عن كتاب أسر مسمّمة .. (الجزء الثاني) - دنيا عبد الله
عن كتاب أسر مسمّمة
(الجزء الثاني)
عن كتاب أسر مسمّمة .. (الجزءالثاني) |
عن كتاب أسر مسمّمة .. الجزءالثاني :
تحدثنا في المقال السابق عن التربية السامّة عن علاقة الأهل بالطفل وكيف نهدم مفاهيم الإنكار والتبرير وسنتابع في هذا المقال ..
ما هو النظام داخل الأسر المسمّمة؟
نظام الأسر التي يتمّ فيها إساءة للأطفال يتكوّن عادةً من أربع أجزاء:
المعتقدات :
- وخصوصاً ما يخصّ التفاعل مع أبنائهم وتوقّعاتهم من أبنائهم، مثلاً بعض الأسر تظنّ أن الصداقة مهمّة جداً للطفل والعائلة الأخرى تظنّ أنّ الصداقة هي بداية ضياع الطفل، فالمعتقدات هي التي تحدد شكل علاقاتنا وحياتنا وأحكامنا وتحدّد قيمنا الأخلاقية في كلّ حياتنا، فالأب المتفّهم يرى رغبات أطفاله ويحترمها بينما الأب المسيء يتجاهل هذه الرغبات أو يسخر منها.
المعتقدات نوعين :
- معلنة: وهي واضحة وصريحة ونستطيع أن نتجاهلها أو نتناقش بها، ونستبدلها بمتعقدات أخرى ملائمة لنا بشكل أكبر مثلاً الطلاق تصرّف خاطئ في نظر أهلك ومجتمعك وهذا يجعلك تستمر في علاقة مؤذية لك وللشخص الآخر فهذا معتقد معلن تستطيع أن تراه وتنتصر عليه بينما...
- المعتقدات الغير معلنة: وهي غير واضحة ولكنّها معروفة ومن الصعب أن ترفض معتقّد أن لا تدرك بوجوده أصلاً، وهي التي تملي افتراضات وقواعد أساسية عن الحياة وقد تكون مدفونة في مكانٍ ما داخلك، كالطريقة التي كان أهلك يعاملوك بها أو حتى طريقة تعامل أهلك مع بعضهم، هل كانت علاقتهم مبنية على الاحترام؟ أم كانت علاقتهم مؤذية بالنسبة لك...كلّ ذلك يوصل لك رسائل تنغرس داخلك وتعطيك معتقدات لحياتك اللاحقة.
القواعد :
القواعد تستمدّ من المعتقدات وهي أيضاً نوعين:
- معلنة: الكل يعرفها ويتكلّم عنها كالفتاة بنظر بعض العائلات يجب حرمانها من الميراث.
- غير معلنة: وهي لا يتمّ التحدث عنها ولكنّها معروفة لدى الجميع، أي لا يجب إغضاب والديك أبداً، يجب أن تبقى تحت رحمتهم وغيرها من القواعد التي تظهر في السلوكيات وتوصل رسائل واضحة.
الطاعة :
- وهي التي تحرّك الأسرة وتجعلنا ننتمي لها وبناءً على المعتقدات والقواعد السابقة، فأنت يجب أن تكون مطيع، ولو كانت القواعد والمعتقدات سليمة ستنشأ علاقة سليمة تساهم في نشأة الطفل تنشئة سليمة، ولو كانت المعتقدات والقواعد خاطئة سينشأ الطفل في بيئة تجعل الطاعة عنده بشكل سلوكيات يدمّر ذاته.
- الطاعة العمياء تعيق تحرّرنا ونموّنا ونحن نستطيع أن نطرد هذه المعتقدات من خلال |التركيز| على الأمور وإظهارها على السطح لأنّها عندما تكون واضحة، تكون لدينا القدرة على التصرف بها.
الحدود :
- الذي يميّز الأسر السليمة عن غيرها مقدار الحرية التي يتمتع بها أفرادها، والحريّة ليست في المبيت خارج المنزل والأصدقاء بل الحريّة تكون في إبداء الرأي دون |خوف| وأخذ القرارات المتعلّقة بالفرد بحرية دون تدخل،بحيث يقوم الأهل بنصح أولادهم دون أخذ حريتهم، و|تنمية| الشعور بالكفاءة بحيث لا يتمرّد أفراد الأسرة وأيضا عدم منعهم من أي شيء.
- أمّا الأسر المسيئة يتم فيها قمع آراء الأفراد وتصرّف الجميع وفق رؤية الأب أو الأم فالكلّ ينصهر في الكلّ فلا شخصيات مستقلة ولا فكر مستقل.
العلاج والإصلاح :
هذه الوسائل ليست العلاج والحل النهائي فالبعض قد يكون بحاجة علاج نفسي تحت إشراف أخصائيين ولكن ستنير لك بعض الطرق لإصلاح نفسك أنت يجب أن تقوم أسبوعيا بكتابة خمس رسائل :
- رسالة للوالد الذي أذاك: وعبّر فيها عن غضبك من تصرفاته.
- رسالة للوالد الصامت: الذي كان يرى القهر والظلم الذي تمرّ به ولم يعبّر عن دعمه لك، عبّر عن غضبك من الصمت وعدم توفير الحماية وغالباً تكون الأم وبالطبع لا يمكن أن تلومها بشكل كامل.
- رسالة للطفل المدمّر: وهذا الجزء الأهم حيث يجب أن تحاول أن تعوّض في رسالتك عن الحب والحنان اللذين فقدهما، وفي حال كنت تكره هذا الطفل الصغير يجب أن تحاول تراه بعين العطف والحب والحنان.
- رسالة تعبّر عن حكايتك الخيالية: اكتب القصة الخيالية التي تريدها كأن تكون أمير أو أميرة تعاني من مصاعب وتكلّم عن بطل القصة بصيغة هو أو هي، وهذا يساعد على رؤية عالمك الداخلي بزاوية لم تراها سابقاً ويساعدك على ترك مسافة انفعالية بينك وبين آلام طفولتك واجعل نهايتها سعيدة هذا يعطيك التفاؤل ويجعلك ترى الحياة بإشراق ويدفعك لوضع أهداف لكي تحققها.
- رسالة لشريك حياتك الموجود أو المستقبلي: تكتب فيها عن الآلام التي تعاني منها ومدى تأثير ذلك على علاقتكم، ولكن اجعل تلك رسالة سريّة بينك وبين نفسك فلا تحاول إرسالها لشريك حياتك لأنّه قد لا يكون مقدّراً للمعاناة التي مررت بها ونظرته لك قد تتغير، ولكن اكتبها لكي تحارب الخزي وترى أين هي مشكلتك بالضبط لتعمل على حلّها.
طبعاً هذه الرسائل تقرأها لنفسك ويجب أن تحافظ على كتابتها دوريّاً وأن ترى مدى تحسّنك من خلال لهجة الرسائل.
نهايةً الأهل دوماً ملجئنا الذي لا نستطيع التخلّي عنه أبداً ولكن اعترافك بأخطائهم لا يقلّل من قيمة حبّك واحترامك لهم...وتذكّر إن كنت قد تعرّضت للأذى منهم بدرجة قليلة فهم تعرّضوا للأذى بشكل أكبر بكثير في طفولتهم . . مع كامل محبتي لكم ولأهلكم🌸🌸
دنيا عبد لله 📚