عرض المشاركات المصنفة بحسب مدى الصلة بالموضوع لطلب البحث نظرية الكم. تصنيف بحسب التاريخ عرض كل المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/16/2021 12:19:00 ص

 نظرية الكوانتم ( ميكانيك الكم ) - الجزء الثاني


نظرية الكوانتم ( ميكانيك الكم ) - الجزء الثاني
 نظرية الكوانتم ( ميكانيك الكم ) - الجزء الثاني


استكمالاً لما تم ذكره في الجزء الأول من هذه المقالة :

نظرية الكم:

فقد اعتبرت نظرية الكم أعظم نظريات العصر الحديث وذلك لكثرة استخداماتها وتطبيقاتها وتنوع مجالاتها رغم أنها نظرية غامضة وتبدو غريبة وغير منطقية ولكن التطبيقات التي بنيت عليها أثبتت صحتها .

طبيعة الأشياء الدقيقة:

ذكرنا سابقاً أن طبيعة الأشياء الدقيقة التي هي دون مستوى الذرات ( إلكترون , نواة .,  بروتون , فوتون , .... )هي أشياء ذات طبيعة احتمالية يمكن فقط تحديد الاحتمال الأكبر لبعض خصائصها ضمن شروط معينة وقد قام العالم شرودينغر بوضع قانون يصف هذه الطبيعة الاحتمالية وهوقانون ذو طبيعة موجية أي يصف جميع خصائص الموجة دون القدرة على تحديدها .


ثم قام العالم الألماني هايزنبرغ بوضع معادلة سميت باسمه  تبين أنه لا يمكن تحديد جميع صفات الأشياء الكوانتية بوقت واحد وقد سميت هذه المعالدلة أيضاً معادلة الارتياب ( أي نسبة الخطأ )وهي تبين أنه عند تحديد صفة ما فإن احتمال الخطأ في باقي الصفات سيزداد .فمثلاً عند محاولة تحديد مكان الإلكترون في لحظة ما يزداد الخطأ الحاصل في حساب سرعته .وعند تحديد سرعته يزداد الخطأ في تحديد مكانه .لأن محاولة تحديد مكانه ستجعله جسيم وهذا غير دقيق ومحاولة تحديد سرعته ستجعله موجة وهذا أيضاً غير دقيق .


ظواهر جديدة:

ظاهرة أخرى غريبة أظهرتها هذه الأشياء الكوانتية وهي قدرتها على اختراق الحواجز عند إعطائها دفقة صغيرة من الطاقة وقد سميت هذه الظاهرة بظاهرة التاثير النفقي.

حقيقة أخرى ظهرت على السطح وهي حقيقة تفاعلات الاندماج النووي التي تحدث خاصة داخل النجوم وهي سبب حرارتها العالية والمعروف أن طاقة الاندماج النووي تحدث عندما تندمج نواتا ذرتي هيدروجين وتتحولان معاً إلى نواة ذرة الهليوم ولكن المعروف أيضاّ أنَّ نواة الذرة ذات شحنة موجبة ما يعني أن النواتين يجب ان تتنافرا فلا يجب ان تتقاربا إلى حد الاندماج أبداً ولكن نظرية الكم أكدت أنَّه يمكن لهذه النوى أن تمتلك طاقة كافية للتغلب على قوى التنافر الكهربائي وتندمج النواتين معاً ويتحول جزء من كتلتهما إلى طاقة منطلقة وهذا يتفق مع نظرية النسبية لأينشتاين التي تؤكد أن الكتلة و الطاقة مفهومان متكافئان وأنه يمكن تحويل الطاقة إلى مادة أو العكس . 

أهم تطبيقات نظرية الكم :

طاقة الاندماج النووي.

المايكروسكوب الماسح الإلكتروني :

الذي يستخدم قدرة الإلكترونات على اختراق الحواجز( ظاهرة التأثير النفقي ) لرسم صور مجهرية للأجسام دون ملامستها ودون استخدام أي نوع من الأشعة 

تطبيقات ليزرية كثيرة تعمل وفق نظرية الكم .

جميع التطبيقات المعروفة باسم تقنيات النانو تستخدم نظرية الكم وتخضع لقوانينها .

تعتبر نظرية الكم من أنجح النظريات لأنها قادرة على التنبؤ وبدقة عالية بنتائج التجارب العلمية .


بقلمي سليمان أبو طافش✍️


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/19/2021 08:59:00 م

ماكس بلانك و أغرب النظريات الحديثة

 -الجزء الثاني -

ماكس بلانك و أغرب النظريات الحديثة
ماكس بلانك و أغرب النظريات الحديثة
تصميم الصورة : رزان الحموي

استكمالاً لما بدأناه في الجزء الأول سنتابع...

 كيف وصل بلانك إلى نظرية الكم؟

اهتم بلانك بدراسة الإشعاع الصادر عن الجسم الأسود عند تسخينه. (والجسم الأسود هو كل جسم يمتص كل ما يسقط عليه من أشعة)، فاستطاع بلانك أن يضع معادلةً جبريةً معقدةً تصف حركة الاشعاع الصادر عن الجسم الأسود عند تسخينه، فقال بأن الطاقة الصادرة عن ذرّات الجسم الأسود تنبعث على شكل دفقات (كمّات)، وتختلف تلك الكمات بحسب طول موجة الاشعاع وتردده، أي أن لكل لون محدد في الطيف المرئي طاقة مختلفة، كما استطاع بلانك أن يحدد ثابت التناسب بين تردد الموجة وطاقتها، فأصبح ذلك الثابت يعرف باسمه (ثابت بلانك).

وبفضل نظرية الكم التي وضعها بلانك أمكن تفسير الكثير من |الظواهر الطبيعية| التي فشلت| قوانين الفيزياء| التقليدية في تفسيرها، كما أدت الاكتشافات الأحدث منها إلى تأكيد صحتها مثل الفعل الكهرضوئي وتركيب الذرّة وغيرها.

تأثير اكتشاف بلانك لكمّات الطاقة:

عندما اكتشف بلانك نظرية الكم اعتقد العلماء بأن ما وصل إليه بلانك ليس أكثر من خرافة رياضية لا علاقة لها بالواقع، وقد اعتقد هو بذلك أيضاً، ولكن بعد وقت قصير، أصبحت نظريته تثبت صحتها من خلال اكتشافاتٍ أخرى، فقد استخدم بعض العلماء نظرية الكم في تفسير ظواهر آخري لا تقل أهميةً عن ظاهرة إشعاع الجسم الأسود، فقد استفاد |اينشتاين| من نظرية الكم لتفسير ظاهرة الفعل الكهرضوئي، (وهو التأثير المتبادل بين الكهرباء والضوء، فقد لاحظ العلماء بأن تسخين سلك |المصباح الكهربائي| يجعله يصدر أضواءً بألوان مختلفة بحسب درجة التسخين)، كما استعان نيلز بور  بنظرية الكم في تفسير الطيف الترددي لذرة الهيدروجين، وكذلك كان لنظرية الكم أثرها الكبير في وضع قانون الإرتياب للعالم هايزنبرغ (الذي يقول بأنه لا يمكن تحديد سرعة الإلكترون ومكانه في نفس الوقت، ويمكن فقط معرفة احتمال وجود الإلكترون في موضع محدد عند سرعة محددة)، كل ذلك وغيره أثبت صحة نظرية الكم فنال بلانك جائزة نوبل على هذه النظرية وأهميتها الكبيرة.

أغرب مفهوم نتج عن نظرية الكم:

بناءً على نظرية الكم فإن |فوتونات الضوء| هي كميات محددة من الطاقة، ولكنها تستطيع انتزاع الإلكترونات من مداراتها، ولكن الالكترون جسيم دقيق، ما جعل أينشتاين يقول بأن الفوتون هو في الحقيقة جسيم له طبيعة موجية، ثم أضاف العلماء فكرةً جديدة، مفادها أن الإلكترون أيضاً هو جسيم له طبيعة موجية، ولإثبات ذلك قام العلماء بتجارب كثيرة على الإلكترونات فتبين بأنها تتصرف أحياناً كجسيمات، بينما تتصرف في أوقاتٍ أخرى وكأنها موجات، والأغرب من ذلك فقد تبين للعلماء بأن الاإلكترونات تستطيع التواصل فيما بينها وتنقل لبعضها بعض المعلومات مثل جهة دوران الإلكترون حول نفسه، وهي تستطيع التواصل مع بعضها مهما كانت المسافة بينها، وهذا التواصل لحظي بمعنى أنه لا يستغرق أي وقت.


لكي تعم المعرفة بين الناس شارك المقال مع الآخرين.

بقلمي سليمان أبو طافش

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/19/2021 08:58:00 م

ماكس بلانك و أغرب النظريات الحديثة

 - الجزء الأول -

ماكس بلانك و أغرب النظريات الحديثة
ماكس بلانك و أغرب النظريات الحديثة
تصميم الصورة : رزان الحموي

من هو ماكس بلانك Max Planck ؟

هو عالم فيزيائي ألماني، من مواليد سنة 1858 في مدينة كيل، وتوفي سنة 1947، وقد نشأ في أسرةٍ متعلمةٍ ومتدينة، ضمن بيئةٍ محافظةٍ على التعاليم الدينية والذهاب إلى الكنيسة والالتزام بالدراسة العلمية والنزاهة والشرف، فقد كان جده عالم لاهوت في جامعة غوتينغن، وكان والده أستاذاً للحقوق في جامعة كيل و|جامعة ميونخ|، وكان عمّه قاضياً وقد اشترك في وضع القانون المدني الألماني.

 يعتبر بلانك أول من نتحدث عن نظرية الكم (الكوانتم) التي تعتبر مع نظرية النسبية لأينشتاين محور فيزياء القرن العشرين، نظراً للمفاهيم الجديدة التي جاءت بها هاتان النظريتان. كما حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1918.

نشأة بلانك ومسيرته:

في سنة1867  تلقى والد بلانك عرضاً للعمل في جامعة ميونخ، فانتقل بلانك مع أسرته إلى هناك، ودخل مدرسةً ثانويةً درس فيها علم الفلك و|الرياضيات | والميكانيك، فكانت تلك خطواته الأولى في رحلته مع الفيزياء. 

في سنة 1874 أنهى بلانك دراسته الثانوية، ودخل جامعة ميونخ ليدرس الفيزياء، وكان الاعتقاد السائد وقتها بأنه لا يوجد شيء جديد لاكتشافه في الفيزياء، لأن العلم قد اكتشف كل شيء في| عالم الفيزياء|، فنصحه أحد الأساتذة بدراسة شيء آخر، ولكنه أصرّ على دراسة الفيزياء، وقال بأنه يريد التعمق اكثر في مبادئ الفيزياء.

في سنة 1877 انتقل بلانك إلى برلين فتلقى التعليم على أيدي بعض كبار الفيزيائيين، فدرس |علم الحرارة| (الترموديناميك)، وقدّم رسالات دراساته العليا في مجال القانون الثاني للترموديناميك، وحالات توازن الأجسام حرارياً عند درجات حرارة مختلفة.

حصل بلانك على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة ميونخ مع مرتبة الشرف، ولم يكن قد اجتاز عامه العشرين، ثم اشتغل في التدريس بجامعة ميونخ ثم في جامعة كيل، وفي سنة 1889 أصبح أستاذاً للفيزياء في| جامعة برلين|، ويقي فيها حتى تقاعد في عمر السبعين عام 1928.

نظرية الكم:

في كانون الأول من عام 1900، أعلن بلانك للعالم عن اكتشافه الجديد الذي هزّ الوسط العلمي وأربك الكثير من كبار العلماء مثل أينشتاين، والذي غيّر الكثير من مفاهيم الفيزياء والمادة، وقد مهّد اكتشافه لظهور ما بات يعرف بنظرية الكم (الكوانتم)، فقد أعلن بلانك بأن طاقة الموجات الضوئية تتغير على شكل قفزاتٍ لحظيةٍ، وبأنها كميات غير متصلة زمنياً، بمعنى أن الطاقة تنتقل فجأةً من مستوى محدد إلى مستوى آخر دون المرور بمراحل انتقالية بين المستويين، أي أن الطاقة تتكون من كتلٍ صغيرةٍ جداً أسماها كموميات أو كمّات، ومفردها كم (QUANTOM).

كان الاعتقاد العلمي السائد في ذلك الوقت هو أن الطاقة تتزايد أو تتناقص بمقادير متواصلة زمنياً أي بلا حد أصغر للارتفاع أو الانخفاض، فجاءت نظرية الكم لتفرض نفسها كحقيقةٍ يجب التعامل معها، ما أجبر العلماء على إعادة التفكير في الكثير من المعلومات والمفاهيم القديمة، وهذا ما أدى إلى فهم جديد للطبيعة ومكونات المادة وطبيعة الإشعاع.

اقرأ المزيد...

بقلمي سليمان أبو طافش

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/16/2021 12:18:00 ص



نظرية الكوانتوم بين العلم و الفلسفة :

في نهاية القرن التاسع عشر برزت أمام العلماء مجموعة من القضايا و الظواهر التي لا يمكن تفسيرها إلا باعتبار أن الضوء عبارة عن كميات محددة من الطاقة و أول من جاء بهذه الفكرة هو العالم ماكس بلانك عام 1900 عندما قال بأن طاقة الضوء لا يمكن أن تتدفق بشكل متواصل بل بكميات محددة ومتقطعة وكل كمية منها تسمى كوانتم أي الجوهر .
ثم تبنى آينشتاين هذه الفكرة عام 1905 لأنه وجد فيها تفسيراً لما يعرف باسم الفعل الكهرضوئي.

ولكن مهلاً ما هو الفعل الكهروضوئي؟

بناء على نظرية أينشتاين فقد تغير مفهوم العلماء للضوء، فقد كانت الفكرة السائدة قبل ذلك أنّ الضوء موجة لأنه يخضع لظواهر الانعكاس والتداخل والانعراج ولكنه إذا امتلك كميات محددة ومتقطعة من الطاقة فهو إذاً مجموعة كبيرة من الجسيمات ..
  • فكيف يمكن لشيءٍ ما أن يكون له بنيتان مختلفتان ؟
  •  وهل الضوء موجة أم جسيمات ؟
  • وإذا كان موجة فلماذا يتصرف كالجسيمات ؟ 
  • و إذا كان جسيمات فلماذا يتصرف كالأمواج ؟..
كل هذه التساؤلات وغيرها بقيت غامضة لمدة طويلة.

بعد عدة سنوات جاء عالم فيزيائي فرنسي يدعى لويس دو برايل:

وزاد الأمر تعقيداً حين قال إنّ طبيعة الضوء الغامضة تنطبق أيضاً على الإلكترونات وعلى كل الجسيمات المجهرية السريعة .
و قد أثبت ذلك بإخضاع الإلكترونات لتجربة شقي يانغ فوجد أنّ الإلكترونات تتداخل مثل الضوء ومثل الأمواج .

وتبرز هنا معضلة جديدة :

فالموجة ظاهرة فيزيائية تنشر في وسط ما أو حتى في الخلاء ولكنها تنتشر ضمن مجالٍ مكانيٍ محدد فلا يمكن القول إن هذه الموجة موجودة في مكان محدد في زمن محدد. بينما يمكن تحديد مكان الجسيم في كل لحظة وبناءً على ذلك لا يمكن أن يكون الشي الواحد جسيماً وموجةً معاً .

ولكن التجارب العديدة أثبتت أن الضوء والجسيمات المجهرية لها طبيعة مزدوجة فهي أحياناً تتصرف كجسيمات و أحيانا كموجات , ولكن ذلك ليس عشوائياً ولا عبثياً .

وبناءً على هذا الفهم الجديد لحقيقة الأشياء المجهرية:

كان لا بد من وضع قانونٍ ما يصف سلوك هذه الأشياء وقد قام بذلك العالم إيروين شرودينغر الذي تمكّن من صياغة معادلة رياضية موجية تصف هذه الأشياء التي لم تعد تسمى جسيمات .
والجدير بالذكر في هذا السياق أن طبيعة هذه الأشياء المزدوجة جعلت من المستحيل التنبؤ بسلوكها وتحديد مكانها ومستوى طاقتها في لحظة ما وكل ما يمكن معرفته هو فقط احتمال وجودها في وضع ما عند لحظة ما وتحت شرط ما .فهي أشياء غير قابلة للتحديد .

ومما سبق :

تبين للعلماء أن طبيعة الأشياء الدقيقة جداُ ( النانوية )هي طبيعة احتمالية غير قابلة للتكهن الدقيق .
لقد كانت هذه النظرية بمثابة ثورة علمية غيرت الكثير من المفاهيم وقد حصل الكثير من العلماء في مطلع القرن العشرين على جوائز نوبل بسبب مساهماتهم في بناء هذه النظرية .

إقرأ المزيد ...
بقلمي سليمان أبو طافش✍️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/14/2021 09:14:00 ص

ماذا تعرف عن نظرية المعلومات 

ماذا تعرف عن نظرية المعلومات
ماذا تعرف عن نظرية المعلومات 


 نظرية المعلومات 

المعلومات وفق المفهوم الدارج هي مجموعة من المعارف والمفاهيم والحقائق  الراسخة في أذهاننا أو الموجودة في كتاب ما أو صورة ما أو حتى في فيلم ....

والمعلومات بمعناها العلمي لا تختلف كثيراً عن ذلك ولكن المهم هو طريقة التعبير عن المعلومات وكلما استطعنا وصف المعلومات بطريقة مختصرة أكثر وبسيطة أكثر كلما احتجنا مكاناً أصغر لتخزين المعلومات ووسيلة أبسط لنقل المعلومات . فنحن اليوم في زمن ثورة الاتصالات و من المهم جداً  نقل أو تخزين أو معالجة أكبر كمية من المعلومات بأسرع وقت .

في عالم الإتصالات

 من الضروري جداً نقل المعلومات لمسافات بعيدة بدقة فائقة أي بدون تشويه وبدون ضياعات وبدون التأثر بالعوامل الخارجية التي تسمى الضجيج .

وللقيام بذلك ظهرت طرق عديدة منها التعديل والتشفير وأخيراً ظهر مفهوم التكميم .

وكلها تقوم على تغيير شكل المعلومات بطريقة ما لنتمكن من إرسالها ثم إعادة بنائها في جهة الاستقبال .

طرق نقل الملومات 

التعديل :

من أقدم الطرق لنقل المعلومات الطريقة المسماة التعديل وتقوم على تحميل إشارة المعلومات على إشارة أخرى ذات تردد عالي تسمى الإشارة الحاملة وفي جهة الاستقبال يتم فصل إشارة المعلومات عن إشارة الحامل باستخدام دارات الكترونية خاصة تسمى المرشحات ( الفلاتر ) وهذا ما يسمى بكشف التعديل .

هذه الطريقة لم تكن آمنة لأنها شديدة التأثر بالضجيج وسهلة الاكتشاف من قبل من يحاول سرقة معلوماتنا وهذا الأمر قد يكون خطيراً جدا ً خاصة في المجالات العسكرية والأمنية .

التشفير:

طريقة أخرى أكثر أمنا ودقة هي طريقة التشفير التي تقوم على فكرة ترميز كل معلومة برمز معين يسمى شيفرة ( كود ) قبل تحميلها على الإشارة الحاملة وإرسالها وفي جهة الإستقبال يتم كشف التعديل أولاً ثم فك التشفير واستخلاص المعلومات .

والطريقة المثلى لتشفير المعلومات هي باستخدام نظام الرموز الثنائية وكل رمز ثنائي يتألف من سلسلة من الأصفار والواحدات وهو نفس النظام الذي يستخدمه الحاسب في معالجة وتخزين وإخراج المعلومات .

عملياً يتم تمثيل الصفر بجهد كهربائي منخفض ( 0 فولط مثلاً ) ويتم تمثيل الواحد بجهد مرتفع ( 5 فولط مثلاً )


حديثاً ...

بدأ استخدام الأنظمة الرقمية في الإتصالات وهذه الأنظمة تستخدم نظرية أينشتاين النسبية ونظرية الكوانتم ( الكم ) وكذلك تستخدم نظرية أخرى تسمى نظرية شانون نسبة إلى العالم الذي وضعها 

و التي تدرس إمكانية وشروط تحويل المعلومات إلى شيفرات بأقل عدد ممكن من الرموز . وعندما تكاملت وتعاونت هذه النظريات مع بعضها البعض استطعنا الحصول على الأجهزة والتقنيات الحديثة التي ننعم بها 

مثل الهواتف الذكية و وشبكات الإتصال وشبكات التواصل الاجتماعي وحتى نظام تحديد المواقع ونظم المعلومات الجغرافية و في الكثير من الأجهزة و التطبيقات الطبية وغيرها الكثير من المجالات التي دخلت مختلف جوانب حياتنا اليومية فجعلتها أسهل وأكتر متعة .


🔭بقلم سليمان أبو طاش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/16/2021 10:54:00 م

أسئلة غريبة وأجوبتها أكثر غرابةً
 أسئلة غريبة وأجوبتها أكثر غرابةً
تصميم الصورة : وفاء مؤذن

ما الذي كان موجوداً في الكون بعد ولادته مباشرةً؟

يقول العلماء بأن مادةً فائقة الكثافة هي كل ما كان موجوداً في تلك اللحظة التي تلت| نشأة الكون|، 

فخلال الأجزاء الأولى من الثانية الأولى من عمر الكون، كانت كثافة الكون هائلةً جداً، ومحصورةً في حيزٍ ضئيلٍ جداً، ولكن كيف ظهرت هذه الحالة ومن أين جاءت؟ 

للإجابة عن هذا السؤال لابد أولاً من الإجابة عن سؤالٍ آخر، هو: أين نجد مثل تلك الحالة في الكون؟

بحسب نظرية بين روز-هوكينغ، فإن حالات التفرد الثقالي الموجودة في |الثقوب السوداء|، قد تشكلت في مجرى الانهيار التثاقلي التجاذبي لنجومٍ عملاقة تُحتضر،

 فحالات الكثافة الهائلة موجودةٌ في الكون بكثرة، في الثقوب السوداء تحت أفق الحدث، 

وأفق الحدث هو البعد عن الثقب الأسود الذي إذا وصل إليها أي شيءٍ فإنه لن يفلت من جاذبية الثقب الأسود، وكل شيءٍ تحت أفق الحدث محجوبٌ عنا تماماً،

 ورغم أننا نستطيع تخيل الكثير عنه، فإننا لم نفهمه بعد، ومن خلال حالة التفرد تلك، يمكن تشكل كوناً كاملاً مثل كوننا.


نظرية بين روز-هوكنغ:

كتب العالمان بين روز  ستيفين هوكينغ عن وجود مادةٍ هائلة الكثافة، وذات درجة حرارةٍ كبيرةٍ جداً في مركز الثقب الأسود،

 ومن هذه المادة قد ينشأ كونٌ ما، إذا انفجر الثقب الأسود لسببٍ ما،

 والثقوب السوداء دائمة التشكل في الكون، فتقريباً ينشأ ثقب أسود في الكون المنظور كل أسبوع، ونحن نعلم ذلك من خلال |التلسكوبات| الروبوتية، التي ترصد ما يسمى انفجارات أشعة غاما، 

وكل ذلك يعني بأن الكون نشأ من حالة كثافةٍ هائلة، وتنشأ فيه دائماً حالاتٌ من الكثافة الهائلة، هي الثقوب السوداء.


الحلقة المفرغة:

إذا كان كوننا قد ظهر من انفجار ثقبٍ أسود، وهو يحتوي على مليارات الثقوب السوداء، ففي مركز كل |مجرةٍ |يوجد ثقبٌ أسود، وكل ثقب قد ينفجر ليولّد كوناً جديداً، فهذا يعني بأننا ندور في حلقةٍ مفرغة، وهذا يدعم فرضية الأكوان المتعددة، 

فبحسب هذا الطرح فإن كوننا قد لا يكون الوحيد، ولكن السؤال المحيّر الذي يبقى أمامنا هو: من أين جاء أول ثقبٍ أسود؟ 

وهذا يقودنا إلى وجود نظريةٍ خاصة قد نسميها نظرية الجاذبية الكمومية، لأنها تجمع بين نظرية الجاذبية القائمة على نظرية| النسبية العامة|، وبين| نظرية الكم| (الكوانتم)، ولكن تلك النظرية لم يكتشفها أحدٌ حتى الآن.


لنتخيل معاً:

يحتوي كوننا على الكثير من الثقوب السوداء العملاقة، التي تشكّل مراكز المجرّات، وتفوق كتلة تلك الثقوب كتلة شمسنا بمليارات المرّات،

 وبما أن نسيج الزمكان (الزمان والمكان) في قلب الثقب الأسود غير محدود، فإن جزيئاته قد تتحرك في أي اتجاه، وهي ربما تمضي نحو المستقبل أو نحو الماضي،

 ولذلك افترض| أينشتاين| بأن الأمكنة والأزمنة قد تتوحد من خلال ما يسمى الثقوب الدودية، التي تعتبر كأنفاقٍ في نسيج الزمكان، وقد كتب الكثير من العلماء عن ذلك.


اقرأ المزيد...

🔭بقلمي سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/14/2021 03:36:00 م

الحواسيب الكوانتية - الجزء الأول


الحواسيب الكوانتية - الجزء الأول
الحواسيب الكوانتية - الجزء الأول



النظرية الكَمّيَّة (الكوانتية):

بعد ظهور نظرية الكم المعروفة باسم |النظرية| |الكوانتية| أو نظرية |الكوانتوم| شهدت الكثير من المجالات العلمية قفزات تطورية هائلة ما دفع العلماء إلى اعتبار نظرية الكم بمثابة ثورة علمية حقيقية، ليست لأنها غيرت الكثير من المفاهيم والتصورات والتوقعات فقط بل أيضاً لأنها فتحت أبواباً واسعة لتطبيقاتٍ عدّة، (وكنت قد شرحت تفاصيل هذه النظرية في مقالة سابقة) ولعل من أهم هذه التطبيقات ما يعرف بالحواسيب الكوانتية فلنتعرف عليها.

وما يؤكد أن هذه النظرية وتطبيقاتها ستغير مجرى التاريخ المستقبلي هو أن الدول العظمى بدأت تتسابق في الحصول على التقنيات الكوانتية وتطبيقاتها وبدأت تضع لها ميزانياتٍ كبيرةً لأنها تدرك أهميتها، فالمستقبل سيكون لمن يمتلك مفاتيح تلك التقنية.


تطويرات |الحواسيب| الكوانتية:

في عام 2018 وقّع |الرئيس الأمريكي| |دونالد ترامب| قراراً بالموافقة على ما يسمى المبادرة الأمريكية الوطنية للكوانتوم بميزانية وصلت إلى 1.2 مليار دولار، وقبل ذلك بعام تقريباً كان |الاتحاد الأوروبي| قد خصص ميزانية بمبلغ مليار دولار لمبادرة مشابهة، وقبل ذلك بسنتين تقريباً بدأت |الصين| بإنشاء مركز متخصص بالعلوم التطبيقية باستخدام تقنيات الكوانتوم بميزانية وصلت إلى عشرة مليارات دولار، ما يعني بأن القوى العلمية والاقتصادية العظمى في العالم أدركت جميعها بأن المستقبل العلمي والتقني سيعتمد على مدى ما تمتلكه أي دولة من معرفة وتقنية في مجال الكوانتوم وبالأخص في مجال الحواسب الكوانتية.


بماذا تختلف الحواسب الكوانتية عن الحواسب المعروفة حتى الآن؟

الحواسيب العادية:

تعمل الحواسب العادية على مبدأ الخانة الرقمية الثنائية المسماة (BIT) والتي تعبر عن مساحة صغيرة جداً من ذاكرة الحاسوب تحمل قيمة منطقية إما صفر أو واحد، بمعنى أن جميع البيانات والمعلومات والبرامج المخزنة في الحاسوب هي مجرد شيفرات ثنائية مكونة من عدد هائل من الأصفار والواحدات وكل سلسلة من هذه الأرقام الثنائية ترمز لمعلومة ما ( كلمة أو حرف أو لون أو قيمة ...) ويقوم الحاسب بمعالجة هذه الأرقام الثنائية بمجموعة كبيرة من العمليات الحسابية والمنطقية للحصول على نتيجة ما وإظهارها لنا بوسيلة إخراج معينة مثل الشاشة أو الطابعة ...


الحواسيب الكوانتية:

تعمل على مبدأ جديد يسمى البت الكوانتي (QUBIT) بحيث يستطيع هذا البت أن يحمل كَمّيَّة كبيرة من المعلومات أكثر بكثير من البت العادي الذي يستطيع أن يأخذ قيمة واحدة فقط ( صفر أو واحد ) وذلك لأن مبدأ الكوانتم قائم على عدم القدرة على توقع السوية الطاقية للإلكترون إلا بشكل احتمالي فيمكن جعل السوية الطاقية للإلكترون كشيفرة تدل على معلومة ما بمعنى أن الذرة الواحدة تستطيع حمل عدد كبير من المعلومات المشفرة باستخدام السويات الطاقية للإلكترون، و كذلك يقوم مبدأ الكوانتوم أيضاً على أن الإلكترونات المتفاعلة مع بعضها تتفاعل بطريقة غامضة بحيث تأخذ حالات متمايزة دائماً فلو كان أحد الإلكترونين المتفاعلين يدور حول نفسه بجهة عقارب الساعة فإن الإلكترون الثاني سيدور بعكس عقارب الساعة مهما كانت المسافة بينهما ورغم أن ذلك يبدو غريباً وغير مفهوم إلا أن العلماء استطاعوا الاستفادة منه بجعل الحواسيب الكوانتية سريعة جداً لأنه لا يجب قراءة حالة جميع البتات الكوانتية بل يكفي قراءة بعضها لمعرفة حالة بقية البتات الكوانتية.


اقرأ المزيد ...

بقلمي سليمان أبو طافش ✍️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/17/2021 03:09:00 م

 هل يمكن للعلم معرفة كل شيء ؟



مع كل إشراقة شمسٍ وإطلالة قمر، يقدم لنا العلم اكتشافاً جديداً أو اختراعاً يغير شيئاً من معرفتنا.. 

  • فهل سيستمر ذلك إلى الأبد؟
  • هل سيستمر منحنى العلم يتصاعد؟
  • أم هل سيأتي يومٌ ندّعي فيه بأننا اكتشفنا كل شيء؟
  • أم أن ذلك مجرد خيالٍ ولا يمكن معرفة كل شيء؟
  • فكأنما العلم بحر ٌ لا قرار له أو جبل لا يمكن بلوغ قمته 

قبل مئتي سنة تقريباً:

كتب أحد الفلاسفة ما معناه أنه لا يمكننا بأي شكلٍ ما أو طريقةٍ ما معرفة مكونات النجوم بسبب بعدها الهائل، ولكننا بعد ذلك بعقودٍ قليلةٍ اكتشفنا مكونات النجوم بدقة هائلة، وذلك دون الحاجة إلى الذهاب إليها فلدينا طريقة تسمى التحليل الطيفي للاشارات تمكننا من خلال دراسة الأشعة القادمة من النجوم أن نحدد مكوناتها، ولكن وبعد أن اعتقدنا أن تلك الطريقة تكفي لتحديد مكونات النجوم وبأننا نعرف فعلاً مكوناتها خرج لنا العلم بمفاهيم جديدة مثل المادة المظلمة والطاقة المظلمة والمادة المضادة ما جعلنا نعيد حساباتنا ونراجع أوراقنا.

وفي عام 1900:

قال العالم الشهير كلفن بأنه لم يبقَ شيءٌ يمكن اكتشافه في الفيزياء فلقد اكتشفنا كل شيء، وبعد ذلك بعدة أشهر فق أطلق العالم الشهير ماكس بلانك نظرية الكم ( الكوانتم ) فاتحاً باباً جديداً أمام العلم عموماً والفيزياء خصوصاً، ثم بعده بخمس سنوات فقط خرج ألبرت أينشتاين بنظرية النسبية التي اعتبرت ثورة فيزيائية جديدة غيرت الكثير من المفاهيم وفتحت أبواباً أخرى وكل بابٍ يفتح أبواباً و أبواب.

ثم توالت الاكتشافات العلمية بتسارعٍ كبير فظهرت نظرياتٌ جديدةٌ مثل نظرية توسع الكون , والانفجار العضيم وغيرها الكثير.

المعنى هنا أنه لا يجب ولا يمكننا الجزم بإمكانية تحقيق شيءٍ ما أو باستحالة تحقيقه، فما كنا نعجز عنه بالأمس نستطيع فعله اليوم وما نعجز عنه اليوم قد نفعله غداً فكل شيءٍ حولنا في تتطور وخاصة العلم .

ولكن ذلك لا يعني بأننا قد نبلغ قمة المعرفة فكلما وجدنا أنفسنا على مقربةٍ من القمة نكتشف قمماً جديدة، ولكن .

هل هناك أمورٌ لا يمكن للعلم أن يكتشفها ؟هل هناك حدودٌ لا يمكن لمعرفتنا أن تبلغها؟

تقول نظرية الكم

بأنه لا يمكن تحديد سرعة الإلكترون ومكانه في نفس الوقت فإذا استطعنا تحديد مكانه جهلنا سرعته، وإذا استطعنا تحديد سرعته جهلنا مكانه، فحقيقة الإلكترون هي من الأمور الغامضة التي لم نتيقن منها حتى الآن.

وعلى نفس المبدأ خرج لنا عالم سويدي بمبرهنة قال فيها أنه لا يمكن لنظم الرياضيات بأعقد أشكالها أن تكون متكاملة و متجانسة في نفس الوقت فهي إما أن تكون متكاملة أو أن تكون متجانسة.

ٍإقرأ المزيد...


سليمان أبو طافش  🔭

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/03/2021 04:38:00 م

 كيف تطور مفهومنا للمادة؟ - الجزء الثاني


كيف تطور مفهومنا للمادة؟ - الجزء الثاني
كيف تطور مفهومنا للمادة؟ - الجزء الثاني

تتمة لما تكلمنا عنه سابقاً حول كيف تطور مفهومنا للمادة؟ 

نظرية الكوانتم :

كان نموذج بور للذرة هو مفتاح الإجابة على ذلك السؤال خاصةً بعد أن قدّم العالم ماكس بلانك نظرية الكم  (الكوانتم) التي تقول بأن الطاقة تتألف من أجزاء صغيرة جداً فإذا اكتسب الإلكترون عدداً محدداً من أجزاء الطاقة فإنه سينتقل إلى مدارٍ جديد أما إذا اكتسب عدداً أقل فإنه لن يغادر مداره فهو إما أن يبقى في مداره أو أن ينتقل إلى مدار آخر ولا يمكن له أبداً التواجد بين مدارين، 

فكانت إجابة ذلك السؤال على النحو التالي:

عند تسخين سلك المصباح بما يكفي ينتقل الإلكترون من مداره إلى مدارٍ أعلى وعند عودته إلى مداره يطلق كميةً من الطاقة على شكل ضوءٍ أحمر، وبزيادة تسخين السلك سيكتسب الإلكترون طاقة أكبر تجعله ينتقل إلى مدارٍ أعلى وعند عودته من المدار الأعلى سيطلق طاقةً أكبر على شكل ضوءٍ أصفر، أما عندما يصبح لون السلك أبيض فيكون الإلكترون قد وصل إلى المدار الأخير فلا يمكن إطلاق ضوء آخر بعد ذلك.

 ولكن الغريب في الأمر أن الإلكترون عندما ينتقل من مداره إلى مدارٍ آخر فإنه لا يقطع المسافة بين المدارين بل هو يختفي فجأة من مداره ويظهر في نفس اللحظة في المدار الجديد فتطورت بذلك نظرة العلماء إلى الإلكترونات فأصبحت أشبه بالسحابة بدلاً من كونها جسيمات ثم تبين فيما بعد حَسَبَ نظرية الكم بأنه لا يمكننا تحديد مكان وسرعة الإلكترون في نفس الوقت فإما أن نحدد مكانه ونجهل سرعته أو أن نحدد سرعته ونجهل مكانه.


تجارِب ألبرت أينشتاين:

في نفس تلك المدّة تقريباً كان العالم الشهير ألبرت أينشتاين يُجري تجاربه على العَلاقة بين الكهرباء و الضوء فوجد بأن تسليط شعاع ضوئي على سلكين قريبين من بعضهما  وغير متلامسين سيولّد فيهما تياراً كهربائياً بمعنى أن الضوء استطاع اخراج الإلكترونات من مداراتها ومن ذراتها أيضاً، وقد وجد أيضاً بأن شدة التيار المتولد تختلف حَسَبَ لون الضوء الساقط على السلكين وليس حَسَبَ شدة الإضاءة وهذا ما يتوافق مع تفسير تغير لون ضوء مصباح أديسون، فاكتشف آينشتاين بأن كل لون من ألوان الضوء يمتلك عدداً محدداً من كميات الطاقة فوضع بذلك نظريته الكهرضوئية التي حاز بها على جائزة نوبل.


ولكن ذلك يعني بأن الضوء يتألف من جسيمات لأنه استطاع دفع الإلكترونات لإخراجها من مداراتها في حين أن التجارِب كانت قد أثبتت بأن الضوء موجات ما دفع آينشتاين إلى القول بأن الضوء عبارة عن جسيم له طبيعة موجية.


وفي نفس الوقت كان العالم لويس دي بروي يتابع ما توصل إليه آينشتاين فقال: إذا كان الضوء جسيم له طبيعة موجية بمعنى أنه يستطيع التصرف كجسيم أو كموجة وقد استطاع دفع الإلكترون فهذا يعني بأن الإلكترون أيضاً هو جسيم وموجة في نفس الوقت، وكانت هذه قفزة جديدة في تطور نظرتنا إلى المادة، فإذا كان الإلكترون موجة وهو مكون رئيس للذرة فهذا يعني بأن الذرة أيضاً هي موجة وإذا كانت الذرة موجة فالمادة كلها عبارة عن موجات.


بقلمي سليمان أبو طافش ✍️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/21/2021 07:32:00 م

الروح بين الفلسفة والعلم
الجزء الثاني

الروح بين الفلسفة والعلم  - الجزء الثاني                                                                         تصميم الصورة : وفاء المؤذن
الروح بين الفلسفة والعلم  - الجزء الثاني
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

 في المقال السابق تكلمنا عن إذا كان ما يمكن التأكد من وجود الروح علمياً وسنكمل في هذا المقال ..

تجارب علمية بخصوص الروح:

عندما خرج |تشارلز دارون| إلى العالم بنظريته العجيبة حول |التطور|، أثارت تلك النظرية ما أثارته من ردود أفعالٍ في مختلف الوسائط العلمية والفكرية والدينية وحتى بين الناس العاديين، وبغض النظر عن كل ما أثير حول تلك النظرية، فقد أثارت حفيظة طبيبٍ أمريكيٍ يدعى دنكين مكدوغال، الذي اعتبر بأن |نظرية التطور| تساوي بين الناس والحيوانات، فهي تعني بأن البشر لا يمتلكون ما يميزهم عن الحيوانات سوى العقل، متجاهلةً أي وجودٍ للروح، إلا إذا كانت الروح موجودةً لدى الحيوانات أيضاً، ومن هنا قرر دنكن إثبات وجود الروح علمياً وعملياً، واعتمد على ذلك بأن الروح يجب أن تمتلك وزناً .

فإذا استطاع قياس وزن الشخص قبل الموت وبعد الموت مباشرةً فقد يثبت وجود الروح، وبالفعل قام بوضع ستة مرضى على وشك الموت على أسرّةٍ مزودةٍ بموازين حسّاسةٍ ودقيقة جداً وكان مع مساعديه يراقبون كافة المؤشرات الحيوية للمرضى طوال الوقت، فتبيّن له بأن الوزن الطبيعي للإنسان الذي يحتضر يتناقص بمقدار 28 غرام كل ساعة، وفي لحظة الموت تماماً توقفت جميع المؤشرات الحيوية للمرضى، ونقص وزن بعضهم بمقدار 21 غرام تقريباً، فاستنتج دنكن بأن هذا النقصان ناتجٌ عن خروج الروح من الجسد، فاعتبر أنه أثبت وجود الروح، وعرف بأن لها وزناً مقداره 21 غرام، ولكن بقي عليه إعادة الاختبار على الحيوانات، وبالفعل أعاد نفس الاختبار على الكلاب فوجد بأن وزنها لم ينقص عند الموت، وهذا ما اكد أن الحيوانات ليس لديها أرواح بحسب ما اعتقده دنكن. وقد أراد دنكن إكمال أبحاثه وكان عازماً على تصوير الروح عند خروجها ولكنه مات سنة 1920 قبل أن ينجح في ذلك.

جملةٌ من الأسئلة حول ما قدمه دنكن من أهمها:

  1. هل قدّم دنكن الدليل القاطع على وجود الروح؟
  2. هل نقصان الوزن عند الموت ناتجٌ بالضرورة عن خروج الروح من الجسد أم أن له سبباً آخر؟

بالنسبة للسؤال الأول، فالإجابة هي لا، لأن الاختبار أجري على ستة أشخاصٍ فقط فلا يمكن اعتبار نتائجه دليلاً قاطعاً، خاصةً وأن النتائج لم تكن نفسها في كل الاختبارات، وقد ذكر دنكن نفسه بأن حالتين أعطتا نتائج غير منطقية، أما بالنسبة للسؤال الثاني فلا يمكن الجزم بأن نقصان الوزن ناتجٌ عن خروج الروح من الجسد فربما له أسبابٌ أخرى، ولكن حتى الآن وبعد أكثر من مئة سنة على تجارب دنكن لم يستطع أحدٌ معرفة سبب ذلك النقص على وجه اليقين.

نظريات أخرى حول الروح:

توجد عدة رؤى وأفكار ونظريات حول الروح، ولكن أشهرها ما قدّمه العالم روجر بينروز صاحب الشهرة في مجال عمله في |نظرية النسبية| وحول الثقوب السوداء، حيث كان من العاملين مع ستيف هوبكنغ الشهير، وقد قدّم نظريةً مع العالم ستيوارت هامروف مفادها أن الخلايا العصبية في الدماغ تمتلك مجموعةً من البروتينات التي تعمل وفق |نظرية الكم| (الكوانتم) فهي تستعمل قوانين ميكانيك الكم للتحكم بالدماغ والجسم البشري بمعنى أنها تقوم بوظائف الروح، وقد أقيم اختبار عام 2013 دعم على صحة هذه النظرية.
وفي الختام أود القول بأن حقيقة الروح لازالت سراً من أسرار هذا الكون، وقد تبقى كذلك إلى الأبد، ولكن مهما كانت الروح، فلنجعلها عامرةً بالحب والعطاء لأن ذلك هو أهم ما يميز بني الانسان.
 
إذا وجدت شيئاً مفيداً فشاركنا ولو بتعليق.

سليمان أبو طافش🔭

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/21/2022 02:00:00 م

هل يمكن للموسيقى أن تؤثر على حالتنا النفسية؟
 هل يمكن للموسيقى أن تؤثر على حالتنا النفسية؟ 
تنسيق الصورة : رزان الحموي
  
النجاح والسير إلى الأمام دائماً ما يربطه العلماء والخبراء بالحالة النفسية للأفراد، فهي القادرة على دفع الفرد إما إلى السعي خلف أحلامه وطموحاته، أو جعله كالطفل الرضيع التائه الذي لا يقوى على الحركة إلا بمساعدة أحد ما.

واليوم سوف نتطرق للتحدث عن أهم المواضيع لدى الفئات العمرية المختلفة ولا سيما لدى المراهقين، وهي ما تأثير الموسيقا على حالتنا النفسية اليومية؟، إن كنت مهتم بهذه الأمور تابع معنا المقال حتى النهاية.

ما رأي العلم من هذا الأمر

إن الترددات التي تظهر بالمخ ويتكيف معها ويقوم بتحفيز موجات محددة به، وهذه الموجات هي (Brinois Waves)، وهذه الموجات تحمل ذات التردد العادي والذي قيمته (10HZ).

إنَّ العلم يرى أن كل حالة من الحالات التي يمر بها الفرد لها موجات يطلقها المخ مختلفة عن الأخرى، حتى أنَّ المخ يقوم بإطلاق هذه الموجات بشكل تلقائي بالحالات المختلفة، مثل حالات (الغضب، الخوف، النوم، التأمل، الحلام..)، فكل حالة هي عبارة عد HZ محدد، ومن أجل خداع المخ على إطلاقها يتم اللجوء إلى ما يسمى بال(|Binaural Beats|).

فمثلاً إن كنا نريد النوم أو الاسترخاء، فنحن فعلياً بحاجة إلى معرفة ما هي هذه الترددات من أجل التحكم بموجات المخ، وهنا إن استمعت إلى الموسيقا التي قوتها ما بين [7-13HZ] فهي قادرة على جعلت تنام.

أين تستخدم طرق الترددات الموسيقية؟

أغلب |الأطباء النفسين| يعتمدون على استخدام هذه الطرق بعياداتهم ولتطبيقها على مرضاهم، حتى أنَّ أغلب الأفراد اللذين يقومون بجلسات التأمل يلجؤون إلى هذه الطريقة.

في عام (1973) قام موقع (|Scientific American|) بنشر بحث متخصص بتأثير الموسيقا على دماغ الإنسان، والذي كتبه الدكتور "بوب بروكتور"، حيث شرح به بشكل دقيق ما هي نظرية ال(Binaural Beats)، وما هو تأثير الذبذبات على الحالة العقلية؟.

حتى أن معهد (Monro) الذي يثبت بالكثير من الدلائل والدراسات والأبحاث صحة هذه النظرية، وأن التأثير النفسي له علاقة كبيرة على ذبذبات المخ، وبالتالي الصوت له تأثير كبير على الحالة المزاجية للإنسان.

استفسارات

السؤال الأهم بمقال اليوم هو: هل يا ترى باستطاعتنا رؤية الصوت أو الموسيقا؟.

الكثير من الأشخاص لا يعلمون أن الصوت عبارة عن طاقة (|Energy|)، فهي تنتج من الذبذبات التي تنتقل بواسطة المواد المختلفة، مثل (الهواء، الماء،..) وهي التي تقوم بالحركات الاهتزازية.

وبكل تأكيد هذه الطاقة تؤثر بالمادة، بالتالي من الطبيعي جداً أن تؤثر بالحالة النفسية والمزاجية، ولكن نحن بحاجة إلى إثبات صحة هذا الكلام بشكل فيزيائي أو ملموس.

ظرية (Cymatics)

هذه النظرية معرفة باسم (|Cymatics|) لدراسة الصوت والاهتزازات في العالم المرئي، وهذه النظرية تهتم بشكل كامل على أشكال ترددات الصوت.

وبشكل أوضح يمكننا القول: 

ببساطة نحن نستطيع الإحساس بالصوت ولكن من أجل أن نراه، فهنا نحن بحاجة إلى تحويل الاهتزازات لأشكال مرئية باستخدام مواد معينة.

هل يمكن للموسيقى أن تؤثر على حالتنا النفسية؟
 هل يمكن للموسيقى أن تؤثر على حالتنا النفسية؟ 
تنسيق الصورة : رزان الحموي
  

ما هي أصول نظرية ال(Cymatics)؟

لربما تكون هذه المعلومة غريبة أو جديدة نوعاً ما لديك، ولكن |القبائل الأفريقية| هي من استخدمت تلك النظرية منذ أكثر من 1000عام، فهم كانوا يستخدمون ذرات الرمل على الطبول، وذلك من أجل تشكيل أشكال معينة مع اهتزاز الطبل، وهذه كانت أحدى الطرق التي كانوا يعتقدون أنهم يستشرفون المستقبل بها.

ولكن العالم العبقري العالمي "|ليوناردو دافنشي|" هو فعلياً يعتبر أول شخص سجّل الاهتزاز، عن طريق طاولة خشبية يحوي على بعض ذرات التراب من الممكن أن تصنع أشكال مختلفة حسب الاهتزاز الصادر.

وبالتأكيد لن ننسى العالم "|جاليلو|" والعبقري "روبرت هووك" اللذين اكتشفوا نفس الموضوع، حيث أن العالم "روبرت" قام بتجربة على لوح من الزجاج مغطى بشكل كامل بالدقيق، ومن ثم قام بصناعة الاهتزاز بهذا اللوح باستخدام قوس الكمان.

والجدير بالذكر أنّه لا الكتب التاريخية ولا العلمية استطاعت البت بأمر عبقرية "روبرت"، وإلى الأن لا أحد يعلم هل فعلاً هو من ابتكر هذا الامر؟، أم أنه استطاع الوصول إلى مذكرات العالم " دافنشي " أو " جاليلو " واستحوذ على أفكارهم؟.

أشكال الاهتزازات

في الحقيقة لا يمكن إحصاء كم عدد الأشكال التي تقوم اهتزازات الصوت بصناعتها، لأنها تشكل أشكالاً مختلفة بحسب الترددات الواردة.

في القرن التاسع عشر ظهر على الساحة الموسيقي الألماني الذي يسمى ب "ايرنست شلادني" المعروف ب (أبو الصوتيات)، حيث قام هذا المغني بدارسة ما أدلى به العالم "روبرت هووت" بالإضافة إلى بعض التجارب على ما أدلى به العالم من تقارير وإثباتات.

وتوصل إلى النتيجة التالية: "أنّه ليس فقط درجة الاهتزاز هي القادرة على صناعة أشكال مختلفة، بل وأيضاً المكان الذي يبدأ به الاهتزاز (الذي يتعرض لاهتزاز الصوت بالبداية)، له تأثير كبير بالأشكال الهندسية التي تتكون من المواد التي يمر بها هذا الصوت".

من المسؤول عن إطلاق اسم (Cymatics) على نظرية ال(Cymatics)؟

في 1967 قام الدكتور "هانز جيني" وهذا أحد أهم العلماء اللذين ساهموا بشكل كبير بفهم موضوع الترددات والاهتزازات، وقام بإطلاق لقب ال(Cymatics) وكتبه بأبحاثه الخاصة، وشرح كيفية تشكل |الأشكال الهندسية| بالصوت عن طريق المعادلات الرياضية، بالإضافة إلى كيفية تحول صوت الإنسان إلى أشكال هندسية.

حتى أن هذا العالم استطاع ربط (Cymatics) بأشكال الطبيعة، وقال أيضاً: "أن دراسة موجات الصوت واهتزازاتها  والأشكال الهندسية لها، أحد المواضيع الهامة لأي فرد له ميول بدراسة علم الفلك، أو |الجيولوجيا|، أو البيولوجي، أو التشريح، أو أي علم من علوم الحياة".

هل يمكن للموسيقى أن تؤثر على حالتنا النفسية؟
 هل يمكن للموسيقى أن تؤثر على حالتنا النفسية؟ 
تنسيق الصورة : رزان الحموي 
 
بكل تأكيد علم كبير وضخم مثل هذا العلم نحن غير قادرين على شرحه بالتفصيل بمقال واحد فقط، ولكن كان لا بدّ لنا من تسليط الضوء على أهم الأفكار به

تأثير ال(Cymatics) على الماء

إنَّ أساسيات هذه النظرية يمكن تطبيقها على السوائل مثل الماء، فتخيل أن تقوم بوضع سماعة صوت كبيرة  وجهاز لتغيير الصوت على فوهة أحد الصنابير المتدفقة بالماء، هنا تستطيع تغير شكل الماء بناءً على ضبط موجات الصوت والتي ستقوم بالاهتزازات المناسبة للماء، فبكل تأكيد شكل الماء ب(25HZ) غير ال(50HZ).

حتى ال(الموائع اللانوتونية) مثل ال(الكاتشب، الشامبو، الدم، معجون الأسنان،..) الكلام ينطبق عليها.

أهم التجارب المبينة على نظرية ال(Cymatics)

بعام 1977 قام مهندس الصوتيات "جون ريد" بتجربة أهم تجربة داخل الهرم الأكبر بمصر وبالتحديد بحجرة الملك، فهذه الحجرة مصممة بشكل تستطيع سماع الترددات بداخلها، فتخيل إن قمت بالولوج إلى هذه الحجرة من دون وجود أي إضاءة، من الممكن أن تستمع بوضوح نبضات قلبك أو صوت تنفسك، فهنا استكشف السر ببناء هذه الحجة بسماع ترددات معينة.

لذا قرر أن يجري تجربته الخاصة استناداً على نظرية ال(Cymatics) ولكن داخل الهرم، فهذه الحجرة ساعدت بشكل كبير صناعة الأشكال بترددات مختلفة، ومع وجود صدى الصوت وانعكاسات رهيبة لذبذبات الصوت داخل الحجرة، وهذا ما يؤكد الاهتمامات الكبير للفراعنة بنظريات الأصوات وتصميمهم لمباني قادرة على صناعة صدى كبير جداً كطريقة لتواصلهم مع العالم الأخر.

الصدمة

الغريب والصاعق أن هذا العالم اعترف بكتابه "Egyptian Sonics" ما يلي: "أنَّ بعض الحروف الهيروغليفية تمَّ رسمها على جهاز خاص بالتجربة التي أجراها داخل الهرم"، وهذا دليل تام أن |الأحرف الهيروغليفية| كانت تعني أصوات لها ترددات معينة.

حتى أنه أكد أن الموسيقى والترانيم لها علاقة أكيدة مع الأهرامات، وتحديداً الترانيم القريبة من الترانيم الجروجية بأصوات متحركة.

الأسرار المنسيّة

نظرية ال(Cymatics) موضوع كبير جداً، حتى أن الكثير من العلماء مقتنعين بشكل تام أن الأشكال التي نراها بالطبيعة ما هي إلا انعكاسات لبعض التأثيرات في المادة، فتخيل أن كل هذه الأمور بسبب الصوت وطاقته.

هذه الأمور لا يمكن البت بها على أنها خيال علمي أو خزعبلات، بل هو علم لدراسة الصوت الملموس وكيف من الممكن أن تتحول الموسيقى إلى أشكال بحسب الترددات المختلفة.

الموسيقى وعلاقتها بالألوان

هناك ظاهرة مثبتة علمياً ويعاني منها تقريباً 4% من البشر: أن بعض |أنواع الموسيقا| تجعل الإنسان عندما يستمع إلى نوع محدد من الأصوات يرى بالمقابل لون محدد، لا يمكن تصنيف هذه الظاهرة على أنها مرض بل يمكن القول عنها أنها عبارة عن اتحاد الحواس بوقت معين.

وعند هذا الكم من المعلومات المسرودة نكون قد انتهينا من مقال اليوم، إن أعجبك نرجو مشاركتنا برأيك ضمن التعليقات.

دمتم بخير.
آلاء عبد الرحيم

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/02/2021 03:35:00 م

ماهي العشوائية وهل لها قوانين؟؟
ماهي العشوائية وهل لها قوانين؟؟
تصميم الصورة رزان الحموي 

 ما هي العشوائية؟ 

ومتى نصف ظاهرةً ما بأنها عشوائية؟ 

هل نقول عن حادثةٍ معينة بأنها عشوائية لأننا لا نستطيع التنبؤ بحدوثها؟.... أم لأنها لا تخضع لأية قوانين؟ 

وهل حقاً لا تخضع الظواهر العشوائية لأية قوانين؟..... أم أن لها قوانين نجهلها؟


انشغل المفكرون منذ القدم بمحاولة فهم الظواهر التي تبدو عشوائية

وحاولوا تمييزها عن| الظواهر العشوائية| ووضع وصفٍ دقيقٍ لكل ما هو عشوائي،

 فلقد عرفوا بأن بعض الظواهر لا تخضع لأية قوانين في حين أن بعضها الآخر يخضع لما يسمى بقوانين الإحتمالات، 

بمعنى أنه يمكن التنبؤ بجميع النتائج المحتملة لحادثة ما ولكن لا يمكن تحديد النتيجة الحتمية لها بل يمكن فقط توقّع النتيجة بحسب الإحتمال الأكبر، 

ولكن تلك النتيجة قد لا تقع بالضرورة، 

فمثلاً عند رمي قطعة نقود نعلم بأنها ستستقر على أحد وجهيها فاحتمال أن يظهر أي وجهٍ لها هو 50% ولكن لا يمكن التنبؤ بالوجه الذي سيظهر على وجه اليقين.

 يمكن نظرياً أن نتحكم بالوجه الذي نريد ظهوره لو استطعنا دفع القطعة النقدية بسرعةٍ محددةٍ ومحسوبةٍ بدقة،

 ولكن عملياً قد يكون ذلك مستحيلاً، فإذاً تلك الحادثة ليست عشوائية بالمطلق فثمة احتمالٌ ولو كان ضئيلاً يسمح بالتحكم بها وتحديد نتيجتها مسبقاً.

بعض الظواهر الطبيعية كانت تبدو عشوائيةً إلى حدٍ بعيد 

لأننا لم نكن نفهمها ولكننا تمكّنا فيما بعد من وضع القوانين التي تحكمها فلم تعد عشوائيةً بالنسبة لنا،

 فمثلاً كان من الصعب جداً توقّع هطول الأمطار أو الثلوج ولكن اليوم أصبح ذلك من المسلّمات.


في عام 1840 قدّم العالم الفرنسي الشهير لابلاس فكرته الجديدة حول حتمية كل شيء،

 فقال بأنه لو امتلك القدرة الذهنية والحسابية الكافية أو لو كان لديه آلة حاسبة فائقة لتمكن من حساب كل الإحتمالات وحل جميع المعادلات اللازمة وعندها سيستطيع معرفة نتائج كل الأحداث، 

بمعنى أن هذا| الكون |قابلٌ للقياس و التنبؤ بكل ما فيه وكل ما حدث أو قد يحدث محسوبٌ مسبقاٌ ويمكن معرفته، 

وهذا يشبه فكرة |القضاء والقدر| عند المؤمنين،

 ولكن هذا الطرح لم يُعجب أصحاب نظرية الفكر الحر وحرية الإختيار فإذا كان كل شيءٍ حتمياً فأين هي الإرادة الحرة في اتخاذ القرارات 

وإذا كان الإنسان حراً في اختياراته فلا يمكن أبداً التنبؤ بالمستقبل، 

ولا زالت معضلة الحتمية في مقابل |الإرادة الحرة| قائمةً حتى اليوم وقد لا تنتهي أبداً.

في بداية القرن التاسع عشر

 اكتشف| العلماء |بأن |الغازات| تتكون من عدد هائل من الجسيمات الصغيرة التي تتحرك وتتصادم بحيث لا يمكن التنبؤ بحركة أي جسيمٍ على حدة، 

ولكن يمكن تحديد سلوك الغاز وخصائصه ككل،

 بمعنى أنه يمكن التنبؤ بسلوك الغاز بشكلٍ إجمالي دون الحاجة إلى معرفة سلوك مكوناته الصغيرة وذلك ما أوحى بخطأ فكرة لابلاس حول| الحتمية| لأنه لا يمكن حساب تحركات كل جزيء على حدة.

في بداية القرن العشرين

 ظهرت| نظرية الكم| التي أكدت على أن نتائج أي ظاهرة كمّية (على مستوى الجسيمات الصغيرة جداً) هي نتائج احتمالية بحيث لا يمكن توقع ما سيحدث بل يمكن حساب احتمال حدوثه فقط.

|ألبرت آينشتاين| لم يقتنع بنظرية الكم وقال بضرورة وجود قوانين أدق وأعمق تحكم عالم الجسيمات الصغيرة بحيث تكون النتائج حتمية فلا يمكن التسليم بأن هذا الكون غير قابل للتنبؤ وقال مقولته الشهيرة 

"الله لا يلعب النرد"

، ثم أمضى بقية حياته في البحث عن نظريةٍ تحل تلك المعضلة دون نتيجة.


اقرأ المزيد...


🔭بقلمي سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/12/2022 10:01:00 م

ما هي الأشكال المحتملة لنهاية عالمنا؟
  ما هي الأشكال المحتملة لنهاية عالمنا؟
تصميم الصورة : وفاء المؤذن  
نشأ كوننا هذا قبل حوالي 13.8 مليار سنة، وأقوى النظريات التي تفسّر نشأته هي نظرية الانفجار العظيم، التي تقول بأن الكون بدأ من نقطة متناهيةٍ في الصغر، ذات حرارةٍ وضغطٍ هائلين، انفجرت فجأةً وراحت تتمدّد بسرعةٍ هائلةٍ في كل اتجاه، ولكن مهما كانت حقيقة نشأة الكون، فإن العلماء يبحثون منذ سنواتٍ طويلةٍ عن الطرق الممكنة والأشكال المحتملة لنهاية كوننا، فمنطقياً لا يمكن لشيءٍ أن يبقى إلى الأبد، ولكل شيءٍ نهاية، فما هي السيناريوهات المحتملة لنهاية الكون الذي نعرفه ونعيش فيه؟

ما الذي يدفع الكون إلى التمدد بعكس قوى الجاذبية؟

أصبح معروفاً ومؤكداً أن الكون يتوسّع في كل لحظة، وسرعة توسّعه تتزايد باستمرار، ولتفسير ذلك افترض العلماء وجود شيءٍ ما يدفع الكون إلى التمدد، وأطلقوا على ذلك الشيء اسم الطاقة المظلمة، ومع أن |أينشتاين| كان أول من طرح فكرة الطاقة المظلمة، فإنه لم يكن مقتنعاً بها، بل اعتبرها فكرةً ساذجةً وسخيفة، ولكن العلماء اليوم أصبحوا أكثر اقتناعاً بوجود تلك الطاقة، فهي التفسير الوحيد لتوسّع الكون بوجود قوى الجاذبية التي يجب أن تدفعه نحو الانكماش.

كيف نعرف أن الكون يتوسع؟

لاحظ العلماء بأن لون الضوء الصادر عن جسمٍ ما يميل إلى اللون الأحمر إذا كان ذلك الجسم يبتعد عنا، ويميل إلى اللون الزرق عندما يكون المصدر الضوئي يقترب منا، وعند مراقبة المجرات، اكتشف العلماء بأن أوانها جميعاً تنزاح نحو اللون الأحمر وهذت يعني شيئاً واحداً، وهو أن جميع المجرات تبتعد عن بعضها البعض، أي أن الكون يتمدد.  

السيناريو الأول هو التمزّق العظيم

أول سيناريو محتملٍ لنهاية الكون، يسميه العلماء بالتمزّق العظيم، فخلال الصراع المستمر بين قوى الجاذبية و|الطاقة المظلمة|، يتوسّع الكون باستمرار وبسرعةٍ متزايدة، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال ملاحظة المسافات المتزايدة بين |المجرّات|، فجميع المجرّات تتباعد عن بعضها البعض، وخلال توسّع الكون فإنه يخلق نسيجاً جديداً للزمكان (الزمان والمكان)، وعندما يبلغ الكون حداّ معيناً للتوسّع ستصبح الجاذبية بلى جدوى.

عندما يتوقف الزمان

عندما تصبح قوى الجاذبية عاجزةً عن موازنة الطاقة المظلمة، وذلك بسبب التوسّع المتزايد للكون، فإن كل ما في الكون سيبدأ بالتمزّق، فبدايةً ستتمزق المجرات، وتنتشر أشلاؤها في كل مكان، ثم ستنفجر الثقوب السوداء والنجوم وفي النهاية ستنفجر الكواكب والمذنبات، وحتى الذرات ستتمزق وتنتشر مكوناتها الدقيقة، وسيتحول كل شيءٍ في الكون إلى جسيماتٍ صغيرةٍ سابحةٍ في فراغ الكون بسرعةٍ تفوق سرعة الضوء، وعندها سيتوقف الزمان.

هل هناك بدايةٌ جديدةٌ لكونٍ جديد؟

من المحتمل بعد أن يتحوّل كل شيءِ في الكون إلى غبار متناهي الصغر، أن تعود تلك الجسيمات الصغيرة إلى الاندماج معاً مجدداً، لتشكّل جسماً هائلاً ينسحق تحت قوة جاذبيته، فينكمش ليصبح نقطةً متناهيةً في الصغر، وبازدياد قوى الجاذبية التي تضغطها على نفسها، سيزداد الضغط والحرارة في قلب تلك النقطة، حتى تنفجر في النهاية معلنةً لحظة انفجارٍ عظيمٍ جيد، ونشأة كونٍ جديد.

ما هي الأشكال المحتملة لنهاية عالمنا؟
  ما هي الأشكال المحتملة لنهاية عالمنا؟
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
  
بعد أن تعرفنا على السيناريو الأول من ضمنٍ أكثر السيناريوهات احتمالاً حول نهاية الكون، يجب أن نؤكد على أن جميع هذه السيناريوهات هي مجرّد فرضيات، ومهما كانت الأدلّة التي تدعهما قويةً، ستبقى فرضياتٍ لا يمكن التحقّق من صحتها، وهي ستحتاج لمليارات السنين حتى تحدث، ولكن لننتقل الآن إلى السيناريوهات المحتملة الأخرى لنهاية الكون.

السيناريو الثاني هو التجمّد العظيم

السيناريو الثاني المحتمل لنهاية الكون هو ما يسميه العلماء بالتجمّد العظيم، بحيث يفترض بعض العلماء بأن توسّع الكون سيؤدي إلى ابتعاد مكوناته عن بعضها البعض، وبما أن غيوم الغاز ستتبعثر وتبتعد عن بعضها البعض، فإنها لن تكون قادرةً على الاندماج لتوليد المزيد من النجوم، ومع الوقت ستموت جميع النجوم الموجودة في الكون، وستختفي الشموس وتختفي معها الكواكب، وحتى الثقوب السوداء ستتبخّر يوماً ما بسبب |إشعاع هوكينغ|.

ما هو إشعاع هوكينغ؟

يقول العالم |ستيف هوكينغ| (ويوافقه على ذلك الكثير من العلماء)، بأن بعض الأشعة تستطيع الإفلات من جاذبية الثقوب السوداء بحسب نظرية الكم، وتلك الأشعة هي ما يسمى إشعاع هوكينغ، وذلك يعني بأن جزءً من مادة الثقب الأسود سينقص باستمرار، متحولاً إلى أشعةٍ هاربة، غير أن المادة التي يبتلعها الثقب الأسود ستبقى أكثر بكثيرٍ مما يخسره، ولكن عند غياب ما يبتلعه الثقب الأسود، فإن إشعاع هوكينغ سيكون كافياً لجعل الثقب الأسود يتبخّر ويختفي خلال مليارات السنين.

السيناريو الثالث هو الانسحاق العظيم

وهو السيناريو المحتمل الثالث لنهاية الكون، ووفق هذا السيناريو فإن بعض العلماء يعتقدون بأن كمية الطاقة المظلمة في الكون سوف تتناقص، فتتفوق عليها قوى الجاذبية، وعندها سيبدأ توسّع الكون بالتباطؤ، ثم سيتوقف، وبعد ذلك سيبدأ الكون بالانكماش تحت تأثير قوى الجاذبية، وكلما اقتربت مكونات الكون من بعضها البعض سيصبح الكون أكثر حرارةً، ومع الوقت ستندمج الثقوب السوداء مع بعضها وستلتهم كلَّ شيء.

مرّةً أخرى قد تكون النهاية بدايةً جديدة

في نهاية المطاف سيصبح الكون كلّه مجرّد ثقب أسود وحيد، وكل شيءٍ بداخله، ولكن بعض العلماء يرون بأن المرحلة التالية لذلك هي انفجارٌ عظيمٌ جديد، بحيث سينفجر ذلك |الثقب الأسود| الوحيد، تحت تأثير الضغط الهائل والحرارة الهائلة بداخله، فينشأ عن انفجاره كونٌ جديد، لتبدأ رحلةٌ جديدةٌ من رحلات الكون في النشوء والتطور ثم الدمار.

مهما كان شكل نهاية الكون، فهي نهايةٌ حتمية، ولكن الجيد في الأمر أن تلك النهاية مهما كانت فهي ليست قريبةً أبداً، وقد تستغرق مليارات السنين قبل أن نصل إليها، ولا أحد يدري أين سنكون حينها، فمن الأفضل ألا نشغل بالنا بذلك، ولكن إذا كانت لديك آراءٌ أخرى، فنأمل أن تشاركنا بها وأن تشارك المقال مع أصدقائك.

سليمان أبو طافش

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/16/2021 10:58:00 م

 أسئلة غريبة وأجوبتها أكثر غرابةً
- الجزء الثالث -

أسئلة غريبة وأجوبتها أكثر غرابةً
 أسئلة غريبة وأجوبتها أكثر غرابةً
تصميم الصورة : وفاء مؤذن

لنستكمل معاً الإجابة عن الأسئلة الغريبة ...

الزمن وحرية الاختيار:

حاول |ستيفين هوكينغ| في العديد من مؤلفاته، الربط بين الزمن وحرية الاختيار، فنحن نعيش في عالمٍ فيه مفهوم المسؤولية ينبع من مبدأ السبب والنتيجة،

 وهذا يجعل الزمن يتجه دائماً من الماضي نحو المستقبل، فالسبب دائماً يسبق النتيجة،

 ولكن إذا فقد الزمن اتجاهه هذا، فسينعدم مبدأ السببية، وستنتفي المسؤولية، وهذا سيعني بأن كل شيءٍ سيكون مقدراً سلفاً، ولن يكون هناك وجودٌ للخير والشر.


هل يوجد ما هو أسرع من الضوء؟

يقول ستيفين هوكنغ بأن وجود الفوتونات التي تتحرك بسرعة الضوء، يعني بأنه يمكن نظرياً على الأقل، وجود جسيماتٍ أسرع من الضوء، وقد أسماها تاكيونات،

 ولكن العلماء نجحوا في تسريع الجسيمات إلى 99.99% من| سرعة الضوء|، وبعد ذلك مهما زادوا من الطاقة فلم يحصلوا على أية نتيجة، بمعنى أنهم فشلوا ببلوغ سرعة الضوء فكيف يتجاوزونها؟

  ولكن فشل العلماء في ذلك لا يعني بأن التاكيونات غير موجودة.


لماذا يتحرك الزمن نحو الماضي إذا تحركنا بسرعةٍ تفوق سرعة الضوء؟

بحسب| نظرية النسبية|، فإن زيادة السرعة تؤدي إلى تباطؤ الزمن، وعند بلوغ سرعة الضوء يتوقف الزمن، فإذا استطعنا تجاوز سرعة الضوء فإن الزمن سيتحرك نحو الماضي، 

ولكن لو كان ذلك ممكناً، فربما يستطيع البشر بعد آلاف السنين أن يبنوا آلةً للسفر عبر الزمن، 

وإذا فعلوا ذلك فلماذا لا نلتقي بأشخاصٍ قادمين من المستقبل؟ 

وبما أننا لم نلتق القادمين من المستقبل، فإن ذلك يعني بأن بناء |آلة الزمن| لن يتحقق أبداً، وذلك قد يحدث لأحد سببين،

 فإما أن |السفر عبر الزمن |مستحيلٌ ولن يتحقق أبداً، أو أن البشرية ستنقرض لسببٍ ما قبل أن تتوصل لباء تلك الآلة.


ماذا يترتب على وجود الثقوب الدودية؟

لو كانت |الثقوب الدودية| موجودة، وهي ممراتٌ بين الأكوان، أو بين أماكن مختلفة من الكون، تختصر الزمان والمسافات، فلا بد من وجود مادةٍ تُبقي تلك الممرات مفتوحةً، وهذه المادة يجب أن تمتلك طاقةً سلبيةً، وهذا مفهومٌ جديد، وغريب، 

ولكن بعض العلماء يعتقدون بأنها موجودة فعلاً، والطاقة السلبية مختلفة تماماً عن الطاقة المظلمة التي تدفع الكون إلى التوسّع بشكلٍ متزايد، 

وإذا استطاعت بعض الحضارات التي سبقتنا كثيراً بتطورها أن تمتلك مثل تلك المادة، فربما اكتشفت طريقةً ما للسفر بين النجوم.  فبحسب |نظرية الكم |فإنه من الممكن تحقيق السفر عبر الزمن، ولكن آلية تحقيق ذلك لا زالت غير مفهومة.  


الكون متعدد الأبعاد:

نحن نعيش في كونٍ ثلاثي الأبعاد من حيث المكان،

 ولو افترضنا وجود أكوانٍ أخرى، فمن الممكن وجود أكوانٍ بأبعادٍ متعددة، ولو فرضنا وجود كائناتٍ عاقلةٍ متطورةٍ في كونٍ رباعي الأبعاد، فمن المستبعد أن تستطيع التواصل مع كائناتٍ في كونٍ ثلاثي الأبعاد مثلنا،

 بل من غير المحتمل أن تستطيع ملاحظة وجودنا، 

ولقد اشتغل الكثير من العلماء على مثل هذه الفرضيات منذ منتصف القرن العشرين، بعد انهيار فرضية الكون الثابت مع اكتشاف تضخم الكون، واكتشاف أن أكواناً جديدة قد تنشأ باستمرار بسبب التقلبات الكمومية الدائمة في الكون

إذا استغربت ما طرحناه في هذه المقالة فشاركها مع أصدقائك.

   

🔭بقلمي سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/03/2021 10:44:00 م

الذرة من الألف إلى الياء - الجزء الرابع 


الذرة من الألف إلى الياء - الجزء الرابع
الذرة من الألف إلى الياء - الجزء الرابع


تتمة لما تكلمنا عنه سابقاً حول الذرة من الألف إلى الياء.....

اخر ما توصل إليه العلماء حول |بنية الذرة|


نماذج جديدة:

في عام 1911 لمع اسم عالمٍ جديدٍ يدعى نيلز بور الذي عمل جاهداً لحل لغز نموذج رذرفورد معتمداً على نظريتين جديدتين هما نظرية الكم لماكس بلانك التي تقول بأن الطاقة تنتقل على شكل حزمٍ صغيرة تسمى كمّات (كوانتم)، ونظرية التأثير الكهرضوئي لآينشتاين التي اعتبرت الضوء سيلاً من الجسيمات المسماة |فوتونات|. 


وبناءً على هاتين النظريتين اعتمد بور على دراسة ما يسمى بطيف الذرات فلقد اكتشف نيوتن سابقاً باستخدام الموشور بأن الضوء المرئي يتكون من عددٍ كبيرٍ من الأضواء ولكل ضوءٍ لونٌ محددٌ وطول موجةٍ محدد وبشكل مشابه نجد أن لكل عنصرٍ في الطبيعة طيفٌ خاصٌ به فعند دراسة بور لذرة الهيدروجين بتهييجها حتى تصبح مشعة وجد أن طيفها يتكون من أربعة ألوان محددة وهذا قاده إلى وضع نموذج جديدٍ يصف بنية الذرة

نموذج بور الجديد لبنية لذرة:

1) تدور الإلكترونات حول النواة في مداراتٍ محددة. 

2) كلما كانت طاقة الإلكترون كبيرة كلما كان مداره بعيداً عن النواة وعندما يقفز الإلكترون من مدارٍ بعيدٍ إلى مدارٍ أقرب فإنه يفقد جزءاً من طاقته على شكل فوتونات.

الغريب في حركة الإلكترون أنه ينتقل بين المدارات بحركة آنية فهو يقفز من مدارٍ إلى آخر دون أن يمر بالفراغ بينهما وهذا الأمر لا زال بدون تفسير حتى الآن.


رغم جمال نموذج بور وتكامله فإنه لم يستطع تفسير الطيف الذري لجميع العناصر ما جعله يبدو ناقصاً. 


خلاصة ما تم اكتشافه

في عام 1924 قدّم العالم الفرنسي لويس دي بروي ورقة عمل معتمداً على ما قدمه آينشتاين حول أن الضوء عبارة عن جسيمات تتصرف كموجات فأثبت بأن ذلك ينطبق على الإلكترونات أيضاً.


بعد ذلك تمكن العالم الشهير هايزنبرغ من وضع المعادلات الرياضية التي تصف سلوك الذرة و التي اشتغل عليها العالم شرودنغر فتمكن من صياغة معادلة جديدة تعتبر من أهم المعادلات الحديثة في ميكانيك الكم لأنها تصف الإلكترونات على أنها جسيمات تتصرف كموجات بما يؤكد نموذج لويس دي بروي للذرة.


عند حل معادلة شرودنغر نحصل على مجموعة من الحلول وكل حل يصف شكلاً محدداً لمدار الإلكترون حول النواة ما يعني أن الإلكترون يرسم عدداً كبيراً من المدارات حول النواة حَسَبَ طاقته وعند جمع كل تلك المدارات معاً سنجد بأنها أشبه بسحابة تحيط بالنواة ومن هنا ظهرت تسمية السحابة الإلكترونية التي تمنع إمكانية تحديد مكان الإلكترون وسرعته في أية لحظة وتجعل وجوده مجرد مجموعةٍ من الاحتمالات. وهذا هو النموذج الأحدث للذرات.


إذا وجدت بعض الفائدة فشارك المقال مع الآخرين.

بقلمي سليمان أبو طافش ✍️


 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/20/2021 10:20:00 ص

خلق الكون بين العلم والأديان

 خلق الكون بين العلم والأديان


 انطلاقاً من فكرة أن| الخالق| قد أمرنا بأن نسير في| الأرض |وننظر كيف بدأ الخلق، فإن هذا يقودنا إلى ضرورة اتباع| العلم| وما توصّل إليه بغضِّ النظر عن موقفنا منه،

 بمعنى أن نأخذ العلوم بشكلٍ حياديٍ ونبحث فيها حتى يتبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود،

 فوحده الزمن ووحدها الأدلة العلمية القاطعة والمقنعة هي التي ستوصلنا إلى الحقيقة.

الكون من وجهة النظر العلمية:

أصبحنا نعلم جميعاً بأن أكثر| النظريات العلمية| قبولاً لدى |العلماء| ومعظم الناس حول نشأة الكون هي نظرية| الإنفجار العظيم|، ولكن دعونا نتساءل أولاً:

 ماذا كان يوجد قبل ذلك؟

يقول العلماء المؤيدون لنظرية الإنفجار العظيم بأن| الزمان| و|المكان| لم يكن لهما أي وجود قبل لحظة الإنفجار العظيم،

 وهذا يعني بأن لا شيء كان موجوداً قبلها، 

إذاَ ما الذي انفجر؟ 

كيف تحوّل اللاشيء إلى شيء نتجت عنه كل الأشياء؟

 هل يمكن علمياً تحول الفراغ إلى مادة أو إلى طاقة؟

 هذا لا يبدو منطقياً أبداً.....


ولذلك يعتقد الكثير من| رجال الدين| بأن نظرية الإنفجار العظيم لا تنفي وجود الخالق بل تؤكده،

 فلابد من وجود موجدٍ ما أوجد الشيء أو الأشياء التي انفجرت ضمن ذلك الحيّز الضيّق جداً من الفضاء وأخذت تتوسع وتتمدد حتى نشأ عنها كل هذا |الكون| الفسيح.


قوانين جديدة مربكة:

يعتقد فريقٌ من العلماء بأن |المادة| و|الطاقة |يمكن أن تنشأ من العدم، خاصةً بعد اكتشاف |قوانين الكم| (الكوانتم) التي تأكدت صحتها بما لا يقبل الشك رغم أنها غريبة وغير منطقية فهي تخالف ما اعتدنا على فهمه و تصديقه

 فقد تبين بأن| القوانين الفيزيائية| التي نعرفها لا تنطبق على الجسيمات الصغيرة جداً التي تكوّن |الذرات|، وكذلك تبين بأن بعض الجسيمات تستطيع أن توجد في مكانين مختلفين بنفس الوقت 

وبأن تلك الجسيمات تمتلك خاصية غير مفهومة تمكّنها من التواصل مع بعضها وتبادل المعلومات بشكلٍ لحظي مهما كانت المسافة بينها و كأنها لا تعترف بالزمن، كل تلك المفارقات الغريبة التي تخالف منطقنا جعلت بعض الباحثين يسعون جاهدين لمعرفة ما الذي يحدث على مستوى الجسيمات الدقيقة، 

ولكن كل ذلك لا ينفي وجود الخالق فمهما كانت القوانين التي تحكم عالم الكم 


فيبقى من يسأل من أين جاءت تلك القوانين؟ 

هل يُعقل أن تكون نشأت بالصدفة أو حسب مبدأ الاحتمالات فقط؟

يرى| العلماء| بأن كل شيء ممكن في عالم الكم، فالشيء قد ينتج من لا شيء، والشيء قد يظهر ويختفي فجأةً، كما قد يتواجد في مكانين مختلفين بنفس الوقت،

 وقد تأكدوا من ذلك فعلاً بما يخص| الإلكترونات| حتى أصبح مفهومنا عن الإلكترونات بأنها ليست مجرد جسيمات تدور حول النواة بل هي أشبه بسحابة تغلّف النواة بحيث لا يمكن تحديد مكان وسرعة الإلكترون في نفس الوقت،

 كما تبين بالتجربة بأن الإلكترون يستطيع الإنتقال من مداره حول النواة إلى مدارٍ آخر بشكلٍ لحظيٍ ودون أن يقطع المسافة بين المدارين فكأنه يختفي من مداره ويظهر في المدار الآخر.

كل ذلك هو مجرد مشاهدات وحقائق تم إثباتها، 

ولكن فهمها وتفسيرها أمرٌ آخر لا زال يلفّه الكثير من الغموض،

 ولكن يجب أن نتذكر بأن عدم فهمنا لأية حقيقة لا يعني بأنها ليست حقيقة، فالحقيقة تبقى حقيقة سواءٌ فهمناها وفسرناها أم لا.

اقرأ المزيد...


بقلمي سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/18/2021 09:26:00 م

كيف تطور مفهومنا للحركة؟ - الجزء الثالث


كيف تطور مفهومنا للحركة؟ - الجزء الثالث
كيف تطور مفهومنا للحركة؟ - الجزء الثالث

استكمالا لما تحدثنا عته سابقاً حول كيف تطور مفهومنا للحركة؟.....

|قوانين نيوتن|

 تعتبر قوانين نيوتن من أساسيات علم الحركة ولا زالت تدرَّس في مختلف مدارس وجامعات العالم حتى اليوم، ولكنه لم يكتفِ بها بل له الكثير من الدراسات والقوانين أيضاً فلقد ساهم بشكلٍ كبيرٍ في وضع أسس التكامل و التفاضل الذين مهدا للكثير من التطبيقات و الاختراعات العلمية الحديثة، بالإضافة إلى إنجازه الكبير في وضع قانون الجاذبية بعد أن لاحظ سقوط التفاحة على الأرض فتلك المشاهدة أثارت فيه الأسئلة وجعلته يبحث عن الأجوبة فلعل أكثر ما يميز العالم عن غيره أنه يلاحظ أكثر ويطرح الأسئلة و يبحث عن الأجوبة.  


|قانون الجاذبية|: 

كل جسمين يؤثران على بعضهما البعض بقوة جذب تتناسب طرداً مع جداء كتلتيهما وعكساً مع مربع البعد بينهما، و لقد بقي هذا القانون صحيحاً ومعمولاً به حتى جاء أينشتاين في نظرية النسبية العامة ليقول بأن الجاذبية ليست مجرد قوة بل هي انحناء (تحدب)  في نسيج الزمان والمكان (الزمكان) تحدثه الكتلة حولها ما يجعل الأجسام المجاورة لها تنجذب نحوها وكلما كانت الكتلة أكبر كلما أحدثت أنحناءً أكبر وكلما أثرت لمسافاتٍ أبعد، وهذا ما يفسر تأثر الضوء بالجاذبية فالمعروف بأن الضوء عديم الكتلة فالمفروض ألا يتأثر بالجاذبية بحسب قانون نيوتن ولكن التجربة والملاحظة أكدتا بأن الضوء يتأثر بالجاذبية بدليل أنه لا يستطيع النفاذ من الثقوب السوداء، وبذلك أصبح لدينا مفهومٌ جديدٌ للجاذبية بسبب نظرية النسبية العامة، وحديثاً تم اكتشاف بأن الجاذبية ذات طبيعةٍ موجية وقد أمكن رصد أمواج الجاذبية عند اندماج نجمين نيوترونيين ما أكد على أن الجاذبية ذات طبيعة موجية وهذا يقودنا إلى استنتاجٍ خطير، فكل ما نعرفه حتى الآن يتجه إلى أن يكون موجة والموجة ليست شيئاً مادية بل هي مجرد اضطراب في حالة المادة، وحتى الإلكترون الذي يعتبر أحد أهم مكونات المادة قد تبين بأنه ذو طبيعة موجية بعد اكتشاف نظرية الكوانتم (الكم) وهذا ما دفع علماء العصر الحديث إلى القول بأن كل شيء حولنا نعتبره حقيقياً يتكون من أشياء غير حقيقية فإلى أين سيقودنا هذا و ما الذي قد نكتشفه بعد الآن؟


اكتشاف أينشتاين:

أثناء عمل أينشتاين على |الفعل الكهرضوئي| (التأثير المتبادل بين و الكهرباء والضوء) اكتشف بأن الضوء يستطيع أن يحرر الإلكترون من ذرته وكان المعروف حينها بأن الضوء مجرد موجة، فكيف يمكن للموجة غير المادية أن تحرك جسماً مادياً؟ لم يجد أينشتاين أي تفسير لذلك إلا بأن يكون الضوء موجة وجسيم بنفس الوقت، ولكن إذا كانت الإلكترونات تطلق ضوءً عند تسخين سلك المصباح الكهربائي فهذا يعني أيضاً بأن الإلكترون هو موجة وجسيم بنفس الوقت, وقد أثار ذلك الاكتشاف جدلاً كثيراً بين العلماء إلى أن تمكنوا من إجراء التجارِب اللازمة وتأكدوا فعلاً بأن الإلكترون موجة وجسيم في وقت واحد ومن هنا بدأ عصرٌ علميٌ جديدٌ.


إذا أعجبك المقال فشاركه مع أصدقائك 


بقلمي سليمان أبو طافش ✍️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/06/2021 08:52:00 م

  ماذا تعرف عن" السفر عبر الزمن" ؟؟ الجزء الأول


ماذا تعرف عن" السفر عبر الزمن" ؟؟ الجزء الأول
ماذا تعرف عن" السفر عبر الزمن" ؟؟ الجزء الأول



السفر عبر الزمن


الاكتشاف الغريب:

في القرن التاسع عشر .. استطاع أحد العلماء وهو  " هربرت جورج ويلز " أن يصنع آلة للسفر عبر الزمن   في معمله الموجود في لندن  ، و نجح في صناعتها واستخدمها في التنقل بين زمن وآخر ، وانتقل بها إلى 800 ألف سنة في المستقبل ، وعندما خرج منها اكتشف أن لندن تحولت إلى حديقة مليئة بالزهور والمباني الجميلة ، والحياة فيها يطغي عليها الهدوء والبساطة ، وقابل نوع من المخلوقات البشرية اسمهم (الأيلو ) واكتشف أن امكانياتهم العقلية منخفضة وأنهم يعيشون حياة هادئة ومريحة ، ولا يعملون في أي وظائف أو مهام ، واستنتج سبباً لذلك هو أنه نتيجة لتطور البشر في جميع المجالات عبر الزمن وأنهم في النهاية استطاعوا أن يصلوا إلى أعلى درجات الراحة والرفاهية ، فتوقفت البشرية عن التطوير وأصبحوا بدون حاجة إلى العمل ، و كان العالِم منبهر بشكل الحياة هناك ، و تفاجأ أيضاً بوجود مخلوقات ثانية من البشر اسمهم (المورولوك)

 و كانوا عبارة عن مخلوقات "كارهة للضوء".

 واكتشف أن المورولوك هم الذين يمدون الأيلو  بالطعام والشراب وسبل الراحة ، وسبب ذلك أن المورولوك يأكلون الأيلو ، وكانوا بالنسبة لهم قطيع من الخرفان، فيتم تغذيتهم إلى أن يأتي وقت الغذاء فيأكلونهم .


وفي أحد المرات .. بدأ المورولوك بمطاردة العالم ، لكنه استطاع الهرب منهم وانتقل إلى أزمنة أخرى .


_  وخلال انتقاله بين الأزمنة كان يكتشف وجود كوارث في كل زمان ، وهذا ما جعله يقرر أن يعود في النهاية إلى لندن مرة ثانية في زمنه الحقيقي ، والذي كان الزمن الأفضل من كل الأزمنة.


كل ما قرأناه ، ما هو إلا |رواية خيالية| للكاتب جورج ويلز صدرت سنة 1895 م  وكانت بعنوان " |آلة الزمن|" .


* سنتكلم في هذا المقال عن فكرة السفر عبر الزمن بشكل مفضل وواضح :


_ إن فكرة السفر عبر الزمن هي |فكرة فلسفية| قبل أن تكون فكرة علمية ، وبقيت تُطارد البشر عبر العصور،  والموضوع ظهر في حياة البشرية عن طريق عدد من الروايات والأساطير وحتى أفلام السينما .


ومن هذه الروايات " رواية آلة الزمن " والتي تعتبر أول عمل أدبي يعرض فكرة السفر عبر الزمن .


 وتم طرح الموضوع من قبل الكاتب المصري توفيق الحكيم خلال عمل مسرحي.

 والبشر كانوا مهووسون تماما بفكرة التنقل عبر الأزمنة أو السفر للماضي ومشاهدة الأحداث التاريخية التي حصلت في السابق .


نظرية السفر عبر الزمن:

_ ومثل أي نظرية كانت تبدأ ببعض التخيلات والفرضيات ثم تأخد مسار علمي ، أيضا الأمر ذاته مع فكرة السفر عبر الزمن وتصادف ظهور مبادئ علمية في النظرية النسبية ونظريات ميكانيك الكم تناقش موضوع نسبية الزمن وتغيره من مكان إلى آخر.


تعرفنا في هذا الجزء عن فكرة السفر عبر الزمن 

تابع القراءة لتتعرف على النظريات التي ناقشت هذه الفكرة وكيفية إثبات ذلك علميا ... 

بقلمي رهف ناولو ✍️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/19/2022 10:45:00 ص
تجارب كادت أن تؤدي إلى تدمير العالم - اختيار الصورة ريم أبو فخر
 تجارب كادت أن تؤدي إلى تدمير العالم
 اختيار الصورة ريم أبو فخر 
البحث العلمي والتعطش للاكتشاف يعتبر من أكبر العوامل التي تساعد أي باحث في أن يخاطر بأي شيء في سبيل أن يثبت للعالم حقيقة جديدة لم يسمع عنها من قبل، لكن هذه المخاطرة ممكن أن تكون على حساب ملايين البشر وغلطة واحدة صغيرة ممكن أن تؤدي إلى نتائج كارثية وتقلب الأوضاع رأساً على عقب، وبعد ذلك الوقت الندم لا يكون له أي قيمة في نظر العالم.

ومن أخطر التجارب التي كادت أن تدمر العالم:

انفجار ستار فيش برايم

أحد أكبر |الانفجارات النووية| التي سببها البشر هو انفجار ستار فيش برايم أو انفجار حوض السمك، والذي من خلاله كانوا يحددون تأثير الانفجارات النووية في الارتفاعات الشاهقة وتحديداً بالقرب من الغلاف الجوي انطلاقاً نحو الفضاء الخارجي، والدولة المسؤولة عن هذا الانفجار كانت في الولايات المتحدة الأمريكية أيام الحرب الباردة، والانفجار حدث على ارتفاع تقريباً ٤٠٠ كيلو متر فوق المحيط الهادي، وأدى الانفجار إلى اندلاع ما يقارب ١.٤ ميغا طن من الأبخرة والغازات والأدخنة، وهذا يعادل مئة مرة الكمية التي اندلعت من انفجار قنبلة هيروشيما عام ١٩٤٥ ميلادي، ولأن حجم الانفجار كان أكبر من المتوقع بدأت تظهر بعض المخاوف عند العلماء المشرفين على التجربة لأن هذا ممكن أن يؤثر سلباً على المجال المغناطيسي لكوكب الأرض، وهذا يعني أن الدرع الواقي لكل الإشعاعات الكونية التي تأتي من الفضاء الخارجي ممكن أن يضعف ولا يستطيع أن يحمينا بعد ذلك بسبب تأثير الانفجار، ومثل هذا الانفجار ممكن أن يتسبب في إبادة شريحة كبيرة من الحيوانات والنباتات، ويرفع من نسبة الإصابة بالسرطانات، بالإضافة إلى أن كمية الطاقة المنبعثة تأثر على الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض.

في ذلك الوقت قام الاتحاد السوفيتي في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٦٧ ميلادي وتم إبرام اتفاق فيما بينهم على منع أي عملية تفجير نووي مرة أخرى في الفضاء الخارجي.

بكتيريا سوبر باكس

عالم البيولوجيا الجزيئية ألاندا موهن تمكن عام ١٩٧١ ميلادي من عملية التعديل الوراثي على البكتيريا، واستطاع من خلال هذا التعديل أن يحصل على أجيال جديدة تماماً من البكتيريا وأسماها |السوبر باكس|، وهذا الجيل الجديد من البكتيريا يستطيع أن يستهلك الزيوت البترولية بشكل استثنائي، وكان الهدف من إنتاج البكتيريا الجديدة هذه هو أنها تساعد في تقليل التسربات البترولية لأن العلماء كانوا يستخدمون مواد سامة وخطرة على البيئة حتى يتخلصوا من هذه التسريبات، فكانت البكتيريا بالنسبة لهم هي البديل الآمن، ولأن البكتيريا الجديدة كانت مبنية على نوع من الجراثيم الموجود بكثرة في التربة بجميع أنحاء العالم، والذي أدى إلى وجود بعض المخاوف أن البكتيريا الجديدة لو انتشرت في الأرض ممكن أن تقضي على كل الزيوت البترولية الموجودة في الأرض وينفذ الوقود من العالم بأقل فترة ممكنة، وبسبب هذه التخوفات استمرت البكتيريا تحت رقابة مشددة داخل المختبرات ولم تخرج أبداً إلى العالم.

تجارب كادت أن تؤدي إلى تدمير العالم - اختيار الصورة ريم أبو فخر
 تجارب كادت أن تؤدي إلى تدمير العالم
 اختيار الصورة ريم أبو فخر 

مصادم الهدرونات

من أكبر وأشهر تجارب الفيزياء على مدار التاريخ هي تجربة |مصادم الهدرونات| الكبير الذي تم إنشاؤه عام ٢٠٠٩ ميلادي، ومصادم الهيدرونات هو نظام ضخم، وتم إنشاؤه لمحاكاة النموذج الشهير في بداية الكون للانفجار العظيم، فالمصادم يقوم في إنتاج ما يقارب من ٣٠٠ ترليون جسيم ذري، ثم يبدأ في القيام بعملية تسريع شديدة للبروتونات والجسيمات الذرية هذه، ويستمرون في تزويد سرعتهم حتى يصطدموا ببعضهم وهم على سرعة رهيبة، فتنتج عنهم كمية من الطاقة تفوق الوصف، وبناءً عليه يحدث الانفجار الذي يقرب لهم صورة الانفجار العظيم، ويستطيعون من خلاله التوصل إلى السيناريو الحقيقي لبداية الكون، وبالفعل استطاعوا التوصل إلى جسيمات سموها |بوزونات هيكز| والتي تعرف أيضاً باسم جسيمات الإله، وبسبب اعتقادهم بأن بوزنات هيكز هذه تستطيع أن تمنح الطاقة والكتلة للجسيمات الأخرى، ومن أكبر نتائج هذه التجربة أنهم استطاعوا توليد أكبر درجة حرارة تم توليدها على يد البشر بالتاريخ، وتوصلوا إلى درجة حرارة أكبر من حرارة الشمس في ٢٥٠ ألف مرة.

وبالرغم من كل ذلك ابتدأت بعض المخاوف تنتاب العلماء القائمين على التجربة لأن لديهم اعتقاد بأن هذه الاصطدامات ممكن أن تؤدي إلى تشكيل ثقب أسود مصغّر، ومهما كان حجم الثقب الأسود سيكون لديه القدرة أن يبلع الأرض.

البحث في باطن الأرض

في عام ١٩٧٠ ميلادي بدأ الاتحادي السوفييتي في فكرة أن يكونوا من الرواد في الوسط العلمي، وهذا عن طريق اقتحامهم عالم غامض في باطن الأرض، وبدأوا في رحلة استكشافية ومغامرة من الطراز الأول بعملية الكشف عن |مركز الأرض| وفهم طبيعته والظروف الموجودة فيه بطريقة لم يفهمها أي أحد قبل ذلك، وبالفعل بدأوا في حفر حفرة عميقة في شمال غرب روسيا، وبذل الاتحاد السوفييتي وفريق العمل مجهود ضخم جداً للوصول إلى أكبر عمق ممكن، وأن يقتحموا طبقات الأرض طبقة تلو الأخرى للاقتراب من مركز الأرض، وعلى الرغم من حجم الجهود الرهيبة التي تم بذلوها لم يستطيعوا أن يتوصلوا إلا لعمق ١٢ كيلو متر تحت سطح الأرض فقط، وهذه النسبة أصغر من أربعة بالمئة من الطريق الحقيقي للوصول إلى مركز الأرض، وتوقفت عملية الحفر لعدة أسباب منها مخاوف من احتمال توليد حركات إلكترونية في طبقات الأرض بسبب اختراق الطبقات بشكل جذري وبعمق كبير، والذي في دوره سوف يؤدي إلى زلازل عنيف كارثي والذي ممكن أن يدمر كل ما حول مكان الحفر، بالإضافة إلى أن هذه العملية من الممكن أن تستحث البراكين على أن تنشط بقوة، والتي تؤدي إلى الكثير من الكوارث.

في عام ١٩٩٢ ميلادي توقفت عمليات الحفر بسبب ارتفاع درجات الحرارة والتي وصلت إلى ١٧٧ درجة مئوية، مما أدى إلى انهيارات صخرية متتالية كانت السبب في غلق الحفرة أول بأول.

سلاح الفطر

أثناء الحرب الباردة بدأت أمريكا التجارب باستخدام سلاح جديد من الطبيعة، وهذا السلاح كان عبارة عن فطر من نوع خاص يمتلك القدرة في تدمير أهم وأكثر المحاصيل حيوية في العالم وهما الرز والقمح، وهذه المحاصيل تعتمد عليها ٤٠ بالمئة من سكان العالم، وأدت هذه التجربة إلى تعرض المحاصيل لمرض اسمه |انفجار القرص|، وكانت النتيجة حدوث مجاعة في البنغال عام ١٩٤٢ ميلادي والتي أدت إلى موت ما يقارب إلى ٢ مليون إنسان، وكما أن انتشار الفطر في محاصيل الرز والقمح تستغرق وقت قليل، وممكن خلال ليلة واحدة أن تبيد آلاف النباتات بسبب هذه الآفة، ومع الوقت كان من الممكن أن يسبب في مجاعة واسعة المدى تقتل لا يقل عن ٣ مليار إنسان.

الولايات المتحدة أنتجت واحد وثلاثين مضاد للنوع هذا من الآفات مابين عام ١٩٥١ و١٩٦٩ ميلادي، حتى تم إبادة جميع المحاصيل التي أصيبت بالفطر وتم التخلص منها تماماً في عام ١٩٧٣ ميلادي.

تجارب كادت أن تؤدي إلى تدمير العالم - اختيار الصورة ريم أبو فخر
تجارب كادت أن تؤدي إلى تدمير العالم
اختيار الصورة ريم أبو فخر 

هز الأرض

في الفترة ما بين عام ١٩٨٧ و١٩٩٢ ميلادي قرر الاتحاد السوفيتي وتحديداً الهيئة العسكرية في استخدام |الحركات التكتونية| وتقلبات القشرة الأرضية حتى يهزوا بها الأرض، ومن أجل إجراء هذه التجربة قاموا في تفجير ٣ |قنابل نووية| في القشرة الأرضية، وهذا أدى إلى ابتعاد طبقات الأرض عن بعضها ثم اصطدموا مع بعضهم، وبالتالي أدى إلى حدوث خط عريض من الزلازل والبراكين التي دمرت الأبنية والمنازل في المناطق المجاورة والمستهدفة، ومات آلاف أو حتى ملايين الأشخاص نتيجة هذا الزلزال، وزعم الرئيس السابق لفنزويلا هيكو تشافز بأن زلزال ٢٠١٠ ميلادي الذي حدث في هيتي والذي تسبب في موت ١٦٠ ألف إنسان، كان نتيجة لتجارب مشابهة قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية.

سلاح الطاعون

أثناء الحرب الباردة اخترع الاتحاد السوفيتي بعض من |الأسلحة البيولوجية|، منها سلاسل من الطاعون المضاد للمضادات الحيوية، وفي هذا التوقيت كشف مدير برنامج العلاج البيولوجي الذي يقع تحت ظل المؤسسة السوفيتية في أنهم استطاعوا تحديث أسلحة بيولوجية أخرى على شكل أمراض مثل الجمرة الخبيثة والإيبولا والجدري، ويشهد التاريخ على مدى خطورة سلاح مثل |الطاعون| الذي قتل حوالي خمسين مليون إنسان في أوروبا لوحدها في القرن الرابع عشر، وهذا يعني بأن استخدام مثل هذه الأسلحة في وقتنا الحالي ممكن أن يتسبب في إبادة البشرية جميعها.

القنبلة النووية

أول |سلاح نووي| تم اختباره كان في عام ١٩٤٥ ميلادي تحت اسم |اختبار الثالوث النووي|، وإلى هذا الوقت كانت القنبلة النووية مجرد سطور على ورق وفرضيات غير متأكدين من صحتها، حتى جاء العالم أنديكو فارمي الحاصل على جائزة نوبل ومعه إدودر تالر الملقب بأبو القنبلة الهيدروجينية، وقالوا بأن هذه القنبلة ممكن أن تتحقق بالفعل، وقاموا في العمل على المشروع وبذلوا مجهود كبير أيضاً لإثبات صحة كلامهم، لكن مع وجود مخاوف افتراضية بأن الانفجار ممكن أن يتسبب في رد فعل قوي لانشطار نووي نيتروجيني، والذي كان من الممكن أن يدمر بنية الغلاف الجوي للأرض وبالتالي يتلاشى الدرع الواقي للأرض كلها، لكن التجربة مرت بسلام في أحد القواعد العسكرية الأمريكية للقوات الجوية، ونجح الانفجار من دون أي خسائر كارثية.

المادة المظلمة

في التسعينيات للقرن العشرين بدأ العلماء في ملاحظة ودراسة |المادة المظلمة|، والتي تمثل حوالي ٨٤.٥ بالمئة من الكون كله، وتعتبر هي القوة الغير مرئية التي تتخلل جميع زوايا الكون وتتسبب في اتساعه بشكل مستمر، لكن المخاوف كانت تأتي من التأثير الفيزيائي الذي يسمى تأثير زينو الكمي وهو أحد القواعد الصلبة في ميكانيكا الكم والتي تقول بأن الجسيمات التي يتم رصدها وملاحظتها تغير الساعة الكمية الداخلية لديها، وهذا يؤدي إلى انحلالها وانهيارها مع الوقت، والبروفسور لورانس كراوس زعم أن القانون زينو الكمي ممكن تطبيقه على المادة المظلمة، وهذا يعني أنه بمجرد أن نبدأ في دراسة القوة التي كانت تساعدنا على تمدد الكون سوف تختفي، والكون بالكامل سوف يتلاشى مع اختفائها. 

من أجل أن نتحقق من صحة أي نظرية علمية أو فرضية اقترحها بعض العلماء نحتاج في المرور بمجموعة من التجارب العلمية مع شواهد ملموسة نستطيع بها تقييم مدى اقتراب هذه النظرية من الحقيقة، وحتى يستطيع أي فريق بحثي أن يحقق سبق علمي غير مسبوق في دراسته يكون على استعداد أن يدفع ملايين بل مليارات الدولارات لإثبات مدى صحة الأبحاث الخاصة به ويسجل اسمه بين السطور الذهبية التي تجمع أسماء العلماء والنابغين على مر التاريخ.

بقلمي: ربا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.