عرض المشاركات المصنفة بحسب التاريخ لطلب البحث قصة سيارات مرسيدس بينز منذ بدايتها. تصنيف بحسب مدى الصلة بالموضوع عرض جميع المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/25/2021 09:56:00 م

قصة سيارات مرسيدس بينز منذ بدايتها
 قصة سيارات مرسيدس بينز منذ بدايتها
تصميم الصورة رزان الحموي


تُلقَّبُ مدينة |ديترويت |الأمريكية بعاصمة السيارات،

 وذلك بسبب نشاطها الكبير في صناعة السيارات حالياً،

 ولكن هل بدأت منها رحلة صناعة السيارات؟ 

وإن لم تكن كذلك، فأين بدأت؟

 وكيف بدأت؟

 وكيف تطوّرت منذ نشأتها حتى اليوم؟

 ومن هو الرجل الذي وقف وراء صناعة أول سيارة؟


 تعالوا معنا لنلقي الضوء على مسيرة |مخترع |أول سيارة تعمل بالمحرك الآلي ثنائي الشوط. 


بداية حكاية السيارات:

كانت مهنة الحدادة ذات وضع خاصٍ في| ألمانيا|، 

ففي القرى الصغيرة، كان |الحداد |يتمتع بمكانةٍ هامةٍ بين الناس، وكأنه زعيم القرية،

 وفي قريةٍ صغيرة قرب مدينة شتوتغارت الألمانية، عاشت عائلة "بينز" وتوارثت مهنة الحدادة، إلى أن وصلت إلى رجلٍ يدعى "جورج بينز"،

 الذي أراد أن يغيّر مهنته، ولكنه لم يفعل ذلك إلا بعد أن تزوج وأنجب ولده "كارل بينز"،

 الذي بدأت معه رحلة اختراع أول سيارةٍ بمحركٍ يعمل بالوقود.


من هو كارل بينز؟

ولد "كارل بينز" في سنة 1844، وهي السنة التي دخلت فيها |القطارات |البخارية إلى ألمانيا،

 وكان ذلك بمثابة نقلةٍ نوعيةٍ في ألمانيا، دفعت والده "جورج بينز" إلى ترك مهنة الحدادة والانتقال للعمل كسائق قطار،

 وبعد سنتين من عمله الجديد، استطاع جورج إصلاح أحد الأعطال الطارئة على محرّك القطار الذي يقوده، ولكنه سرعان ما أصيب بالتهابٍ رئوي حاد جراء ذلك، أدى إلى وفاته بعد عدة أيامٍ، تاركاً خلفه زوجته وولده الصغير دون أي مصدرٍ للدخل باستثناء معاشه التقاعدي الهزيل.


إصرار المرأة وعزيمتها:

رغم الدخل الضئيل والوضع المعيشي الصعب لأسرة كارل، إلا أن والدته أصرّت على تعليمه،

 فدخل كارل المدرسة وأظهر تفوقه في |الفيزياء |و|الكيمياء|، ما جعله يكمل تعليمه في مدرسةٍ تقنيةٍ عليا، تشبه اليوم| الهندسة الميكانيكية|، 

وما إن أنهى كارل دراسته، حتى التحق بالعمل في بعض الشركات الهندسية، ولكنه وضع أمام عينيه فكرة ابتكار محركٍ جديد،

 فهذا كان هوس المهندسين الميكانيكيين في ذلك الوقت، وكل ما كان ينقص كارل لإنجاز ذلك هو الحافز.


نشأة الحافز لدى كارل بينز:

تتالت الأيام، واضمحلّت معها رغبة كارل باختراع محركٍ جديد، ولكن صديقه المقرّب "والتر" كان يعاني من عجزٍ في قدميه، فأراد مساعدته، فذهب إلى مدينة شتوتغرت وجلب لصديقه آلةً تشبه الكرسي المتحرك،

ولكن والتر لم يتمكن من قيادة تلك| الآلة|، فأعادها إلى كارل، وما إن حدث ذلك حتى بدأ كارل بالتفكير الجدي لحل مشكلة صديقه باستخدام فكرته القديمة عن المحرك الذي عزم أخيراً على إنجازه.


مرحلة جديدة في حياة كارل بينز"

في ذلك الوقت، التقى كارل بفتاة ثرية تدعى "بيرتا"، وتزوجها، ثم استقال من عمله وافتتح لنفسه ورشةً صغيرةً قرب المنزل، 

وبنفس الوقت كان "نيكولاس أوتو" قد ابتكر محرك الاحتراق الداخلي رباعي الأشواط، وهذا ما أشعل الشرارة في عقل كارل مجدداً، ودفعه إلى ابتكار محركٍ ثنائي الأشواط، لكي يكون حجمه قليلاً ووزنه خفيفاً بحيث يتناسب مع الآلة التي أراد بناءها لصديقه والتر.


اقرأ المزيد...

بقلمي سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/25/2021 09:56:00 م

قصة سيارات مرسيدس بينز منذ بدايتها
 قصة سيارات مرسيدس بينز منذ بدايتها
تصميم الصورة رزان الحموي


استكمالاً لمقالنا السابق نكمل ...

إنهاء الشراكة:

ما أن استطاع كارل إنجاز محركّه ثنائي الأشواط، حتى وصلته بعض العروض من بعض| المستثمرين|،

 فأنشأ معهم شركةً صغيرةً لتصنيع ذلك المحرك وبيعه للمصانع،

 أما فكرة| السيارة |فأصبحت بعيدة عن ذهنه، ولكن إلى حين. 

بقيت الأمور جيدةً على هذا النحو لمدة عامين، ولكن كارل بينز أراد الانتقال إلى مستوى أعلى لكي يدمج المحرك بعربةٍ متحركة،

 ولكن ذلك يتطلب الكثير من المال والعمال، 

وعندما عرض فكرته على شركائه لم يتحمسوا لها، فأنهى شراكته معهم وأخذ حصته من الشركة.


دعم الزوجة المخلصة:

لم تكن النقود التي أخذها كارل بدل حصته من |الشركة| كافيةً لتحقيق اختراعه، فأقبلت عليه زوجته الثرية ووضعت أمامه كل ثروتها، وحثته على البدء بمشروعه لتحقيق حلمه، فقد كانت مؤمنةً به بشدة، 

وبعد عدة سنواتٍ من التجارب والأبحاث، استطاع كارل الخروج إلى العالم بسيارته الجديدة، ولكنها لم تكن أكثر من عربةٍ بمحرك ومقودٍ وثلاث عجلات،

 ثم أدخل عليها بعض التعديلات قبل أن يقرّر إشهار اختراعه الجديد.


صدمة كارل وانتكاسته:

دعا كارل عدداً من الشخصيات الألمانية الهامة، وعرض عليهم السيارة الجديدة، في حديقة منزله، 

ولكنه ما إن بدأ بقيادتها حتى فقد السيطرة عليها واصطدم بسور حديقة المنزل،

 فتلقّى صدمةً كبيرةً، خاصةً بعد أن أظهر الحاضرون سخريتهم منه، ومخاوفهم من اختراعه الذي قد يكون قاتلاً، 

ولذلك قرّر كارل أن يجري بعض التحسينات على السيارة وألا يعرضها على الناس قبل التأكد من جودتها وسلامة قيادتها.


الانتكاسة الثانية:

بعد أكثر من أسبوعٍ من التحسينات والتعديلات، ركب كارل مع زوجته في سيارته وانطلق فيها عبر أحد الشوارع، فلم يكن من الناس إلا أن تجّمعوا حوله وبدؤوا بالركض خلفه لكي يتعرفوا على هذه الآلة العجيبة، 

وهذا ما أعطى كارل مزيداً من الثقة بالنفس وبسيارته، فراح يؤدي بعض الحركات لكي يُظهر للناس إمكانات سيارته وقدرته على التحكم فيها، 

ولكن السيارة توقفت فجأة عن العمل، فراح الجمهور يسخرون منه ومن سيارته.


الانتقال إلى فرنسا:

في كل مرةٍ يحاول فيها كارل استخدام سيارته، كانت جموع الناس تتجمهر حوله، وهذا سبب ارباكاً لحركة المارة في المدينة، وأزعج الكثير من الناس، 

فقررت الشرطة منعه من استخدام سيارته داخل المدينة، فأصابه الإحباط مجدداً لأن أحداً لم يدرك أهمية إنجازه وقيمته، 

ورافقته حالة الإحباط واليأس حتى راودته فكرة نقل اختراعه إلى |فرنسا |

لأنه إذا نجح هناك فلن تتردد| ألمانيا |في تبني فكرته لأن المنافسة كانت شديدةً آنذاك بين ألمانيا وفرنسا في مجال العلوم و|الاختراعات|.


خيبة أملٍ ودعمٌ جديد:

أخذ كارل سيارته إلى فرنسا وعرضها في أحد المعارض العلمية، ولكنه اكتفى بعرضها دون تشغيلها وتجريبها أمام الناس، فلم يدرك أحدٌ ماهية تلك الآلة ولم يكترث لها أحد

 فعاد إلى ألمانيا يجرُّ أذيال الخيبة، ومرةً أخرى تقرّر زوجته مدَّ يد العون له، فاستغّلت غيابه عن الورشة في أحد الأيام، وركبت |السيارة| مع ولديها وذهبت لزيارة والدتها في مدينةٍ أخرى تبعد عنها أكثر من مئة كليو متر، 

وكان ما فعلته كسراً لكل القواعد والأعراف آنذاك.


إقرأ المزيد...

بقلمي سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/25/2021 09:56:00 م

قصة سيارات مرسيدس بينز منذ بدايتها
 قصة سيارات مرسيدس بينز منذ بدايتها
تصميم الصورة رزان الحموي

استكمالاً لمقالنا السابق نكمل ...

جرأة الزوجة تنقذ الموقف:

في ذلك الوقت (سنة 1888)، كانت الكنيسة تحرّم على المرأة قيادة العربة التي تجرّها الخيول، فلما رأى الناس امرأة تقود عربةً تنفث خلفها الدخان أصابتهم الدهشة،

 وانقسموا بين خائفٍ من اقتراب يوم القيامة، ومتفائلٍ ببداية عهدٍ جديد،

 فإذا كانت المرأة قادرةً على قيادة "وحش الدخان"، فإن أي رجلٍ يستطيع ذلك، وهذه هي الرسالة التي أرادت بيرتا نقلها إلى الناس،

 فتعمّدت الوقوف في بعض السّاحات للتزوّد بالوقود من الصيدليات، لكي يشاهدها أكبر عددٍ من الناس.


انطلاقة جديدة:

عندما وصلت بيرتا إلى منزل والدتها في آخر النهار، أرسلت برقيةً لزوجها تشرح له ما حصل، وبأن نيّتها كانت نقل فكرته إلى أكبر عددٍ من الناس، 

وقد أكرمت الحكومة الألمانية بيرتا فيما بعد، بإقامة سباق رالي الخاص بالسيارات القديمة، 

وبعد تلك المغامرة بشهرٍ واحد، أقيم معرضٌ في ميونخ، فذهب كارل للمشاركة في المعرض، ولكنه احتاج إلى موافقة الشرطة الألمانية على نقل سيارته، فلم يستطع الحصول على ترخيصٍ رسمي، بل اكتفى رجال الشرطة بالتعاطف معه وغض النظر عن سيارته.


مصنع بينز للسيارات:

وصل كارل إلى |المعرض| وبدأ بتشغيل سيارته وعرض إمكاناتها أمام الناس، فبدأت الصحف تتحدث عن سيارته، 

وما أن انتهى المعرض حتى حصل على أعلى وسامٍ من السلطات الألمانية،

 وبعد سنةٍ من ذلك، أعاد التجربة في معرضٍ في |فرنسا|، وحالفه النجاح مرةً أخرى هناك، بل أقدم عليه المستثمرون الفرنسيون للحصول على عقودٍ للتوريد والتجميع والتصنيع،

 فبدأ اسم بينز يرتقي كأول مصنّعٍ للسيارات في العالم.


الاندماج مع شركة دايملر مرسيدس:

استمر صعود اسم شركة سيارات بينز في الصعود إلى عام 1925، حيث اندمجت الشركة مع شركةٍ أخرى لتصنيع السيارات اسمها دايملر| مرسيدس|، 

فظهرت علامة "مرسيدس بينز" المعروفة حالياً، 

وعندما أصبح كارل بينز في نهاية أيامه كان يرغب بشيءٍ واحدٍ فقط، هو العودة إلى مدينته القديمة لرؤية سيّارته الأصلية، 

ولكن حالته الصحيّة لم تسمح له بذلك، فقام أبناؤه بتجميع كل ابتكاراته ومراحل تطور سيارته أمام نافذة غرفته، حيث وقف وشاهد ما أنجازه طوال حياته دفعةً واحدة، ثم انتقل إلى جوار ربه.


كانت تلك حكاية ظهور وصعود سيارات مرسيدس بينز، عرضتها لكم من خلال مسيرة |كارل بينز|،

 أما حكاية دايملر مرسيدس، النصف الآخر لشركة مرسيدس بينز، فتلك حكايةٌ أخرى قد نعرضها عليكم في مقالة أخرى.


إذا كنت شغوفاً بالسيارات والآلات وقصص نشوئها وتطورها فشارك المقال.

بقلمي سليمان أبو طافش 

يتم التشغيل بواسطة Blogger.