ما هي التقنيات النانوية؟
مصطلحاتٌ كثيرةٌ تغزو حياتنا وتفرض نفسها علينا في كل يوم مع كل اكتشافٍ جديد, ولعل من أهم هذه المصطلحات
( التكنولوجيا النانوية )
, وذلك لأنها تلامس مختلف جوانب الحياة فكلنا يتعامل معها وأحياناً دون أن ندري,
بل لعلها بدأت بتغيير حياتنا و أنماط سلوكنا فما هي حقيقتها؟
النانو ...
هو جزءٌ من المليار مثلما المايكرو جزءٌ من المليون....
ويعتبر المايكرومتر الواحدة المستخدمة لقياس أبعاد الخلايا ولذلك سمي المجهر المستخدم لرصد الخلايا بالمايكروسكوب .
أما النانومتر فهو واحدة قياس الذرات ومكوناتها ,وتقنية النانو هي التقنية المستخدمة للتعامل مع الذرات والجسيمات الأصغر منها.
تستغل هذه التقنية بعض الخصائص المميزة للجسيمات الدقيقة
فمثلاً قدرة الإلكترونات على إختراق الحواجز أدت لاختراع نوع جديد من المجاهر الإلكترونية يستطيع تصوير سطحٍ ما دون استخدام أي نوعٍ من الأشعة فهو فقط يقرِّب حساساً صغيراً جداً كرأس الإبرة من سطحٍ ما وعندما يقترب من السطح بما يكفي دون ملامسته فإن الإلكترون يقفز إليه مولداً تياراً كهربائياً يمكن رسمه وبالتالي يمكن رسم هذا السطح بدقة متناهية.
نوعٌ آخر من المجاهر الإلكترونية
يستخدم أيضاً لرسم السطوح المجهرية يستخدم طريقةً أخرى فهو يعتمد على دفع الإلكترونات للقفز من مادة السطح ليتم التقاطها ورسم التيارات الكهربائية الناتجة عنها.
تطبيقاتٌ أخرى كثيرة أصبحت ممكنة باستخدام التقنيات النانوية لأنها سمحت ببلوغ مستوى الذرات ورصدها والتحكم بسلوكها وتفاعلاتها وحتى تركيب الجزيئات منها بالشكل الذي نريده .
وبناءً على ذلك أصبح ممكناً تغيير خصائص المواد الطبيعية بالتحكم بذراتها فيمكن تحويل المواد الناقلة إلى مواد عازلة أو نصف ناقلة و المعروف أن كل الصناعات الإلكترونية تقوم على أنصاف النواقل.
ماذا أيضا ؟؟
كذلك يمكن تحويل الأجسام الصلبة إلى أجسام سائلة أو غازية أو العكس وبالتالي فإن تغيير خصائص وسلوك المواد وحتى تركيب مواد جديدة لم تكن موجودة من قبل أصبح ممكناً.
الأنابيب النانوية
اختراعٌ جديدٌ استطعنا تحقيقه بتقنية النانو وهي مكونةٌ من أنابيب مفرغة ثخنها لا يزيد عن ذرة واحدة من الكربون و الغريب أن هذه الأنابيب قوية جداً ولا يمكن كسرها أو تمديدها بسهولةٍ أبداً ويمكن استخدامها في صناعة هياكل الطائرات والسفن والسيارات فهي قويةٌ جداً وخفيفةٌ جداً .
وكذلك بدأ استخدام هذه الأنابيب في صناعاتٍ أخرى كثيرة مثل كرات ومضارب التنس وكذلك بعض الملابس.
التطبيقات الطبية لتقنية النانو
كثيرة جداً وواعدة جداً فهذه التقنية تسمح بتصنيع أدوية دقيقة جداً وليس لها أية آثار جانبية
وخاصةً لعلاج الأورام الخبيثة, وليس ذلك فقط بل تسمح هذه التقنية بتصنيع روبوتات صغيرة جداً قادرة على دخول أجسادنا و الوصول إلى أية خلية نريدها ومعالجتها أو التغييير فيها أو حتى إجراء جراحة مجهرية.
إنجازاتٌ هائلةٌ تعد فيها هذه التقنية ولكن هل لها مخاطر؟
يمكن ببساطة دخول هذه المواد المصنوعة بتقنية النانو إلى أجسام البشر وتؤثر عليهم سلباً وتحدث الكثير من الأمراض غير المعروفة, كذلك قد تؤثر على الكائنات الحية الأخرى بطريقة سلبية لا يمكن التنبؤ بها,
ومع أنها مفيدة جداً وساعدتنا بكافة المجالات تقريباً إلا أنه يجب التعامل مع هذه التقنية بحذر شديد .
أرجو أن أكون قد أجبت على تساؤلاتكم حول ماهو النانو ....
شارك هذا المقال لتعم الفائدة ...
🔭بقلم سليمان أبو طافش