عرض المشاركات المصنفة بحسب التاريخ لطلب البحث الأموال النقدية. تصنيف بحسب مدى الصلة بالموضوع عرض جميع المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 6/20/2022 12:25:00 م
money  معلومات تفصيلية خاصة بسوق الأوراق المالية
money  معلومات تفصيلية خاصة بسوق الأوراق المالية

لنفترض أنه لديك شركة للمواد الغذائية مشهورة في إحدى الدول العربية، ونرغب في فتح فرع صغير جداً في أوروبا، ولكن نحتاج إلى المال، ولا تعرف من أين تأتي بالمال، فلديك أحد الخيارين أما من داخل الشركة أو من خارج الشركة، وبناءً على الدراسات قد قررت أنه سوف تحصل على |تمويل| من خارج الشركة، فإما أن تطلب من البنوك أو المستثمرين وتدخل في الدين، أو أن تطرح أسهم شركتك للاكتتاب في |الأسواق المالية|، فبعد أن قررت أن تذهب في طريق الاكتتاب، جاء المحللون قاموا بتحليل الشركة فتبين لهم أن قيمة الشركة هي مليون دولار، فقاموا بتقسيم المليون دولار إلى أجزاء صغيرة وقاموا بطرحهم في السوق على شكل أسهم، لكي يقوم الأشخاص بشراء هذه الأسهم، وفي أغلب الأوقات عندما يقوم الأفراد بشراء هذه الأسهم من منصات معروفة وليست من الشركة نفسها، وباختصار الأسهم هي عبارة عن عقود و|أوراق مالية| تثبت أنهم مساهمين في هذه الشركة، ولديهم جزء أو سهم منها، وبذلك نستطيع شراء الأسهم من منصات عالمية ودولية أو من البنوك.

المنصات العالمية مثل: 

interactive brokers, Chartes SCHWAB.

منصات دولية مثل: 

baraka أو من أي منصات دولية.

بنوك: 

البنك العربي - بنك أبو ظبي - بنك دبي - بنك القاهرة - أي بنك يمكنك أن تخبره برغبتك في الشراء وسوف تحصل على ما تريد.

الإيجابيات والسلبيات المتوقعة

يجب أن تعلم أنك عندما تقوم بالشراء من المنصات يوجد رسوم و|عمولات|، ويجب أن تتعرف على هذه المنصة كيف تقدم خدماتها، وهل هذه |المنصة| تعتبر ممتازة وسهلة الاستخدام، وهذا يتطلب منك أن تكون فضولي وتستفسر عن الرسوم والعملات التي تأخذها المنصة، وهذا الأمر ضروري القيام به قبل الشراء.

|الفوركس| وهي المضاربة في الأسعار، ودائماً تستخدم للعملات النقدية ( يورو - دولار..) ، ومن أهم المنصات الخاصة بها MetaTrader 5  , MetaTrader 4، وبعد اختيار المنصة المناسبة لنا لنشتري منها الأسهم، يجب التعمق ومعرفة فكرة السوق المالي، وهي ببساطة العرض والطلب.

السوق المالي

كما أي متجر في العالم له توقيت عندما يفتح وعندما يغلق، وطبعاً الأسواق المالية موزعة في جميع أنحاء العالم، فتجد أسواق في (نيويورك - جدة - الرياض - القاهرة..)، فيجب أن تعلم متى تفتح هذه الأسواق ومتى تغلق، فإذا كنت من المتابعين للأسواق المالية في الأخبار فسوف تلاحظ في كل مرة أنه افتتح السهم عند سعر محدد، وأغلق السهم عند سعر محدد، وهذا يعني عندما يغلق السوق لا يتغير سعر السهم نهائياً، وهو مخالف تماماً للعملات الرقمية، فسوق العملات الرقمية مفتوح 24 ساعة، السوق المالي والأسهم هي عبارة عن |تجارة|، فأنت تقوم بالشراء في سعر وتبيع في سعر، وتحاول تحقيق الأرباح من هذه الفقاعة.

money  معلومات تفصيلية خاصة بسوق الأوراق المالية
money  معلومات تفصيلية خاصة بسوق الأوراق المالية

استكمالاً لحديثنا المشوق في خطوة أولية نحلل الشركة وأسهمها، لكي نعلم هل سعر السهم غالي أم  يعتبر رخيص، لكي نعرف هل ندخل الآن أم في وقت لاحق؟؟ هل سوف يمكننا أن نحقق أرباح أم لا؟؟ هل هي تخسر الأموال أم تربح؟؟ فجميع هذه الأسئلة التحاليل تقوم بالإجابة عنها، ومن الضروري جداً أن نقوم بها.

يوجد ثلاث أنواع من التحاليل: 

التحليل الأساسي- التحليلي الكمي - التحليل الفني

التحليل الفني:

هو الأكثر شيوعاً بين الأشخاص، وهو يقوم على تحليل الشموع اليابانية وتحليلها، ومن ثم متابعة الأخبار والتواريخ.

أما التحليل الأساسي

 فهو يخص الشركة والإدارة، من يقوم بإدارة الشركة، وتحليل المالية، وكيف تعمل الشركة، وهي أشياء تخص ريادة الأعمال والشركة.

التحليل الكمي

 وهي عبارة عن رياضيات وجمع وطرح ومعادلات، وهي تختص فيما هل هذه الشركة سوف تحقق أرباح ومتى.

وهذه التحاليل لا تستطيع التعرف عليها إلا من خلالك أنت، عن طريق التتثقيف الذاتي، وطبعاً التطبيق العملي.

ما تعلمناه من تداول الأسهم أنك تقوم بالشراء والبيع بغرض التجارة، أما |الاستثمار| أن تقوم بشراء السهم وتقوم بتركه سنة أو سنتين أو أكثر، ثم تأتي بعد مضي الفترة هذه وتبيعه وتأخذ أرباحك، فيوجد دراسات  ومن دون استخدام أي تحاليل في حال أنك لو قمت بشراء الأسهم وعدت لتبيعها بعد سنة أو سنتين، فستجد أسعار السوق بالعموم مرتفعة، وهذا السهم سوف يعطيك أرباح، وهذا لأنه في العموم دائماً الأسواق المالية تتجه للأفضل، وهذه الدراسات أثبتت وجودها عبر مؤشر السهم S&P 500، وهي عبارة عن خمسمئة شركة في سهم واحد، ومن خلال متابعته لفترة خمس سنوات فرضاً سنرى أن مؤشر السهم يصعد، وهذا دليل على أن الأسواق المالية دائماً تتجه نحو الأفضل، فإذا قمت الآن بالاستثمار في أسهم وأنت لا تملك الخبرة الجيدة في هذا المجال، فبعد خمس سنوات مثلاً سوف تحقق ربح، ولكن هذا لا يمنع من أن تمتلك المعرفة وخاصةً في أمور التحاليل، وهذا الأمر سوف يعطيك ميزة لكي تعلم ما هو السهم الذي يربح أكثر من غيره فتستثمر به، وأيضاً لكي لا تضطر إلى الاستعانة بمحللين قد يكونوا لا يملكون رؤية جيدة، فتكون هذه التحليلات التي يقدمونها خاطئة، وهذا بالطبع سوف ينعكس وتظهر آثاره على استثمارك.

معلومة بسيطة قبل الانتهاء:

هل تعلم أن شركة LV مستحوذة على أغلب الشركات في مجال  الحقائب مثل ( DIOR - LOUIS VUITTON)، وبالتأكيد شركة LVHM لديها أسهم، ويبلغ سعر السهم الواحد 700 يورو، وأرباحهم جداً ضخمة.

شارك هذا المقال مع أصدقائك، فقد تكون الفرصة لتغيير مستقبل أحدهم.

بقلمي: كندة لولية

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/13/2022 12:33:00 م
هل يمكن ل(Bitcoin) أن يكون عملة يتم النصب من خلالها
عملات رقمية مشفرة -Crypto 
لا بدَّ أن مصطلح العملات الرقمية قد سمعت به أو تعاملت به، ولكن ما التعريف الحقيقي لهذا العالم الحديث والجديد، وهل فعلاً يمكن الوثوق به؟، وهل يمكننا ربح الأموال الضخمة والكبيرة إن تعلمنا أساسيات التداول بمنصاته؟.

موجز صغير للتعريف

يمكن تعريفها باختصار كالتالي: هي عبارة عن المعاملات الرقمية الإلكترونية، وهي عالم جديد الظهور ترافق مع الثورة التكنولوجية الرابعة، وهو الذي يمثل ويصف جميع الأموال الرقمية الإلكترونية، ومنها(|العملات المشفّرة|، |العملات الافتراضية|).

وهذه العملات لامركزية أي لا يوجد أي (بنك، شخص، حكومة، مؤسسة،..)مسؤولة عنها، جميع تواجدها هو عبر شبكة الإنترنت فقط، على عكس العملات الورقية والنقدية التقليدية التي يمكن تواجدها بكثرة بين أفراد المجتمع وبالبنوك.

العملة الرقمية العالمية ال(Bitcoin)

اليوم وبعام 2022 أصبح هناك مئات بل آلاف العملات الرقمية المبنية على مشاريع موثقة بسوق ال|Crypto|، ولكن الأكثر موثوقية إلى حد هذه اللحظة هي عملة ال(|Bitcoin|)، ولكن هل الشائعات التي تطال هذه العملة بكونها أداة تستخدم للنصب على الأفراد والمستثمرين صحيحة أم لا؟.

ما حقيقة الشائعات

ال(Bitcoin) كعملة رقمية عالمية من المستحيل أن تستخدم كأداة للنصب أو الاحتيال، والسبب الذي يؤكد صحة هذا الكلام أن هذه العملة مبنية على تكنولوجيا واضحة ومعروفة والتي هي ال(|Blockchain|).

تعريف عملة ال(Bitcoin)

يمكن القول عنها بكل بساطة أنها: عملة مشفّرة (أي يمكن استخدامها بأي مكان بالعالم بنسبة تحويل قليلة جداً) لعدم وجود بنك مركزي يتحكم بها، بالرغم من أنها من العملات الممنوعة من التداول بالكثير من دول العالم، وبالتالي تستخدم عبر شبكة الإنترنت فقط من دون وجود أي وسيط.

ما هي الوسائط الخاصة بعملة ال(Bitcoin)

كما تكلمنا بالفقرة السابقة أن هذه العملات لا يمكن أن تتواجد على أرض الواقع أو وفي البنوك، ففي النهاية هي عملات لامركزية وغير ملموسة، وبالتالي من أجل أن يتم التعامل بها نحن بحاجة إلى (المحافظ) الموجودة على المنصات.

وهذه المحافظ يمكن القول عنها أنها: عبارة عن برامج مخصصة موجودة على شبكة الإنترنت، أو على جهاز إلكتروني وحتى يمكن اللجوء إلى الهاتف المحمول واعتباره على أنه |المحفظة الإلكترونية| لعملاتك، وذلك من خلال المحافظ الإلكترونية الخاصة بعملة ال(Bitcoin).

ماذا يعني المحافظ الرقمية

هذه النقطة يمكن اعتبارها كنقطة جوهرية لتوضيح الزبدة من مقال الليلة، لذا من المهم جداً التركيز بشكل عالٍ جداً.

المحافظ الرقمية لها (Sender، Receiver) بالإضافة إلى عنوان رقمي، أو ما يتم إطلاق اللقب ال(Address) عليه، وهذا هو العنوان الذي يستخدمه الأفراد من أجل إرسال ال(Bitcoin) الخاصةَ بك، فيمكن اعتباره على أنه كرقم البنك.

هل يمكن ل(Bitcoin) أن يكون عملة يتم النصب من خلالها
عملات رقمية مشفرة -Crypto

ماذا يعني العنوان الرقمي

من المعروف عند مطوري ومبرمجي هذا العالم الافتراضي، أن هذا العنوان يتكون من [26- 35] حرف ورقم، وبالتالي هذا الكلام يدل أن المحفظة تمتلك عنوان بال(Blockchain)، ومنه فإن كل محفظة هي أمر خاص بكل فرد مستثمر بهذه العملات، وبالتالي ممنوع أن نقوم بمشاركتها مع أي فرد أخر يعمل عبر هذه الشبكة، أو بشكل أخر يمنع أن نشارك أي أحد ب(كلمة السر، Public Key، Privet Key)، وإلا حينها سنتعرض إلى عمليات سرقة واختلاس.

أماكن الحصول على العملة الرقمية ال(Bitcoin)

والأن لا بدَّ للسؤال التالي أن يتراءى إلى أذهاننا وهو: من أين يمكن الحصول على العملة الرقمية ال(Bitcoin) من أجل أن نضعها بتلك المحافظ؟

هناك عدّة طرق يمكن الحصول بها على العملات المشفّرة، فببساطة الطريقة الأولى يمكن أن نقوم بشرائها من المواقع التي تبيع ال(Bitcoin) على الإنترنت، مثل (شركات الصرافة الإلكترونية، منصات التداول، من المواقع التي يمكننا تقديم الخدمات الخاصة بنا عليه مقابل ال(Bitcoin))، وبالتالي هنا الأفراد يقومون بتقديم عملة ال(Bitcoin) بدلاً من الدفع النقدي التقليدي.

أما الطريقة الثانية: فتتم عن طريق |التعدين|، وهي الطريقة المعتمدة من أجل تصنيع العملات ولا سيما عملة ال(Bitcoin).

من هم المؤثرون بعملة ال(Bitcoin)

بكل تأكيد (|أيلون ماسك|) هو المتصدر بالتأثير على هذه العملة العالمية، فتخيل أنه بمجرد تصريحه بالقول: "أن الأشخاص يستطيعون شراء عربيات ال(Tesla) باستخدام عملة ال(Bitcoin)، تضاعفت قيمة هذه العملة مئات المرات عن القيمة الافتراضية لها".

بتاريخ (1/3/2021) يبلغ سعر الحبّة الواحدة من هذه العملة ما يقارب ال(770 ألف جينيه مصري)، فهو أحد أهم المؤثرين الكبار بمجرد نشره لأي تغريدة عنه سواءً أكانت بالإيجابي أو السلبي.

كيف تعمل عملة ال(Bitcoin)

ال(Bitcoin) كعملة رقمية هي عبارة عن أموال، ولكن أموال رقمية مشفّرة افتراضية تمَّ تطويرها من قبل شخص مجهول الهوية إلى الأن، وكل الذي يعرف عنه هو اسمه "|Satoshi Nakamoto|" من خلال بحث قام بنشره على شبكة الإنترنت، بعد الانهيار الاقتصادي العالمي بستة أشهر تقريباً.

وإن الحالة الغامضة التي تتعرض لها العملات الرقمية وعملة ال(Bitcoin) تحديداً، جعلت الكثير من الأفراد تتنامى شكوكهم بأمر وكالة الأمن القومي الأمريكي، وأن هذه الوكالة لها يد بموضوع انتشار وظهور هذه العملات.

فما الذي يؤكد صحة هذا الكلام من عدمه؟.

هل يمكن ل(Bitcoin) أن يكون عملة يتم النصب من خلالها
عملات رقمية مشفرة -Crypto
الجيل السابق كان يعتقد أنَّ التكنولوجيا والتطور والعملات الرقمية ما هي إلا نسج خيالات لا وجود لها على أرض الواقع، ولكن مع الثورات التي شهدها العالم ولا سيما الثورة التكنولوجية الرابعة نرى أن هذه الأمور واقعية، بل وأصبحت من أهم المجالات التي يتعامل بها الأفراد الأن.

لذا قد يعتقد البعض أن الكلام التالي الذي سيتم الإدلاء به ما هو إلا خزعبلات لن تحدث، ولكن يا عزيزي قريباً سيتم اختفاء العملات النقدية والورقية التقليدية، بل وسيتم ضحدها عن بكرة أبيها، من أجل أن يحل مكانها العملات الرقمية الافتراضية، واليوم الكثير من الدول بدأت بتطبيق هذا الأمر بشكل فعلي.

ما هو العنوان الرقمي لعملة ال(Bitcoin)

نظراً للخوارزميات والحالة الغامضة لهذه العملة جعلت ال(CIA) موضع شك للكثيرين بأنها هي المسؤولة عن إطلاقها ولكن باسم مستعار، خاصةً أن هناك بحث تمَّ نشره بعام ال1996 يتكلم عن كيفية صناعة نظام للعملات الرقمية عبر الإنترنت.

الغريب بالأمر أنَّ هذا النظام يكاد يكون مطابق للآلية التي يعمل بها نظام عملة ال(Bitcoin)، ولكن إلى حد هذه اللحظة لا يوجد أي إثبات للبت بهذا الموضوع.

تنقيب العملات الرقمية

بالعودة إلى موضوع التعدين أو |تنقيب العملات الرقمية| ولا سيما عملة ال(Bitcoin)، سابقاً كان باستطاعت أي فرد خبير بالأمور البرمجية أن يبتكر برنامج مجاني مفتوح المصدر باسم (Bitcoin Mainer) من أجل القيام بتعدين العملات الرقمية، بحيث يكون هذا التطبيق قادر على استخدام تقنيات |التشفير|، بالإضافة إلى الخوارزميات الرياضية الدقيقة، من أجل أن يكون قادر على حل المعادلات المعقّدة وبزمن قياسي يتم تحديده سابقاً، بحيث بالنهاية يكون قادر على الحصول على عملة ال(Bitcoin)، أما بالنسبة إلى الوقت الحالي فإن الامر ليس بهذه السهولة، والأمر أصبح أصعب للغاية وأكثر تعقيداً، لأن التعدين أو التنقيب الأن أصبح بحاجة إلى أجهزة جبارة إن صحَ القول، من أجل الوصول للحل الصحيح للمعادلات الرياضية، وخاصةً أنَّ عدد العملات في شبكة ل(Bitcoin) اليوم لا يزيد عن 21 مليون عملة، وكلما اقترب العدد الموجود على الشبكة من 21مليون هنا ستكون المعادلة أصبحت أصعب وأعقد بكثير، والأزمة التي يعاني منها الأفراد اليوم هي: أن الأجهزة السابقة التي كانت تستخدم في عمليات التعدين، اليوم لا يمكن الاعتماد عليها أبداً بسبب هذه المعادلات.

الطرق التقليدية لتعدين عملة ال(Bitcoin) سابقاً

إن تمَّ الولوج إلى أي منصة من منصات التواصل الاجتماعي يمكننا مشاهدة الكثير من الفيديوهات التي تعرض الطريقة المتبعة بتعقب هذه العملات، سنلاحظ العديد من الأجهزة الحاسوبية بالإضافة إلى كم هائل من السيرفرات المتصلة بدقة وإحكام، وبكل تأكيد يوجد العديد من أجهزة التكييف للقيام بتخفيض الحرارة الناتجة عن هذه الأجهزة، ولكن هذه التقنيات اليوم أصبحت مجرد أحلام لا أكثر، الأن أصبح الأمر على نطاق أوسع فهو وصل إلى حد الدول مثل (روسيا، الصين، الولايات المتحدة الامريكية،..)، وهنا يجب التنويه أن الصين تمنع |التداول| بالعملات الرقمية على أراضيها، ولكنها تقوم بتعدين هذه العملات.

إلى هنا نكون قد انتهينا من سرد كل الأفكار الخاصة بالعملة الرقمية العالمية ال(Bitcoin)، نرجو أن تكون أغنيت معلوماتك بهذا المقال، لذا فضلاً شاركنا تعليقك.

دمتم بخير.

بقلمي: آلاء عبد الرحيم

اختيار الصورة: رزان الحموي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/11/2022 10:03:00 ص
المحتالة التي خدعت نخبة نيويورك وجعلتهم لعبة بين يديها - اختيار الصورة ريم أبو فخر
المحتالة التي خدعت نخبة نيويورك وجعلتهم لعبة بين يديها
 اختيار الصورة ريم أبو فخر 
-تخيل معي لو أنك شخص لا تسافر إلا على الطائرة الخاصة بك، ولا تقيم  إلا في أفخم الفنادق وأحياناً تبقى فيها بالأشهر، ولا تأكل إلا في أرقى المطاعم، وكل ثيابك من متاجر عالمية معروفة، فالمفروض أن تكون شخص غني. 

فكيف لو أنك لا تمتلك المال؟ وفعلت كل هذه الأشياء !! 

هل من المعقول أن يكون ذلك ممكن؟ سنرى ذلك 

- بطلة قصتنا فتاة في العشرينات، اسمها المزيف آنا ديلفي، ولدت في روسيا لكن عائلتها انتقلت للحياة في ألمانيا فأكملت دراستها هناك، ودخلت إحدى كليات الفنون لكنها لم تكمل فيها. 

- أهم الأحداث في قصتها بدأت عام ٢٠١٣، عندما كان عمرها ٢٢عاماً، انتقلت إلى باريس في ذلك الوقت، وهناك قامت بالعمل كمتدربة في مجلة للموضة تسمى (purple)، بدأ أول احتكاك لها مع عالم الفن والموضة والمشاهير، فكانت البوابة التي فتحت لها المجال للاختلاط بالأشخاص من هذا المستوى، ولكن حياتها الجديدة وسط المجتمع الفني جعلتها متأثرة بعالمهم وأسلوب الحياة التي يعيشونها، وكانت تتمنى تلك الحياة لنفسها، ولكنها لم تكن تمتلك مقومات هذه الحياة، فلم تكن تمتلك المال ولا الشهرة. 

قررت أن تصنع لنفسها حياة جديدة بمكان جديد

 وحياتها وعملها في باريس أعطاها خبرة كافية لتكون قادرة على تقمص |شخصية مزيفة| ومختلفة تماماً عن حقيقتها، وبعد التفكير وجدت أن مدينة نيويورك هي المكان المناسب لتنفيذ خطتها، وكانت تمتلك أموال نقدية غير معروفة المصدر، والذي ساعدها على البداية. 

- قامت بشراء أفخم الملابس وأقامت في أفخم الفنادق وبدأت تتعرف على أشخاص من طبقات راقية، ومظهر البذخ الواضح عليها كان يخدع كل من يراها، وكانت الأموال التي تمتلكها ستنفذ إذا استمرت بهذه الحياة. 

كيف كانت تغطي نفقات الفنادق التي أقامت فيها شهور

- فقد كانت تستغل مظهرها بأنها واحدة من الأغنياء، وكانت توزع مبالغ مالية على كل من يساعدها، وكانت تتراكم عليها مبالغ تصل لآلاف الدولارات، وهنا تبدأ المماطلة، أول ما تقوم به أن تدفع عن طريق بطاقة مصرفية، ولكنهم لا يستطيعون سحب أي مبلغ مالي، وتطلب منهم الانتظار بعض الوقت لتراجع البنك فربما هناك مشكلة ما، وتخرج على أمل أن تدفع لهم يوماً ما. 

- ولأن المظاهر خداعة، كان مدراء الفنادق يسمحون لها بالخروج دون أن تدفع، وقد كانت بارعة في |تقمص| الشخصية فاحشة الثراء، وساعدها على ذلك أيضاً، العلاقات التي كونتها مع مجتمعات النخبة في نيويورك، ووجود هؤلاء الأشخاص ساعدها على نشر قصتها المزيفة، وليس فقط نشرها بل تصديقها من قبل هؤلاء الناس. 

- وكانت تخبرهم بأنها فتاة من عائلة غنية، ولديها حساب بقيمة ٦٠ مليون يورو، يتضمن أموال وممتلكات ستنتقل لها بعد وفاة والدها، والغريب أنها كانت تتحدث عن مصدر ثراء عائلتها بشكل مختلف، أحياناً تقول أن والدها سياسي مهم، وأحياناً أنه صاحب شركات نفط، وأحياناً جامع تحف أثرية، فلم تكن تعتمد على قصة واحدة، وكانت تخبر من حولها عن نيتها في افتتاح معرض فني في نيويورك، وكان هدفها افتتاح مبنى من عدة طوابق يتضمن مطاعم وحانات ونوادي ومعرضها الفني، ويصبح نادي فني خاص بالنخبة في نيويورك، وحتى تحقق هدفها كانت تحتاج مبلغ لا يقل عن ٢٠مليون دولار، وحتى تحصل على مبلغ ضخم بهذا الرقم، كانت تحتاج إلى قرض من البنك. 

في عام ٢٠١٦ قررت آنا أن تقوم بمحاولة أخذ قرض

وكانت خطوة طموحة جداً، قامت بالتواصل مع محامِ يدعى أندرو لانس، وأقنعته بقصة ميراثها، وأنها بحاجة قرض لتنفيذ مشروعها الخاص، وقام بالتواصل مع بنك(fortress) والذي يعتبر أحد البنوك الكبرى في نيويورك، وبالطبع بسبب صيت أندرو وسمعته، أهتم البنك بطلبه. 

- وفي تشرين الثاني من نفس العام، قدمت آنا وثائق تثبت بأن لديها حساب بقيمة ٦٠مليون يورو في أحد البنوك السويسرية، وبالطبع كانت مزورة ولكنها استطاعت خداعهم، وبالرغم من مرور هذا الأمر عليهم، ولكن كان هناك بعض الخطوات الاحترازية، طلب البنك من آنا إيداع مبلغ ١٠٠ ألف دولار كمبلغ حسن نية، والذي سيتم استخدامه لتكاليف الإجراءات القانونية التي يحتاجها القرض، والأهم من ذلك، أنه يجب عليها إحضار تأكيد من البنك السويسري  بقيمة الحساب الذي سترثه. 

- ذهبت آنا لبنك آخر يدعى(citibank)، وأخبرتهم أنها ستحصل على قرض بقيمة ٢٠مليون دولار أمريكي من بنك (fortress)، ولكن عليها دفع مبلغ١٠٠ألف دولار، ولا تملك هذا المبلغ النقدي وأن أملاكها في الخارج، وستستغرق وقت أطول لتحويل المبلغ، وعندما تأخذ القرض ستعيد المبلغ مع فوائده، وبالفعل استطاعت الحصول على المبلغ. 

ما رأيكم هل هذا خبث أم دهاء؟ 

المحتالة التي خدعت نخبة نيويورك وجعلتهم لعبة بين يديها - اختيار الصورة ريم أبو فخر
المحتالة التي خدعت نخبة نيويورك وجعلتهم لعبة بين يديها
 اختيار الصورة ريم أبو فخر 

بدأ بنك (fortress) الإجراءات القانونية

 وبدأوا بالتحري عنها وعن حسابها في الخارج والتي ادعت أنها تمتلكه، ووصل البنك لعدة طرق مسدودة فيما يخص ميراثها، وعندما يتم التواصل مع آنا كانت تحاول خداعهم بقصص لا أساس لها من الصحة. 

- وصرف البنك مايقارب ٤٥ ألف دولار على الإجراءات القانونية، وعندما شعرت آنا بفشل خطتها، ذهبت وسحبت المبلغ المتبقي وألغت موضوع القرض، وفي ذلك الوقت، كان بنك (citibank) يطالبها بكامل المبلغ متضمن الفوائد، ووصل بها الأمر لتزوير شيكات وحوالات مصرفية، وبما أنها كانت تشعر بالخطر، قامت بتحويل جزء من هذا المبلغ، لتهدئة الوضع. 

- وبالرغم من كل المشاكل التي أقحمت نفسها فيها، كانت تقيم في أضخم وأرقى الفنادق، وكان ذلك في بداية عام ٢٠١٧، وكعادتها كانت تمارس حيلها وساعدها على ذلك أن مالك الفندق كان أحد أصدقائها. 

قامت بعدة أمور نصب واحتيال

 وبعض الأمثلة على ذلك، أنها قامت بتزوير عدة شيكات بقيمة ١٦٠ ألف دولار، ومن هذه الأموال التي حصلت عليها أكملت ما تبقى عليها للبنك، ودفعت ٣٠ ألف دولار للفندق الذي تقيم فيه، حتى لا يشك بأمرها، وبذلك خففت من حدة التوتر الذي بدأ يكبر بينها وبين إدارة الفندق. 

-وأصبحت أوضاعها صعبة، وأموالها النقدية بدأت تنفذ، وكان من المتوقع أن تتوقف عن ما تقوم به، و تحاول أن تخرج من الورطات التي أقحمت نفسها بها، ولكن اتضح أن هذه كانت طريقة حياة بالنسبة لها، فمن المستحيل أن تخاف وتتعظ، ولا شيء يوقف هكذا أشخاص سوى أن يقعوا في شر أعمالهم. 

- وفي عيد ميلادها، أقامت حفلة كبيرة، وقامت بدعوة أرقى الشخصيات، وأحدثت ضجة كبرى، وكعادتها استطاعت التهرب من دفع تكاليف الحفلة. 

- ومن إحدى عمليات |النصب| التي قامت بها، أنها ذهبت لواحدة من شركات الطيران الكبرى، وأخبرتهم أنها تريد حضور مؤتمر استثماري للملياردير ورن بافت، في مدينة أوماها في ولاية نبراسكا الأمريكية، وقامت الشركة بترتيب رحلة طيران خاصة بقيمة ٣٥ ألف دولار، وكعادتها قامت بدفع مبلغ مالي صغير، وباقي المبلغ على شكل شيكات وحوالات |مزورة|. 

-وعندما عادت من رحلتها، تفاجأت بأن الفندق الذي تقيم فيه، أخرج كامل أغراضها، وتم تهديدها برفع قضية إن لم تدفع ما تبقى عليها، وهنا شعرت بأنها بدأت تحدث جلبة، تلفت الأنظار نحوها، فقررت أن تبتعد قليلاً. 

- وقررت أن تذهب في رحلة إلى مراكش في المغرب العربي، برفقة صديقتها ريتشيل ويليم، والتي كانت تعمل في إحدى المجلات، وكحال الجميع كانت تعتقد أن آنا ثرية جداً، وأيضاً قدمت دعوة لمدربتها الخاصة كيسي دوك، والتي كانت من أغلى المدربين في نيويورك، وكانت تأخذ على كل ساعة تدريب ٣٠٠ دولار، وتُدرب فقط المشاهير والأغنياء.. 

-وبدأت رحلتها في أيار عام ٢٠١٧، ومنذ البداية لم تكن الأمور تبشر بالخير، فقد طلبت آنا من صديقتيها دفع تكاليف تذاكر الطائرة، وأخبرتهم بأنها سوف تعيد لهم الأموال لاحقاً، واندهشوا عند وصولهم مراكش وخاصة لأنها حجزت فيلا خاصة تابعة لفندق لاما مونيا وهو أحد الفنادق الضخمة، وكانت الليلة الواحدة  تكلف ٧٠٠٠ دولار، وكالعادة دخلت أنا على أنها من الأثرياء، وأعطتهم جزء من المبلغ وتركت الباقي لبطاقاتها المصرفية التي لا تعمل. 

في إحدى اللقاءات مع ريتشيل تكلمت عن جمال ذلك الفندق

 وأنها لم ترى  بجماله من قبل وكان البذخ مبالغ فيه، وأخبرتهم كيف أن إدارة الفندق ضغطت على آنا لتسديد المبالغ المترتبة عليها، وكيف لجأت لها  لتعطيهم بطاقتها المصرفية ووعدتها أن تعيد لها كامل المبلغ، وتم سحب٦٢ ألف دولار من حسابها. 

- وبعد مرور عدة أيام أخبرتها آنا أنها حولت لها مبلغ قيمته٧٠ ألف دولار، ولكن هذا المبلغ لم يدخل لحساب ريتشيل، مما آثار شكوكها وقامت برفع دعوى للمدعي العام، واكتشفت أنها لم تكن الوحيدة، فقد كان مكتب المدعي العام قد فتح عدة قضايا وأمر بالبحث عنها. 

- وتم القبض عليها، واتضح أن اسمها الحقيقي آنا سوريكن، وكان والدها مجرد سائق شاحنة، وتم إدانتها بعدة قضايا نصب و|احتيال| و|تزوير| وسرقة، والشيء الغريب، أنها قالت أثناء المحاكمة أنها غير نادمة على ما قامت به، ولو عاد بها الزمن مرة أخرى ستكرر ما فعلته، وأن كل هدفها هو افتتاح المعرض الفني الخاص بها. 

فهل الغاية تبرر الوسيلة كما قالت آنا؟ أترك لكم التعليق.

بقلمي: تهاني الشويكي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/09/2022 11:50:00 ص

الاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية
الاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية
تنسيق الصورة : ريم أبو فخر
 
اليوم وبعصر التكنولوجيا ومع انتشارها المخيف أصبح للأسف أمر التلاعب على العميل متاح للغاية، بل وأصبح احترافي للبعض ويتم تدريسه، والسبب خلف هذه المواضيع أنَّ بعض الجهات المسؤولة عنه تنشر الأكاذيب بقصد أو بدون قصد.

لذا قيل بأحد اللقاءات على لسان أحد الإعلاميين موجهاً الخطاب للحكومة الإلكترونية كالتالي: "ارحموا المستخدمين اللذين بالأرض يرحمكم الله"، والسبب أن أغلب المواقع لا ترتقي لمستوى |الخدمات الإلكترونية|.

أما السؤال الذي سنقوم بالإجابة عنه بمقال اليوم هو: ماذا يستخدم الأفراد بعمليات (البيع/ الشراء) عبر شبكة الإنترنيت (الاقتصاد الرقمي) أو بسوق التجارة الإلكترونية؟، لذا تابع معنا لكشف أهم الأسرار حول هذا الموضوع.

قبل الإجابة عن هذا السؤال لا بدَّ من إعطاء لمحة سريعة عن تعريف كلاً من المصطلحين (digital economy، Electronic Commerce).

تعريف التجارة الإلكترونية (Electronic Commerce)

هي بأبسط شكل يمكن القول عنها أنّها عملية بيع (الخدمات، المنتجات) عن طريق |شبكة الإنترنيت|، وبكل تأكيد تحتاج إلى مبادئ أساسية لتؤهلك بالعمل بهذا المجال، أهمها (وجود منتج، مكان لعرض المنتج، مكان لاستلام الأموال، طريقة آمنة لإيصال المنتج، وجود الأمور القانونية لحمايتك أو التي تعرف بالخدمات الإدارية).

تعريف الاقتصاد الرقمي (digital economy)

هذا الاقتصاد يمكن اقتسامه إلى جزئيين، الجزء الأول وهو الاقتصاد الحكومي المعلن بشكل رسمي من قبل الدول، والجزء الثاني يمكن القول عنه أنّه اقتصاد الإنترنيت أو الاقتصاد الجديد أو اقتصاد الويب.

وهنا يمكن القول كالتالي: أنّ ظهور| التكنولوجيا الرقمي| كان له الأثر الكبير على كيفية إدارة الأعمال والتجارة، التي يتم العمل بها وإن العمل بهذا الاقتصاد يتيح إمكانية الوصول إلى الاجتماعات الفعلية، بالإضافة إلى إزالة حواجز المواقع الزمنية واتصالات الشبكة، فهي تعتبر الاقتصاد الذي يوفر لموظفيها التوازن الأكبر في الحياة العملية مع زيادة الإنتاجية وخفة الحركة.

على ماذا يعتمد الاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية بالأمور المالية؟

بعد أخذ الكثير من الاحصائيات حول العالم، تبين أن النسبة الأكبر من هذا السوق تمَّ عن طريق كرت الائتمان (|credit card|)، وهذا إنّ دلَّ على شيء فهو يدل على أنّه لا يوجد أي تواجد للأموال المادية التقليدية الملموسة.

فهنا جميع المعاملات الرقمية تتم عن طريق الأرقام، كل ما عليك فعله كمستخدم هو أن تقوم بإدخال رقم ال(credit card) على شبكة الإنترنيت، وهنا ستتم عملية الشراء التي تريدها عن طريق هذا الموقع، وكل العملية تتم عن طريق الأرقام والتكنولوجيا الرقمية وهذا السبب بخلفيات تسميته بال(الاقتصاد الرقمي).

ما هو دور ال(credit card) بالاقتصاد الرقمي؟

لا يمكن اعتبار الاقتصاد الرقمي يرتكز فقط على شبكة الإنترنيت، وإنما من الممكن استخدام ال(credit card) لشراء كل ما نريده من أي مكان نريده باستخدام هذه الوسيلة، وهذه الوسيلة هي الأكثر انتشاراً بالعصر الحالي.

وبالتالي هنا لم نعد بحاجة الى حمل الأموال الورقية أو النقدية، حتى ولو كنت ببلد غير بلدك الأصلي فمن الممكن حينها اللجوء إلى (credit card) الخاصة بكَ، وهذا يدل على اقتراب موعد اختفاء |العملات الورقية| شيئاً فشيء.

لنتابع معاً باقي الأسرار ، تابع معنا يا عزيزي.

الاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية
الاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية 
تنسيق الصورة : ريم أبو فخر 
 
 تكلمنا عن أهم الفروقات ما بين الاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية، وعن موضوع اختفاء العملات الورقية الملموسة، والآن سنكمل ما قد بدأنا بعرضه سابقاً، لذا أرجو منك التركيز.

تطبيقات الدفع الإلكتروني

من أهم الطرق المتبعة بعمليات الدفع هي (Paiement Mobile): وهو عبارة عن تطبيق يستخدم عن طريق |الهاتف الذكي|، يمنحك آلية الدفع من دون اللجوء الى العملات التقليدية ولا حتى اللجوء الى (credit card)، فهنا الهاتف الخاص بكَ يعتبر ال(credit card).

طريقة الدفع باستخدام تطبيق ال(Paiement Mobile)

يمكننا القول أنَّ الهاتف المحمول هو مستقبل التجارة الإلكترونية، وهذا الأمر يتم ببساطة شديدة، فكل ما هو مطلوب منك أن تقوم فقط بتقريب الهاتف من الجهاز الخاص بالدفع الإلكتروني، وطلب أن تتم المعاملة بطريقة (economic)، ومن دون كتابة أي رقم حتى.

فهذا التطبيق يعتمد بشكل تام على تقنية ال(NFC)، سنقوم بشرح مثال مبسط لتقريب كيفية الدفع التي تتم:

لو كنت من الأفراد الحاملين لأجهزة ال(iPhone)، تستطيع الدخول الى المحفظة← Pulse← إضافة رقم ال(credit card) والكود السري.

وهنا سيقوم البنك المتعاقد معه بإرسال كود خاص من أجل القيام بعملية التحقق لربط ال(credit card) بتلك الخدمة، وهذه هي الخطوة الأخيرة التي تؤهلك لاستخدام الهاتف بعمليات (البيع/ الشراء)، بالنسبة إلى أي جهاز إلكتروني يحمل عنوان ال(NFC or Apple Pay).

هل هذا الأمر محتكر على شركة (Apple)؟

بالتأكيد ليس محتكراً، بل أن الأمر أصبح موضع تنافس من قبل العديد من شركات الهاتف المحمول، والسبب أن عمليات الدفع عن طريق هذا الجهاز الذكي هو المستقبل المنتظر شئنا أم أبينا، ومعتمداً على الهاتف وليس ال(credit card).

دور محفظة (Google Wallet) بالاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية

إن منصة (|Google|) تعتبر المنصة العملاقة الأكبر بالعالم التكنولوجي، لذا مؤخراً قامت هذه المنصة بابتكار محفظة خاصة بها، بل وأصبحت أحد البرامج الأساسية لكل أجهزة ال (|Android|)، وبالتالي هذا الأمر يدل على أنَّ هذه المنصة ستكون المسيطرة على جزء كبير جداً من سوق الدفع عن طريق الهاتف.

إيجابيات العمل على تطبيق (Paiement Mobile)

اليوم وبمنطقة "كينيا" أصبحت عمليات البيع والشراء معتمدة بشكل كامل على الهاتف، وهذه الخطوة حلّت العديد من المشاكل وأولها مشكلة (الأمن)، بل وأن أي شخص يتم الإمساك به على أنه يحمل الأموال الورقية يُحال على الفور الى المحكمة.

هذا الأمر أدى الى تقليل جرائم السرقة والسطو المُسلح بشكل كبير، فالآن لا أحد يعلم كم من الأموال لديك، ولا إلى أين تريد إرسال تلك الأموال.

كيف يمكن بناء اقتصاد من دون وجود أموال ورقية؟

هذا الاقتصاد يمكن تسميته ب (A society without money) أي (مجتمع من دون أموال)، وهذا بسبب انتشار التكنولوجيا والأجهزة الرقمية وتطور الاتصالات والإنترنيت.

وهذا الاقتصاد يتيح لك القيام بأي معاملة مالية من دون وجود أموال ملموسة، ولكنه بكل تأكيد معتمد على الأموال المخزنة بمحفظتك الموجودة بالبنوك.

الاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية
الاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية 
تنسيق الصورة : ريم أبو فخر
  
كما رأينا  فإن مصير العملات الورقية التقليدية إلى زوال مؤكد، واليوم تتنافس الشركات العالمية بإيجاد طرق للدفع من دون حتى اللجوء إلى ال(credit card)، فهي أيضاً تعتبر أحد الأمور المهددة بالاختراق من قبل ال(|Hackers|)، تابع معنا  لكشف باقي الخفايا.

رأي العلماء والمخترعين بالتجارة الإلكترونية والاقتصاد الرقمي

هنا لا بد من نقل ما قاله البروفيسور "Robert Reich" وهو أستاذ الاقتصاد الذي شغل العديد من المناصب بالوكالة الأمريكية، حيث صرّح قائلاً: "سيأتي وقت لا أعلم متى ولا يمكننا تحديده، حينها سوف تختفي الأموال الفعلية (التقليدية)".

والآن بعام 2022 نرى صدق رأيته المستقبلية، والسبب خلف هذا الاختفاء هو التطور التكنولوجي قولاً واحداً، فالآن سنعرض بعض الدول التي أَلغت التعامل بالعملات الورقية بشكل كامل، حيث أنّها تحولت إلى مجتمعات تعتمد على الاقتصاد الرقمي كلياً.

في البداية ستتصدر دولة "|السويد|" فهي الآن المجتمع الأول الذي لا يستخدم قاطنيها أي نوع من أنواع الكاش، الجميع يعتمد على ال(Paiement Mobile).

سلبيات العمل بتطبيق ال(Paiement Mobile)

1) بالتأكيد هذا الأمر له الكثير من الإيجابيات، ولكنها بذات الوقت تحمل بعض السلبيات، مثل (فضح الخصوصية، التتبع، كل العمليات أصبحت مُرصدة ومتتبعة من قبل الشركات التي ستسيطر قريباً على سوق المبيعات باستخدام الهاتف).

2)هنا سيتناسى البعض موضوع الرصيد المالي المتبقي بالحسابات الشخصية، فيبدأ بصرف الأموال من دون انتباه.

3)الاختراقات الأمنية وأمن المعلومات سيتعرض للكثير من المشكلات.

ولكن يا عزيزي التطور قادم لا مُحال، ولا يوجد أمام الأفراد ولا حتى المجتمعات أي فرصة لمنعه أو إيقافه، بل بالعكس يجب علينا التفكير بالطرق التي تجعلنا نتكيف معه، والسبب أن |الاقتصاد| هو المسؤول عن تحريك كل الأمور بما فيها (سياسة الدول).

الرؤى المستقبلية

بعض المبرمجين والاقتصادين أبدوا آرائهم حول هذا الأمر، فصرحوا قائلين: "أن الأمور لن تتوقف فقط عند اختفاء العملات الورقية الكاش، أو اختفاء ال(credit card)، أو حتى أن الهاتف سيكون العنصر الأساسي بالمعاملات المالية، بل أن الأمور أبعد من هذا الحد، فالأموال ستتحول إلى عملات معروفة كال (الدولار، اليورو، العملات المحلية،..)، بل ستصبح عبارة عن عملات رقمية المعتمدة على التكنولوجيا".

العملات الرقمية ونصيبها من الاقتصاد الرقمي

هذه العملات هي عبارة عن عملات لامركزية أي أنّها غير موجودة بالبنوك أو لدى الحكومات، فهي عبارة عن عمليات حسابية معقدة قادرة على إعطاء أموال رقمية بنتائجها النهائية.

وأشهر هذه العملات هي (|Bitcoin|) هي العملة الموجودة الآن بكثرة على شبكة الإنترنيت، فهنا يمكننا إرسالها من فرد إلى آخر عن طريق كود خاص من دون وجود أي وسيط، فهذه العملة لا يوجد لها أي قيود أو قوانين.

ومن أجل امتلاك هذه العملة الرقمية، لا بدَّ لك من امتلاك محفظة رقمية، وهي عبارة عن عالم يسمى ال"Blockchain" تمَّ ابتكاره بشكل خاص من أجل هذه العملة واليوم أصبح عبارة عن سوق عالمي يسمى ال (Crypto) لتداول العملات الرقمية.

وإلى هنا نكون قد توصلنا معاً لنهاية هذا المقال الرائع، فإن شعرت أن المعلومات التي تمَّ سردها سريعاً قد أغنت ثقافتك نرجو مشاركتنا برأيك ضمن التعليقات.

دمتم بخير.
آلاء عبد الرحيم

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/17/2022 08:57:00 م

أهم النصائح التي تساعدك على استثمار أموالك واتخاذ قرارات مالية صحيحة
أهم النصائح التي تساعدك على استثمار أموالك واتخاذ قرارات مالية صحيحة 
تصميم الصورة : رزان الحموي
   
 سواء كنت موظفاً أو طالباً أو صاحب مشروع، هناك ست نصائح تساعدك على الطريقة الصحيحة لاستثمار أموالك، و كيف تستغل دخلك ومدخراتك بأفضل وجه لاتخاذ قرارات مالية أفضل؟! 

 معظمنا اليوم باختلاف أعمارنا ومستوياتنا التعليمية، وحالتنا الاجتماعية والمالية، يفكر في أسلوب وطريقة تجعل حياته أفضل من الناحية المالية

 وأهم الأمور التي من الممكن أن تجعلنا قادرين على تحقيق هدفنا هو استثمار مدخراتنا، سواء كنت موظف وادخرت بعض الأموال، وكان هدفك هو زيادة دخلك. أو كنت طالب ما زلت على مقاعد الدراسة، تمتلك مبلغ من المال وتبحث عن مصدر دخل يساعدك.

 فالاستثمار هو الطريق الأنسب غالباً.

 لايمكن أن نحدد لأي شخص أين يستثمر أمواله، فذلك يعتمد على ظروف كل شخص وإمكانياته المالية وقدرته على تحمل المخاطر وأهدافه من الاستثمار، وأمور كثيرة تختلف من شخص لآخر.

 وسنوضح في هذا المقال بعض الأمور المهمة، لو كنت تفكر أن تستثمر بعض أو كل مدخراتك، أو تفكر في إعادة هيكلة استثماراتك الحالية لو كانت عوائدها قليلة وضعيفة أو أنها تحقق خسائر. 

ما هو الاستثمار 

يجب علينا قبل البدء أن نعرف الاستثمار بطريقة بسيطة ، وهو تخصيص موارد معينة بهدف توليد دخل، أو تحقيق ربح في المستقبل. كافتتاح مشروع معين، أو شراء أصل أو عقار والاحتفاظ فيه بهدف بيعه لاحقاً عند ارتفاع ثمنه. 

وفكرة الاستثمار هنا لا تقتصر على تخصيص الموارد المالية كالأموال النقدية (السيولة)، وإنما تشمل أي اجراء تقوم به بهدف زيادة الإيرادات أو الدخل في المستقبل.

 فمن الممكن أن تكون هذه الموارد وقتك أو جهدك، فالتعليم يعتبر من |أنواع الاستثمار|، الموظف الذي يحاول أن يحصل على درجة علمية عالية كالماجستير أو الدكتوراه بهدف الترقية في العمل وبالتالي فأن دخله سيرتفع، فمن الممكن اعتبار فترة التعليم استثمار، لأن الهدف منها زيادة الإيرادات في المستقبل. 

الفرق بين الادخار والاستثمار 

إن المفاهيم التأسيسية للحياة المالية بالرغم من بساطتها، إلا أنها تعتبر من أهم الطرق والأساليب.

 فالادخار هو تراكم الأموال أياً كان مصدرها، سواء كانت وظيفة أو مشروع بهدف استخدامها في المستقبل.

 ويعتبر الادخار من أفضل وأنسب الأدوات التي تساعدنا على استثمار أموالنا، فإذا كنت تفكر أن تستثمر أموالك، فلابد لك أن تدخر مبلغ معين من دخلك، وذلك يعني أنه يجب أن تتناسب مصاريفك مع دخلك أو حتى أن تكون أقل.

 وليس هناك مبلغ ثابت للادخار، لأن ذلك يرجع إلى كمية المسؤوليات التي تقع على عاتق كل شخص، فقد يستطيع شخص أن يدخر ٥% بالمئة من دخله، وآخر يتمكن من ادخار ٢٥% من دخله.

 وكل ذلك حسب الإمكانيات، لكن لابد أن يكون الإنفاق أقل من الدخل، ولابد على كل شخص أن يحدد نسبة معينة للادخار. 

ولكن في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة كيف يمكن تنفيذ  آلية الادخار؟ 

وسيخطر في بالك عزيزي القارئ أنه في ظل الأجور المتدنية كيف من الممكن أن تدخر أو تستثمر؟ 

أهم النصائح التي تساعدك على استثمار أموالك واتخاذ قرارات مالية صحيحة
أهم النصائح التي تساعدك على استثمار أموالك واتخاذ قرارات مالية صحيحة 
تصميم الصورة : رزان الحموي 
 
تحدثنا سابقاً عن فكرة الاستثمار والادخار، وقمنا بتعريف الاستثمار بشكل بسيط، وأيضاً وضحنا الفرق بين الاستثمار والادخار، وهل من الممكن تنفيذ ذلك في ظل الأوضاع السائدة؟!

 هناك اعتقاد منتشر وربما راسخ عند الكثير من الناس، وهو أن الاستثمار للأغنياء فقط، وهذا الاعتقاد غير صحيح أبداً.

 فمهما كان المبلغ الذي بحوزتك، بإمكانك أن تستثمره حتى لو كان مئة دولار فقط، ولو دققت النظر من حولك، سوف ترى نماذج لأشخاص رؤوس أموالها التي يعملون بها صغير جداً. 

خطوات الاستثمار

أول خطوة لكل شخص يفكر في الاستثمار هي

١- تنظيم الأمور المالية

هل استثمر كل المبلغ المدخر أم جزء منه؟ وماهو الهدف من الاستثمار؟

يجب تحديد هدفك من الاستثمار شراء منزل، زواج، سفر الخ..

وهناك شيء يجب عليك معرفته وهو الإطار الزمني الذي تحتاجه للاستثمار، فهل أنت بحاجة أن تستثمر في الأجل القصير في أقل من سنة أو سنتين، أم أنك تفكر في استثمار متوسط ليس أقل من ثلاث سنوات، أم هو استثمار طويل الأمد يتخطى من خمسة لعشر سنوات.

ويجب عليك التفكير إذا كنت قادر على تحمل المخاطر، وإذا كان لديك استعداد لتحمل الخسارة. 

والإجابة على هذه النوعية من الأسئلة، سوف توضح لك الأرضية التي تقف عليها، وبالتالي سوف تساعدك على اتخاذ قرارات مالية صحيحة.

٢- يجب عليك أن تعلم أن الاستثمارات يرافقها نوع معين من المخاطر

فالاستثمار يعتبر محاولة لزيادة الدخل، أو نمو الأصل في المستقبل، فمن الممكن أن لا ينتج عن هذا |الاستثمار| أي دخل، أو يفقد قيمته بمرور الوقت. فمن الممكن أن تستثمر أسهم في شركة وينتهي الأمر بإفلاسها! أو أن تقوم بافتتاح مشروع ويفشل!!

بطبيعة الحل ليست كل الاستثمارات ناجحة، ولكل نوع استثمار مستوى مخاطرة خاص به، ولكن غالباً ما تكون هذه المخاطر مرتبطة بعائدات هذا الاستثمار، فمن المهم أن يكون لدينا موازنة بين تنظيم العوائد ومستوى المخاطرة.

 على سبيل المثال، إن مستوى المخاطرة في |استثمار السندات| منخفض، ولكن في نفس الوقت يحقق عوائد منخفضة.

 على عكس الاستثمار في أسهم بعض الشركات مثل الشركات الناشئة، فإن العوائد المحتملة تكون عالية جداً، لكن المخاطر مرتفعة أيضاً، حتى في نفس فئة الاستثمار فالمخاطر تختلف من أصل لآخر.

 فالأسهم في البورصة الأمريكية بشكل عام تكون أكثر أماناً، من الأسهم في بورصات الدول النامية والفقيرة. وذلك بسبب الشكوك الاقتصادية والسياسية التي تكون أكبر فيها عن أسواق الدول المتقدمة. 

وأيضاً فإن الاستثمار في السندات الحكومية من أقل درجات المخاطرة، ولكن الاستثمار في سندات الشركات درجات المخاطرة فيها أعلى، لأنه من الممكن أن تعجز الشركة عن تسديد ديونها، وبالتالي فإن حاملي السندات سيتحملون الخسائر.

مثال على ذلك، شركات العقارات الصينية التي أعلنت تخلفها عن سداد الديون،  حيث يوجد  مستثمرين في سندات هذه الشركة خسروا كل استثماراتهم.

ولذلك فإن عوائد السندات تختلف من شركة لأخرى، على حسب وضعها المالي ودرجتها الائتمانية، وثقة السوق في إدارتها. 

أهم النصائح التي تساعدك على استثمار أموالك واتخاذ قرارات مالية صحيحة
أهم النصائح التي تساعدك على استثمار أموالك واتخاذ قرارات مالية صحيحة 
تصميم الصورة : رزان الحموي 
 
 في ذكر بسيط لما تحدثنا عنه، حيث بدأنا بالحديث عن أول خطوتين من خطوات الاستثمار، فشرحنا طريقة تنظيم الأمور المالية، وكيف أن هناك مخاطر ترافق أي نوع من الاستثمار. وسنكمل حديثنا عن المخاطر الاستثمارية 

ضرورة تقييم المخاطر 

فمن الضروري أن نأخذ حذرنا، عندما نريد أن نقيم المخاطر لشركة ما، فيجب علينا أن لا نعتمد على التصنيفات الائتمانية، وهذا عامل مهم جداً.

 ولابد أن نسعى لفحص وضع الشركة ومستقبل الاستثمار فيها، فأحياناً تكون التصنيفات غير دقيقة، وغير قادرة على التنبؤ بالوضع المالي الدقيق للشركة. 

وقد كان من ضمن الانتقادات في أزمة |قطاع العقار الصيني|، أن هناك وكالات تصنيف كانت تقوم بتصنيف الشركات التي عجزت عن سداد ديونها في فئة  التصنيفات العالية، وبالتالي فيجب عليك تحديد مستوى المخاطرة والخسارة المالية الذي يمكن لك أن تتحمله.

 فليس من المنطق أن تسافر فترة طويلة للعمل خارج بلدك، وعندك عودتك تضع كل الأموال التي ادخرتها في مشروع قد ينجح أو يفشل، فليس هناك مشروع نتائجه مضمونة مئة بالمئة.

 فلابد من وجود احتياطي نقدي للطوارئ، وهذا الاحتياطي لا يقل عن تكلفة نفقات المعيشة والمصاريف الضرورية من ثلاثة لستة أشهر كحد أدنى، كالإيجارات والغذاء والدواء والمصاريف اليومية المعتادة. 

مخاطر الاحتفاظ بالأموال في البنوك 

ربما سيخطر في بالك سؤال لماذا تحمل نسبة كبيرة من المخاطرة في الخسارة، مازالت الأموال موجودة فلا داعي لاستثمارها في مشروع ربما نهايته الفشل؟ 

ولكن مالا تعرفه بأن أي قرار ستتخذه بما يخص الأموال فيه مشاكل ومخاطرة، مثل الاحتفاظ بالأموال فمن الممكن أن تتآكل قوتها الشرائية مع مرور الوقت بسبب التضخم، وخصوصاً إذا كنت تعيش في بلد معدل التضخم فيه عالي. 

أما إذا كنت تحتفظ بأموالك في البنك، فيجب عليك التمييز  بين سعر الفائدة الاسمي وسعر الفائدة الحقيقي، حتى تتمكن من معرفة العائد من هذه الأموال.

 على سبيل المثال،  لو كان معدل التضخم ٥% وتأخذ فائدة ٨%، فهنا العائد الحقيقي هو ٣%، حيث نقوم بطرح معدل التضخم من سعر الفائدة الرسمي والناتج هو الفائدة الحقيقة التي نأخذها عن أموالنا. 

سداد الديون له الأولوية 

 وبمناسبة الحديث عن البنوك والقروض والديون، فلابد أن يكون لدينا خطة لإدارة الدين الخاص بنا، ففي بعض الأحيان يكون سداد الدين هو أفضل استثمار ممكن أن تقوم به.

حيث يجب أن يكون تسديد الدين أولوية، لأن الدين يجعل قراراتنا الاستثمارية صعبة، وغالباً ما يؤثر على خطة الالتزام بالاستثمار، فمن الممكن أن تضطر لبيع أصل من الأصول التي تملكها، تحت الضغط وبسرعة كبيرة، من أجل سداد دين ما.

 وهذا دائماً ما يسبب خسائر كبيرة لايمكن تلافيها. 

عليك أن تعلم بأن الخروج من السوق بشكل فوضوي يولد خسائر كبيرة، فبعض الاستثمارات من المتوقع أن تدر عائد بعد فترة زمنية محددة لنفترض سنة، واضطررت لبيع الأصل من أجل تسديد دين، قبل انتهاء المدة الزمنية المحددة  لتجني الأرباح منه ، بالطبع سوف تخسر  فالديون تحدث فجوة في خطط الاستثمار وتعرضها للمخاطر. 

وختاماً سارع إلى سداد ديونك قبل البدء بأي مشروع استثماري.

إقرأ المزيد ........

تهاني الشويكي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/12/2022 02:07:00 م

العالم الافتراضي الميتافيرس (الجزء الأول)
 العالم الافتراضي الميتافيرس (الجزء الأول) 
تصميم الصورة رزان الحموي 

غزا| الإنترنت| العالم ، وانتشرت| مواقع التواصل الاجتماعي |بين الناس حتى صارت شغلهم الشاغل
فهي تلازمهم في حلهم وترحالهم ونومهم وصحوهم... 

وغزت عقول الناس كباراً وصغاراََ ،وشيباً وشباباً

صار الاتصال لغة التواصل الاجتماعي بين الناس من خلال الصوت والصورة. 

وها نحن الآن ننطلق إلى |العالم الافتراضي| ...عالم الميتافرس ...فما هو هذا العالم.... ؟ 

ماذا تعرف عنه ؟ وهل تراه سييغزو عقول البشر فيقبلون على دخول عالمه الجديد  ليحذو حذو |الفيسبوك|؟ 

البس نظارات  vr  وانطلق معنا لنحلق معاً في رحاب عالم....... |الميتافيرس | 

الميتافيرس : عالم افتراضي ساحر 

 يتيح للشخص التواصل مع الآخرين ،والتفاعل معهم ،وتخطي حدود الواقع والانتقال إلى عالم الخيال من خلال شخصيات تكون أنت أحدها وهو تطور مذهل بتقنيات عالية. 

ادخل إلى عالم الخيال ،وعش مع أصدقاءك في أي منطقة من العالم على امتداد الكون ،أياً كان عددهم وجنسياتهم وأعمارهم ولغاتهم ، وتواصل معهم عش معهم حياة كاملة 

المسهم ،كلمهم ،تفاعل معهم ،ولا تكتفي بالصوت والصورة ،ومن يدري فقد يصبح عالم |الفيسبوك| و|التويتر| وغيرهما بعد وقت قريب ، شيئاً من الماضي 

ويُنظَرُ إليهم كما ننظر نحن إلى بدايات عالم الاتصالات ،ووسائلها البسيطة في عصر الحمام الزاجل 

لماذا قررت فيسبوك تغيير اسمها إلى ميتا فيرس؟ 

لقد كان |مارك زوكربيرغ| مؤسس الفيسبوك رجلاً خارق الذكاء حين غير اسم فيسبوك إلى الميتافيرس 

فالميتا فيرس : اصطلاح انكيزي مؤلف من شقين الميتا - فيرس ،ويعني بشقيِّه ما وراء العالم 

والهدف  منه أن تعيش داخل الإنترنت ،وتتحرك فيه وتتفاعل معه ،لا أن تبقى مجرد مشاهد وتتسمر أمام شاشات الكمبيوتر تحرك أزرار مفاتيحه . 

قد يبدو لك الأمر غريباً وغير مقنع!!! ولكن هذا ما سيحدث فعلاً... فلا تستغرب وترقب المزيد... 

لم يتخلَّ مارك عن الفيسبوك ،أو يتنازل عن اسم نال ما نال من الشهرة ،وحقق ما حقق من الأرباح عبثاً، بل لأنه أدرك بذكائه النجاح الكبير الذي ينتظر تلك التقنية المذهلة ،التي ستدهش العالم وما يمكن أن تجنيه من شهرة وأرباح وثروات، وما يمكن أن يحشد لها من طاقات وكوادر.

حيث سيتم تأمين فرص عمل لعدد هائل من الموظفين في مختلف أنحاء العالم ،بمرتبات وأجور عالية ،وقد أراد بحركته الذكية الدخول في السباق الذي تسعى إليه كبريات الشركات ،للدخول إلى المنصات الافتراضية واقتحام |عالم الاقتصاد |الرقمي ، لتحقيق أرباح وثروات خيالية 

وقد رصد مبالغ طائلة لخوض غمار هذه التجربة بكل أبعادها ،لا سيما بعدما كوَّن قاعدة عريضة ضخمة من المتابعين ،حتى صار الفيسبوك جزءاً مهماً في حياتهم  

 فإذا انضم رواد الفيسبوك إلى العالم الافتراضي الذي اتجه  فيسبوك إلى خوض غماره، فإنه ولا شك سيغزو العالم محطماً أرقاماً قياسية  ،وسوف يجني أرباحاً  خيالية حسبما يرى القائمون على صناعة المال ،وسيحقق سبقاً ممتازاً في هذا المجال 

ومع هذا فإن البعض يبدون تخوفهم من تلك النقلة النوعية في عالم الاتصالات الرقمية والانتقال إلى عالم ماوراء الماديات 

إذ يرونه مجرد مغامرة ،لاعتقادهم بأن عدة شرائح من الناس لن يستهويها الأمر ،وسترفض الدخول إلى عالم المتافيرس، وأنها قد تراه مجرد أوهام وخيال 

لذا فإنهم يتوقعون أن يقبل عليه أبناء  الجيل الجديد من الشباب ،والمراهقين فقط دون سواهم ،لأنه يتماشى مع الخيال الذي يحلِّقون به، ولذلك فهم وحدهم ولا شك سيسعون للإقبال عليه بشغف 

وقد جهز فيسبوك لذلك أقصى ما يمكن من تجهيزات ،ذلك أن الدخول إلى عالم الميتافيرس يحتاج إلى تجهيزات ووسائل،وتكاليف ومبالغ تماماً كما لو كان الأمر يتم في الواقع لا في الخيال. 

العالم الافتراضي الميتافيرس (الجزء الأول)
 العالم الافتراضي الميتافيرس (الجزء الأول) 
تصميم الصورة رزان أبو فخر 

في عالم الميتافيرس يختار المرء شخصية

 يعيش من خلالها حياة كاملة في عالم الافتراض الخيالي ،وقد تطابق مواصفات شخصيته أو تخالفها ،فله الخيار والحرية المطلقة في ذلك 

فقد يختار شخصية أنثى بينما يكون هو شاب ،أو قد يكون شاباً ويختار شخصية عجوز،والعكس صحيح ،وقد يختار أي شخصية تستهويه علماً مشهواً ، كعالم أو رياضي أو كيميائي ،أو نجم سينمائي أو أو أو ... 

ويتفاعل من خلالها مع من اختارهم ،ليخوضوا معه تلك التجربة ،فيدخل ذلك العالم الساحر ويخترق حواجز الخيال ،ويتم لقاءه مع عدة شخصيات ،وفي أماكن مختلفة بآن واحد ،وكلها اختارت مثله شخصيات وهمية عبر منصات التواصل الافتراضي

تراه وتتفاعل وتتواصل معه من خلال نظارات ال vr التي تتيح لهم وله أن يكون داخل المنصات معهم  وليس متفرجاً ،وكأنه حقيقة واقعة، إنه امتزاج الواقع بالخيال .

وهذه الشخصية التي يتحرك بها تحتاج إلى نفقات وأموال كما في الواقع الملموس...

فالشخصيات التي سيعيش حياة |الخيال العلمي |من خلالها ،والشخصيات التي سيتم التفاعل معها ستحتاج إلى تجهيزات وملابس واكسسوارات وطعام  وشراب وأدوات، وأماكن للقاء والسكن ،وشوارع وسيارات ومواصلات للتنقل ،ومحطات للوقود ومستودعات للبضائع  وأماكن للعمل والاستثمار والبيع والشراء في كل المجالات الاقتصادية من زراعة وصناعة تجارة 

وتحتاج إلى مصارف وبنوك لايداع الأموال النقدية وسحبها، وأسواق ومحلات ومطاعم وأماكن للهو والتسلية والترفيه ،كالمقاهي والصالات والمسابح والمسارح والمدارس والجامعات بكل مستلزماتها : من ألبسة ومخابر وصيدليات ومشافي وغيرها وأماكن للتنزه والسياحة ،ومشاريع كتلك التي في الحياة العادية تماماً 

وقد رصدت مبالغ طائلة لاستثمار هذا المشروع الضخم ،وفق أحدث الماركات العالمية ،وأعلاها أجراً وأغلاها ثمناً والتي تضاهي البضائع والأشياء الحقيقية بل وتفوقها 

إنها حياة كاملة يعيشها المرء بكل تفاصيلها ،فيتعلم ويدرس ويختار له شريكاً..... كل هذا وهو في مكانه يرتدي نظاراته الخاصة. 

ويعيش ظروفاً مماثلة للحياة الواقعية، بما فيها من مشاعر محبة وخصام وعداوات ومنافسات ولقاءات وغيرها... 

شيء يشبه الحقيقة.... إنه ابداع الخيال العلمي

فما أن يلبس المرء نظارات vr حتى يصبح داخل تلك المنصات لتلك |المواقع |، وتزول جميع الحواجز الخيالية، وقد قطع العالم الافتراضي شوطاً كبيراً في هذا المجال، ووصل إلى مرحلة متقدمة في عالم الخيال ،فهل سينطلق الميتافيرس من قمقمه السحري ،ويغزو العالم  ويصبح شغلهم الشاغل؟ 

ويبقى السؤال... 

هل  ستصدق التكهنات ؟ 

وهل سيتسقطب هذا التطبيق جمبع الشرائح البشرية؟ 

أم انها ستبقى محصورة في جيل الشباب المغامر؟ وسيحجم الكبار عن خوض تلك التجربة الساحرة ويعتبرونها هدراً للوقت والمال كما تكهن البعض؟

 فهل سيحل الخيال العلمي ،بدل الواقع من خلال المنصات الافتراضية ويغزو العقول؟

 أم أنها ستنجح وتغزو العالم وتهيمن عليه ،كما يتوقع صناع المال العالميون وأصحاب لشركات التي تتسابق لاستثماره؟ 

الميتافيرس قادم إلينا .....هل سينجح مشروعه الضخم؟؟ ويحقق رؤية صناع المال والاقتصاد والتكنولوجيا والتجارة الرقمية؟ 

هل سيغزو البشر ذلك العالم الافتراضي الخيالي ويصبح واقعاً؟ 

وهل سيستمر أم سيكون طفرة تتلاشى؟ 

سؤال ستكشف الأيام القادمة الإجابة عنه وسنعرف ماهو المستقبل الذي ينتظر الميتافيرس؟ 

النجاح والاستمرار أم ماذا؟ 

بالرغم من أن كل المؤشرات تدل على النجاح الكبير الذي ينتظره لا سيما أن العالم لايزال مذهولاً أمامه ومتلهف لمعرفة النتائج... 

هدى الزعبي 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/10/2022 08:26:00 م
ما الذي قد يدفع أي دولة للتخلي عن عملتها والمضي قدماً نحو الدولرة -الجزء الأول- تصميم وفاء المؤذن
 ما الذي قد يدفع أي دولة للتخلي عن عملتها والمضي قدماً نحو الدولرة -الجزء الأول 
تصميم وفاء المؤذن

تأثر العملات العربية بالدولار

- تعتبر العملات مثل الجنيه والريال والدينار والدرهم والليرة، من أشهر |عملات| الدول العربية، منها مرتبط بالدولار مما يعني أن له |سعر صرف| ثابت أمامه، ومنها سعر صرفه حر أي أنه يرتفع وينخفض حسب العرض والطلب. 

وبغض النظر عن نظام سعر الصرف التي تستخدمه سواء كان ثابت أو حر، فإن جميع الدول العربية دون استثناء تتأثر بدرجات مختلفة بارتفاع قيمة |الدولار|. 

فالدول التي قامت بتثبيت سعر الصرف سوف تحتاج لحرق دولارات أكثر، من أجل أن يحافظ على ثبات السعر عند نفس المستوى الذي قام بتحديده، أما الدول التي سعر الصرف عندها حر، سوف تضطر إلى رفع سعر الفائدة من أجل أن يسيطر على التضخم من ناحية، ويحافظ على تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية من ناحية أخرى. 

وهذا الكلام سوف يأخذنا لنسأل أنفسنا بعض الأسئلة ولابد أنها خطرت ببالك عزيزي القارئ وهي: 

لماذا نحن كدول عربية لا نقوم بوضع عملاتنا على جنب ونتعامل بالدولار فقط؟ 

وما الذي يمنعنا كعرب أن نبيع ونشتري بالدولار الأمريكي ونعتبره العملة الرسمية لنا؟ 

وما الذي يمكن أن يجعل أي دولة في العالم تتخلى عن عملتها الوطنية بمحض إرادتها وتقوم بإلغاء التعامل بها وتعتمد الدولار كعملة رسمية؟ 

من هي الدول التي اتخذت هذه الخطوة ولماذا ؟ 

وهل نجحت تجارب هذه الدول مع الدولار أم فشلت؟ 

والسؤال الأهم أننا نعلم أن |البنك المركزي| للبلد هو من يقوم بطباعة العملة الوطنية ولكن لو تم إلغاء هذه العملة سنأتي بالدولار من أين؟ وهل من الممكن طباعته؟ 

العملات النقدية على مراكب بحرية 

في ١٢ نيسان من عام ٢٠٠٠، مجموعة من مراكب الشحن البحرية وصلت إلى سواحل الإكوادور، كانت قادمة من أمريكا محملة بعشرة ملايين قطعة من النقود المعدنية الأمريكية، وكانت قيمتها الإجمالية حوالي ٤،١ مليون دولار أمريكي، وعادت مرة أخرى في ١أيار، محملة بعملات  قيمتها ٥،٩ مليون دولار أمريكي. 

قرارات الحكومة الإكوادورية 

في نفس ذلك الوقت كانت الإكوادور قد قامت باستئجار طائرات لتحميل أكثر من مئة مليون دولار أمريكي من الفئات الورقية، وتنقلهم من مدينة ميامي الأمريكية إلى العاصمة الإكوادورية كيتو. 

قرار إلغاء العملة المحلية في الإكوادور 

وكانت قد أحضرت هذه الأموال من البنوك في أمريكا، من أجل توزيعها على الشعب، ليبدأ يتعامل بالدولار بدلاً عن عملتها المحلية السوكر، التي قررت أن تلغيها تماماً، بعد أن فشلت في أن تجعلها تصمد أمام الدولار، وكان شعار الحكومة الإكوادورية في ذلك الوقت لا للسوكر ونعم للتعامل بالدولار!! 

ولكن كيف حدث كل هذا في بلد يعتمد اقتصاده على البترول  مما يعني أنه يتمتع بنمو اقتصادي؟!! 

وهل هناك ماضي اقتصادي للإكوادور أجبرها أن تلغي عملتها المحلية؟ 

ما هو السر وراء ذلك؟ 

هل تعتقد أن لديك عزيزي القارئ بعض الأفكار عما حدث؟ 

ما الذي قد يدفع أي دولة للتخلي عن عملتها والمضي قدماً نحو الدولرة -الجزء الأول- تصميم وفاء المؤذن
 ما الذي قد يدفع أي دولة للتخلي عن عملتها والمضي قدماً نحو الدولرة -الجزء الأول
 تصميم وفاء المؤذن

الوضع الاقتصادي في الإكوادور 

- هذا سوف يأخذنا للسبعينات، حيث كانت الإكوادور في أوج نموها الاقتصادي، فهي بلد تعتمد بشكل أساسي على البترول، وخلال هذه الفترة كانت أسعار البترول في ذروتها، والذي ساعد البلد على تحقيق |معدل نمو اقتصادي| مذهل، حيث وصل معدل النمو إلى ٩% سنوياً، مابين عام ١٩٧٠و١٩٧٧. 

 خطوة الإكوادور في الاقتراض 

خلال هذه الفترة قامت الأكوادور بالاقتراض من البنوك الأجنبية، لكن السؤال هنا ما الذي دفع الأكوادور للاقتراض في حين أن البلد كانت تكسب بشكل ممتاز من |أسعار البترول| المرتفعة، ولديها دخل بالعملة الأجنبية (الدولار الأمريكي)؟! 

الفكرة ببساطة أن |القروض الأجنبية| في ذلك الوقت كانت تعتبر رخيصة، بسبب انخفاض معدل قيمة الفائدة في أمريكا، وعلى هذا الأساس، بدأت الأكوادور كحكومة وقطاع خاص بسحب القروض بشكل كبير. 

الأزمة التي مرت فيها أمريكا في السبعينات 

 في ذلك الوقت، كانت أمريكا تعاني من أزمة |تضخم| كبيرة في السبعينات لأسباب كثيرة، من ضمنها تبعات قرار إلغاء اتفاقية (Bretton Woods)، وأزمة حظر النفط، حتى يتمكن البنك الفيدرالي الأمريكي من السيطرة على التضخم، استمر في رفع سعر الفائدة كل فترة، ابتداءً من عام ١٩٧٣ حتى وصل لمعدل ١٥،٨% في عام١٩٨١، وطبعاً هذا الأمر يعتبر دمار اقتصادي لجميع الدول التي كانت قد استلفت من أمريكا في ذلك الوقت، وبذلك أصبحت خدمة ديونها مكلفة جداً. 

 كوارث طبيعية واقتصادية توالت على الأكوادور 

- وكما هو المعتاد، فإن مصيبة واحدة لا تكفي، ففي عام ١٩٧٦، الظاهرة المناخية المعروفة باسم(EI Nino)، ضربت البلد ودمرت المحاصيل الزراعية، وفجأة انخفض سعر البترول، وزاد معدل التضخم، وهذا بدوره ضغط على قيمة |العملة المحلية| السوكر، والذي اضطر الحكومة إلى تخفيض قيمته أكثر من مرة، خصوصاً بعد أن رفضت البنوك الأمريكية أن تقوم بتجديد القروض التي أخذتها البلد. 

- وأصبح |السوكر| الذي كان يعادل سعر صرفه أمام الدولار ٢٥ سوكر مقابل كل دولار أمريكي في عام١٩٧٠، استمرت قيمته تتدهور حتى أصبح سعر صرفه الرسمي ١٨ ألف سوكر لكل دولار أمريكي في أواخر  عام ١٩٩٩، كانت الإكوادور في ذلك الوقت في حالة ضياع، وكانت الناس في حالة توتر، بسبب انهيار قيمة عملتها أسرع من سرعة الصوت. 

الحل المطروح من قبل رئيس الأكوادور 

وفي مثل هذه الحالة لابد من إيجاد حل لهذا الوضع، وكان الحل عند رئيس الإكوادور في ذلك الوقت جميل معوض، حيث أعلن في شهر كانون الثاني عام٢٠٠٠، أنه سوف يقدم للبرلمان الأكوادوري خطة اقتصادية ملخصها إلغاء السوكر والاعتماد على الدولار الأمريكي، باختصار كان يهدف إلى تنفيذ ما يسميه خبراء الاقتصاد |دولرة| (Dollarization). 

هل تعلم عزيزي القارئ ما لمقصود في الدولرة؟ 

 وهل هناك أنواع لهذا المصطلح الاقتصادي؟ 

ما الذي قد يدفع أي دولة للتخلي عن عملتها والمضي قدماً نحو الدولرة -الجزء الأول- تصميم وفاء المؤذن
 ما الذي قد يدفع أي دولة للتخلي عن عملتها والمضي قدماً نحو الدولرة -الجزء الأول
 تصميم وفاء المؤذن

مصطلح الدولرة Dollarization 

-معنى الدولرة في السياق المتبع في وضع الإكوادور، أن تقوم الدولة باستخدام عملة أجنبية وغالباً تستخدم الدولار، بدل عملتها المحلية أو إلى جانبها. 

أنواع الدولرة

١- الدولرة الرسمية: وتحدث عندما تقوم الحكومة باتخاذ قرار رسمي، بأن تعتمد |العملة الأجنبة| كعملة رسمية لها، تتمتع بما يسمى قوة الإبراء القانوني (Legal Tender)، وذلك يعني بأن لها صفة الإلزام القانوني في المعاملات، وممنوع أن يقوم أي مواطن برفض التعامل فيها، قام بهذه الحركة عدة دول مثل بنما والإكوادور. 

٢- الدولرة غير الرسمية: غالباً يطلق عليها اسم الدولرة بحكم الأمر الواقع( De Facto Dollarization)، في هذه الحالة تكون البلد تستخدم عملتها بشكل طبيعي، ولكن على أرض الواقع نجد أن الدولار الأمريكي مسيطر على جزء كبير من المعاملات والودائع والقروض، وهذا ما يحصل في بعض البلاد مثل كولومبيا وفيتنام وفنزويلا ولبنان. 

وسنتحدث عن لبنان واقتصادها  بما أنها بلد عربي

- يعتبر الاقتصاد اللبناني اقتصاد مدولر بشكل غير رسمي، في تشرين الثاني من عام ٢٠٢١، كان معدل الدولرة في ودائع القطاع الخاص اللبناني كان يقترب من ٨٠%، وذلك يعني بأن الأغلبية الكاسحة من ودائع القطاع الخاص بالدولار الأمريكي، وذلك يعكس ومن ناحية اعتماد اللبنانيين بشكل كبير على الدولار، ومن ناحية أخرى ضعف ثقتهم في الليرة. 

وبالمناسبة فهذا ليس بالأمر الجديد على لبنان؟!حيث يتبع الاقتصاد اللبناني الدولرة من التسعينات. 

 وسنعود لنكمل حديثنا عن الإكوادور 

ما بعد إلغاء العملة المحلية وإقرار التعامل بالدولار 

-بعد مرور شهرين على إعلان الرئيس جميل معوض عن خطته، وافق البرلمان الأكوادوري عليها ودخلت حيز التنفيذ. 

وفي٢٠ آذار من عام ٢٠٠٠، وأعلن البنك المركزي أن على كافة الشعب الذي يحتفظ بأموال بالعملة المحلية أن يتوجه للبنك ليقوم بتبديلها، كل ٢٥الف سوكر يقابله دولار واحد، وفي شهر نيسان بدأ الموظفين يتقاضون رواتبهم بالدولار، وبدأت الناس تقترض وتضع الودائع في البنوك بالدولار، وكان يتم إرسال السوكر الذي تم تبديله إلى دار صك العملة La Casa De La Moneds. 

وحسب بيانات البنك المركزي أنه بعد مرور ثلاثة شهور على تنفيذ القرار، قام الشعب الأكوادوري بتبديل ٩٥% من حيازته من السوكر بالدولار، وأخذ بدلاً عنهم خمسمئة مليون دولار أمريكي تقريباً، وفي ٩ آذار من عام ٢٠٠١، كان آخر يوم يسمح فيه بتداول السوكر، وبعد ذلك لا يوجد تعامل إلا بالدولار. 

وبذلك أصبحت الإكوادور ذات اقتصاد مدولر رسمياً. 

 اتخذت الإكوادور الدولار |عملة رسمية|، على أمل أن تتمكن من معالجة أمراضها الاقتصادية المزمنة، وبالأخص التضخم المرتفع وسعر الصرف الذي يتدهور كل ساعة.  

فهل نجحت الإكوادور في ذلك؟ 

أما أنها قيدت نفسها أكثر؟ 

تابعونا في الجزء التالي.

بقلمي: تهاني الشويكي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/10/2022 08:26:00 م
ما الذي قد يدفع أي دولة للتخلي عن عملتها والمضي قدماً نحو الدولرة -الجزء الثاني- تصميم وفاء المؤذن
 ما الذي قد يدفع أي دولة للتخلي عن عملتها والمضي قدماً نحو الدولرة -الجزء الثاني
 تصميم وفاء المؤذن
- تذكيراً بما تحدثنا عنه سابقاً، فقد وضحنا معنى الدولرة وأنواعها اقتصادياً، وتطرقنا بذكر لبنان كمثال لبلد عربي يتعامل بالدولار بشكل غير رسمي، وتحدثنا عن وضع الإكوادور بعد منع التعامل بالعملة المحلية نهائياً. 

البنك المركزي وتنازلاته 

- تنازلت الإكوادور عن جزء مهم وهو سيادتها، ولم يعد للبنك المركزي سلطة أو دور كبير في |السياسة النقدية|، لأنه تنازل عن أعز ما يملك وهو سلطة الطباعة، فهو الآن غير قادر على طباعة الدولار الذي يتعامل فيه كعملة رسمية، لأن هذه سلطة |البنك الفيدرالي الأمريكي| فقط. 

ولكن كيف يتمكن من تأمين الدولار

ببساطة أن يبيع أي شيء ممكن للخارج يستطيع أن يحصل مقابله على الدولار، وإن لم يكن هذا الأمر كافياً، فليس أمامه من حل إلا أن يقترض. 

- والأخطر من هذا كله، أن البنك المركزي الإكوادوري فقد دوره كملاذ آمن للقطاع المصرفي، فالذي يضمن ودائع الناس في البنوك هو البنك المركزي، ومما يساعده على أن يلعب دور الضامن هو قدرته على الطباعة، ولو حدث ما يسمى بالذعر المصرفي، وتوجهت الناس نحو البنوك لتسحب أموالها بالدولار. 

حل معضلة البنك المركزي 

كيف سيتمكن البنك المركزي من الحصول على الأموال

فمن المستحيل أن تغطي احتياطاته من الدولار ولو جزء بسيط وصغير من أموال المودعين، ومن أجل أن تحل الإكوادور هذه المعضلة، قامت بإنشاء صندوق طوارئ بالدولار، وألزمت كل بنك أن يضع فيه واحد بالمئة من الودائع الموجودة عنده. 

وبعد كل محاولات الإكوادور هل حققت ما تسعى إليه؟ 

الأهداف التي تم تحقيقها في ظل سياسة الدولرة 

في السنين الأولى وتحديداً ما بين ٢٠٠٠-٢٠٠٨، حققت الدولرة بعض أهدافها، حيث تم حل مشكلة تقلب سعر الصرف، فلم يعد هناك وجود للعملة المحلية بالأصل، واستقرت الأسعار لأن التضخم الذي كان خارج عن نطاق السيطرة انخفض بشكل كبير جداً، في عام ٢٠٠٠  أصبح معدل التضخم يعادل مايقارب ٩٦%، وفي ٢٠٠٧ انخفض إلى ٢،٢%، ومن الضروري أن ننتبه هنا إلى أمر مهم جداً، وهو أن |القروض| التي استلفتها البلد من بعد أن اتبعت مبدأ الدولرة ، ساعدتها على تحقيق هذه النتائج، والفضل يعود لصندوق النقد الدولي الذي أقرضها الأموال.

الأزمة المالية العالمية 

لم تلبث الإكوادور أن تشعر بالاستقرار، بعد شعورها بالأمان حيث حققت عدة أهداف ذكرناها سابقاً، إلا أن الأوضاع الاقتصادية انقلبت رأساً على عقب،  بسبب الأزمة المالية العالمية عام ٢٠٠٨، وبما أن الإكوادور دوناً عن غيرها مرتبط بشكل كبير بأحوال الاقتصاد الأمريكي، فقد تأثرت أكثر من غيرها تأثرت بهذه الأزمة وخسرت جزء كبير من احتياطاتها الدولية. 

ومما زاد الأمر سوءً، عندما قررت الحكومة تجريد البنك المركزي من استقلاليته في عام ٢٠٠٩، بحيث تبقى قرارتها صادرة بموجب موافقة الحكومة، وأصدرت قرار ينص على شراء البنك المركزي لسنداتها من أجل أن تقوم بتمويل الدين العام، وبناءً على ذلك فقد زاد الإنفاق الحكومي وأيضاً زاد  عجز الميزانية... .

فهل هده الأمور سببت أزمة للبلاد؟ 

أم أن الأوضاع لم تتأثر بهذه التغيرات والتحولات؟ 

ما الذي قد يدفع أي دولة للتخلي عن عملتها والمضي قدماً نحو الدولرة -الجزء الثاني- تصميم وفاء المؤذن
 ما الذي قد يدفع أي دولة للتخلي عن عملتها والمضي قدماً نحو الدولرة -الجزء الثاني
 تصميم وفاء المؤذن

تأثر البلاد بالأزمة المالية العالمية 

- تضاعف الإنفاق الحكومي وزاد العجز في ميزانية الدولة، وكل هذه الأمور لم تؤثر في البداية، ولم تسبب أزمة وتحديداً في الفترة ما بين ٢٠٠٨-٢٠١٤، وذلك يرجع لارتفاع |أسعار النفط| في تلك الفترة، والذي أدى إلى توفير موارد دولاريه للبلد، باختصار كانت الأموال العائدة من البترول تغطي على مشاكل الدولرة. 

تدهور اقتصاد الإكوادور 

- أما عن مسلسل التدهور فقد بدأ مع انهيار أسعار النفط في عام ٢٠١٤، حيث بدأت الحكومة تبحث عن مصادر تمويل جديدة في بداية عام ٢٠١٥، بعد أن تراجعت قيمة صادراتها من النفط، والمدهش في الأمر، أن الحكومة لم تقم بالاستلاف فقط من المؤسسات الدولية مثل |صندوق النقد الدولي|، وإنما قامت بوضع يدها على جزء من أموال الضمان الاجتماعي، وقامت بالاقتراض من البنوك المحلية عن طريق البنك المركزي. 
- ارتفع الدين العام لحكومة الإكوادور من ١٤،٧مليار دولار عام ٢٠٠١، إلى أن وصل في عام٢٠٢٢ إلى ما يقارب ٦٦مليار دولار، فمنذ سنتين فقط وتحديداً في عام ٢٠٢٠، لم تكن الإكوادور تمتلك ٨٠٠ مليون دولار تدفعهم لأصحاب السندات، والذين يمتلكون سندات قيمتها١٩،٢ مليار دولار، وتخلفت البلد عن السداد في الوقت المحدد بسبب عدم امتلاكها للأموال. 
- وفي  يومنا الحالي، وبعد مرور أكثر من ٢٢سنة، على تخلي الإكوادور عن عملتها المحلية لصالح الدولار الأمريكي، تعاني البلد من نمو اقتصادي ضعيف، ومن ديون خارجية متزايدة، واحتياطيات دولية لا تغطي إلا جزء صغير جداً من التزامات القطاع المصرفي. 

وباء كورونا وتأثيره على الاقتصاد 

- ومما زاد الأمر سوءً، الأضرار التي تعرض لها الاقتصاد بسبب وباء كورونا، حيث أن خسائر الإكوادور من أزمة كورونا فقط، من الممكن أن تصل لما يعادل ٧% من ناتجها المحلي الإجمالي، وعبر أستاذ الاقتصاد الإكوادوري Alberto Acosta عن رأيه في تجربة الإكوادور، أنه تم تقديم الدولار للبلد باعتباره حل لجميع المشاكل، بناء على رأي خبير اقتصادي فنزويلي، والذي بدوره أقنع الحكومة أن المشكلة الوحيدة التي لايمكن لسياسة الدولرة أن تجد له حلاً هو مرض الإيدز. 
- واتضح بعد ذلك أنها لم تكن الحل المثالي أبداً، وأن العيب لم يكن في العملة المحلية وإنما في الاقتصاد نفسه، والذي كان يعاني من مشاكل هيكلية استمرت بالتزايد على مدار السنوات. 
وخلاصة الكلام أن الدولرة كخيار اقتصادي مشكوك جداً في فعاليتها، وذلك لأن عيوبها أكثر بكثير من مزاياها، ولو كان هناك مستفيد واحد منها، فهو الدولة التي تملك تلك العملة وهي الولايات المتحدة. 
في عام ٢٠٠٠ وزير الخزانة الأمريكي السابق Lawrence Summers، قال أثناء شهادته أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ الأمريكي، أن الدول صاحبة الاقتصادات المدولرة، التي تستحوذ على الدولار الأمريكي حتى تستخدمه في اقتصاداتها، تقوم بتقديم قرض بدون فوائد لأمريكا!! 
ولن أنسى السؤال الخاص بك عزيزي القارئ 
لو افترضنا أن الحكومة في الإكوادور قررت أن تصدر عملة وطنية جديدة خاصة بها حتى تخرج من فخ الدولرة هل من الممكن أن يوافق الشعب على تبديل الدولار الذي بحوزته بالعملة الجديدة؟ 
  بقلمي: تهاني الشويكي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/23/2022 11:28:00 ص
كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الثاني - تصميم وفاء المؤذن
كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الثاني
 تصميم وفاء المؤذن
- تحدثنا في الجزء السابق عن قيمة الأموال النقدية التي تمتلكها روسيا داخل البنك المركزي الروسي، حيث تمتلك الحق بالتصرف بهم، ماعدا ذلك فإنها مكبلة اليدين أمام العقوبات وتجميد أصولها في بنوك العالم، وحالها كحال أي بلد أقحم نفسه في حرب يقف ضده فيها أغلب دول العالم، سيتعرض للضغوطات والعقوبات الاقتصادية بهدف ردعه، وبالتالي فلابد أن يتأثر اقتصاد هذا البلد. 

الوضع الاقتصادي داخل روسيا في ظل العقوبات 

- سوف نركز في هذا الحديث عن نقطة واحدة فقط، والتي تعتبر نقطة محورية، وهي قيمة العملة الروسية المحلية وهي |الروبل|. 

قيمة الروبل مقابل الدولار الأمريكي 

- في بداية شهر شباط الفائت من العام الحالي ٢٠٠٢، فأن |سعر صرف| الروبل أمام الدولار الأمريكي، كان يعادل تقريباً ٧٧ روبل  مقابل كل واحد دولار، وبعد ذلك بشهر وتحديداً ١آذار من نفس العام، أصبح سعر الصرف ١١٢روبل أمام كل دولار أمريكي، وذلك يعني بأن العملة الروسية خسرت نصف قيمتها في أقل من شهر، فالروبل لا يمكنه تحصيل واحد سينت أمريكي، وذلك يعتبر أسوأ مستوى وصلت له العملة الروسية أمام الدولار في تاريخها. 

تأثير تدهور العملة الروسية 

مرت روسيا بالعديد من الأزمات خلال العشرين سنة الأخير، وبرغم من كل ما مرت به، إلا أن قيمة الروبل لم تنهار لمثل هذه المستويات من قبل. 

- إن تدهور العملة بهذا المستوى الغير مسبوق، عدا بأنه يؤدي للضغط على |معدل التضخم| المرتفع بالفعل في روسيا، إلا أنه من ناحية أخرى، يضعف القوة الشرائية للروس ويقلل من قيمة مدخراتهم، وفي ظروف مثل هذه من الطبيعي أن نرى المواطنين الروس، يتدافعون على البنوك ليقوموا بسحب أموالهم في |العملة المحلية|، من أجل تحويلها إلى أي عملة أخرى. 

- عندما لاحظ البنك المركزي الروسي خوف الروس وتدافعهم لسحب أموالهم، أصدر بيان في ٢٥ شباط من هذا العام (٢٠٢٢)، يطمئن فيه الناس على ودائعهم وأن هناك سيولة كافية، وليس هناك أي داعي لحالة الذعر. 

لو كنت في موقف محافظة البنك المركزي الروسي (Elvira Nabiullina) ماذا كنت ستفعل

- وحسب منصبها الذي يتطلب منها في ظل الظروف التي تمر فيها بلادها أصعب مهمة في العالم، وهي إنقاذ اقتصاد يواجه حرب اقتصادية شرسة، يتعرض فيها لإجراءات عقابية غير مسبوقة أدت إلى انهيار العملة، وفي نفس الوقت، ليس لديها القدرة على استخدام احتياطات البلد في الدفاع عن الروبل، لأنها عملياً ممنوعة من الوصول إليها، ولاتملك سوى ١٢مليار دولار، من الممكن أن يبلعهم سوق العملات الأجنبية أو |سوق الفوريكس| في يوم واحد حرفياً. 

ماذا ستفعل روسيا في ظل تضائل السيولة النقدية وتدهور العملة المحلية؟ 

وهل هناك من حلول حتى لو كانت مؤقتة لإنقاذ الروبل من الانهيار أم أن روسيا في ورطة اقتصادية؟ 

كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الثاني - تصميم وفاء المؤذن
كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الثاني
 تصميم وفاء المؤذن

محاولات البنك المركزي لتخفيف حدة الأزمة الاقتصادية 

-  وفي محاولة لتهدئة الروس، قام البنك المركزي الروسي في ٢٤ شباط عام ٢٠٢٢، ببيع مليار دولار في السوق واشترى فيه  روبل، بهدف أن يسند ويعدل من قيمة الروبل في السوق المحلي، ولكن هذا المبلغ يعتبر غير كافي!! 

- وفي ظل ضآلة السيولة النقدية في يد البنك المركزي، قرر أن يلجأ لطريقة مختلفة من أجل تشجيع الناس على الاحتفاظ بالروبل، وعدم بيعه والتخلي عنه من أجل أن تشتري الدولار أو أي عملة أخرى. 

ماهي المحاولات التي قام بها البنك المركزي الروسي لإنقاذ الروبل وهل أثمرت عن نتائج

- قام البنك المركزي برفع سعر الفائدة الرئيسي لأكثر من الضعف، فقد كانت الفائدة ٩،٥% وتم رفعها حتى وصلت إلى ٢٠%، وكأنه البنك يوجه رسالة للمواطن الروسي مفادها (اترك أموالك بالروبل  في خزينة البنك وخذ عليهم فوائد٢٠%) وكأنها عملية إغراء وزيادة طمع  المواطن. 

-وفي نفس الوقت أمرت وزارة المالية الروسية المصدرين الروس، أن يبيعوا ٨٠% من حيازتهم من العملات الأجنبية في السوق، وأن يقوموا بشراء الروبل (أمر حكومي وليس طلب).

وكانت هذه الإجراءات محاولة يائسة لإنقاذ الروبل بأي طريقة ممكنة، من قبل البنك المركزي ووزارة المالية، وكانت محاولات فاشلة لأن سعر صرف الروبل أمام سعر الروبل، تغير بشكل لا يذكر، حتى أن الدولار الأمريكي تجاوز ١١٠روبل؟!!. 

وهل هذا يعني أن الروس ليس لديهم ثقة بإجراءات البنك المركزي

- ويرجح بأن الأمر ليس موضوع انعدام ثقة، ولنأخذ بعين الاعتبار أن الجميع أصبح على علم بحجم الأضرار الناجمة في ظل مايحدث،  ولديه قدرة على استيعاب أن العقوبات الاقتصادية الأمريكية على روسيا هذه المرة قاسية جداً، وأكبر بكثير من أي مناورة ممكن أن يقوم بها البنك المركزي، في محاولة منه لإنقاذ الروبل ورفع قيمته أمام سعر الدولار. 

 ازدياد الضغوط الاقتصادية على روسيا 

- وخصوصاً بإن الخلافات تزداد يوماً تلو الآخر، وذلك بعد ما قامت به أمريكا وبريطانيا وكندا والاتحاد الأوروبي، حيث اتفقوا على طرد أربع بنوك روسية من نظام المدفوعات الدولية (|SWIFT|)، زاد القتال أكثر على بنك روسيا. 

- نظام المدفوعات الدولية SWIFT ليس له بديل بالكامل، ولا يمكننا اعتبار نظام المدفوعات الصيني CIPS، ونظام المدفوعات الروسي SPFS، كبدائل حقيقة لنظام SWIFT بسبب ضعف نطاق انتشارهم. 

فهل لديك فكرة عن نظام المدفوعات الدولية SWIFT؟ 

وهل تعرف كم دولة يضم؟ 

وعدا عن ذلك هل ما يجري في روسيا من عقوبات اقتصادية وتدهور العملة المحلية سيسوء أكثر أم سيقف عند هذا الحد؟ 

كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الثاني - تصميم وفاء المؤذن
كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الثاني
 تصميم وفاء المؤذن
- تحدثنا سابقاً عن محاولات البنك المركزي الروسي، والتي للأسف باءت بالفشل، لتحسين سعر صرف الروبل مقابل الدولار، وأيضاً تدخل وزارة المالية وإجبار المصدرين الروس على بيع كل مابحوزتهم من أموال نقدية أجنبية من أجل إنعاش العملة المحلية، ولكن وللأسف كل هذه الخطوات لم تغير شيئاً. 

- أما بالنسبة لنظام المدفوعات الدولية SWIFT، فإنه يضم أكثر من ١١ ألف بنك ومؤسسة مالية في العالم، أما نظام CIPS الصيني فإن عدد البنوك المشتركة بشكل مباشر لايتجاوز ٧٥ بنك، أما البنوك التي تشارك فيه بشكل غير مباشر عددها ١٢٠٥من البنوك، وحتى يمكنك التواصل مع أي بنك من هذه البنوك لابد لك من استخدام SWIFT، وباختصار فإن الخروج من SWIFT يزعج أي بلد في العالم خصوصاً روسيا والصين. 

النزوح الجماعي للشركات والمستثمرين 

- ومما يزيد الضغط على |الاقتصاد الروسي|، والذي انهالت عليه العقوبات بشدة في الفترة الأخيرة، هي حالة النزوح الجماعي للشركات والمستثمرين الأجانب من البلد، مثال على ذلك، شركة النفط والغاز البريطانية الشهيرة(pb)، والتي تعتبر أكبر مستثمر أجنبي في روسيا. 

-أعلنت فجأة في ٢٧ شباط عام ٢٠٢٢، بأنها سوف تخرج من روسيا وتقوم ببيع حصتها في شركة النفط الحكومية الروسية (ROSENEFT)، وفي اليوم التالي على الفور، أعلنت شركة (Shell) أنها سوف تنهي شراكتها مع شركة الغاز التابعة للحكومة الروسية (GAZPROM). 

- وأيضاً دخل على الخط شركة (equinor) النرويجية، وأعلنت أنها ستبدأ تنسحب من مشاريعها في روسيا. 

-وكل هذا الانسحابات كانت في قطاع واحد وهو قطاع الطاقة، ويوجد أيضاً انسحابات كبيرة في قطاعات أخرى، على سبيل المثال القطاع المالي، فقد أعلن أكبر صندوق سيادي في العالم، وهو صندوق الثروة النرويجي ( NORGES BANK)، بأنه سوف ينهي جميع استثماراته في روسيا. 

ردة فعل الحكومة الروسية على انسحاب الشركات والمستثمرين 

- وإيقافاً للنزيف الاقتصادي بأي طريقة، أعلن رئيس الوزراء الروسي (Mikhail Mishustin)، بأن موسكو سوف تمنع الأجانب مؤقتاً من التخلي عن أي أصول يمتلكوها في روسيا، وتعتبر الحكومة الروسية معذورة بهكذا قرار، فكل يوم تخرج استثمارات بمليارات الدولارات من روسيا، وتزيد من نزيفها الاقتصادي. 

حيث يعتبر خروج شركة (pb) البريطانية لوحدها، خروج ٢٥مليار دولار من البلد. 

سرعة إجراء العقوبات هل هو أمر طبيعي

- المفاجئ في كل مايحدث في روسيا، هو السرعة التي تتم بها هذه الإجراءات، فلم يمر أسبوع واحد على دخول روسيا إلى أوكرانيا، فُرض عليها عقوبات قادرة بدون مبالغة في حال استمرارها، أن تعيد روسيا خمسين عاماً إلى الوراء. 

كل هذه الأمور حصلت ومازال |الجيش الروسي| لم يحتل |أوكرانيا| فعلياً، ولم يسيطر على عاصمتها، ولم يحقق بعد أي هدف من  حملته العسكرية. 

ولو أن العاصمة الأوكرانية كييف سقطت ماذا سيفعلون؟ 

ختاماً هل برأيكم سيستطيع بوتين أن يجبر أمريكا و أوروبا على رفع العقوبات عن روسيا؟ 

وهل تعتبر أمريكا قد سرقت بوتين؟ 

بانتظار تعليقاتكم ❤ 

بقلمي: تهاني الشويكي

يتم التشغيل بواسطة Blogger.