عرض المشاركات المصنفة بحسب التاريخ لطلب البحث قصّة اليوم. تصنيف بحسب مدى الصلة بالموضوع عرض جميع المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/28/2022 07:29:00 ص

 

تسع مُعتقدات سلبيّة عندما تُحطّمها ستنجح في حياتك.
تسع مُعتقدات سلبيّة عندما تُحطّمها ستنجح في حياتك.
تنسيق الصورة : رزان الحموي
  
المُعتقدات و|الأفكار السلبية| تبدأ بتحطيم شخصّة الفرد وصولاً لإنهاء حياته وصولاً لأعلى درجات |الفشل| والانحطاط  ولنبعتد كلّ البعد عن هذا الضعف ونواجه جميع الصِعاب بقوّة وحَزم يجب أن ندرك ما يؤدي بنا ويقودنا إلى طريق الفشل ونبعتد عنه  كلّ البُعد. 

ماهي أهم هذه المعتقدات

أولاً: فكرة النجاح الوحيد

 النجاح يُصبِح بالنسبة لنا فقط نجاح في الدرجات، المقياس الوحيد لنجاحنا يصبح رقم الدّرجة الّتي حصلنا عليها في الَّدرس، أما نجاحنا في بطولةٍ ما أو اجتيازنا لعزفٍ محترف ورقيق في أُمسية ثقافيّة، كتابة قصّة قصيرة ... جميع هذه الأمور لا تعني شيئاً ولا تُشكّل نقطة نجاح في مسرة الفرد ... وهذا ضعف وخطأ.

ثانياً: المقارنة .

 من أكثر الأفكار الّتي تُضعِف عزيمة الشخص هو أن يقارن نفسه بغيره، وهذه مقارنة ظالمة بحقّ نفسه تجعله يلمس ضعفه دون وجود أي طاقة لتعزيز قواه والعمل من جديد، فلكل شخص حياتَه وظروفهُ وقدراتِه، فالمقارنة الوحيدة الصحيحة دوماً هي مقارنة الفرد بنفسه، مقارنة وضعه وحياته اليوم بالبارحة وقبل أسبوع وقبل شهر وقبل سنة، هل تطوّر هل أصبح بمكانٍ أفضل ؟؟ هل تعلّم مهارةٍ أو لغةٍ جديدة ؟! 

ثالثاً: انتظار الشغف.

يجب أن لا تنتظر الشغف بل ابدأ حالاً، وجرّب جميع الأعمال على اختلافها، فحتماً أنت وفي طريق التجريب ستجد ما تُحبُّه، كالتقاط الصور، كتابة المقالات، إلقاء الشعر، التدريب الرياضي ، |تنسيق الزهور|..  

رابعاً: إلقاء اللوم على الآخرين وعدم القدرة على تحمّل المسؤوليّة

 أول علامة للضعف هي عدم المواجهة، عدم مواجهة المشكلات والوقوف بقوةٍ أمامها والهروب منها بأسهل شكل وهو أن نلقِ اللوم على أحدٍ آخر، فيجب أن نعرف أين تقصيرنا وما السبب وراء المشكلة الحاصلة ونواجهها ونعمل على حلّها .

خامساً : البحث عن الشهادات وتجميعها دون امتلاك أيّ مهارة.

من الجيّد امتلاكنا لشهادات تُثبت تعليمنا، لكن انتظار أنفسنا للخوض بالعمل مباشرةً ودخولنا أرض الواقع لنأخذ الشهادة، هذا الأمر السيء، يجب أن نبدأ بتنمية مهاراتنا وتعزيزها والعمل بها والحصول على وظائف تنفعنا من خلالها قبل حصولنا على الشهادات .

سادساً:  اعتقاد أن عدم النجاح أمر سيء.

وفي الواقع هو العكس تماماً، فالإخفاق في بعض الأمور يجعل منّا أشخاص أكثر قوّة وتحدّي .

سابعاً: محاولة تغيير النّاس والبيئة المحيطة بما  يناسبَك

 وهذا أمر صعب جداً وسيء، في حال كان هناك اختلاف بينك وبين من حولك، يجب عليك أن تُغيّر نفسك لتتأقلم مع المحيط بدلاً من تغيير بيئة بأكملها، فالشركة الّتي لا يستجيب أحد مووظّفيها لنظامها من الأسهل أن تغيّر هذا الموظّف بدلاً من تغيير النظام بأكمله بما يناسب هذا الموظّف. 

ثامناً: الخوف من العُمرْ.

 أن تقول أنا أصبحت في عمرٍ كبير وتجاوزت مرحلة النشاط، فهناك دراسات تُثبِت أن أكبر روّاد الأعمال لم يلمع اسمهم إلا عندما بلغوا الأربعين من العُمر، أو تقول أنا صغير ولا أستطع تحمُّل المسؤوليّة، أنت في أيّ عمرٍ قادر على العطاء والإنجاز.

تاسعاً وأخيراً: حُجّة  الحظ .

 أنا لا أملك الحظ، الحظ لم يحالفني هذه المرّة، لتنجح يجب أن تعمل بجد ّ ولا تعتمد على الحظ فحسب. 

والآن نقف عندك  أيُّها القارئ، كم معتقد سلبي تملك أنت؟! ومن أين ستبدأ تحطيم هذه المعتقدات ؟؟!!

نور دعبول

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/17/2022 01:25:00 م

تعلّم كيف تقوم بإدارة وقتك ؟! وما هي إيجابيّات هذه الطّريقة؟!
تعلّم كيف تقوم بإدارة وقتك ؟! وما هي إيجابيّات هذه الطّريقة؟! 
تنسيق الصورة : ريم أبو فخر
   
ما هي الحالات والطُرق الّتي تلفت نظرك وتقوم  بتنبيهك لضياع وقتك وأنك لم تستثمره بشكلٍ صحيح!؟ 

 |الوقت| والكثير من الدقائق الّتي تملِكها في كل يومٍ لك، يجب أن تصنع فارقاً كبيراً معك، في شبابِك قد تشعُر بحالة من الضّياع نتيجة عدم وجود شيء مهم تفعلهُ في يومك، وقلّة الوعي تجاه أثمن ما تملك وهو وقتك، ستبقى هكذا، وأنت تُشاهد الوقت يمر أمامك دون أن تكسبه لتحقيق أيّ غاية، إلى أن تصادِف في حياتِك أحد الناجحين المؤثّرين في المجتمع، وهو يروي قصّة نجاحِه لتِعرف عندها أنّ سرّ هذا النجاح وعظمتَه هو إدارة الوقت بشكلٍ صحيحٍ وحازم، أو إلى أن تَقع بضائقة و مشكلة كبيرة نتيجة لأيامك الماضيّة الّتي ذهبت دون جدوى . 

ما هي الإيجابيّات والمزايا لتنظيم الوقت ؟! الّتي سنحصل عليها في حياتنا

يوجد الكثير من الإيجابيّات الملموسة وغير الملموسة، الّتي ستُغيِّر  حياتنا عندما نقوم بتنظيم وقتنا وستنطرّق هنا لأشهر تسع نقاط إيجابيّة: 

أولاً: سوف ينخَفِض مستوى التشتت بشكلٍ كبير، نصبح منظّمين و نعرف ما نريد بشكلٍ أكبر. 

ثانياً : ستُدرِك قيمة نفسك، في نهاية كلّ يوم تُحقِّق من خلاله هدفٍ ما .

ثالثاً: انخفاض مستوى التوتُّر و|القلق|، والشعور بالاطمئنان تجاه كل يوم يمر وأنت تعرف كيف ستوجِّهه.

رابعاً : تجد أنك قادر على تحقيق أهدافك، تصبح إيجابيّ في التفكير، فتحقيقك لأهدافك الصغيرة كل يوم يزيد من ثقة بنفسك ويجعلك تسعى للأهدتف الأكبر.

خامساً: الشعور بالإستقرار، ومعرفة الطريق الّتي تبحث عنه.

سادساً: تشعُر بالتقدُّم في حياتك المهنيّة ، من خلال الرضا عن الإنجازات الّتي تُحقّقها، بشكلها الصحيح والّتي أصبحت تملك الوقت الكافي لتسليمها على أكمل وجه.

سابعاً: حصولك على علاقات اجتماعيّة ذات مستوى أفضل، عندما تصبِح من الفئة الّتي تعرِف كيف تدير وقتها، سيبحث عنك النّاس للتقرُّب منك، وهؤلاء سيكونوا من الأشخاص أصحاب الفكر والخبرة.

ثامناً: حصولك على  مستوى أعلى وأقوى في الإنتاجيّة، مثلاً( بدل أن تقرأ كتاباً كل شهر، أصبحت تقرأ ثلاث كتُب في اليوم الواحد نتيجة تنظيمك لوقتك).

تاسعاً : تحقيق التوازن بين كل العلاقات والحاجات ( بين العائلة - الأصدقاء - |الرياضة|- الصحّة- وقت الترفيه...) ستجِد وقتاً لكلّ شيء. 

- هذه الإيجابيّات التسعة، لتحصل عليها، يجب عليك امتلاك الطريقة، والطريقة سهلة  ومضمونة، فقط عليك اتّباع ست خطوات واضحة. 

ماهي الخطوات الستّة الّتي تجعلني مديراً ناجحاً لوقتي ؟!! 

أولاً : الترتيب، في كلّ يوم إبدأ بترتيبه كما ترتِّب منزلك، مكتبك، لباسك... ( من الساعة الثامنة للعاشرة سأقرأ مجلة، من العاشرة للواحدة سأعمل مع شركتي عن بعد ..... وهكذا لتنهي يومك كلّه.)

ثانياً : ترتيب الأولويّات ( مهم عاجل - أمر  عاجل لكن غي مهم - غير مهم وغير عاجل ) 

ثالثاً : وجود هدف حقيقي ترغب في تحقيقه وتسعى له.

رابعاً : التخطيط بشكلٍ واضح وبالتفصيل.

خامساً : التركيز وعدم التشتُّت .

سادساً وأخيراً : إكمال المهّمة، من المجدي جداً لقدرتك على تنظيم الوقت هو إنهاء العمل الّذي بدأته بشكلٍ تام، لأنك في وقتك الجديد ستنشغل لعملٍ جديد. 

وأنت عزيزي القارئ كم مهارة من ههارة إدارة الوقت تمتلك؟؟!!


نور دعبول  

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/15/2022 03:54:00 م
قصة الأرض التي قتلت صاحبها -الجزء الأول- تصميم وفاء المؤذن
قصة الأرض التي قتلت صاحبها -الجزء الأول
 تصميم وفاء المؤذن
الدول العربية غالباً تتم تربية الشبان فيها على أنّهم الآمرون الناهون على الفتيات، متناسين أنَّ الله تعالى كرّم المرأة وأعزها، ولكن مع هذا الكلام نرى أغلب العائلات تعمل على تكسير مجاذيف المرأة، فنرى أن حقوقها مسلوبة من قبل والدها وأخوتها، وعندما تتزوج يتحول هذا السلب إلى زوجها، فيضعف من شخصيتها ويعاملها بقسوة، وحتى أنَّ البعض يحرم الإناث من |حقها الشرعي| بميراث والديها.

وطبعاً لكل قاعدة استثناء التقدم والتطوير الذي يشهده العالم، جعل الفكر البشري منفتح بعض الشيء، فالأن هذه الأمور أصبحت محصورة ضمن دائرة صغيرة للعائلات المتخلفة.

قصّة الليلة سنرى بها الغرائب والعجائب، فكره الأخت لأخيها بسبب الظلم الذي تعانيه منه، قدّ يجعلها تفعل أسوء الأمور من أجل التخلص منه، فما بالك إن كان هناك محرّض من أجل زيادة كمية الحقد والغّل بداخلها، فما هي النتائج التي يمكن التوصل إليها بتنفيذ الخطط؟، لنتابع معاً أحداث هذه القصة لنعلم ما العبرة المرجوة منها بالجزء الأخير.

في الأراضي القطرية بعام 2016 بطل قصتنا يدعى رشيد

 يبلغ من العمر20 ربيعاً، ويعمل في مستشفى الدوحة كرجل أمن، ومن المعروف أنَّ الشبان بهذا العمر يريدون أن يلفتوا الأنظار إليهم بشتى الوسائل، وصديقنا رشيد كان من هذا النوع فهو يحب الظهور أمام الجميع.

مرّت الأيام وإذ بفتاة جميلة ذات قوام رائع طويلة القامة لها عينتان براقتين، أتت الى هذا المستشفى من أجل مراجعة العيادات الخارجية، وبدأت تسأل كل من تراه وتستفسر عن بعض الأمور، وإذ برشيد يظهر أمامها فسألته عن مكان العيادات.

رشيد لم تحمله قدماه ولم يستوعب عقله أنَّ هذه الفتاة الخلابة تتكلم معه

 فوقع بغرامها على الفور، ومن ثم قام بأخذها إلى المكان الذي تريده، وانتظرها حتى انتهت من المعاينة وقال لها: أنّه يريد أن يأخذ رقمها.

فنظرت إليه على استيحاء ولكنها لم تمانع، وبالفعل تبادلا أرقام الهواتف المحمولة، ومن ثم تركته الفتاة وغادرت إلى منزلها.

بذات الليلة بدا على الفتاة التوتر فهي تعلم أن الشاب سيتصل بها، لذلك قررت الانعزال بغرفتها بحجة أنّها مريضة، وبالفعل بحوالي الساعة 8 اتصل بها رشيد وتبادلا أطراف الحديث، واستمرت المكالمة لساعات فكل واحد منهم عرّف الأخر على نفسه.

وتطورت الأمور بسرعة رهيبة، وكل ليلة كان الشاب والفتاة على موعد مع بعضهما من أجل أن يتحدثا، إلى أن جاء اليوم الذي قرر به رشيد أن يلتقي مع هذه الفتاة خارج أوقات عمله.

لم تمانع وتم الاتفاق على أن يتم اللقاء بأحد فنادق المدينة المعروفة، الفتاة كانت تمتلك جرأة كبيرة، فرشيد بعد أن جلس معها بصالة الفندق طلب منها أن ينتقلا لأحد الغرف من أجل أن يأخذا راحتهما أكثر.

قصة الأرض التي قتلت صاحبها -الجزء الأول- تصميم وفاء المؤذن
قصة الأرض التي قتلت صاحبها -الجزء الأول
 تصميم وفاء المؤذن

إن الله يعلم أنّ النفس أمارة بالسوء

 لذلك حضَّ الرجال والنساء على |الزواج| بالعمر المناسب، بل وأنّه جعل الزواج تكملة لنصف دين كل شريك، فالغرائز لا يمكن التحكم بها ببعض الأحيان.

صديقنا رشيد بعد أن طلب من الفتاة أن تذهب معه لأحد غرف الفنادق كما ذكرنا خرجت الأمور عن السيطرة والموضوع تطور من مجرد كلمات إلى فعل الفاحشة بينه وبين الفتاة، فهي أيضاً بسبب الكلمات المعسولة التي سمعتها من رشيد ضعفت وسلمت نفسها لرشيد.
ولكن بحقيقة الأمر الفتاة كانت تنتمي لعائلة متشددة بعض الشيء، وبالرغم من الجمال الرائع الذي تمتلكه، إلا أنّها مطلقة بعمر ال17 عاماً، وتقطن الأن ببيت والدها الذي توفي منذ أشهر، ويشاركها بالسكن أخيها الذي يتحكم بجميع أفعالها.
فبعد وفاة والديها أصبح هو الآمر الناهي عليها، ولمنعها من الاعتراض عن أي شيء يطلبه منها، كان على الدوام يقوم بضربها وتوجيه الشتائم إليها، فهو ظالم ومستبد بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
حتى أنّها بكثير من الأحيان تدعو الله أن يعود والدها الظالم إلى الحياة، ويأخذ بدلاً منه هذا الأخ المستعبد بدلاً منه، حتى أنَّ الفتاة تمتلك من ورثة أبيها أموال كثيرة، ولكنّه يمنعها من التصرف بها.
رشيد أصبح على دراية ومعرفة بوضع الفتاة الاجتماعي، وهو صدقاً أحبها ومن جهة لأخرى رآها أنها ما زالت صغيرة بالعمر، تمتلك أموال كافية ليعيشا بحياة ذات مستوى مقبول.

لذلك قرر بأحد الأيام أن يفاتحها بالموضوع الذي خطط له كثيراً

 وجهّز كلماته بإحكام وعناية من أجل أن يسردها أمامها، فقال: أنّه يريد أن يتقدم إلى خطبتها بشكل رسمي، وإنه ليس كهؤلاء الشبان الذين يلوذون بالفرار بعد أن يوقعوا الفتاة بشباكهم.
الفتاة أحسّت أن الدنيا لم تعدّ تسعها من الفرحة، فقالت له أنها موافقة على طلبه ومن دون أي شروط، فهي تنتهز أقرب فرصة أيضاً من أجل التخلص من الجو السلبي الذي تعيشه بالمنزل مع أخيها.
ولكن يوجد لديها مشكلة ألا وهي أن أخيها يمنعها من الزواج من كل شاب يتقدم لخطبتها، خوفاً من أن يذهب |ميراث| عائلته إلى غيره وينتقل إلى زوجها وأولادها، فهنا أحسّ رشيد أن الشخص الوحيد الذي يقف بوجه مخططاته المستقبلية هو هذا الشاب.
الفتاة بقصتنا تدعى (طيف) مع مرور الأيام أحبت رشيد حب خيالي، لذلك تجرأ رشيد وقال لها: بما أنك تحبيني وأنا أريد أن أقضي معك بقية حياتي، وفقط العائق الوحيد بطريقي وطريقك هو أخيك، أنا قررت أن أعرض عليك الخطة التالية.
قال أنّه على استعداد تام بأن يخلصها من أخيها، وخاصة أن سلوكياته نحوها سيئة للغاية، فهو مقيّد حريتها ويعتدي عليها بالضرب الدائم، والأن أصبح ثغرة بطريق سعادته لذلك يقوم بفعل ما يلي.
ما الذي يخطط له رشيد؟، وهل ستنجح خططه؟
قصة الأرض التي قتلت صاحبها -الجزء الأول- تصميم وفاء المؤذن
قصة الأرض التي قتلت صاحبها -الجزء الأول
 تصميم وفاء المؤذن
لا أتخيل أنّه يوجد فتاة بهذه الكرة الأرضية مستعدة لأذية أحد من أفراد عائلتها من أجل أن تتمتع هي بسعادتها، فمهما كان حجم |الخلافات| الواقعة بينهم، تبقى الدماء التي تسير بعروقها ذاتها الدماء التي تسير بعروق أخوتها.

لكن على ما يبدو أن صديقتنا (طيف) تحمل وجهة نظر مختلفة

رشيد كشف عن نواياه بأنه سيتخلص من أخيها لطيف ويقدم على قتله، ببداية الأمر امتعضت طيف من طلبه محاولة التظاهر بأنها لا تريد أذية أخيها، ولكن قلبها من الداخل موافق على هذا القرار، وخاصة أن رشيد أقنعها بأسلوبه أن هذه الطريقة هي الطريقة الوحيدة من أجل أن يبقيا معاً.
أخبرها رشيد أنه سيقتله بطريقة تبعد كل الشكوك عنها وعنه، فهو قدّ أمضى أيام وأيام بالتفكير بخطّة محبوكة بإحكام، فقالت له مستفسرة: وما هي هذه الخطة؟.
فأجاب أنه لا ينوي أن يقتله بقطر، وإنما سيقوم باستدراجه الى أراضي المملكة العربية السعودية، وهنا وافقته طيف وبدأت بمساعدته عن طريق تزويده بالمعلومات التي تريدها، فقامت بإعطائه هاتف محمول يحوي على أهم معلومات العائلة، من أرقام الهواتف، إلى تاريخ وفاة وما الطريقة التي مات بها، وحتى جميع |أملاك العائلة| وأماكن تواجدها ليكون على دراية بكل التفاصيل.

وبالفعل ما هي إلا بضع أيام حتى قام رشيد بإجراء اتصال مع أخ طيف

 وقال متحججاً: أنّه موكل عن ميراث والده بالأملاك التي تركها قبل وفاته، وأعطاه بعض المعلومات الخاصة عن والده ليطمئنه ويكسب ثقته، وقال أن هناك أرض بالإحساء شرق السعودية تعود لوالده، وطبعاً رشيد استغل حب الشاب للأموال والأملاك لذلك قرر المسير بهذه القصة المزيفة من أجل استغلال الوقت، بل وأقنعه أن سعر هذه الأرض يبلغ (4 مليون درهم سعودي).
ومن أجل أن يقوم بتسليمه جميع الوثائق والأوراق الرسمية الخاصة بهذه الأرض، وبالإضافة الى نقل ملكيتها من اسم والده المتوفي إلى اسمه، يجب أن يأتي إلى المملكة السعودية من أجل الاتفاق على تفاصيل الدعوى التي سيقيمها.
حب المال يمكن أن يؤدي الى مقتل الأفراد، فالشاب عندما علم أنه يوجد أرض ستصبح عما قريب باسمه وافق على الفور، وفعلاً تم الاتفاق على يوم محدد من أجل السفر والالتقاء بالسعودية ليتم إنهاء الأمور.
اتصل رشيد بطيف من أجل الاتفاق معها على بعض الأمور، فمن أجل أن يخرج رشيد من قطر ويغادر إلى الأراضي السعودية، كان بحاجة إلى شخص يساعده بمهمة مراقبة أخو طيف لحين مغادرته المنطقة، وتمّ تولي هذه المهمة من قبل طيف بمراقبة أخيها.
فهل ستسير الأمور على النحو الذي رسمت لها؟، لنتابع معاً الجزء التالي.
آلاء عبد الرحيم

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/07/2022 12:48:00 م

سَمِيرَة وَالمُكَالَمةُ الهَاتِفِيَّةُ
 سَمِيرَة وَالمُكَالَمةُ الهَاتِفِيَّةُ 

كانَتْ سَمِيرَةُ  تَتَحدَّثُ معَ زمِيلَتِهَا عَلىٰ الهَاتِفِ وفَجْأةً تَدَاخَلَتِ الخطُوطُ  وَتشَابَكَت، فسَمِعَتْ صَوتَ طِفْلَةٍ تُحَادِثُ أمِّهَا. 

كانَتِ الفَتاَةُ تَرجُو وَالدَتِهَا، أنْ تَسمَحَ لَهَا بًالذَّهَابِ في رِحلَةٍ مَدرَسِّيةٍ إلىٰ مدينةِ المَرَحِ. 

لكنَّ الأمَّ التي كانَتْ عَلىٰ ما يبدُو فِي عَملِها أوْ وظِيفَتِها

كَانَتْ ترفُضُ طَلَبَ ابْنَتِهَا وتَعتَذِرُ مِنْهَا لأنَّ مِيزانِيَّتَها لا تسمَحُ لَهَا بِإِرسَالِها إلىٰ الرِّحلَةِ. 

قَالَتِ الفَتَاةُ : كُلُّ طُلَّابِ الصَّفِّ السَّادسِ سَيَذهبُونَ غَدَاً للرِّحلَةِ، سَيَمرَحُونَ ويَلعَبُونَ، أَرجُوكِ مَامَا أريِدُ الذَّهابَ مَعَهُمْ.

لَكِن إِلحَاحَ الفَتاةِ لَمْ يُجْدِ  فِي إقْنَاعِ وَالدَتِهَا الَّتِي قَالَتْ لَهَا : لِينْ كَفَىٰ بُنَيَّتِي، أنتِ تُسبِّبيِنَ لِيِ الإحرَاجَ..

ستَذهَبِينَ فِي المَرَّةِ القَادِمةِ... تَعرِفِينَ الظُّروفَ حَبيبَتِي.

رَدَّتِ الفتَاةُ بِحزْنٍ : حَسَنَاً أُمِّي ......

وَقُطَعَتِ المُكاَلمَةُ.

تَألَّمْتْ سَميِرَة لِمَا حَدثَ وَأحَسَّتْ بالحُزنِ مِنْ أجْلِ الفتَاةِ وَتمَنَّتْ أنْ تُسَاعِدَهَا وَلَكِنْ كَيفَ؟ 

هِيَ لا تَعرِفُ مَنْ هِيَ، وَلاتَعرِفُ عُنوَانَها، وَلَا اسمَ مَدرَستِهَا، وَفَوقَ هَذَا لَيسَ لَدَيْهَا مُتَّسَعاً مِنَ الوَقتِ فَالرِّحلَةُ غَدَاً. 

أثْنَاءَ الغَدَاءِ،عِنْدَ اجْتِمَاعِ العَائلَةِ فِي الظَّهِيرَةِ حَكٌتْ سَمِيرَة لأُسرَتِهَا مَا جَرَىٰ.

لَكِنَّ وَالدَهَا اسْتَنْكَرَ مَا حَدَثَ وَقَالَ لَهَا : لَقَد أخطَأتِ بُنَيَّتِي، مَا كَانَ يَنْبَغِي أنْ تَستَمِعي لِحِوَارِ الأمِّ وابنَتِهَا. 

قَالَتْ سَميِرَة : لَمْ أكُنْ أقْصِدُ ذَلِكَ، لَكِنَّ صَوْتَهَا ظَهَرَ فَجْأةً عَلىٰ الهَاتِفِ وَقَد شَدَّنِي المَوضُوعُ...  

ثُمَّ قَالَتْ بِحُزْنٍ  لَقَد تَأثَّرتُ كَثِيرَاً لِحُزنِ الفَتاةِ أبِي.

قَالَ الأبُ : هَذَا شُعُورٌ نَبِيلٌ وَلَكِنْ كَانَ مِنَ الوَاجِبِ َأنْ تُغْلقِي الهَاتِفَ، إنَّهُ شَأنٌ يَخُصُّهَا وَحدَهَا، لَيْسَ مِنْ حَقِّكِ الاسْتِمْاعِ لِحَدِيِثِ الَفتَاةِ  وَأُمِّهَا، فَهُنَاكَ آدَابٌ لاستِعمَالِ الهَاتِفِ لا يَجُوزُ تَجَاوزَهَا.

قَالَ سَميِرُ: وًكانَ يَكبُر أختَهُ بِعامٍ واحِدٍ أَرجُوكَ أبِي دَعناَ نُساعدُ هِذِه الفَتَاةُ، وَلسَوفَ نِغلقُ الهَاتِفَ لَوْ تَشابكَتِ الخُطوطُ فِي المرَّةِ القادمَةِ.

قَالتْ سَمِيرَة : أجَلْ أبِي نَعِدُكِ بِذَلِكَ ولكنْ أرجُوكَ دَعنَا نِسَاعِدُ الفَتَاةَ هَذِهِ المَرَّةِ، أرجوك... أرجوك.. 

قاَلَ الأبُ : ولَكِنْ كَيْفَ؟ وَنَحنُ لا نَعِرفُ مَنْ تَكُونُ؟ وَلَا نَعرِفُ عُنوَانَها؟ وَلا اسْمَ مَدرَستِها؟ 

ضَحِكَ سَميِر وقَالَ : وهِوَ يَضَعُ اصبَعَهُ عَلىٰ صَدغِهِ إنَّهُ الذَّكاءُ أبي، لَقَد وَجَدتُ الحَلَّ.

ابتَسَمَ الأَبُ وقَالَ : هَيَّا قُلْ لَنا مَا عِنْدِكَ 

أجَابَ سَميِر : بِبساطَةٍ نَتَّصِلُ بًإدَارةِ مَديِنةِ المَرَحِ وَنعرِفُ اسْمَ المَدرسَةِ الَّتِي ستَزورهُمْ غَدَاً

 ثُمَّ نَتَّصلُ بِالمدرسَةِ، وَنَسألُ عَنِ الفتَاةِ لِينْ فِي الصَّفِّ السَّادسِ، ونَدفَعُ لَها ثَمنَ البطَاقَةِ. 

قالَ الأبُ : إنَّ مُديرَ مَدِيِنَةِ المَرَحِ صَدِيقِي

فَرَكَ سَميِر كَفَّيْهِ بِفَرَحٍ وَقَالَ : هَذَا يُسَهِّلُ مَهَمَّتنَا.  

ثَم تَمَّ الأمرُ ببساطةٍ وَسُهولَةٍ. 

 ُسُرَّ الوَالِدُ  مِنْ لَهفَةِ وَلدَيْهِ وَحُبُّهُمَا لعَملِ الخَيْرِ وَقَالَ لَهُمَا :بَارَكَ اللّٰهُ بِكُمَا وَلَدَيَّ، أنَا مَسروُرٌ لأَنَّكُمَا أدخَلتُمَا السَّعادَةَ إلىٰ قَلْبِ الطِّفلةِ  الصَّغِيِرةِ، الحَمْدُ لِلّٰهِ أنَّ| الرَّحمَةَ| تَملَأُ قَلبيكُمَا.

قَالَتْ مَامَا : ولا تَنْسَى أنَّ لذَكاءِ سَميِر دَوْرٌ كَبِيِرٌ فَلَوْلَاهُ لَمَا تَمَّ الَأمرُ. 

قَالَتْ سَميِرةُ :أجَلْ بَابَا هَذَا صَحِيَح، وَلَكِنْ لاَ تَنْسَىٰ أيضاً، أنَّ |التَّعَاوُنَ| سَهَّلَ لَنَا المَهَّمَّة، وَأَسْهَمَ كثيراً في َسُرعَةِ انْجَازِهَا.


وَأنْتُمّ أحبَابِي الصِّغارُ...هَلْ سَرَّكُمْ مَوقِفُ سَميِرَة وَأخُوهَا سمير؟ 

هَلْ سَتَتَصَرَّفونَ كَمَا تَصَرَّفَا لَوْ صَادفَكُمَا مَوقِفٌ مُشَابِهٌ ؟

جَدَّتُكُمْ هُدَىٰ تُحِبُّ أَنْ تَستَمِعَ لأرَائِكُمُ 

فِي رِعايَةِ اللّٰهِ أحبَابِي.

أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من قصّة اليوم في التعليقات بلهفة ..

🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍 


👵🏻كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/07/2022 07:34:00 ص

مولد الرسول الكريم
مولد الرسول الكريم
 

كان مولد الرسول الكريم مميزاً جداً هذا العام 

فقد أعلنت معلمة اللغة العربية للصف العاشر في المدرسة، عن مسابقة لصنع مشروع خاص بمولد الرسول الكريم، وتم تحديد تسليم المشروعات بعد أسبوع كامل أي قبل المولد بيومٍ واحدٍ . 

في الوقت المحدد، جمعت المعلمة المشروعات وبدأتْ كلُّ طالبةٍ تشرح فكرتها، وتقدم ما أنجزَتْهُ

صنعتْ بعضُهنَّ مجسماً لمسجدٍ، وأخرياتٌ صنعهنَ  قناديلاً مضاءةً، والبعضُ قدَّمنَ عباراتِ تهنئةٍ ولوحاتٍ من الورق المقوَّىٰ  

كان مشروع ميس مميزاً جداً، وكان هو المشروع الفائز، وقد تشوق الجميع لمعرفته لكن المعلمة أصرَّتْ على إبقائِه مفاجأةً، وتركتْ أمرَ الإفصاحِ عنه ليومِ الإحتفال . 

وفي يوم مولدِ رسول الله صلىٰ الله عليه وسلم

 تمت دعوة الأهلِ وأولياءِ الأمورِ، لحضور الحفل حيث نُصِبتْ حبالُ الزينة والأضواءِ، وأُعِدَّتْ منصةٌ كبيرةٌ للإحتفالِ . 

قَدَّمَتْ مجموعة فتيات بعضَ الأناشيدِ الجميلة وأُلقِيَتْ بعضُ الكلمات الخاصة بالمناسبة العظيمة، ثم  جاء دور الفقرة الختامية حيث تَقدَّمَتْ ميس بمشروعها الفائز

كان عبارةً عن صندوقِ بريدٍ من الزجاجِ الشفافِ، وقد تربَّعت في قاعدتِه رسالةٌ 

فَتحَتْ ميس الصندوق وأخرَجَتِ الرسالةَ التي عَنْونَتها بإسمِ "رسالة إلى حبيبي رسول الله "

 ثم بدأتْ بقراءتها أمام الجميع عبر مكبر الصوت ...

خيم الصمتُ وساد هدوءٌ مَهيبٌ، وصدح صوتها الجميل المؤثر قالت ميس  :

حبيبي رسول الله

السلام عليك في يوم مولدك ، طبتَ يا سيدي وطاب ذِكْرُكَ العَطِرُ.

أتشرفُ بأن أكتبَ رسالةً إليك أبثُّكَ فيها تحياتي ومحبتي، وأعبر لك عن اعتزازي وفخري بأنك رسولنا الكريم . 

يحتفل العالم  بيوم مولدك  الشريف فيتبادلون التهاني، ويقيمون الاحتفالات، وينصبون حبال الزينة والأضواء، ويرددون الأناشيد والأغاني  

لكنهم مع الأسف لايدركون ياسيدي أن الاحتفالات ليست حبال زينةٍ وأضواءٍ وليستْ أناشيداً وأهازيجَ جميلة وحلوى وسكاكر فحسب.

لقد نسي الجميع في غمرة هذه الاحتفالات الجميلة ومظاهر الفرح أن يتمثلوا أخلاقك العظيمة ،ولو فعلوا لكانت الاحتفالات أجمل وأحلى وأصدق ،ولكان فرحكَ بنا أعظم يا سيدي يا |رسول الله|   

أخٌ يخاصمُ أخاه، وولدٌ يجافي أباه، وجارٌ يؤذي جاره، واجباتٌ تضيعُ، وحقوقٌ تُسلبُ.

تاجرٌ يغشُّ، وبائعٌ يسرقُ..... فقرٌ وجوعٌ يَعمُّ ولا زكاةَ ولا تكافلَ.

كرهٌ وخصامٌ يسودُ ولا وئامَ ولا محبةَ، شحناءُ وبغضاءُ، عداواتٌ وخصوماتٌ..... قيمٌ تتلاشىٰ وأرحامٌ تقطعُ .

عذراً حبيبي رسول الله قد نسينا أن نطبق سُنَّتَكَ الشريفةَ وابتعدنا عن نهجِكَ القويمِ  وأخلاقِك الكريمةِ وقصَّرنا في| العباداتِ| والطاعاتِ

عذراً حبيبي رسول الله.

ادعُ لنا فأنتَ النَّبيُ الكريمُ ودعاءُ الأنبياءِ مُجَابٌ وأنتَ حبيببُ اللّٰهِ ورسولُهُ 

ادعُ لنا أن يُؤلِّفَ الله قلوبنا ويوحِّدَ كلمتنا ويُصلِحَ حالنا وأنْ يجمعَنا علىٰ مَحبَّتِكَ وطاعةِ الرحمٰنِ 

صلى الله عليك وسلم ياحبيبي يارسول الله ....

دمعتْ عيونُ الحاضرين وتأثَّروا بكلام الفتاة الرائع 

تقدمت المديرة والمعلمات ..... صافحن ميس بحرارةٍ وحُبٍّ..... قالت معلمة الصف بفخر:

بوركتِ  فتاتي وبُورِكَ والداكِ وأسرتَكِ التي رَبَّتكِ على الفضيلة والخير .

قد أجَدتِ وأحسنتِ التعبير....

 ضَجَّتْ قاعة الإحتفال بالتصفيق وانتهى الحفل بتوزيع لفائف الملبس والشوكولا .


أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من قصّة اليوم في التعليقات بلهفة ..

🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍 


👵🏻كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/27/2022 06:58:00 م

لَا يَكفِي أَنْ يَكَُِونَ الهَدَفُ نَبِيِلاً
لَا يَكفِي أَنْ يَكَُِونَ الهَدَفُ نَبِيِلاً 

اًفَاقَتْ عَبِيِرِ مِنْ قَيْلُولَةِ الظَّهِيِرَةِ ،لتجد رَائِحَةُ الحَلوَى تَمْلَأُ البَيْتَ

تَلَمَْظَتْ..... مْمْمْ  َكمْ َتبْدُو شَهِيَّةً، إنَّهَا حَلوَىٰ كَعكَة التُّوتِ البَرِّيِ الَّتِي تُحِبَّهَا كَثِيرَاً، أَحَسَّتْ بِرَغْبةٍ شَدِيِدَةٍ لِتَأكُلَ بعضَاً مِنْهَا 

فَنَزلَتْ مُسْرِعَةً عَنِ السَّرِير ،وَبَيْنمَا كَانَتْ تَتَّجِهُ  نَحوَ المَطبَخِ ،تَنَاهَىٰ إلَىٰ سَمعِهَا صَوْتُ وَلَدٍ يَبْكِي كَانَ شُبَّاكُ غُرفَتِهَا مَفتُوحَاً 

وَلِأَنَّ بَيتَها كَانَ فِي الطَّابِقِ الأَرضِيِّ ،وَغُرفَتَهَا تُطِلُّ عَلىٰ الشَّارِعِ ،فَقَد بَدَا الصَّوْتُ وَاضِحَاً 

قَالَ الوَلَدُ لأبِيهِ، أُرِيدُ مِنْ َهذِهِ الحَلوَىٰ 

فَأجَابَه أبُوهُ إِنَّ رَائِحَةَ الحَلوَىٰ تَنْبَعِثُ مِنْ أحَدِ البِيُوتِ، وَلَيْسَت مِنْ مَحَلٍّ لبَِيْعِ الحَلْوَىٰ ،لِذَا لَا يُمكِنُنِي شِرَاؤُهَا بُنَيَّ .

ألَحَّ الطِّفْلُ أَرجُوُكَ بَابَا : قِطعَةً وَاحدَةً فَقَط  . 

أطَلَّتْ عَبِيِرُ مِنَ النَّافِذَةِ ،ثُمَّ نَادَتْ الوَالِدَ : يَاعَمّْ ... يَاعَمَّْ 

 لَقَد سَمِعتُ حَدِيثِكُمَا ، سَأُحضِرُ لِلْطِّفْلِ قِطعَةَ حَلْوَىٰ ،انْتَظِرنِي مِنْ فَضْلِكَ ،وأسْرْعَتْ فَورَاً إلىٰ المَطبَخِ ، وَهِيَ تُنَادِي مَامَا..  مَامَا..

 لَكِنَّ أخَاهَا مَاهِر أَخَبَرَهَا بأنَّ : وَالدَتَها قَد ذَهبَتْ لِتَشْتَرِيَ بَعضَ مُسْتَلْزَمَاتِ الحَلْوَىٰ . 

ارتَبَكَتْ عَبيِرُ ،فَهِيَ قَد وَعَدَتِ الرَّجُلَ

 وَقَالَتْ بِحيرَة ٍ : لَا وَقْتَ لَدَيَّ لِأنْتَظِرَ عَودَةَ مَامَا ،سَأخْبِرُهَا بِالأَمرِ حِينَ تَعُوُدُ 

وَاقْتَطَعَتْ قِطعَةً مِنْهُا ،ثُمَّ نَزلَتْ مِنَ البَيْتِ مُسْرِعَةً، وَنَاوَلَتْهَا لِلَّرَجُلِ الَّذِي شَكَرَهَا وَأثْنَىٰ عَليْهَا، ثُمَّ قَدَّمَهَا لِطفلِْه فَبَدَأ بِتَنَاولِهَا بِفَرحٍ  

سُرَّتْ عَبِيرُ وَشَعَرَتْ بِسَعَادَةٍ غَامِرَةٍ.

بَعدَ قَليِلٍ جَاءَتْ أُمُّهَا ،فَأسْرَعَتْ لِتُخَبِرَهَا بِالأَمْرِ ومَا أَنْ هَمَّتْ بِالكلاَمِ ،حَتَّىٰ رَنَّ جَرَسُ الهَاتِفِ 

 رََدَّتِ الأُمُّ : كَانٌتْ صَدِيقَتُهَا عَلَىٰ الخَطِّ ،رَحَّبَتْ بِِهَا وَقَالتْ لَهَا : لَاتَقْلَقِي عَزِيِزَتَي، لَنْ نَتَأخَّرَ لَقَد صَنَعتُ الكَعكَةَ، ولَمْ َيَيْقَ إِلَّا تَزْيِينَهُا ، خِلاَلَ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ  سَتكُونُ جَاهِزَةً 

سَمِعَتْ عَبيِرُ المُكَالَمَةَ فَوَقَعَتْ كالصَّاعِقَةِ عَليْهَا وَضَعَتْ يَدَهَا عَلَىٰ خَدِّهَا بِحِيرَةٍ.. 

التَفَتَتْ أُمُّ عَبِيِر وَقَالَتْ وَهِيَ تَتَّجِهُ مُسْرِعَة نَحوَ المَطبَخِ : مَاذَا كُنْتِ تُرِيدِينَ أَنْ تَقُولِي يَاعَبيِر؟ 

اتْبَعِينِي سَنَتَحَدَّثُ فِي المَطبَخِ فَأنَا مَشْغُولَةٌ جِدَّاً

فاليَومُ يُصَادِفُ عِيدُ مِيلادِ نُوُر ابنَةَ صَدِيقَتِي ضُحَىٰ وَ قَد وَعَدتُهَا بِإعدَادِ كَعكَةٍ بِالتُّوتِ البَرِّيِّ

وَسَوفَ تَأتِي ضُحَىٰ بَعدَ قَلِيلٍ لِأَخْذِهِ وَعَلَيَّ أنْ أُنهِيَ تَزّييِنِهِ سَرِيعَاً

تَسَمَّرَتْ عَبِيِرُ مَكَانَهَا ،وَقَالَتْ فِي سِرِّهَا يَاإلَهِي مَاذَا فَعلْتُ؟ 

 بِتَسَرُّعِي وَانْدِفَاعِي أفْسَدتُ الكَعكَةَ وَوَضَعتُ أُمِّي فِي مَوْقِفٍ مُحرِجٍ لَيْتَنِي انْتَظَرتُ مَجِيئَهَا .   

دَخَلَتِ الأُمُّ المَطبَخَ... وَمَا هِيَ إلَّا لَحَظَاتٍ قَلِيلَةٍ حَتَّىٰ بَدأَتْ تُنَادِي بِصَوتٍ غَاضِبٍ مَاهِر.. مَاهِر تَعَالَ إلَىٰ هُنَا. 

تَمتَمَتْ عَبِيرُ  لَقَد اكتَشَفَتْ أُمِّي الأَمْرَ ،وظَنَّتْ أَنَّ مَاهِرَ هُوَ الفَاعِلُ . 

يَجِبْ أَنْ أكُونَ شُجَاعَةً وَأعتَرِفُ بِالحَقِيقَةِ 

دَخَلَتْ عَبِِيرُ إلَىٰ المَطبَخِ وَقَالَتْ بِخَجَلٍ: سَامِحيِنِي مَامَا  ،أَنَا مَنْ فَعَلَ هَذاَ لَمْ أَكُنْ أَعلَمُ أنَّكِ أَنَّكِ....... 

ثُمَّ تَابَعَتْ كَلامَهَا مُتَلَعثِمَةً : لَا ذَنْبَ لِمَاهِرَ عَلىٰ الِإطلاَقِ ،أَنَا جَاهِزَةٌ لأَيِّ عِقَابٍ 

وَرَوَتْ لَهَا بِاختِصَارٍ مَاكَانَ مِنْ أَمرِ الرَّجُلِ وَطِفْلِهِ الصَّغيِرِ ،وانْهَمَرَتْ دُمُوعُهَا. 

هَدَأتْ ثَورَةُ الأُمِّ قَلِيلَاً ،فَقَد أَدرَكَتْ أَنَّ عَبِيِرَ لَمْ تَكُنْ تَقصِدْ إلَّا فِعلَ الخَيْرِ . 

  ثُمَّ أَنَّهُ لَيْسَ لَدَيْهَا مُتَّسَعَاً مِنَ الوَقْتِ لِتَأنِيِبِهَا فَكَّرَتْ بِسُرعَةٍ، كَانَتِ الأُمُّ ذَكِيَّةً وَعَمَلِيَّةً.  

فَقَرَّرَتْ تَغييِرَ شَكْلِ الكعكة ،وَجَعلَتْهُا عَلَىٰ شَكْلِ قَلْبٍ وَنثَرَتْ فَوقَه حَبَيْبَاتٍ مِنَ الشُّوكُوُلَا البَيْضَاءَ ،ثُمَّ أَحَاطَتْه باِلتُّوتِ البَرِّيِّ المَائِلِ إلَىٰ البَنَفْسَجِيِّ الأخَّاذِ 

بَدَتِ الكَعكَةُ أصغَرَ قَلِيِلَاً لَكِنَّهُا صَارَتْ أَجْمَلُ...

وَضعَتْهُا فِي الثَلَّاجَةِ وَتنَهََدَتْ الْحَمْدُ لِلّٰهِ بَقِيَ نِصفُ سَاعَةٍ  ،ثُمَّ دَخَلَتْ بِلَهْفَةٍ غُرفَةَ عَبِيِر 

كَانَتْ مُسْتلَقِيَةً فَوقَ سَرِيرِهَا ،والحُزْنُ بَادٍ عَلىٰ وَجْهِهَا ...

سَحَبَتْهَا مِنْ يَدِهَا ِإلَىٰ حَيْثُ وَضَعَتِ الكَعكَةَ صَرَخَتْ عَبِيرُ بِِدَهْشَةٍ وَاوْ  .. ِإنَّهُا جَمِيلَةٌ جِدَّاً أَنْتِ مَاهِرَةٌ وَذَكِيَّةٌ مَامَا 

قَالَتْ أُمُّهَا أتَرَيْنَ حبِيِبَتِي لَقَد أَصلَحتُ الأَمرَ ،لا تَقْلَقِي وَلكِنْ انْتَبِهي فِي المَرَّةِ القَادِمَةِ 

لا يَكْفِي أَنْ يَكُونَ الهَدَفُ نَبِيلَاً وَيِجِبُ ألَّا نَنْدفِعَ وَنَتَسَرَّعَ 

وَإنَّمَا يَنْبَغِي أنْ نَتَعَقلَ وَنُحسِنَ التَصَرُّفَ وَأَنْْ نَسْتَأذِنَ مَنْ هُم ْأكْبَرُ مِنَّا 

فِي المَرَّةِ القَادِمَةِ لاَ تَتَصَرَّفِي دُوُنَ استِئْذَانٍ لَا زِلْتِ صَغِيرَةً بُنَيَّتِي وََلاتُجِيديِنَ تَقْدِيِرَ الأمُوُر َ. 

نَعَمْ... نَعَمْ.... هَزَّتْ عَبِيرُ رَأسَهَا ، ثَمَّ لَفَّتْ يَدَيْهَا حَولَ عُنُقِ أمِّهَا  وَهِيَ تَقِولُ : أَعِدُكِ بِذَلِكَ أُحِبُّكِ كَثِيرَاً مَامَا . 


وأنتم أحبَابُِ جَدَّتِكُمْ 

هَلْ مَرَرتُمْ يَومَاً بِمِثلِ هَذَا الْمَوْقِفِ؟ 

هَلْ أَخْطَأتْ عَبِيرُ  بِتَسَرُّعِهَا؟ 

وَهَلْ أدَرَكْتُمْ أَنَّ الكِبَارَ يُحسِنُونَ التَّصَرُّفَ أكْثَرَ مِنَ الصِّغَارِ؟ 


أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من قصّة اليوم في التعليقات بلهفة ..

🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍 


👵🏻كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/27/2022 03:29:00 م

شَطَائِرُ جَدَّتِي اللَّذِيذَةُ
شَطَائِرُ جَدَّتِي اللَّذِيذَةُ 

أقَامَ وَالدَايَ وَليِمَةً لِجَدَّتِي فِي أَحَدِ أيَّامِ شَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَك 

وفي المَسَاءِ أَحضَرَ وَالِدِي جَدَّتِي وَقَد حَمَلَ مَعَهُ الكَثيِرَ مِنَ الأغراض احتِفَالاً بِقُدوُمِ الجَدَّةِ 

وَكَانَتْ جَدَّتِي قَد عَوَّدَتْنَا أَنْ تُحضِرَ لَنَا مَعَهَا فِي كُلِّ زِيَارَةٍ الشَّطَائِرَ اللَّذِيذَةَ الَّتِي نُحِبُّهَا ، لَكِنَّهَا فِي هَذِهِ المَرَّةِ لَمْ تُحْضِرْ لنا مَعَهَا شَطَائِرَها الَّتِي نَنْتَظِرُهَا بِلَهْفَةٍ، وَمَعَ أنَنَا شَعَرنَا بخَيْبَةِ أَمَلٍ ، لَكِنَّنَا لَمْ نَجْرُؤ عَلَىٰ الإِفْصَاحِ عَنْ رَأيِِنَا كَي لا نُشْعِرَهَا بِالحَرَجِ .

أَعَدَّتْ وَالِدَتِي مَائِدَةً عَامِرَةً بِالمَاكُولاتِ الشَّهِيَّةِ وَالحسَاءِ اللَّذِيذِ  . 

كَانَ الطَّبَقُ الرَّئِيسِيُّ بَطَّةً كَبِيرَةً مَحشُوَّةً بِالأَرُزِّ وَاللَّحمِ َوالمُكَسَّرَاتِ ،وَقَد تَوَسَّطَتِ المَائِدَةَ بِزُهُّوٍ وَبَدَا َمَنْظَرُهَا شَهِيَّاً جِدَّاً ،وَرَائِحَتُهَا زَكِيَّةً تُسِيلُ اللُّعَابَ

 وَمَا أنْ دَوَّىٰ صَوْٰتُ مَدفَعِ الإفْطَارِ ،وَصَدَحَ المؤذن بأذَانِ المَغْرِبِ ،حَتَّىٰ بَدْأنَا بِدُعَاءِ الإِفطَارِ وَبِشُربِ المَاءِ وَبعضِ العَصَائِرِ الطَّازَجَةِ ، ثُمَّ تَنَاوَلنَا التَّمرَ اللَّذِيذَ ،رَيْثَمَا تَصُبُّ لنَا مَامَا الحِسَاءَ 

وَلَكِنْ مَا أنْ تَذَوَّقنَاهُ حَتَّىٰ عَلَتْ وِجُوهُنَا دَهْشَةً مَمزُوُجَةً بِاستِغرَابٍ وَامتعَاضٍ 

فَقَد كَانَ الحِسَاءُ.... َبلِ الطَّعَامُ وَكُلُّ مَا عَلىٰ المَائِدَةِ حَامِضَاً لِدَرَجِةٍ غَيْرَ مَقْبُولَةٍ وَلَا ُمُسْتَسَاغَةٍ أبَدَاً  

بَدَا الَأمرُِ غَرِيِبَاً جِدَّاً ،وعَلتْ وَجَهَ أمي الدَّهْشَةُ وَالارتبَِاكُ وقالت لَا بُدَّ أَنَّ هُناَكَ سَبَبَاً مَا وَرَاءَ َذلِكَ ثُمَّ نَظَرَتْ إِلَىٰ وَجُوُهِنَا مُتَفَحِّصَةً وَقَالَتْ مُتَسَائِلَةً :

هَلْ أَحَبَّ أحَدُكُمْ المُزاَحَ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ المُزْعِجَةِ يَا أَوْلَادُ ؟

 هَزَّ الجَمِيعُ رُؤوسَهُمْ بِالنَّفِي....

كَانَتْ مَامَا غَاضِبَةً مُنْزَعِجَةً فَقَد شَعَرَتْ بِالحَرَجِ أمَامَ جَدَّتِي .

فَجْأَةً وَقَفَتْ أخْتِي سُعَادُ وَقَالَتْ : تَذَكَّرتُ أَمرَاً مَامَا ... لَقَد وَجَدتُ بِالأَمسِ كِيِسَ مِلْحٍ عَلىٰ طَاوِلَةِ المَطبَخِ ،فَأفْرَغْتُهُ فِي عُلبَةِ المِلْحِ

قَالَتْ مَامَا : وَمِنْ أيْنَ أتَىٰ كِيِسُ المِلْحِ ؟ 

قَاطَعَهَا سَامِي قَائِلَاً وَهُوَ يَلتَفِتُ إلَىٰ أُخُتِهِ : هَذِهِ أنْتِ إذَاً؟؟.....

 لَقَد نَسِيَ رَفِيقِي أحمَدُ كِيسَاً مِنْ حَامِضِ اللَّيْمُوُنِ كَانَتْ أمُّهُ قَد أَوْصَتْهُ عَلَيْهِ وَنَسِيَهُ مَعِي وَقَد وَضَعتُهُ عَلَىٰ طَاوِلَةِ الْمَطْبَخِ رَيثَمَا أقُومُ بتَبْدِيِلِ ثيابً المَْلعَبِ، لكِنِّي أضَعْتُهُ وَقد بَحَثْتُ عَنْهُ كَثِيِرَاً ولَمْ أجِدهُ .

تنََهَّدَتْ مَامَا قَد اتَّضَحَ الأَمرُ الآنَ .

أَنْتِ أخذْتِهِ وأفرَغْتِهِ فِي عُلْبَةِ الملِحِ 

قَالَ سَامِي : مُحتَّدَاً لَقَد جَعَلتِنِي أشْعُرُ بِالإِحرَاجِ أمَامَ صَدِيقِي وَسَبَّبْتِ لَهُ مُشْكِلَةً مَعَ أُمِّهِ

قَالَتْ سُعَادُ اعتَذِرُ مَامَا.... أعتَذِرُ أخِي حَسِبتُهُ مِلْحَاً ِإنَّهُ يُشْبِهُ المِلْحَ تَمَامَاً

هدأت مَامَا قَلِِيلَاً وقَالَتْ : كَانَ يَجْدُرُ بِكِ أًنْ تَتَأَكَّدِي أوَّلَاً هَا قَد أَخطَأتِ التَّقْدِيرَ بُنَيَّتِي 

تَلعْثَمَتْ سَعَادُ وَقَالَتْ بِحُزنٍ : حَسِبْتُ أَنِّي أُسَاعِدُكِ

 قَالَتْ مَامَا : بِرَغْمِ حُسْنِ نِيَّتِكِ أَفْسَدتِ مَائِدَة بِأكْمَلِهَا وَالآنَ ... مَاذَا سَنَأكُلُ؟ 

 قَالَتْ سُعَادُ : كَانَ الكِيسُ مَفْتُوحَاً وَخِفْتُ أنْ يَنْسَكِبَ المِلْحُ عَلَىٰ الأَرض .

وَقَفَ سَامِي وَقَالَ بِعَصَبِيَّةٍ : تَأكَّدتُ الآنَ أكْثَرَ بِأنَّهُ هُوْ نَفْسُهُ كِيِِسُ صَدِيقِي أحمَدُ أنَا فَتَحتُهُ بِيْدَيَّ لِأتََأكَّدَ أنَّه كِيِسِ الحَمْضِ . 

التَفَتَتْ إلَيْهِ مَامَا وَقَالَتْ لِسَامِي مُعَاتِبَةً : طَالَمَا أنَّكَ أضَعتَ كِيسَ رَفِيقِكَ فِي البَيْتِ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَسْألَنَا عَنْهُ وأَنْ تُعلِمَنَا بِضَيَاعِهِ هَا أنَا لَمْ أعلَمْ بأِمرِهِ إلَّا الآنَ وانْظُر مَاذَا كَانَتِ النَتِيِجَةُ.. 

هَزَّ بَابَا رَأسَهُ وَقَالَ لِسَامِي : كَلاَمُ أُمِّكَ صَحِيِحٌ

 قَد أَخطَأتَ لِأَنَّكَ فَتَحتَ كِيسَ الحَمضِ،وَهُوَ لَيسَ لَكَ ثُمَّ تَرَكْتَهُ مَفْتُوحَاً...

وَفَوقَ هَذَا لَمْ تُعلِمْ أَحَدَاًبِوُجُودِهِ لَقَد تَسَبَّبْتَ فِي كُلِّ هِذِهِ الفَوْضَىٰ 

تَنَهَّدَ سَامِي وَقَالَ : بِخَجَلٍ أنْتَ مُحِقٌّ أبِي أعتَذِرُ مِنْكُمْ جَمِيعَاً . 

ابتَسَمَتِ الجَدَّةُ بِحنَانٍ وَقَالَتْ : لابَأْسَ يَا أَوْلاَدُ المُهِمُّ أَنَّ الخَطَأ لَمْ يَكُنْ مَقْصُودَاً 

 سَنُحَاوِلُ أَنَا وَأمُّكُمْ إصْلاَحَ مَا يُمكِنُ إصلاَحُهُ بَعدَ الِإفْطاَرِ لَاسِيَّمَا تِْلكَ البَطَّةُ الحَامِضَةُ

وَالآنَ لَيْسَ أمَامَكُم خِيَارٌ آخَرُ سَتَأكُلوُنَ شَطَائِرَ جَدَّتِكُمُ الشَّهِيَّةَ

فَهتَفْنَا بِصَوتٍ وَاحِدٍ : لَكِنَّكِ لَمْ تُحضِري مَعَكِ شَطَائِرَاً يَا جَدَّة!! 

الَتفَتَتْ جَدَّتِي إِلَىٰ أَبِي وَهِيَ تنظر إلِيْهِ مِنْ فَوْقِ نَظَّارَاتِهَا وَسَأَلَتْهُ أيْنَ هِيَ شَطَائِرِي؟

 ِإنِّي لَا أَرَاهَا عَلَىٰ المَائِدَةِ ؟...لَقَدأعدَدتُ لَكُمْ تَشكِيِلَةً مُتَنَوِّعَةً بِالجُبْن ِوالدَّجَاجِ وَالخُضَار والزَّعتَرِ !! 

ضَرَبَ أبِي عَلَىٰ جُبْهَتِهِ : مُؤَكَّدٌ أَنِّي نَسِيِتهَا فِي السَيَّارَةِ ... فَقَد كُنْتُ أحَمِلُ أغْرَاضَاً كَثيِرَةً

وَمَا هِيَ إلَّا دَقَائِقَ مًعدُوُدَةً ، حَتَّىٰ كُنَّا نَسْتَمْتعُ بالتِهَامِ الشَّطَائِرِ اللَّذِيِذَةِ ، ونَحنُ نَنْظُرُ بِحَسْرَةٍ إلىٰ تلِكَ البَطَّةِ

 تنَهَّدَتْ مَامَا ثُمَّ ابتَسَمَتْ وَقَالَتْ للِْجَدَّةِ : سَلِمَتْ يَدَاكِ أُمِّي لَقَد أنْقَذَتْنَا شَطَائِرُكِ 

وَنحْنُ هَتَفْنَا بِفَرَحٍ تَحيَا جَدَّتِي تَحيَا شَطَائِرُ جَدَّتِي اللَّذِيذَةُ


مَا رأَيُكُمْ بِالقِصَّةِ أحبَابِي الصِّغَار 

مَنْ بِرَأْيِكُمْ كَانَ مُخْطِئَاً أكْثَر سَامِي أمْ سُعَادُ؟ 


أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من قصّة اليوم في التعليقات بلهفة ..

🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍 


👵🏻كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/27/2022 12:55:00 م

َلَمِيسُ فِي حَفْلَةِ المِيلَادِ
 َلَمِيسُ فِي حَفْلَةِ المِيلَادِ  

احتَفَلَتْ سِيمَا بِعِيدِ مِيلَادِهَا الثَّامِنِ ودَعَتْ أصدِقَاءَهَا لِمشَاركتِهَا الاحْتِفالَ . 

بَدَتْ سِيمَا كَأمِيرَاتِ الحَكايَات، وَهِيَ تَخْتَالُ بثَوبِهَا الوَردِيِّ الجَمِيلِ ،كَانَتََْ سَعِيدَةً بِوجُودِ صَدِيقَاتِهَا وَأصدِقَائِها الصِّغَارِ   

كَانَتِ الزِّينةُ الجَمِيِلةُ وَالبَالوُنَاتُ المُلَوَّنةُ تَملَأ البَيْتِ ،وَقَد تَوَسَّطَتْ كَعكَةُ العِيِدِ بِطَبقَاتِهَا الثَّلاثِ مَائِدةَ الاحتِفَالِ،الَّتِي كَانَتْ تَغُصُّ بِالمَأكُوُلاتِ الشَّهِيَّةِ. 

قَدَّمَ الصِّغَارُ هَدايَاهُمُ الجَمِيلَةُ لِسِيمَا 

وَتَمَنُّوا لَهَا أعوَامَاً كَثِيرَةً سَعِيدَةً ،لَكِنَّ لَمِيِس أحَسَّتْ بِالحَرَجِ وهِيَ تقُدِّم عُلبَةَ الألوَانِ الخَشَبِيِّةِ الصَغيًرةِ

لِصَديِقَتِهَا ،فَقَد بَدَتْ لَهَا ضَئِيلَةً أمَامَ بَاقِي الهَدَايَا وَتمَنَّتْ لَوْ كَانَ لَدَيْها المَالَ الكَافِي، لِشِرَاءِ هَدِّيةٍ ثَمِينَةً كبَاقِي الأَصدِقَاءِ.

كَانَتْ وَالِدَةُ سِيمَا  تُحِبُّ الأطفَالَ كَثِيرَاً وَتِولِيهُمْ اهتِماَمَاً كبَيِراًَ ،وَكَانَتْ منْذُ بِدَايةِ الحَفْلِ تُرَحِّبُ باِلمَدعُوُّيِنَ الصِّغَارِ ،وَتِتَابِعِهُمْ بِِنَظَراتِها  الحَانِيةِ وَتَحرِصُ عَلىٰ أنْ تُدخِلَ البَهْجَةَ وَالسُّرُورَ إلىٰ قُلوبهِِمْ جَميِعَاً.

 اقتَربَتْ وَالِدَةُ  سِيِِمَا مِنْ لَمِيِس ،وَهَمَسَتْ فِي أذِنِهَا قَائلِةً :

هَدِيَّتُكِ رَائِعَةٌ صَغِيرَتِي إنَّ سِيِمَا تَهْوَىٰ الرَّسْمَ ،وَتُحِبُّ الألْوَانَ كَثيِرَاً ..

تَنَهَّدَتْ لَميِس وَشَعَرَتْ باِرتِيَاحٍ كَبيِرٍ  . 

أطفَأتْ سِيِمَا الشَّمعَاتِ الثَّمَانِيةَ المُلَوَّنةَ، عَلىٰ أنْغَامِ أغْنِيةِ المِيِلادِ  وَسَطَ تَصفِيقِ الجَمِيِعِ وَأَهازِيجِهِمْ 

كَانَ الاحتِفَالُ جَمِيلاً ومميزاً ، وَبَدَا السُّروُرُ وَاضِحَاً عَلىٰ وُجُوهِ المُحتَفيِن الصِّغَارِ.

ثُمَّ بَدأتْ وَالِدَةُ سِيمَا بِتَوْزِيعِ أطبَاقِ الحَلوَىٰ .

هَمَّتْ لَمِيِس بِتنَاوُلِ قِطعَةِ الحَلْوىٰ الفَاخِرةِ كَانَتْ تَبدُو لَذِيذَةً جِدَّاً وَلَكِنْ.....

قَبْلَ أنْ تَصِلَ المِلعَقَةُ  إلىٰ فَمِهَا ،تَذَكَّرَتْ أخَاهَا الصَّغِيِرَ زَيْد  

إنَّهُ يُِحِبُّ كِعكَ المِيلَادِ كَثِيرَاً ،تَنَهَّدَتْ وَتَمنَّتْ فِي سِرِّهَا لَوْ كَانَتْ تَستَطِيعُ أنْ تَحمِلَ لَهُ هَذَا الطَّبَق ،وَلَكِنْ طَبْعَاً هَذَا غَيْرُ مُمكِنٍ وَغَيرُ لَائِقٍ 

 ثُمَّ رَفَعَتْ نَظَرَهَا نَحوَ البَالوُنَاتِ المُلوَّنَةِ الزَّاهِيَةِ الَّتِي مَلأَتِ المَكَانَ إنَّهُ يُحِبُّ البَالوُنَاتِ أيْضَاً سَوْفَ تَشْتَرِي لَهُ بَالوُنَاً بَنَفْسَجِِيَّاً كَبِيرَاً،  سَيُفرِحُهُ كَثيِرَاً 

وَهزَّتِ بِرَأسِهَا... نَعَمْ هَذَا الحَلُّ جَعَلهَا تَشعُرِ بِالرِضَىٰ ولكِنَّها مَعَ ذَلِكَ لَمْ تَستَطِعْ أنْ تَتَذَوَّقَ لُِقمَةً وَاحِدَةً مِنَ الحَلوىٰ 

أعَادَتْ لَمِيس الطَّبَقَ إلىٰ الطّاولَِةِ واعتَذَرَتْ عَنْ تَنَاوُلِه بِأدَبٍ وَقَالَتْ بِأنَّهَا تُحِسُّ بِتعَبٍ فِي مَعِدَتِهَا.

وَلمَّا أرَادَتْ العَوْدَةَ إلىٰ البَيْتِ تَبِعَتْهَا وَالِدةُ سِيمَا 

وَقَالَتْ لَهَا سُرِرنَا بِزِيَارَتِكِ كَثِيرَاً حَبِيبَتِي وَأعطَتْهَا عُلبَةً أنيِقَةً وَقَالَتْ هَذِهِ لَكِ أنْتِ لَمْ َتتَذَوَّقِي حَلْوَىٰ مِيلَِادِ سِيمَا رُبَّمَا شَعَرتِ بِتَحَسُّنٍ فِي البَيْتِ 

أخَذَتْ لَمِيسُ العُلبَةَ شَاكِرَةً وَمَضَتْ مُسْرِعَةً إلىٰ البَيْتِ وَلَمَّا وَصَلَتْ نَادَتْ أخَاهَا بِلَهْفَةٍ : زَيدْ تََعَالَ حَبيبِي انْظُر مَاذَا أحضَرتُ لَكَ

وَكَمْ كَانَتْ دَهْشتُهَا كَبيِرَةً عِنْدَمَا وَجِدَتْ طَبَقَةً كَامِلَةً مِنَ الحَلوَىٰ دَاخِلَ العُلبَةِ 

جَلسَتْ لَميًِس بيْنَ أُخوَتِها وَوَالدَتِها وَهُمْ يتَلذذُوُِنَ بِتنَاوُلِ الحَلْوَىٰ الَّلذِيِذَةِ وَبدَأتْ تَحكِي لَهُمْ بِِسَعَادَةٍ وَقَائِعَ الحَفْلِ الجَمِيلِ  


وأنْتُم ْ أحبَابُِ جَدَّتِكُمْ هَلْ تُحبُِّونَ أِخْوَتِكُمّ كَمَا تُحِبُّ لَمِيس أخَاهَا؟ أَنَا وَاثِقَةٌ بِذَلِكَ

أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من قصّة اليوم في التعليقات بلهفة ..

🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍 


👵🏻كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/03/2022 05:32:00 م
أحمد ورحلة العمل
أحمد ورحلة العمل 

شعرَ أحمد بسعادةٍ غامرةٍ، حين أَخبره مديرُ عملهِ بأنّهُ قد تمّ اختياره ليمثّل الشّركَةَ التي يعمل بها في المؤتمر الذي سيقام خارج البلاد

ولأنّ هذا القرار كان بمثابةِ تكريمٍ لهُ ،فقد قرّر أن يثبتَ للجميع أنّهُ يستحقهُ بجدارة

 ولسوفَ يحرصُ على الإهتمامِ بأدقِّ تفاصيل الرّحلة.

نظرَ إلى كتابِ انتدابه للمهمّة بفرحٍ ،ثم حمل تذكرة الطائرة ،وهمَّ بوضعها في درج مكتبه، لكنه عدل عن الفكرة ،لأنّه خاف أن تختلط مع الأوراق الموجودة في الدُّرجِ ،وبدأ يفكر بمكان مناسب ليضعها  فيه ،وهو يتساءل ويقول: أين ستضعها يا أحمد ؟ أين ستضعها يا أحمد ؟

 ثم فقشَ بإصبعيه وقال : أجل أجل .... جيب المعطف 

إنّه المكان المناسب ....فمن المؤكد أنه سيرتديه يوم سفره ،لأن البلد الذي سينعقد فيه المؤتمر باردٌ جِداً. 

راقت له الفكرة كثيراً فاتجهَ نحو معطفه المعلَّق على المشجب ودسَّ التَّذكرةَ في جيبه. 

في يومِ سفرهِ

حَمل حقيبتةُ ، وارتدى مِعطفهُ ثم فتح درج مكتبهِ ليأخذ تذكرة الطّائرة فلم يجدها 

بحث عنها بين الأوراق  فلم يجد شيئاً، غلتِ الدّماء في عروقه ،لقد نسي المسكين أين وضعها وبدأ يبحث عنها كالمجنون 

أفرغ الدّرج من كل محتوياته ، بعثر الأوراق وبدأ يفتشها ويتفحّصها ورقةً ورقة 

نظرَ بعصبيّة إلى ساعة الحائط  ،كان الوقت يمرّ بسرعةٍ وموعد الرّحلة يقترب وقد فشل في تذكّر مكان وجودها 

وكان بندول السّاعة الذي يتحرك يمنةً ويسرةً  بصوته المعروف ...... تِيك تاك ...تيك تاك 

يزيده قلقاً  لأنّه كان يذكِّرُهُ بأن توقيت موعد الرّحلة يزداد اقتراباً

انتابته موجة غضبٍ فثار وبعثر الأشياء التي فوق سطح مكتبه ورماها أرضاً دون أن يهتم للفوضى التي تسبّب بها

بحث في أدراج المكتب كلها ، فتش الرفوف ، لم يترك مكاناً  دون تفتيش، لكنه لم يفلح في العثور عليها 

طغى عليه شعور بالكآبة والإحباط، وأحسّ بالمرارة واليأس والضيق 

جال بعينيه في الغرفة أين تراه وضع التّذكرة  أين ؟ أين؟.... 

تباً للنسيان لقد خانته ذاكرته ،ولم تسعفه في تذكر مكانها 

يا لَحَظِّهِ العاثر....تهاوى بحزنٍ على كرسيه وجلس وسط الفوضى التي تعمّ المكان ثم اتّكأ بكوعيه على سطح المكتب وقد غطى وجهه بكلتا يديه  

رن جواله لكنه تجاهله، ولم يردّ عليه فهو لايطيق الكلام مع أحد 

وكان البّبغاء كوكي القابع في قفصه الكبير غير مدرك لما يجري حوله لذلك فقد ظل يتلذّذ بأكل اللّبّ  ويقوم بتقشيره وهو يصدر صوتاً عالياً مما زاد في توتّرِ أحمد 

فشعر  بالغيظ والغضب منه ، وتمنّى لو يسكته أو يلقيه خارجاً

 ثمّ تمتم بصوتٍ مسموع  وبدأ بشتمه : يا لك من مزعجٍ 

 ثم ضرب بقبضة يده على سطح المكتب وصرخ أين وضعتها يا أحمد ؟.... أين وضعتها يا أحمد؟....

 أين؟..... أين؟ 

أين وضعنها يا أحمد؟

وما إن سمعه الببغاء يقول ذلك حتى بدأ يقول: {أين ستضعها  يا أحمد؟...... أين ستضعها يا أحمد؟}

 ثم أصدر صوتاً كأنه يفقش بإصبعيه وقال:{ أجل أجل.... جيب المعطف إنه المكان المناسب} 

 وبدأ يردد العبارة دون توقف :{أجل أجل ..... جيب المعطف إنه المكان المناسب} 

انتبهَ أحمد إلى الببّغاء وهو يردد العبارة.... 

فتح عينيه بذهول ودهشة و فرح  ، تحسس جيب معطفه ببطءٍ وحذرٍ ، وكأنه يخاف ألا يجدها

 صرخ فرحاً آه  : هاهي لقد أحس بها ، شد قبضته عليها أمسك بها وهي داخل جيبه إنها هي...    

نعم صحيح لقد تذكر الآن: لقد وضعها في جيب معطفه ......   

ضرب على جبهته وتنهّد بقوّة وهو يتمتم : الحمد لله لقد وجدتها أخيراً

حمل قفص البّبغاء ، وبدأ يدور به في الغرفة وهو يرقص فرحاً ويقبله ويقول :

 أنقذتني يا كوكي أنقذتني يا كوكي 

وكوكي يردد  العبارة خلفه { لقد أنقذتني يا كوكي ِ} 

وانطلق أحمد  قبل أن يفوته موعد الطّائرة....  لكنه عاد مجددّاً وفتح باب المكتب وقال للبّغاء شكراً كوكي.... شكراً جزيلاً 

 ..أحبك كثيراً.. ثم  مضى مسرعاً


أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من قصّة اليوم في التعليقات بلهفة ..

🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍 

👵🏻كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/25/2022 12:02:00 ص

حوار ساخن ومعركة باردة
حوار ساخن ومعركة باردة
تصميم الصورة : رزان الحموي 
 
قصة للشباب واليافعين

أطل الكتاب على الجوال الذي تربع على الرف السفلي للمكتبة، وتنهد بقوة فانتبه الجوال إليه،ورفع رأسه نحوه وقال له بتعالٍ  :  

أراك عدت مجدداً ،ألم تدرك بعد بأن عهدك قد  ولََى وانتهى

قال الكتاب أنت مخطئ يا صديقي

 فأنا كالذهب العتيق كلما مر الزمان ، ازدادت قيمتي وغلا ثمني، تذكر جيداً أنه لايحلو الكلام إلا مع سطوري .  

قهقه الجوال وقال عن أي سطور تتحدث؟ 

لقد تم ركنك على الرفوف ، ألا ترى كيف اصفرَّت أوراقك وعلاك الغبار؟. 

 قاطعه الكتاب 

 لولا سطوري لما ظهرتَ أيها الجاحد ، أنا ولا فخر قد أسهمت في بناء الحضارة وأرسيت أسسها  ٠

 قال الجوال  : كفاك أوهاماً وتغنياً بأمجادك  لقد صرت من الماضي

 أما أنا فالحاضر والمستقبل نحن الآن في عصر السرعة ، وعصرالجوال والشابكة يجب أن تعي تلك الحقيقة جيداً وأنْ تدرك أنَّ الفرق بيننا شاسع فقراءة سطورك ومجلداتك يستغرق شهوراً وأياماً... 

أما أنا فأختصر الوقت والجهد، وأقرِّب المسافات وبلمسة زر واحدة أنقل للإنسان أخبار الكون وما يجري به من أحداثٍ وتطورات، في شتى مجالات الحياة  ،أجوب به أصقاع الدنيا جواً وبراً وبحراً  أصل مشارق الأرض بمغاربها ، أترجم اللغات وأؤمِّنُ التواصل ببن الناس أينما  كانوا وحلوا  بالصوت والصورة ثلاثية الأبعاد ، عدا عن الترفيه والتسلية والمرح 

كما وأقدم له الكثير الكثير مما لا تتسع له صفحاتك دون أدنى عناء  ، كل هذا وهو جالس في بيته وغرفته وسريره وكنبته وقبل أن ينهي فنجان قهوته . 

 صرت أشغل كل حياته ووقته ، أصبحتُ ساعةً في يده ، وفهرساً لهاتفه ، ومنبهاً لمواعيده  وبوصلةً لاتجاهاته ، وطاهياً لمطبخه ، ومدرباً لرياضته ،وتلفازاً لتسليته ومتجراً لتسوقه ، وسكرتيراً لأعماله  ، وكشافاً لطريقه،  ومنتبئاً جوياً له.. و... و...و

 إنني بحجمي الضئيل ، الذي لايتجاوز كف اليد الواحدة ، وشكلي الأنيق الجذاب ، أواكب العصر  وأرافقه في حله وترحاله ، حيث يمكنه نقلي وحملي بسهولةٍ، في جيبه وحقيبة نقوده الصغيرة

لم يعد لك مكان بيننا ، أنا التكنولوجيا السريعة وأنت مجرد سلحفاة بطيئة زاحفة ، لا يمكنك مجاراتي على الإطلاق

وفوق هذا فأنت مصنوع من ورقٍ سريع العطب والتلف ، ومعرَّض للتمزق ٠لذا فأنا أنصحك أن تُقِرَّ بالهزيمة وتعود للنوم فوق رفوف المكتبات

هنا قاطعه الكتاب قائلاً 

أن تكون  هادئاً ورزيناً  لا يعني أن تكون بطيئاً  كن واثقاً بأن ابتعاد أبناء الجيل الجديد عني، لا يعني اندثاري ، هي كبوة و سيصحون منها وسيكتشفون بأنه لاغنى لهم عني، دعهم فهم لايزالون مبهورون بالضجيج الذي رافق ظهوركَ

ثم أنت آخر من يتحدث عن العيوب  فهذا ليس في  مصلحتك. 

 ولا تنسى بأنك تتعرَّضٌٌ للقرصنة ،والتهكير  وتصاب بالفيروسات القاتلة ، عدا عن أنك تحتاج دائماً إلى التحديث و التطوير المستمر  ، وأية صدمة قد تعرضك للكسر والتلف، وقد توقفك عن العمل تماماً  ٠   

رن جرس الجوال، فأضاء ، وبدأ يصدر نغماتٍ راقصةٍ ،  فالتفت إلى الكتاب وقال بتهكم : أرأيت؟ هل تستطيع القيام بذلك ، أنت صامت لا تستطيع الكلام أما أنا ، فأتكلم وأصدر النغمات والألحان  والأضواء ،  وبدأ الجوال بالاهتزاز والارتجاج في حركات استعراضية. 

كان عادل يستمع إلى الحوار الساخن والمناقشة الحاسمة بشغفٍ وذهولٍ ويبدو أنه كان يتعاطف مع الكتاب ، ويشعر نحوه بالأسف وتأنيب الضمير ، فمنذ مدةٍ طويلةٍ ، لم يقرأ فيه ولم يتصفحه 

هز رأسه بأسفٍ وتمتم  : فعلاً لقد ظلمنا الكتاب وانشغلنا عنه كثيراً ، واستمر الجوال بالاهتزاز والرنين ، حتى سقط على الأرض فتبعثر وتناثرت قطعه ، تنهد الكتاب بقوة وقال : لقد قتله غروره... 

  انتبه عادل إلى صوت أمه وهي تهزُّه بشدَّةٍ من يده

 هيه ماما بمَ أنت شاردٌ هكذا؟ لقد قلقت عليك إنك مستغرق جداً في شرودك ، ثم شهقت وهي تنظر إلى الأرض وقالت  : انظر ماذا حدث للجوال!!!! ؟

أسرع عادل يجمع قطع الجوال المتناثرة  وهو يتمتم  : 

أيها المنتمر الصغير ثم التفت إلى الكتاب وهو يغمز له بعينه  وقال هامساً  : لن أهملك بعد اليوم  أعدُك بأني سأعود لصفحاتك وسطورك وسوف أسعى لمساعدتك ما استطعت لتستعيد أمجادك  ثم بدأ يتصل بشركة الموبايلات لإصلاح شاشته المكسورة ، ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه من جواله المحطم  ٠

في اليوم التالي ، تقدم عادل إلى إدارة المدرسة باقتراحٍ ، للقيام بحملة توعوية بعنوان العودة إلى القراءة ، كما أنه جعله مشروع تخرجه في نهاية العام 

أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من قصّة اليوم في التعليقات بلهفة ..

🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍 


 جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/22/2022 12:06:00 ص

هل قصّة أليس في بلاد العجائب حقيقيّة؟
 هل قصّة أليس في بلاد العجائب حقيقيّة؟ 
 تصميم الصورة وفاء مؤذن 

على الرّغم من التّقدّم العلمي والطّبي الّذي توصّل إليه العالم، ولكن يوجد الكثير من الأمور الّتي لا زال العالم عاجز عن تفسيرها مثل بعض| الأمراض النّفسية |الّتي تصيب البشر، وذلك بسبب تعقيد الدّماغ البشري.

في مقالنا اليوم سوف نتعرّف على مرض غريب قد أصاب بعض البشر.

متلازمة أليس في بلاد العجائب Alice In Wonderland Syndrome:

كما يطلق عليها بعض| العلماء| اسم متلازمة تود Tood's Syndrome أو هلوسة القزم Lilliputian Syndrome.

سميت المتلازمة باسم "أليس في بلاد العجائب" نظراً للأعراض الّتي يعاني منها الشخص المصاب، مثل الإحساس بالفراغ ورؤية بعض الأشياء أكبر حجماً من شكلها الطّبيعي، أو رؤية الأشياء أصغر حجماً من الحقيقة تماماً كما حصل مع أليس بطلة القصّة حيث كانت ترى نفسها كبيرة الحجم نسبة للمنزل أو صغيرة جدّاً بالنّسبة لبعض الأشياء الأخرى.

ما هي أعراض متلازمة تود؟ 

يعاني المصاب بهذه المتلازمة من الكثير من الأعراض الغريبة من أهمّها: 

اضطرابات في الرؤية كما ذكرنا، بالإضافة لصداع نصفي شديد مشابه لصداع الشّقيقة، وشعور المريض بتغيّرات غريبة في الوقت كما لو أنّ الوقت يمضي بسرعة شديدة أو بطء شديد

 وأحياناً تتطوّر الأعراض لاضطرابات بحاسّة| السمع| واللّمس. 

هل متلازمة أليس في بلاد العجائب هي اضطراب عصبي أم مرض يصيب العين والبصر؟

في الواقع إنّ متلازمة تود هي عبارة عن اضطراب عصبي بصري.

ومن الغريب عندما درس العلماء حالات المرضى المصابين بهذه المتلازمة وجدوا أنّ البصر سليم تماماً على الرّغم من أنّ متلازمة تود تتعلّق أعراضها بشكل شديد باضطرابات الرّؤية

 وكان السّبب الرئيسي لتلك الأعراض هي مشكلة بطريقة تفسير| الدّماغ| للأشياء الّتي يراها، أي أنّ العين سليمة والدّماغ هو المصاب.

هل متلازمة هلوسة القزم شائعة الحدوث عند البشر؟

من حسن الحظ أنّ متلازمة هلوسة القزم نادرة الحدوث، وغالباً ما تصيب الأشخاص المصابين بأورام الدّماغ أو الأشخاص الّذين يتعاطون| المخدّرات |مثل "الماريغوانا" والمسكّنات القوية بالإضافة للأشخاص المصابين بالصداع النصفي "|الشّقيقة|".

ما هو العلاج المستخدم لمتلازمة أليس في بلاد العجائب؟

من سوء الحظ أنّه وإلى الآن لا يوجد علاج مباشر لهذه المتلازمة.

ويقتصر العلاج على بعض مضادات الاكتئاب وأدوية الصّرع والعلاجات المستخدمة للصداع النّصفي.

ولكن ما قصّة رواية أليس في بلاد العجائب وما علاقتها بمتلازمة تود؟

كتب رواية أليس في بلاد العجائب الكاتب الإنكليزي وعالم الرّياضيّات تشارلز دودسن، والمعروف بالاسم Lewis Carroll، وهو من مواليد العام 1832 ميلادي، وتوفّي في العام 1898 ميلادي، وأمضى معظم حياته مدرّس ومحاضر لمادّة الرّياضيّات.

قامت شبكة BBC بإجراء دراسة عميقة لحياة الكاتب لويس كارول ووجدوا بمذكّراته بعض الأدلّة الّتي بيّنت أنّه كان مصاباً بمتلازمة تود، وكتب الرّواية من باب التنفيس عن نفسه ومشكلته.


هل سمعتم بتلك المتلازمة من قبل؟

بيان فتاحي 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/31/2021 11:36:00 ص 1

أَبُو مَعْرُوف صانِع المَعروف 

أَبُو مَعْرُوف صانِع المَعروف
أَبُو مَعْرُوف صانِع المَعروف 
تصميم الصورة : ندى حمصي


أَبُوُ مَعرُوُفُ  رَجُلٌ بَسِيِطٌ طَيِّبُ القَلْبِ ، جَاوَزَ  العِقْدَ الرَّابِعَ بِقَليِل 

نَحِيلٌ طَويِلُ القَامَةِ يَضَعُ عَلىٰ رأسِهِ قُبَّعةً مِلوَّنةً، ثِيَابَهُ رَثَّةٌ قَدِيِمَةٌ ،لَكِنَّها دَائِمَاً نَظِيفَةً وَمُرتَّبةً تَعلُو َوَجْهَهُ ابْتِسَامَةٌ حَزِينةً لاَ تُفَارِقُهُ  . 

َيَتَجًَوَلُ فِي الحَيِّ أَغْلَبَ النَّهَارِ وَهُوَ يَجُرُّ عَرَبتَهُ البَسيِطةَ التّي يَبِِيعُ عَليْهَا السَّكاكِرَ وَالحَلْوَىٰ 

وَكَانَ إِذَا صَادَفَ طِفْلاً فِي الطَّرِيِقِ أَعطَاهُ الحَلْوَىٰ. َوَإِذَا صَادَفَ عَجُوزاًَ سَاعَدَهَا وَأَمسَك بِيَدِهَا لِيَحمِيهَا مِنَ التَعَثَّرَ وَأَعطَاهَا الحَلْوَىٰ ، وَإِذا رَأَىٰ امرَأَةً َتحمِلُ أغْرَاضَاً حَمَلَ أَغْرَاضَهَا ، ثُمّ أَعطَاهَا الحَلْوَىٰ . 

َ وَمًعَ ذَلِكَ كَانُوا جَمِيَعَاً لَايُقِيِمُونَ لَهُ وَزْنَاً ، وَلَا َيَشْعُروُنَ بِأَنَّ لَهُ أَهَمِيَّةً  . 


مَرِضَ أَبوُ مَعرُوُف مَرَضَاً شَدِيِدَاً . 

فََلزِمَ الفِرَاشَ أُسْبُوعَاً  كَامِلَاً ،  وَلَمْ يَعُد يَخْرُجُ ِإلَىٰ الحَيِّ . 

لَقَد عَاشَ المِسْكِينُ وَحِيِدَاً لَا يَزُورُهُ أَحَدٌ ، وَحَتَّىٰ َلَمَّا مَرِضَ َبقِيَ وَحِيِدَاً . 

وَلَكِنْ بِغِيَابِهِ اكْتَشَفَ النَّاسُ أَنَّهُ مُهِمٌّ فِي حَيَاتِهِمْ  . َذَلِكَ الرَّجُلُ الطَيِّبُ لَمْ يَعُدْ صَوْتُهُ يَشْدُو فِي الحَيِّ وَهُوَ يُنَادِي لِبيعِ الحَلوَىٰ  َوَلَمْ يَعْدْ يُوَزِّعُ السَّكَاكِرَ. 


كُلُّ َأهْلِ الحَيِّ افْتَقَدُوُهُ

وَأَدَرَكُوُا أَنَّهُ كَانَ يُسْعِدُهُمْ وَيُؤْنِسُهُمْ بِصَوْتِهِ الَّذِي كَانَ يَشْدُو وَيُنَادِي وَهُوَ  يَجُرُّ عَربَتَهُ الصَّغِيرةَ البَسيِطَةَ الَّتِي كَانَ يَتَجَوَّلِ بِهَا طِيلَةَ النَّهارِ وَيَبْعَثُ الفَرَحَ فِي نُفُوسِ المَارَّةِ 

و اكْتَشَفُوا بِأَنَّ قِنْدِيِلَهُ القَدِيِمَ الصَدِئ، قَد أَضَاءَ لَهُمْ العَتْمَةَ وَوَقَاهُمُ العثَرَاتِ فِي الظَّلَامِ حِيِنَ حَدَثَ عُطْلٌ فِي كَهْرُبَاءِ الحَيِّ . 

َتَذَكَّرُوا يَوْمَ هَدَمَ السَّيْلُ جِدَارَ أَحَدِ المَبَانِي ، كَيْفَ كَانَ يَحْمِلُ الأَحجَارَ الثَّقِيِلَةِ ، وَيَرفَعُهَا لِيفَتْحَ الطَّرِيقَ أَمَامَ الطُّلاَّبِ وَالنَّاسِ . 

وكَيْفَ كان يُسَاعِدُ المَارَّةَ فِي العُبُورِ حِِيِنَ فَاضَ النَّهرُ. 

تذَكَّرَتِ النَّسَاءُ كَيْفَ كَانَ يُسَاعِدُهُنَّ فِي حَملِ الأغرَاضِ  . 

وَكَيْفَ كَانَ كَالعُكَّازِ لِكِبَارِ السِّنِ  يَسْتَنِدُوُنَ إِلَيْهِ . 

وَالَأطْفَالُ افْتَقَدُوا قِطَعَ الحَلْوَىٰ وَالسَّكَاكِرَ 

لَيْسَ أََهْلُ الحَيِّ وحدَهُمّ مَنِ افتَقدَهُ بَلِ الطُّيُورُ أيضَاً افتقَدَتْ حبَّاتِ القُنْبُزِ  . 

وَكَذَلِكَ القِطَطُ افتَقَدتْهُ  ، ولَمْ تَعُد تَجِدُ الطَّعَامَ َو المَاءَ . 


َهَذَا الرَّجُلُ البَسيِطُ كَانَ يَمْلِكُ قَلْبَاً كَبِيِرَاً ، وَيَتَمَيَّزُ بِأخْلَاقٍ كَريِمَةٍ 

كانُوُا يَستَغْرِبُونَ بَعضَ تَصُرُّفَاتِهِ ، لا سِيَّمَا حِيِنَ كَانَ يَلْتَقِطُ بَقَايَا الخُِبْزِ  اليَابِسِ الَّذِي يَجِدُهُ  في زَوَايَا الطُّرُقَاتِ وَالحَداَئِقِ ، وَلَمْ يكُونُوا يَعلَمُونَ أَنَّهُ كَانَ يطحَنَهُ وَيَجْعَلَهُ ُفتَاتَاً لِيُطعِمَ الطُّيُورَ . 

اجْتَمَعَ كِبَارُ أَهْلِ الحَيِّ ،

 وَتَشَاوَرُوا فِي أَمْرِهِ ، لَقَد شَعَرُوا بتِقْصِيرِهِمْ نَحوَهُ وَبِأَنَّهُمْ ظَلمُوهُ ،فَهُمْ لَمْ يَسْألُوهُ يَوْمَاً عَنْ ظُرُوفِ حَيَاتِهِ ، وَلَمْ يَعرِفُوا لِمَاذَا َيَعِيشُ وَحِيدَاً دُونَ عَائلَِةٍ ، وَهُوَ لَمْ يَشكُو لَهُمْ همَّاً وَلا أَبْدَىٰ ضِيقَاً  منِْ سَخْرِيَّتِهِمْ ، وَلاَ عَاتَبَهُمْ ، وَلا تَذَمَّرَ مِنْ التِقَاطِ أَشْيَاءَ تُعِيقُ دُرُوبَهُمْ فِي الطَّرِيقِ . قَد أَتَاهُمْ وَافِدَاً وَحِيدَاً مُنذُ ثَلاثَةِ أَعوَامٍ 

، وَقَبَعَ فِي غِرفَةٍ مُنزَوِيَةٍ رطبة تَحتَ دَرجِ أَحَدِ المَبَانِي .  

لَمْ ُيقَدِّمِوا لَهُ يَومَاً طَعَامَاً ولا شَرَابَاً، وَلَمْ يَسْألُوهُ َكَيفَ يَتَدَبَّرُ أُمُورَهُ بمفْرَدِهِ  ،

 المِسْكِينُ لَابُدَّ أنَّ وَرَاءَ وُ جُودَهُ وَحِيدَاً قِصَّةٌ حَزِيِنَةٌ. 

 اتْفَقُوُا عَلَىٰ زِيَارَتِهُ وَكَانَتْ هَذِهِ أَوَّلُ زِِيَارَةٍ مِنّ أَهْلِ الحَيِّ لبِيَْتِ أَبُي مَعرُوُف وَقَرَّرُوا أَنْ يُكَرِّمُوهُ أَيْضَاً حَمَلُوا بَاقَةَ وَردٍ كَبِيِرَةٍ وَكِيسَاً مِنَ الفَاكِهَةِ وَعُلْبَةَ حَلوَىٰ وَأَرفَقُوهَا بِرِسَالَةٍ جَمِيلَةٍ :

 كُلُّنَا نُحِبُّكَ يَا أَبُوُ َمعرُوُفْ افتَقَدنَاكَ كَثِيِرَاً وَاشتَقْنَا إليَكَ لَنْ تَكُونَ وَحِيِدَاً بَعدَ اليَوْمِ نَحنُ أَهْلُكَ وَعَائِلَتُكَ ، وَقَد جِئْنَا  لنُِعلِمَكَ ِبأنَّنَا قَد قَرَّرنَا أَنْ نُهدِيكَ دُكَّانَاً صَغيِرَاً لِتَرتَاحَ مِنَ التَّجَوُّلِ وَجَرِّ العَربَةِ وَأنْتَ تَبيِعُ الحَلوَىٰ وَقَد أَطْلقْنَا عَلَيهِ اسْمَ دُكَّانِ أََبُو مَعرُوُفْ تَقْدِيرَاً لِجُهُودِكَ وَاعتِرَافَاً  بِفَضْلِكَ

بَكَىٰ أَبُوُ مَعرُوفُ وَهُوَ َََيَقْرأَُ الرِّسَالَةَ

 وَبَدَا عَلَيْهِ التَّأَثُرُ كَثِيرَاً فَقَالَ  َقد أَخَذَتِ الحَربُ عَائِلَتِي ، لَكِنَّ اللّٰهَ  أَعَادَهَا إِلَيَّ اليَوْمَ  أَكَبرَ  َوَأحْلَىٰ .لَقَد أَعَادَهَا إليَّ حَيَّاً بِأكملِهِ


هَلْ أَعَجَبتْكُمُ| القِصَّةَ |أَحبَابِي الصِّغَار  ،

 وَهَلْ أَعجَبَكُمْ تَكْرِيِمَ أَهْلِ الحَيِّ لأَبُي معرُوُف ؟؟؟

 وهَلْ أَدْرَكْتُمْ مِنْ قِصَّةِ أبُو مَعٓرُوُفْ كَيْفَ أَنَّهُ لَايَضِيعُ صَاحِبُ المَعرُوفْ  😉.


أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من قصّة اليوم في التعليقات بلهفة ..

🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍 


👵🏻كانت معكم| جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي|

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/16/2021 04:50:00 م 1

 الجَدَّةُ وَدُبُّ البَانْدَا

فَتَحَتْ سَلْمَىٰ بَابَ البَيْتِ بِالمُفْتاَحِ وَدَخَلَتْ  ُمُسْرِعَةً ِإلَىٰ غُرفَةِ الجُلُوسِ

تَقَدَّمَتْهَا  صَغِيرَتُهَا لِينَا ذَاتُ السِّتِ سَنَوَاتِ الَّتِي انْدَفَعَتْ ِإَلىٰ حَيْثُ تَجْلِسُ الجَدَّةُ وَارتَمَتْ فِي حُضْنِهَا وَهِيَ تَبْكِي

جَلَسَتْ سَلْمَىٰ عَلَىٰ الكَنَبةِ المُقَابِلَةِ وَأَسْنَدَتْ رَأْسَهَا ِإلَىٰ الوَرَاءِ وَقَدْ بَدَتْ  مُنْزَعِجَةً غَاضِبَةً

رَفَعَتْ الجَدَّةُ حَاجِبَيْهَا بِدَهْشَةٍ وَهِيَ تَضُّمُ حَفِيِدَتَهَا ثُمَّ نَظَرَتْ ِإلَىٰ كِنَّتِهَا مُتَسَائِلَةً عَنْ َتفْسِيرٍ لِمَا يَجْرِِي َوعَنْ سَبَبِ بُكَائِهَا


تََنهَّدتْ سَلْمَىٰ وَقَالَتْ لِلْجَدَّةِ : اسأَلِي حَفِيدََتكِ مَامَا ؟ 

لَقَدْ أَزْعَجَتْنِي بِتَصَرُّفَاتِهَا وَسَبَّبَتْ لِيَ الِإحرَاجَ  ، لَنْ أَصطَحِبَهَا مَعِي إِلَىٰ السُّوقِ بَعدَ اليَوْمِ  وَازْدَادَ بَكَاءُ لِينَا  

تَابَعَتِ الأُمُّ قَوْلَهَا : اشْتَرَيْتُ لَهَا دَفْتَرَ أَلْوَانٍ وَدُمْيَةً وَعُلْبَةَ حَلْوَىٰ وَمَجْمُوعَةً قَصَصِيَّةً

لَكِنَّهَا لَاتُرِيِدُ التَّوَقُفَ عَنِ الشِّرَاءِ وَكُلَّمَا مَرَرنَا أَمَامَ بَائِعٍ تَتَوَقَّفُ وَتِلِحُّ لِتَشْتَرِي شَيْئَاً مِنْ عِنْدِه ِ


  ضَحِكَتِ الجَدَّةُ وَهِيَ تَمْسَحُ دُمُوعَ حَفِيِدَتِهَا بِحَنَانٍ 

قَالَتْ سَلْمَىٰ :  تَضْحَكِيِنَ أُمِّي؟

 تَضْحَكِيِنْ؟

 هَلْ أَعْجَبَكِ تَصَرُّفُهَا؟   


قَالَتِ الجَدَّةُ  : إِنَّمَا أَضْحَكُ لِأَمْرٍ آخَرٍ 

بِالطَّبْعِ ليِنَا مُخْطِئَةٌ وَسَوْفَ تَعتَذِرُ مِنْكِ وَلَنْ َتعُودَ لِمِثْلِ هَذَا التَّصَرُّفِ ، لِأَنَّهَا فَتَاةٌ ذَكِيَّةٌ وَلَطِيفَةٌ 

لَكِنِّي تَذَكَّرتُ مَوْقِفَاً مَشَابِهَاً حَصَلَ مَعِي مُنْذُ أَكْثَرَ  مِنْ ثَلاثِيِنْ عَامَاً وِاتَّجَهَتْ بِبَصَرِهَا إِلَىٰ لِينَا وَقَالَتْ وَالضَّحِكُ يُغَالِبُهَا  :


كَانَ أَبُوكِ  آنَذَاكَ صَغِيِراً لَمْ يَتَجَاوَزْ عُمْرُهُ الخَمْسَ سَنَوَاتٍ  

اصَطَحَبْتُهُ مَعِي إِلَىٰ سُوقِ الأَلْعَابِ لِشِرَاءِ هَدِيَّةٍ لِطِفْلٍ قَريِِبٍ لَنَا دُعِينَا إِلَىٰ حَفلِ مِيِلاَدِهِ وَكَانَ عَلَيَّ أَنْ أَعُودَ بِسُرعَةٍ ِإلَىٰ البَيْت كَيْ يُوصَِلنَا جَدًّك إِلَىٰ الحَفْلِ

دُهِشَ أَبُوكِ لِكَثْرَةِ الأَلْعَابِ وَالدُّمَىٰ المَوجُوُدَةِ فِي هَذَا السُّوُقِ وَاسْتَهْوَاهُ دُبُّ قِمَاشِيٌّ كَبِيِرٌ، وَبَدَأَ بِالإِلْحَاحِ، ثُمَّ بالبكاء لِيُرغِمَنِي عَلَىٰ شَرَائِهِ

كَانَ كُلُّ تَفْكِيرِي وَقْتَهَا مَحْصُوُرَاً باِنْتِقَاءِ هَدِيَّةٍ ُمُنَاسِبَةٍ  وَلَمْ يَكُنْ لَدَيَّ مُتَّسَعٌ مِنَ الوَقْتِ لِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ 

لِذاَ لَمْ أُعِر إِلْحَاحَهُ اِهْتِمَامَاً كَبِيِراًَ 

لَكِنِّي وَعَدتُهُ بِشِرَاءِ مَا يُرِيِدُ فِي المَرَّةِ القَادِمَةِ 


فَجْأَةً  تَوَقَّفَ أَبُوكِ عَنِ البُكَاءِ وَعَنِ الِإلْحَاحِ

الحَمْدُ لِلَّهِ لَقَد كَانَ بُكَاؤُهُ يُشْعِرُنِي بِالتَّوَتُّرِ، يَبْدُو أَنَّهُ اقْتَنَعَ أَخِيرَاً

حَمَلْتُ عَلْبَةَ الهَدِيَّةِ بِيَدٍ وَكَانَت سَيَّارَةَ إطفَاءٍ وَأَمسَكْتُ يَدَهُ ُ بِاليَدِ الأُخْرَىٰ لَكِنَّهُ كَانَ يَمْشِي بِصُعُوبَةٍ مُتَثَاقِلَ الخُطُوَاتِ

لاَ بَأسَ لازَالَ غَاضِبَاً لِأَنِّي لَمْ أُلَبِّي طَلَبَهُ 

هَكَذَا فَسَّرتُ الَأمرَ وَقْتَهَا،  سَحَبْتُهُ مِنْ يَدِهِ وَأَسْرَعتُ الخُطَىٰ  


فَجْأَةً سَمِعتُ صِيَاحَاً مِنْ وَرَائِي، لَمْ ألَتَفِتْ فَقَد كُنْتُ مُستَْعجِلَةً وَلاَ وَقْتَ لَدَيَّ لِلفُضُولِ

َ صَارَ الصَّوْتُ أَكْثَرَ قُربَاً مِنِّي ثُمَّ أَحسَسَتُ بِيَدٍ كَبِيرَةٍ ثَقِيِلَةٍ تَهْوِي عَلَىٰ كَتِفِي وَبِصَوْتِ رَجُلٍ أَجِشٍ يَقُولُ : تَوَقَّفِي يَا لِصَّة لَقَد أَمسَكْتُكِ 

كَانَ هُوَ صَاحِبُ الصََوْتِ الَّذِي كَانَ يَصِيِحُ قَبْلَ قَلِيِلٍ


الْتَفَتُّ إِلِىٰ الوَرَاءِ فَإِذَا بَرَجُلٍ  مُكْفَهِرِّ الوِجْهِ وَالشَرَرُ يَتَطَايَرُ مِنْ عَيْـنَيهِ 

غَلَىٰ الدَّمُ فِي عُرُوقِي لَا سَيّمَا أَنَّ الَّناسَ قَد بَدَؤُوُا يَتَجَمَّعُوُنَ حَوْلَنَا  وَقُلْتُ لِلرَجُلِ بِاسْتِغْرَابٍ  :

 تَقْصِدُنِي أَنَا يَاسَيِّدُ ؟ بِالتَْأكِيِدِ أَنَّكَ مُخْطِئٌ

قَالَ بِعَصَبِيَّةٍ لَا لَسْتُ مُخْطئِاً أًَنْتِ لِصَّةٌ

ُ قُلْتُ لَهُ كُفَّ عَنِ الصِّيَاحِ يَا هَذَا لَقَد أَفْزَعْتَ طِفْلِي

فَصَرَخَ  وَطِفْلُكِ أيْضَاً لِصُّ سَأسْتَدعِي لَكُمَا الشُّرطَةَ 


خَافَ أَبُوكِ مِنَ الرَّجُلِ فَاخْتَبَأ خَلْفَ ظَهّرِي ، 

وَإِذَا ِبي أَلْمَحُهُ يَجُرُّ دَبَّا قِمَاشِيَّاً ضَخْمَاً، كَانَ كَبِيِرَاً جِدَّاَ يَا للِهَوْلِ كَيْفَ لَمْ انْتَبِهْ لِلأَمرِ. 

أَدرَكْتُ الآنَ لِمَاذا كَانَ  يَسَيِرُ مُتَثَاقِلَ الخُطُوَاتِ 

إِنَّهُ أَكْبَرُ مِنْهُ حَجْمَاً

عَقَدَتِ الصَّدمَةُ لِسَانِي ، إذاً فَالرَّجُلُ مُحِقٌّ يَا لَلْعَارِ 


شَدَدْتُ الدُّمْيَةَ الضَّخْمَةَ مِنْ يَدِهِ ِلأُعطِيهَا ِللرَّجُلِ لَكِنَّهُ رَفَضَ وَقَالَ  : لَقَد أَتْلَفَهَا وَلَدُكِ ، أَلَاتَرَيْنَ كَيْفَ يَجُرُّهَا عَلَىٰ الأَرضِ؟

 أُرِيِدُ ثَمَنَهَا

هَزَزْتُ بِرَأسِي مُوَافِقَةً… لَمْ أَجْرُؤْ عَلَىٰ الِإعتِرَاضِ

 ثُمَّ قُلْتُ بِِصَوْتٍ خَافِتٍ مُتَلَعْثِمٍ وَكَمْ تُرِيِدُ ثَمَنَهَا؟ 

قَالَ بِفَظَاظَةٍ أَلْفَ لَيْرَةٍ .


 شَعَرتُ أَنِّي فِي وَرطَةٍ كَبِيَرَةٍ إِذْ لَمْ يَتَبَقَّ مَعِيَ المَالُ الكَافِي لِدَفْعِ ثَمَنِ هَذَا الدُّبِ 

لَيْتَنِي لَمْ أَشْتَرِ الهَدِيَّةَ بَعْد. 

رَفَعْتُ نَظَرِي بحِيِرَةٍ وَإِذَا بِي ألْمَحُ أَخِي يَمُرُّ مِنْ هُنَاكَ

كِدْتُ أَطِيرَ مِنْ فَرَحِي، اسْتَجْمَعُتُ مَابَقِيَ لَدَيَّ مِنْ شَجَاعَةٍ وَنَادَيْتُهُ بِأعْلَىْ صَوْتِي

الحَمْدُ لِلَّهِ لقََدْ أَرسَلَهُ الَّلٰهُ لِإِنْقَاذِي مِنْ وَرطَتِي

تَكَفَّلَ أَخِي بِالمَوْضُوُعِ وَعُدنَا ِإلَىٰ البَيْتِ وَمَعَنَا الدُّبَ الكبَِيرَ وَأَبُوكِ يَكَادُ يَطِيِرُ فَرَحَاً بِهِِ


اتَّجَهَتِ الجَدَّةُ بِبَصَرِهَا إِلَىٰ دُبِّ البَانْدَا الكَبِيِرِ الَّذِي يَتَرَبَّعُ فَوْقَ التَرَابِيزَةِ فِي زَاوِيَةِ الغَرفَةِ وأشَارَتْ ِإلَيْهِ

فَشَهَقَتْ لِينَا : هَذَا هُوَ الدَّبُ جَدَّتِي!! ؟

هَزَّتْ جَدَّتُهَا  رَاْسَهَا وَقَاَلتْ : نَعَمْ حَبِيِبَتِي نَعَمْ إِنَّهُ هُوَ بِعَْينِهِ

أَبُوكِ يُحِبُّهُ كَثِيِرَاَ وَيَرفُضُ الإِسْتِغْنَاءَ عَنْهُ

ضَحِكَتْ سَلْمَىٰ وَقَالَتْ : إِذَاً لِينَا لَمْ َتفْعَلْ شَيْئَاً بِالنِسْبَةِ لِمَا فَعَلَهُ وَالِدُهَا 

فَتَحَتْ ذِرَاعَيْهَا فَرَكَضَتْ لِينَا وَارتَمَتْ فِي حُضْنِهَا  وَهِيَ تَقُولُ أُحِبُّكِ مَامَا سَامِحِيِني


تٌنَهَدَتِ الجَدَّةُ  وَقَالَتْ فِي سِرِّهَا الحَمْدُ ِللَّهِ حُلَّتِ المُشْكِلَةُ وَانْتَهَتِ الأُمُورُ عَلَىٰ خَيْرٍ


أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من| قصّة اليوم |في التعليقات بلهفة ..

🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍 


👵🏻|كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي|

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/16/2021 04:41:00 م 2

 زِيَادُ الثَّرثَارْ صَارَ يَحفَظُ الأسْرَارْ

زِيَادُ الثَّرثَارْ صَارَ يَحفَظُ الأسْرَارْ
 زِيَادُ الثَّرثَارْ صَارَ يَحفَظُ الأسْرَارْ 
تصميم الصورة : ندى حمصي 

جلسَ الأبُ إلىٰ مائدةِ الطعامِ والتَفَّتْ حَوَلهُ عائِلتُهُ كالمُعتَادِ

 ومَا أنْ فَرَغُوُا مِنْ طَعامِ الغَدَاءِ وبدأوا باحتِسَاء الشَّايِ، حتَّىٰ سَألتِ الأمُّ زوجَهَا عَنْ سبِبِ ضِيقهِ الَّذِي كَانَ بَاديَاً عَلىٰ وجِهِه أثْنَاء الطَّعامِ. 

قالَ الأبُ : إنَّنِي حَزينٌ لِأجلِ شَخصٍ أعرِفُهُ 

 فَقَد استَدعَاهُ مُعَلِّمُ صَفِّ وَلدِهِ وأخبَرَهُ بأنَّ ابنَهُ ثرثارٌ كثيرُ الكلامِ , وأنَّهُ يحدِّثُ رفاقَُه ويَحكِي لهُمْ عَنْ كُلِّ مَا يَجْرِي دَاخِلَ مْنزِلِهِ حتَّىٰ باتَ كُلُّ رفاقِ صفِّهِ يعرفُونَ أخبارَ أسْرَتِهِ ، 

وهُوَ مُسْتَاءٌ مِنهُ وَلايَعرِفُ كَيفَ سَيتَصَرَّفُ مَعَهُ  . 

وضَعَ زُهيرُ كُوبَ الشَّايِ مِنْ يَدِه 

وبلعَ ريقَهُ بِصُعُوبَةٍ، فَقَد لَفَتَ المَوضُوعُ انتِباهَهُ بِشِدَّةٍ ، لأَنَّهُ هُوَ أيْضَاً يَفعلُ ذِلكَ ،

 ثُمَّ تسَاءَلَ فِي نَفسِهِ وقَالَ: 

غَريبٌ ماَ يَحدثُ اليَومَ، لَقد حَدَّثنَا أسُتَاذُ التَربِيةِ والأخْلَاقِ عَنْ موضوع الأمانة ، 

وقَالَ بِأنَّ للبُيُوتِ أسْرَارُهَا ،

وَأنَّ  كُلَّ فَردٍ فِي الأسْرةِ مُؤتَمَنٌ عَليْهَا وَلايَجُوزُ أبَداً أنْ يَنْقُلَ مَا يَجْرِي دَاخِلَ بَيِتهِ لِأحَدٍ  ،

 وهَا هُوَ بَابَا الآنَ يَتَحَدَّث عَنْ نَفسِ المَوضُوعِ أترَاهُ يَكونُ مُعَلِّمُ صَفِّنا هُوَ المُعَلِّمُ الَّذي حَدَّثَ صَدِيقَ بَابَا عَنْ ولَدِهِ؟

شَعرَ بالقَلقِ وَتَمتَمَ أيَعقِلُ أَنْ أكُونَ أنَا المقْصُودُ بِكَلامِ وَالدِي ، لَكِنَّهُ مَا لَبِِثَ أنْ استَبْعَدَ الفِكْرَةَ. 

لالا... إنَهُ يَعرِفُ وَالِدَهُ جَيِّدَاً لَقَدْ قَالَ : بأنَّهُ وُلَدُ شَخْصٍ َيعْرِفُهُ 

 وَوَالدُهُ لا يكذِبُ أبداً وَلَوْ كَانَ هُوَ المَقصُودُ  لكَانَ وجَّهَ الكَلامَ إليْهِ، أْوْ لكَانَ رَمَقَهُ بِنَظْرَةِ عِتَابٍ عَلىْ الأَقَلِّ 

ثَّمَ تَابَعَ الأبُ كلامَهُ وقَالَ :

تخيَّلي يَا أمَّ زُهَيْر أنَّ هَذَا الوَلدُ قَد أخَبَرَ رفَاقَهُ عَنْ شِجارٍ عائِليٍّ وقَعَ بينَ أخَوَيْهِ ؟!!

 وعنْ مَبلَغٍ استداَنهُ أبوُهُ !!!

 وعَنْ ضُيُوفٍ جَاؤوُا لزِيَارَةِ أمِِّهِ !!!!

 وعَنْ مَرضٍ أصَابَ خَالَهُ !!!!

 وَعَنْ سفرِ عمَّتهِ!!!!


تنّهَّدَ زُهَيْرُ وقالَ بِصَوتٍ هامسٍ يا إلهِي إنَّ قِصَصُ بيتِهِ  تُشْبِهُ قِصَصَ بيتِنَا تماماً

شَهَقَتِ الاَّمُ وقَالَتْ :الثَّرثَارْ... كُلُّ هَذِهِ الأَخْبَارُ نَقَلَهَا لِرفَاقِهِ ثَمَّ قَالَتْ بامتِعاضٍ :

 مِسكِينٌ هَذَا الأبُ لَقَد تأَلْمتُ كثِيراً لأَجْلِهِ مَا أشَدَّ غباءَ ولدِهِ . 

هَلْ يكشِفُ الَعَاقِلُ أَسْرَارَ بيتِِه وخُصُوصِيَّاتِ عَائِلتِهِ أمَامَ الآخَرينَ هَا قَد وَضَعَ أَبَاهُ فِي موْقِفٍ مُحرِجٍ. 


شَعَرَ زُهَير بِالحَيْرَةِ مِنْ جَدِيدٍ وَأقْلَقَتْهُ هَذِهِ المُصَادَفَاتُ الَّتِي تَحدُثُ.

 فَعَادَ يَتَساءَلُ.. كَلامُ الأسْتاذِ فِي الدَّرسِ، وَحَدِيثُ والدِي فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ  وَكِلاهُمَا يَتَحَدَّثانِ عَنْ نَفْسِ المَوضُوعِ... 

لَِكنَّهُ فِي قَرارةِ نَفسِهِ بدَأ يَقْتَنِعُ بِالفِكْرَة وَأحَسَّ بالخَجَلِ مِنْ تَصَرُّفِهِ وَقَرَّرَ أنْ يُقْلِعَ عَنْ هَذِهِ العَادَةِ السَيِّئَةِ ، وهَزَّ رأسَهُ مُوَافِقَاً كَلامَ الأُسْتَاذِ وَكَلامَ  أمِّهِ وأَبِيهِ


وفِي اليَومِ التَّالِي سَألَ أسْتَاذُ التَّعبِيرِ تلَامِيذَهِ، مَنْ مِنْكُمْ يُحدِّثُنَا عَنْ قِصَّةٍ طَريِفَةٍ حَدَثَتْ مَعَهُ أوْ مَعَ أحَدِ أفْرَادِ أسْرتِهِ ؟ 

انْدَفعَ زُهيرُ ونسِيَ نفسَهُ فَرفَعَ يَدَهُ للِكَلامِ وقَالَ:  أنَا... أنَا..

 لَكِنَّهُ مَالبِثَ أنْ جَلسَ فِي مَكَانِهِ وعَدَلَ عَنِ الفِكْرةِ فَقَد تذَكَّرَ كَلامَ مُعَلِّمِ التَربِبَةِ وكَلامَ وَالدِيْهِ 

سَألهُ الأسْتَاذُ لِمَاذا جَلسْتَ مَكانَكَ يَا زُهَيْرُ هَلْ نسِيتَ القِصَّةَ؟ 

قَالَ زُهَيْرُ : لَا يَامُعَلِّمِي لمْ أنْسَهَا ولَكِنِّي تَذَكَّرتُ أنَّ أسرَارَ بيوتِنَا أمَانةٌ ، وَلا يَجِبُ أَنْ تُحكَى لِأحَدٍ . 

سُرَّ المُعلِّمُ بجوابِ زُهَيْرٍ، وطلبَ مِنْ الجَمِيعِ أَنْ يُصَفِّقُوا لَهُ


وفِي المَسَاءِ حدَّثَ زُهَيْرُ وَالِدٌاهُ بِمَا جَرَىٰ مَعَهُ فِي المَدرَسَةِ

تَنَهَّدَ والِدُهُ بِارتِياَحٍ وأوْمَأ بِعينَيْهِ إلىٰ زَوْجَتِهِ وهُوَ يَقُولُ : الحَمْدُ لِلّٰهِ أَنَّ وَلدَنا يُحَافِظُ عَلىٰ أَسْرَارِ عَائلَتِهِ وهو ليسَ كَولَدِ الشَّخصِ الثرثار الذِي حَدَّثْتُكِ عَنْه

 َثُمَّ عَانقَهُ والِدَاهُ وقَاَلا لَهُ إنَّنَا فَخُوُرَانِ بِكَ يَا زُهَيْرُ أَنْتَ وَلَدٌ ذَكِيٌّ وَلِبيِبٌ  وَتُحِبُّ أُسْرتَكَ   


مَا رَأيُكُمْ صِغَارِي الأعِزَّاءُ بتَصَرُّفِ والدِ زُهَيْر هَلْ أَعجَبَكُمْ؟ 

أرأَيتُمْ كَيْفَ تَصَرَّفَ بِحكْمَةٍ وَذَكَاءٍ وَلفَتَ نَظَرَ وَلِدِهِ  إلىٰ تَصُّرفِهِ الخَاطِئ 

 لَمْ ُيعَنِّفْهُ وَلَمْ يُعَاقِبْهُ وَلَمْ يَقُلْ لَهُ مُبَاشَرةً أنْتَ وَلَدٌ ثَرثَارٌ بَلْ نَبَّهُهُ ، وتَرَكَهُ يَكْتَشِفُ خَطَأهُ بِنَفْسِهِ ، 

هَذا مَانُسَمِّيِهِ بِالنَّصِيحَةُ غَيْرِ المَبَاشِرَةِ ، هَلْ لاحَظْتُمْ كَيفَ اسْتَفَادَ َزُهَيْرُ مِنْهَا وَتَرَاجَعَ عَنْ خَطَئِهِ . 



أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من| قصّة اليوم |في التعليقات بلهفة ..

🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍 


👵🏻|كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي|

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/06/2021 06:31:00 م

 الجَزاءُ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ 

الجَزاءُ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ
 الجَزاءُ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ 


كَانَ مُنِيرٌ يُحِبُّ عَمَلَ المَقَالِبِ كَثِيرَاً

 وَيَشُْعُرُ بِالسَّعَادَةِ كُلَّمَا عَمِلَ مَقْلَبَاً بِأحَدٍ مِنْ زُمَلاَئِهِ أَوْ جِيِرَانِهِ 

 وَتَمْلؤهُ الغِبْطَةُ  وَالسََُّروُرُ  فَيَضْحَكُ وَهُوَ يَصْفِقُ كَفَّاً بِكَفٍّ...  

 َتبَرَّمَ الجَمِيِعُ وَتَذَمَرُوُا مِنْهُ لِأَنَّهُ كَانَ  يُسَبِّبُ الضِّيِقَ وَالإِزْعَاجَ لَهُمْ وَاشْتَكُوهُ إِلِىٰ وَالِدِهِ وَمُعَلِمِيهِ

تَمَّ فَصلُهُ مِنَ المَدْرَسَةِ فَلَمْ يُقِْلعْ عَنْ عَادَتِهِ

 حَرَمَهُ أَبُوهُ المٌصرُوفَ وَعَاقَبَهُ فَلَمْ يُغَيِّرْ عَادَتَهُ 

مَرَّةً ...

حَدَّدَتِ المَدْرَسَةُ  مَوْعِدَاً لِاجْتِمَاعِ أَوْلِيَاءِ الُأمُورِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ المُعَلِّمُ تَوْزِيعَ البِطَاقَاتِ عَلَىٰ الطُلاَّبِ  لِدَعوَةِ آبَائِهِمْ  

لَكِنَّهُ أَخْفَاهَا وَلَمْ يُوَزِّعهَا 

وَطَبْعَاً لَمْ يَحضُرْ أحَدٌ مِنْهُمْ لِحُضُورِ الِإجْتِمَاعِ وَسَبَّبَ مُشْكِلَةً لِمُعَلِّمِ الصَفِّ مَعَ الِإدَارَةِ 

وَمَرَّةً...

 سَاعَدَ ابِنِ جِيِِرَانِهِ فِي تَوْزِيعِ بِطَاقَاتِ خُطُوبَةِ شَقِيقَتِهِ فَتَلَاعَبَ بِمَوْعِدِ الخُطُوبَةِ 

وَبَدَّلَ الرَّقَمَ وَاحِدُ المَوْجُود فِي التَّارِيِخِ المَوْجُودِ فِي بِطَاقَةِ الدَّعوَةِ إِلَىٰ الرَّقَمِ  سِتَّة مُؤَجِّلَاً المَوْعِد ضَحِكَ يَوْمَهَا كَثِيرَاً حَتَّىٰ سَالَتْ دُمُوعُهُ

 لِأَنَّهُ نَجَحَ فِي مَقْلَبِهِ

وَمَرَّةً ...

اتَّصَلَ بِأَهْلِ صَدِيقِهِ وَأَخْبَرَهُمْ بِأَنَّ وَلَدَهُمْ تعََرَّضَ لِحَادِثٍ وَوَقَعَ عَنْ الأُرجُوحَةِ وَشُجَّ رَأسُهُ فَقَلِقَ الأَهْلُ  وَأَسْرَعُوا إِلَىٰ المَدرَسَةِ 


وَكَانَ يُخِيِفُ رِفَاقَهُ بِحَشَرَاتٍ مَطَّاطِيَّةٍ  بلَاسْتِيكِيَّةٍ وَيَضْحَكُ مِنّ خَو فِهِمْ

وذَاتَ مَرَّةٍ...

 سَكَبَ المِلْحَ  فَوْقَ طَبَقِ الحَلْوَِىٰ  وَأَحرَجَ وَالِدَتَهُ أَمَامَ ضُيُِوفِهَا وَاسْتَغْرَقَ  كَعَادَتِهِ بِالضّّحِكِ


وَمَرَّةً وَمَرَّةً وَكَرَّةً وَكَرَّةً وَفِي كُلِّ مَرَّةٍ كَانَ يَضْحَكُ مُسْتَهْتِرَاً بِمَشَاعِرِ الآخَريِنَ 


أتَّفَقَ مُعَلِّمُ الصَفِّ مَعَ المُوَجِّهِ النَّفْسِيِّ فِي المَدرَسَةِ عَلَىٰ عَمَلِ مَقلَْبٍ بِهِ

 فَأعلَنُوا عَنْ رِحْلَةٍ مَدرَسِيٍّةٍ وَطَبْعَاً فَرِحَ بِالرِّحلَةِ 

وَكَالعَادَةِ وَجَدَهَا فُرصَةً مُنَاسِبَةً لِعَمَلِ مَقلَْبٍ بِرِفَاقِهِ وَهُوَ لَايَدرِي أَنَّهَا صُمِّمَتْ خِصِّيِصَاً لِأجْلِهِ

 لِلإِنْتِقاَمِ مِنْهُ وَِلتَأدِيِبهِ

وَفِي المَوْعِدِ  المُحَدَّدِ  

انْطَلَقَتْ الرِّحلَةُ وَذَهَبَ التَّلاَمِيذُ وَهُمْ مُتَشَوِّقُونَ لِيَرَوا مَا يَنْتَظِرُ مُنِيِرُ

وَضَعَ مُوَجِّهُ الصَفِّ مَادَّةً لاَصِقَةً قَوِيَّةَ المَفْعُولِ عَلَىٰ كُرسِيِّ الحَافلَِةِ الَّذِي سَيَجْلِسُ مُنُيِرُ عَلَيْهِ فَعَٓلِقَ بِالكُرسِيِّ  

وَلَمْ يَسْتَطِعْ التَّمَلُصَ مِنْهُ وَتَرَكَهُ الْجَمِيِعُ ِطِيلَةَ الرِّحلَةِ عَالِقَاً بِالكُرسِيِّ وَهُوَ يَتَفَرَّجُ عَلَيْهِمْ بِحَسْرَةٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ وَيَمْرَحُوُنَ أَمَامَهُ ِبأَِمَانٍ وَدُونَ

 خَوْفٍ مِنْ مَقِالِبِهِ وَهُوَ يَكِادُ يَمـُوتُ غَيْظَاً وُغَضَبَاً 


وَكَانَ قَد خَبَّأ ضَبَّاً  َكبيراً

 لِيُخِيفَ رِفاَقَهُ فِي الرِّحلَةِ وَيُرعَِبهَمْ  وَلِسُوُءِ حَطِّهِ لَمْ يَكُنْ بلَاسْتيِكِيَّاً هَذِهِ المَرَّةِ  بَلْ كاَنَ حَقِيِقِيَّاً

تَضَايَقَ الضَّبُ وَتَمَلْمَلَ فَخَرَجَ ِمنَ الكِيِسِ الَّذِِي. خَبَّأَهُ بِهِ مُنِيِرُ 

َصَارَ يَتَنَقَـلُ وُِيَمَشِي فَْوًقَ بَدَنِهِ  َولَمْ يَسْتَطِعْ  مُنِيرُ إبْعَادَهُ فَصَار يَصْرُخُ  ُمـسْتَغِـِيَثَاً وَهُوَ لاَ يًسْتَطيِعُ الهُرُوبَ مِنْهُ أًوْ إِبْعَادِهِ  َ

 وَرِفَاقَهُ َيمْرَحُوْنَ حَولَهُ وَيَضْحَكُون غَيْرَةعَابِئِيِنَ بِهِ 

شَعَرَ مُنِيِرُ بِأنَّهُ وَحِيِدٌ وَمَنْبُوُذٌ وَأحَسّ بِالحَرَجِ  وَ|الخَوْفِ|

 وََلمَّا شَارَفَتِ الرِّحلَةُ عَلَٰى الِإِنْتِهَاء ِ

َصَعَدَ مُوَجِّهُ المَدرَسَة  النَفْسِيِ إلِىٰ الحَافَِلةِ  فَبَدَأَ مُنِيرُ يَحتَجُّ وَيَشْكُو 

قاَلَ المُعلِّمُ : الجَزَاٍَءُ ِمن جِنْسِ العَمَلِ وَلَعَلَّكَ أَحسَسَتَ بِشُعوُرِ مَنْ آذَيّتَهُ بِمَقَاِلِبِكَ 

ثُمَّ تَابَعَ  أَرجُو أَنْ تَكُونَ قَد فَهِمْتَ الدَّرسَ يَا مُِنيرُ 

هَزَّ مُنِيرُ رََأْسَهُ  باسْتِسْلامٍ وَخَجَلٍ وَقَالَ: نَعَمْ َنعَمْ.... لَقَد فَهِمْتُهُ جَيِّدَاً يَا أُسْتَاذُ أَعِدُكَ  ِبألَّا أُزْعِجَ أَحَدَاً بَعدَ الََْيَوْمِ بِمَقَالِبي السَّخِيفَةِ 

  وَمِنْ يَوْمِهَا وَمُنِيرٌ لَا يَقْرَبُ المَقَالِبَ  أبَدَاً


ما رَأيُكُمْ أَحِبَّائي بِهَذا الدَّرْسِ هَلْ يَسْتَحِقُّهُ مُنِيرُ أَمْ أَنّّهُ كَاَنَ قٌاسِيَاً وَصَعْبَاً


أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من| قصّة اليوم| في التعليقات بلهفة ..

🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍 


👵🏻|كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي|

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/23/2021 01:09:00 م

 جُوُد ولدٌ عُدْوَانِيٌّ حَسُودْ  

 جُوُد ولدٌ عُدْوَانِيٌّ حَسُودْ 

يَكْرَهُ أَنْ يَرَىٰ أَحَدَاً أَفْضَلَ مِنْهُ ,وَهُوَ دَائِمَاً يُسَبِِّبُ المَشَاكِلَ لِرِفَاقِهِ ويثيرُ المتاعِبَ لأَهٰلِهِ.

 لَيْسَ لَهُ رِفَاقٌ لِأنَّ الجَمِيِعَ ينزعِجُونَ مِنْ تَصَرُّفَاتِهِ لِذَا تَراَهُ فِي أَغْلَبِ الأْوَْقَاتِ وَحِيدَاً دُونَ أصْحَابٍ .

رَكِبَ َذاتَ مَرَّة مَعَ صَدِيقِهِ كَرَمْ في سَيَّارَةِ أَبيِهِ

 لأَنَّ الطَقْسَ كَانَ مَاطِرَاً وَوَجَدَهُ وَاقِفَاً أَمَامَ المَوْقِفِ يَنْتَظِرُ َالحَافَِلةِ  ليَذْهَبَ إِِلَى المَدْرَسَةِ

 وََقتَهَا أَطَلَّ كَرَمْ مِنْ سَيّارَةِ أَبِيهِ وَنادَاهُ:

 جُوُدْ.... جُوُدْ....

 تَعَالَ وَارْكَبْ مَعَنَا 

 التَفَتَ جُوُدْ إِلَيْهِ وَلَبَّىٰ الدَعْوَةَ ُمُسْرِعَاً, كَانَتْ ثِيَابُهُ ُمبْتَلّةً َتنْقُطُ مَاءً وَكَانَتِ السَيَّارَةُ مُكَيّفَةً وَدَافِئَةً.

رَحَََّبَ ِبهِ وَالِدُ كَرَمْ  وَقَالَ لَهُ أَهّلاً بِكَ يابُنَيَّ.

جَلََسَ جُوُدُ فِي المَقْعَدِ الخَلْفِيِّ وَبَدَأَ يُنَقِّلُ بَصَرَهُ فِي السَيَّارَةِ الفَاخِرَةِ 

وَقَالَ فِي نَفْسِهِ: نَحنُ نَقِفُ تَحتَ المَطَرِ وَثِيَابُنا تَبْتَلُّ بِالمَاءِ وَهُوَ يَجْلِسُ فِي سَيَّارَةِ أبِيهِ المُكَيَّفَةِ الدَّافِئَةِ,

أَبُوهُ يَمْتَلِكُ سَيَّارَةً وَأَبِي لا يَمْتَلِكُ دَرَّاجَةً , 

مُؤكَّدٌ أَنَّ بَيْتَهُ أَجْمَلُ مِنْ بَيْتِنا ، 

مُؤَكَّدٌ أَنَّهُ يَمْتَلِكُ الكَثيِرَ مِنَ المَالِ وَالألْعَابِ ,

لِهَذِهِ الأَسْبَابِ هُوَ أَكْثَرُ اجْتِهَادَاً مِنِّي وَلَهُ الكَثيِرُ مِنَ الأَصْحَابِ وَالأَصْدِقَاءِ.

ثُمَّ أَخْرَجَ بِِهُدوُءٍ وَحَذَرٍ قِطعَةً حَدِيدِيَّةً حَادَّةً ِمنْ جَيْبِ حَقِيبَتِهِ وَأَحْدَثَ شَرْخَاً كَبِيِرَاً فِي القِمَاشِ المُخْمَلِيِّ الأََنِيِقِ لِلْمَقْعَدِ الخَلْفِيِّ حَيْثُ يَجْلِسُ. 

َلَمْ يَنْتَبِِهْ كَرَمْ إِِلَىٰ مَا فَعََلهُ جُوُد لِأَنَّهُ كَانَ يَجْلِسُ فِي المَقْعَدِ الأَمَامِيِّ بِجَانِبِ وَالِدِهِ ، 

لَكِنَّ أَبَاهُ شَاهَدَ مَا فَعَلَهُ بالِمرآةِ الأَمَامِيَّةِ للسَيَّارَةِ.

كَانَ الأَبُ حَكِيِمَاً فَقَالَ لِجُودْ :سَوْفَ أَمُرُّ كُلَّ يَوْمٍ لإِصطِحَابِكَ إِلىٰ المَدْرَسَةِ مَعَ كرَمْ.

 ثُمَّ أَخْرَجَ مِنْ دُرجِ السَيَّارَةِ عُلْبَةً مُغَلَّفَةً بِغلِاَفٍ ذَهَبِيِّ جَمِيِلٍ اسْتَغْرَبَ كَرَمُ تَصَرُّفَ أَبِيِهِ فَهَذِهِ هَدِيَّةٌ لِعِيدِ مِيلِادِ ِ ابْن عَمِّهِ طَارِقُ المُصَادِفِ غَدَاً ,وَقَدْ اشْتَرَيَاهَا مَعَاً .

 َََلكِنَّ أَبَاهُ  أَوْمَأَ لَهُ بِرَأسِهِ وَأبُوهُ طَبّعَاً يُحسِنُ التَّصَرَّفَ. إِنَّهُ يَعْرِفُ أَباَهُ جَيِّدَاً ,مُؤَكَّدٌ سبََجْلِبُ لَهُ غَيْرَهَا .

أَدرَكَ الأَبُ مَا جَالَ بِرأَسِ وَلَدِهِ الصَّغِيرِ فَفَرَكَ شَعرَهُ ِبيَدَهِ  ثُمَّ التَفَتَ إِلَىٰ جُودْ وَ قَالَ لَهُ : هَذِهِ هَدِيٌَّة لَكَ لِأَنَّكَ ُمهَذَّبٌ وَلَطِيِفٌ 

َبَلَعَ جُودُ رِيِقَهُ بِِصًعُوبَةٍ وَشَعَرَ بالِإحرَاجِ فَوَضَعََ حَقِيِبَتَهُ فَوْقَ مَكَانِ الخَدشِ فِيِ الَمًقْعَدِ لِيُخْفِيِهِ

ثُمِّ حَمَلَ حَقِيبَتَهُ وَنَزَلَ مِنَ السَيَّارَةِ مُسُرعَاً وَهُوَ َيضُمُّ الهَدِيَّةَ إِلَىٰ صَدرِهِ قَبْلَ أَنْ يَكْتَشِفَ أَحَدٌ فِعلَتَهُ 

فِِيِِ اليَوْمَ الثَّانِي مَرَّ وَالِدُ كَرَمْ أًمَامَ المَدرَسَةِ حَيْثُ يَقِفُ جُودٌ , نَادَاهُ وَاصطَحَبَهُ إِلَىٰ الَمدْرَسَةِ .

اسْتَغْرَبَ جُوُدُ مَجِِيِءَ وَالِدِ رَفِيقِهِ مُجَدَّدَاً وَقَالَ فِيِ نَفْسِهِ : إِذَاً لَمْ يَعرِفُ أَحَدٌ مَا فَعَلَتُهُ بِالْأَمْسِ

وَلَمَّا رَكِبَ جُوُدُ فِيِ السَيَّارَةِ  وَجَلَسَ فِيِ المَقْعَدِ الخَلْفِيِّ تَفَقَّدَهُ  لَكِنَّه تَفَاجَأَ إِذ ْأنَّهُ لَمْ يَجِدِ الخَدشَ 

تَحَسَّسَ بِيَدِهِ مَكَانَهُ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئَاً فَرَكَ جَبِيَنهُ ثُمَّ قَلَبَ كَفَّيْهِ بِحِيرَةٍ وَ تَسَاءَلَ وَلَكِنْ كَيْف؟ 

مُوُكَّدٌ قْدْ تَمَّ إِصلَاحَهُ 

 كَانَ وَالِدُ كَرَمٍ يُرَاقِبُهُ بِهدُوُءٍ ثُمَّ قَالَ له : انْتَبًًٌْه َيا وَلَدِي البَارِحَة ِ تَسَبَّبَتْ ِقطعَةٌ  حَادَّةٌ أَوْ نُتُوءٌ. مَعدَنِيٌّ حَادٌّ  بِتَمْزِيقِ المَقْعَِد الخَْلفِيِّ حَيْثُ َتجْلِسُ وَقَد أَصلَحْتُهُ مُنْذُ قَلِيِلٍ

انْتَبِهْ لِنَفْسِكَ جَيِّدَاً لئلا يُؤْذِيِك رَيْثَمَا أَعْرِفُ مَا هُوَ الشَّئُِ الَّذِي سَبَّبَ تَمْزِيقَ المَقْعَدِ 

تَنَهَّدَ جُودُ بِقَلَقٍ وَشَعَرَ بِالذَّنْبِ وَالخَجَلِ ثُمَّ خَفَضَ رَأْسَهُ ونَظَرَ إِلَىٰ أَرضِ السَيَّارَةِ تَحتَ المَقْعَدِ الخَلْفِيِّ حَيْثُ وَضَعَ الشَّفْرَةَ فَوَجَدَهَا َلاتَزَالُ مَكَانَهاَ فاَلتَقَطَهَا بِهُدُوءٍ شَدِيدٍ وَألْقَاهَا مِنْ شُبَّاكِ السَيَّارَةِ 

ابْتَسَمَ وَالِدُ كَرَمْ وَهَزَّ رَاْسَهُ مَسْرُوُراًَ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ خُفْيًةً مِنْ مِرآةِ  السَيَّارَةِ   

صَارَ وَالِدُ كَرَمْ يَأْتِي كُلَّ صَْبَاحٍ وَيَصطَحُِبُهُ إِلَىٰ المَدرَسَةِ  لَا بَلْ صَارَ يَأخُذُهُ مَعَ أَوْلَادِهِ وَأُسْرَتِهِ فِيِ نُزُهَاتٍ  وَجَوْلاَتٍ عَلَىٰ المَتَاجِرِ بَعْدَ إسْتِئذَانِ  أَهْلِهِ

وصارَ  جُوُدُ يَزُورُهُمْ فِي بيَْتِهِمْ  وَيُرَافِقُهُمْ فِي جَلَسَاِتهِمْ حَتَّىٰ أَحََّبهُمْ وَأَحَبُّوهُ 

وَهَذَا أَدخَلَ اليَهْجَةَ ِإلَىٰ  قَلْبِهِ وَزاَدَت ِالصِّحْبةُ بَيْنَ كَرَمْ وَجُودْ وَصَارَا رَفِيِقَيْنِ ُمُتَحَابَّيْنِ

أَصْبَحَ جُوُدْ اِجْتِمَاعِيَّاً أَكْثَرَ وَشَيئَاً فَشيْئَاً  بَدَأتْ تَزُولُ عُدْوَانِيَّتُهُ وَتَتَلاشَىٰ, لَا بَلْ بَدََأتْ مَلاَمِحُ طِبَاعٍ جَدِيدَةٍ تَظْهَرُ عَلَيهِ,

طِبَاعٌ لمْ يَرَهَا الجَمِيعُ  فِيهِ مِنْ قَبْلِ.

 َبدَا وَاضِحَاً تَغَيّرٌ َمَلْمُوسٌ فِيَِ سُلوُكِهِ  لَقَدْ انْقَلَبَ حَالُهُ وَ صَارَ وََلَدَاً مُهَذَّبَاً لَطِيفَاً يُحِبُْ النَاسَ وَيَتَمَنّىٰ الخَيْرَ لَهُمْ وَهُوَ الآنَ عُضْوٌ فِي فَرِيقِ كُرَةِِ القَدَمِ فِي المٌدْرَسَةِ

لَمْ يَعُدْ جُوُدُ وَلَدٌ عُدْوَانِيٌّ حَسُودٌ بَلْ صَارَ وَلَداً مُهَذَّباً َودُوُدٌاً وَ مُتَمَيِّزاً فِي دِرَاسَتِهِ مَحْبُوباً مِنَ الأَهْلِ وَالرِّفَاقِ وَالجِِيرَانِ

بَقِيَ أَنْ تَعرِفُوا أَنَّ وَالِدَ كَرَمْ كَانَ مُوَجِّهَاً تَربَوِيَّاً فِي مَدرَسَةٍ لِلبَنيِنِ 


هَلْ أَعَجَبَتْكُمُ القِصَّةَ أَحِبَّائِي الصِّغَار

هَلْ أَدْرَكْتُمْ أَنَّ الكَلِمَةَ الطَيَِّبَةَ وَالمُعَامَلَةَ الحَسَنَةَ هي غَرْسٌ طَيِّبٌ يُِنْبِتُ ثَمَراً طَيِّبَاً  يُهَذِّبُ النَّفْسَ وَيُقَوِّمُ السُّلُوكَ


أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من| قصّة اليوم |في التعليقات بلهفة ..

🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍 


👵🏻|كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي|

يتم التشغيل بواسطة Blogger.