فيما اذا كان هذا الأخ متورط بهذه الجريمة أم لا، تابع معنا..

من دموع مزيفة وصوت يرتجف، استطاع الضابط كشف الأمر الذي يخفيه والد الشاب الميت، وكشف عمليات المراقبة على العائلة فبدا له أنه هذا هو الخيط الذي سيساعده على حل هذه القضية، وبالفعل تمكن من الوصول لبعض النتائج التي وضعت الأخ الكبير موضع اشتباه.

فبعد الرعب الذي حل بالشاب عند سؤاله عن السيارة، وأمر الضابط بإحضار السيارة لإجراء الفحص اللازم عليها، حاول اأخ التملص من إحضارها والتهرب من أسئلة الضابط حولها، وهنا صرخ الضابط على مساعده بإحضار قيود اليد الخاصة بالمجرمين ووضعها على يدين الأخ الكبير، وبعد الضغط الكبير عليه اعترف أنَّه قام بفك السيارة بالكامل وجعلها قطع غيار لباقي السيارات، وهنا كانت الصاعقة للضابط وخاصة أنَّهم وجودو القاعدة الأساسية لها موجودة مرمية بأحد الأودية البعيدة، بأخذ هذه القاعدة ومقارنة الرقم الموجود عليها مع الرقم الذي تم إعطاؤه من المختصين عندما فحصو الزجاج المكسور، كانت هذه هي تماماً وجميع المواصفات منطبقة عليها.

الإعتراف التالي الذي ستسمعه كان بمثابة الهزة العنيفة التي صدمت جميع قاطني ولاية (بدبد)، اعترف هذا الشاب على إقدامه بدهس أخاه المعاق ذهنياً متعمداً وعن سابق تخطيط، والأمر الصاعق أنه أقدم على هذا الفعل بطلب من والده، الأمر الذي قد يودي إلى الجنون فهل يعقل أن يقوم والد بقتل ولده، أو أن يكون شريكاً بقتله.

السبب كان أن هذا الفتى من ذو الاحتياجات الخاصة، غير مدرك لتصرفاته فعقله مرفوع عنه العتب، ومثل هؤلاء المرضى يحتاجون الى الرعاية التامة وأن يوضعوا تحت المراقبة والعناية 24 ساعة باليوم، فلا يمكن الإغفال عنهم ولا لجزء من الثانية، الأمر الذي أعاق عمل الوالد والإخوة وجعل حياتهم فقط هي لخدمة هذا الشاب والانتباه عليه، فوصل بهم الحال الى طريق مسدود فلم يعد لديهم القدرة ولا الصبر على تحمله وتحمل أفعاله.

لو فكروا بوضعه بأحد المستشفيات فإن اللوم من الأهل والجوار سيكون وخيم عليهم، فهذا أمر مرفوض في المجتمعات العربية أن يتخلى الأهل عن رعاية ابنهم، فما كان من الوالد إلا أنَّه قد خطط بالتعاون مع ابنه على قتل ولده المريض، فوضع خطة مدروسة بوقت ومكان تنفيذ الجريمة وباستخدام نوع محدد من السيارات، وترك هذا الفتى يخرج ويتجه إلى مكان وقوع الجريمة ومن ثم توجه أخوه الكبير والاقدام بكل برودة أعصاب على دهسه من دون الشعور بالأسى عليه.

بتحويل الأب والأبن الكبير الى المحكمة تم أخذ أقوالهم، والتوجه بهم الى مسرح الجريمة لتمثيلها وهنا تم الاعتراف من قبلهم أنَّ الشاب الذي تم دهسه لم يتم على الفور، بل بقى لفترة زمنية لا بأس بها ينازع حتى فارق الحياة، هنا أمر القاضي بالسجن على كلاً من الأب والأبن بالحبس لمدة سبع سنوات مع الأعمال الشاقة.

فهل ترى أن هذا الحكم كافي لهؤلاء القتلة؟ بل أنهم كانوا يستحقون حكم الاعدام؟
شاركنا بتعليق
بقلمي: آلاء عبد الرحيم

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/11/2022 04:44:00 م
بسبب إفراطه بالحب لشخصية باتمان، لقّب نفسه ب بات مايت- الجزء الثاني- تصميم الصورة رزان الحموي
بسبب إفراطه بالحب لشخصية باتمان، لقّب نفسه ب بات مايت- الجزء الثاني
 تصميم الصورة رزان الحموي

سوف نسرد أحدث القصة المشهورة بالكامل، لنتعرف معاً عليه، وما هي دور شخصيته المميزة.

كما قلنا في مقالنا السابق، ولكن بمجرد أن دخلا الكهف لاحظا أن بعض الأشياء تحركت من مكانها، وطبعاً بكل تأكيد كلاهما شعر بالذعر عندما اعتقدا أن شخصاً غريباً اقتحم ال Bat Cave، وهنا باتمان وروبين لم يصدقا أعينهما أبداً، لأنهم رأوا قزماً يرتدي بذلة باتمان شكلها سخيف جداً، ويقول لهم أنه أتى من بعد آخر، حيث يتميز هذا البعد بأن كل الناس به حجمهم مثل حجمه.

ومن بعدها وقف أمام باتمان مبتسماً له، وقال له بكل حب: أنا معجب بك جداً وبمغامراتك، وأراقبك منذ سنوات، ولهذا قررت أن أساعدك من الآن في محاربة الجريمة بقدراتي الخارقة، وقال له أيضاً: لقد صنعت زيّ خاص بي، وأطلقت عليه لقب بات مايت، وبهذا نحن الثلاثي يمكننا أن نكون يداً واحدة وثلاثي رائع ضد الجريمة.

ما هي توقعاتك حول رأي باتمان بما سمعه

هل من الممكن أن يعلن القبول ويوافق على ما قاله بات مايت؟؟؟

للأسف ما قاله باتمان كان مخالفاً جداً لتوقعات بات مايت، حيث قال باتمان له: هذا الأمر مستحيل، ومن غير الممكن حدوثه، لأننا لن نستطيع تبرير وجودك للناس، وللأسف الشديد وجودك سوف يكون عقبة في طريقنا، وليس مساعدة لنا كما تعتقد.

وإضافة لذلك كله هناك أمر مهم جداً يجب ألا تنساه: وهو أن محاربة الجريمة تتطلّب الكثير من التدريب.

 ردة فعل بات مايت

-والآن بعد سماع بات مايت لكل ما قاله باتمان، شعر بات مايت بالحزن الشديد وقال لهم: أنتم لا تريدونني أن أعمل معكما إذاً سوف أترككم، وبالفعل هذا ما تم حدوثه، وقام بات مايت بالاختفاء بعدها بالكامل من المكان.

-ومن بعد اختفاء بات مايت من المكان، دار حديث مهم بين باتمان و روبين: وقال باتمان حينها إنني أشعر نوعاً ما بالذنب اتجاهه، ف هو شكله لطيف جداً، وظريف وأشعر بالذنب الكبير لأنني جرحت مشاعره، ولكن لا يمكن أن نأخذه معنا.

ومن بعد انتهاء الحديث بينهما، قفز كلاهما في سيارة |الوطواط|، وانطلقا في الشارع لمحاربة |الجريمة|.

-ولكن هل تعلم ما الأمر الذي كانا لا يعلمان عنه أبداً؟؟

بات مايت في الحقيقة لم يتركهما، بل ركب معهم في السيارة ولكنه بقي متخفياً، وغير ظاهر لهما أبداً.

وبالفعل أثناء تجولهم في السيارة، وجدوا مجموعة من المجرمين يحاولون الهرب، وعندما لاحظ المجرمين اقتراب باتمان ومن معه بسيارته، هربوا هؤلاء المجرمين بسرعة من فوق جسر.

لمتابعة ما حدث بعدها، تابع معنا مقالنا التالي.

إذا أعجبك موضوع المقال، شاركنا رأيك في التعليقات.

بقلمي: دارين عباس

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/28/2022 05:34:00 م
لغز مقتل نورمان وزوجته في منزلهم الذي حير الشرطة فمن كان الجاني - الجزء الثالث - تهاني الشويكي
مقتل نورمان وزوجته في منزلهم الذي حير الشرطة
تصميم المصممة وفاء مؤذن

رأينا في المقال السابق كيف تحول المشتبه به في القضية إلى ضحية لنكمل لنعرف التتمة المشوقة لهذا اللغز

مما حير |الشرطة|، أن المشتبه به تم العثور عليه مقتولاً، فمن الجاني الذي يبحثون عنه، وحسب رأي |المحققين|، أن |القاتل| واحد للضحايا الثلاثة، وحاولوا ربط |الجرائم| ببعضها، والرابط المشترك الوحيد بينهم، أنهم جيران. 

- وكان لدى المحققين أمل أن يكشف |الطب الشرعي| بعض الغموض الذي حول القضية، وجد الخبير الجنائي بعض الألياف، تعود لقماش لونه رمادي فاتح، وبدا لهم أنها من نفس نوعية القماش، الذي يستخدم في مقاعد السيارات. واتضح أن الرصاصة التي تم استخراجها من جسد جيرالد، كان من مسدس عيار أربعة وأربعون.

- وكان قد فقد مسدس ماغنوم من عيار أربعة وأربعون في منزل نورمان وبيتي، وهنا أصبح لدى المحققين دليل على أن القاتل واحد، بدأت عمليات البحث عن المسدس المسروق، وبحثت الشرطة في المتاجر التي تبيع وتشتري الأسلحة من دون نتيجة.

- وفي ذلك الوقت:

حصلت جريمة أخرى في المدينة، قام أحدهم بطعن امرأة كانت تهم أن تركب سيارتها،في مرآب للسيارات، وسرق حقيبتها وهرب، وكانت على بعد أمتار من منازل الضحايا الثلاثة، وحتى الآن هذه الجريمة الرابعة، في المنطقة، وكان الوصول للمجرم شبه مستحيل.

ولحسن الحظ، أن السيدة لم تفارق الحياة:

ولكنها لم تستطع أن تعطيهم أي معلومات عن المجرم،لأنه كان يرتدي قناع. وبعد مرور يوم واحد على جريمة المرآب، اتصل أحدهم بالشرطة، وأخبرهم أنه يعمل في حانة، وأن هناك أمر مريب حدث، وعندما ذهبت الشرطة إلى هناك، اكتشفوا أن المجرم بعد جريمته في المرآب، ذهب إلى الحانة، ودخل دورة مياه الرجال، وترك الحقيبة وخرج، وأخبرهم عن مواصفاته، وأنه في الأربعينات من عمره، ولون شعره بني فاتح،أخذ المحققين الحقيبة للتحليل الجنائي، فربما استطاعوا إيجاد بصمة أو أي أثر يدل على المجرم.

وبعد ذلك حدث ماكان غير متوقع:

فقد ظهرت صديقة جيرالد، وأخبرت المحققين أن هناك شيء خطير تريد إخبارهم به، وهي أن آخر مرة كانت مع جيرالد في المنزل، جاء صديقه ريتشارد، وكان يريد منه مساعدته في نقل الأغراض، كما أخبرهم ريتشارد عند استجوابه، ولكن جيرالد تأخر كثيراً وذهبت قبل عودته، ومنذ ذلك الوقت لم تراه.

- بدأ المحققين تحرياتهم عن ريتشارد، وإذا كان هناك أي شيء يربطه بالجرائم التي حصلت، وقاموا بالبحث في الجرائم التي حصلت على نطاق ٢ ميل، من منزل نورمان وبيتي وجيرالد، فاكتشفوا أنه في عام ٢٠٠٥،  حدث حريق في منزل نورمان وبيتي، وكان سبب الحريق للتغطية على |جريمة سرقة|، وكان المشتبه به في ذلك الوقت هو ريتشارد، ولم تتم إدانته لعدم كفاية الأدلة.


- وأصبحت كل أصابع الإتهام موجهة نحو ريتشارد، وعندما ذهب المحققون لمنزله، لاحظوا وجود كلب يدعى سويبي، وكان شرس جداً، ولم يكن ريتشارد متعاون أبداً معهم، ولكن كلبه هو من سيتعاون في حل القضية، وتذكر المحققون الشعرة التي تم إيجادها على قطعة القماش، وأنه تبين بعد التحليل الجنائي أنها تعود لكلب. فهل من الممكن أن يكون نفس الكلب، وهل من الممكن أن يكون ريتشارد الذي كان أمامهم طول فترة التحقيق، هو المجرم الذي يبحثون عنه، ويكون كلبه هو المفتاح لحل اللغز؟!!


- تم طلب إذن من قبل المحققين، لأخذ عينة من كلب ريتشارد، وتم إرسال العينات للمختبر الجنائي، وتم مقارنة العينة بما تم إيجاده في مسرح الجريمة، وكانت متطابقة تماماً، وأصبح لدى المحققين دليل مادي وقوي، يدين ريتشارد في جريمة قتل نورمان وبيتي. 

ولكن ماذا عن جريمة قتل جيرالد؟ هل ريتشارد هو المسؤول؟ ومالذي يثبت عليه ذلك؟


- وكما نذكر أن المحققين وجدوا بعض ألياف رمادية اللون على ملابس جيرالد، وعلى الفور أخذ المحققين عينة من مقعد سيارة ريتشارد، وتم أرسالها للمختبر الجنائي، لمقارنتها مع ماتم إيجاده على ملابس جيرالد، وبعد مرور أسبوعين، ظهرت النتيجة، وكانوا متطابقين تماماً. وهذا دليل  مادي لإدانة ريتشارد في قضية جيرالد.


- وجاء اتصال للشرطة من العامل المسؤول عن صيانة ونظافة منزل نورمان وبيتي:

وكان قد وجد بطاقة مسجل عليها رقم مسدس نورمان، وأخبرهم أنه اشترى نفس المسدس من ريتشارد، وبذلك أصبح لديهم سلاح الجريمة. وتم إيجاد الحمض النووي لريتشارد على الحقيبة المسروقة، وهذا دليل يدينه في الجريمة الرابعة.

- وتم القبض عليه بتهمة القتل، وبدأت المحاكمة بعد مرور عامين، وكانت الأدلة المادية ضده كثيرة جداً، فقررت المحكمة أنه مذنب بكل التهم الموجهة إليه، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

وحتى لاتكون نهاية أي أحد كنهاية نورمان وبيتي، لاتخبر سرك لأحد مهما كنت تثق به. فالطمع يُعمي البصر والبصيرة، 

فكن حذراً فيما تخبره للآخرين.

بقلمي: تهاني الشويكي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/01/2022 10:55:00 م
القضية الغامضة للقاتل الماكر والخفي والذي بقي متخفياً لمدة ٣٣عاماً - الجزء الثاني‎
ًالقضية الغامضة للقاتل الماكر والخفي الذي بقي متخفياً لمدة 33 عاما
تصميم الصورة: ريم أبو فخر 

 عندما وصلت الشرطة، كان تشارلي معلقاً من رقبته بغطاء سرير، وأخذوا مفتاح المنزل من ديبي، ولحسن حظها أن محاولتها في فتحه لم تنجح، لأن المنظر داخل المنزل كان |مرعب| ولن تستطيع تحمله، وجدت |الشرطة| تيري ممددة على الأريكة، ومطعونة سبع طعنات بمنطقة الصدر.

وعندما فتحوا باب غرفة ميشيل، كان المشهد اجرامي ودموي وشنيع!!

حتى أن بعض رجال الشرطة، خرجوا مسرعين وتقيؤا من بشاعة مارآوه، وجدوا جسدها ملقى على السرير ومشوه تماماً، وسبب الوفاة طعنة واحدة في منطقة الصدر، وتم قطع رأسها ووضعه بجانب جسدها، ومنطقة الصدر مذبوحة بالطول، وتم نزع جميع أعضائها بما فيهم القلب والرئتين ، وتم وضعهم حول جسدها، وتم وضع الأمعاء في سلة القمامة.


وكانت عملية تشريح وتشويه كامل لجسدها..

 والغريب أن |القاتل| قام برمي ملابس ميشيل في كل مكان في الغرفة، ووضع ملابسها المليئة بالدماء في حوض الاستحمام، والفاعل قام باستخدام سكاكين المطبخ الخاصة بميشيل لقتلها هي وخالتها تيري، وبعد معاينة مسرح الجريمة، قامت الشرطة بإخبار أصدقائها الموجودين بالجريمة.


قامت ليزا بإخبار والد ميشيل بما حدث لابنته..

وكانت والدتها في حالة صدمة فقد خسرت أختها وابنتها في آن واحد، وكان لدى الشرطة تفسير منطقي للجريمة، وهو أن تشارلي هو المسؤول عن كل ماحدث، وأنه بعد ما قام بفعلته الشنيعة بقتله تيري وميشيل، ثم قام بشنق نفسه بغطاء السرير لينهي حياته.


لكن هذا الكلام كان غير مقنع بالنسبة لعائلة ميشيل وتيري، فقد كان تشارلي شخص عادي جداً، وماري لو تعرفه من ثمانية عشر سنة، وقالت بأنه شخص ذكي، ويملك وظيفة بمستوى لائق، وأنه غير عدواني في تصرفاته، فمن غير الممكن أن يكون هو الفاعل، وأنها لم تكن المرة الأولى التي يذهب بها هو وتيري بمنزل ميشيل. لكن كان واضح جداً للمحققين  من مسرح الجريمة، أن تشارل هو القاتل. 

ولكن لا أحد يعرف ما هو السبب!!


قام المحققين بالتحري عن ماضي تشارلي..

ومعرفة إذا كان له تاريخ إجرامي أو أي مشاكل قانونية، ولكن اتضح لهم أنه ماضيه لا غبار عليه. ولكن تغيرت المعايير عندما طلبت أخت تشارلي أن تُدلي بأقوالها للشرطة، لتخبرهم بخبر صادم، وهو أنها ليست مستغربة اتهامهم لتشارلي، ومتأكدة أنه المسؤول عن كل ماحدث، لأنه قام بارتكاب جريمة من قبل، وكان عمره في ذلك الوقت ثلاثة عشر سنة، وهذه |الجريمة| قد تم التكتم عليها، فلم يعاقب عليها، ولم توثق في سجلات الشرطة.


وبدأت أنجيلا بسرد قصة تشارلي المفزعة، وقالت أنهم كانوا يعيشون سابقاً في ولاية أنديانا، وكانت عائلتهم مكونة من الأب، وأمهم التي كانت حامل في ذلك الوقت بالشهر الثامن، وأنجيلا وكان عمرها خمسة عشر سنة، وتشارلي ثلاثة عشرة سنة، وأختين واحدة منهم سنتين والثانية ثلاث سنوات.

وقالت أن تشارلي كان طفل عادي جداً، ومتفوق في دروسه، لذلك لم يكن أحد يتخيل أن يرتكب جريمة كهذه، وفي ٣ كانون الثاني عام ١٩٧١، ذهبت أنجيلا لغرفتها لتقرأ قليلاً قبل النوم، وذهبت والدتها للاستحمام، ووالدها كان يحلق ذقنه ويقف أمام الحوض، وفجأة سمعت صوت والدها يصرخ بشكل هستيري، تشارلي لا،  تشارلي لا. 


فما الذي حدث حتى كان والدها يصرخ بتلك الطريقة؟

وهل كان تشارلي يرتكب الجريمة بأحد إخوته؟

وكيف عاش مع تيري ثمانية عشر سنة دون أن تشعر بميوله الإجرامية

بقلمي: تهاني الشويكي
يتم التشغيل بواسطة Blogger.