حقائق مخفية حول الحرب العالمية - الجزء الثاني - سليمان أبو طافش
حقائق مخفية حول الحرب العالمية تصميم الصورة : رزان الحموي |
استكمالاً لما تحدثنا عنه في الجزء الأول
على أهلها جنت براقش:
ما أن فاز ويلسون بالانتخابات الرئاسية لدورةٍ ثانية، حتى أرسلت ألمانيا برقيةً إلى| المكسيك| تحثها فيها على محاربة الولايات المتحدة لكي تشغلها عن مساعدة الحلفاء، وهذا ما كان ينتظره| ويلسون| لدخول الحرب ضد ألمانيا، وبعد أسبوعٍ من ذلك، صادق الكونغرس على قانون قروض الحرب، فحصلت بريطانيا على قرضٍ بمئتي مليون دولار، دفعته كله لمورجان كجزءٍ من قروضها منه، كما حصلت فرنسا أيضاً على قرضٍ أمريكي دفعته بدورها إلى مورجان أيضاً.
الحرب والإعلام:
وصل مجموع القروض الممنوحة من الولايات المتحدة إلى الحلفاء أكثر من سبعة مليارات دولار، ولكن |الشعب الأمريكي| لم يكن راضياً عن دخول الحرب، فمعظم الشعب الأمريكي من المهاجرين هرباً من الحروب، ولم تكن الحكومة الأمريكية مستعدةً ومتجهزةً لدخول الحرب، ولكن أصحاب البنوك وجدوا الحل مجدداً، وكان الحل في الإعلام، فتم تجهيز كادرٍ متكاملٍ من الرسامين والممثلين والمخرجين لصناعة المنشورات التي تحث العامة على قتال الألمان، بالإضافة إلى الكثير من الأفلام التي كانت صامتة ولكنها غيّرت فكر الشعب الأمريكي.
بدء ظهور الحقائق:
بعد أن دخلت الولايات المتحدة الحرب، انتصر الحلفاء، فتم إنقاذ الأموال والبنوك الأمريكية، وبدأ تقسيم الغنائم، ومع مطلع الثلاثينيات، بدأت تنتشر الكتب التي تتحدث عن |دور البنوك| بإجبار الولايات المتحدة على دخول الحرب، كما تحدّثت تلك الكتب عن كمية المكاسب التي حققتها تلك البوك والشركات التابعة لها بالأرقام الدقيقة، فقد ظهر 21 ألف مليونير في الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الأولى.
إنشاء لجنة التحقيق:
أحدثت تلك الكتب ضجةً كبيرةً وصلت إلى |الكونغرس الأمريكي| الواقع تحت سيطرة الحزب الجمهوري آنذاك، فأنشأ اللجنة سابقة الذكر للبحث فيما ورد في تلك الكتب، وقد استمعت اللجنة لمدة سنتين إلى شهادة مئتي شخص، فوصلت إلى نتائج أوليةٍ بوجود الكثير من الرشاوى والفساد بين بعض السياسيين ورجال الأعمال، كما تمكنت اللجنة من توثيق أرباح بعض الشركات.
إنهاء عمل اللجنة:
إضافةً لكل ما توصلت إليه اللجنة، فقد اكتشفت أيضاً الكثير من الأدلة التي تُثبت الضغوطات والمغريات التي قدّمها أصحاب البنوك على الرئيس ويلسون لكي يدخل الحرب، ولكن اللجنة لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا في عام 1936، وكان الحزب الديمقراطي كان قد استعاد الأغلبية في الكونغرس، وهو حزب الرئيس ويلسون، فقرر وقف عمل اللجنة فوراً.
واقع احتياطي الذهب قبل الحرب وبعدها:
في عام 1915، كان احتياطي الذهب البريطاني يصل إلى 550 طن، وكان احتياطي الذهب الفرنسي 1400 طن، أما الاحتياطي الروسي فقد كان 1100 طن، وكان الاحتياطي الألماني 830 طن، اما الاحتياطي الأمريكي فكان لا يتجاوز 375 طن.
أما في عام 1918 فقد أصبح |احتياطي الذهب الأمريكي| أكثر من 4280 طن، أي أن معظم الذهب الأوروبي قد انتقل إلى الولايات المتحدة، فامتلكت وحدها ربع الاحتياطي العالمي من الذهب، ولكن جزءً منه قد وصل إلى الخزينة الأمريكية، أما معظمه فهو بيد البنوك الخاصة.
قد لا تكون الأرقام الواردة في المقال دقيقةً، ولكنها تعطينا فكرةً واضحةً عن دور البنوك والأموال في الحروب، فهل تعتقد بصحة ما اوردناه؟ أم أن لك رأياً آخر؟ ننتظر إجابتك.
بقلمي سليمان أبو طافش