|
أهمية الفيتامين ب١٢ وعلاقته بصحة الإنسان تصميم الصورة : رزان الحموي |
هل تشعر بتنميل في أطراف أصابعك ؟ بتشويش في أفكارك؟ تعاني من اكتئاب؟ نعاس شحوب واصفرار في بشرتك؟ ضعف في الذاكرة وعدم القدرة على التركيز؟
إذا شعرت بأحد أو بعض هذه الأعراض فانتبه لنفسك فقد تكون مصاباً بنقص الفيتامين ب١٢
نعم فلنقصه أعراضاً كثيرة تتجلى بمشاكل صحية كبيرة .
ما هو الفيتامين ب١٢؟ ما أهميته وما دوره؟
كيف يمكن الحفاظ على نسبة وجوده الطبيعية في الجسم ؟ كيف تعوض نقصانه؟ وكيف يمكن علاجه؟ تابعنا لنعرف معاً....
يعتبر الفيتامين ب١٢ من أهم الفيتامينات اللازمة لجسم الانسان
وله دور كبير في تجدد خلايا البشرة وصحة الجلد
فهو يحارب الشيخوخة ويخفف مظاهر التقدم في السن ، وله دور فعال في تركيب الحمض النووي في الجسم ، وهو ضروري لتصنيع المادة الدهنية المحيطة بالأعصاب ، وبما أنه مسؤول عن إمداد الجسم بالطاقة، فإن المصاب بالنقص فيه يشعر بالكسل وبالخمول وبانحطاط في البدن كما يشعر بوهن عام وقلة في التركيز وبحاجة مستمرة للنوم .
ويؤثر نقصه على وظائف الدم الحيوية ومنها نقل الغذاء والأكسجين إلى أنحاء الجسم
مما يسبب نقصاً في التروية ،كما ويسبب آلاماً صدرية وضيقاً في التنفس ، ويضر بالألياف العضلية فيسبب آلاماً عضلية ، وضعفاً في مرونة العضلات ، وفي القدرة على الحركة والمشي ، وصعوبة في الانحناء ، حتى أن الإنسان يجد صعوبة في حركة اليدين والقدمين، والقدرة على حمل الأشياء البسيطة ، وهذا يشاهد عادة عند كبار السن ، حيث يقل عندهم وجود هذا الفيتامين بشكل ملحوظ بسبب عامل السن
والفيتامين ب١٢ يدخل في تركيب الغشاء الدهني المحيط بالأعصاب
فإذا قل وجوده فإن هذا يسبب تهشماً وتلفاً في الغمد الذي يغلف الأعصاب ويحميها ، مما يزيد الإحساس بالآلام العصبية كالوخز والتنميل ، وقد يتطور ويتفاقم مسبباً الخدر والشعور بالحرارة والحرقة ، فيما لو زادت نسبة فقد الجسم لهذا الفيتامين ، وينعكس بشكل سلبي وكبير على |ذاكرة الانسان| ، ويولد عنده الشعور بالكآبة ، ويسبب النسيان والضعف في الذاكرة ، بالإضافة لمشاكل نفسية عديدة كالقلق و|الاكتئاب| وعدم الرغبة في تناول الطعام.
ويسبب نقصه أيضاً مشاكل هضمية في الكبد والمعدة والأمعاء والبنكرياس .
-وبما أنه يساهم في إنتاج الكريات الحمراء فإن نقصه يؤثر على مكونات الدم ووظائفه، مما يعرض الإنسان لمشاكل صحية كبيرة وخطيرة تنعكس على سلامته وسلامة أجهزته ، ومن أهمها |فقر الدم| الذي قد يتطور في حال ازدياد نقصان هذا الفيتامين ويتحول إلى فقر الدم الخبيث .
كما يؤثر على صحة الهيكل العظمي والعظام فتصاب بالهشاشة
كما يسبب أضراراً للكبد ، إذ ترتفع |نسبة البيلوروبين| ، فتسبب مرض اليرقان الذي يتجلى بشحوب كبير في الجلد ، وتغير في لون البشرة، واصفرار واضح في بياض العين.
ويؤثر فقر الفيتامين ب١٢ على العين
من خلال اعتلالات في أعصابها، تتجلى بضعف في الشبكية، ويؤدي إلى مشاكل في الرؤية.
كما أن نقص هذا الفيتامين يسبب نقصاً في |المناعة| ، وما ينجم عنها من أخطار تهدد سلامة الإنسان ، وبما أنه يحارب الأكسدة والجذور الحرة ، فيسبب نقصه أمراضاً سرطانية تهاجم الجسم لا سيما في الجهاز الهضمي.
|
أهمية الفيتامين ب١٢ وعلاقته بصحة الإنسان تصميم الصورة : رزان الحموي |
أسباب نقص الفيتامين ب١٢
للنظام الغذائي الذي يتناوله الانسان علاقة وثيقة بهذا الفيتامين في الجسم
- فالأشخاص الذين يعتمد غذاؤهم على |الأطعمة النباتية|، يعانون عادة من نقص الفيتامين ب١٢ في أجسامهم ، لأن الأطعمة النباتية لا تحتوي على هذا الفيتامين.
- كما أن الأشخاص الذين يكثرون من أكل النشويات والحبوب المقشورة تزداد عندهم نسبة الإصابة بنقص هذا الفيتامين ذلك أنه يتواجد في قشور هذه الحبوب ب١٢ (القمح والأرز )
- وكذلك فإن تناول المقليات يزيد الطين بلة
إذ أن الزيوت المهدرجة تقضي على هذا الفيتامين وتستهلكه وتحرم هؤلاء الأشخاص منه علاوة على أنه يتواجد في قشور البطاطا التي يقومون برميها عند تقشير البطاطا وهذه إحدى أهم مضار العادات الغذائية الخاطئة التي نجدها بكثرة عند عشاق الوجبات السريعة
- وكذلك فالإكثار من |السكريات| يدمر هذا الفيتامين ويقلل وجوده في الجسم وتعتبر |المشروبات الغازية| من أكثر المواد المحتوية على السكر
- استعمال بعض الأدوية لا سيما المضادات الحيوية وأدوية مرضى السكر ، وأدوية الحساسية ، وأدوية |مضادات الحموضة| ، وغيرها من الأدوية التي تسبب تراجعاً في الوسط الحمضي للمعدة ، مما يعيق امتصاص هذا الفيتامين عن طريق المعدة.
- كما أن إجراء بعض العمليات الجراحية ، لا سيما تلك التي تتعلق بأعضاء الجهاز الهضمي، كعمليات تصغير المعدة ، تعرض الجسم لنقص في هذا الفيتامين .
- عدم تناول الأطعمة المناسبة، والتي تكون غنية بهذا الفنيتامين، مثل |الكبدة| لا سيما الكبدة البقرية واللحوم الحمراء ، واللحوم البيضاء كالدجاج والبيض والأسماك وغيرها.
- وجود مشكلة صحية في الجسم تمنع امتصاص هذا الفيتامين، كما يحدث في بعض الحالات المرضية التي تسبب عدم امتصاص غشاء المعدة له، حتى ولو تم تناوله مع الأطعمة الغنية به. كمرض |سوء الامتصاص|
ويلعب العامل الوراثي دوراً هاماً في نقص هذا الفيتامين من الجسم .
- التقدم في العمر من عوامل إصابة الانسان بنقص هذا الفيتامين، إذ يلاحظ نقص الفيتامين ب١٢ عند كبار السن، فيقل امتصاصه من خلال غشاء المعدة عندهم، ويسبب لهم أمراضاً هضمية ومشاكل في المناعة والدم والعظام والأعصاب وضعفاً في الذاكرة (الزهايمر) وازدياد في نسبة ما يعرف بالخرف كما أنه يسبب لهم تغييراً في المزاج.
- التدخين وإدمان الكحول من الأسباب التي تؤدي لنقص هذا الفيتامين من الجسم .
هذا وإن نقص الفيتامين ب١٢ يسبب النقص في حموضة المعدة والتي يحتاجها الجسم لامتصاص هذا الفيتامين، يؤثر على صحة وسير العملية الهضمية ، فيسبب مشاكل صحية عديدة في |الجهاز الهضمي|، كالتهابات المعدة وضمورها والإصابة بالقرحة المعدية، ويؤدي إلى مشاكل فموية والتهابات وتقرحات تبدأ في الفم وقد يتضخم اللسان ويصبح أملس ويزداد احمراره، ويعاني المصاب من صعوبة في الكلام والبلع ، علاوة على الألم الذي تسببه التقرحات المؤلمة وتمتد التقرحات والالتهابات لتشمل المعدة والكبد والأمعاء والبنكرياس.
|
أهمية الفيتامين ب١٢ وعلاقته بصحة الإنسان تصميم الصورة : رزان الحموي |
كيف يتم علاج نقص الفتامين ب١٢؟
إن تجنب المسببات التي أدت إلى فقد هذا الفيتامين من الجسم أو سببت نقصه هي الحلول المثالية لتعويضه ومنها :
- الاعتماد على المصادر الحيوانية في الغذاء لا سيما تناول اللحوم الحمراء وكذلك اللحوم البيضاء كالدجاج، وتناول الأسماك والبيض
- محاولة استبدال الأدوية المضادة للحموضة والحساسية ومضادات الالتهابات ببدائل أقل تأثيراً أو تخفيفها.
- تجنب التدخين والكحول
- تعويض الجسم عن نقص هذا الفيتامين يكون بالعلاجات والأدوية و|المكملات الغذائية| الطبيعية المناسبة، ويفضل تعويضه لمن يعانون من نقص حاد في مخزون هذا الفيتامين في أجسامهم ،باستعمال الحقن والإبر بجرعات مناسبة، ريثما يقطع المريض شوطاً في العلاج لتدارك هذا النقص، وحين تتراجع عندهم نسبة نقص هذا الفيتامين، وتقل نسبتها تبدأ المعالجة، بأخذ المعوضات والمكملات الغذائية والأطعمة والفيتامينات والحبوب الدوائية.
- يجب الأخذ بعين الاعتبار أن تعزيز الوسط الحمضي في المعدة وتقويته من أهم الأسباب التي تساعد على امتصاص فيتامين ب١٢ وتسمح باختراقه عبر غشائها فوجوده مرتبط بارتفاع نسبة الوسط الحامضي المعدي لذلك فمن أهم أسباب العلاج الطبيعي للمحافظة على نسبة وجود الحمض في المعدة
- تغيير النمط الغذائي بالابتعاد عن النشويات والمقليات والاعتماد على الأغذية الطبيعية الرافعة لنسبة الحمض المعدي ويفيد في هذا المجال إضافة |الخل| إلى الأطعمة لزيادة الحموضة في المعدة مما يسهل امتصاص الفيتامين عبر المعدة وكذلك فاليود برفع نسبة الحموضة المعدية ونجده بوفرة في |الأملاح البحرية|، والبوتاسيوم كذلك يدعم وجود الوسط الحمضي في المعدة وكلها تندرج في قائمة المكملات الغذائية الطبيعية لرفع مستوى الفيتامبن ب١٢ في الجسم وتعويض نقصه
- ولا يخفى دور النباتات الورقية الخضراء الداكنة في تعزيز وجود الفيتامين ب١٢ ذلك لأن وجود الألياف في تلك الخضراوات يساعد ويدعم الحصول عليه وهو من الأمور الهامة التي تعمل على إنتاج الفيتامين ب١٢ والحفاظ على نسبة ممتازة من الفطور والبكتربا النافعة للجسم والتي تسهم في تكوين هذا الفيتامين وهو يعتبر من المكملات الغذائية الطبيعية لتعويض النقص في الفيتامين ب١٢
- وأما الذين يعانون من مشكلة امتصاص هذا الفيتامين سواء كان السبب حالة مرضية عندهم أو بسبب استعمال الأدوية التي تعيق امتصاصه، فإن الحل يكون محصوراً باستعمال الحقن والإبر لتتم الاستفادة منها وتعويض النقص.
هذا وإن للكشف الدوري وإجراء التحاليل المناسبة أهمية كبيرة في الكشف عن وجود نقص هذا الفيتامين ومعرفة نسبة النقص ودرجته، والتحري عن أسباب وجوده، يمنع تفاقمه ويساعد على احتوائه فيسهل علاجه.
متعكم الله بالصحة والعافية...
كونوا معنا دائماً..
هدى الزعبي