عرض المشاركات المصنفة بحسب التاريخ لطلب البحث الروس. تصنيف بحسب مدى الصلة بالموضوع عرض جميع المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/16/2022 07:21:00 م
هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس - اختيار الصورة وفاء المؤذن
 هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس
 اختيار الصورة وفاء المؤذن 
أكثر من ١٤٠ مليار دولار من |ديون روسيا| الخارجية على المحك! 

وبوتين يلوح ويهدد بإمكانية سداد ديون بلاده الأجنبية بالروبل بدلاً من العملة الصعبة! 

الوضع الاقتصادي في روسيا 

- حتى شهر شباط الفائت من هذا العام ٢٠٢٢، كانت أكبر البنوك والصناديق الاستثمارية في العالم يتنافسون على من يقوم بتسليف الحكومة والشركات الروسية، ويتنافسون أيضاً على من يضمن ديون الروس، وهذا ليس لأجل روسيا، بل لأن الحكومة الروسية كانت تملك في ذلك الوقت جدار ائتماني، يجعل المستثمرين مرتاحين جداً عند تسليفها من دون القلق على أموالهم. 

حيث تعتبر روسيا بلد ديونها الخارجية صغيرة جداً مقارنة مع حجم اقتصادها، وتملك احتياطيات تتجاوز قيمتها ٦٤٠مليار دولار، وعائدات نفط وغاز بالمليارات تدخل البلد كل يوم، لذلك كان الجميع يقوم بتسليف روسيا دون الخوف من عدم قدرتها على سداد الدين. 

خسارة روسيا لقوتها الاقتصادي 

ولكن المشكلة أن معظم نقاط القوة الاقتصادية التي تميز روسيا أصبحت من الماضي خلال أسبوعين فقط؟! 

وكان ذلك نتيجة للحرب الاقتصادية الشرسة التي تتعرض لها روسيا مؤخراً، حيث صرحت مديرة صندوق البنك الدولي منذ أيام، أن تخلف روسيا عن سداد ديونها، لا يعتبر في الوقت الحالي احتمال ضعيف كما كان سابقاً، وعلى الناحية الأخرى فقد أخبر الروس أصحاب الديون الأجانب، أنه من الممكن أن يسددوا لهم ديونهم بالروبل الروسي وليس بالعملة الأجنبية كالدولار واليورو. 

- كل الكلام السابق يضع أمامنا العديد من الأسئلة وهي: 

هل روسيا غير قادرة بالفعل على تسديد ديونها؟ 

وماذا سيحدث إذا كانت روسيا غير قادرة على سداد ديونها أو أنها رفضت تسديدهم؟ 

وهل تعتبر روسيا على حافة الإفلاس؟ 

وهل يعتبر أمر منطقي وعادل أن تسدد روسيا ديونها الأجنبية بعملتها الأجنبية؟ 

ولو حصل هكذا أمر ماذا في يد أمريكا وأوروبا أن يفعلوه؟ 

والسؤال الأهم هو: 

ما علاقتنا نحن كعرب بالديون الروسية؟ ولماذا تخلف روسيا عن السداد سوف يؤثر علينا جميعاً؟ 

هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس - اختيار الصورة وفاء المؤذن
 هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس
 اختيار الصورة وفاء المؤذن 

تصريح وزير المالية الروسي بما يخص الديون 

- في ١٣آذار من هذا العام ٢٠٢٢، صرح وزير المالية الروسي(Anton Siruanov) من خلال مقابلة على التلفزيون الرسمي الروسي، أن |العقوبات الاقتصادية| التي فرضت على روسيا حرمتها نصف احتياطاتها الأجنبية، وذلك بالطبع أضعف من قدرة البلد على سداد ديونها بالعملة الأجنبية كالدولار واليورو، ومن المفروض أن تسدد روسيا دفعة قدرها ١١٧مليون دولار لأصحاب الديون يوم الأربعاء الموافق ١٦آذار، وبالفعل تم إصدار أمر بسحب المبلغ من أموال روسيا في الخارج وتحويله لأصحاب الديون، لو تم رفض تنفيذ أمر السحب من الدول الغربية بحجة أنها قامت بتجميد حساباتنا الموجودة عندها فسوف نقوم بدفع الديون بالروبل، وذلك حسب سعر صرف |الروبل| مقابل |الدولار| في ذلك الوقت.. 

وهذا التصريح يضعنا أمام سؤال هام ومنطقي جداً وهو: 

هل من الممكن لدولة أن تدفع ديونها بالعملة الأجنبية بعملتها المحلية؟ 

-توقفنا عند سؤال منطقي وهام في خضم الأحداث الحاصلة وهو هل من الممكن أن تدفع دولة ديونها الأجنبية بعملتها المحلية؟ 

والإجابة على هذا السؤال مهمة جداً والتي ستكون مدخلنا للحديث عن بعض الأمور التي تخص السندات من الضروري أن تملك عنها بعض المعلومات عزيزي القارئ. 

قوانين السندات المالية 

-بشكل عام، يجب على  الدولة المصدرة للسند، أن تسدد للمستثمر الفوائد وقيمة السند، بالعملة التي تم إصدار السند بها، وعلى سبيل المثال، لو أن الحكومة النرويجية قامت ببيع سندات بالدولار للمستثمرين، فيجب عليها تسديدهم بالدولار وليس بالعملة النرويجية. 

- وهذا هو الأمر الطبيعي في أي سند، إلا إذا كان الطرفين وهما الجهة المصدرة للسند والطرف الذي اشترى السند اتفقوا على عكس ذلك أثناء إصدار السند. 

يوجد في بعض السندات بند يسمى |الخيار الاحتياطي|، وهو عبارة عن بند قانوني يسمح للجهة المصدرة للسند، أن تقوم بدفع الفوائد وتسدد قيمة السند بعملة غير العملة التي تم إصدار السند بها، على سبيل المثال، الحكومة الروسية باعت للمستثمرين خمسة عشر سند منهم بالدولار ومنهم باليورو، ستة من هذه السندات كان قد كتب في نص العقد العبارة التالية: 

يمكن للحكومة الروسية سداد مدفوعات السندات بالروبل، في حال كان الاتحاد الروسي غير قادر على سداد أصل الدين، أو الفوائد المستحقة عليه سواء بشكل كلي أو جزئي، وذلك فيما يتعلق بالسندات المصدرة بالدولار الأمريكي. 

وذلك يعني باختصار، أنه بإمكان روسيا تسديد قيمة وفوائد كل السندات بالروبل، التي تم إدراج هذا البند القانوني في العقد. 

لماذا حدث خوف في الأسواق من تصريحات وزير المالية الروسي عندما قال أنه من الممكن أن يتم سداد مبلغ ١١٧مليون دولار بالروبل الروسي في ١٦ آذار من عام٢٠٢٢؟! 

باختصار لأن هذا المبلغ هو مدفوعات مستحقة على اثنين من سندات الحكومة الروسية، وهذين السندين ليسوا من ضمن الستة سندات المدرج فيهم الخيار الاحتياطي الذي يتيح الدفع بالروبل. 

هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس - اختيار الصورة وفاء المؤذن
 هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس
 اختيار الصورة وفاء المؤذن 

أزمة روسيا

ومن هنا تدخل روسيا في الأزمة، فلو أصرت روسيا على دفعهم بالروبل، فإنها تعتبر وكأنها لم تدفع شيئاً، وهكذا ستدخل الحكومة فيما يسمى التعثر في السداد، وسيكون لديها فترة سماح مدتها ثلاثين يوم فقط، قبل أن يتم إعلانها متخلفة بشكل رسمي عن السداد. 

لو لم يتم دفع هذه الأموال قبل ١٥نيسان القادم من هذا العام٢٠٢٢، ستكون هذه أول مرة تتخلف فيها روسيا عن سداد ديونها الأجنبية في آخر ١٠٠عام. 

فقد كانت آخر مرة تأخرت فيها روسيا عن سداد ديونها الأجنبية، كانت في عام ١٩١٨أيام فلاديمير لينن، وآخر مرة تأخرت فيها عن سداد ديونها المحلية، كانت في عام ١٩٩٨. 

حتى لو افترضنا أن حاملي السندات وافقوا على أن تدفع لهم الحكومة الروسية بالروبل، أو افترضنا أن كل السندات الروسية فيها الشرط الذي يسمح للحكومة أن تدفع بالروبل، ستبقى روسيا رغم ذلك معرضة لخطر التخلف عن السداد ولكن لماذا؟

سأترك لك التفكير بالإجابة عزيزي القارئ.. 

روسيا في أزمة سداد ديونها، فهل سيسجل التاريخ أول تخلف لروسيا عن سداد ديونها بالعملة الأجنبية منذ عام ١٩١٨، أم أن روسيا ستتمكن من تجاوز الخطر المحدق بها. 

تحدثنا سابقاً عن تفاصيل مهمة بما يخص العقود والسندات والبنود المدرجة فيها، وعن أزمة روسيا بما يخص سداد ديونها. 

وتوقفنا عند سؤال مهم وهو لماذا روسيا تعتبر عاجزة عن سداد ديونها حتى لو كانت كل السندات تندرج تحت الخيار الاحتياطي وهو الدفع بالعملة المحلية؟ 

وذلك لأن العقوبات التي فرضت مؤخراً على البنوك الروسية، ستجعل إمكانية فتح المستثمرين لحسابات بنكية في دولهم لتمكنهم من استقبال الأموال بالعملة الروسية المحلية الروبل، هو أمر شبه مستحيل من الناحية العملية، وخصوصاً بعد أن تم |حظر روسيا| من نظامSWEFT. 

إجبار روسيا على التخلف عن سداد ديونها 

وبذلك فإن روسيا مهددة بالتخلف عن السداد بالإجبار ورغماً عنها، أو على حسب تعبير وزير الخارجية الروسي، بأن روسيا يتم دفعها إلى ما يسمى |تعثر اصطناعي في السداد|، وذلك بالمناسبة ما أكدته مديرة صندوق النقد الدولي (Kristalina Georgieva) في تصريحاتها نصاً، بأن روسيا تمتلك الأموال التي تمكنها من تسديد ديونها بكل سهولة، وبالرغم من ذلك، هي غير قادرة على التسديد لأنها لا تمتلك حق التصرف بهذه الأموال، وتقصد بكلامها هذا ٤٠٠ مليار دولار للبنك المركزي الروسي، والتي قامت البنوك المركزية الغربية بتجميدهم ومنعها من الوصول إليهم. 

- وحتى لا يتخلف الروس عن السداد، من الممكن أن يفكروا في تسييل احتياطاتهم الضخمة من |الذهب|، ولكن حتى هذه الطريقة من الواضح أنها ستخضع  للعقوبات الأمريكية ولن تسلم منها. 

هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس - اختيار الصورة وفاء المؤذن
 هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس
 اختيار الصورة وفاء المؤذن 

تضييق الخناق على روسيا 

في الوقت الحالي، هناك مجموعة من الأعضاء الجمهوريين والديمقراطيين بمجلس الشيوخ الأمريكي، يحاولون إصدار قانون رسمي ينص على منع |البنك المركزي الروسي|، من بيع احتياطاته من الذهب، ومما زاد الأمر سوءً هو أن وكالات التصنيف الائتماني الثلاثة المعروفة وهي(MOODY'S, STANDARD&POOR'S, FitchRatings)، قامت بتخفيض التصنيف الائتماني للديون السيادية الروسية، وذلك يعني أنه بعد أن كانت السندات الروسية مدرجة في  الدرجة الاستثمارية ( Investment Grad)، تم إدراجها في الدرجة الرديئة (Junk Grad) والتي تضم السندات غير المرغوب فيها. 

وبالطبع فإن محاصرة |الاقتصاد الروسي| بهذا الشكل، أثرت على أسعار سندات الحكومة الروسية المتداولة في السوق، وعلى قدرتها على الاقتراض. 

انخفاض أسعار السندات الروسية إلى الحضيض

وبالتالي، فإن |السندات الروسية| بالعملة الأجنبية وهي الدولار لعام ٢٠٢٩، كانت تُباع في بداية عام٢٠٢٢ بمبلغ ١١٠سنت مقابل كل دولار، وذلك يعني بأن السند الذي تبلغ قيمته الاسمية مليون دولار، كان المستثمر يدفع فيه مليون ومئة ألف دولار حتى يحصل عليه، وكان يشتريه بزيادة عن سعره وليس بحسم، وذلك بسبب التنافس الكبير على السندات الروسية. 

  وفي٧ آذار من هذا العام، نفس السند أصبح يباع ب١٧سنت مقابل كل دولار، وذلك يعني أنه يباع بخصم يعادل ٨٣% من القيمة الاسمية، وهذه النسب لم نسمع عنها من قبل إلا في دول تصنف على أنها فاشلة مثل فنزويلا. 

ماذا يجب على روسيا أن تفعل في مثل هذا الوضع؟ 

 تفنيد الديون الروسية 

- تبلغ ديون روسية للخارج ١٤٠مليار دولار تقريباً بالعملات الأجنبية، منهم أربعين مليار دولار تخص الحكومة وتسمى |ديون سيادية|، وأيضاً مئة مليار دولار تخص الشركات الروسية. 

هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس - اختيار الصورة وفاء المؤذن
 هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس
 اختيار الصورة وفاء المؤذن 

أكبر الشركات الروسية وكيف تصرفت بما يخص ديونها 

-لو نظرنا للجزء الأكبر من الديون والذي يخص الشركات سوف نجد شركات روسية مشهورة مثل( GAZPROM, ROSNEFT)، والسكك الحديدية الروسية، وبنك موسكو الائتماني، وحتى الآن فإن هذه الشركات ملتزمة بدفع الأموال التي عليها للأجانب بدون أي مشاكل. 

- وعلى سبيل المثال، في بداية شهر آذار شركة الطاقة الروسية (GAZPROM)، دفعت ١،٣مليار دولار لحاملي السندات الخاصة بها، والتي تبلغ قيمتها الإجمالية ٢٥مليار دولار، وبعد ذلك دفعت شركة (ROSNEFT) مبلغ اثنين مليار دولار لحاملي سنداتها، وبالطبع فقد تم دفع هذه المبالغ في ظل تدهور |سعر صرف الروبل| أمام الدولار، والذي بدوره سبب ضغط كبير على كل الشركات الروسية، التي يترتب عليها ديون كبيرة  بالعملة الأجنبية، ولكن حتى الآن ليس هناك مشاكل فيما يخص الشركات. 

الديون التي تخص الحكومة الروسية ومشكلاتها 

-لدى الحكومة الروسية في السوق خمسة عشر سند بما يقارب الأربعين مليار دولار، ولنكون أكثر دقة فإن قيمتهم بالتحديد٣٩،٩ مليار دولار، حسب تقديرات(Bloomberg). 

وللأسف فإن وضع هذه الديون معقد من أكثر من جهة، فقبل تصريحات وزير المالية الروسية الأسبوع الفائت، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أصدر قرار في ٥آذار، يسمح فيه للحكومة والشركات الروسية، أن تسدد للدائنين من |الدول غير الصديقة| لروسيا بالروبل، وتقصد روسيا بالدول غير الصديقة ( أمريكا وأعضاء الاتحاد الأوروبي وبريطانيا واليابان وكندا وأيضاً النرويج وسنغافورة وكوريا الجنوبية وسويسرا وأوكرانيا). 

من هي الدول التي يقع على عاتق روسيا دفع الديون لها

والفكرة بأن أغلب ديون روسيا الخارجية، سواء كانت تخص الحكومة أو الشركات هي للدول غير الصديقة.

وعلى سبيل المثال، تدين روسيا لإيطاليا بقيمة ٢٥مليار دولار، ونفس المبلغ أيضاً ديون لفرنسا، وأيضاً ١٧,٥مليار دولار للنمسا، و١٤,٧ مليار دولار لأمريكا، و٩,٦ مليار دولار لليابان، ١,٧مليار دولار لكوريا الجنوبية، والطريق أمام روسيا لتسديد هذه الديون مغلق نهائياً، وهذا الطريق مغلق من ناحية الغرب الذي يحاصر |القطاع المالي الروسي|، وقام بإصدار قرار بتجميد أصول البنك المركزي الروسي، ومن ناحية روسيا التي تنوي أن تدفع ديونها بالروبل. 

هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس - اختيار الصورة وفاء المؤذن
هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس
اختيار الصورة وفاء المؤذن 

موقف الحكومات الغربية

وبرغم الخسارة الكبيرة التي ستعاني منها شركاتها و|المستثمرين| من عدم قدرتهم على استرداد أموالهم من روسيا على الأقل في الوقت الحالي، إلا أن الحكومات الغربية مصممة أن تمشي في طريق محاربة روسيا اقتصادياً، والضغط على الرئيس الروسي لإنهاء الحرب على أوكرانيا، ومن هنا حتى يتنازل أحد الأطراف عن موقفه، بإمكاننا القول بأن روسيا تمشي في طريق التخلف عن سداد ديونها الحكومية. 

هل تعتقد أن روسيا تعتبر من أول الدول التي تتخلف عن سداد ديونها؟؟ وهل هذا الأمر نادر الحدوث؟ 

تخلف روسيا وغيرها من الدول عن سداد ديونها 

ديون لم تسدد 

- تخلفت روسيا سابقاً عن سداد ديونها، وكان المبلغ حوالي ٧٣مليار دولار في عام ١٩٩٨. 

 - الأرجنتين تخلفت في عام ٢٠٠١، عن سداد ٨٢ مليار دولار.  

- في عام ٢٠١٢ تخلفت اليونان مرتان عن سداد ديونها، واحدة في آذار ٢٦٤مليار دولار، ومرة أخرى في كانون الأول حيث عجزت عن دفع ٤١ مليار دولار. 

-وأيضاً تخلفت الأرجنتين مرة أخرى في عام ٢٠١٤، عن سداد٢٩ مليار دولار. 

- وبعد سنة بالتحديد في عام ٢٠١٥، عجزت أوكرانيا عن سداد ديون بقيمة ١٣مليار دولار. 

-وفي عام ٢٠١٧، عجزت فنزويلا عن دفع ٣١ مليار دولار. 

-وتعثرت الأرجنتين في عام٢٠٢٠، عن دفع ١٠٩مليار دولار -ولبنان في عام٢٠٢٠، عجزت عن دفع ٣١مليار دولار. 

- والإكوادور في عام٢٠٢٠، عجزت عن سداد ديونها بقيمة ١٧مليار دولار. 

وبهذا لم تكن روسيا الدولة الوحيدة التي تتخلف عن سداد ديونها. 

لو افترضنا أن روسيا تخلفت بشكل رسمي عن سداد ديونها فعلاً ماذا سيحدث

في مثل هذه المواقف ليس أمام أصحاب الدين إلا حل من اثنين، إما التفاوض مع الحكومة على شروط مختلفة للسداد، أو أخذ حقهم عن طريق المحاكم في محاولة الحجز على أصولها، بنفس طريقة الملياردير الأمريكي (paul Singer)، ولا أحد يعرف ماهي الطريقة التي سوف يتبعها الأمريكان والأوروبيين في تحصيل ديونهم. 

هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس - اختيار الصورة ريم أبو فخر
هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس
 اختيار الصورة ريم أبو فخر 

ما علاقة الوطن العربي حتى يتأثر بما يحدث 

- نحن كمواطنين عرب في الوطن عربي ما علاقتنا بما يحدث؟ 

الشيء المشترك بينا وبين روسيا، هو مايقال علينا في أسواق المال بأننا أسواق ناشئة، وكما نعلم أن |السوق العالمي| يتأثر ببعضه، فلو تخلفت روسيا عن سداد ديونها، ودخلت بأزمة ديون عميقة سوف تكون سبب في رفع معدلات الفائدة في كل الأسواق الناشئة، لأنه سيحصل تلقائياً حالة ذعر وهروب لرؤوس الأموال، نحو الأسواق المتقدمة الأكثر استقراراً، وباعتبارنا أسواق ناشئة فنحن نحتاج لإقناع أصحاب رؤوس الأموال بعدم سحب أموالهم، عن طريق رفع سعر الفائدة، وهذا سوف يضغط على ميزانيتنا الحكومية، في حين كنا مقترضين بالأصل من أجل سد عجز الميزانية. 

ومن حسن حظنا كأسواق ناشئة ودول عربية، أن هذه الأزمة تحصل في سوق ناشئ أساساته قوية ومستقر مثل السوق الروسي، فلو كانت لا قدر الله قد حصلت في دول مثل تركيا وجنوب أفريقيا الغارقة في الديون الأجنبية، ستكون كارثة تمتد آثارها إلى كل الأسواق الناشئة بما في ذلك الوطن العربي، مثل ماحصل في |الأزمة المالية الآسيوية| عام ١٩٩٧، فلا تركيا ولا جنوب أفريقيا سيكون بإمكانهم تحمل ربع ما يحصل في روسيا اليوم، والذي ساعد روسيا على الصمود وعدم الانهيار بشكل كامل حتى اليوم، هو أن ديونها الخارجية صغيرة جداً، سواء بالنسبة لحجم الميزانية أو الناتج المحلي الإجمالي، وكالعادة هذا السؤال موجه لك عزيزي القارئ. 

هل |الحصار الاقتصادي| الخانق المفروض على روسيا سوف يدفعها في النهاية لإيقاف حربها على أوكرانيا؟ أم أنها ستستمر مهما كانت التكاليف؟ 

بقلمي: تهاني الشويكي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/11/2022 03:57:00 م

ما هي تجربة النوم في روسيا بعد الحرب العالمية الثانية
ما هي تجربة النوم في روسيا بعد الحرب العالمية الثانية 

بعد نهاية| الحرب العالمية| الثانية كان جميع دول العالم في حالة إستنفار تام ، واستعداد دائم لحرب آخرى 

 فكان الناس في تلك الفترة من الزمن يعيشون حالة| توتر |وقلق مستمر ولم يجدوا الإستقرار ،بسبب تلك الحروب التي حصلت والخسائر الكبيرة التي خلفتها.

كانت كل من الدول الكبرى تسعى لجعل جنودها على أتم الإستعداد لمواجهة أي حرب ممكن أن تحصل ،فلجأوا إلى طرق مختلفة ليبقوا هؤلاء المجندين مستعدين لأي طارىء ،وكسب أي حرب ممكن أن تقع ،فكانوا يعطون الجنود حبوب اسمها previtin 

وكذلك الأمر في أمريكا الشمالية و مختلف الدول الآسيوية تعمل على تنشيط الجنود بشكل مستمر ليبقوا مستعدين لأي حرب تقام .

أما في |روسيا |فقاموا باختراع غاز عندما يستنشقه الجندي لا ينام بعدها ،ويبقى في حالة نشاط لأيام عدة دون الشعور بالتعب .

ما هي تجربة النوم في روسيا 

قام المخترعون الروس بتطبيق هذه التجربة على المساجين ،حيث احضروا خمسة مساجين ووضعوهم في غرفة زجاجية ، وقاموا بمراقبتهم من خلف الزجاج ، ووعدوا المساجين الخمسة الذين قبلوا بتطبيق التجربة عليهم بإعطاءهم الحرية و إخلاء سبيلهم بعد تطبيق هذه التجربة عليهم .

دخل المساجين الخمسة الغرفة الزجاجية  و كانت مملوئة بالغاز ,وأغلقوا الباب عليهم ليبقوا داخلها مدة ثلاثين يوم حتى إنتهاء التجربة ، و كان فيها طعام يكفيهم هذه المدة و كتب ليكي يطالعوا ولا يشعروا بالملل .

و بعد مرور يومين كانت الأمور تجري على ما يرام  والمساجين لم يناموا أبداً في هذه الفترة .

و بعد مرور خمسة أيام أصبح المساجين الخمسة يتصرفون تصرفات غريبة ، وبدأ شعور الخوف والقلق يظهر عليهم ، وكل شخص منهم كان يشعر أنه مهدد بالقتل من قبل السجناء الآخرين .

و في اليوم التاسع بدأ أحد المساجين الخمسة بالصراخ القوي و بصوت عالِ جداً دون أي سبب ،و كان المساجين الأربعة الباقين غير مهتمين لذلك ولم يقتربوا منه على الإطلاق ،وبقي هذا الرجل يصرخ لمدة ثلاث ساعات حتى قطعت حباله الصوتية ،ولم يعد بوسعه التكلم أبداً.

ثم بعدها بدأ رجل آخر يصرخ بصوت عالِ ، و قام المساجين الباقين بتغطية زجاج الغرفة التي وضعوا بها بورق الكتب التي كانت موجودة داخل الغرفة ، حتى لا يتمكن المراقبون في الخارج من رؤيتهم.

و بعد مرور ثلاث أيام آخرى عم الصمت في المكان و لم يسمع صوت أحد منهم ،مما جعل المراقبون في الخارج التفكير في فتح الغرفة و رؤية ماذا يحصل لهؤلاء السجناء، و نادوا عليهم بمكبر الصوت و أعطوهم التنبيه بأنهم سوف بفتحون بابا الغرفة و يدخلون و يطلقون النار على كل من يقاومهم 

وكان السجناء ينادون عليهم بألا يدخلوا الغرفة ولا يفتحوا الباب .

عندما دخلوا كان واحد منهم ميت والآخرون يقطعون من لحم جسدهم ويأكلونه  فقاموا هؤلاء القادة بأخذهم إلى المشفى لمعالجتهم ، و أعطاوهم المهدئات والمسكنات ليتم علاجهم ،إلا أن واحد من هؤلاء السجناء مات بعد أخذه للمهدئات ،مما جعلهم يجرون عمليات للسجينين الباقيين دون إعطائم أي مخدر.

و كان السجينين يصرخان و يطلبان العودة إلى الغرفة و تلقي الغاز من جديد، و بعد معالجتهم و نجاح العملية أعادوهم إلى الغرفة الزجاجية.

ما نتائج هذه التجربة الفظيعة ؟

و بعد فترة قليلة وجدوا أحد السجينين قد توفي و بقي واحد فقط ، و قرر القائد قتله لأن التجربة لم تكن ناجحة وأثرت بشكل سلبي على الأشخاص الذين تلقوه

 فأطلق عليه النار لكنه لم يمت ،وصار يتقدم باتجاه القائد فسأله القائد من أنت ،وماذا تريد  ؟ 

فقال أنا الجنون الذي تهربون منه كل يوم .

فأطلق القائد رصاصة ثانية على قلبه فمات بعدها فوراً .

و هكذا تكون انتهت التجربة دون تحقيق النتائج المرجوة ، ولا نعلم حقيقة تطبيق هذه التجربة ،هل كانت حقيقية ،أم أنها قصة خرافية قد تداولها الناس في مختلف الدول .


شاركنا رأيك بالتعليقات .

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/27/2022 02:51:00 م

هل حظر النفط يعتبر الضربة القاضية لبوتين؟ وهل تتدخل السعودية؟
هل حظر النفط يعتبر الضربة القاضية لبوتين؟ وهل تتدخل السعودية؟ 
تصميم الصورة وفاء مؤذن 

أمريكا تتهور، وأسعار النفط تصل لمستويات قياسية. 

 ماذا يعني حظر الغرب للنفط الروسي بالنسبة لاقتصاد روسيا وأمريكا وأوروبا؟ 

ولماذا تتجه الأنظار نحو العراق والسعودية؟. 

الصراع بين روسيا وأمريكا 

- كما يقول المثل الشعبي (عليّ وعلى أعدائي)

باختصار يعتبر هذا هو شعار الأيام القادمة، في الصراع الحاصل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمعسكر الغربي بقيادة الرئيس الأمريكي جو بايدن. 

والذي بدأ من نهاية شباط الفائت من هذا العام٢٠٢٢، منذ لحظة دخول الجيش الروسي للأراضي الأوكرانية، وحتى هذه اللحظة حدثت مناورات بين كلا الطرفين خسروا فيها الكثير من أوراقهم، ولم يتبقى لديهم سوى الورقة والتي ستزعج حتى الطرف الذي سيلعب بها. 

تشكيلة العقوبات على روسيا 

 بالنظر على قائمة العقوبات التي فرضت على |روسيا |في الأسابيع الأخيرة، ستجد فيها تشكيلة واسعة من العقوبات ومنها عزل |البنوك| الروسية  عن نظام SWEFT، وحظر صادرات التكنولوجيا للبلد، وتجميد أصول البنك المركزي الروسي في الخارج، وتجميد أصول مليارديرات روس أيضاً. 

وهناك عقوبة واحدة فقط غير موجودة في هذه القائمة، بالرغم من أنها لو فرضت ستكون العقوبة الأكثر تأثيراً على| الاقتصاد| الروسي، وهو فرض حظر على صادرات النفط والغاز الروسي.

ولكن لماذا لم تفرض هذه العقوبة حتى الآن؟ 

 منذ بداية |الحرب| وأمريكا تتخوف من اللعب بهذه الورقة، ولكن قبل عدة أيام صرح وزير الخارجية الأمريكي، بأن هناك نقاشات  على الطاولة، حول حظر استيراد النفط الروسي. 

وبناءً على هذا التصريح، ارتفع سعر النفط والبنزين بدرجة كبيرة، لم يشهدها العالم منذ أربعة عشر عاماً. 

ونتيجة لذلك، أعلنت ألمانيا رفضها لهذا القرار إذا ماتم تطبيقه،  وبأنها لن تتوقف عن شراء النفط الروسي. 

- يستوقفنا هنا عدة تساؤلات

هل لدى أمريكا الشجاعة الكافية لفرض حظر على النفط الروسي؟ 

ولماذا اختلف الأوروبيين مع حلفائهم الأمريكان في هذه النقطة بالتحديد؟.. وتأثير غياب النفط الروسي سيؤثر على أمريكا أكثر أم  روسيا؟ 

ولو توقفت أمريكا وأوروبا عن شراء النفط الروسي؟ ...لمن سوف تبيع روسيا النفط؟ 

وهل من الممكن أن تسد دول الخليج مكان روسيا في السوق لو تم فرض هذه العقوبات على موسكو؟ 

ولماذا توجهت أنظار الجميع نحو النفط السعودي والعراقي؟

ماذا يحدث في الخفاء؟ 

دخلت القوات الروسية الأراضي الأوكرانية، يوم الخميس في ٢٤شباط من هذا العام (٢٠٢٢)، وهذه المعلومة أصبحت متداولة كثيراً ولا تخفى على أحد. 

ولكن الأمر الذي لايعمله الكثير منا، هو ماحدث في اليوم التالي وهو يوم الجمعة ٢٥شباط، وهو اليوم الثاني من الغزو الروسي لأوكرانيا. 

قامت روسيا وأوروبا بدفع مبلغ ٧٠٠ مليون دولار نقداً لروسيا، مقابل ثمن مشترياتهم من الغاز الروسي، وإذا أضفنا إلى هذا المبلغ ثمن النفط الذي تم شرائه من روسيا في نفس اليوم، فسوف يتجاوز المبلغ المليار دولار. 

ولكن هل تعلم أن هذه الحركة تحدث يومياً قبل وبعد الحرب؟ 

هل حظر النفط يعتبر الضربة القاضية لبوتين؟ وهل تتدخل السعودية؟
هل حظر النفط يعتبر الضربة القاضية لبوتين؟ وهل تتدخل السعودية؟ 
تصميم الصورة وفاء مؤذن 

التفسير المنطقي لمجريات الأحداث 

بالتأكيد فإن مايحدث غير منطقي على الإطلاق، فكيف تقف أمريكا ضد روسيا في حربها على| أوكرانيا| وتفرض عليها عقوبات جمة، وفي نفس الوقت تدفع مبلغ مليار تقريباً كل يوم لروسيا ثمن النفط والغاز؟!! 

في البداية سنجد أن الإجابة على هذا السؤال صعبة ومحيرة، ولكن بقليل من التفكير سوف نجد أنها سهلة وبسيطة جداً. 

قبل أن نتطرق للإجابة على هذا السؤال، سوف نأخذ فكرة مبسطة عن قطاع الطاقة الروسي، حتى تكون عزيزي القارئ على بينة ومدرك بمافيه الكفاية للموضوع الذي نتحدث عنه. 

قطاع الطاقة الروسي 

عندما  يتحدث خبراء الاقتصاد عن روسيا، يتم تصنيفها على أنها دولة بترولية استراتيجية. 
وذلك يعني بأن روسيا تعتبر دولة  اقتصادها يعتمد على جزء كبير من عائدات النفط والغاز الطبيعي، وفي نفس الوقت لها وضع استراتيجي في سوق الطاقة العالمي، يسمح لها بالتأثير على حركة السوق. 

حيث أن روسيا تعتبر في المرتبة الثالثة في إنتاج النفط في العالم بعد أمريكا والسعودية، وثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم بعد أمريكا وقبل إيران. 

أين تصدر روسيا النفط 

- وسوف نركز في حديثنا عن النفط باعتباره المحور المهم، حيث تعتبر روسيا أكبر مصدر في العالم للنفط والمنتجات البترولية مع بعض، في كل يوم تقوم روسيا بتصدير سبعة مليون برميل من النفط والمنتجات البترولية. 

وذلك يعادل ٧%من الإمدادات العالمية.

 وفي شرح تفصيلي أكثر، فإن ٦٠% من صادرات النفط الروسي تذهب لأوروبا و ٢٠% للصين. 

فإن روسيا تكسب كل يوم ٧٠٠مليون دولار من صادراتها من النفط والمنتجات البترولية، وتعتبر هذه الأموال أحد مصادر الدخل الرئيسية للحكومة الروسية، وهذا هو ما يسمى مربط الفرس، وهذا هو سبب الخلاف الرئيسي. 

ورقة الضغط على بوتين 

حيث أن كل من أمريكا وأوروبا يبحثون عن طريقة للضغط بشدة على الرئيس الروسي بوتين، من أجل التراجع عن قراره في غزو أوكرانيا. 
ومن وجهة نظرهم ليس هناك ما يؤثر على بوتين اقتصادياً، سوى  ضرب القطاع الأهم في البلد ومصدر دخلها الرئيسي، وهو قطاع الطاقة. 

صادرات الطاقة الروسية عام٢٠٢١ 

وبناءً على بيانات البنك المركزي الروسي، فإن روسيا صدرت في عام ٢٠٢١. 
 نفط خام بمبلغ  ١١٠،٢ مليار دولار، ومنتجات نفطية بمبلغ ٦٨،٧مليار دولار، وغاز طبيعي بمبلغ ٥٤،٢ مليار دولار، وغاز مسال بمبلغ ٧،٦ مليار دولار. 
وهنا نتحدث عن مايقارب ٢٤٠مليار دولار. 
وهدف كل من أمريكا والأوروبيين هو حرمان روسيا من هذه العائدات، ولو حدث هذا الأمر فسوف يؤدي إلى دمار روسيا اقتصادياً. 

فلو حدث مثل هذا الأمر هل سيؤثر على روسيا فقط أم أنه سيطال دول أخرى؟ 
هل حظر النفط يعتبر الضربة القاضية لبوتين؟ وهل تتدخل السعودية؟
هل حظر النفط يعتبر الضربة القاضية لبوتين؟ وهل تتدخل السعودية؟ 
تصميم الصورة وفاء مؤذن 

تأثير فرض الحظر على الصادرات الروسية إذا تم تنفيذه 

 حسب تصريحات شركة الأبحاث الاقتصادية البريطانية (CAPITAL ECONOMICS)، بأنه لو تم فرض حظر واسع النطاق على الصادرات الروسية من الطاقة، فإن الاقتصاد الروسي سوف ينكمش بنسبة ٢٥%.

 وهذا لن يؤثر على الروس فقط، فإن هذا التضخم سوف يتضاعف في كل الاقتصادات المتقدمة بما فيهم أمريكا.

 وستقع منطقة| اليورو| بفخ مرحلة ركود اقتصادي. 

ما سبب هذه التأثيرات واسعة النطاق؟ 

- لأنه بمجرد خروج النفط الروسي من السوق، فإن سعر البرميل سوف يصل  لأرقام قياسية لم تسمع بها من قبل.
 ويتوقع محللين في (BANK OF AMERICA)، بأن سعر البرميل سوف يصل إلى٢٠٠دولار، لو تم فرض حظر على صادرات النفط الروسي. 
وأكثر من بعرف تداعيات هكذا قرار هم الأمريكان والأوروبيين، وهذا هو سبب عدم إقدامهم على مثل هذه الخطوة حتى الآن. 

هل ستملك أمريكا الشجاعة لفرض قرار الحظر؟ 

عندما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن فرض أول حزمة عقوبات على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا، لمح إلى أن قرار حظر النفط الروسي غير وارد في هذه الأوقات، ووضح بأن إدارته حريصة على عدم ارتفاع أسعار البنزين في البلاد. 

دراسة أمريكية بما يخص الحظر 

ولكن بعد مرور أسبوعين تقريباً من بداية الحرب، بدأت تظهر علامات تفكير الأمريكان في موضوع قرار حظر النفط الروسي، حيث أن وزير الخارجية الأمريكي (Antony Blinken)، صرح في ٦آذار من العام الحالي٢٠٢٢،  بأن أمريكا وحلفاء لها في أوروبا يقومون بدراسة إمكانية فرض حظر على صادرات روسيا من النفط.

ولم يمر على هذا التصريح عدة ساعات إلا وارتفع سعر برميل النفط بشكل صاروخي، وخصوصاً نفط خام برنت فقد وصل سعر البرميل الواحد إلى ١٤٠دولار، وكان قد سجل أعلى ارتفاع له منذ عام ٢٠٠٨. 

وفي نفس الوقت فقد وصل سعر الغالون الواحد من البنزين أربعة دولار، وأيضاً يعتبر أعلى مستوى له منذ عام ٢٠٠٨. 

والمشكلة هنا بالنسبة لإدارة بايدن، هي أن سعر البنزين يؤثر على المستهلك وفي كل النواحي الاقتصادية، وخصوصاً أن التضخم في البلد وصل لأعلى مستوى له منذ أربعين عام. 

رأي المحللين في تداعيات مثل هذا القرار 

وبناءً على رأي المحللين في بنك الاستثمار الأمريكي ( Goldman Sachs)، بأن سعر برميل النفط لو زاد عشرة دولار واستمرت هذه الزيادة لفترة طويلة، فغالباً سوف يقابل هذه الزيادة انكماش الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بحوالي ٠،٣%، وبالتالي انخفاض الناتج الإجمالي لمنطقة اليورو بمعدل ٠،٦%. 

ورغم كل هذه التأثيرات إلا أن هناك دعوات بشكل علني في واشنطن وتحديداً في الكونغرس، تطالب بحظر النفط الروسي، بغض النظر عن أي تكاليف محتملة لهذا القرار. 


وهذا سؤال لك عزيزي القارئ ما هو سر قوة العقوبات التي فرضت على روسيا منذ بداية الحرب حتى الآن؟ 
تهاني شويكي 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/23/2022 11:28:00 ص
كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الثاني - تصميم وفاء المؤذن
كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الثاني
 تصميم وفاء المؤذن
- تحدثنا في الجزء السابق عن قيمة الأموال النقدية التي تمتلكها روسيا داخل البنك المركزي الروسي، حيث تمتلك الحق بالتصرف بهم، ماعدا ذلك فإنها مكبلة اليدين أمام العقوبات وتجميد أصولها في بنوك العالم، وحالها كحال أي بلد أقحم نفسه في حرب يقف ضده فيها أغلب دول العالم، سيتعرض للضغوطات والعقوبات الاقتصادية بهدف ردعه، وبالتالي فلابد أن يتأثر اقتصاد هذا البلد. 

الوضع الاقتصادي داخل روسيا في ظل العقوبات 

- سوف نركز في هذا الحديث عن نقطة واحدة فقط، والتي تعتبر نقطة محورية، وهي قيمة العملة الروسية المحلية وهي |الروبل|. 

قيمة الروبل مقابل الدولار الأمريكي 

- في بداية شهر شباط الفائت من العام الحالي ٢٠٠٢، فأن |سعر صرف| الروبل أمام الدولار الأمريكي، كان يعادل تقريباً ٧٧ روبل  مقابل كل واحد دولار، وبعد ذلك بشهر وتحديداً ١آذار من نفس العام، أصبح سعر الصرف ١١٢روبل أمام كل دولار أمريكي، وذلك يعني بأن العملة الروسية خسرت نصف قيمتها في أقل من شهر، فالروبل لا يمكنه تحصيل واحد سينت أمريكي، وذلك يعتبر أسوأ مستوى وصلت له العملة الروسية أمام الدولار في تاريخها. 

تأثير تدهور العملة الروسية 

مرت روسيا بالعديد من الأزمات خلال العشرين سنة الأخير، وبرغم من كل ما مرت به، إلا أن قيمة الروبل لم تنهار لمثل هذه المستويات من قبل. 

- إن تدهور العملة بهذا المستوى الغير مسبوق، عدا بأنه يؤدي للضغط على |معدل التضخم| المرتفع بالفعل في روسيا، إلا أنه من ناحية أخرى، يضعف القوة الشرائية للروس ويقلل من قيمة مدخراتهم، وفي ظروف مثل هذه من الطبيعي أن نرى المواطنين الروس، يتدافعون على البنوك ليقوموا بسحب أموالهم في |العملة المحلية|، من أجل تحويلها إلى أي عملة أخرى. 

- عندما لاحظ البنك المركزي الروسي خوف الروس وتدافعهم لسحب أموالهم، أصدر بيان في ٢٥ شباط من هذا العام (٢٠٢٢)، يطمئن فيه الناس على ودائعهم وأن هناك سيولة كافية، وليس هناك أي داعي لحالة الذعر. 

لو كنت في موقف محافظة البنك المركزي الروسي (Elvira Nabiullina) ماذا كنت ستفعل

- وحسب منصبها الذي يتطلب منها في ظل الظروف التي تمر فيها بلادها أصعب مهمة في العالم، وهي إنقاذ اقتصاد يواجه حرب اقتصادية شرسة، يتعرض فيها لإجراءات عقابية غير مسبوقة أدت إلى انهيار العملة، وفي نفس الوقت، ليس لديها القدرة على استخدام احتياطات البلد في الدفاع عن الروبل، لأنها عملياً ممنوعة من الوصول إليها، ولاتملك سوى ١٢مليار دولار، من الممكن أن يبلعهم سوق العملات الأجنبية أو |سوق الفوريكس| في يوم واحد حرفياً. 

ماذا ستفعل روسيا في ظل تضائل السيولة النقدية وتدهور العملة المحلية؟ 

وهل هناك من حلول حتى لو كانت مؤقتة لإنقاذ الروبل من الانهيار أم أن روسيا في ورطة اقتصادية؟ 

كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الثاني - تصميم وفاء المؤذن
كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الثاني
 تصميم وفاء المؤذن

محاولات البنك المركزي لتخفيف حدة الأزمة الاقتصادية 

-  وفي محاولة لتهدئة الروس، قام البنك المركزي الروسي في ٢٤ شباط عام ٢٠٢٢، ببيع مليار دولار في السوق واشترى فيه  روبل، بهدف أن يسند ويعدل من قيمة الروبل في السوق المحلي، ولكن هذا المبلغ يعتبر غير كافي!! 

- وفي ظل ضآلة السيولة النقدية في يد البنك المركزي، قرر أن يلجأ لطريقة مختلفة من أجل تشجيع الناس على الاحتفاظ بالروبل، وعدم بيعه والتخلي عنه من أجل أن تشتري الدولار أو أي عملة أخرى. 

ماهي المحاولات التي قام بها البنك المركزي الروسي لإنقاذ الروبل وهل أثمرت عن نتائج

- قام البنك المركزي برفع سعر الفائدة الرئيسي لأكثر من الضعف، فقد كانت الفائدة ٩،٥% وتم رفعها حتى وصلت إلى ٢٠%، وكأنه البنك يوجه رسالة للمواطن الروسي مفادها (اترك أموالك بالروبل  في خزينة البنك وخذ عليهم فوائد٢٠%) وكأنها عملية إغراء وزيادة طمع  المواطن. 

-وفي نفس الوقت أمرت وزارة المالية الروسية المصدرين الروس، أن يبيعوا ٨٠% من حيازتهم من العملات الأجنبية في السوق، وأن يقوموا بشراء الروبل (أمر حكومي وليس طلب).

وكانت هذه الإجراءات محاولة يائسة لإنقاذ الروبل بأي طريقة ممكنة، من قبل البنك المركزي ووزارة المالية، وكانت محاولات فاشلة لأن سعر صرف الروبل أمام سعر الروبل، تغير بشكل لا يذكر، حتى أن الدولار الأمريكي تجاوز ١١٠روبل؟!!. 

وهل هذا يعني أن الروس ليس لديهم ثقة بإجراءات البنك المركزي

- ويرجح بأن الأمر ليس موضوع انعدام ثقة، ولنأخذ بعين الاعتبار أن الجميع أصبح على علم بحجم الأضرار الناجمة في ظل مايحدث،  ولديه قدرة على استيعاب أن العقوبات الاقتصادية الأمريكية على روسيا هذه المرة قاسية جداً، وأكبر بكثير من أي مناورة ممكن أن يقوم بها البنك المركزي، في محاولة منه لإنقاذ الروبل ورفع قيمته أمام سعر الدولار. 

 ازدياد الضغوط الاقتصادية على روسيا 

- وخصوصاً بإن الخلافات تزداد يوماً تلو الآخر، وذلك بعد ما قامت به أمريكا وبريطانيا وكندا والاتحاد الأوروبي، حيث اتفقوا على طرد أربع بنوك روسية من نظام المدفوعات الدولية (|SWIFT|)، زاد القتال أكثر على بنك روسيا. 

- نظام المدفوعات الدولية SWIFT ليس له بديل بالكامل، ولا يمكننا اعتبار نظام المدفوعات الصيني CIPS، ونظام المدفوعات الروسي SPFS، كبدائل حقيقة لنظام SWIFT بسبب ضعف نطاق انتشارهم. 

فهل لديك فكرة عن نظام المدفوعات الدولية SWIFT؟ 

وهل تعرف كم دولة يضم؟ 

وعدا عن ذلك هل ما يجري في روسيا من عقوبات اقتصادية وتدهور العملة المحلية سيسوء أكثر أم سيقف عند هذا الحد؟ 

كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الثاني - تصميم وفاء المؤذن
كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الثاني
 تصميم وفاء المؤذن
- تحدثنا سابقاً عن محاولات البنك المركزي الروسي، والتي للأسف باءت بالفشل، لتحسين سعر صرف الروبل مقابل الدولار، وأيضاً تدخل وزارة المالية وإجبار المصدرين الروس على بيع كل مابحوزتهم من أموال نقدية أجنبية من أجل إنعاش العملة المحلية، ولكن وللأسف كل هذه الخطوات لم تغير شيئاً. 

- أما بالنسبة لنظام المدفوعات الدولية SWIFT، فإنه يضم أكثر من ١١ ألف بنك ومؤسسة مالية في العالم، أما نظام CIPS الصيني فإن عدد البنوك المشتركة بشكل مباشر لايتجاوز ٧٥ بنك، أما البنوك التي تشارك فيه بشكل غير مباشر عددها ١٢٠٥من البنوك، وحتى يمكنك التواصل مع أي بنك من هذه البنوك لابد لك من استخدام SWIFT، وباختصار فإن الخروج من SWIFT يزعج أي بلد في العالم خصوصاً روسيا والصين. 

النزوح الجماعي للشركات والمستثمرين 

- ومما يزيد الضغط على |الاقتصاد الروسي|، والذي انهالت عليه العقوبات بشدة في الفترة الأخيرة، هي حالة النزوح الجماعي للشركات والمستثمرين الأجانب من البلد، مثال على ذلك، شركة النفط والغاز البريطانية الشهيرة(pb)، والتي تعتبر أكبر مستثمر أجنبي في روسيا. 

-أعلنت فجأة في ٢٧ شباط عام ٢٠٢٢، بأنها سوف تخرج من روسيا وتقوم ببيع حصتها في شركة النفط الحكومية الروسية (ROSENEFT)، وفي اليوم التالي على الفور، أعلنت شركة (Shell) أنها سوف تنهي شراكتها مع شركة الغاز التابعة للحكومة الروسية (GAZPROM). 

- وأيضاً دخل على الخط شركة (equinor) النرويجية، وأعلنت أنها ستبدأ تنسحب من مشاريعها في روسيا. 

-وكل هذا الانسحابات كانت في قطاع واحد وهو قطاع الطاقة، ويوجد أيضاً انسحابات كبيرة في قطاعات أخرى، على سبيل المثال القطاع المالي، فقد أعلن أكبر صندوق سيادي في العالم، وهو صندوق الثروة النرويجي ( NORGES BANK)، بأنه سوف ينهي جميع استثماراته في روسيا. 

ردة فعل الحكومة الروسية على انسحاب الشركات والمستثمرين 

- وإيقافاً للنزيف الاقتصادي بأي طريقة، أعلن رئيس الوزراء الروسي (Mikhail Mishustin)، بأن موسكو سوف تمنع الأجانب مؤقتاً من التخلي عن أي أصول يمتلكوها في روسيا، وتعتبر الحكومة الروسية معذورة بهكذا قرار، فكل يوم تخرج استثمارات بمليارات الدولارات من روسيا، وتزيد من نزيفها الاقتصادي. 

حيث يعتبر خروج شركة (pb) البريطانية لوحدها، خروج ٢٥مليار دولار من البلد. 

سرعة إجراء العقوبات هل هو أمر طبيعي

- المفاجئ في كل مايحدث في روسيا، هو السرعة التي تتم بها هذه الإجراءات، فلم يمر أسبوع واحد على دخول روسيا إلى أوكرانيا، فُرض عليها عقوبات قادرة بدون مبالغة في حال استمرارها، أن تعيد روسيا خمسين عاماً إلى الوراء. 

كل هذه الأمور حصلت ومازال |الجيش الروسي| لم يحتل |أوكرانيا| فعلياً، ولم يسيطر على عاصمتها، ولم يحقق بعد أي هدف من  حملته العسكرية. 

ولو أن العاصمة الأوكرانية كييف سقطت ماذا سيفعلون؟ 

ختاماً هل برأيكم سيستطيع بوتين أن يجبر أمريكا و أوروبا على رفع العقوبات عن روسيا؟ 

وهل تعتبر أمريكا قد سرقت بوتين؟ 

بانتظار تعليقاتكم ❤ 

بقلمي: تهاني الشويكي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/23/2022 11:27:00 ص
كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الأول - تصميم وفاء المؤذن
 كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الأول
 تصميم وفاء المؤذن
- لو كنت تريد إضعاف دولة ما، وتغيير أحوالها رأساً على عقب اقتصادياً واجتماعياً، فليس أمامك سوى طريقة واحدة فقط، وهي أن تدمر العملة الخاصة بهذا البلد وجعلها بلا قيمة، وهذا هو رأي رئيس الثورة الروسية |فلاديمير لينن|، ومن بعده عالم الاقتصاد الإنكليزي الشهير جون ماينر كينز، وكلاهما كان يرى أن انهيار عملة أي بلد سوف تدمره بلا شك، وهذا هو سر خطورة مايحدث في روسيا اليوم!! 

ما تمر به روسيا اليوم 

-تتعرض روسيا في الأسابيع القليلة الماضية إلى حرب اقتصادية شرسة، تدمر عملتها المحلية وتهدد استقرارها، وتعتبر عملية اغتيال اقتصادي لم تحدث من قبل لبلد بهذا الحجم. 

-فالعقوبات الاقتصادية تنهال على روسيا كالمطر، منذ أن أعلنت |الحرب| على أوكرانيا، وقررت الغزو فعلياً، فقد خسر |الروبل الروسي| نصف قيمته منذ أيام قليلة أمام الدولار، ويجري أغلب الروس إلى البنوك في عملية بيع للروبل!! 

-وتعتبر هذه كارثة كبيرة على اقتصاد مثل الاقتصاد الروسي، حيث تعتبر أساساته ليست في أفضل حالها، فالرئيس الروسي |بوتين| كان معتمد على احتياطات البلد من النقد الأجنبي، ولكن جزء كبير من هذه الاحتياطات تمت سرقته منذ عدة أيام بجرَّة قلم. 

- ولو تجاهلنا وجود عائدات الغاز والنفط، سنجد أن روسيا خاسرة اقتصادياً أمام العقوبات الاقتصادية الأمريكية. 

ولكن السؤال الذي يراود الجميع، أين اختفت احتياطيات روسية من النقد الأجنبي؟ 

ماذا فعل الأمريكان والأوروبيين بهذه الاحتياطات؟ 

ولماذا ينهار الروبل بمستويات غير مسبوقة؟ وكيف سيؤثر هذا الانهيار على الاقتصاد الروسي؟ 

ولكن السؤال الأهم ما هو وضع احتياطات روسية الضخمة من الذهب؟ هل ستتمكن من إنقاذ روسيا اقتصادياً. 

- في ٢٤شباط من العام الحالي ٢٠٢٢، دخلت روسيا الحرب مع أوكرانيا وهي تمتلك خامس أكبر احتياطي من العملات الأجنبية في العالم، ولكن هذه الأموال اختفت! 

فأكثر من ٦٤٣مليار دولار لم يتبقى مع روسيا منهم سوى القليل! أما الباقي فلا تستطيع التصرف به بالرغم من أنه يعتبر من أملاكها على الورق، فكيف حصل مثل هذا الأمر؟ 

ماهي هذه الاحتياطات التي تملكها روسيا

- في بداية هذه السنة ٢٠٢٢، نشر البنك المركزي الروسي على موقعه الرسمي، تقرير يوضح فيه كل التفاصيل التي تخص احتياطاته من الذهب و|النقد الأجنبي|، وبعد فترة قصيرة جداً تم حذف هذا التقرير من قبل البنك المركزي من على موقعه الرسمي، وذلك عندما وجد أن الإعلام الغربي مهتم بالبيانات الخاصة به. 

مضمون التقرير

وبما أنه لايمكن حذف شيء على الأنترنت، تمكن بعض الخبراء من استرجاع التقرير ومعرفة التفاصيل الموجودة فيه. 

وحسب المعلومات الواردة في التقرير، أن الاحتياطات الروسية اعتباراً من تاريخ ٣٠ حزيران عام ٢٠٢١، تتكون من الآتي: ٣٢،٣% عبارة عن يورو، ٢١،٧% عبارة عن ذهب، ١٦،٤% دولار أمريكي، ١٣،١%  ين صيني، ٦.٥% جنيه إسترليني، ١٠%عملات أخرى (ين ياباني، دولار كندي، دولار استرالي، دولار سنغافوري). 

ولكن السؤال المهم هو أين هي هذه الأموال؟ 

وأين تضعها روسيا؟ 

كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الأول - تصميم وفاء المؤذن
 كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الأول
 تصميم وفاء المؤذن
 والسؤال المهم هو أين تضع روسيا هذه الأموال؟ فمن المؤكد أنها لم تخبئه بخزنة. 

أماكن تواجد الاحتياطي الروسي حسب مصادر روسية 

- وحسب ماقاله الروس، بأنهم يعيشون في عالم يحترم قوانين وقواعد السوق الحرة، بناءً على الاقتصاد المعولم الذي يعيش فيه العالم. وتبين بأن روسيا تحتفظ بهذه الاحتياطات فيما لا يقل عن تسعة دول. ٢١،٧% موجودة في روسيا بصورة |ذهب|، أما الباقي فهم موزعين كالتالي ١٣،٨% في الصين، ١٢،٢% في فرنسا، ١٠% في اليابان، ٩،٥% في ألمانيا، ٦،٦% في أمريكا، ٥% في مؤسسات مالية دولية، ٤،٥% في بريطانيا، ٣% في النمسا، ٢.٨% في كندا، وهناك ١٠،٧% من الاحتياطيات لا أحد يعرف أين هي؟ 

ما هو الشيء المشترك بين الدول حيث تضع روسيا احتياطاتها

- من غير تفكير لو استبعدنا الصين من الأمر، سنجد أن باقي الدول تقف ضد روسيا في حربها على أوكرانيا، وعندما فكرت هذه الدول كيف بإمكانها ردع روسيا وإيذائها اقتصادياً حتى تتراجع عن غزو أوكرانيا، لم تجد طريقة أفضل أو أكثر فعالية من قيامها بتجميد أصول |البنك المركزي الروسي| واحتياطاته وتمنعه من الحصول عليهم، وهذه الحركة أفقدت روسيا في لحظة درعها الاقتصادي الأهم. 

عقوبات ضد روسيا بما يخص الاحتياطي النقدي 

- في٢٦شباط الفائت ( عام ٢٠٢٢)، صدر بيان مشترك عن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا، أعلنوا فيه عن بعض الإجراءات، وكان الهدف الرئيسي منها هو منع البنك المركزي الروسي، من القدرة على الوصول لاحتياطاته من النقد الأجنبي الموجودة في الخارج. 

-بعد ذلك بثلاثة أيام وتحديداً في ١آذار عام ٢٠٢٢، انضمت اليابان لباقي الدول، وأعلنت تجميد أصول البنك المركزي الروسي الموجود عندها، ومثل هذا النوع من العقوبات، تم فرضه من قبل على فنزويلا وإيران ومؤخراً على أفغانستان. 

ولكن لأول مرة في التاريخ يتم فرض مثل هذه العقوبات على دولة من فئة العشرين، حيث تم حرمان روسيا من حوالي ٤٠٠ مليار دولار من احتياطاتها من النقد الأجنبي الموجود في الخارج بجَّرة قلم، ويوجد فقط ١٣٩مليار دولار بصورة ذهب تحت سيطرة روسيا. 

-والمثير للسخرية، أنه حتى ٢٢٩٩ طن من الذهب الذين تمتلكهم روسيا، غالباً لن تتمكن من الاستفادة منهم، لأن قدرتها على بيع الذهب، أصبح أمر مشكوك فيه في ظل |العقوبات| التي تنهال عليها كالمطر، وهذا ما جعلها دولة منبوذة بشكل شبه كامل على الساحة الدولية. 

-حتى سويسرا المعروف عنها أنها لا تتخذ أي موقف ضد أي قضية أو حرب، تخلت عن حياديتها التاريخية، وفي شهر شباط الفائت من هذا العام، أعلنت أنها ستطبق جميع العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على المؤسسات والأفراد الروس. 

يجب التنويه إلى أن ذهب بهذه الكمية لن تتمكن روسيا من بيعه، ولو تمكنت من ذلك، فسوف تجد صعوبة في نقله أو تسليمه في ظل إجراءات الحظر الجوي المفروضة على طيرانها. 

والسؤال الآن لك عزيزي القارئ ما هو وضع الاحتياطات الموجودة في الصين؟ 

كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الأول - تصميم وفاء المؤذن
 كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الأول
 تصميم وفاء المؤذن
- تحدثنا فما سبق عن صعوبة تصرف روسيا بالذهب الموجود لديها، بسبب إجراءات الحظر الجوي على طيرانها، وكيف أن سويسرا تخلت عن حياديتها التاريخية، وقررت فرض عقوبات على روسيا. وتحدثنا عن تجميد أصول روسيا في جميع الدول ولكن لم نتحدث عن وضع احتياطي روسيا الموجودة في الصين. 

احتياطي روسيا الموجود في الصين 

- تضع روسيا في |الصين| ما يعادل ٨٤ مليار دولار من احتياطاتها، ومن المفروض في ظل العلاقات الطيبة الموجودة بين روسيا والصين مؤخراً، أن تبقى هذه الأموال تحت سيطرة روسيا ويكون لديها القدرة على أخذهم في أي وقت. 

هل فعلاً ستترك الصين لروسيا حرية الاستفادة من هذه الأموال

أجابنا على هذا السؤال عالم الاقتصاد الروسي (Sergei Guriev)، وقال بأن كل من يقول أنه من السهل على روسيا تسييل ذهبها أو الوصول إلى احتياطاتها الموجودة في الصين، فإنه لا يفقه شيئاً في خصوص مايحدث. 

وصرح في حديثه بأن بيع الذهب الروسي سيكون صعب جداً، ومن الناحية الأخرى فإن البنوك الصينية سوف تخاف من العقوبات الأمريكية التي من الممكن أن تفرض عليها لو سمحت لروسيا بأخذ أموالها، وكان هذا الرأي مشابه تماماً لرأي النائب السابق لمحافظ البنك المركزي الروسي (Sergey Aleksashenko). 

وفي فيديو نشره على اليوتيوب، اعتبر أن تجميد الغرب لأصول البنك المركزي يشبه قنبلة نووية تم رميها على روسيا، وسأل نفسه باستغراب بأن الذهب الخاص بروسيا سيتم بيعه لمن؟! 

فهل انتهى الأمر بروسيا وخسرت آخر ورقة رابحة في يدها

- تحدثنا فيما سبق كيف أن روسيا تحتفظ بجزء من احتياطها النقدي في مؤسسات مالية دولية، وعلى سبيل المثال، اعتباراً من نهاية  كانون الثاني الفائت كانت روسيا تملك ٢٤،١ مليار دولار كحقوق سحب خاصة عن |صندوق النقد الدولي|، فما وضع هذه الأموال؟ 

جميع من في العالم يعرف بأن قرار صندوق النقد الدولي واقعياً بيد الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يعني بأن روسيا غالباً لن تتمكن من الحصول على دولار واحد من هذه الأموال في ظل الظروف الحالية. 

- السيولة الموجودة في يد البنك المركزي الروسي، والذي بإمكانه أن يقوم بوضعها على الطاولة في ظل الأوضاع الراهنة، هي فقط ١٢مليار دولار في صورة دولار أمريكي أو يورو، وهذا هو إجمالي الأموال النقدية الموجودة في خزنة البنك المركزي الروسي حالياً، وليس لديه أي صلاحية في التصرف بباقي الاحتياطي النقدي والذي يقدر بحوالي ٦٤٣ مليار دولار. 

- ومن المؤكد بأن الوضع الاقتصادي داخل روسيا قد تأثر بشكل كبير في ظل العقوبات المفروضة عليها، وأيضاً نتيجة الحرب الروسية على أوكرانية، ومن الطبيعي أن تكون العملة الروسية المحلية قد تأثرت بما يجري. 

وسنتحدث في الجزء التالي عن الوضع الاقتصادي لروسيا في ظل الظروف الراهنة. 

بقلمي: تهاني الشويكي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/20/2022 10:07:00 م
الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني ما هو القادم - الجزء الثاني - تصميم ريم أبو فخر
الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني ما هو القادم - الجزء الثاني
 تصميم ريم أبو فخر
-تحدثنا في الجزء السابق عن تأثر بعض الصناعات بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، و|ارتفاع أسعار| |المواد الخام| الذي أضعف انتاج بعض الصناعات وجعلها تتوقف، وسنتحدث اليوم عن ما هو أهم من الصناعات وهو الغذاء. 

روسيا وأوكرانيا السلة الغذائية لأغلب دول أوروبا 

- تؤثر الحرب الأوكرانية على إمدادات العالم بطريقتين مباشرة وغير مباشرة، أولاً روسيا وأوكرانيا يسيطرون على حوالي ٣٠% من |القمح| الذي يتم تداوله في السوق العالمي، وعلى ٦٠% من زيوت عباد الشمس والقرطم و بذر القطن، وهاتان الدولتان يعتبران السلة الغذائية لأوروبا ومجموعة من الدول الأفريقية. 

- وفي هذا الوقت أصبحت الصادرات الزراعية للبلدين موضع شك، ومن المتوقع عدم قدرتهم على الالتزام بجزء كبير من اتفاقياتهم التعاقدية مع الدول المستوردة، وهذا جعل أسعار المحاصيل الزراعية خصوصاً ترتفع بشكل كبير جداً. 

 تسبب الحرب الروسية على أوكرانيا بارتفاع أسعار الأسمدة

صرح رئيس شركة الأسمدة العالمية (Svein Holsether)، والتي تستورد جزء كبير من موادها من روسيا، بأن الوضع في صناعة الأسمدة يتحول من سيء إلى أسوء، وقد كانت هناك أزمة كبيرة قبل الحرب، وهذه الحرب زادت من حدة الاضطرابات في سلاسل الإمداد، وهذا الأمر سيرفع من |سعر الأسمدة| وبالتبعية |تكلفة الغذاء|. 

هل يا ترى جميع دول العالم سوف تتأثر بارتفاع أسعار المواد الخام والغذاء

- للأسف العالم بأكمله سيتأثر بذلك لكن بنسب متفاوتة، والذي سيحدد نسبة التأثر هو مدى الاعتماد على الاستيراد، مثال على ذلك، تتصدر إيرلندا المؤشر العالمي للأمن الغذائي، وتعتبر أكثر بلد قادر على تأمين احتياجات مواطنيه من الغذاء، وفي نفس المؤشر الذي يضم ١١٣ دولة حول العالم، نجد أن اليمن  في المرتبة ١١٢ في ترتيب الدول القادرة على تأمين احتياجات مواطنيها من الغذاء. 

تأثر الدول العربية بهذه الحرب 

هل نستطيع القول بأن تأثر اليمن بالأزمة الحاصلة حالياً بأسعار الغذاء نفس درجة تأثر إيرلندا؟ 

- بالطبع لا، فالمشكلة موجودة في الدول العربية، والتي تجعلنا عرضة أكثر من غيرنا للتضخم المستورد والتأثر بتقلبات الأسعار، هو اعتمادنا بشكل كبير على الاستيراد وخصوصاً في قطاع مهم جداً وحيوي كالقطاع الغذائي. 

- تتوقع منظمة الأغذية والزراعة، أنه بحلول عام ٢٠٣٠ الدول العربية وتحديداً دول الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، سوف تلبي ٦٣% من احتياجاتها من الغذاء من خلال الاستيراد، وتعتبر هذه مشكلة كبيرة جداً، وتهدد أمنها الغذائي. 

- والأمر الخطير والذي يضغط أكثر على مستويات الأسعار، هي الأزمة الحاصلة اليوم في |سوق الشحن| بسبب الحرب، وكيف أن سوق الشحن الدولي دخل في أزمة كبيرة في ٢٠٢١ ولم يخرج منها حتى الآن، وذلك بسبب النقص الحاد بسعر الحاويات المتاحة للنقل، والتي مازالت مستمرة حتى الآن.

الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني ما هو القادم - الجزء الثاني - تصميم ريم أبو فخر
الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني ما هو القادم - الجزء الثاني
 تصميم ريم أبو فخر

ما هو التغيير الذي زاد الأمر سوءً في سوق الشحن الدولي 

أزمة سوق الشحن الدولي 

- إن سوق الشحن الدولي تعرض لأزمة نقص في الحاويات والتي مازالت مستمرة، ولكن ما زاد الأمر سوءاً هو أزمة البحارة الروس والأوكرانيين، فإن ١٤،٥% من البحارة في قطاع النقل البحري هم من روسيا وأوكرانيا، وهنا نتحدث عن٢٠٠ ألف بحار روسي و ٧٦ بحار أوكراني، ومالا يقل عن ٥٠ ألف بحار محاصرين الآن في وسط البحر على متن سفنهم، ولا يعرفون إلى أين يتوجهون، أولاً بسبب الحرب من جهة، وثانياً بسبب رفض دول العالم استقبالهم. 

- وعلى سبيل المثال في أمريكا، فإن هيئة الجمارك وحماية الحدود، منعت في الأيام الأخيرة البحارة الأوكرانيين والروس من الاقتراب من الموانئ الأمريكية، وذلك بسبب خوف الأمريكيين من أن يهربوا إلى أمريكا ولا يعودون لبلادهم. 

ولم تستثني أمريكا البحارين الأوكرانيين، بالرغم من وقوفها مع بلدهم بسبب الحرب التي شنتها روسيا. 

تفاقم المشاكل التي تواجهها شركات الشحن 

- وأصبحت شركات الشحن التي توظف هؤلاء البحارة في حيرة من أمرها، فكيف ستستطيع إيصال البضاعة الموجودة على متن سفنها، إذا كانت السفن ممنوعة من دخول الميناء، عدا عن وقوعها في مشكلة مع البحارة الروس تحديداً، فليس هناك طريقة ليتقاضوا رواتبهم بعد أن تم حظر البنوك الروسية من SWEFT. 

- وهذا الأمر جعل شركات الشحن تقع في |أزمة كبيرة|، وخصوصاً بأن البحارة الروس هم ثاني أكبر جنسية تعمل في البحر بعد الفلبيين، والنتيجة هي ارتفاع أسعار الشحن، فحاوية ٤٠ قدم والتي يتم شحنها من شنغهاي في الصين إلى ميناء لوس أنجلوس في أمريكا، كانت تكلفتها ٤٠٠٠ دولار في بداية ٢٠٢١، أما في آذار ٢٠٢٢ فإن سعر شحنها وصل إلى ١١ألف دولار. 

 ماهي السلع التي من الممكن أن تتأثر بارتفاع الشحن البحري

- حرفياً إن كل شيء سيتأثر بذلك، يكفي أن تعلم أن ٩٠% من البضائع في العالم يتم نقلها عن طريق البحر. 

سبب ارتفاع أسعار الأجهزة الكهربائية والإلكترونية

- ومن جملة المصائب أن (REUTERS)  أعلنت أن أكبر المنتجين لغاز النيون في أوكرانيا مثل (CRYOIN، IGIHRA3)،  أعلنوا عن وقف إنتاجهم بسبب الهجمات الروسية، حيث ينتجون لوحدهم ما يتراوح بين ٤٥% و ٥٤% من الإنتاج العالمي من النيون النقي، الذي يدخل في صناعة أشباه الموصلات، وهذا يعني ارتفاع أسعار أشباه الموصلات، وبالتالي ارتفاع أسعار الرقائق الالكترونية، وبالتبعية فإن سعر السيارات والهواتف وكل الأجهزة الكهربائية والإلكترونية سيرتفع سعرها أيضاً. 

-وباختصار كان هذا ملخص لأسباب التضخم المستورد، والذي عانت منه دول العالم في الفترة الأخيرة. 

ولكن هل التضخم المستورد هو السبب الوحيد في ارتفاع الأسعار في الدول العربية

بالطبع لا فهناك أسباب أخرى لها علاقة بالشركات والتجار. 

-ومن واقع خبرتك الشخصية عزيزي القارئ هل تتوقع انخفاض الأسعار بعد نهاية الأزمة بنفس النسبة التي ارتفعت فيها؟! 

سأتابع إجاباتكم في التعليقات. 

بقلمي: تهاني الشويكي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/20/2022 10:06:00 م
الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني ما هو القادم - الجزء الأول - تصميم ريم أبو فخر
الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني ما هو القادم - الجزء الأول
 تصميم ريم أبو فخر
- بسبب مايحدث بين الأوروبيين من نزاعات وخلافات، أنت كمستهلك في الوطن العربي على بعد آلاف الأميال من الحرب التي تدور في أوروبا، وبالرغم من أنه لا علاقة لنا بهذه الحرب، إلا أن آثارها تطال أي شخص في الوطن العربي، بصورة أسعار مرتفعة ندفعها كل يوم ثمن احتياجاتنا الأساسية. 

والحرب الروسية الأوكرانية ليست السبب الوحيد في ارتفاع الأسعار، ولكنها زادت من سوء الأمور وضغطت على الاقتصاد العالمي الذي لم يكن بأفضل حالاته منذ سنتين. 

كيف ساهمت وستساهم الحرب الروسية على أوكرانيا في ارتفاع أسعار الكثير من المنتجات؟ 

وماهي أكثر صناعات أو سلع  زادت أسعارها نتيجة لهذه الحرب؟ 

وكيف تتأثر دولنا العربية بارتفاع أسعار السلع في الخارج؟ 

والسؤال الأهم والذي يشغل بال معظم الناس 

هل ما نعيشه الآن هو أفضل أيامنا؟ 

كل هذه التساؤلات سوف نجيب عنها ونتحدث في تفاصيلها في هذا المقال. 

- في كانون الثاني الفائت من هذا العام٢٠٢٢، بلد اسمها جزر البهاما، قررت أن تخفض ضريبة القيمة المضافة عندها من ١٢% إلى١٠%، كمحاولة منها للتخفيف عن المواطنين أعباء الأسعار المستمرة بالارتفاع بشكل كبير من عام ٢٠٢١، وبالطبع لم يشعر الناس بأي فرق بسبب الاستمرار في ارتفاع الأسعار. 

- تدخل وزير الشؤون الاقتصادية (Micheal Halkitis)، أعلن بأن المشكلة الرئيسية أنهم يقومون باستيراد أغلب المنتجات والسلع المستهلكة من الخارج، والأمور العالمية السيئة بسبب المشاكل التي تعاني منها سلاسل الأمداد الخارجية، والمشكلة التي تعاني منها هذه البلد، هي نفس المشكلة التي يعاني منها الكثير من دول العالم، بما في ذلك طبعاً بلادنا العربية. 

ما هو المقصود بالتضخم المستورد

- وباختصار شديد فإن الارتفاع الكبير الحاصل في أسعار الكثير من المنتجات في وقتنا الحالي، بإمكاننا القول أن أحد أسبابه الرئيسية |التضخم المستورد| (Improted Inflation). 

والمقصود في ذلك هنا، هو |الارتفاع المستمر| لأسعار الواردات التي نقوم بشرائها، سواء في صورة منتجات نهائية أو بصورة مواد أولية. 

-وقد وصلت أسعار المواد الأولية لمستويات قياسية، لم يرى العالم مثل هذا الارتفاع منذ عدة سنوات، وسنأخذ مثال عن أشهر مادة أولية، تدخل في عملية التصنيع وهي النفط، ففي ٣١ من شهر كانون الأول من عام ٢٠٢١، كان سعر برميل خام برنت حوالي٧٧ دولار، وفي ٦ آذار عام ٢٠٢٢ تجاوز سعر البرميل ١٣٠دولار، وذلك يعني أن سعره ارتفع ٦٩% تقريباً في أقل من شهرين ونصف. 

- وكما نعلم جميعنا بأن السبب الرئيسي في قفزة الأسعار بهذا الشكل الجنوني، هو |الحرب الروسية| على |أوكرانيا|، حيث تم فيها استخدام النفط كسلاح في ٨ آذار أعلن |الرئيس الأمريكي| |جو بايدن| بأن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تتوقف عن شراء النفط الخام من روسيا. 

الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني ما هو القادم - الجزء الأول - تصميم ريم أبو فخر
الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني ما هو القادم - الجزء الأول
 تصميم ريم أبو فخر

فهل ياترى سيكون هناك تبعات لمثل هذا القرار 

- هذا القرار أدى إلى حالة من الخوف والترقب في أسواق الطاقة العالمية، وذلك ليس بسبب خسارة روسيا عميل مهم مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وإنما بسبب |التبعات المحتملة| لمثل هذا القرار. 

تأثيرات قرار الحظر الأمريكي على ارتفاع الأسعار 

-فالنفط الروسي لا يشكل أكثر من ٨% من واردات أمريكا من النفط الخام، وبالرغم من ذلك فإن القرار الأمريكي هز الأسواق، لأنه من المتوقع أن يوقف حال |النفط الروسي| في السوق، وسوف يخيف بعض الدول والشركات غير الأمريكية من شرائه. 

-قرار |الحظر الأمريكي| عدا أنه يهدد الاقتصاد الروسي، فهو أيضاً يهدد سوق الطاقة العالمي، لأنه من الممكن أن يحرم سوق الطاقة من أكثر من ٧ ملايين برميل من النفط الخام والمنتجات البترولية التي تنتجهم روسيا كل يوم. 

- إن خروج النفط الروسي الذي يشكل ١١%من الإنتاج العالمي في السوق، ذلك يعني |ارتفاع السعر العالمي| للخام، مما يؤدي بدوره وبالتبعية إلى ارتفاع التضخم والأسعار. 

رد فعل روسيا على قرار أمريكا 

- وقد صرح (Alexander Novak) نائب رئيس الوزراء الروسي، أنه لو تم حظر النفط الروسي بشكل كامل من السوق، فمن الممكن أن يصل سعر البرميل إلى٣٠٠دولار أمريكي، ولم تتجاهل روسيا القرار الأمريكي، وبناءً على ذلك صرح الرئيس الروسي (Vladimir Putin)، أعلن فرض حظر على صادرات روسيا، من مجموعة من السلع والمواد الخام لدول معينة من ضمنها بالطبع أمريكا. 

الأضرار التي تعرضت لها أسواق السلع 

- وهذا القرار جعل الوضع في أسواق السلع، والتي تعاني من أزمة كبيرة أسوأ من قبل، مثال على ذلك الفحم، يعتبر الروس  ثالث أكبر منتح للفحم في العالم بعد أستراليا وإندونيسيا، فإن ١٤% من صادرات الفحم في العالم من روسيا، ولمن لا يعلم فإن الفحم يعتبر سلعة استراتيجية، ويكفي أن نعلم أنه في عام ٢٠٢٠ كان الفحم مسؤول لوحده عن تشغيل أكثر من٢٧% من إجمالي الطاقة المستهلكة في العالم، وذلك يجعله في المرتبة الثانية مباشرةً بعد النفط. 

-أما بالنسبة لقطاع الكهرباء، فإن أكثر من ٣٥% من الكهرباء المولدة على مستوى العالم، مصدرها محطات تعمل على الفحم، حتى أن خمس الكهرباء المولدة في أمريكا عن طريق الفحم، وبسبب الحرب الروسية الأوكرانية، والمناوشات بين روسيا من ناحية وأمريكا وأوروبا من ناحية أخرى، فإن |أسعار الغاز| والفحم ترتفع بشكل كبير جداً، في شهر كانون الأول من عام٢٠٢٠، كان سعر طن الفحم ١٥٠دولار، أما اليوم فأن سعر طن الفحم تجاوز ٣٦٨دولار.                           

- وتتوقع شركة (RYSTAD ENERGY)، أن يصل سعر الطن إلى ٥٠٠ دولار، وهذه الزيادة السعرية سوف تترجم فوراً بصورة زيادة في تكاليف التصنيع، وخصوصاً في الصناعات كثيفة استهلاك الطاقة كالحديد والصلب والألمنيوم، وأيضاً زيادة في أسعار الكهرباء. 

الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني ما هو القادم - الجزء الأول - تصميم ريم أبو فخر
الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني ما هو القادم - الجزء الأول
 تصميم ريم أبو فخر

وضع صناعة الحديد والصلب في ظل الحرب 

وبمناسبة الحديث عن الحديد والصلب، وجب التنويه أن روسيا وأوكرانيا لوحدهم يشكلون ٧،٥% من صادرات العالم من الحديد والصلب، وبسبب |الحرب| أصبح إنتاج روسيا وأوكرانيا موضع شك في الأسابيع الأخيرة. 
أكبر منتجي الصلب في أوكرانيا مثل ( Arcelor Mittal) و (METINVES)، أغلقوا مصانعهم بسبب الحرب، أما في روسيا فإن الشركات غير قادرة على التصدير بسبب |العقوبات المفروضة| على البلد، على سبيل المثال، إن شركة (Severstal) أوقفت بيع الصلب لأوروبا، بسبب العقوبات المفروضة على الملياردير (Alexei Mordashov). 

- وملخص الوضع أن الحديد الأوكراني والروسي، أصبح بنسبة كبيرة خارج السوق، وذلك يعني أنه سيؤثر بلا شك على أسعار هذه المواد في السوق، وسيترجم بصورة أسعار أعلى وضغوط أكبر على النشاط الاقتصادي العالمي، لأن هناك العديد من الصناعات الكبيرة سوف تتأثر بذلك، مثل البنية التحتية والعقارات والآلات والنقل والأجهزة والأدوات المنزلية. 

- وجب التنويه أن هذه التأثيرات سوف تكون واضحة على المدى القصير فحسب، لكن على المدى المتوسط والبعيد سيكون الوضع أفضل، لأن دول مثل الصين وأمريكا واليابان وألمانيا، يملكون القدرة على تعويض الإنتاج الروسي والأوكراني من الحديد والصلب. 

وضع معدن النيكل في ظل الحرب 

- ولكن هذه الحركة لايمكن القيام بها مع معدن مهم مثل النيكل، حيث تصنع منه البطاريات، فإن روسيا لوحدها تسيطر على ٢٨% من صادرات العالم من النيكل الخام، وهذا يجعله أكبر مصدر في العالم لهذه السلعة قبل أستراليا وكندا، وباختصار ليس هناك بديل من الإنتاج الروسي للنيكل، وهذا ما يفسر |ارتفاع سعر المعدن| بشكل غير طبيعي، على سبيل المثال، في ٨ آذار من هذا العام ٢٠٢٢، أوقفت بورصة لندن للمعادن التداول على عقود النيكل، بعد أن تضاعف سعره ووصل إلى١٠٠ألف دولار للطن المتري الواحد. 

أزمة كبيرة في صناعة الألمنيوم العالمية

- وبعيداً عن النيكل نجد هناك أزمة عالمية في صناعة الألمنيوم، والتي تشكل صادرات روسيا  ١٠% من إجمالي صادراتها، وكما نعلم جميعنا أن الألمنيوم يدخل صناعات كثيرة، ويعتبر مادة أساسية في عملية التصنيع، وارتفاع سعره سيؤثر على هذه الصناعات. 

-في ٣١ من شهر كانون الأول من عام ٢٠٢١، كان طن الألمنيوم يباع في السوق بسعر ٢٨٠٦ دولار، وفي١٣ آذار عام ٢٠٢٢، فإن الطن يساوي ٣٤٧٢ دولار، ونحن نتحدث عن ٦٦٦ دولار زيادة خلال شهرين ونصف فقط، ومن الممكن أن تقل حدة أزمة الألمنيوم في الأيام القادمة، لو قام منتجين كبار مثل الهند وكندا والنرويج وأستراليا وماليزيا، بزيادة إنتاجهم من أجل تعديل السوق وتغطية النقص. 
وكل ما تحدثنا عنه سابقاً هو عينة بسيطة من المواد الخام، والتي ارتفعت أسعارها بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، هذا ولم نتحدث عن الغاز الطبيعي والبلاتين والبلاديوم، وكلها مواد تسيطر روسيا وأوكرانيا على أجزاء من أسواقها. 

فماذا سيحدث بعد كل هذا الارتفاع بالأسعار؟ لنتابع في الجزء الثاني.
بقلمي: تهاني الشويكي
يتم التشغيل بواسطة Blogger.