ماهي النزعة الاستهلاكية؟ وما أسباب ظهورها لدى المستهلك؟ - الجزء الأول - هيا الشيخ
ماهي النزعة الاستهلاكية؟ وما أسباب ظهورها لدى المستهلك؟
الجزء الأول
ماهي النزعة الاستهلاكية؟ وما أسباب ظهورها لدى المستهلك؟ - الجزء الأول تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
النزعة الاستهلاكية و أسباب ظهورها لدى المستهلك
هل تساءلت يوماً لماذا الدخل الشهري لمعظم الناس لا يكفيهم؟ هل تساءلت يوماً لماذا لدي الكثير من الملابس التي لا أرتديها؟ أو لماذا أرغب بشراء هاتف محمول أحدث إصدار أو اقتناء سيارة آخر موديل رغم عدم امتلاكي الميزانية والمال الذي يسمح لي بذلك؟
هذه الرغبات والسلوكيات تعرف "النزعة الاستهلاكية"، وهذا ما سنناقشه في هذا المقال، من خلال التعرف إلى مفهوم |النزعة الإستهلاكية| وأسبابها، وأهم النصائح لإدارة الأموال بشكل صحيح أثناء |التسوق|.
مفهوم النزعة الاستهلاكية :
من المتفق عليه أن كل إنسان لديه احتياجات رئيسية وضرورية ورغبات ثانوية غير ضرورية، والأمر الطبيعي والمنطقي أن يعمل الإنسان على تأمين كافة مستلزماته الضرورية ومن ثم يتجه إلى رغباته إن أمكن.
وبشكل عام يظهر لدى معظم الأفراد إن لم يكن لدى جميعهم الرغبة في امتلاك الأشياء، وبشكل خاص الأشياء والمنتجات الحديثة والجديدة، لكن من الناس من يمتلك القدرة على تهدئة نفسه وتجاهل رغباته، ومنهم من لا يستطيع تجاهل رغباته فيقوم بشراء كل ما يشتهي أو يرغب على حساب احتياجاته وهنا تكمن المشكلة .
الكثير من الأفراد يتجاوبون مع هذه النزعة فيسعون إلى إشباع رغباتهم بكل ماهو جديد حتى في حال عدم امتلاكهم المال الكافي لذلك، لأنهم بكل بساطة يستلفون من البنوك أو من أشخاص آخرين فقط لإرضاء رغباتهم.
هذا وقد أصبحت النزعة الاستهلاكية واضحة جداً اليوم في سلوكيات الأفراد وعاداتهم وتصرفاتهم الشرائية، وما يؤكد ذلك هو أن النزعة الاستهلاكية تُشكل المحرك الأساسي للاقتصاد في المجتمعات، لاسيما وأنه هناك علاقة تناسب طردية مابين النزعة الاستهلاكية وبين اقتصاد الدولة.
أسباب ظهور النزعة الاستهلاكية :
تتنوع الآراء ووجهات النظر حول المبررات والأسباب والعوامل التي تفسر السلوك الاستهلاكي للأفراد والنزعة الاستهلاكية لدى معظمهم، وهذه الأسباب هي :
الدعايات والإعلانات التجارية :
يذهب البعض إلى توجيه أصابع الاتهام نحو الإعلانات التي نراها بشكل يومي وبصورة متكررة على مختلف الوسائل الإعلامية، حيث تمتلك الإعلانات قدرة رهيبة على التأثير في سلوك المستهلك وإقناعه بشراء منتج معين، فيتجه ذلك الأخير متأثراً بالإعلان إلى اقتناء المنتج المعلن منه، خاصةً وأن الفرد يتعرض إلى أعداد هائلة من الإعلانات تتراوح نين خمسة إلى عشرة آلاف إعلان كل يوم، لاسيما في ظل انتشار الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي تروج |للإعلانات التجارية|.
هذه الإعلانات تخلق لدى المستهلك ما يسمى اصطلاحاً بالرغبة الاصطناعية، والتي تخلق لدى الفرد شعور الرغبة بشراء وامتلاك المنتج المعلن عنه.
في الحقيقة إن هذا الكلام غير دقيق، وغير صحيح وذلك لسببين :
- السبب الأول : هو أن أصحاب النزعة الاستهلاكية الذين غالباً ما يكونوا من فئة الشباب يبغضون الإعلانات، حتى أن بعضهم تجده مستعداً لدفع المال مقابل عدم ظهور الإعلان له.
- السبب الثاني : لأن |الإعلانات| لا تعلل سبب وقوع المستهلكين في نفس المشكلة وذات الخطأ كل مرة.
العامل الاجتماعي :
- بينما يرى آخرون أن الضغوط الخارجية من قبل المجتمع المحيط هي التي تتحكم بالسلوك الاستهلاكي للكثير من الأفراد، لذا فإن العامل الاجتماعي هو السبب الرئيسي الكامن وراء اتجاه الناس نحو امتلاك كل ماهو جديد، وما يفسر ذلك هو أن الإنسان يسعى إلى إرضاء ذاته وإشباع غروره بامتلاكه الأشياء الأثمن والأحدث من تلك التي يمتلكها المحيطون به، بالإضافة إلى سعيه إلى تقليد الآخرين وخاصةً المشاهير تقليداً أعمى.
ليست هذه هي فقط الأسباب المفسرة للنزعة الاستهلاكية، بل هناك أسباب أخرى تابعها في الجزء الثاني من المقال.
هيا الشيخ ✍🏻