|
تفاصيل وحقائق عن مرض السمنة وآثاره على الجسم |
في يوم من الأيام كنت تجلس مع أصدقائك فشعرت فجأةََ بالجوع، واقترحت على الحضور أن تطلب وجبة من أحد المطاعم القريبة، وقمت بسؤال الأصدقاء عن رغبتهم بطلب الطعام هم أيضاََ، وافقك جميع الحضور الرأي عدا شخص وحيد، فقمت بسؤاله عن السبب الذي يدفعه لرفض طلب الطعام مع الجميع، فأكد أنه لا يرغب بذلك دون تبيين السبب، وعندما وصلت الطلبات من المطعم امتلئ المكان برائحة الطعام الجاذبة للنفس، لكن صديقك الذي رفض الطعام لم يحرك ساكناََ وجلس بشكل طبيعي دون الاكتراث أو الاشتهاء.
وبعد تناول الطعام اقترح أحد الأصدقاء طلب بعض الحلويات، ووافقه الجميع الرأي، إلا الشخص الوحيد الذي رفض طلب الطعام في المرة الأولى، وعند الإلحاح عليه لمعرفة السبب وراء كل ذلك الإصرار كانت إجابته أنه يخاف من الإصابة بـ |مرض السمنة|، وأنه مرض يقوم بقتل ٤ ملايين شخص في كل سنة، فهل ستتأثر بكلامه؟!..
ما هي السُّمنة؟
السمنة هي عبارة عن الجوع الذي يصيب الشخص في أوقات متأخرة من الليل، ففي هذا الوقت تزداد الشهية للحلويات والمعجنات وغيرها من الأطعمة المسببة لزيادة الوزن.
لكن ما الذي يحصل داخل الجسم بالتفصيل، وما الذي يسبب الإصابة بمرض السمنة؟
اذا شعرت بالجوع وتناول الطعام سيأخذ الجسم كمية من |السعرات الحرارية| التي يحتاجها، ثم شعرت بالجوع لمرة ثانية وقمت بتناول الطعام مجدداََ، سيأخذ الجسم المزيد من السعرات الحراية مجدداََ أيضاََ، وشعرت بالجوع للمرة الثالثة في وقت العشاء، وعندهل حصل جسمك على آخر السعرات الحرارية والطاقة التي يحتاجها، وعندما تقوم بتناول الطعام للمرة الرابعة وبعد إكتفاء الجسم من السعرات الحرارية المطلوبة، سيقوم بتخزين الطعام الزائد بشكل |دهون في الجسم| في عدة مناطق.
وهذا يعني أن |الزيادة في الوزن| والناتجة عن هذه الحالات هي عبارة عن خلل في السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم، والتي يقوم بحرقها.
ما هي الأسباب التي يمكن أن تسبب مرض السمنة ؟
من البديهي أن السبب الأول والأهم هو تناول كميات كبيرة من الطعام، وتناول كميات من السعرات الحرارية الموجودة ضمن الوجبات السريعة والحلويات والطعام الزائد عن حاجة الجسم.
وكذلك يعد من أهم الأسباب قلة الحركة والنشاط، وعدم ممارسة أي نشاط بدني، واستخدام السيارات عند الخروج من المنزل دون المشي حتى لمسافات قصيرة، وبالتالي لن يوجد أي مجال لحرق هذه الدهون الزائدة.
وكما نعلم أن السمنة مرض معقد لا ينحصر في الطعام فقط، بل من الممكن أن يزداد الوزن بسبب قلة النوم مثلاََ.
من المعروف أيضاََ وبشكل كبير أن السمنة تنتج عن بعض العوامل والأسباب الوراثية.
كما يمكن أن تنتج السمنة عن تعاطي بعض أنواع الأدوية، وكما رأينا جميعاََ العديد من الممثلين الذين أصيبوا بسمنة مفاجئة، نتيجة لتعاطي بعض الأدوية بشكل إضطراري، كنتيجة لمشكلة صحية معينة.
أما السبب الذي يشكل المشكلة الحقيقية والكبيرة، فهو العوامل البيئية التي تحيط بنا، كالإعلانات واللافتات التي تحمل العديد من الصور للأطعمة الشهيرة والشهية والمحببة لدى الجميع، والتي تستخدم بشكل خاص للترويج لبعض المنتجات والصادرات، ولا تكفي اللافتات الموجودة في الشوارع، بل ويتم أيضاََ استخدام الترويج عن طريق وسائل أخرى كنشر بعض مقاطع الفيديو والصور على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك للفت الانتباه وإثارة الشهية، أو عن طريق تقديم بعض تحديات ومسابقات الطعام، مما سيؤدي إلى إثارة الشهية حتى لو كانت المعدة ممتلئة.
وبالتالي فإن العوامل البيئية المحيط بنا تشكل أهم الأسباب التي تدفعنا إلى تناول كميات كبيرة جداََ من الطعام، والتي يمكن أن تسبب لنا الإصابة بـ |السمنة المفرطة|.
كيف يمكنك أن تعرف فيما إذا كنت تعاني من السمنة أم لا؟ وما هو مؤشر (BMI)؟
تستخدم هذه النسبة لمعرفة الحالة الجسدية للأشخاص، وكشف السمنة مع درجتها في حال وجودها، وهل يعاني من الشخص من زيادة في وزنه أم من السمنة.
كيف يحسب مؤشر (BMI)؟
يقيس هذا المؤشر نسبة ارتفاع الدهون في الجسم،
وذلك عن طريق قياس الوزن وتقسيمه على مربع الطول، ومقارنة الرقم الناتج بهذه الأرقام :
* إذا كانت النسبة أقل من 18.5 فالوزن أقل من الوزن الطبيعي.
*وإذا كانت النسبة بين 18.5 و 24.9 فالوزن طبيعي وصحيح.
* أما كانت النسبة بين 25 و 29.9 فالجسم لديه زيادة في الوزن.
* وإذا كانت النسبة بين 30 و 34.9 فالجسم يعاني من سمنة من الدرجة الأولى.
* ونهايةََ زذا كانت النسبة بين 35 و 39.9 فالجسم يعاني من سمنة من الدرجة الثانية.
* أما إذا كانت النسبة أكبر من 40 فالجسم يعاني من سمنة من الدرجة الثالثة، او سمنة شديدة.
ملاحظة : لا تستخدم كتلة الجسم بشكل دائم لتشخيص السمنة، وذلك لأن |العضلات| القوية والشديدة يمكن أن تزيد من |وزن الجسم| بشكل كبير وتقلل من كمية الدهون في الجسم.
ما هي الطرق الصحيحة لحساب مدى خطورة زيادة الوزن في حال لم تنفع طريقة مؤشر الكتلة؟
في مثل هذه الحالات يتم اللجوء إلى أخصائي التغذية، والذي يقوم بتحديد مدى زيادة الوزن ومدى خطورة ذلك في الجسم، دون اللجوء لمؤشر الكتلة.
هل السُّمنة خطيرة؟
لتقرير فيما إذا كانت السمنة خطيرة أم لا، سنقوم بوصف ما يحدث في جسم الانسان بالتفصيل.
سيبدأ الأمر بالشعور بالإرهاق، وزيادة غزيرة بإفراز العرق، والشخير أثناء النوم وبصوت مرتفع، الكسل المستمر وعدم القدرة على القيام بأي نشاط بدني.
ومع الوقت يتبدأ بالشعور بتعب مستمر، وآلام في المفاصل، وفقدان الثقة في النفس، ويمكن أن تشعر أيضاََ بعزلة تؤثر على علاقتك مع أصدقائك وأهلك، الإصابة بالاكتئاب، تدني في احترام النفس، وهذا شائع بين أغلب الناس الذين يعانون من السمنة.
وعندما تزيد درجة السمنة من الممكن الإصابة بمرض السكر، أو ارتفاع الكوليسترول في الدم، وارتفاع في ضغط الدم، ويمكن أن يصل الأمر إلى تصلب الشرايين، وذلك لأن الرواسب الدهنية تؤدي إلى تضييق مجرى الشرايين،
كما يمكن أن تحدث الإصابة بأمراض القلب التاجية، والسكتة الدماغية، وكما نعلم أن كل هذه الأمور يمكن أن تؤدي إلى الوفاة، ولا ننسى الاحتمال الكبير للإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي.
|
تفاصيل وحقائق عن مرض السمنة وآثاره على الجسم |
ما هي متلازمة التمثيل الغذائي؟
هي عبارة عن خليط بين مرض السكر والسمنة وارتفاع ضغط الدم، ويمكن أن تترافق مع هشاشة العظام أو مع توقف في التنفس أثناء النوم، وللأسف الشديد يمكن أن ينتج عن ذلك بعض المضاعفات إذا كان الشخص الذي يعاني من السمنة هي سيدة حامل، فعندها ستصاب بسكر الحمل، وذلك غير أنه يمكن أن يسبب بعض أنواع السرطانات كسرطان الأمعاء، وسرطان الثدي.
ملاحظة هامة :
لا يشترط إصابة كل من يعاني من السمنة بالأمراض التي ذكرت، لكن كلما زاد الوزن ازدادت احتمالية الإصابة بـ |الأمراض الخطيرة|، وعند اكتشاف الحالة بشكل مبكر فسيتمكن الشخص من تجنب الكثير من |الأمراض| و|المضاعفات| التي تترافق مع الزيادة الكبيرة في الوزن.
هل يوجد حل لمرض السمنة؟
يوجد الكثير من الحلول للتخلص من مرض السمنة، لكن لا يوجد حل سريع، وذلك لأن برامج |إنقاص الوزن| تحتاج إلى الكثير من الوقت، لكنها تعمل بشكل مثالي لو تم استخدامها وتنفيذها بالشكل الصحيح، تختلف هذه البرامج من شخص لآخر، لكن الأمر الوحيد المشترك بينها هو أن العلاج وخطوة التغيير يجب أن تتخذ باكراََ، فيجب اتباع |نطام صحي| يحتوى على عدد أقل من السعرات الحرارية، وممارسة التمارين الرياضية اللازمة.
شاركونا الآراء من خلال التعليقات.