عرض المشاركات المصنفة بحسب مدى الصلة بالموضوع لطلب البحث هل تنشأ الحياة من الجماد ؟. تصنيف بحسب التاريخ عرض كل المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/03/2021 05:15:00 م

                  هل تنشأ الحياة من الجماد ؟ 

                             (الجزء الأوّل)

هل تنشأ الحياة من الجماد ؟ - (الجزء الأوّل)
هل تنشأ الحياة من الجماد ؟ - (الجزء الأوّل)
                                                    تصميم الصورة : رزان الحموي

ما الفرق بين الكائن الحي و الكائن غير الحي؟

  • يمكن تعريف الكائن الحي بأنه كل كائن يولد و ينمو ويتكاثر ويموت، بمعنى أن الكائن الحي يستطيع التفاعل مع البيئة المحيطة به فيتبادل معها مواد معينة خلال فترةٍ زمنيةٍ معينة هي عمره،و بالتالي فهو يستطيع استهلاك |الطاقة| الكيميائية الناتجة عن تلك التفاعلات لكي ينمو و يحافظ على حياته، و أهم ما يميز الكائن الحي هو قدرته على التكاثر فعليه أن ينقل جزءاً منه إلى من سيأتي بعده لكي يحافظ على بقاء جنسه، ولذلك تعتبر |الفيروسات| حلقة الوصل بين الكائنات الحية والكائنات غير الحية لأنها لا تبدي أي مظهر من مظاهر الحياة إلا إذا وُجدت داخل الخلية الحية و عندها فقط تستطيع أن تتكاثر لأن حمضها النووي لا يستطيع نسخ نفسه فهي تلجأ إلى الخلية الحية لكي تنسخ لها حمضها النووي.
  • كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن إمكانية نشأة الكائنات الحية من الكائنات غير الحية، خاصةً بعد اكتشاف الماء السائل تحت سطح المريخ وبعد اكتشاف غازاتٍ تنتجها الكائنات الحية في الغلاف الجوي للزهرة ما قد يعني إمكانية وجود شكل ما من الحياة على أحدهما أو على كليهما، ولذلك عاد الحديث عن نشأة الحياة يطفو إلى السطح بعد أن غاب عن الأذهان لسنواتٍ طويلة.

كيف تنشأ الحياة؟

  • يعتبر هذا السؤال من أكبر التحديات التي تواجه العلم ومن أعقد الألغاز لدرجة أن الكثير من العلماء المرموقين يعتقدون بأن العلم لن يجيب عليه أبداً، ولكن فريقاً آخر من العلماء يرى بأن العلم أثبت مراراً و تكراراً بأنه قادرٌ على حل أعقد الألغاز ولابد من مجيء اليوم الذي يكتشف فيه الإجابة عن هذا السؤال، وهذا طبعاً لا ينفي فكرة الخلق فبعض العلماء المؤمنين يرون بأن الخلق لم يكن لحظياً بل عبر سنواتٍ طويلةٍ جداً و بمجموعةٍ كبيرةٍ من التغيرات التي حدثت بمشيئة الخالق وإرادته.

ما هي الصعوبات الكامنة خلف تحوّل الجزيئات غير الحية إلى خلية حية؟

  • إن تحول شيءٍ ما من مادةٍ جامدةٍ لا تفعل شيئاً إلى شيءٍ قادرٍ على التفاعل مع محيطه بحيث يحصل منه على شيءٍ من الطاقة لكي يحافظ على نفسه و يستطيع التكاثر أمرٌ معقدٌ جداً وغير واضحٍ حتى الآن، ولكن العلماء وضعوا مجموعةً من الصعوبات التي قد تمنع حدوث ذلك منها:

 التجميع الذاتي : 

  • يجب على الجزيئات غير الحية وغير الواعية أن تجمع بعضها البعض في مكانٍ معين لكي تستطيع التفاعل مع بعضها وتتحول إلى أشياء أكثر تعقيداً ثم تتطور مراراً و تكراراً حتى تصبح مركبّاتٍ قادرةً على التفاعل واستهلاك الطاقة و التكاثر.

التحفيز الذاتي : 

  • كذلك يجب على تلك الجزيئات أن تحفِّز بعضها لكي تعمل معاً نحو هدفٍ محدد و كأنها تمتلك خطة عمل.

الاستنساخ: 

  • يتوجب على تلك الجزيئات التي تجمَّعت و تطوَّرت وأصبحت قادرة على استهلاك الطاقة أن تنسخ نفسها لكي تتكاثر و تحافظ على بقائها.

 التغليف الخلوي:

  •  عندما تصبح تلك الجزيئات المعقدة خلايا حقيقية فعليها أن تغلّف نفسها بغلافٍ ما يحافظ على مكوناتها الداخلية ويحميها من المؤثرات الخارجية.

إقرأ المزيد ...

سليمان أبو طافش🔭

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/03/2021 05:15:00 م

                  هل تنشأ الحياة من الجماد ؟ 

                           (الجزء الثاني)

هل تنشأ من الجماد؟ - (الجزء الثاني)
هل تنشأ من الجماد؟ - (الجزء الثاني)
                                                      تصميم الصورة : رزان الحموي

تجارب و ابحاث:

تكلّمنا في المقال السابق عن الصعوبات الكامنة خلف تحوّل الجزيئات غير الحية إلى خلية حية وسنتابع في هذا المقال عن رأي العلماء ..
  • إن جميع العمليات سابقة الذكر في غاية التعقيد وخاصةً أن مكونات الخلية كثيرة و متنوعة و متخصصة و لاسيما الحصول على نواة الخلية التي تحمل ما يسمى بالحمض النووي الذي يحمل كل المعلومات اللازمة لبقاء الخلية واستنساخها.

ماذا كان رأي العلماء؟ 

  • في عام 1953 ظهر بحث هام جداً يسمى تجربة ميلريوري حيث جمع هذان العالمان مجموعةً من الغازات (بخار ماء، ميثان، هيدروجين، أمونيوم) التي اعتقدا بأنها تمثل الغلاف الجوي للأرض عندما نشأت الحياة عليها لأول مرة، ثم ضربا تلك الغازات بشرارات كهربائية تمثل البرق الذي كان ناشطاً جداً في تلك الفترة، ونتيجة لذلك نتجت مجموعة من الأحماض المعقدة التي تشبه كثيراً الأحماض الأمينية التي تعتبر المكونات الأساسية للحمض النووي ما أعطى إشارةً قويةً لاحتمال نشاة الحياة بطريقة مشابهة، ولكن تلك التجربة لاقت الكثير من النقد و اختلف حولها العلماء فمنهم من رأى بأن تلك النتائج لن تؤدي بأي شكلٍ من الأشكال إلى إنتاج الحياة، وهي لا تعني أبداً بأن الحياة ظهرت بهذا الشكل فتلك الأحماض الناتجة تحتاج إلى الكثير من التطور حتى تصبح حمضاً نووياً حقيقياً.
  • علماء آخرون يعتقدون بأن الحياة ظهرت في أعماق البحار حيث تكثر الفوهات البركانية التي تدفع بخار المار الحار جداً و الثري بالهيدروجين ما يشكِّل عامل تحفيزٍ للجزيئات، كم أن الجليد الذي كان يغطي تلك البحار يستطيع حماية تلك الجزيئات من العوامل و المؤثرات الخارجية ما يسمح لها بالتطوّر أكثر، وقد اكتشف العلماء حديثاً عدداً هائلاً من أشكال الحياة البدائية حول فوهات البراكين النشطة في أعماق البحار و المحيطات وعلى أعماقٍ كبيرةٍ و في ظروفٍ قاسيةٍ من الحرارة و الضغط ما يجعل الحياة هناك أمراً مستحيلاً، وذلك ما يدعم فكرة نشوء الحياء في بيئة مماثلة.
  • فريقٌ آخر من العلماء يرون بأن الحياة نشأت في الطين لأن الطين يستطيع أن يحتجز الجزيئات و يحفظها مع بعضها ويحفزّها على التفاعل و التطور لتعطي مركبّات معقدة، بل إن تلك المركبّات تحمل شكلاً ما من المعلومات البسيطة وهذا شكل أوليٌ للحمض النووي الأكثر تعقيداً.
  • كذلك يعتقد بعض العلماء بأن الحياة لم تنشأ على الأرض بل جاءت من الفضاء الخارجي مع النيازك التي تسقط على الأرض و هذا جعل العلماء يبحثون عن أي موادٍ عضويةٍ على النيازك الساقطة من |الفضاء|، ولكن ذلك لا يفسّر نشأة الحياة بحد ذاتها فحتى لو جاءت الحياة من مكان آخر غير الأرض فيبقى السؤال كيف نشأت هناك؟

نرجو مشاركة المقال مع الآخرين.

 سليمان أبو طافش🔭

يتم التشغيل بواسطة Blogger.