القاتل الشرس ذو الوجهين والضحايا سيدات كبار في السن لأسباب غريبة - الجزء الثالث - تهاني شويكي
القاتل الشرس ذو الوجهين
والضحايا سيدات كبار في السن لأسباب غريبة
- الجزء الثالث -
القاتل الشرس ذو الوجهين والضحايا سيدات كبار في السن لأسباب غريبة تصميم الصورة ريم أبو فخر |
هل داني هو بالفعل المجرم الذي يبحثون عنه؟
وهل ستنتهي الجرائم بالقبض عليه؟
طرحنا هذه الأسئلة في الجزء السابق وسنجيب عليها معاً...
عودة الجرائم للمنطقة بعد عامين..
في٩ آب عام ١٩٩٥، وذلك بعد سنتين من| الجرائم |التي لم يُعرف فاعلها، حدثت جريمة أخرى في نفس المنطقة،
سيدة كبيرة في السن قتلت في منزلها، وعندما وصل المحققين لمنزل الضحية، كان شكل المنزل وجثة الضحية، مشابه تماماً للجريمة التي حدثت بمنزل وانيتا، وكأن التاريخ يعيد نفسه.
تدعى| الضحية| روز هاندرسن، وعمرها مايقارب الأربعة وسبعون عاماً، وكانت تعيش لوحدها، وليست على خلاف مع أحد، ومحبوبة ممن حولها، وتذهب للكنيسة بانتظام.
ضربت أكثر مرة على رأسها، وأصيبت بجروح وكدمات بجميع أنحاء جسدها، نتيجة مقاومتها ومحاولتها الدفاع عن نفسها،
وبعد الوفاة أيضاً قام المجرم بالاعتداء عليها، فكانت جريمة مطابقة للجريمة التي حدثت قبلها بمسرح الجريمة وما فعله القاتل بجسد الضحية، باستثناء أنه هذه المرة لم يترك أثر لسائل أصفر على الجدار، ولم يسرق شيء من المنزل.
فمن الذي ارتكب الجريمة
إذا كان المجرم نفسه موجود بداخل| السجن|!! وقام المحققون بالتأكد أن داني لم يهرب من السجن.
كيف عرف المجرم تفاصيل الجريمة ليقلد ما قبلها؟ إذا كان الفاعل الحقيقي قد قبض عليه!
وإذا لم يكن داني هو المجرم، كيف عرف تفاصيل الجريمة؟
الخطأ الكبير
وقع| المحققون |في حيرة، وقرروا فتح ملفات القضية مرة أخرى، لأنهم غالباً قد وقعوا في خطأ فادح أثناء التحريات السابقة، وراجعو التسجيل الصوتي لاعترافات داني، وقد استجوب مرتين، في المرة الأولى أنكر علاقته بالجريمة،
والمحقق الذي كان يستجوبه ارتكب خطأ كبير، حيث سأله لماذا هناك آثار قدم ملطخة بالدماء على الأريكة، ومن هنا أخذ داني هذه المعلومة.
لكن في الاستجواب الثاني، اعترف داني بفعلته وأثبتها بتلك المعلومة. وحتى أن عينات الحمض النووي في منزل روز و وانيتا متطابقة تماماً ، فمن المستحيل أن يكون داني هو الفاعل لأنه كان في السجن، وتم الإفراج عنه فوراً.
ولكن السؤال المحير لماذا اعترف داني بجريمة لم يرتكبها؟
ربما كان السبب أنه كان| مضطرب نفسياً| ولديه مشاكل بشكل عام ولربما أعجبه لقب| القاتل |المحترف!! وهذا كان رأي الأطباء النفسيين
وبذلك عاد المحققين لنقطة الصفر في التحقيقات، وحاولوا الربط بين القضايا الثلاثة، ومحاولة إيجاد صلة وصل بينهم، عدا أنهم كبار في السن، ولكن للأسف لم يكن هناك شيء مشترك بينهم.
ومرت السنين ولم يستطع المحققون الوصول إلى طرف خيط في هذه القضايا، ولم يحدث منذ ذلك الوقت أي جريمة مشابهة،
لغاية شهر آذار عام ٢٠٠٠، فتاة تدعى جينفر راس، اتصلت بالطوارئ، وتقول أن أحداً أعتدى عليها وضربها، وأنها تنزف وفي حالة حرجة جداً،
وعندما دخلت الشرطة المنزل، وجدوا والد الفتاة موجه مسدسه على الشخص الذي اعتدى على ابنته.
وأخبر الشرطة، أنه وجد هذا الشخص يعتدي على ابنته عند عودته، فحاول اطلاق الرصاص ولم يستطع إصابته، فضربه بأسفل المسدس.
المجرم ذو الوجهين
وكان اسم الرجل الذي هجم على الفتاة تشارلز راي فاينز، واتضح أنه يسكن في نفس المنطقة، وبعد |تحريات الشرطة|، اكتشفوا أنه محبوب بين جيرانه، ويحب مساعدة الآخرين، ويتعامل بطريقة لاتثير أية شكوك حوله.
ولأن تشارلز محبوب بين جيرانه، فكان يدخل منازلهم برضا منهم، وهكذا دخل لمنزل جينيفر برحابة صدر منها، فلم تكن تتوقع منه شراً أبداً.
ودخل المطبخ خلسةً وأخذ سكين وهجم عليها، فهربت منه للمطبخ وحاولت الدفاع عن نفسها، لكنه أمسك بها وطعنها، وفي تلك اللحظة وصل والدها، و حاول إبعاده عن ابنته، وضربه بشدة.
كان مسرح الجريمة دموي، يشبه إلى حد ما مسرح الجريمة في منزل وانيتا وروز، والاختلاف فقط أن الضحية لم تكن كبيرة في السن.
تم أخذ عينة من تشارلز وتم مقارنتها مع العينات المأخوذة من مسارح الجريمة السابقة، وظهرت النتيجة خلال أيام، وكانت متطابقة تماماً، وكان هذا دليل مادي ضده و يدينه بقوة، وتم القبض عليه وتوجيه التهم إليه.
وأثناء وجوده في السجن، تم عقد اتفاق مع تشارلز، يقتضي اسقاط حكم الإعدام عنه، مقابل اعتراف كامل منه بتفاصيل كل الجرائم.
كان هناك عدة أسئلة حيرت المحققين وأرادو التأكد منها،
أولاً ما سبب وجود السائل الأصفر على الجدار؟
والغريب أن تشارلز أنكر علاقته بالموضوع، وبعد التحريات اكتشفوا أن داني هو الذي فعل ذلك وهو المسؤول عن السرقة
وثانياً هل قام تشارلز بالاعتداء على السيدات بعد قتلهم؟ وما السبب؟
اعترف تشارلز بفعلته، وحجته أنه لم يكن بوعيه بسبب شربه كمية كبيرة من الكحول و|المخدرات|،
وحسب رأي الأطباء النفسيين، أن هذا الموضوع يعود لنشأة تشارلز وطفولته، فقد كان والده مدير للمكان الذي يحضرون فيه الموتى للدفن، فهذه حالة مرضية، أن يكون الشخص له علاقة غرامية مع السيدات الموتى.
وأقر تشارلز بأن ما يفعله خطأ ولكنه لم يستطع التوقف وردع نفسه.
وبعد مرور سبع سنوات على أول جريمة، وفي شهر أيار عام٢٠٠٠، تم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة، بدون إمكانية الإفراج المشروط، وتوفي عام ٢٠١٩ في السجن.
بقلمي تهاني الشويكي