عرض المشاركات المصنفة بحسب التاريخ لطلب البحث الصمت. تصنيف بحسب مدى الصلة بالموضوع عرض جميع المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 6/29/2022 03:34:00 م
في انكسار الروح لاتتركني وحيدة
في انكسار الروح لاتتركني وحيدة

كان آدم يروي أزهار حديقة منزله في الصباح الباكر، و صوت فيروز الشجي  يصدح "يبكي ويضحك لا حزناً ولا فرحا" ، يدندن معها ويسقى وردة الجوري المائلة إلى احمرار يشتمّها: آه على رائحتك الأخاذة وعبقك الزكي، ما رأيت أجمل منك يا وردتي الجميلة، سمعت كلماته تلك الفتاة التي كانت ترشف فنجان القهوة على شرفتها المطلة على منزل آدم، ظنت أنه يتحرش بها : آدم.. أليس من الأدب أن تكف عن الكلمات المبتذلة؟ ما هذا الصباح يا إلهي!

دهش آدم ولم ينبس ببنت شفة، وتذكر محاولاته الفاشلة آنذاك في الحصول على قلب جولي، تلك الفتاة التي لم تتخطى العشرين عاماً، ذات الضفائر الذهبية، على قدٍّ كالآس عيون لوزية تتوشح بلون أخضر، ووجه بريء كالأطفال بنعومته، يشهد أهالي الحي أنها ملفتة لقلوب الشبان، وجميعهم يحاولون أن يلفتوا انتباهها لكنها تأبى أن تلتفت إلى أحد.

قالت حينما التزم الصمت: نعم هذا ما أنت مبدع فيه أن تتحرش بي وعندما أواجهك يأكل القط لسانك، عاد إلى رشده وما زال يمسك بإبريق الماء ينظر إليها وعيناه توسعت حدقتها وفمه مفتوح: جولي أعلم بأنك جميلة كجمال هذه الوردة التي أرعاها، وأعلم أيضا أنه لا يلفت انتباهك شخصٌ مثلي، لكن أتغزل بوردتي الجميلة وليس بك، ما شأني بك ولم ألاحظك حتى .

 تورد خد جولي و طأطأت رأسها إلى الأسفل ولم تدرك حينها إلى أين تذهب بحيائها، أوقعت من يدها فنجانها وتلطخ فستانها الأنيق والذي ستذهب به إلى جامعتها.

مرّ أسبوعٌ على تلك الحادثة، لم يشاهدها ضمن هذه المدّة، تردد كثيراً بأن يسأل عنها لائماً نفسه أنه قد قسى عليها بكلماته من دون أيّ اهتمام لمشاعرها، ولكن بينه وبين نفسه يحبها حباً جماً، يراوده الشك بأن هناك خطب ما قد حدث وأبى أن يذهب إليها لأنه ولد في عائلة شعارها عزة النفس وهي أسمى ما يتسم به الرجل، لن يرضخ لفتاة مهما حدث فسيتعير من قبل أهله، هناك ألف فتاة تريدك، لم تقف الدنيا عند هذه الفتاة أو تلك، ما الذي ينقصك، وكثيرٌ كثير من الجمل التي ترددت في ذهنه ، حينما صارحهم بأن جولي قد رفضته في عدة محاولات، وبين صد ورد بينه وبين واقعه بين أهله ، 

حدثت المفاجأة - قرر أن يكسر عزة نفسه، ويخرج عن القاعدة - 

ماذا؟ هل أنت مجنون ماذا دهاك؟ عقله يضخ بالأفكار وقلبه يضخ بالمشاعر، أيتبع قلبه أم عقله؟ صراع شتت آدم ، لكن آن الآوان أن يرضخ لحكمة القلب لأنه لا يكذب حين الحب يقع فإنه يشعر إن كان حدث قد حصل أم لا، فالأرواح حين اعتناقهما يتأصل بروح واحدة في جسدين منفصلين، ما إن تألم جسد شعر الآخر به..

في انكسار الروح لاتتركني وحيدة
في انكسار الروح لاتتركني وحيدة

ارتدى ثيابه وتعطر بعطره المعروف "بلو تشانيل" و حدد وجهته نحوها دون أن يأبه لثرثرة أقاربه، صعد درج بنايتها إنه في الطابق الأول قلبه يخفق..

صعد إلى الثاني ازداد خفقانه، وحين وصل إلى بابها في الطابق الثالث، وقد اشتد وزر قلبه وغليانه ،حاول أن يطرق بابها، تردد وانسحب قال قلبه: لا تتوانى افعلها، عقله: الانسحاب أفضل لك، وقف مع صراع في أفكاره وتوقف الزمن به على حين غرة،عندما رأى يده من دون أن يشعر بها وكأن أحد هو الذي يرفعها ليطرق باب جولي، دقة دقتان ثلاث دقات.. الزمن لا يتحرك الضجيج قد توقف من حوله، نظر إليها بتمعن حين فتحت له الباب..

ارتمت جولي بين ذراعيه، شاحبة اللون، جسمها نحيل أكثر، تتعرق كثيراً، لمس جبينها وإذ حرارتها مرتفعة، قال آدم : جوولي ماذا دهاك؟، لم يدرك أن يفرح بأنها بين ذراعيه أم يحزن لما أصابها، وبدون أن يتلكأ حملها بين ذراعيه، وذهب بها إلى أقرب طبيب،

 نزل إلى أسفل البناية من دون أن يشعر بثقلها، جال في الطرقات يبحث عن سيارة أجرة، مرّت  أكثر من خمس سيارات ممتلئة، إلى حين أوقف السادسة رامياً نفسه أمامها، صرخ صاحب السيارة أأنت مجنون؟؟، فقال له: أناشدك الله بأن تذهب بي إلى أقرب طبيب، فنظر السائق إلى ما بين يديه: ماذا حصل؟ مما تشكو؟، فقال له لا أعلم، ساعده الرجل بحملها وذهبا بها إلى الطبيب، إنه على بعد شارعين عن عيادة الطبيب فواز المتخصص بالأمراض المستعصية.

 رأت السكرتيرة الشاب والسائق وبيديهما الفتاة، هرعت نحوهما ونادت الطبيب: دكتور فواز أسرع هناك حالة إسعافيه، لم يتوانى لحظة أدخلها إلى عيادته، وبدأ يتفحص ضغطها ويقيس حرارتها ،وبعد فحص دقيق لها تعرق الطبيب لأنه في تلك الفترة ظهر مرض جديد يدعى "كوفيد 19 " يصيب الشعب الهوائية ويتملك في جسد المريض إن لم يعالج في فتراته الأولى قد يودي بحياة المصاب به، فقال : اذهبا إلى الخارج ولا تخالطان أحد لعشرة أيام، دهشا ولم ينبسا ببنت شفة، لا تقل لنا أنه ذاك المرض الذي تتحدث عنه الإذاعات ومواقع الانترنت، رد الطبيب: أشك في ذلك، احجرا نفسيكما لخمسة أيام إن ظهر عليكما أي أعراض عودا إليّ، تعرق السائق وشحب لونه، و آدم لم يأبه لأي شيء إلا أن يطمأن عن جولي فقال له : سأبقى معها مهما حصل إن كان الخبر صحيح فأحب أن أشاطرها إياه،

بعد مناوشات كثيرة بينه وبين الطبيب وافق بأن يظل في الغرفة المجاورة لها والتي هي غرفة خالية من كل شيء إلا سرير وبجانبه أريكة، و بعيدا عن الناس وألبسه الكمامة وعقم يديه بحيث لا يصافح أحد، أخذ الطبيب عينة من جولي ليرسلها إلى المخبر، لكن عليه أن ينتظر ثلاثة أيام إلى أن تظهر النتيجة.

في انكسار الروح لاتتركني وحيدة
في انكسار الروح لاتتركني وحيدة

قرر الطبيب أن يجعل الغرفة المجاورة مكان عزل ل آدم ولها لأنه يخشى ان يكون مصاب، فلم يرسله إلى منزله وأبقى عليه هناك، وبرفقتهما ممرضة متمرسة تتناوب عليهما إلى أن يأتي الطبيب، بعد الرفض الشديد من آدم أن يذهب إلى قسم العزل في المستشفى، لقد مرت السويعات الأولى كأنها دهرٌ، يجول في الغرفة ذهاباً وإياباً، والغريب أنه لم يسأل أحد عنها.

 حتى اتصل به صديقه العزيز أحمد، تردد في الإجابة عليه لكن يحتاج إلى النقود كي يبقى لثلاثة أيام، رد عليه: آدم ماذا هناك أين أنت؟، قطعت دموع آدم حديث أحمد حين قال له: صديقي ساعات قليلة لدي ولا أعلم ماذا سيحدث بعدها، أريد منك أن ترسل لي نقوداً  فأنني عند الطبيب ، يرشح أن أكون مصاب بذاك المرض اللعين، صعق أحمد : كيف ذلك ومتى؟ رد آدم: سأخبرك لاحقاً هذا العنوان من فضلك ابعث لي نقوداً، وقطع الاتصال.. 

مر اليوم الثاني وعيون آدم لم تعرف النوم ولو لدقائق، فيراوده كابوس أن سيفقدها غير آبه أنه مصاب أم لا، والغريب ألا أحد قد سأل عنها لا أهلها ولا أصدقائها في الجامعة، أخذ آدم هاتفها الخليوي الموجود في جيبها يتفحصه، لا أحد سوى رسائل شركة الاتصالات.

ها قد حان اليوم الأخير لمعرفة النتيجة، كان ذلك اليوم الخامس من شهر أيلول الخريفي ينذر بالتشاؤم، أتت التحاليل والطبيب يقرأها بتمعن، أنصت أدم بشدة سينهار عما قريب فالتعب قد أحال بحاله..

نطق الطبيب بتلك الكلمات: آدم إنها مصابة فعلاً، أريد منك أن تكون قوياً، سنتجاوزه معاً بالإرادة، انهار آدم أمامه، لكن يشعر بأن هناك قوة بداخله تقول له أنها ستنتصر على المرض..

بدأت رحلة العلاج ولم تظهر على آدم أي أعراض فإنه يبقى على قوته كي يرعاها، تعامل معها وكأنها قطعة منه، رغم كل شيء يحبها، وما لفت انتباهه أن لا أحد يهتم بها وبشأنها..

إنه اليوم السادس من رحلة العلاج حتى تكلمت إحدى صديقاتها، ورد آدم عليها وحين سماع الخبر أقفلت الخط ولم تعاود الاتصال وكذلك فعل أهلها، ظناً منهم أن المرض يعاب به بعدما سمع أمها قائلة له: لا تخبر أحد به، لقد ألحقت بنا العار، ماذا عار أهي جريمة شرف؟ ما هذه العقول بحق السماء؟

تتوالى رحلة العلاج يوما بعد يوم:

وظلت جولي وحيدة تتعافى، وآدم معها يقتات من الطعام القليل كي يحافظ على رباطة جأشه.

اليوم التاسع لم تعد الحرارة كما السابق فاستقرت، لكنها تجد صعوبة في التنفس، رأت آدم متكأ على الأريكة، لم تستطع أن تكلمه، ولكن دموعها تتعزز على خديها، استيقظ آدم و رآها، وعلى عجل ذهب إليها و بطرف يديه أزال دموعها وقال لها: ستنتصرين لا تأبهِ أنت أقوى من المرض، وهي تبكي، فلا أحد بجوارها من الأصدقاء ولا الأهل فقد لفظوها وكأنها عائبة، الشعور بالخذلان من أعز المقربين لك هي أصعب ما يمر به الشخص، المفارقة كانت جارحة، تناول هاتفه وبدأ يقص عليها مواقف مضحكة قد حصلت وتارة يقص عليها بضع حكايات عن نساء كيف صمدت إلى أن نالت الشفاء مثل بسمة وهبة الإعلامية المصرية انتصرت على السرطان و كيلي مينوغ الاسترالية أيضا وغيرهن، يبث في جوفها الأمل كي لا تفقده أبداً ليتسع بها نحو طريق الشفاء، وبقي اليوم تلو الآخر يضحكها ويشجعها على الحياة حتى تتناسى ما حل بها.

إنه اليوم الرابع عشر، حان موعد أخذ عينة أخرى كي تتأكد من سلامتها، أخذ الطبيب العينة وانتظر النتيجة لثلاثة أيام كالعادة، وفي هذه الأثناء ارتد لونها كما كان من قبل، ومشى في جوفها نشاط كبير، لكن مازال وهن يصيب أعضائها حين تتحرك، لكن لا بأس ستتحسن فيما بعد، أخذ آدم يدها يجعلها تمشي رويدا رويدا في أنحاء الغرفة، ويوم بعد يوم تتماثل بالتحسن إلى أن أتى اليوم الآخير للنتيجة النهائية للعينة.

ترقبا بصمت وكان يده على قلبه ويدها بيده الأخرى، في الخارج كان رذاذ المطر يطرق على تلك النافذة، وقلبهما يشارك تلك الدقات، كل شيء أصبح يشاركهما من حولهما إلى أن اعلن النتيجة: مبارك لكما انتصرتما وأخيرا، هنيئا لصمودكما، ومن شدة فرحهما لم يتوانا على ضم بعضهما البعض ودموع الفرح تتساقط راقصة بين هدبهما وأخذ بيدها للخارج تحت المطر يراقصها ناسياً بذلك أنه ليس حبيبها بل حبه من طرفه فقط، أدرك بعد لحظات حين قاطعهما الطبيب : بني لا تجعلها تتبلل فجسمها هزيل الآن أي مرض ستتدهور حالتها، اخرجها بسرعة واحتمى تحت شرفة العيادة، وهما بالرحيل بعدها وعندما أوصلها إلى منزلها وقبل أن يغادرها قالت له: لا تتركني وحيدة.

بقلمي: صالح شاهين

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 6/26/2022 11:05:00 ص
هل للصمت فوائد ومتى يكون الصمت حكمة!!
 هل للصمت فوائد ومتى يكون الصمت حكمة

 - ماهي فوائد الصمت أثناء الحديث؟

• نمو الدماغ:

يساعد في تحفيز |نمو الدماغ| ويساعد في نمو خلايا جديدة.

• تقليل الضوضاء:

إن كثرة الضوضاء والضجيج من الناس حولك قد تسبب |التوتر| الحاد لدى الشخص، لذلك تحتاج إلى الصمت لدقائق كي تستعيد توازنك وقوتك.

• الاسترخاء:

يساعد على الاسترخاء ويساعد في انخفاض لضغط دم وسرعة في جريان الدم إلى الدماغ.

• التأمل:

 يساعدك الصمت على التأمل وهذا |التأمل| يزيد من قدرتك على التحليل والتفكير بطريقة صحيحة.

• التركيز:

يساعدك الصمت على التركيز وقوة التفكير والحد من الأرق والتعب.

• حكمة: 

دليل على الحكمة ويزيد من احترام الآخرين لك، لذلك لاتتحدث إلا الكلمة المناسبة لاتكون شخص يتحدث كلام فارغ ولافائدة منه، وخاصة في المواقف التي فيها جدال وصراع كثير.

• تعلّم الإنصات:

يزيد من قدرتك على تعلّم الإنصات وحسن الاستماع للآخربن وتفهم أفكارهم ومعتقداتهم.

- متى يكون الصمت حكمة وفائدة؟

في بعض الأحيان يكون سكوتك من ذهب إذا كان يعالج المشكلة وأحياناً يكون علاج للمشكلة إذا كنت غاضب، فالأفضل أن لاتتحدث وأنت غاضب، لأنك قد تعتدي أو تسبب الضرر للآخرين فالكلام في هذه الحالة ليس حل لمشكلتك، فالصمت هو هيبة لمن يعرف كيفية استخدامه كسلاح وقوة ضد خصومه أو كطريقة للضغط لجذب من يسعى إليه، ويعتبر داء ومرض لمن يعتبره منهج للحياة، والكثير من الناس اقتحموا عقول الآخرين بصمتهم المطول.

في النهاية الحديث مع أي شخص قد يتحول لتجربة ممتعة وجميلة ومشاعر قوية، إذا استطعت الوصول إلى مفاتيح قلبه.

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 6/24/2022 07:25:00 ص
علاقة لم تكن عابرة love story
علاقة لم تكن عابرة

 لوك و جولي..

لوك شاب لطيف في مقتبل العمر منطوياً على ذاته في ظل ظروف حياته الغامضة والمُتْعبة خاصة بعد وفاة والده، في نفس الوقت وذات الظروف كانت جولي أيضاً تعيش في ظروف صعبة ،  في بيئة مختلفة غريبة عنها ، حيث كانت بعيدة عن أهلها بسبب دراستها، في تلك الأثناء لم يكن يعرف كل من لوك وجولي بعضهما. 

في ذلك اليوم لم تذهب جولي إلى عملها الكائن في محل حلويات قريب من مسكنها ( السكن الجامعي)، فقد ذهبت إلى حديقة عامة ، لمتشعر بالملل والضيق وبحاجة إلى شخص ما لتتحدث إليه، فأة وبينما هي جالسة تفكر في اللاشيء وكل شيء، اقترب منها شاب يهمس بصوت خافت " أنا أريد أحداً للتحدث معه أتسمحين لي بالجلوس والتحدث " ،أجابته بكلمة واحدة فقط  بدون أي تفكير " تفضل" 

أخذ لوك نفساً طويلاً وبدأ بالتحدث عن نفسه وعن معاناته بعد وفاة والده وابتعاده عن أصدقائه، وترك خطيبته له بسبب تغيره عليها ، الغريب من ذلك أنه يكلمها وكأنه يعرفها من زمانٍ بعيد ، وهي تنصت له .

استمر بالتحدث لمدة نصف ساعة ومن ثم سألها " لماذا لا تتكلمين يا.. ، عفواً ما هو إسمك؟ 

أجابت: "جولي ، ولا أتكلم لأنني لا أملك ما أقول "..

تابع لوك حديثه و فجأةً؛ قامت جولي واعتذرت منه وقررت الذهاب، بحجة تأخرها على المنزل.

في اليوم التالي طُرِدت جولي من عملها بسبب غياباتها غير المبررة .

ذهبت لتلك الحديقة و انتظرت لوك كثيراً ، كانت تنتظره لتقدم اعتذارها له، لأنها مشت و لم تحترم حديثه. 

مرت ساعة  وهي تنتظره ولم يأتي ، ذهبت لمكان إقامتها ، وهي حزينة، وفي اليوم التالي ذهبت أيضاً وبقيت تنتظره ، وبعد عشر دقائق من وصولها،  أتى لوك، قدمت إعتذارها و ما كان من لوك غير قبول الإعتذار لأنه بحاجة لأحد للتحدث معه.

 بدأت جولي بالتحدث ولوك يبادلها في أطراف الحديث، استمرا لمدة طويلة في التحدث.

بقي لوك و جولي على تلك الحالة " يتواعدان ويجلسان سوياً ويتحادثان"  لمدة أسبوعين ، وفي ذات الحديقة ، ونفس المقعد.

رافق تلك المواعيد زيادة مشاعر الود والاحترام بينهما ، إلى أن ذهب لوك واعترف بمدى إعجابه بها ، وهي شعرت بالأمان بتلك اللحظة ، لكن بقيت قلقة ، وخائفة من عواقب ذلك الأمر ، بدأت مشاعر الحب تتولد ، أصبح كل من لوك وجولي غير قادرين على تخبئة المشاعر ؛ لا ينام قبل أن يكلمها ، ولا تنام قبل أن تكلمه.

قام لوك بمساعدة جولي في إيجاد عمل مناسب لها ، كل هذا حصل بعد أن وصل لمرحلة طمأنينة الروح ، و راحة البال، و هدوء النفس لمجرد الجلوس معها، هي أيضا" شعرت بذلك .

مرّت الأيام..

أصبح لوك يتحسن نفسياً مع مرور الوقت ، وهنا بدأ يعي على نفسه أكثر ، أصبح يذهب إلى جامعته، أي عاد لوك طبيعياً ، إلى سابق عهده.. وفي يومٍ ما تذكّر سيلا خطيبته السابقة  ، تكلم معها ليطمئن عليها .

كانت سيلا مشتاقةً له ، و خاصةً بعد أن جمعها القدر معه بحبٍ دام أربعة سنين.. عندما رن هاتف سيلا و رأت اسمه ، ردت عليه وقالت " اشتقت إليك كثيراً" لم تكن تعلم أنَّ هناك فتاةً أخرى في حياته، وربما لم يكن ذلك يهمها..

عمَّ الصمت، سألته: ألم تشتاق لي؟ .. تذكر كل أيامه الجميلة مع سيلا وربما لم تغب عن ذهنه بالأصل ، فأجاب " نعم "

أنهى المكالمة فوراً واتصل بجولي وقال لها : "شكراً لك على كل شيء ، ولكن مستحيل أن نبقى سوياً "، سألته لماذا .

أجاب أنا أحب سيلا خطيبتي السابقة وهي كذلك ، لا أقدر على العيش بدون سماع صوتها والتفكير بها. 

- أغلق كل منهما الهاتف ولكن مع كسر عميق في قلب جولي ، لم تقدر على تحمل كلام لوك ، بعدما أن قدمت له المساعدة وقت حزنه وتعبه ، ليكافئها ويتركها!!

مرّت الأيام والليالي والسنين و بقي قلب جولي منكسر لا يتقبل أحداً ، أصبحت تعتبر الشبان على أنهم أشخاص مجردين من كل المشاعر الإنسانية إلا الأنانية والغدر..

- أما عن لوك فقد تزوج من سيلا بعد تخرجه، وعاش فترة سعيدة معها، ولكن وبعد ثلاث سنوات، خسر بالتجارة ، وأصبح عاجزاً عن كل شيء ، وما كان من سيلا إلا أن تتركه يعيش لوحده ، فهي من عائلة ثرية لا تقدر أن تعيش من دون مال ، وكانت مستعدة للتخلي عن كل ما حولها من أجل المال. 

- بقي لوك وحده منكسراً، وتذكر كيف كسر قلب جولي ، قال : فعلاً " كما تدين تدان" ، لقد كسرت قلبها وهي ليس لها ذنب ، بل هي التي ساعدتني بالتخلص من معظم همومي .

حاول الاتصال بها لكن هي رفضت أن ترد، بعد أن كسر قلبها ، بقي يتذكر كلامها الذي يسعد قلبه ، وبقي يمشي على حلولها. فقد تركت أثر في قلبه.. ولم يكن أهل لتلك العلاقة الصادقة والخالية من الأنانية..

هنا ندرك معنى أن تكسر قلب شخص ، وفي ذات الوقت ندرك أنها لم تكن علاقة عابرة لأنها تركت في قلب لوك أثر كبير ولكن دون أي بصيص أمل للعودة إليها..

بقلمي: أحمد القادري

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 6/21/2022 11:47:00 ص
قاعدة سحرية لخلق واقع جديد ومختلف
قاعدة سحرية لخلق واقع جديد ومختلف

 - كيف يمكنك تشكيل واقع جديد؟

يمكنك تشكيل واقع فيه سلام واقع فيه خير وفرص وافع فيه وفرة، واقع فيه كل ماتريد من خلال:

▪اتخاذ القرار:

الله تعالى يحاسبنا على النية أو القرار الداخلي الإيجابية حتى لو لم ننفذها، أما النية أو القرار السلبي مع غير تنفيذ يغفره الله لنا، بعض الناس تعتقد أنَّ النية أو القرار الداخلي من غير فعل لافائدة لها، وهذا أكبر خطأ فالقرار في حد ذاته فعل، فالقرار الداخلي يرسل طاقة خلق واقع جديد وبالتالي كلما تقرر قرارات كلما تفتح لنفسك احتمالات أكثر في الحياة.

- هل القرار أهم أم الفعل؟

إن القرار أهم من الفعل فالقرار يفتح لك احتمالات كثيرة، أما الفعل يضعك أمام نتيجة واحدة.

مثال: 

عشر عصافير فوق الشجرة خمسة منهم قرروا أن يطيروا وخمسة آخرين طاروا، وبالتالي بقي خمسة منهم على الشجرة، إن الخمسة المتبقين هم يفكروا في احتمالات أخرى غير الطيران، ممكن أن يبقى في مكانه ويأكل ثم يطير أو يتزاوج في المكان الذي هو فيه، وبالتالي لديه أكثر من فرصة وأكثر من احتمال وأكثر من فعل، أما الشخص الذي فجأة نفذ الفعل هو عمل فعل واحد فقط هو الطيران.

- ماهو الشيئ الذي يشكل الواقع؟

|القرار| في حد ذاته هو الذي يشكل الواقع، لذلك عليك أن تتخذ القرار وتترك الفعل على الكون، عندما تقرر عدة قرارات كأنك تقول للكون بإذن الله تعالى أن ينفذ أوامرك وقراراتك، عليك تكرار قرارتك بشكل يومي فقط من غير أخذ أي خطوة، قرر أن تخسر وزنك قرر أن تفتح مشروع جديد قرر أن تتعلّم، قرر التعرف على ناس جديدة في حياتك، فالكون هو مسخر لأجلك، عندما تقرر بقوة فأنت تحدد لواقعك شكل الحياة التي تريدها وأترك الأفعال عليه يمكنك عمل أفعال بنسبة 10% وتصمت.

- ماأهمية الصمت بعد اتخاذ القرار؟

|الصمت| يخلق حياة، فالسكون هو الذي خلق المجرات والكون الذي نعيش فيه قرر في ذهنك واصمت، قرر من غير تنفيذ وستكتشف أن كل ماتقرره سيقترب منك.

- ماذا يحصل عند تقرر أي أمر؟

ستكتشف فجأة أن كل ماقررته يقترب منك، عندما تقرر خسارة وزنك ستجد جسمك ينفذ أوامرك، وستشعر بالشبع السريع وعدم الشهية للأكل، عندما تقرر التواصل مع الناس ستلاحظ الناس تقترب منك، لذلك أجعل القرار جزء من روتينك اليومي عند تستيقظ صباحاً قرر أن يكون يومك هو أفضل يوم، قرر أن تكون سعيد أن تخلق فرص جديدة لنفسك.

- هل القرار هو فعل؟

نعم القرار في حد ذاته هو فعل لأنك عندما تقرر فأنت تعطي أوامر، وهذا مايسمى بالفعل والأمر المهم جداً هو أن تكون مرن في التنفيذ 

مثال: 

إذا قررت أن تحبك الناس يمكن أن تكون مرن عن طريق معاملتك مع الناس والتعرف على الناس، فهذا هو سحر |عقل الباطن| يحتاج منك أن تقرر وهو يفعل وينفذ.

- ماذا عليك أن تفعل بعد القرار؟

عليك أن تبدأ في الملاحظة، عندما تراقب نفسك ستصل إلى نتيجة واضحة، أما في حالة عدم المراقبة ستصل إلى نتائج غير واضحة ومشوشة، لذلك من المهم أن تلاحظ بعد قرارك لأنك عندما تلاحظ فأنت تثبت نتيجة واحدة، 

مثال: 

إذا قررت في هذا اليوم أن تكون سعيد أو أن تعامل الناس بطريقة أفضل، وقررت أن تكون مرن في التنفيذ، ثم تبدأ في التعامل مع الناس وستلاحظ أقل نسبة تغيير |إيجابي| في |تعامل الناس| معك، فتجد الشخص الذي كنت تراه قبل لايبتسم أما الآن فهو يبتسم ابتسامة بسيطة، حالما تلاحظ أقل تغيير إيجابي ستثبت النتيجة، وكأنك فرضت على هذا النظام نتيجة لايستطيع تغييرها أبداً، لذلك الموضوع ليس فقط قرار إنما ملاحظة أيضاً.

مثال: 

إذا قررت خسارة الوزن، ستلاحظ خلال يومك الشبع بشكل أسرع  من الأيام السابقة، لذلك الملاحظة هي مراقبة ذاتك.

- ماذا سيحصل إذا لم تراقب نفسك بعد اتخاذ القرار؟

ستشعر في الفشل وأنك لم تستفيد أي شيئ من قرارك، عليك ملاحظة أي تغيير مهما كان بسيط فالملاحظة تعطيك شعور السعادة، وبالتالي ستخلق واقع جديد مثلما ترغب وأنت لاتحتاج أفعال، أترك العالم يأخذ خطوة من أجلك في بداية قراراتك.


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 6/19/2022 08:14:00 ص
human development الأذى الغير مقبول بحق أي إنسان مهما كان
الأذى الغير مقبول بحق أي إنسان مهما كان

الكلمات القاسية كأسهم تخترق قلوبنا، وتقضي على بهجتها، وهذا النوع هو من أصعب أنواع الأذى.

هل يوجد أنواع أخرى من الأذى إضافة لـ |لأذى النفسي|؟؟؟؟

بكل تأكيد هناك أنواع متعددة من الأذى ومختلفة جداً، والآن في هذا المقال سوف نتكلم عن نوع آخر من الأذى، وهو |الأذى الجسدي|.

- الكثير من الناس يتعرضون للأذى، سواء كان |أذى جسدي| أو نفسي، ولكن تختلف درجة تقبّل هذا الأذى من شخص لآخر، والسبب الأساسي لتقبّل الإنسان للأذى بأنواعه والخضوع لهذه المعاملة، هو بسبب ضعف الإنسان، أو بسبب بيئته المحيطة المهدّمة له، فتجد أغلب الناس لا يقدرون قيمة أنفسهم بشكل صحيح، والبعض قد يشعرون بأنهم يستحقون هذا الأذى بسبب موقف خاطئ معين، أو بسبب سلطة هذا الشخص عليه.

- هل تقبّل الأذى شيء صحيح ومقبول؟؟؟

بكل تأكيد الأذى فعل غير مقبول أبداً، ببداية الأمر لأنه عبارة عن |سلوك| غير صحيح، وغير أخلاقي وغير إنساني أيضاً، ويجب عليك أن تشعر بقيمة نفسك، وأن تحافظ على روحك وقلبك وجسدك و|مشاعرك|، ولا تسمح لأحد مهما كانت قرابته بأن يسبّب لك الأذى مهما كان السبب.

- وكما قلنا هناك أنواع للأذى، فكيف إذا كان أذى جسدي ملموس، تظهر من خلاله علامات الألم على جسدك، من أصعب الأمور في الحياة، أو أقسى المواقف في الدنيا، هو التعرّض للأذى الجسدي وبشكل خاص إذا كان هذا الأذى نابع من أشخاص تعنيك أو قريبة منك.

هناك الكثير من الناس يتعرضون للأذى ولا يرون في ذلك مشكلة كبيرة، ويرضخون للأمر الواقع وتقبّل الأذى، وكل ذلك يعود لسبب أساسي واحد وهو طريقة التربية منذ الصغر، ف منذ أن يخلق الإنسان قد يتربّى على أفكار معينة تكبر معه منذ الطفولة، وتنشأ معه ، وكأنه يشرب الضعف والخوف منذ طفولته.

وللأسف قد يعاني من هذا الأمر بشكل خاص النساء، فتجدهم هم الفئة الأضعف، يكبرون في بيئة تحطمهم وتحطم قدراتهم، وكأنهم لا يستحقون العيش، ف هناك الكثير من المجتمعات تجد أن المرأة ليش من حقها التعلم أو العمل أو ممارسة الهوايات التي تحبها، هل تشعر بالغرابة حيال هذا الأمر؟؟؟؟

نعم وبكل أسف إنه موجود وإلى يومنا هذا، والكثير من النساء تتعرّض للعنف الجسدي، ولا تفعل سوى تقبّل هذا الأمر.

- قد تتحمل العنف القاسي من إهانات وضرب وكل ما سيسبب لها الألم، وحيال ذلك ردة فعلها الوحيدة هي الصمت، لأنها تربت على أنها كائن ضعيف وكبرت هذه الأفكار معها يوماً بعد يوم، هيا انهضي وانفضي عنك غبار الهزيمة والضعف، فلا يحق لأي إنسان أن يقلل من شأنك أو يستخدم معك أي أسلوب من أساليب العنف، لطالما كنت أنثى رقيقة، تحتاج الدعم والأمان، ولكن هذا لا يعني أنك ضعيفة بنفسك، فبغياب الأمان والسند كوني أنت السند لروحك، ولا تسمحي بالهوان والضعف أن يتسللا إلى أعماقك، من المهم احتواء الضعيف وتقويته، لأننا في مجتمع لا يرحم الضعفاء أبداً.

إذا أعجبك موضوع المقال، شاركنا رأيك في التعليقات.

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 6/02/2022 03:48:00 م
كيف تتجنب الغضب عندما تواجهك المشاكل
كيف تتجنب الغضب عندما تواجهك المشاكل

هل أنت إنسان عصبي؟ 

هل من السهل إثارة غضبك؟ 

كيف يمكن أن تتصرف إذا سيطرت عليك مشاعر الغضب؟  

الغضب شعور انفعالي يتجلى بنوبة عصبية  تنتاب كيان الإنسان، فتتملكه وتجعله يسلك سلوكاً انفعالياً،وهو يختلف في شدته من شخص لآخر، يبدأ عادة بخلاف بسيط قد يزداد ويتفاقم ، حتى يصل إلى حد النزاعات والخصومات، 

وإذا لم تتم معالجته والسيطرة عليه، فإنه قد ينتهي إلى التشابك والإيذاء، وإلى مالا تحمد عقباه … 

لذلك فمن الضروري السيطرة عليه منذ بدايته ، وتجنب نوباته ما أمكن قبل تفاقمه، واللجوء دائماً إلى لغة الحوار والتفاهم، بعيداً عن العصبية والإنفعال

فإذا شعر الشخص بأن أعصابه توشك أن تفلت منه، وأن هدوءه سيخونه، وأن |نوبة غضب| توشك أن تنتابه، فيتوجب عليه أن يتريث، ريثما يهدأ وتخف ثورة غضبه، وأن يحاول تهدئة نفسه ، ويلتزم الصمت  ما أمكن، حتى لا تصدر عنه ألفاظ وتصرفات وأحكام متسرعة هوجاء، لا يحب أن تصدر عنه. 

فالغضب والانفعال لايتيح له التعامل مع الأمور بحكمة وروية وموضوعية  . 

ما هي آثار الغضب ونتائجه؟ 

يؤدي الغضب لمشاكل تنعكس على صحة الإنسان ، وتسبب له مشاكل ومتاعب جسدية ونفسية وصحية، كالتشنجات وارتفاع الضغط . 

وقد يؤدي إلى تدهور في العلاقات الاجتماعية ، ويسبب القطيعة والجفاء بين المتخاصمين . 

لماذا يؤدي الغضب إلى اتخاذ قرارات وأحكام متسرعة، متهورة خاطئة وغير عقلانية؟ 

لأن الانفعال والتوتر يسبب ضبابية في رؤية الأمور، ويمنع رؤيتها بوضوح وموضوعية، فينظر الشخص إليها من منظور خاطئ، وهذا لا يصب في  مصلحة الطرفين المتخاصمين، ولا يحل موضوع الخلاف بشكل سليم.

كيف تتجنب الغضب وتمنع تفاقمه عندما تواجهك المشاكل والخلافات؟ 

دائماً حاول السيطرة على المواقف، قبل أن تتأزم وتعامل مع الأمور بموضوعية وهدوء، وحاول أن  تتمالك أعصابك 

يجب التفكير  جيداً قبل أن تتفوه بالكلام، وأن تتريث ريثما تتمالك نفسك ، وتصبح قادراً على أن تعي وتدرك ما تقول، فالتوتر والانفعال قد يبلغ حداً يوصل الإنسان إلى مرحلة، تجعله لا يتذكر ولا يعي ما يقول. 

دائماً حاول التخفيف من انفعالك، لتصبح قادراً على النقاش، لكي تتمكن من إيصال فكرتك   ووجهة نظرك بهدوء إلى الطرف الآخر . 

أن تسيطر على أعصابك، لا يعني أن ترضى بالتنازل، أو بهدر حقوقك، أو بالاستسلام لأحد على حساب مصلحتك. 

إن أسلوب الكلام له وقعه وتأثيره على الطرف الآخر ، واعلم أنك تستطيع أن تصل بهدوئك ولباقتك، إلى ما لا يمكن أن تصل إليه  أو تحققه وأنت في حال الغضب. 

لا تتلفظ بعبارات استفزازية  حين يكون الجو مشحوناً بالتوتر والقلق، فتنقلب موازين الأمور ضد مصلحتك، حتى ولو كنت محقاً، وتأتي بنتائج سلبية تنعكس عليك . 

فكر بالمشكلة بينك وبين نفسك، وادرس أبعادها ونتائجها  بروية، فهذا يؤثر كثيراً على موقفك وأسلوب تعاملك معها ، ويحميك من الانفعال، ويزيل عن عينيك الغشاوة التي يسببها الغضب والتوتر، فتراها بوضوح وجلاء، مما يسهم في إعطاء القرارات الصحيحة، ويوصلك لحلول مرضية دون غضب أو انفعال. 

كيف تتجنب الغضب عندما تواجهك المشاكل
كيف تتجنب الغضب عندما تواجهك المشاكل

كيف تصل لحل النزاعات والخلافات مع الآخرين بنجاح وسلام؟

 وما هي السبل التي تساعدك في حلها بعيداً عن |التوتر| و|الانفعال| و|الغضب|؟ 

ضع نفسك دائماً مكان الآخرين ، وتذكر أن مايؤذي مشاعرك، يؤذي مشاعرهم. 

لا تدع غضبك يدفعك للظلم أو الافتراء، ولوكنت محقاً  ، وأمسك بزمام نفسك، وترفع عن الإساءة   ولا تكن قاسياً ، ولا تتوجه بالكلام الجارح، أو الانتقاد اللاذع  للشخص الآخر بشكل مباشر، حتى لا تسبب له الإحراج ، فيتولد عنده رد فعل عكسي، وإذا بدر  منك خطأ أو إساءة لأحد ، واكتشفت خطأك، فبادر بالإعتذار واسعَ، إلى إصلاح ما أمكن وأبدِ أسفك وندمك وتمنيك التراجع عنه، فهذا يشجع خصمك على الاعتراف بخطئه، والرجوع عنه، ويجعله يتقبل انتقادك  العلاقات بينكما. 

لتكن روحك رياضية، ولا تعقد الأمور، وتتمسك بأرائك فقط من أجل العناد والتعنت. 

إن انتقادك للطرف الآخر وبأسلوب فظ وانفعالي غاضب، يشحنه  ويشعره بالتوتر والاستفزاز والإهانة، حتى لو كان مخطئاً. 

أشغل نفسك بأمور  بعيدة عن موضوع الخلاف الذي يزعجك، لتعطي نفسك فرصة للتفكير  به، وتجنب الصدام المباشر مع الخصم الذي تختلف معه، واتجه نحو أسلوب الحوار هذا يخفف كثيرأ من الضغوط، ويسهم في التوصل لحل الخلاف. 

بادر باظهار النوايا الطيبة، واجعل التسامح  والعفو نصب عينيك ، واسعَ إليه ، فإن عفوك وتسامحك  وكرم اخلاقك ، يجعلك قدوة للطرف الآخر فلا يتعنت في موقفه، ويسعى بشكل طوعي للاقتداء بك. 

دائمأ فكر بالحلول الإيجابية. ولا تجعل غضبك يفسد علاقتك بأشخاص تحبهم. 

مبادرتك بالمسامحة  لا يعني تهاوناً أو ضعفاً منك أو استسلاماً ، ولكن دائماً العفو عند المقدرة، 

والصلح سيد الأحكام، وما تستطيع تحقيقه بالهدوء والتعقل ، يفوق ما تجنيه بالثورة والانفعال والغضب، الذي يقودك إلى الندم وإلى جرح الطرف الآخر .. 

ابتعد عن  توجيه عبارات التهكم و|السخرية| للطرف الأخر ، لأنها تكون استفزازية وتزيد الأمور تعقيداً وتأزماًـ

حاول الاسترخاء، واستمع لموسيقا هادئة لترتاح أعصابك وتهدأ، وتتمكن من التفكير بمشكلتك بعيداً عن التوتر والإنفعال . 

ومن الأفضل أن تجعل علاقتك مباشرة مع الطرف الذي تختلف معه ، فربما كان لحواركما أثر إيجابي  يسهم في حل النزاع .

كن حليماً واستمع لخصمك بهدوء، وخفف من انفعالك ، وأعطه فرصة للدفاع  عن نفسه، ولا تتسرع في لومه وتقريعه ومهاجمته، فربما إذا استمعت إليه قد تعطيه تبرىراً لتصرفه، وقد تدرك أنك تسرعت في قرارك أو أخطات بحقه، مما يعطيك فرصة للتراجع ، ويبدد انفعالك وغضبك. 

فكر دائما بالوصول إلى النتائج الإيجابية ، وابتعد عن الأمور التي تقودك إلى العنف والسلبية، فهذا ينعكس على سلوكك وتعابيرك ، ويحرج الطرف الآخر  ويشعره بالخجل منك، وذلك أنه حين يدرك نواياك الطيبة الحسنة، وبالتالي فإنه يعاملك بالمثل. 

تحيّن الأوقات المناسبة لحل المشاكل والخصومات ، فلها أكبر الأثر في التوصل للنتائج الإيجابية بعيداً عن التوتر والانفعال . 

حين تغضب من شخص فضع ايجابياته نصب عينيك، وتذكر مواقفه الطيبة،   وأعطه فرصة كافية للدفاع عن نفسه ، فهذا يعطيك فرصة لتجاوز المشاكل، ويخفف من توترك ومن ثورة غضبك عليه، 

لا تترك الأمور والخلافات معلقة، وبادر إلى حلها ولاتقبل بالحلول المؤقتة ، واجتهد كي تكون مواقفك واضحة دون غموض، فهذا يجلو النفوس ويزيل عنها الضغينة  . 

وأخيراً لا تحمل في نفسك غلاً ولا حقداً ، كي  تزول الضغينة ويتبدد الجفاء وتصفو  النفوس..

رزقنا الله وإياكم الهناء والصفاء وراحة البال ..

كنت معكم: هدى الزعبي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/29/2022 08:22:00 ص

 

كيف تبدو جميلاً وقوياً في نظر الآخرين؟
كيف تبدو جميلاً وقوياً في نظر الآخرين؟

|الثقة بالنفس| من أهم العناصر الموجودة في الحياة، صعب جداً أن تنجح نجاح حقيقي وتصل إلى أهدافك من دون ثقة في النفس، ولو نظرت إلى أنجح |الشخصيات| في العالم ستجدهم يشتركوا في بعض الصفات المشتركة فيما بينهم..

ومن أهم هذه الصفات هي الثقة في النفس، بالطبع ليس كل الناس لديهم نفس مستوى الثقة في النفس، ولكن الأطفال لديهم ثقة في النفس كبيرة إلا أن في التربية والنشأة الاجتماعية نتعلّم منها أن نفقد ثقتنا في أنفسنا.

سنتحدث اليوم عن مجموعة من النصائح التي يمكن تطبيقها مباشر حتى تعيد اكتساب ثقتك في نفسك وتبدو واثقاً ومؤثراً

• الثقة في النفس عادة تبدأ من الأفكار: 

عندما تبدأ تفكر في أفكار مهزوزة، أفكار لايوجد فيها ثقة، أفكار فيها شك في نفسك وفي قدراتك، هذا ينعكس على مظهرك الخارجي فهي تبدأ من الأفكار وتنعكس على الجسم.

ولكي نعزز الثقة بالنفس بشكل سريع يمكن أن نبدأ في الجسم  حتى ينعكس ذلك على الأفكار، ولذلك أول وأهم نصيحة لتبدو واثقاً في نفسك هي " أن تقف شامخاً " وتسند ظهرك وقف في شموخ كن فخور في نفسك، وتذكر أن الوقفة الشامخة ليست تكبر أو غرور بالعكس الله سبحانه وتعالى يقول " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " إن هذه الوقفة الشامخة هي تجسيد لمبدأ أحسن تقويم، انتبه على نفسك ستلاحظ عند انخفاض ثقتك في نفسك وزيادة مشاعرك السلبية و|الطاقة السلبية| ستجد أكتافك تنخفض وظهرك يتقوس ولرفع ثقتك أسند ظهرك وانظر إلى الأمام وكن فخوراً في نفسك، أحياناً نقابل الكثير من الأشخاص الذين لايعرفون الوقوف في شموخ لأن لا أحد علّمه أو أعطاه ملاحظات عن طريقة الوقوف.

من التمارين العملية التي بإمكان أي شخص فينا تطبيقها مباشر هي إسناد ظهرك على الحائط واجعل أكبر قدر ممكن من جسمك ملامس للحائط فهذه هي الوقفة الشامخة، ومن الأشياء التي تساعد على زيادة شموخ الوقفة هي ممارسة الرياضة وخاصة الرياضات التي فيها جهد عضلي مثل السباحة أو رفع الأثقال أو الرياضة الحركية التي تقوي عضلة الجسم، ومن النصائح المهمة لتبدو واثقاً هي

• أن تحافظ على التواصل البصري: 

فالشخص المهزوز لايستطيع النظر إلى الشخص الذي يقابله يتجنب النظر في عيون الآخرين، لذلك لاتكسر التواصل بينك وبين الآخرين وإذا كان لديك مشكلة في النظر إلى الناس يمكنك أن تنظر في المنتصف بين العينين، فالشخص يشعر أنك تعطي تقدير واهتمام وكقاعدة عامة يجب الحفاظ على قناة |التواصل البصرية| بيننا وبين الشخص الأخر.

• لاتململ:

 التململ نقصد فيه |الحركات اللإرادية| والحركات المتحركة في الجسم مثل ( الضغط على الأصابع - هز القدمين ) كل هذه التصرفات تظهر أنك متوتر لذلك حاول الاسترخاء وتخفيف الحركات اللإرادية والتدرّب على الجلوس بشكل هادئ مثل ( وضع اليدين على الرجلين ) بالوعي والتدريب نستطيع تطوير هذا الجانب في شخصيتنا وتطوير طريقة تواصل الجسد مع الآخرين.

كيف تبدو جميلاً وقوياً في نظر الآخرين؟
كيف تبدو جميلاً وقوياً في نظر الآخرين؟

ستلاحظ دائماً عند جلوسك بمفردك هذه الحركات اللإرادية التي تسبب توتر ستختفي، فالثقة في النفس لها علاقة مع الأشخاص الآخرين، فعند الحضور مع ناس آخرين تبدأ الأفكار التي فيها شكوك وضعف الثقة تخرج إلى مظهرك، لذلك تدرّب قدر الإمكان على هذه الحركات لوحدك وعندما تكون في مواقف اجتماعية يكون جسمك قد حفظ حركات الثقة.

• أن تتحدث ببطئ ووضوح: 

أحياناً |التوتر| يجعلنا نتحدث بسرعة كبيرة وفي عدم وضوح وبالتالي الرسالة لن تصل ونتوتر في زيادة ونزيد سرعة كلامنا أكثر وهذه حلقة مفرغة وسلبية جداً.

ويمكن حل هذه المشكلة من خلال أخذ النفس والتحدث ببطئ وبصوت واضح وبشكل هادئ وجميل، بإمكانك التدرّب تدريجياً ومع الوقت ستكتسب التواصل اللفظي الصحيح السليم ومخارج الحروف لديك تصبح أفضل وتكون قادر على إيصال الرسالة بشكل أفضل، فمن الصعب أن تخطئ في كلامك وأنت تتحدث بهدوء، وسيعطيك وقت أكثر في التفكير في كلامك، وإذا كانت طبيعتك التحدث بسرعة حاول تخفيف السرعة وجعلها معتدلة لأن السرعة الكبيرة في الكلام سلبية.

• اسمح للصمت أن يكون: 

الصمت والسكوت من الأشياء التي تخيف الناس وخاصة في حوارتنا مع الناس عندما الجميع يسكت نشعر بخوف ورهبة، يجب أن تدرّب نفسك على الصمت فمن الطبيعي أن تسكت أن لايكون لديك إجابة لاتركض إلى ملئ الفراغ في أي كلام فستظهر أنك مشوش ومتوتر، حتى لو كنت في موقف مقابلة عمل أو موقف فيه ضغط، فالصمت ليس مشكلة لاتسمح للصمت أن يزيد التوتر اعتبر الصمت هو فسحة وراحة لتأخذ نفس وتريح نفسك.

• تجعل يديك واضحين: 

أحياناً إذا أنت جالس على طاولة قد تميل إلى وضع يديك على رجليك أو تشبكهم مع بعض.

 إن إخفاء يديك يعطي شعور بعدم الارتياح يرسل رسائل خفية مثل أنت مخبئ كلام أنت لاتقول الحقيقة، أما لو كانوا يديك واضحين موضوعين على الطاولة فهذا يعطي رسائل إيجابية رسائل فيها ثقة ليس فقط ثقة في نفسك أيضاً الطرف الأحر يثق في كلامك، لذلك دائماً انتبه على يديك ومكان وضعهم ضعهم على الطاولة بشكل هادئ.

• تمشي بخطوات كبيرة واثقة: 

الشخص الواثق من نفسه يعرف هدفه يعرف إلى أين سيذهب، فلذلك تجده يمشي بثقة وخطوات كبيرة من غير خوف أو تردد، عوّد نفسك عندما تمشي تمشي بسرعة وتمشي بخطوات كبيرة.

حيث تم إجراء دراسة على كل مدن العالم لقياس سرعة المشي للمواطنين وتبين أن كلما زاد تقدم الحضارة وغنى الدولة كلما سكانها يمشوا بسرعة أكبر وكلما كانت الدولة فقيرة ومستوى التعليم متدني فيها كلما المشي فيها أبطئ، فالسرعة هي لغة الواثقين السرعة تدل على الثقة السرعة ترسل ثقة وتزيد الثقة الداخلية.

عند اتباعك الخطوات السابقة ستكون في نظر الناس إنسان ذات |شخصية قوية| وجذابة لذلك حاول أن درّب نفسك عليها

وستجد تغيير كبير في حياتك إلى الأفضل.

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/27/2022 06:22:00 ص


أحداث رواية طعام صلاة حب.. الجزء السادس
أحداث رواية طعام صلاة حب.. الجزء السادس
تصميم الصورة: رزان الحموي

لنكمل معاً ما بدأنا به في الجزء السابق.. |إليزابيث جيلبرت|- الجزء السادس..

قررت إليزابيث بعد تجاربها السابقة أن تبني عظامها:

 وتراقب أفكارها طيلة النهار، ووعدت نفسها أنها لن تكون مرسى للأفكار الضارة أبداً. وبعد فترة وجيزة، تعرفت على فتاة هندية تدعى تولسي، كانت زميلتها في تنظيف أرض المعبد.

كان يعتبرون تلك الفتاة مختلفة كلياً، لأنها لا تعطي أمور الزواج أي أهمية، بل كانت مهتمة بالتعليم والعمل بشكل كبير، ذهبت إليزابيث إلى أحد الأماكن التي تشرف على الوادي، بمساعدة أحد زملائها.

وهناك دعت الله أن ترى مالم تره وتعرفه عن الغفران، وشعرت بالتحرر بشكل فجائي، كما ودعت ريتشارد الذي قرر العودة إلى بلده مجدداً، ونصحها بأفضل طريقة لنسيان حبها السابق وهي أن تخوض تجربة حب جديدة.

لكن شعرت بتغيير كبيراً جداً طرأ في حياتها، وانتقل عملها في المعتزل لتجربة هادئة تماماً، التزمت الصمت، وقررت أنها لن تتكلم مع أحد.

كانت مهمتها أيضا التعامل مع المتعبدين الموجودين، لذلك فكرة الصمت لم تكن ناجحة، لأنَّ عليها أن تحل المشاكل التي تنشب بينهم.

شعرت أنها دخلت الفراغ، وعبرت الزمن:

ولم تكن في المكان المناسب الذي تريده، كانت تريد أن تبقى في تلك المرحلة للأبد لتبدأ مرحلة جديدة في مكتب التسجيل.

وجدت أنها غير قادرة على رؤية تأثير المعتزل على المرء إلا عندما يغادر المكان، ويعود إلى حياته الطبيعية.

كانت تشعر حينها أن جسمها يضج بالحياة والحيوية، والصحة بعد أشهر من اليوغا والطعام النباتي، والنوم المبكر، أخيرا وجدت كلمتها في المكتبة وهي "العيش على الحدود"

وتتحدث عن رحلتها الثالثة في البلد الثالث "إندونيسيا"، لم تكن على معرفة في مناطق هذه البلاد، لم تعرف مكان السكن وموقعه.

لكن منطقة بال كانت سهلة الوصول، وفي تلك المنطقة العائلة لها أهمية كبيرة، تعرفت على ماريو، أبدت رغبة في الذهاب إلى توت لاير، وهو عراف تعرفت عليه قبل سنتين تقريباً.

لاحظ عليها مدى الاختلاف بين الزيارتين، ومدى سعادتها في هذه المرة.

تعتبر الثقافة البالينينة إحدى النظم الاجتماعية الدينية الأكثر منهجية، والفكرة الأساسية هي عبارة عن شبكة هائلة وغير مرئية من الأرواح، والمرشدين، والأساليب، والعادات.

تابعونا لمعرفة الأحداث في الجزء التالي...

ولاتنسوا المشاركة من خلال تعليقاتكم الرائعة.... 

بقلمي: رغد عباس

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/16/2022 06:24:00 م
اختلافات كاختلاف الأبيض عن الأسود بين المرأة والرجل فما هي؟.
اختلافات كاختلاف الأبيض عن الأسود بين المرأة والرجل فما هي؟
تنسيق الصورة : رزان الحموي
  
تشتكي الكثير من النساء غالباً، من أن أزواجهن قليلو الاهتمام، وغير رومانسيين أبداً ويشتكي الكثير أيضاً من الرجال، من أن زوجاتهم ثرثارات، وتنقصهن العقلانية  وكان كلاً من الجنسين، يتحدث بلغة مختلفة تماماً.

الآن في هذا المقال  سوف نتحدث عن الكثير من الاختلافات النفسية الغريبة  بين الرجل والمرأة.

أولاً:الاستجابة للضغوط

يميل الرجل إلى الصمت والعزلة، وبشكل خاص كلما زادت ضغوطات الحياة عليه ويفضّل البحث بمفرده دائماً  عن حل للمشكلة التي يعاني منها ويبقى خلال هذه المرحلة، مشغول الذهن بشكل كبير فيحاول التخفيف هنا عن نفسه  بممارسة الأنشطة التي لا تتطلب أبداً تركيزاً كبيراً كتصفح الإنترنت ومشاهدة الأفلام، وألعاب الفيديو أيضاً.

بينما تميل المرأة إلى الكلام  وبشكل خاص فور تعرضها لمشكلة ما وتحتاج إلى مشاركة الضغوطات القاسية التي تتعرض لها في حياتها مع الآخرين فهي دائماً ما تبحث عن التفهم  وعن التعاطف معها  من الأشخاص المحيطين بها وآخر ما قد تحتاجه في هذا الوقت، هو تقديم النصائح أو الحلول.

ثانياً:الاحتياجات العاطفية.

لا شك أن الاحتياجات العاطفية هي مشتركة لدى جميع البشر إلا أن الاختلاف بين |النساء| والرجال هنا يتمثل في الأولويات والأهمية.

حيث تحتاج المرأة دائماً إلى الحصول على العناية، والتفهم وتخصيص الوقت الأكبر لها بالإضافة إلى حاجتها للاطمئنان المستمر والدائم، بأنها الأولى والأخيرة وأنها المرأة التي تستحق التضحية بالفعل  بكل شيء من أجلها.

بينما يحتاج الرجل دائماً إلى الحصول على الثقة المطلقة فيه، وتقبًل كل إيجابياته وسلبياته أيضاً والاعتماد عليه في حل المشاكل.

بالإضافة إلى كل ذلك تقدير جهوده وتضحياته وتفانيه، والاعتراف بقدراته الرائعة على التصرف بتميّز في المواقف الصعبة.

ثالثاً:استقبال المساعدة.

يعود سبب الاختلاف الجوهري والكبير في هذه النقطة، إلى التباين في القيم، وفي المعاني الهامة فهي التي تتحكم بالفعل بكل القرارات والتصرفات إلى حد كبير جداً حيث تتلخص قيم المرأة الخاصة في الحب والتواصل والمشاركة والجمال وهذا ما يجعل عامة النساء، يستقبلن المساعدة بسعادة كتعبير عن الحب الجميل.

بينما تتمثل قيم الرجل، في القوة والكفاءة والفعالية أيضاً والإنجاز.وهذا ما يفسر تماماً استياء الرجال عند تقديم المساعدة لهم، وبشكل خاص عندما تقدم دون طلب منهم فذلك يشعرهم بأنهم لا يمتلكون أبداً، القدرة الكافية لإتمام مهامهم.

رابعاً:طريقة التعبير.

تستقبل المرأة الكلمات دائماً على أنها مجرد تعبير مختصر مثلاً، لما يجول في داخل الناس.ولا تجد مشكلة في التعميم أو في تغيير الرأي، وذلك بالطبع تبعاً للانفعالات والمشاعر.

بينما يعبّر الرجل دائماً وبشكل واضح ومحدد أيضاً، ويستقبل الكلمات الموجهة إليه بشكل حرفي وهذا ما يؤدي بشكل دائم  إلى كثير من حالات سوء الفهم.

فالزوجة مثلاً قد تطلب |الطلاق| بشكل خاص عند وقوع مشكلة ما  وذلك للتأكد من تمسك الزوج بها.

وهو للأسف الشديد قد يفهم أنها لم تعد تطيق الحياة معه أبداً  مما يسبب غضبه أكثر.

نرجو الفائدة.....



دارين عباس

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/07/2022 04:15:00 م
أسلوب مميز للرد على الإهانة ولإبراز شخصيتك أكثر
أسلوب مميز للرد على الإهانة ولإبراز شخصيتك أكثر
تنسيق الصورة : رزان الحموي 
 

كيف ترد على الإهانة؟

نتعرض أحياناً إلى انتقادات لاذعة  وقد تكون من الزملاء أو من المعارف وقد نسمع إهانة من شخص عزيز بقصد أو بدون قصد حتى.

سوف نتعرف في هذا المقال على أقوى طرق الرد، وبشكل خاص على |الإهانة| وذلك من أجل قلب الطاولة على الطرف الآخر ووضعه في حالة إحراج وفي حالة صمت تام.

أولاً- الرد اللامبالي.

تستعمل طريقة الرد اللا مبالي مع شخص لا تربطك به أي علاقة مهمة بالفعل كزميلك في العمل مثلاً، أو أي شخص غريب عنك.

وفي هذه الحالة:

عندما تسمع إهانة عن شكلك، أو عن طريقة عملك، يمكنك أن ترد بسخرية كأنك تقول:

أهذا كل ما لديك بالفعل؟؟

ألا يوجد أي شيء مهم لتقوله؟؟

أو أن تقول كلاماً يدل على أنك لا تريد أبداً هدر طاقتك أصلاً في الرد، فتقاطعه قائلاً:

أعطني شيئاً له قيمة  أو يمكنك أن تنصرف فأنت تهدر وقتي بالفعل.

ثانياً- الصمت.

يستعمل |أسلوب الصمت| المبهر عادة مع شخص أدنى منك، اجتماعياً أو مهنياً فهو غالباً يتعمد إهانة من حوله، لكي يرفع مكانته ويتساوى معهم وعندما تقابله بالصمت، فأنت بذلك تضعه أمام تأويلات مختلفة.

هل تعلم لماذا؟؟

لأن الصمت قد يعني شيئاً، وقد لا يعني أيضاً أي شيء.

وفي مثل هذه الحالة: فلن يعرف صدى إهانته لك، وحجم تأثرك بكلامه.

فيخيب ظنه من ردة فعلك، ويشعر بالإحراج والاحتقار، خاصة إذا كنتم مع أشخاص آخرين.

ثالثاً- الهجوم المضاد.

هل سمعت عنه سابقاً:

تعتبر هذه الحيلة المميزة، من أشهر الحيل الذهبية، والتي يستعملها الأذكياء دائماً، في الرد على الإهانة.

وتنفع بشكل خاص مع |الشخص النرجسي|، والذي لطالما يتلذذ بتحطيم معنويات الناس.

فإذا تعرضت لإهانة شديدة، وكانت تتعلق بشخصيتك، أو شكلك، فيمكنك أن تستغل أي صفة موجودة بالفعل لدى هذا الشخص.

وتستخدمها في السخرية منه، ومن دون أن تبدو متنمراً .

فإن كان هو ممن يمارسون كمال الأجسام مثلاً:

يمكنك أن تقول له:

يبدو أن ما يقولونه عن الأشخاص المهتمين بعضلاتهم صحيح بالفعل.

سوف ترغمه بذلك:

على التفكير ملياً فيما تقصده بكلامك.

وسوف يتشتت ذهنه حائراً، بالبحث عما يقولونه عن الأشخاص المهتمين بعضلاتهم.

ونفس الشيء بالنسبة لشخص مثلاً يضع نظارات، أو كثيف الشعر، أو لديه أي صفة أخرى مهما كانت.

رابعاً-  السؤال المستفز والتأديب.

وتنفع هذه الحيلة مع شريك حياتك مثلاً  أو شخص تجمعك به مثلاً علاقة قوية.

فعندما يهينك هذا الشخص، تظاهر بأنك مصدوم مثلاً، ومن ثم وجّه له على الفور سؤالاً، يثبت له بأنك أعلى منه في مستوى الأدب.

كأن تقول له: مع ابتسامة خفيفة ماذا تقصد؟؟

وما الهدف من هذا الكلام؟؟

وهذا ما سوف يجعله يرتبك، ويعيد ترتيب كلماته من جديد في ذهنه.

ثم أعد السؤال له:

هل تريد نصحي؟؟

أم أنها مجرد ملاحظة ليس أكثر؟؟

ف أنا لا أعرف  أنت قل لي وأخبرني.

وهنا سوف تلاحظ مباشرة، علامات الخجل عليه، والرغبة أيضاً في الانسحاب.

إذا أعجبك موضوع المقال، شاركنا رأيك في التعليقات.

دارين عباس

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/06/2022 02:14:00 م

حدثت هذه القصة لفتاتين ديفيا ونيارلي وستروي لنا القصة ديفيا 

- تتكون عائلتي من أمي وأبي وأختين صغيرتين أحبهما كثيراً، أختي الصغرى عبقرية بكل معنى الكلمة، فقبل بلوغها عامها الثالث العشر، صنعت جهاز وبالرغم من أني درست الفيزياء إلا أني لم أستطع فهم هذا الجهاز، وكل ما أعرفه أنه في صيف عام ٢٠٠٣، |قوانين المادة| و|الكتلة الذرية| لم تعد تؤثر على جسدها، فقد أصبحت قادرة على |الاختفاء| عن عيون البشر، وأصبحت تتكلم لغة يفهمها الجميع، وحتى اليوم لم نستطع أن نتعرف على هذه اللغة أو نتكلم بها.

- وقبل أن أخبركم بالقصة، سأروي لكم مدى |العبقرية| التي تمتعت بها أختي، بالرغم من أني اعتبر من |الأشخاص الموهبين|، وأكثر الأشخاص ذكاءً في مجال دراستي بشهادة الجميع إلا أنني أقف عاجزة وأشعر بالغباء مقارنة بها. 

تعتبر عائلة ديفيا موهوبة بشكل خاص وملفت

كان والدي جراح أعصاب، ووالدتي تعمل في |سبيس إكس|، وأختي الكبرى فنانة وعرضت أعمالها في أكبر المعارض منذ أن كان عمرها ١٢عاماً، أما أنا |باحثة فيزيائية| في أكبر جامعة والتي لا أستطيع ذكر اسمها حتى لا أخاطر بعملي، وهذا الكلام الذي أقوله ليس من باب التفاخر ولكن حتى تستطيعوا معرفة وتخيل لأي درجة كانت أختي نيارلي تجعلنا برغم كل ما نملك نشعر بالغباء وأننا كالأطفال المغفلين.

- في عام ٢٠٠٣، كان عمري حوالي ١٧عاماً، وكانت ميولي واهتماماتي مختلفة عن الفتيات اللواتي في نفس عمري، فلم أستمتع أو أحب ما يحبونه كالتسوق والذهاب للمتاجر الكبرى، وكنت أستمتع فقط بالدراسة. 

- وفي أحد الأيام كنت أعمل على أحد الأبحاث خاصتي، وكنت مندمجة فيه لدرجة أني لم أشعر بكل ما يحدث من حولي، فجأة سمعت صوت أختي نيارلي من خلفي وهي تقول " هل تعلمين أن جميعهم مخطئين؟".

- وأختي نيارلي كانت عادتها سيئة جداً، فدائماً ما تتجاهل أن تطرق الباب قبل دخولها، فلم يكن لديها احترام للحدود والخصوصيات، وبالرغم من كثرة تنبيهي لها لهذا التصرف، إلا أنها دائماً ما تكرره، وبالرغم من تركيزي فيما كنت أقوم به، قلت لها كم مرة تحدثنا عن موضوع طرق الباب قبل الدخول، وكان جوابها مزعج جداً بالنسبة لي، فقد قالت "أوه تصدقين لم أفكر أبداً في هذا الموضوع".

-والتفت خلفي وكان لدي استعداد لأصرخ عليها بشدة، ولكني تفاجأت جداً، فقد كانت نيارلي غير موجودة، ولا أحد غيري في الغرفة، واعتقدت أن هذه مجرد تهيؤات وتخيلات من التعب فربما أرهقت نفسي أكثر مما ينبغي، والتفت نحو مكتبي لأكمل ما أقوم به، وفجأةً سمعت صوتها وهي تضحك !

وحاولت البحث عنها ولكن الغرفة كانت فارغة تماماً.

هل كان هناك سماعات في الغرفة

- وقلت لها بصوت مرتفع "أين أنتِ أيتها الطفلة الغبية" فأجابتني " أنا هنا"، ولكن أين فأنا لا أراها، هكذا حدثت نفسي، وكان صوتها واضح وكأنها أمامي مباشرةً، وقلت لها" كيف تفعلين هذا أين تختبئين؟ هل وضعتي سماعات هنا مرة أخرى؟"، وتركت كل شيء بين يدي، وبدأت بالبحث في كل زاوية من زوايا الغرفة، فقد صنعت من قبل نظام سماعات معقد جداً، وقامت بتوزيعه داخل الغرفة بطريقة ذكية جداً، حيث أنه كان بإمكانها إصدار أصوات من أي مكان تختاره، وكانت توهمني بأنها تتحرك في المكان، وكان شيئاً مذهلاً بالفعل، وكان عمرها في ذلك الوقت ١٠سنوات فقط.

- ولكن هذه المرة لم أستطع إيجاد السماعات، فكيف استطاعت إخفائهم بكل هذه الاحترافية، وعندما كنت أبحث عن السماعات كنت أسمع صوت ضحكاتها وسخريتها مني، وقالت" لا يوجد سماعات هذه المرة أنا موجودة هنا"، وغضبت منها جداً وسألتها بصوت مرتفع أين أنتِ وكيف فعلتِ ذلك؟ وكان ردها مزعج جداً بالنسبة لي حيث قالت " للأسف من الصعب أن أشرح لك".

- وكانت هذه طريقة نيارلي عندما كانت تريد أن تخبرني أنه من الصعب علَي فهم ما ستقوله حتى لو قامت بالشرح، لكنني كنت عنيدة وطلبت منها أن تحاول، ربما استطعت فهم شيء ما، وبالفعل حاولت وعندما انتهت من كلامها الذي لم أفهم منه شيئاً، شعرت بصداع في رأسي، فقد كانت تتكلم عن الكثير من الأشياء، مثل انعطاف الأبعاد والذبذبات الذرية والتزامن الفائق وتوازي بلانك الأعلى كما أطلقت عليه، كل هذه الأمور لم يستطع عقلي استيعابها، حاولت تجميع أفكاري وسألتها كيف وصلتِ إلى هنا، وأجابتني بكل برود " بالمشي".

- وبسبب أجوبتها بدأت بالصراخ عليها وأنا أشير إلى الباب المقفل، والجدران المحيطة بالغرفة، وكررت سؤالي وكان جوابها "أوه ! كل ما فعلته أنني مشيت بالمكان الخالي من الجدران".

 أغمضت عيناي محاولة استيعاب ما تقوله، وسمعت صوت تنهيداتها وكانت من نوع خاص، تنهيدة شخص يحاول أن يخبرك أنه أذكى منك، وأنه يحاول أن يقلل من شأنه ليصل لمستواك، محاولاً أن يشرح لك شيء أعلى من مستوى عقلك وتفكيرك.

- شعرت بالقليل من الإحراج في تلك اللحظة، بالرغم من أنني أعلم أنها أذكى مني، لكن تنهيداتها جعلتني أشعر بغباء شديد.

فهل كان هناك سماعات في الغرفة؟

فتاة تتكلم بلغة يفهمها كل البشر مع أنها لم تنطق بكلمة واحدة منذ عام ٢٠٠٣ - اختيار الصورة وفاء المؤذن
 فتاة تتكلم بلغة يفهمها كل البشر مع أنها لم تنطق بكلمة واحدة منذ عام ٢٠٠٣
 اختيار الصورة وفاء المؤذن 
- كانت تنهيداتها مزعجة بالنسبة لي، وجعلتني أشعر بالغباء، وبدأت تشرح لي بأنها سارت في مكان ليس فيه جدران، فالجدران ليست موجودة في كل مكان، وأنها تسير خلال هذه الأماكن، وكنت ما زلت غير قادرة على استيعاب ما تقصده بهذه الأماكن.
- ولكنني بدأت استوعب المفهوم العام ولو بشكل مبهم، وكأنها كانت تتكلم عن شيء يخص الأبعاد أو العوالم الموازية، وكنت أتمنى لو كان أمامي دليل أو شيء محسوس لأفهم الموضوع أكثر، فمن الواضح أن الفكرة التي كانت تتحدث عنها تجريدية، ولكن عقلي كان يفكر بطريقة خطية تتعارض مع مفهوم هذه الفكرة.

أخت ديفيا الكبرى سانا فنانة و اعتقدت أنها تستطيع فهم هذه المواضيع

 لأن عقلها كان يتفق مع الأمور التجريدية والتي تحتوي على التحرر والإبداع، أما أنا فكان عقلي يميل للأمور الرياضية أكثر، ومن الصعب أن يستوعب |المنطق| من هذا المفهوم، وعلى ما يبدو أن الحيرة كانت واضحة على ملامحي، مما دفع نيارلي أن تكمل ما بدأت به وقالت" أن المكان والكيفية التي توجد فيها، كل ما حولها  له حالة وجود وعدم وجود في نفس الوقت، وأنها فقط تراقب الأماكن والترددات التي تصف حالتها بعدم الوجود، وذهبت إلى ذلك المكان، وعلى سبيل المثال فقد دخلت إلى الغرفة عبر الجدران التي كانت حالتها تتسم بعدم الوجود.
- وكل ما أخبرتني به ساعدني قليلاً على استيعاب المفهوم الأساسي للأشياء التي تتحدث عنها، ولكن بالمصطلحات الفيزيائية التي أعرفها، كانت كلماتها عبارة عن كلمات علمية مخلوطة ببعضها البعض من دون أي معنى، فكل ما قالته ليس له علاقة بالعلوم المعروفة، بالرغم من وجود |مفاهيم فيزيائية| مثل مفهوم قطة شرودنجر كانت قريبة من الكلام التي قالته، والفرق أنها بالنسبة لي مجرد مفاهيم نظرية، ولكنها كانت تتحدث عنها على أنها واقع، وكان شيء يفوق استيعابي، مثلاً أخبرتني بأنها كانت تأكل الآيس كريم وهي مقلوبة، وظلت تردد كلمة بنفسجي وهي معكوسة ثلاثين مرة ! .

كل الأفكار والمبادئ والمفاهيم العلمية التي تعرفها ديفيا أصبحت بلا قيمة في تلك اللحظة

 وفكرت قليلاً ثم سألتها "هل لازال لديكِ جسد؟ وهل تستطيعين رؤية نفسك؟" وكانت إجابتها نعم وشكلي الآن وكأن هناك مئة نسخة مني فوق بعضهم البعض، وعندما أرى يدي أو أي جزء آخر من جسدي أشعر وكأني في حالة هلوسة.
- وقلت لها جميل جداً ولكن لا أعلم ماذا أفعل بهذه المعلومة، وهنا ضحكت نيارلي بطريقة مزعجة وتصيب من يسمعها بالتوتر، ونظرت للأعلى وبدا الانزعاج على وجهي، وقلت لها ماذا الآن؟ ، فقالت لي لا أصدق أنكِ لم تلاحظي حتى الآن، ولم أستطع أن أخفي نبرة الغضب على صوتي، فيكفي أنني لم أستوعب حتى الآن كيف استطاعت أن تخدع |قوانين الفيزياء| وتخترق الجدران وتختفي عن العيون، لأي مرحلة وصلت في غبائي.
- وبصوت هادئ قالت لي" بأي |لغة| أنا أتكلم الآن؟ " فاجئني سؤالها، وأجبتها بصوت مستغرب وبنبرة بديهية تتكلمين اللغة الإنجليزية، سمعتها وهي تضحك مرة ثانية، وبدأت تثور أعصابي، وقلت لها بنبرة الأخت الكبرى التي تأمر "قولي أي شيء"، وهنا بدأت نيارلي تردد عبارات شعرت أنني قد سمعتها من قبل، وحاولت أن أفكر من أين جاءت بهذه العبارات، واستطعت معرفة أنها اقتباسات من أحد الكتب الهندية، وبما أن عائلتنا أصولها هندية فكنت أفهم اللغة الهندية قليلاً، وحاولت التركيز على أصوات الكلمات، كنت أشعر أن المعاني تدخل إلى رأسي باللغة الإنجليزية، لكن الأصوات التي تصدر منها لم تكن بلغتنا، وكانت صعبة الوصف والشرح وحتى الفهم.
- وكان الاقتباس الذي أخذته من كتاب هندي، من المستحيل أن يترجم للإنجليزية بهذه الطلاقة، ولا أستطيع أن أصف لكم بماذا كنت أشعر، فقد كنت أسمع الكلام باللغة الهندية والمعاني تدخل لرأسي بالإنجليزية، بينما كانت أصوات الكلمات التي تصدر منها عندما أركز عليها لم تكن هندية ولا إنجليزية.
-كان شعور غريب جداً، وكنت كمن يرى ألوان كثيرة لأول مرة في حياته، وسألتها بالرغم من حالة الصدمة التي أصابتني
" كيف تفعلين هذا؟ هل أنتِ تتكلمين بالهندي وأنا أترجم الكلام للإنجليزية بدون أن أشعر؟"، وضحكت نيارلي مرة أخرى وقالت" شيء عجيب أليس كذلك؟ فأنا لا أتكلم بالهندي ولكنني أفكر بالكلمات الهندية فقط، فماذا كنتِ تسمعين؟"
 استغرقت دقائق وأنا أفكر، وقلت لها أنني أشعر أنني أسمع الإنجليزية على الأقل من ناحية المعاني، ولكن عندما أركز على أصوات الكلمات لا أستطيع معرفتها، حتى أنني لا أستطيع تقليد هذه الأصوات، وردت نيارلي بنبرة متحمسة هذا غريب!
-كانت هذه التجربة مع نيارلي بالنسبة لي تجربة خارقة للعادة، كانت شيء لا يمكن للعقل استيعابه، واستمرت بزيارتها لغرفتي وهي على هذا الحال عدة مرات، فهل كانت هذه التجربة حقيقة أم |خيال|؟
أم أن ديفيا كانت تصيبها حالة من التهيؤات؟
فتاة تتكلم بلغة يفهمها كل البشر مع أنها لم تنطق بكلمة واحدة منذ عام ٢٠٠٣ - اختيار الصورة وفاء المؤذن
 فتاة تتكلم بلغة يفهمها كل البشر مع أنها لم تنطق بكلمة واحدة منذ عام ٢٠٠٣
اختيار الصورة وفاء المؤذن 

ما هو سبب وقوف ديفيا إلى جانب نيارلي في هذه التجربة تحديداً

-وكانت تأتي بهذا الحال إلى غرفتي عادةً في آخر الليل عندما ينام الجميع، حتى لا تثير الشكوك حولها خاصةً، وأنها منعت بأن تقوم بتجاربها ومشاريعها، لأن آخر مشروع قامت به تسبب بأضرار كبيرة، وكلف عائلتي آلاف الدولارات لإصلاح ما قامت به.
- ودائماً أكون ضد إكمال تجاربها، لكن هذا الموضوع كان مذهل لدرجة أن فضولي غلبني، وأصبحت شريكة لها في هذه التجربة الغريبة، وفي إحدى الليالي كنا نحاول تسمية بعض الأشياء، ونحاول تعريف الأصوات، وكيف أسمعها مقارنةً بالكلمات الأصلية، وفجأةً تجمدت نيارلي في مكانها، شعرت بذلك بالرغم من أنني لا أستطيع رؤيتها، أصبحت ساكنة بشكل غريب وكأنها اخترقت الأرض أو خرجت من خلال الجدران وتركتني بمفردي.

 ما هو الشيء الغريب الذي قطع خلوة ديفيا ونيارلي

-ولكن بطريقة ما شعرت بوجودها بالمكان، ولكنه لم يكن الشيء الوحيد الذي شعرت به، فقد أحسست بوجود ثاني لا يمكن وصفه، شعور غريب غير من جو الغرفة بالكامل، وبدأت أشعر بالخوف، والتفتُ نحو الاتجاه الذي كان يأتي منه صوت نيارلي، وهمست بصوت منخفض جداً" هل أنتِ هنا؟"، وكنت منتظرة منها أي رد، وفجأة سمعت همس بصوتها "صه"  لدرجة أنني سمعتها بصعوبة، وشعرت بقلقها وخوفها.
- واتبعت تعليماتها والتزمت الصمت، ولم أتحرك من مكاني أبداً، وبدأ قلبي يخفق بسرعة وكنت أشعر بوجود شيء غريب ينتشر بالغرفة، لم يكن شيء محسوس ولكنه عبارة عن وجود غريب شعرت أنه يخرج من زوايا الغرفة، شعرت بوجود |كيان| ثاني موجود في المكان، مختفي بالظل، وكان إحساسي بهذا الكيان وكأن شيء مفترس يراقبنا، منتظراً أي حركة أو صوت.
- ومازلنا أنا ونيارلي في الغرفة بدون أي حركة أو همسة، وحاولت أن أركز على الساعة المعلقة على الجدار لأخفف من حالة القلق والخوف التي أشعر بها، فحركة عقارب الساعة كانت تشعرني بالهدوء، وفي لحظة من اللحظات ما بين منتصف الليل والساعة الثانية صباحاً، غلبني النعاس ولم أصحو إلا على صوت نيارلي تهمس بأذني محاولة أن تعيدني للواقع، وبدأت أستعيد الوعي، وأنا أشعر بشعور غريب من حلم راودني، ولكنني غير قادرة على تذكر تفاصيله.
- وعندما كانت نيارلي تحاول إيقاظي قالت لي بصوت هادئ " لقد رحل"، وكنت أحاول أن أتخلص من النعاس الذي استحوذ عليَّ، وقلت لها من الذي رحل! . ومرت فترة طويلة دون أن تتكلم نيارلي، لدرجة أني شعرت بما أن كل ما حصل مجرد حلم، ولكن فجأة سمعتها وهي تهمس وتقول" |الظل| الذي كان خلف الجدران"، كانت كلماتها ثقيلة بشكل غريب، وجعلتني أشعر برغبة غريزية لأن أختبئ بأبعد زاوية ممكنة، وكان صوتي يرتجف وأنا أسألها" ما هو هذا الظل؟ ماهي ماهيته وشكله؟" .
- لم أسمع منها أي رد، وهذه المرة لم أشعر بوجودها أبداً، وعندما رحلت كان هناك شيء قد تغير بالغرفة، وكنت قادرة على أن أشعر به من دون أن تخبرني أنها ستذهب، وبعد مرور عدة دقائق، كانت نيارلي تطرق باب غرفتي، صوت الباب كان مفاجئ ومربك بالنسبة لي وخصوصاً في الحالة التي أنا عليها، وحاولت أن أتحرك باتجاه الباب بشكل هادئ وأنا أشعر بالخوف حتى من ظلي.
-فتحت الباب ودخلت نيارلي الغرفة من دون أن تنطق بأي كلمة، وذهبت للسرير ووضعت الغطاء عليها ووجهها للجدار وظهرها باتجاهي، فاقتربت منها وعانقتها وكنت أشعر بارتجافها وخوفها، وكأنها كانت تطلب مني حمايتها من شيء ما، بدأ النوم يتسلل إلى أجفاننا ببطء، وحواسنا التي كانت في أعلى مستوى من الترقب بدأت تهدأ قليلاً.
- استيقظت صباحاً على ضوء أشعة الشمس على وجهي، ونيارلي تنظر لي وتراقبني أثناء نومي، وعندما فتحت عيناي قالت لي بصوت أقرب للهمس" شكراً"، وبعد هذه الحادثة مر أسبوع كامل قبل أن تأتي لزيارتي مرة أخرى من خلال الجدران.
 أيقظتني من النوم وقالت لي " أعتقد أنه ينجذب للغة"، تثاءبت وأنا استيقظ من النوم، وكنت أحاول استيعاب عن أي شيء تتحدث وسألتها" عن ماذا تتكلمين"، وقالت لي بنبرة حماس وترقب بآن واحد وقالت" أتحدث عن الظل الذي خلف الجدران".
- بدأت أتذكر تلك الليلة المخيفة، وسألتها "كيف كان ذاك الظل بالضبط؟ "، ردت وقالت لا أعرف لكنه شيء كبير وقديم، وكأنه أقدم من الوقت نفسه، وبدأ كلامها يتسم بالغرابة مرة أخرى فقلت لها:" ماذا يعني أنه أقدم من الوقت نفسه"،  قالت:" لا أعرف هذا ما أشعر به"، كانت دائماً عالقة بين العلم والمشاعر، وكأنها أخذت القليل من صفاتي وصفات أختي الكبرى سانا، وأصبحت قادرة على أن تفكر بطريقة تجريدية وبنفس الوقت كانت قادرة على أن تفكر بطريقتي العلمية لتحول أفكارها التجريدية لواقع.
- وكانت أحياناً تجعل مشاعرها تطغى على تفكيرها بالرغم من عدم وجود |دلائل علمية| توجه هذه المشاعر، وبعد كل ما رأيته، أصبحت مرنة لدرجة أنني قادرة على قبول أي فكرة تطرحها حتى لو كانت مجرد إحساس، وكنت متفاجئة من نفسي كيف أني لم أجادلها أو أطلب منها دليل، وأصبح لدي عقل مفتوح مقتنع بكل ماتقوله، وأني أنا صاحبة العقل المحدود.
فتاة تتكلم بلغة يفهمها كل البشر مع أنها لم تنطق بكلمة واحدة منذ عام ٢٠٠٣ - اختيار الصورة وفاء المؤذن
 فتاة تتكلم بلغة يفهمها كل البشر مع أنها لم تنطق بكلمة واحدة منذ عام ٢٠٠٣
 اختيار الصورة وفاء المؤذن 
- ثم قلت لها" ماذا يريد هذا الشيء؟"، وبصوت منخفض قالت "لا أعرف ولا أعتقد أنه يستطيع أن يتكلم هو يسمع فقط"، وكنت أسمع نبضات قلبي تتسارع كلما تحدثت عنه، وأكملت كلامها وقالت" هل تعرفين بأنه ليس الشيء الوحيد الموجود، هناك كائنات أخرى كبيرة وقديمة، لا يمكنهم رؤيتي فأنا لست في مكانهم، ولكن يمكنهم سماعي كما تسمعينني".
-وهنا بدأت أخاف عليها وقلت لها" هل أنتِ في أمان"، لم تجب وعرفت أن هناك مخاطر كبيرة فيما تفعله، وقلت لها " لو أعرف أن هناك خطر ماكنت وافقت على ذلك، يجب عليكِ أن تتوقفي".
- ردت بنبرة غريبة تجمع بين الخوف والحماس وقالت "أعرف أني لست في أمان لكن هناك عوالم وأشياء كثيرة هناك، ولو ركزت على شيء معين فيها أستطيع رؤية ماضيه وكل مامر به من تجارب وأن أعيش كل ماعاشه، لقد رحلت لمدن لا يمكنك حتى تخيلها، مدن تلمع مصنوعة من الزجاج، أماكن ومجسمات عجيبة تجعل كل شيء في عالمنا يبدو أمامها كدمية أطفال، الليلة الماضية كنت أقف أمام ثقب أسود حقيقي عبرت من خلاله إلى |عوالم| لاتعد ولا تحصى".
- استمرت نبضات قلبي بالخفقان وأنا أسمع كلامها، كنت مندهشة وخائفة في نفس الوقت، وكنت في حيرة من أمري، فكيف يجب أن تكون ردة فعلي، وهل من المعقول أنها كانت تعيش كل هذه التجارب العجيبة طوال الليالي الماضية، وكيف سأطلب منها أن تتوقف، ولو أني كنت في مكانها ما توقفت أبداً.
- شعرت بها تستجمع أنفاسها، وشعرت بنبرتها تغيرت من الحماس لنبرة أعمق، نبرة خوف وظلام، وهي تكمل كلامها" هذه الكيانات و|الأشياء الغريبة| مازالت موجودة، وأشعر بأنهم يلاحقوني من مكان لآخر، وأشعر أن الزمن لا يؤثر عليهم، وكأنهم موجودون في عدة أزمنة وأماكن في وقت واحد، وأحياناً أتألم عند رؤيتهم لأنني لا أراهم بشكل واضح".

هل سوف تخضع نيارلي لطلب ديفيا أم لا

- كنت أفكر بكلامها ودموعي تنهمر من عيني وكنت عاجزة عن الرد عليها، وكنت أشعر بالألم وأنا أتقبل كلامها كحقيقة أن أختي الصغرى في خطر بسبب فضولها، حتى أنها أخبرتني بسعادتها لأنهم لا يستطيعون رؤيتها، ولكنها تخاف أن لايستمر لفترة طويلة، وتفاجأت من كلامها وسألتها عن سبب خوفها، فأخبرتني أن الظل كان موجود في غرفتها طوال الأسبوع.
-وطلبت منها أن تتوقف عما تفعله، وكان صوتي يرتجف من الخوف، وأجابتني وكان صوتها يرتجف من البكاء وقالت أنها لاتستطيع!! 
قلت لها "عودي إلى عالمنا وسوف نحاول معاً أن نكسر أي جهاز استخدمتيه لتقومي بهذه التجربة، بإمكاننا فعل شيء ما فقط ارجعي"، وللأسف كانت مصرة على موقفها بالرغم من أنني كنت أشعر بخوفها وشدة بكائها.
-وأخبرتني أنها لا تستطيع، وأنه من الصعب علي أن أفهم سبب مخاطرتها وما الذي أقحمت نفسها به، فهل يستحق الأمر كل هذا، وأخبرتني أنها لم تعد قادرة على التكلم بلغتنا، ومهما حاولت فلا يخرج من فمها إلا كلمات من تلك اللغة الغبية، مجرد خزعبلات وأصوات غريبة، وكلما حاولت أن تتكلم تشعر بالخوف أكثر.
- وقالت" أنا خائفة جداً يا ديفيا، فإنهم يستطيعون سماعي عندما أكون بهذه الحالة، حتى أنكم جميعاً أصبحتم مرئيين بالنسبة لهم، أشعر وكأني جذبتهم لمنزلنا وعالمنا، جميعنا في خطر عندما أكون في هذه الحالة، والوقت الوحيد الذي أستطيع الكلام فيه بشكل طبيعي عندما أكون هناك".
-وكنت أشعر بأن قلبي يتقطع وأنا أسمع كل كلمة تقولها، وشعرت بأني مسؤولة عما وصلت إليه، فقد كان من المفروض أن أوقفها منذ أول مرة، وهمست لها بصوت حنون" يجب أن ترجعي مهما كان الثمن، لا يمكنك البقاء هناك"، وعندما أجابتني كانت لاتزال مستمرة بالبكاء وقالت" أعرف ذلك لكن لا أريد أن أخسرك وأخسر عائلتي، حتى أنني غير قادرة أن أتكلم معكم بشكل طبيعي".
- ولم يكن هناك خيار آخر سوى أن ترجع، وشعرت بوجودها يختفي من الغرفة، وبعد مرور عدة دقائق، طرقت باب غرفتي، كانت تقف وهي ترتجف والدموع تملأ عينيها، ونامت في سريري، وفي الصباح كانت تنظر إلي وسألتها بكل هدوء" هل تستطيعين الكلام" وهزت رأسها بطريقة النفي.
-وشعرت من عينيها أنها تريد فعل شيء ما، وأشارت إلي لأقترب منها، ووضعت فمها بالقرب من أذني، ولا أعرف ماذا حدث، هل قالت شيء ما، أم أنها أصدرت صوت غريب، كلما ما أذكره أنني شعرت بشعور أسود وبشع جداً، لا تستطيع جميع الكلمات أن تعبر عن مدى بشاعته، وكأن |الظلام| ملأ المكان.
-شعرت بقشعريرة كانت تخترق جسدي، وكأن أحدهم يسقيني سم زعاف، أو يسحب جسدي على فحم مشتعل، ليومنا هذا لم أعش أفظع من هذه |التجربة|، هذه اللغة والكلمات لم تكن مصنوعة ليتكلم بها البشر، كانت خاصة بعالم ثاني، لم يكن من المفروض أن تدخل عالمنا.
- نظرت إلى نيارلي والدموع تملأ وجنتي، فمن المستحيل أن أكون قادرة على تخيل الآلام والمخاوف التي عاشتها، لم أستطع أن أفكر بشيء، فأنا لا أعرف كيف أساعدها، فقط عانقتها ووعدتها أن لا أتخلى عنها أبداً.
فما رأيكم بقصة نيارلي وهل هي خيال أم حقيقة من وجهة نظركم؟
بقلمي: تهاني الشويكي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/20/2022 05:42:00 م
تجربة النوم الروسية الشهيرة أكثر تجربة مرعبة أجريت على البشر - تصميم الصورة وفاء المؤذن
 تجربة النوم الروسية الشهيرة أكثر تجربة مرعبة أجريت على البشر
 تصميم الصورة وفاء المؤذن

مصطلح كريبيباستا ( creepypasta)

 هو أساس |قصص الرعب| المتداولة على الأنترنت بغرض التخويف، على أساس أنها أساطير مرعبة أو قصص خرافية، وليس هناك توثيق حقيقي لها، وهناك احتمال أن بعضها  أو جزء منها بُني على أحداث واقعية وتمت قولبتها على شكل قصص.

-وإليك هذه القصة ولك أن تعتبرها غير واقعية، وليكن في علمك أن هناك احتمالية كبيرة أن تكون بنيت على أحداث حصلت بالفعل.

تدور أحداث هذه القصة عن تجربة روسية

 حدثت في أواخر عام ١٩٤٠، عندما كان العالم يعيش أكبر حرب في التاريخ وهي الحرب العالمية الثانية، اكتشف بعض الباحثين والعلماء في روسيا |غاز منشط| بإمكانه إبقاء الإنسان مستيقظ ويلغي حاجته للنوم، وصدر قرار من المسؤولين باختبار الغاز وإخضاعه للتجربة، لأنه من الممكن أن يكون سلاح فتاك في الحرب، فإذا استطاعوا إبقاء الجنود مستيقظين لأيام من دون شعورهم بالحاجة للنوم، بناء على ذلك أصبح من الممكن استخدامهم فترة أطول في المعارك.

- قاموا باختيار خمسة أشخاص من سجناء الحرب، وعرضوا عليهم الحرية مقابل إجراء التجربة عليهم وبقائهم مستيقظين لمدة عشرين يوماً، أدخلوهم لغرفة محصنة، وكانت وسائل المراقبة المتوفرة للعلماء، عبارة عن  مكبر صوت (ميكروفون) داخل الغرفة ونوافذ زجاجية سميكة لرؤية السجناء، فلم يكن هناك كاميرات مراقبة في ذلك الوقت.

- تحتوي الغرفة على عدد كبير من الكتب ومياه جارية مع مرحاض وطعام يكفيهم لثلاثين يوماً، ومضت أول أربعة أيام بهدوء وكان المساجين متعاونين بشكل كبير مع المسؤولين، لأن إكمالهم للتجربة سيكون ثمن حريتهم، وخلال الأيام الأولى تمت متابعة جميع محادثاتهم، ومع الوقت أصبحوا يتحدثون فقط عن حوادث سيئة أو صدمات تعرضوا لها في حياتهم، وتذكروا أهوال الحرب التي شهدوها، وتحدثوا عن الكوابيس التي كانت تطاردهم، وأصبح الطابع العام للكلام بينهم يأخذ منحنى مظلم وكئيب.

في اليوم الخامس من التجربة

 بدأت الأمور تزداد سوءاً، حيث بدأت علامات الذهان (اضطرابات نفسية) تظهر عليهم، توقفوا عن الحديث مع بعضهم البعض، وأصبحوا يتحدثون مع أنفسهم أو مع شخصيات من نسج خيالهم، ويهمسون في الميكروفونات المثبتة في الغرفة ويتكلمون بمواضيع مختلفة ومن غير هدف.

- بالطبع، كان الباحثون مدركين تماماً للآثار الجانبية للحرمان من النوم، لأن حرمان الإنسان من النوم لمدة خمس أيام كفيل بجعل العقل يبدأ بالهلوسة، ولكنهم تساءلوا هل هذه الهلوسات ناتجة عن الحرمان من النوم أم أن سببها الغاز؟

- وبالفعل بدأ الباحثون بالتصديق أن كل ماظهر على السجناء من أعراض وتصرفات في الاختبار سببها الغاز، واستمرت حالة التوتر العصبي التي أصابتهم، حتى اليوم التاسع من التجربة، فقد بدأ أحد السجناء بالصراخ لمدة ثلاث ساعات متواصلة، والجري داخل الغرفة بسرعة ذهاباً وإياباً، وكان يصرخ بقوة كبيرة لدرجة أن حباله الصوتية تمزقت، والغريب أن السجناء الآخرين لم يظهروا أي ردة فعل على تصرفاته المجنونة، واستمروا فيما كانوا يفعلونه وهو الهمس على الميكروفونات.

- وفي اليوم التالي بدأوا  يمزقون الكتب ويمسحون بورقها فضلاتهم ويلقون بها على النوافذ الزجاجية التي كانوا يراقبونهم من خلالها، وأصبحوا غير قادرين على رؤيتهم في الداخل، و مضت بضعة أيام دون أن يصدر أحدهم صوتاً، حتى أصوات الهمس توقفت، كان الصمت مخيف، ولكنهم كانوا على قيد الحياة، حيث أشارت مستويات الأكسجين داخل الغرفة إلى وجود خمسة أشخاص يتنفسون.

ولكن أين كانوا؟ 

وماذا يفعلون؟

تجربة النوم الروسية الشهيرة أكثر تجربة مرعبة أجريت على البشر - تصميم الصورة وفاء المؤذن
 تجربة النوم الروسية الشهيرة أكثر تجربة مرعبة أجريت على البشر
 تصميم الصورة وفاء المؤذن
 عم الصمت أرجاء المكان، واستمرت هذه الحالة حتى اليوم الرابع عشر، لم يرغب الباحثون بمقاطعة الدراسة ولكنه كان الخيار الوحيد المتاح أمامهم، ولذلك تحدثوا معهم عبر مكبرات الصوت، وأخبروهم أنهم سيدخلون الغرفة لاختبار عمل الميكروفونات.

- وطلبوا منهم الابتعاد عن الباب والاستلقاء على الأرض وإن لم ينفذوا الأوامر سيطلقون عليهم الرصاص، وأن الامتثال للأوامر سيكسبهم حريتهم، وبعد ذلك انتظروا أي رد فعل منهم أو تصرف، ورد الفعل الوحيد هو أن أحد |السجناء| تمتم بصوت خفيف وهادئ" لم نعد نريد أن تطلقوا سراحنا".

ماذا حصل لهم هل أصبحوا الآن مدمنين على هذا الغاز

- رأى الباحثين والمسؤولين بعد النقاش الذي دار بينهم، أنه لا يوجد خيار أمامهم سوى فتح الباب، واتفقوا على دخول الغرفة في اليوم الخامس عشر، لذلك قاموا بفتح فتحات التهوية لتفريغ الغرفة من الغاز ودخول الهواء النقي، وهم لا يعلمون ما إن كان الرجال في الداخل أحياء أم لا، وبعد انقطاع الغاز مباشرةً بدأ المساجين بالاعتراض والصراخ وعلت أصواتهم، مطالبين بالمزيد من الغاز، مما أثار استغراب أحد الباحثين ودفعه لقول لقد أصبح هؤلاء الرجال |مدمنين|.

عند حلول اليوم الخامس عشر

 قاموا بتكليف بعض الجنود بفتح الباب، وعندما دخلوا بدأ المساجين بالصراخ بشكل هستيري، ووقف الجنود مصدومين مما رأوه أمامهم، فقد كان الخمسة سجناء على قيد الحياة ولكن حالتهم أشبه بالموتى، لم يقتربوا من الأكل الذي وضع لهم، وقطع لحم من صدورهم وأفخاذهم على الأرض، والتي كانت مليئة بالدم، وقطع كاملة من أجسادهم مختفية، والجروح غطت أجسادهم بشكل سيء جداً، وكان هناك إصابات بالغة في أذرعهم وأرجلهم، والعظام مكشوفة في أطراف أصابعهم.

- وبعد الفحص الدقيق للجروح تبين أنهم تسببوا بها لأنفسهم، ومزقوا الجلد من صدورهم حتى أصبحت الرئتين خارجاً. فيبدو أن كل سجين أخضع نفسه لهذه الجراحة بيده، حتى أنهم كانوا يأكلون لحوم أجسادهم، وكان أحدهم نصف جسده مأكول، وبالرغم من حالتهم المزرية إلا أنهم حاولوا مقاومة الجنود عندما أرادوا إخراجهم من الغرفة.

 لم يتجرأ الباحثون على دخول الغرفة والاقتراب منهم

 وكانت صرخاتهم تملأ المكان مطالبين بإعادة الغاز إليهم، ولذلك طلبوا الدعم، وعندما وصل جنود المؤازرة، طلب منهم الباحثون إخراج السجناء من الغرفة، وكانت مهمة صعبة بالفعل.

- فقد قام أحدهم باقتلاع حنجرة أحد الجنود، وآخر اقتلع خصيتي جندي آخر، وفقَد خمسة من الجنود حياتهم في الداخل، بينما انتحر أحدهم بعد هذه الحادثة، وبمجرد خروج هؤلاء الرجال من الغرفة، حقنهم الأطباء بجرعات هائلة وكبيرة من المورفين، ولكنها لم تكن كافية لتهدئتهم، حيث استمر أحدهم بالصراخ بالرغم من أن قلبه بالكاد يخفق.

-وفي النهاية نجح الأطباء بنقلهم للعلاج، ولكن أجسادهم لم تكن تستجب للتخدير، فقد كان أحدهم ينزف بشدة، وحاول الأطباء تخديره لمعالجة جروحه، ولكن لم يكن هناك أي استجابة، وحاولوا إعطائه كمية مخدر أكثر بعشر أضعاف مما يحتاجه الإنسان الطبيعي، ولكن جسده لم يكن يستجيب، وكان يقاوم بعنف ويصرخ بكلمة واحدة فقط، أكثر أكثر، واستمر يردد هذه الكلمة حتى توقف قلبه لكثرة ما نزف من دماء.

هذا حال أحدهم فما حال باقي المساجين؟

وهل أصبحوا مدمنين على الغاز؟ 

تجربة النوم الروسية الشهيرة أكثر تجربة مرعبة أجريت على البشر - تصميم الصورة وفاء المؤذن
 تجربة النوم الروسية الشهيرة أكثر تجربة مرعبة أجريت على البشر
 تصميم الصورة وفاء المؤذن

لم يتوقع الباحثون أن يسير الأمر على هذا النحو

فقد استمر الأربعة سجناء بمطالبتهم بالغاز، فيجب عليهم أن يبقوا مستيقظين، كانت حالة أحدهم أصعب من الباقين، وكان هناك أعضاء خارج جسده، تم أخذه لغرفة العمليات وكما حدث من قبل لم يستجب جسده للتخدير، وقاوم بشدة وبقوة لدرجة أن قطع أحد الأربطة الجلدية المثبت بها على السرير، ولكن بعد عدة جرعات تخدير توقف قلبه وتوفي، كان جسده في حالة بشعة جداً، وأظهر التشريح وجود تسعة عظام مكسورة وتمزقات في جميع عضلات جسده.

أما الناجي الثاني

 كان هو الشخص الذي قطعت حباله الصوتية من استمراره بالصراخ، وكان الوحيد بينهم غير قادر على المطالبة بالغاز، واكتفى فقط بهز رأسه بشدة للاعتراض على استخدام المخدر على جسده، وعندما اقترحت إحدى الممرضات إجراء العمل الجراحي بدون تخدير، هز رأسه بالموافقة.

- ولم يقم بأي رد فعل، خلال العملية التي استمرت لعدة ساعات، وقالت الممرضة التي ساعدت بالعملية أنه كان يبتسم بشكل غريب، وبعد انتهاء العملية حاول أن يقول شيء ما ولكن كانت مجرد محاولات منه فهو عاجز عن الكلام، أعطته قلماً ليكتب وكانت المفاجأة حين كتب بيده المرتعشة " استمروا في القطع"، وكأن شعور التقطيع كان ممتع بالنسبة له.

أما آخر اثنين منهم

 تعاملوا معهم بنفس الطريقة، وقاموا بإجراء العمليات الجراحية بدون تخدير، وكان وضعهم صعب جداً، حيث دخلوا بنوبة ضحك هستيرية أثناء الجراحة، مستمرين بمطالبتهم بالغاز، وبعد ما استطاع الأطباء تهدئتهم قليلاً ومعالجة جروحهم، سألوهم عن سبب حاجتهم الشديدة للغاز، وكان ردهم الوحيد أنه يجب أن يبقوا مستيقظين، وتم وضعهم في غرفة أخرى.

- وبعد المناقشات بين الباحثين، تبين لهم أن الغاز لم يحقق الأهداف المرجوة، وأنه من غير الممكن استخدامه عسكرياً، وأن أفضل ما يقدموه لمن تبقى من المساجين هو قتلهم من باب الرحمة، ولكن كان رأي المسؤولين العسكريين مغاير تماماً، فقد اقترحوا إعادتهم للغرفة لاستنشاق الغاز، لمراقبة ماذا سيحدث، و بما أن المسؤولين العسكريين هم المتحكمين بمجريات الأمور وبالتجربة، فقد تم الخضوع لفكرتهم.

- وبعد إعادة تزويدهم بالغاز، كانت حركتهم هادئة، وكان من الواضح أنهم يقاومون |النوم| بشكل غريب وعنيف، واستمروا لعدة ساعات، ولكن حدث أمر غريب، حيث أظهرت شاشة جهاز تخطيط الدماغ وجود نشاط غريب وجنوني، وفي النهاية انهاروا الواحد تلو الآخر.

بعد انتهاءنا من سرد القصة هل صدقتها

هناك الكثير من الناس يعتقدون أن هذه القصة حدثت فعلاً، ولكن في الواقع ومن خلال بعض التفاصيل نستطيع معرفة إذا كانت حقيقة أو مجرد خيال، ففي بعض الأجزاء هناك أمور لايمكن للعقل البشري تصديقها.

- وقد يعتقد البعض أن كل ماحدث معهم هو بفعل الغاز، وأنها مجرد تجربة أخذت منحى خاطئ خلال تنفيذها.

فكيف يمكن لنا أن نعلم أن كل هذه الأمور مجرد أكاذيب ولا تمت للواقع بصلة؟

يكشف العلم وسجلات التاريخ حقائق الأمور، فوفقاً للعلم لم يتم ذكر أنه تم اكتشاف غاز يمكن أن يبقي الإنسان مستيقظاً لمدة خمسة عشر يوماً، أما وفقاً للتاريخ، فلا يوجد سجلات توثق وتثبت صحة هذه التجربة.

فهي موجودة فقط على إحدى مواقع الويب المشهورة بالقصص الخيالية والمرعبة، ولو كان هناك احتمال بحقيقتها فأغلب الاعتقاد أن ما ذكر من أكل السجناء لأجسادهم وتقطيع أنفسهم هو ضرب من الخيال.

عزيزي القارئ شاركنا برأيك وهل تصدق حدوث هذه التجربة أم أنها من الخيال؟

وإياك أن تحاول البقاء بلا نوم😎

بقلمي: تهاني الشويكي

يتم التشغيل بواسطة Blogger.