|
ما هي قصة الفتاة مهى وما هو سر بكائها الخفي تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
كان هناك شاب يدعى وسيم، لم يكن يعلم وسيم لماذا والده أطلق عليه هذا الاسم، كان وسيم عمره ٢٠ عاماً، وهو طالب جامعي
كان وسيم عائداً لمنزله أثناء الظهيرة
لاحظ وسيم السائق يقف وينزل شقيقته مهى مثل العادة إلى منزلهم، كانت شقيقته مهى تدرس في المرحلة الاعدادية، نزلت مهى من السيارة بسرعة، شعر وسيم بأن شقيقته مهى تبكي، لقد كان واثقاً بسماعه لبكاء شقيقته مهى، توجه وسيم إلى سائق شركة النقل وقال له: ما بها شقيقتي يا أبا خليل، شعرت بأنها تبكي، هز السائق برأسه وقال له: نعم، كانت شقيقتك مهى تبكي، وأخبره بأنه لا يعرف سبب بكائها، وذلك لأن شقيقته كانت لا تتكلم طوال الطريق
دخل وسيم إلى المنزل ولم يجد شقيقته في غرفة الجلوس، وشعر وسيم بحدوث شيء ما لأخته، لقد كانت من عادة مهى أن تجلس في غرفة الجلوس، أو تدخل إلى الغرفة وتوقظ والدتها، وقال لنفسه من المؤكد أن مهى حصل معها شيء
توجه وسيم لغرفة أخته وعند اقترابه من غرفة أخته، سمع صوت بكاء عالي صادراً من غرفة شقيقته
دق وسيم على باب غرفة شقيقته، فردت شقيقته وقالت له: ماذا تريد، أجابها وسيم وقال لها: مهى أريدك ضروري، فأجابته بأن رأسها يؤلمها وتريد أن تنام
بدأ وسيم يتوسل لشقيقته كي تفتح له الباب، لكنها كانت رافضة تماماً وتختلق الأعذار بأنها تشعر بالتعب وتريد النوم.
نزل وسيم إلى غرفة الجلوس وبدأت يفكر ماذا حصل لشقيقته مهى
ثم قال لنفسه هل ممكن أن تكون مستوى مهى الضعيف في الاختبارات هو من جعلها تبكي، ثم قال لا لا ما هذا الغباء، لقد كانت شقيقته مهى دائماً في المرتبة الاولى، كما أنه لا يوجد اختبارات في هذا الوقت، ثم بدأ يفكر ماذا حصل مع شقيقته مهى، وراوده احتمال أن يكون السائق قد فعل شيء زعج شقيقته مهى.
أخذ وسيم هاتفه واتصل على السائق، رد السائق على وسيم وبدأ يرحب به، قاطعه وسيم وطلب من السائق أن يتكلم معه بصراحة عن حالة اخته مهى، أجابه السائق بأنه لا يعلم ما بها، وطلب منه أن يسأل شقيقته، فقال له وسيم ماذا فعلت لها يا أبا خليل، أجابه السائق وقال له ألا تخجل من نفسك، إن شقيقتك مهى بعمر أحفاداي، أقفل السائق المكالمة بوجه وسيم، وقال وسيم ما به أبا خليل لماذا غضب هكذا.
فكر وسيم بكلام أبا خليل، فهو عمره ٦٠ عاماً، ويقوم بإيصال أخته مهى منذ خمس سنوات، لم يخطأ بحقها أبداً.
عاد وسيم إلى المنزل ورأى الخادمة تخرج من غرقة شقيقته مهى
أوقف وسيم الخادمة وقال لها: أين كنتي يا مريم، فأجابته بأنها كانت تجلب العشاء لشقيقته مهى، وعندما سألها هل كانت شقيقته تبكي، شعرت الخادمة بارتباك وقالت له بأنها لا تعلم وركضت باتجاه المطبخ
لحق وسيم الخادمة وأصبح يتوسل إليها لتخبره ما بها شقيقته مريم، كان يلاحظ التردد على وجه الخادمة، وتأكد من إخفائها لشيء
استمر وسيم بالضغط على الخادمة، حتى انهارت وقالت له، اسمع يا وسيم سأخبرك بالقصة بأكملها، وطلبت منه أن لا يعلم أحد خاصة والدته....
ماهي قصة بكاء مهى
|
ما هي قصة الفتاة مهى وما هو سر بكائها الخفي تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
أخذت الخادمة وسيم إلى الطابق الثاني
وبدأت تخبره بأن شقيقته مهى منذ أسبوع وهي مصابة بهذه الحالة ولا أحد من عائلتها شعر بها، قال لها وسيم بأن تخبره عن مشكلة شقيقته
فأجابته الخادمة وقالت أن ابنة عمه التي تدعى آريام هي السبب، فهي جعلت شقيقته مهى أن تتعرف على شاب يعمل في تطبيق توصيل الطلبات، وأخبرته بأن هذا الشخص استمر بالضحك على شقيقته مهى منذ شهر كامل، وأصبح يطلب من مهى مال، كما أنه طلب منها مقابلتها، لكنها رفضت
استمر هذا الشاب يقنع شقيقة وسيم إلى أن أجبرها بإرسال صورة لها، ثم قالت لها بأن قبل أسبوع طلب هذا الشاب من شقيقته مبلغ كبير من المال، وعندما أخبرته شقيقته بأنها لا تملك المال، أصبح الشاب يهددها بالفضيحة أمام عائلتها وأقاربها
انصدم وسيم من كلام الخادمة، وقال هل يعقل أن شقيقتي مهى تفعل كل هذا، كم هي مسكينة شقيقته مهى، فقد تعرضت لعقدة من ابنة عمها آريام عندما كانت تصفها بالبشعة ولا أحد يريدها، أصبحت تبحث عن أي شخص ليعجب بها
عاد وسيم إلى غرفة شقيقته مهى، وبدأ يطرق على الباب بقوة ويقول: افتحي الباب يا مهى، أريد التحدث معك ضروري، وقال لها بأنه سيساعدها من الشاب الذي يعمل على تهديدها، فتحت مهى لشقيقها الباب، انصدم وسيم عندما رأى شقيقته بحالة صعبة، كانت عيناها حمراء من شدة البكاء، وكذلك وجهها كان أصفر اللون وجافاً بسبب قلة الأكل
كانت مهى خائفة وهي تقول لشقيقها انا لم..
قاطعها وسيم وقال لها لا تقولي أي شيء، أنا أعلم أن ابنة عمي آريام هي السبب، انا أعلم أنك فتاة خلوقة، وأنا أثق بك تماماً، وأخبرها أن هذه الغلطة لن تكرر ثانيةً، طلب من شقيقته أن تسمعه ليساعدها، كما وعدها بعدم إخبار والدته عن أي شيء، وطلب منها أن تخبره بكل التفاصيل، من هو ذلك الشخص، أين يعمل؟؟؟ وما الذي يريده من مهى بالضبط
بدأت مهى باخبار شقيقها وسيم بكل شيء
أخبرته كيف أن ابنة عمهم آريام جعلته يتعرف على موظف التوصيل الذي يدعى عادل، كانت آريام على علاقة مع أخيه الكبير، ومن الظاهر قامت بتوريط مهى بذاك الشخص ، علم وسيم أن عادل كان يطلب من شقيقته مهى بالخروج معه ومقابلته بأحد الأسواق والمطاعم لكن مهى كانت ترفض على الرغم من تشجيع آريام لها بالذهاب مع عادل.
استمرت مهى تتكلم عن رفضها لمحاولات موظف التوصيل، وكيف ضحك عليها أكثر من مرة وأخذه منها لمبالغ من المال كانت مهى تقوم بتجميعه، وعندما طلب منها مبلغ مالي كبير وهددها بأن يسبب لها فضيحة من خلال استخدام صورها، التي قامت مهى بارسالها في لحظة ضعف
بدأت مهى بالبكاء وهي تقول لشقيقها وتقسم له بأن تهديدات الشاب جعلتها تكره المدرسة والحياة وجعلها تفكر بالموت لترتاح
لمعرفة ماذا حدث مع مهى وشقيقها وسيم
|
ما هي قصة الفتاة مهى وما هو سر بكائها الخفي تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
طمئن وسيم شقيقته مهى وطلب منها أن لا تعلم والدتها عن الموضوع، ووعدها بأنه سيتصرف مع ذلك الشاب الذي يدعى عادل، أعطت مهى وسيم رقم سائق التوصيل الذي يدعى عادل وبياناته كاملة.
اتصل وسيم على أحد أصدقائه كان يعمل في شركة الاتصالات
أعطاه رقم السائق، فأعطاه معلومات كاملة عن سائق التوصيل، تخص اسمه ورقم هويته، وعنوان سكنه
خرج وسيم إلى الشارع، وتكلم مع خمسة من أصدقائه وأخبرهم بوجود شخص يتحرش بجارته، ويريد مساعدتهم لتربية ذلك الشخص
ركب وسيم مع أصدقائه سيارتين واتجهوا إلى العنوان الذي يوجد به منزل السائق عادل، سأل وسيم مع أصدقائه في المكان وانصدموا من انتقالهم من الحي من مدة سنة، فقرر وسيم وأصدقائه الاتصال على السائق مباشرة، ويطلبوا منه توصيل وجبة طعام من أحد المطاعم، ثم يمسكوه ويبرحوه ضرباً
وهذا ما حصل فعلاً
اتصل وسيم على عادل، رد عليه وطلب منه إيصال وجبة طعام من مطعم معين، سأله عادل من أين حصل على رقمه، فأجابه وسيم وقال له من أحد أصدقائه فقد طلب منه إيصال وجبة طعام له، فسأله عادل أن يحدد له المدة، وأجابه وسيم منذ شهر، فرد عليه عادل وقال له بأنه منذ شهر كان مسافراً للعاصمة، فاأخبره قد يكون منذ شهر أو ربما أكثر وأخبره بأنه لا يتذكر الوقت تماماً، فسأله عادل عن نوع الطلب والموقع بالضبط، فأجابه وسيم بأنه سيرسل له الطلب والموقع وطلب منه أن لا يتأخر.
أنهى وسيم الاتصال وأرسل لعادل رسالة بنوع الوجبة والموقع وخلال نصف ساعة وصل السائق إلى المكان الذي يقف به وسيم مع أصدقائه، تجهز وسيم وأصدقائه لاستدراج عادل إلى داخل أحد منزل أصدقائه، وهناك يضربوه ويأخذون منه |الهاتف المحمول| لمنع تهديد شقيقة وسيم مرة أخرى
بدأ السائق يتصل بوسيم
رد عليه وسيم، فأخبره بأنه وصل والطلب موجود معه، فأجابه وسيم بأنه يسكن في الطابق الثاني، قال له عادل بأنه لا يستطيع الصعود لأي مكان، وطلب من وسيم النزول إليه ليستلم الطلب، أنهى وسيم الاتصال وأخبر اصدقائه بأن السائق قد شعر بالخوف، فطلب من أصدقائه النزول معه لاخذ الهاتف المحمول بالقوة
نزل وسيم مع أصدقائه من الطابق الثاني، عندما رأى السائق وسيم وأصدقائه الخمسة، هرب مباشرة، الظاهر أنه كان يعلم أن وسيم هو شقيق مهى، بدأ وسيم يطارد عادل بسيارة صديقه
كانت تلك المطاردة تشبه مطاردة الافلام تماماً
عندما شعر السائق بخوف تاه عن الطريق ودخل بطريق يصل إلى أطراف المدينة، كانت تلك المنطقة جميعها مزارع ومستودعات قديمة
استطاع صديق وسيم خلال دقائق أن يكون خلف سيارة السائق تماماً، استمروا يطاردونه وهو يهرب بين الشوارع الضيقة
طلب وسيم من صديقه أن لا يترك له المجال كي يهرب منه فقد يكون هارباً ليلتجأ عند أحد ما، قام صديق وسيم بزيادة السرعة وتجاوز السائق والتف حوله بطريقة قوية جداً، مما جعل السائق يفقد قدرته بالسيطرة على السيارة، مما أدى إلى انزلاقه واصطدامه ببعض الاشجار
أوقف وسيم وصديقه السيارة وعادا إلى موقع الحادث وانصدموا بتحطم سيارة السائق، وهو مغمى عليه، قال وسيم لإصدقائه ماذا سنفعل الآن
اقترح أحد اصدقائه بأخذ جهاز السائق والاتصال بالإسعاف، فتح وسيم وصديقه الباب الجانبي للسيارة فوجدوا الهاتف مرمي على أرضية السيارة، حاول وسيم فتح الهاتف لكنه لم يستطيع بسبب وجود رقم سري
ماذا حصل بعد ذلك؟
عاد وسيم وأصدقائه لسيارتهم ثم تفاجئوا بسيارة وقفت بجانب سيارتهم، نزل منها شخص وسألهم ماذا يحدث، فأخبروه أن هذا الشاب كان يقود بسرعة واصطدم فجأه بالأشجار، مما دفع هذا للشخص إلى الاتصال بالاسعاف
انسحب وسيم مع أصدقائه بهدوء مع تجمع الناس، ثم أخذ هاتف السائق وأشعل النار به وقرر أن أفضل طريقة هي التخلص من الهاتف بالكامل، كون هذا السائق محتفظ بصور شقيقة وسيم داخل الهاتف
احترق هاتف السائق بالكامل ومع احتراقه انتهت المشكلة بالكامل.
بعد عدة أيام اتصلت آريام على مهى وأخبرتها بأن عادل بالمستشفى ودخوله في غيبوبة، وأن حالته صعبة ويعاني من ضربة قوية في المخ.
مرت على هذه الحادثة تسعة أيام وما زال السائق الذي يدعى عادل في العناية المركزة، كان يومياً يسأل وسيم عن حالته، وعلم أنه بوضع صعب وقد لا يعيش.
ذهب وسيم لرؤية عادل في المستشفى فانصدم بوجود امرأة كبيرة في العمر جالسة عند باب العناية المركزة وكانت تبكي بحرقة شديدة، علم فيما بعد بأنها والدة عادل وليس لديها أولاد سوى عادل، لقد كان عادل هو من يصرف على والدته والمنزل
عاش وسيم فترة حالة نفسية صعبة
وأصبح يقول لنفسه إن حصل لعادل شيء ومات، لن أسامح نفسي، لقد كان مضطراً للدفاع عن أخته ولكنه لم يتصور بانتهاء الأمور بهذه الطريقة كان يقنع نفسه بأن ينسى الموضوع تماماً، ولكنه لم يستطيع وأراد أن يفعل شيء لكنه لا يعلم ما هو
شاركونا آرائكم واقترحوا لنا ماذا يمكن لوسيم لفعله.....
إسراء حيدر