هل أصبحنا نعرف كيف تعمل ادمغتنا؟ - الجزء الأول - سليمان أبو طافش
هل أصبحنا نعرف كيف تعمل ادمغتنا؟
الجزء الأول
هل أصبحنا نعرف كيف تعمل ادمغتنا؟ - الجزء الأول تصميم الصورة : رزان الحموي |
هل لا زالت أدمغة البشر غامضةً جداً؟
هل عرفنا عن أدمغتنا ما يكفي لكي نتمكن من فهم عملها؟ هل سيمكننا يوماً ما صناعة آلاتٍ تنوب عن البشر في كل شيء؟ هل سيمكننا التخاطر أو نقل الأفكار إلى بعضنا البعض بمجرد التفكير بها؟ كيف يعمل الدماغ؟ وهل هو حقاً مقسّمٌ إلى أجزاء يعمل كلٌّ منها على معالجة أمرٍ ما؟ أم انه يعمل ككتلةٍ واحدةٍ متكاملة، مع بعض التخصيص لبعض أجزائه؟ كيف يمكننا معرفة المزيد عن ادمغتنا؟ تعالوا نكتشف ذلك معاً.
كيف تنشأ وتتشكل الأفكار؟
نعلم جميعاً بأن أفكارنا هي خلاصة الكثير مما مرّ معنا، فهي تنشأ من مجموعة عوامل مثل ذكرياتنا ومشاعرنا والموقف الذي نواجهه، والانفعالات التي رافقت كل موقفٍ واجهناه، وغير ذلك الكثير .
هذا يعني بأن أقساماً كثيرةً من |الدماغ| تعمل معاً لتشكيل فكرةٍ ما، فإذا علمنا بأن دماغنا يحتوي أكثر من 86 مليار خلية، ولكل خليةٍ آلاف المشابك للتواصل مع الخلايا الأخرى , فكيف سنعرف عدد الخلايا المشتركة في تكوين فكرةٍ ما؟ وإذا عرفنا ذلك فكيف سنعرف أي الخلايا التي تفعل ذلك؟ فلقراءة الأفكار لا يكفي وضع المستشعرات على فروة الرأس، بل يجب غرسها في كل خليةٍ مشاركةٍ في تشكيل أية فكرة، فهل يمكننا وضع مليارات المستشعرات في أدمغتنا؟
لماذا يعتبر الدماغ أعقد منظومةٍ في الكون؟
إذا ضربنا عدد خلايا الدماغ البشري، بعدد المشابك لكل خلية، بعدد الاحتمالات الممكنة لسير الإشارة العصبية في الخلية، لحصلنا على عددٍ هائلٍ جداً، يفوق عدد جميع الذرات في العالم، وهذا ليس كل شيء، فخلايا الدماغ تتميز عن بقية خلايا أجسادنا، بأن كل واحدةٍ منه، هي وحدةٌ مستقلةٌ يمكنها العمل بشكلٍ منفردٍ لإنجاز مهمةٍ ما، أما بقية خلايانا، فهي تعمل مع بعضها البعض، وهي متشابهة، وهذا يجعل وظيفة أية خليةٍ مطابقةٌ تماماً لوظيفة أية خليةٍ أخرى في نفس العضو، ولكن ذلك لا يمكن اسقاطه على |الخلايا الدماغية|.
آفاق الذكاء الاصطناعي:
يرى بعض العلماء بأنه من الممكن نقل وعي الانسان إلى الحاسوب، وهذا ما يسميه المجتمع العلمي "رقمنة الوعي"، وهذا ما سيحدث عندما نتعلم ترجمة الصلات العصبية إلى لغة الخوارزميات، ولكن علماء آخرين يرون بأنه لا يمكن ذلك، فحتى الآن لا توجد أية تقنية تسمح بالوصول إلى داخل كل خليةٍ من خلايا الدماغ، وإذا وجدت مثل تلك التقنية فإن جحمها سيكون أكبر بكثيرٍ من إمكانية إدخالها إلى خلايا الدماغ، ولا ننسى بأن الحواسيب تعمل بتقنية النظام الثنائي (صفر، واحد)، ولكن الاحتمالات التي تتعامل معها خلايا الدماغ كثيرةٌ جداً ولا يمكن ترميزها بهذه الطريقة، ولكن مع ظهور الحواسيب الكوانتية، فقد يتغير كل شيء.
اقرأ المزيد...
سليمان أبو طافش🔭