 |
كيف صنعت الحضارات القديمة الميثولوجيا والمعتقدات و ظهور بعض الديانات الغريبة؟
تصميم الصورة ريم أبو فخر |
ألم يخطر في بالك ولو لمرة واحدة، كيف ظهرت| الميثولوجيا |والمعتقدات والديانات الغريبة في عالمنا
مثال على ذلك، معتقد أو ميثولوجيا حضارة مثل حضارة |الفايكنج|، ليس هناك دين واحد يجمعهم، فلديهم الكثير من الآلهة، مثل الإله أودن والإله ثور و الثعبان الذي يمسك البحر، وتزاوج الآلهة وحرب ما بين الآلهة.
مثل هذه المعتقدات كيف ظهرت في حضارتهم؟
- كل ما نعرفه أن الأنبياء والرسل هم من ينشرون الديانات في الأرض، ولكن هل من المعقول أن الفايكنج جاءهم نبي أو رسول وعلمهم هذه الأمور الخرافية؟
بالطبع هذا الأمر مستحيل، ولكن من الممكن أن يكون هناك نبي أرسل لهم، ودعاهم إلى دين حق بالفعل وهم بعد ذلك حرفوه.
أو ربما حدثت ظاهرة طبيعية وبسبب عظمتها اختلقوا دين أو آلهة.
وأخيراً فإن الدين أو المعتقد أو الميثولوجيا أو| الأساطير| عند بعض الشعوب والحضارات، لابد أن يكون لها مسبب.
فليس هناك شيء يأتي من فراغ فلابد من وجود سبب أو حدث معين. وعلى سبيل المثال، الديانات السماوية مثل الدين الإسلامي والمسيحي واليهودي، كلها جاءت بدعوة من أنبياء ورسل، يمكننا اعتبارهم المسبب لهذه الديانات والمعتقدات.
لكن بقية الديانات والمعتقدات الغريبة والتي من المستحيل أن تكون قد جاءت من نبي أو رسول
كيف وجدت وظهرت المعتقدات الغريبة؟.
أصبح عدد سكان الأرض في وقتنا الراهن حوالي ثمانية مليار نسمة، منهم واحد مليار نسمة ليس لديهم دين وليس هناك ما يؤمنون به ويعبدونه.
والسبعة مليار المتبقيين موزعين على جميع الأديان الموجودة في الأرض، وهذه الأديان مصنفة بهيكل ينظمها، فهناك أديان رئيسية وأديان غير معترف فيها أو ثانوية.
وآلية هيكلة أو تصنيف |الأديان |تتم بطريقة معينة، لو نفترض ظهور دين جديد في هذا العالم، وعدد الأشخاص المؤمنين بهذا الدين لم يتجاوز ١٥٠ألف فرد، فهذا الدين لا يعتبر دين رئيسي.
وفي عالمنا الحالي يوجد ٢٢ دين رئيسي، وهناك٤٢٠٠ دين ثانوي أتباعه أقل من ١٥٠ ألف.
ولكن كيف ظهرت هذه الأديان؟
تحدثنا في البداية عن ضرورة وجود سبب أو حدث معين أدى لظهور دين معين، وأحد وأهم الأسباب التي تؤخذ بعين الاعتبار لظهور دين ما، هو أن يرسل نبي أو رسول من عند الله تعالى لينشر لقومه، وينتشر للعالم من خلال الأشخاص الذين اعتنقوه، مثل الديانات السماوية (الإسلامية والمسيحية واليهودية)، والتي نعرف تاريخها وكتبها المقدسة وأغلب تفاصيلها.
ومن أحد مسببات ظهور دين ما في زمن من الأزمنة عبر التاريخ، وجود رجل صالح في زمنهم ولشدة ورعه يعتبر الناس نبي، وهو غير مذكور في القرآن ولافي الأحاديث النبوية.
ويتعلم الناس منه ويقتدون به، وبعد وفاته يعتبره الناس نبي ولكنهم يحرفون تعاليمه، وتصل درجة التحريف لوجود أكثر من إله وقصص أسطورية للآلهة ومعتقدات غريبة جداً
متل القصص الموجودة في ميثولوجية الحضارات مثل الفايكنج أو الرومان أو الإغريق أو حتى حضارة المايا في أمريكا والعديد من الحضارات.
 |
كيف صنعت الحضارات القديمة الميثولوجيا والمعتقدات و ظهور بعض الديانات الغريبة؟
تصميم الصورة ريم أبو فخر |
جميع |المؤرخين| والعلماء لا يملكون معلومات أكيدة حول السبب الذي أدى إلى ظهور دين ما، وهل هذا الشخص الذي يظهر في قوم ما رجل صالح أم نبي، وحتى نبتعد عن هذه الفلسفة الغريبة والمعقدة، فأغلب الناس سمع عن الديانة |البوذية| ولذلك فهي أفضل ديانة من الممكن أن نأخذها كمثال.
ماهي الديانة البوذية ؟
تعتبر الديانة البوذية بنظر الأغلبية ديانة غير سماوية، فلم يبعث نبي أو رسول من عند لله ليدعو الناس لاعتناق هذه الديانة ونشر تعاليمها.
وتأسست الديانة البوذية على يد رجل صالح يدعى "غواتاما" والذي يلقب ببوذا، ومعنى كلمة بوذا يشبه إلى حد ما معنى كلمة قسيس في المسيحية وكلمة شيخ في الإسلام أو راهب عند اليهود، يعني هو لقب ديني.
وقد كان غواتاما رجل صالح وحكيم ويملك فلسفة خاصة ويقال بأنه ابن ملك، ومن هذه الفلسفة ظهر ونشأ هذا الدين، والذي يحتل في وقتنا الحالي المركز الرابع بين أكثر الديانات التي يتبعها الناس، وتقريباً عدد الناس الذين يؤمنون ويتبعون الديانة البوذية يقدر بنصف مليار شخص.
وهناك مؤرخين وعلماء من الديانة الإسلامية، تبين حسب أبحاثهم أن غواتاما بوذا نبي بالفعل، وكان هناك دين صحيح يدعو إليه الناس ولكن تم تحريفه بعد وفاته.
وبناءً على ذلك، فإن هناك علماء يعتقدون بأن الديانة البوذية ديانة سماوية كالإسلام والمسيحية واليهودية، لكنها حُرفت.
والسبب وراء اعتقادهم بأنها ديانة سماوية، لأن سيرة حياة غواتاما بوذا تشبه سيرة حياة الأنبياء، فقد كان رجل زاهد وذو أخلاق رفيعة، فليس هناك حضارة أو قوم أو شعب لم يبعث الله تعالي فيهم نبياً منهم، يدعوهم للدين الصحيح وعبادة الله تعالى.
وهذا الأمر مذكور في الدين الإسلامي.
فمن الطبيعي أن يكون بوذا نبي قد بعث لحضارات شرق آسيا ونشر دين الله بينهم.
وهناك معلومة غريبة، حيث يوجد أمر في الديانة البوذية جعلها متشابهة مع الديانات السماوية الأخرى، حيث أن البوذيين يعتقدون بوجود رجل يسمى المخلِص سيأتيهم في نهاية العالم ولقبه بوذا.
وهناك الكثير من الأقاويل عن مؤسس الديانة البوذية، حتى قيل أن غواتاما بوذا هو نفسه ذو الكفل.
وسرد هذه المعلومات ليس القصد منه الجزم بإن الديانة البوذية ديانة سماوية، بل الغاية من ذلك هو توضيح كيف تظهر الديانات.
وأحد الأسباب الذي يؤدي إلى ظهور دين ما، هو ظهور رجل ليس بنبي ولا برجل صالح، ولكنه ذو شخصية قوية وملفتة للنظر ويملك فلسفة خاصة به، والذي يحاول أن ينشر فلسفته أو معتقداته كدين للناس ويتبعه الناس بسبب امتلاكه لأسلوب ووسيلة قوية في الإقناع.
وهناك الكثير من الديانات التي ظهرت بهذه الطريقة وأبرزها ديانة النوابيين، وهي من أغرب الديانات التي من الممكن أن تسمع عنها في حياتك، ومؤسسها رجل غريب جداً.
 |
كيف صنعت الحضارات القديمة الميثولوجيا والمعتقدات و ظهور بعض الديانات الغريبة؟
تصميم الصورة ريم أبو فخر |
النوابيين..
أُسس دين النوابيين من قبل رجل يدعى الطبيب "دي وايت ملاشي"، في عام ١٩٦٨ في أمريكا، ويعتبر دين حديث بالنسبة لديانات ومعتقدات أخرى.
قرر هذا الرجل أن يجمع الديانات السماوية كلها (الإسلام والمسيحية واليهودية) في دين واحد، وكان هذا الطبيب ذو شهرة واسعة فقد كان محارب ومناهض للعنصرية، فقد كان رجل أسود البشرة ويشجع الحركات التي ضد العنصرية في أمريكا.
وبعد أن قام بتأسيس هذا الدين، واكتسب جمهور يتبع معتقدات والتعاليم المذكورة في ديانته، لقب نفسه بلقب غريب جداَ وهو" السيد الإمام عيسى الهادي المهدي المجدد" وبذلك جمع كل الرموز في كل الأديان باسم لقب به نفسه.
ولم تنتهي الأمور عند هذا الحد، حيث أنه كان يخبر كل الناس الذين يريدون اتباعه، بأنه بشر غير عادي وبأنه أتى من الفضاء الخارجي، وفي نهاية العالم سيعود أجداده وأسلافه الفضائيين ويأخذونه هو وكل من اتبعه وآمن به.
وحتى يظهر أمام الناس بأنه رجل صادق ويدعوهم للدين الحق، قام بكتابة ملخص عن الدين الإسلامي واليهودي والمسيحي، ونشره بين الناس ليكونوا على بينة ومعرفة وإيمان بالديانة النوابية.
وتم إلقاء القبض على هذا الرجل بعدة قضايا، وكان عدد القضايا التي رفعت ضده مايقارب ١٩٥ قضية بما يخص التحرش بالأطفال، وأيضاً قضايا بتجارة البشر.
ومع كل هذه الفضائح التي انتشرت عن هذا الرجل إلا أن اتباعه مازالوا يؤمنون به، لأنه أقنعهم بأن هذا الأمر هو مجرد ابتلاء للأنبياء في الدنيا ليصبروا عليه وينالوا ثوابه في الآخرة، وبذلك يتعلم منهم الناس الصبر والإيمان.
ولم يكن هذا الطبيب هو الشخص الوحيد الذي ابتدع دين واتبعه الناس
وعلى سبيل المثال، رجل يقال له "مارشل آبل وايت" والذي أسس دين أطلق عليه اسم
بوابة الجنة
وبني هذا الدين على معتقد بأن هناك فضائيين، وأنه يجب على البشر الإيمان بوجود| الفضائيين| ليكونوا وسيلة الخروج من الأرض إلى الجنة.
-وهناك سبب آخر لظهور الأديان، والذي يعتبر من الأسباب الغريبة والواقعية بنفس الوقت، وهذا السبب ليس له أي تدخل بشري بل هو مرتبط بطريقة التفكير.
والآن يجب علينا أن نركز بعض الشيء، وتتخيل عزيزي القارئ بأنك تعيش في زمن ليس فيه تكنولوجيا أو تقنيات حديثة، وكأنك رجل بدائي تعيش في الغابات شبه عاري وسلاحك عبارة عن رمح خشبي، وهدفك في الحياة يتجسد في تأمين طعامك وشرابك.
وذلك لتستطيع لاحقاً فهم الطريقة التي فكروا فيها.
وقد مر علينا من قبل معلومة تقول بأن هناك قبائل بدائية تسكن في الأرض، وتعيش حياة الرجل القديم في الغابات ويسكنون الأكواخ، لاتعرف التطور ولا التكنولوجيا، بالرغم من وجودهم في عصرنا الحديث.
فهل ياترى هذه القبائل موجودة بالفعل؟
وهل حاول أحد الوصول إليهم ومحاولة جعلهم يعيشون حياة طبيعية؟
 |
كيف صنعت الحضارات القديمة الميثولوجيا والمعتقدات و ظهور بعض الديانات الغريبة؟
تصميم الصورة ريم أبو فخر |
في عالمنا الحالي هناك جزيرة تسمى" سيفاي فاري"، يعيش فيها قبائل بدائية، جاءهم رجل أمريكي يدعى "جون" والذي بدأ يحدثهم عن التطور والتكنولوجيا والطائرات والتقنيات وما إلى ذلك، وحاول إقناعهم بمرافقته ليشاهدوا التطور في العصر الذي يعيشون فيه ولكن خارج جزيرتهم.
وافق على مرافقة جون شخص أو اثنين منهم أما البقية فقد بقوا متمسكين بجزيرتهم ولم يخرجوا منها، واستمروا على حياتهم البدائية. ومرت السنوات وحدثت |الحرب العالمية| الثانية، ودخل جنود أمريكيين لهذه الجزيرة وقاموا بإنشاء قاعدة عسكرية فيها.
وعندما رأى سكان الجزيرة أن هناك بشر يرتدون ملابس غريبة (الملابس العسكرية) ينزلون من الطائرات، التي لا يعرفون ماهي بالأصل فقد كانت بمنظورهم مخلوق غريب.
وبدأ سكان هذه الجزيرة يراقبون الجنود الأمريكيين واستغربوا كيف أنهم لا يصطادون الحيوانات لتأمين طعام يومهم كما هم يفعلون. وكان هذا أمر غريب بالنسبة لهم فكيف كانوا يأكلون إذا لم يذهبوا للصيد.
وبسبب مراقبتهم لهم على مدار الساعة، شاهدوا الطائرات تهبط بالقرب منهم ويخرج منها حمولات كبيرة من الطعام، فاعتبر أفراد القبيلة هذا المخلوق الغريب إله، كان يقدم الطعام لهم لأنهم كانوا يستيقظون كل صباح ويعبدوه
فقد اعتبروا التمارين الرياضية التي يمارسها الجنود صباحاً طقوس عبادة.
ومرت الأيام وبدأ الجنود الأمريكيين يحتكون بأفراد هذه القبائل ويقدمون لهم الطعام، وعندما تذوقوا أعجبهم ذلك الطعام، وأصبحوا يكثرون التردد على الجنود ليحصلوا منهم على بعض الطعام
ومرت الأيام، وانتهت الحرب العالمية الثانية وغادر الجنود مواقعهم وعادوا إلى بلادهم.
وهنا حدثت الطامة الكبرى بالنسبة لأفراد القبيلة، وبدأوا بالتفكير والتخطيط، وقاموا بابتداع معتقد وهو عبادة هذه الطائرة التي كان يعبدها الجنود بنظرهم، فقد اعتبروها إله يمدهم بالطعام جزاء لهم على عبادته.
وبدأ أفراد هذه القبيلة بممارسة نفس التمارين الصباحية التي كان يقوم بها الجنود، فقد كانت باعتقادهم عبادة، وكانوا يجلسون بانتظار الطائرة لتقدم لهم الطعام، لكن محاولاتهم باءت بالفشل، وفي كل مرة كانوا يعتقدون أنهم يقترفون خطأ ما في طريقة عبادتهم.
والذي جعلهم يفكرون بهذه الطريقة بأنهم كانوا يروا الطائرات تحلق في السماء.
ووصل بهم الأمر بأنهم قاموا بصناعة مجسمات لهذه الطائرات وبدأوا بتقديسها.
وأصبحت عندهم أشبه بالميثولوجيا والديانة الوثنية، فقد أصبحوا يقدسون أسطورة تحلق في السماء ولا يعرفون حقيقتها، وصنعوا لها مجسم أشبه بالصنم
وهكذا تم اختراع الفلسفة الدينية بطريقة خارجة عن إرادتهم، شيء ما لم يتمكنوا من إيجاد تفسير له فجعلوا منه إله ومعتقد.
ولو مرت السنوات من دون وجود أناس تفسر وتصحح هذا المعتقد لهذه الأقوام، لأصبح هذا المعتقد دين وتوارثته الأجيال وخصوصاً أن بداية هذا الدين كان عن طريق نبوة، والتي بدأت مع الرجل الأمريكي جون الذي تحدثنا عنه في البداية، وكان قد حاول إخراجهم من قوقعتهم وأخبرهم عن وجود التقنيات الحديثة
وعندما رأوا هذه الطائرات أصبح هذا الرجل بالنسبة لهم أشبه بالنبي أو المبشر.
فمن الممكن أن ديانات الرومان و الفايكنج والإغريق أو ديانات شرق آسيا، والتي تعتبر بوجهة نظرنا غريبة من الممكن أنها نشأت بهذه الطريقة عن طريق كوارث طبيعية لم يجدوا لها تفسير فاعتقدوا أنها آلهة مثل عبدة النجوم في الزمن الماضي.
وكل ما تحدثنا عنه يتطرق إلى الديانات الغريبة والأساطير والخرافات التي من الممكن أنها مازالت موجودة حتى وقتنا الحالي.
أخبرنا عن رأيك بالتعليقات ...
تهاني شويكي
