الغيرة أنواعها وأسبابها 

- الجزء الأول -

الغيرة أنواعها وأسبابها

كل شخص منا يحب أن يدخل في علاقة مع شخص ما يشاركه حياته بكل مافيها ويعيش معه شعور| الأمان| والحبّ.

بعض هذه العلاقات قد تتكلًل بالزواج وعلاقات أخرى معرّضة للفشل.

من أساسيات هذه العلاقات

 الغيرة.

تختلف| الغيرة| بإختلاف| الحبّ|،

 إذا كان الحبّ حقيقياً تكون الغيرة طبيعية، وإذا كان مزيفاً، سيحاول أحد الأطراف السيطرة على الطرف الاَخر،

 وهنا تكون الغيرة غير طبيعية ونهاية هذه العلاقة ستكون الفشل.

للغيرة ثلاثة أنواع:

1)غيرة الحبّ:

تكون طبيعية مع| الحبّ الحقيقي| أي أن كلّ طرف يترك للطرف الآخر في |العلاقة|حيّز في| الحياة الشخصية|.

2)غيرة بدون حب:

تكون غيرة تملّك، وهي غير طبيعية فيحاول أحد الطرفين السيطرة على الطرف الآخر، وينتج عن هذه الغيرة ألم كبير، ويجعل أركان الحب مهزوزة، على عكس الغيرة الطبيعية (مع حبّ) التي تجذب الانتباه واهتمام الطرف الآخر.

3)الغيرة المتطرفة:

تكون مبنية على |أوهام| تنبع من عقل مريض على أساس| الشك|، وتجريح الاَخرين، والهجوم عليهم، 

وهي تؤلم الطرفين وتنتهي العلاقة بالفشل.

ولكن مع كل هذا زيادة مشاعر الغيرة لا تعني أنّك مريض أو أنّها ستدّمر حياتك،

 لأن الغيرة تزداد بإزدياد احتياجنا للطرف الآخر والرغبة بمبادلة الحبّ بنفس القدر. 

لكن!.... لا تفقد السيطرة على غيرتك لأنّك بذلك تحولها إلى غيرة طبيعية وتدمر علاقاتك.

للغيرة أسباب منها:

1- الشعور بالنقص:

مثلاً، قد تمر سيدة ما بعلاقة فاشلة، فيتولد لديها في أعماقها شعور بالنقص، وعدم |الرضا عن الذات|، 

ولكن عند الدخول في علاقة جديدة تبقى مشاعرها ضعيفة، لشعورها بأنها لا تستحق هذا الحب، وتهاجم نفسها، وتدخل في حالة |إحباط|، 

والحل لذلك بأن يقوم الشريك بجعلها تشعر بالحبّ بشكل مستمر، وبجرعات كبيرة، وأن يثبت حبّه لها بشكل دائم، وإلا فإن الحبّ لن يستمر نتيجة مشاكلها مع نفسها.

2- حبّ السيطرة:

يعتبر هذا السبب القاعدة التي تقوم عليها| الغيرة|، وتتضخم.

 فالمرأة التي تغار لا تكتفِ بالصمت، حيث |تصرخ |بأعلى صوتها لو أحست بأن زوجها أهملها في الحوار، وقادرة على تحطيم كل شيء حولها،

 وفي الغالب تكون غير ديمقراطية، وتعتقد بأن رأيها هو الصواب المطلق وتكون غير عادلة مع الناس، 

ولا يحقّ لهم القول أو الفعل بدون إذنٍ منها وأيضاً الرجل يقوم بنفس التصرفات إن شعر بالغيرة وبحب السيطرة.

يتولد |حبّ السيطرة |بسبب الإحساس الدائم بالتهديد والفقد.

3- الأنانية:

صفة موجودة عند أغلب البشر بقدرٍ ما، وخصوصاً في |الحياة العاطفية|.

 وجود الأنانية بقدرٍ صغير هو شيء محبب يعني الدفاع عن حياتنا، وحرصنا عليها، وحمايتها من الآخرين وتسمى في هذه الحالة| اهتمام بالذات|.

 لكن!.... الأنانية المقصودة ضمن أسباب الغيرة هي أن تكون بحاجة كل شيء لك فقط، وتتجاهل احتياجات الآخرين واهتماماتهم.

هذا كان الجزء الأول من المقال لمتابعة قراءة أسباب الغيرة الانتقال إلى " المقال التالي "

 أسباب الغيرة وكيف نتعامل معها 

- الجزء الثاني -

الغيرة أنواعها وأسبابها

تحدّثنا في " المقال السابق " عن |الغيرة |وأسبابها (الشعور بالنقص، حب السيطرة، الأنانية) وسنتابع في هذا المقال في التحدث عن أسباب الغيرة..

أسباب الغيرة:

4- الخوف:

يشابه |خوف الأطفال |من كل شي،ء أو الخوف من تهديد من شيء غير مقصود ليتحول هذا الخوف إلى |عقدة مرضية| مزمنة، وإحساسك بأنه لا يوجد شيء يشعرك بالأمان، 

أو يجلب| السلام| إلى حياتك، يؤدي ذلك إلى فقدان السيطرة، والتسرع في الشك غير المبني على حقائق، لأنك تشعر في أعماقك أن هناك شخص ما سيأتي ليسرق منك من تحب.

5- الشعور بالإضطهاد:

تشعر دائماً بالسّخط والضيق، مترافق مع سؤال مستمر

لماذا الناس يهاجمونني باستمرار ويحاولون تدمير حياتي، وسرقة ما أحبّ مني؟ 

يؤدي ذلك إلى |إساءة الظن |بالناس والشعور بالعدوانية تجاههم.

6- هزيمة الذات:

الإنسان الغيور بدون بصيرة، على الرّغم من أنه قد يكون ناجح  في حياته، لكن عندما يتعلّق الأمر بحياته| العاطفية| يصبح كأنه متخلّف عقلياً، 

ويرتكب حماقات تؤذي الشخص الذي يحبّه مع علمه أنه قد يفقد من يحب بسبب هذه التصرفات إلا أنه لا يكترث لأنه بالأساس عدو لنفسه.

7- عدم تحمّل المسؤولية:

وهذا السبب من الصفات البارزة في شخصية الإنسان الغيور، حيث يرفض| تحمل المسؤولية| ويلقي اللوم على من يحب ويرفض بعناد التراجع عن موقفه، أو مراجعة نفسه،

 ويجب على الشخص الذي يحبه أن يتحرك لإرضائه والإعتراف بخطأ ليس له ذنب فيه، ليشعر ذلك الإنسان الغيور بالراحة.

بشكل عام الغيرة تقوم على خمسة مفاهيم:

1.  أنا سيء لأنه لا يوجد أحد يحبني وأنا لا شيء بلا حب.
2.  أنا أمتلك الذين أحبهم ويجب أن يقوموا بما أريد.
3.  يجب أن أحصل على كل شيء أريده.
4.  أنا أرفض| الفشل |في تحقيق أهدافي لأن الفشل معناه أنّي غير جدير بالثقة وغير قادر على| تحمل المسؤولية|.
5.  أنا أرفض الخطأ والضعف البشري وأريد أن أراك بالصورة المثالية التي أريدها.

كل هذه المفاهيم لا تقود الشخص الغيور للشعور بالذنب والاكتئاب فقط بل، ورفض بشريته أيضاً.

بعض النصائح للتعامل مع الغيرة:

1- اقبل نفسك وأحبها لأنك بذلك تحميها من| الأوهام،| وعدم قبول الآخرين لك.

2- ليس من حق أي إنسان أن يمتلك إنسان أو أن يسلبه حريته.

3- لا يوجد إنسان كامل لأن رفض النقص هو إدعاء الألوهية.

4- لا تكره عفوك أو ضعفك أو قبولك لبعض الأشياء على مضض، عظمتك تكمن في قبولك لمن تحب بضعفهم وقبولك للضعف البشري واحترامك له.

5- قلّل من لومك لنفسك وللآخرين، فكثرة |اللوم |هي رفض للأخطاء والعيوب ولإنسانيتك و|لشريك حياتك|.

6- عدم الشكوى، لأن كثرتها ستؤدي إلى الإنجرار وراء| الشك| و|سوء الظن|.

7- لا تأخذ كل شيء على محمل شخصي وأنّه موجّه لك.

8- اسمع لشريك حياتك فإذا قال أن شكوكك ليست في مكانها لا ترفض قوله فوراً.

9- أعطي شريك حياتك بعض |الحرية|.

10- أسعد شريكك بالحب وكن متأكداً إن كان |الحبّ| حقيقياً فلا يوجد معه خيانة والعكس صحيح.

عزيزي القارئ إن الحياة قصيرة ومليئة بالناس الجيدين والسيئين فلا تتعب نفسك بالمشاكل والإحباط والوقوف عند الصغائر والغيرة المفرطة فتخسر من تحبهم وتصبح وحيداً.

مع محبتي