شعوبٌ بائدة لكن حضارتهم خالدة (البابليون) - الجزء الرابع - سليمان أبو طافش
شعوبٌ بائدة لكن حضارتهم خالدة (البابليون) تصميم الصورة وفاء مؤذن |
لنكمل ما بدأناه عن حضارة البابليون ...
اللغة البابلية:
إن اللغتين البابلية والآشورية ليستا إلا إحدى لهجات اللغة الأكادية، ولكن اللغة البابلية استطاعت في عهد "حمورابي" أن تنتشر في مختلف مناطق الشرق القديم، حتى أصبحت لغة الوثائق الاقتصادية والسياسية لما يزيد عن ألف عام،
وكانت تكتب بالخط المسماري المقطعي، أما الأدب البابلي فهو استمرارٌ وتطورٌ للأدب السومري، ولكنه لم يخلُ من الابداع الذي ظهر واضحاً في الأساطير البابلية مثل أسطورة "أترخسيس" التي صورت كيفية خلق الأنسان والصراع بين الآلهة، وقصة الطوفان العظيم والنسخة البابلية لملحمة "جلجامش"، وإسطورة " أدابا" وأسطورة "إتانا" وغيرها.
ولعل من أجمل ما قيل عن الحضارة البابلية جاء على لسان هيرودوتس، و|أرسطو| بأن نمو العقل البشري ظهر وترعرع على ضفاف الفرات قبل أن يولد على ضفاف النيل.
الحياة الاقتصادية في بابل:
ازدهرت الزراعة كثيراً في المملكة البابلية، وذلك لتوفر المياه والأراضي الخصبة، والأيدي الخبيرة والعمل المتقن والمنتظم، وقد اهتمت الدولة بإنشاء القنوات الرئيسية، واستخدم المزارعون المناجل للحصاد، والنورج لدراسة الحبوب (فصل الحبوب عن القش)،
وتنوعت المحاصيل الزراعية بين القمح والعدس والشعير والسمسم والبازلاء وغيرها، كما اهتم البابليون أيضاً بتربية الحيوانات وخاصة الخيول والكلاب والقطط المنزلية والغنم والبقر والخنازير والماعز،
إضافة إلى الطيور الداجنة مثل الدجاج والبط والحمام وغيرها،
وكان الثور يرمز لإله القمر، كما اتخذه بعض الملوك لقباً لهم للدلالة على القوة.
الحرف اليدوية في بابل:
ازدهرت في بابل الكثير من الحرف والمهن اليدوية، مثل الغزل والنسيج، إضافةً إلى الخياطة والتطريز، وصناعة السجاد، ودباغة الجلود، وصنع القوارب، والأبواب والأثاث المنزلي، والحدادة، وغيرها الكثير من المهن التي تقول بأننا أمام شعبٍ متحضرٍ ومتمدن،
ولذلك نجد الكثير من الآلات والأدوات التي ابتكرت لتخدم تلك المهن مثل الأنوال، وأدوات النجارة والبناء المختلفة وغيرها.
تطور الصناعة البابلية:
برع البابليون في عددٍ من الصناعات حتى لم يجدوا من ينافسهم فيها لوقتٍ طويل، مثل صناعة الأقمشة المختلفة وتطريزها وصباغتها، كما برعوا في صناعة السفن والقوارب، من خشب الصفصاف المكسو بالجلود،
وإضافة لذلك فقد برعوا أيضاً في صناعة الأوعية الفخارية الضخمة التي استخدموها كتوابيت، وصناعة الأدوات المعدنية كأكواب النحاس والأسلحة البرونزية.
أهمية بابل التجارية:
اعتمد البابليون على توثيق جميع المعاهدات والاتفاقات والعقود التجارية، واستخدموا الحبوب للمقايضة، وفتحوا الكثير من الطرق التجارية، وعملوا على حمايتها، وكانوا يصدّرون جميع ما ينتجونه، ويستوردون المعادن والأخشاب والزيوت،
كما راجت عندهم تجارة العبيد، وكان لموقع بابل أهميةً كبيرة بين نهري دجلة والفرات وعلى أهم الطرق التجارية التي تربط آسيا بأوروبا وإفريقيا.
بعد كل ما ذكرناه في هذه المقالة، يحق لنا فعلاً الافتخار بحضارة و|شعوب |منطقتنا فإذا كنت تشطرنا هذا الرأي فشارك المقالة.